قصص من شريط سراب الحب و الحب الزائف
* يقول أحد الأخوة : دخلنا مصلى العيد لهذا العام لنهيئه ونفاجأ بكلام قبيح مكتوب داخل المحراب بل مع رسمه قذرة يستحي الإنسان المسلم عن وضعها .
* قال لي أحد الأخوة : تقول أختي : أن صديقتها تتصل عليها الساعة الثانية ليلا وتقول لها: لا يأتيني نوم حتى أسمع صوتك وتظل معها ساعة أو ما قارب ذلك .
* ويقول آخر : اتصلت على أختي وهي معلمتها طالبة في وقت متأخر من الليل فقالت : لقد ذهب النوم عني بسبب شدة التفكير فيك ولا يأتيني نوم حتى أسمع صوتك
* تقول إحدى قريباتي : إحدى زميلاتنا تؤخرنا في بعض الأحيان ما قارب من ساعة إلا ربع ونحن ننتظرها في الحافلة
* في إحدى الدول الخليجية لما ألقيت هذا الموضوع جاءني شاب فقال : والله إن الذي قلته هو يقع لابن عمي فهو يرى حبيبه بين آيات القرآن يتخلخل
* وقبل أسبوعين اتصل عليّ شاب قبل الجمعة فقال والله أني إذا رأيت صاحبي لا أراه إلا وكأنه عاري وإذا ركب بجانبي فهو كذلك وإذا ذهبت فهو كذلك حتى أنني ابتليت وأنا في الصلاة أصلي باتجاه القبلة وصورته أمامي
* هذا أب جالس مع أبناءه وزوجته وهم يشاهدون الشاشة فمرت ممثلة بكامل زينتها وما كان من ذلكم الأب الذي لم يستحي من خالقه تعالى وبوجود زوجته وأبنائه إلا أن قال :انتظريني انتظريني سوف آتيك حتى أراك على الطبيعة
* يقول أحد الإخوة : خرجت من بيتي في رمضان الماضي مع نهاية العصر وقرب المغرب وإذا بي أرى ولدا وبنتا أعمارهم بين الخمس وست سنوات وهما يفعلان ما لا يرضي الله تعالى
* تقول إحدى المشرفات على إحدى الروضات : أثناء تجوالي في ممرات المدرسة أحسست بشيء غريب في دورات المياه دخلت لأستطلع الأمر فوجدت طفلا عمره خمس سنوات قد خلع ملابسه تماما ويحاول خلع ملابس زميله الأصغر منه والذي كان مستسلما ولم يبدي أي ممانعة من ذلك
* فهذا أحد التائبين عندما نصحته قلت له : أما تستحي تخلو بامرأة يزيد عمرها على 38 سنة ؟ عندها قال: والله لأول مرة في حياتي أفعل هذا عمره نحو 24 سنة ثم قال لي : وإني والله لتائب ثم قال بعدما ألححت عليه ما الذي دعاك لذلك ؟ قال : والله هي التي أغرتني بلباسها وبروز عينيها وهي بكامل زينتها
* وهذا شاب آخر يقول : تعلقت بأختي حتى فعلت معها الفاحشة عندما كنا نشاهد أحد الأفلام الخليعة ثم أردف كلامه قائلا : والسبب الأكبر أن أختي تلبس أمامي لباسا شبه عاري فتفتنني فلم أتمالك نفسي فواقعتها ثم كرر فقال : هي السبب هي السبب
* في أيام العيد رأيت فتيات صغيرات بين الخمس سنوات وست سنوات ويلبسن لباسا منكرا ما بقي إلا خيوط معلقة على أكتافهن فقط ويبين من أجسامهن شيئا كثيرا فقلت لهن بأسلوب لطيف : أليس هذا عيب يا فتيات؟ أليس هذا عيب يا بنات ؟
ثم قلت إن هذا يشبه لباس أهل النار فقالت إحداهن وهي صغيرة بأسلوب كأنها تكلم من هو أصغر منها : هذا ليس بعيب وهذا ليس فيه شيء فقلت : سبحان الله
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
وهذا هو حال والدها إذا مر بالشوارع والطرقات كما اعتدنا منه هداه الله وإذا بصوت الغناء يخرج من سيارته
* معلمة تعلقت بطالبة حتى وصل الحال بها أنها تمر بفصلها لتراها فقط يقول من حدثني بذلك: والسبب هو فقدان هذه الزوجة الحب من قبل زوجها
* يقول أحد التائبين وقد قال لي : يقول والله لقد انتكست مدة خمس سنوات وقد تربيت في أحضان الصالحين وعدت إلى الله ولي شهر كامل ولله الحمد والمنّة وأسأل الله الثبات ثم بدأ يحكي لي يقول : لما سمعت محاضرتك الحب الزائف قلت : لابد أن آتي إلى بيتك وأحدثك بما عندي من قصص كنت قد عشتها أيام الانتكاس والانحراف فجاءني من منطقته حتى جاءني إلى بيتي فأخبرني ببعض المواقف المأساوية ـ فأذكر لك طرفا منها ـ
