جزاك الله خير وكتب لك الاجر والمثوبه
يعطيك العافيه خيي
وشاكره لك جميل طرحك
|
من يحمل هم الإسلام
إن الحديث عن حمل هم الإسلام يطرح بإلحاح أمامنا هذه التسأولات والتي هي موجهةٌ لكل من ارتضى الإسلام دينا .
ما الهم الذي تحمله ؟
هل يعتمل هم الإسلام في صدرك ؟
هل يعتلج هم الدعوة إلى الله بين جنبيك ؟
هل تتألم عندما ترى المصائب والنكبات تحل بالأمة ؟
أم هل طغت عليك همومك الشخصية فكنت مجرد رقم في تعداد هذه الأمة ؟
هل تخرج من عينك دمعة عندما ترى ما حل بالمسلمين ؟
أم أن هذا لا يحرك فيك ساكناً ؟
وأصابك كما أصاب غيرك برود المشاعر وجفاف الأحاسيس .
إن المتأمل في أحوال الأمة الإسلامية ممثلةً في أفرادها يجد أنها تعيش جموداً ملحوظاً في المشاعر تجاه قضاياها يتمثل ذلك في صور ومظاهر كثيرة .
والحديث عن حمل هم الإسلام يتطلب منا التأكيد على أمرين مهمين ، أولهما: أن هذا الهم أمرٌ تعبدي تؤجر عليه كما تؤجر على الفرح لنصر الدين وتمكينه روى البخاري عن أنس ومسلم عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن بالمدينة أقواماً ماسرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم حبسهم العذر "(1)
يا راحلين إلى البيت العتيق لقد سرتم جسوماً وسرنا نحن أرواحا
إنـا أقمـنا عـلى همٍ نـكابده ومن أقام على هـمٍ كمن راح
ثانيهما : إننا نتحدث هنا عن الهم الإيجابي الذي هو بمثابة الوقود للعمل لهذا الدين لا الهم المثبط المُقعد عن العمل ، ومن قبل عاتب الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم " فلعلك باخغٌ نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا " (2) ويقول تعالى " ولاتحزن عليهم ولاتكن في ضيقٍ مما يمكرون " (3) النهي هنا ليس للحزن الطبعي الفطري الذي يعتمل في صدر النبي صلى الله عليه وسلم لما يرى من إعراض المعرضين وتكذيب المكذبين ، إنما النهي عن الحزن المقعد عن العمل.
شروط من يحمل هم الإسلام :
1. من يحمل هم الإسلام في قلبه لابد له من شعورٍ فياضٍ يملك عليه لبه ومشاعره حزنه وفرحه غضبه وسروره . على سبيل المثال محمد صلى الله عليه وسلم اقرأ الأحاديث التي تكون فيها عبارات الفرح والرضا والحزن والسرور فيما يتعلق بسيرته . مثلاً : خرج فزعاً مذعوراً .رأيته مسروراً . رأيت البشر في وجه . رأيت في وجه الغضب . خرج تبرق أسارير وجه . فتغيض رسول الله . هذه المشاعر انظر فيما كان غضبه ورضاه صلى الله عليه وسلم فيما كان حزنه وسروره ؟ الجواب إنها مرتبطة بقضيته الكبرى قضية الدعوة التي ملكت عليه مشاعره وأحاسيسه أخرج البخاري في كتاب المناقب في باب صفة الرسول صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها مسروراً تبرق أسارير وجه فقال يا عائشة : ألم ترِ أن مجززاً المدلجي نظر آنفاً إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد وعليهما قطيفة ، نظر إلى أقدامهم فقال : إن بعض هذه الأقدام لمن بعض "
لماذا فرح النبي صلى الله عليه وسلم ؟ لأن أسامة بن زيد كان أسود وأبوه زيد لم يكن كذلك فكان بعض المنافقين يتكلمون في أسامة ونسبه من أبيه ، وكان ذلك يؤسف النبي ويزعجه خاصة مع قربه من بيت النبوة وكان مجززٌ قافياً يعرف الأشكال والهيئات .
من الأمثلة كذلك قصة كعب بن مالك وهي في البخاري كتاب المناقب قال كعب في القصة المشهورة فسلمت عليه ووجه يبرق من السرور ، وكان إذا سر صلى الله عليه وسلم تهلل وجهه حتى كأنه قطعة قمر أو فلقة قمر .
أنظر إلى شعور العشاق مع بعض أو شعور الأم مع ابنها وعاطفة الأمومة أو شعورك تجاه والديك ، وقارنها ببذل هذا الشعور لهذا الدين .لا نلومك على هذه المشاعر الجبلية لكن نريد شعوراً مشابهاً تجاه قضايا الإسلام والمسلمين، على أقل تقدير هموم في قلبك ، دموعٌ تأسى بها على المسلمين ، هذه الدموع سوف تصنع شيئاً ولو بعد حين .
