تتزوجها لانها جميلة أم لانها ذكية
في حفل بهيج وسط عموم الناس، استدارت امرأة فاتنة أمام بصر الفيلسوف الأيرلندي برنارد شو، وكان شو دميم الخلقة، مسحت على عينيه بعينيها الساحرتين اللتين كانت تكنان ابتسامة بلهاء تنمْ عن عقل صغير! وقالت من دون عناء تفكير: هل تتزوجني؟ فيُوهب أولادنا جمالي وذكاءك. تأملها الفيلسوف وقال بتمهل: اسمحي لي سيدتي؛ ولكني أخشى أن يجمع نسلنا بين تواضع عقلكـ وقبح مظهري!! من ثم ذهب بعينيه إلى امرأة منزوية وقال : في حين أني لو اقترنت بتلك المرأة الذكية سأضمن لأولادنا العقل على الأقل
لا يحمل الرجال ما يحمله شو في جعبته وفي جمجمته، فقد يفضل البعض منهم امرأة غبية وجميلة ويرى في هذا "عز طلبه" وربما تكون متواضعة الجمال والعقل في الدرجة الثانية وقد يكره الزواج بأمرأة متفوقة عليه في العقل ويشعر بأنه يخوض معها حرباً حامية التحدي تفرض عليه أن يحيكـ الخطط لإثبات قوة عقله وإضعاف حيلها وعظمة كيْدها!
ولكن ماذا لو لمس الرجل قلب امرأة جميلة واستشف أنه خاوي العاطفة، وتحسس عقلها بأفكاره فوجده أجوف! وماذا لو انتفضت المرأة وأحست بأنها دمية حسناء تنتظر من يسبغ عليها نعمة الشراء أو النظر لجمال منظرها فقط؟
يقول الكاتب المصري أنيس منصور: فرق كبير بين أن تحبها لأنها جميلة، وأن تكون جميلة لأنك تحبها!!
بينما تقول الكاتبة القطرية وداد الكواري : كما يحيل التعود المنظر الطبيعي الجميل إلى شيء مُمل، كذلك يتحول الوجه الجميل إلى شيء مُمل، إلاّ إذا كانت هناك طبيعة تُشرق من خلاله. فجَمَال اليوم يصبح شيئاً عادياً. أما الطبيعة التي تكمن في الملامح العادية فهي جميلة للأبد، وهذا النوع من الجَمَال يتطور مع مرور الوقت. والزمن لا يدمره، بل يُنضجه
تختلف معايير الجمال من وجهة نظر ذاتٍ لأخرى كما أن بطاقات العبور إلى الأرواح مختلفة، وقد يجسد الحب المحور الأكبر ويليه الإعجاب أو الاستلطاف
أسئلة كثيرة تراودنا أحياناً، ما هو جمال المرأة؟ وهل يتوهج جمالها بالحب؟ وينضج بالذكاء؟ هل يفقر الغباء حسنها أو يغنيه؟ وهل يثقل الذكاء رأسها ويشطب بالشمع الأحمر أنوثتها!
jj.,[ih ghkih [ldgm Hl ghkih `;dm