يقول هذا الشاب : لقد كنت صاحبا لأحد المعاكسين وهذا معاكس أنعم الله عليه بجمال وصوت وحسن اللغة وجمال الأدب وغير ذلك إنه يسحر الفتيات سحرا يقول : ذات مرة اتصل على فتاة وعاكسها حتى جعل السماعة وأنا أسمع من جهاز الهاتف وإذا بتلك المرأة تقول لهذا الرجل : كلي استعداد لك وأنا على كامل التهيؤ بل مستعدة أن أعطيك راتبي الذي بمقدار تسعة آلاف ريال إن زوجي لا أراه الأربعين يوما والشهرين إلا يوما أو يومين فقدان العواطف ماذا ينتج عندنا ؟
* بل إن بعض التائبين لما يحكون قصصهم ماذا يقولون ؟
بعضهم يقول والله كان المؤذن يؤذن لصلاة الفجر وتقام الصلاة وأنا لا أستطيع أن أغلق سماعة الهاتف لكيلا ينقطع عني صوت صاحبي
* يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى في ذم الهوى : يحكى أن رجلا اجتاز بامرأة نصرانية فرآها فهويها من وقته وزاد الأمر به حتى ضُرب على عقله فحمل إلى المارستان وهو مكان المرضى وكان له صديق يتردد عليه ويترسل بينه وبينها ثم زاد به الأمر فقالت أمه لصديقه : إني أجيء إليه ولا يكلمني فقال : تعالي معي فأتت معه فقال له : إن صاحبتك أرسلت إليك برسالة فقال: كيف؟ فقال : هذه أمك تؤدي رسالتها فجعلت أمه تحدثه ببعض من الكذب فقال لصاحبه: لقد جاء الأجل وحان الوقت وما لقيت صاحبتي في الدنيا وأنا أريد أن ألقاها في الآخرة فقال له : كيف تصنع إذن ؟
قال : ارجع عن دين محمد وأقول عيسى ومريم والصليب الأعظم فقال تلك الكلمات فمات عليها عياذا بالله فما كان من صديقه إلا أن ذهب لتلك المرأة فوجدها مريضة فدخل عليها فجاء يحدثها فقالت : أنا ما لقيت صاحبي في الدنيا أريد أن ألقاه في الآخرة وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأنا بريئة من دين النصرانية فقال أبوها: خذها الآن فإنها من دينك فقام الرجل لتخرج معه تلك المسلمة فقالت شهادة التوحيد أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فماتت على تلك الحال
* وهذا شاب تعلق بشاب وصار بينهما الحب حتى أنه من شدة تعلقه وعشقه لهذا الشاب قال : لو خيرني الله تعالى يوم القيامة بين دخول الجنة والنار لاخترت لصديقي الجنة ودخلت أنا النار
* يقول أحد الأخوة نحسبه من أهل سفينة النجاة من الذين يدعون إلى الله تعالى يقول : اتصلت امرأة على أحد مراكز الهيئة المباركة نفع الله بها الإسلام والمسلمين وجعلها الله حفظا للمسلمين فقالت تلك المرأة : تقدم لخطبتي شاب أريد أن أطمئن عليه هل عليه بعض الملاحظات أم لا؟
فأخذ مسئول الهيئة يبحث عن اسمه فوجد أن عليه بعض الملاحظات فلما أخبر المرأة ونصحها بعدم الزواج منه وشكرها على حرصها وسعيها لسعادتها بادرته قائلة : كل هذا ليس بصحيح وما نعلم عنه إلا كل خير وما قلته خلاف الواقع فما كان منها إلا أن أغلقت الهاتف وبعد مدة وتأتي الأخبار بأن تلك الفتاة الآن في مستشفى الصحة النفسية والسبب في ذلك أنها قد انتهك عرضها من ذلكم الشاب الخائن الذي لا يريد الزواج والعفة في الحقيقة مما ولد لها هما وغما