ومن الأمثلة على ارتباط مشاعره صلى الله عليه وسلم بقضية الدعوة حديث في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت :" يا رسول الله هل أتى عليك يومٌ هو أشد من يوم أحد قال : لقد لقيت من قومك ما لقيت وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضتُ نفسي على ابني عبدياليل بن عبدكلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ( هذا في الطائف سخروا منه صلى الله عليه وسلم واستهزؤا به قال واحدٌ منهم : ما في الدنيا واحدٌ أحسن منك يرسله الله ، وقال الآخر : أنا أمزق ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك وقال آخر :… ) قال فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب "
انظر إلى المسافة بين الطائف وقرن الثعالب مسافة كيلومترات قطعها صلى الله عليه وسلم وهو مهموم غير مستفيق لم يدر بمسيره ذاك إلا وهو بقرن الثعالب مع أنه صاحب القلب الكبير وصاحب القوة والجلد والصبر والمؤيد بالوحي من السماء ، لكن مشاعره تكيفت مع هذا الدين.
إننا نحتاج إلى الأرق ونحتاج إلى القلق فهي البداية الضرورية التي لابد منها حتى يترفع المسلم عن هموم الدنيا الدنية هذه الهموم الصغيرة التي لا يشتغل بها إلا من لا هم له .
2. الشرط الثاني لمن يحمل هم الإسلام هو شعور المسلم بالتحدي من قبل أعداء الأمة من الكفار الصرحاء وغيرهم ، ولذلك فإن الأعداء يركزون على ألا يكون لدى المسلم شعور بالتحدي لذا تجد هناك دعوات غريبة مطروحة في الساحة في العالم العربي وغيره مفادها أنه ليس هناك أعداء للإسلام يقولون فيها انتهى هذا الكلام ولا يصلح تقسيم العالم إلى مسلمين وكفار بل القضية قضية شرق وغرب شرق متخلف وغربٌ متحضر والعلاقة بينهما علاقة مصالح متبادلة حتى أن بعض الجرائد المصرية كتبت مقال بعنوان " أسطورة أعداء الإسلام " !!
إن شعور المسلم بالتحدي هي النار التي يمكن أن تنضج هذا الإحساس تجاه الإسلام وقضاياه لكن هذا الشعور والتفكير قد أصابه خمولٌ وهمود وهذا محمد إقبال يبدئ انزعاجه ويقول :
أرى التفكير أدركــه خمولٌ ولم تعد العزائم في اشتعالِ
وأصبح وعظكم من غيرِ سحرٍ ولا نـورٍ يُطل من المقــالِ
وجلجلة الأذان بكـلِ صــوتٍ ولكن أين صوتٌ من بلالِ
منائركم علت في كلِ حئٍ ومسجدكم من العُبّادِ خالِ
إذن الصورة موجودة لكن الحقيقة غائبة . !
3. إن من يحمل هم الإسلام فإن كل شئ يذكره بقضية الإسلام الكبرى . ما يشاهد . ما يسمع . ما يحس .انظر إلى مشاعر البشر مع البشر . قصة الخنساء مع أخيها صخر وشعرها فيه
يذكرني طلوع الشمس صخراً وأذكره لكل غروبِ شمسِ
ولولا كثرت البـاكين حولـي على إخوانهم لقتلت نفسي
هذه مشاعر البشر مع البشر فما بالك بمشاعره مع قضيته الكبرى لابد أن تكون أعظم وأعمق وأرقى وأسمى .
تأمل في هذه النماذج . المسلم عندما يسافر إلى بلدٍ معين يشاهد مشاهد ومرآي ويرى منشآت ومباني وقصوراً وأمور كثيرة . ما الذي يلفت نظر ه ؟
من هذه النماذج حديث أم سلمة وأم حبيبة وكانتا فيمن ذهب إلى الحبشة ، بعد عودتهما إلى المدينة ماذا حدثتا رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثتاه عن كنيسةٍ رأيهن في أرض الحبشة يقال لها مارية وما بهذه الكنيسة من التصاوير.إذن الذي لفت نظر أمهات المؤمنين معبد للنصارى توضع فيه التصاوير ! كيف يصورون مريم ويصورون عيسى ويعلقونها في معبدهم !! هذا أمرٌ غريب فقال صلى الله عليه وسلم " أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً وصورو فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله عز وجل " (5) انظر كيف تكيفت اهتمامات أمهات المؤمنين مع قضية الإسلام ؟
من الأمثلة كذلك حديث جابر رضي الله عنه وقد ذكره الذهبي في مختصر العلو للعلي الغفار وه وعند ابن حبان وابن ماجة وغيرهم وهو أن بعض المسلمين لمت رجعوا من الحبشة سألهم النبي صلى الله عليه وسلم : ما الذي أعجبكم في الحبشة ؟ فقال أحد الصحابة : رأيت عجوزاً تحمل قربةً على ظهرها فجاءها شابٌ طائشٌ فدفعها فسقطت القربة فالتفتت إليه هذه العجوز فقالت : سوف تعلم يا غُدَر إذا نزل الله تعالى يوم القيامة لفصل القضاء وعرف كل إنسان ما له ووفيت النفوس ما كسبت كيف يكون جزاءك فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " صدقت صدقت لا قُدّست أمةٌ لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع "
تأمل ما الذي لفت نظر الصحابة ، صورة من صور الاعتداء وتعجب من يقين واعتقاد هذه العجوز فهي تعتقد عقيدة صحيحة في البعث والنشور والحساب ، ثم قرن هذا بمشاعر السواح اليوم !! لماذا لايتعجب المسلم في فقدان الإنسانية لدى الغرب ! لماذا لا يتعجب في التقدم التكنلوجي عندهم وكيف يصل المسلمون بهذا المستوى ! أو يفكر في خطط النصارى في تحويل المسلمين إلى دينهم ! المهم أن الإنسان إذا كان مشغول بأمر فإن كل شئ يراه يربطه بهمه الكبير
تأمل سيرة النموذج الأكمل في حمل هم الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم . في صحيح البخاري أنه صلى الله عليه وسلم مر على سبيٍ فرأى امرأةً في السبي فإذا رأت صبياً أخذته وألصقته ببطنها وأرضعته وضمته إليها فتعجب النبي من هذا المشهد واستفاد منه في تربية أصحابه في ربط ذلك بقضية شرعية قال لأصحابه : هل ترون هذه طارحةٌ ولدها في النار قالوا : لا والله يارسول الله وهي تقدر ألا تطرحه قال : " والله لله أرحم بعباده من هذه بولدها "(6) .
