الوقت في رمضان
تساءل إمام المسجد في خطبة قصيرة بعد صلاة التراويح : كيف كانت مضامين الوقت خلال هذا الشهر العظيم ؟ هل توقفنا عنده بتأمل ووعي، وهل تمعنا قيمته الإيمانية وافدنا من ساعاته الغالية ما ينبغي أن نفيد ؟ كيف نمضي اوقاتنا في شهر تتضاعف فيه الحسنات ، والشياطين تصفد، وأبواب الأجر مشرعة في كل جانب، فماذا فعلنا بكل هذه المغريات؟
لا اخفيكم ايها الاعزاء أنني سألت نفسي كما تساءل امام المسجد، فوقت رمضان ثمين وقيم، وساعاته لا تعدل أياما ولا حتى سنوات، ويكفي أن ليلة واحدة من لياليه تعدل ألف شهر، ومن هنا ندرك قيمة الوقت في رمضان، بأنه يختلف عن الوقت في سائر أيام السنة
أجل نحن في وقت من أشرف الأوقات والأيام تمر مر السحاب أيام هذا الشهر الكريم تنصرم يوماً بعد يوم، وكلما مر يوم انقضى من العمر فيجب المبادرة باستغلال شهر رمضان قبل أن لا تجده بعد عامنا هذا.
ولأهمية الوقت فإن الإنسان ستوجه إليه يوم القيامة أسئلة، وسيكون نصيب الوقت من هذه الأسئلة أوفر الحظ؛ فعـن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه). ومما لا شك فيه أنه لن يوفق للإجابة على هذه الأسئلة إلا من استغل عمره ووقته فيما ينفعه في دينـه ودنيـاه.
إذن فلنبادر جمعياً في استغلال الوقت الثمين والمحافظة عليه ولنشمر عن ساعد الجد في الاجتهاد في العبادات والطاعات فنحن مسؤولون بين يدي الله عن كل أيام حياتنا، فلنجعلها في طاعة الرحمن والبعد عن خطوات الشيطان. كان ابن مسعود -رضي الله عنه- يقول: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي". وانت عزيزي القارئ عليك ان تسأل نفسك: كيف تمضي شهر رمضان؟!
hg,rj td vlqhk