اللهم صل و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه
 
و سلم تسليما كثيرا
 
 اجعل الله صاحبا  ودعِ الناس َ جانبا .
 
 قال : صحبة غير الله ضياع ثم حسرة الأبد !
فاجعل الله صاحبا ، ودعِ الناسَ جانبا .!
 
 
قلت : ما ليَ بدٌ من الخلق !
 
قال : فاصحبْ من يعينك على طاعة الله سبحانه ، ويشدك إليه ، ويربطك به 
وانبذ عنكَ من يشغلك عن ربك جل جلاله 
ووطن نفسك على أن كل من شغلك عن ربك ، ولو ساعة من نهار أو ليل ،
فإنما هو قاطع طريق ليس إلا !!
وهل يعقل أن تصاحب قاطع طريق ، ويميل إليه قلبك ؟!
 
قلت : كثيراً ما اضطر إلى صحبة أمثال هؤلاء  بسبب ظروف عمل
أو صلات قرابة ، أو جوار أو دراسة ونحو ذلك 
 
 
 
قال : المضطر يأكل الميتة ، ولكن بقدرٍ ولا يزيد !!
وهؤلاء كن معهم بقالبك ، أما قلبك فيبقى مشدوداً إلى الله سبحانه .!
 
 
قلت : هذه تتعسر عليّ !!
 
قال : أولاً وطن نفسك على أن هذا هو ميدان مجاهدتك لنفسك ،
 
فإن صدقت الله في هذه المجاهدة ،
ساق إليك الخير من حيث لا تحتسب كما قال :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) 
ثم ذكّر نفسك دائماً : أنك ترغب أن تربح على الناس ،على أن يربحوا هم عليك !
 
 
 
قلت : زدني توضيحاً 
 
قال : اعلم أنه إذا انتصبت هذه الفكرة في عقلك واستقرت فيه ،
فإنك لا تتعامل مع أحد إلا وأنت عازم على أن تربح عليه ما يزيدك قربا من ربك ،
وليس العكس ** !
وهذا يجعلك تتعامل معه بما يكون سببا في زيادة رصيدك عند ربك سبحانه .
وهناك ما هو أعجب من ذلك 
 
قلت : ما هو ؟
 
قال :إذا صدقت في هذا ، وأحسنت مجاهدة نفسك في هذه الدائرة ،
وجدت صداها وبركتها بوضوح ، هذه واحدة ، والثانية :
أن عدوى هذه البركة ستسري إلى الطرف الآخر إن كان فيه خيراً ،
شعر بذلك أو لم يشعر وبهذا تكون قد ربحت مرتين !!
 
قلت : هذا كلام جديد والله أسمعه لأول مرة فجزاك الله عني خيراً 
 
 
قال : المعاني التي تحرك القلوب إلى الله وتهيجها لمزيد من القرب منه ،
تبقى جديدة أبداً ، وكلما أعدتها ازدادت صقلاً !
وكلما انفعلت معها وأنت تتحدث عنها ، شعر الطرف الآخر كأنه يسمعها لأول مرة !!
 
 
قلت : الله أكبر  ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء 
 
قال : نعم هو ما تقول  ولكن الله جعل أسبابا وسن سنناً ،
ومن عمل بتلك الأسباب ، وسار على تلك السنن ، منحه الكثير ،
وأعطاه أكثر مما وعده 
 
قلت : أسأل الله أن يعينني على ذكره وشكره وحسن عبادته 
 
قال : فاحمد الله إذن حمداً كثيراً على أن يسر لك مثل هذه المعاني ،
في الوقت الذي حرمها غيرك وهم بالملايين .!
 
قلت : الحمد لله حمداً كثيراً طيبا مباركاً فيه كما يحب ربي ويرضى .