مثال آخر. حديث سعد بن عباده وهو في الصحيح قال : يارسول أرأيت لو وجدت مع امرأتي رجلاً أكنتُ أتركه حتى آتي بأربعة شهود قال : نعم قال : والله يارسول الله ما كنت أفعل كنتُ أضربه بالسف غير مصفح . فضحك صلى الله عليه وسلم ولكنه استفاد من هذا الموقف في تنبيه الصحابة إلى أمرٍ آخر فقال : " أتعجبون من غير سعد والله لأنا أغير منه والله تعالى أغير مني "(7)
4. من يحمل هم الإسلام لابد أن يبني علاقته أخذاً وعطاءً ، قرباً وبعداً ، قبولاً ورفضاً ،ولاءً وبراءً لابد أن يربط هذه الأشياء كلها بمصلحة الإسلام . فإذا كانت تعنيه مصلحة الإسلام حتى في أمور لا تتعلق به فكيف في أشياء يملكها في ذاته ! لابد أن يقدم فيها مصلحة الإسلام على مصلحته الشخصية إذا تعارضت في حال من الأحوال .
وكل المجتمع الإسلامي الأول هو نموذج حي في هذا التقديم ، فمن ذلك المسلم الذي كان يهاجر من بلده بلد الكفر إلى بلد الإسلام إلى المدينة المنورة أليس مرتبط عاطفياً ببلده . والإنسان بطبيعته يحب البلد الذي ولد فيه ونشأ فيه له فيه ذكريات كما يقول ابن الرومي :
وحبب أوطان الشباب إليهم مآرب قضّاها الشباب هنالك
إذا ذكروا أوطانهم ذكّرته عـهود الصـبا فيها فحنوا لـذلك
ولذلك بلال رضي الله عنه عندما هاجر فيمن هاجر من مكة إلى المدينة فأصابته الحمى فكان إذا اشتدت عليه يقول وهو لايعي ما يقول :
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً بوادٍ وحــولي إذخــر وجليلُ
وهل أردن يوماً ميـــاه مجنةٍ وهل يبدواً لي شامةٌ وطفيلُ
يتغنى بأبياتٍ يذكر فيها مواضع ومواقع وجبال قريبةٍ من مكة
وفي حديث عبدالله بن عدي لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وقف بالحزوّرة والتفت إلى مكة وقال :" والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت " (8) ودمعت عيناه صلى الله عليه وسلم .
فلما كانت مصلحة الإسلام تقتضي ذلك هاجر صلى الله عليه وسلم وهكذا بقية أصحابه ، مع أن الإنسان مرتبط بحب بلده إلا أنه قدم حب الدين على ذلك .
5. أخيراً فإن هذا الهم لقضية الإسلام لابد أن يتمثل في شئ تقدمه للإسلام في عطاء في مشاركة في عمل قل أو كثر صغر أو كبر تستطيع أن تقدمه للإسلام وينتفع به المسلمين .
بعد هذا كله ، هل أنت ممن يحمل هم الإسلامlk dplg il hgYsghl
جزاك الله خير وكتب لك الاجر والمثوبه
يعطيك العافيه خيي
وشاكره لك جميل طرحك
شاكرة لك طرحك يّ اخووي
بميزان حسناتك يّ رب
لاخلا منك ولا منك عدم
يديمك ربي
عاشت الايادى بما انزلت وبارك الله بيك وبهذة الكلمة والموضوع الروعة
لصف كلمة المسلمين ووحدة اليد بوجة الفتن الغربية وان شاء الله
الجميع منتبة لهذة الحركة الامريكية الصهيونية
تقبل ت7ياتى
أصدق التحايا
حياك الله أخي بوغالب
جزاك الله خير ع الطرح الطيبَ
جعله في ميزان حسناتكَ
دمت بخيرَ
.
« مدرسة التعامل مع المرأه | واحذرهم أن يفتنوك » |