* فتاة تكتب مأساتها التي عاشتها وذاقت أثرها بسبب هذا الحب إذ تقول هذه الفتاة : ما أريد أن تكتبوا مأساتي تحت هذا العنوان دمعة ندم بل اكتبوا بعنوان دموع الندم والحسرة إنها دموع كثيرة تجرعت خلالها آلاما عديدة وإهانات ونظرات كلها تحتقرني بسبب ما اقترفته في حق أهلي ونفسي وقبل هذا وذاك حق ربي إنني فتاة لا تستحق الرحمة ولا الشفقة لقد أسأت إلى أسرتي وأهلي جميعا لقد جعلت أعينهم دوما إلى الأرض لا يستطيعون رفعها خجلا من نظرات الآخرين كل ذلك بسببي أنا لقد خنت الثقة التي أعطوني إياها بسبب الهاتف اللعين الذي سبب لي الاتصال بذلك الإنسان المجرد من الضمير وأغراني بكلامه المعسول فلعب بعواطفي وأحاسيسي حتى أسير معه في الطريق السيئ وبالتدريج أتمادى في علاقتي معه إلى أسوء منحدر كل ذلك بسبب الحب الوهمي الذي أعمى عيني عن منحدر الحقيقة وأدى بي في النهاية إلى فقدان أعز ما تفتخر به الفتاة ويفخر به أبواها عندما يزفانها إلى الشاب الذي يأتي إلى منزلها بالطريق الحلال لقد أضعت هذا الشرف مع إنسان عديم الشرف إنسان باع ضميره وإنسانيته بعد أن أخذ مني كل شيء
وتركني أعاني وأقاسي بعد لحظات قصيرة قضيتها معه لقد تركني في محنة كبيرة بعد أن أصبحت حاملا آن ذاك لم يكن أحد يعلم بمصبيتي سوى الله سبحانه وتعالى عندما حاولت البحث عنه كان يتهرب مني على عكس ما كان يفعله معي من قبل أن يأخذ ما يريد لقد مكثت في نار وعذاب طوال أربعة أشهر لا يعلم إلا الله ما قاسيته من آلام الحمل الذي أثقل نفسيتي وأتعبها كنت أفكر كيف أقابل أهلي بهذه المصيبة التي تتحرك في أحشائي ؟
فوالدي رجل ضعيف يشقى ويكد من أجلنا ولا يكاد الراتب يكفيه ووالدتي امرأة عفيفة وفرت كل شيء لي من أجل أن أتم دراستي لأصل إلى أعلى المراتب لكن خيبت ظنها وأسأت إليها إساءة كبيرة لا تغتفر لازلت أتجرع مرارتها حتى الآن أن قلب ذلك الوحش رق لي أخيرا حيث رد على مكالمتي الهاتفية بعد أن طاردته عندما علم بحملي عرض على مساعدتي في الإجهاض وإسقاط الجنين الذي يتحرك داخل أحشائي كدت أجن لم يفكر أن يتقدم للزواج مني لإصلاح ما أفسد بل وضعني أمام خيارين إما أن يتركني في محنتي أو أسقط هذا الحمل للنجاة من الفضيحة والعار ولما مرت الأيام دون أن يتقدم لخطبتي ذهبت إلى الشرطة لأخبرهم بما حدث من جانبه وبعدما بحثوا عنه في كل مكان وجدوه بعد شهرين من بلاغي لأنه أعطاني اسما غير اسمه
لكنه في النهاية وقع في أيدي الشرطة واتضح أنه متزوج بل ولديه أربعة من الأولاد عندها وضع في السجن عندما علمت أنه متزوج أدركت كم كنت غبية عندما سرت وراءه كالعمياء
ولكن ماذا يفيد ذلك بعد أن وقعت في الهوة السحيقة التي جعلتني أتردى داخلها لقد ظن أنني ما زلت تلك الفتاة التي أعماها كذبه فأرسل إلي من سجنه امرأة تخبرني بأنني أن أنكرت أمام القاضي أنه انتهك عرضي فسوف يتزوجني بعد خروجي من السجن فلما عرض عرضه الرخيص رفضت عرضه والآن أكتب لكم بعد خروجي من سجن الشرطة إلى سجن أكبر منزلي ها أنا قابعة فيه لا أكلم أحدا ولا يراني أحد بسبب تلك الفضيحة التي سببتها لأسرتي فقد أهدرت كرامتها ولوثت سمعتها النقية لقد أصبح والدي كالشبح يمشي متهالكا يكاد يسقط من الإعياء بينما أصبحت أمي ضعيفة تهذي باستمرار وسجنت نفسها بإرادتها داخل المنزل خشية كلام الناس ونظراتهم أيلامون ؟
لا لا يلامون لقد دنس عرضهم ثم تختم رسالتها بقولها : إنني من هذه الغرفة الكئيبة أرسل إليكم بحالي المرير أنني أبكي ليلا ونهارا ولعل الله يغفر لي خطيئتي يوم الدين وأطلب منكم الدعاء لي بأن يتوب الله عليّ وأن يخفف من آلامي
* وهذه ضحية أخرى من ضحايا هذا الحب تزوجت من ابن عمها وكان ظالما لها أنانيا قاسيا لا يعرف الأحاسيس والمشاعر لاسيما وأنه يتناول المسكرات حتى بدأ يضربها عندها طلبت الطلاق فتم ذلك بعدما تمت معه سبعة أشهر ففارقته وهي تحمل بجنين منه وبعد مدة اختلطت عليها سعادة فراق ذلك الزوج العاتي وبؤس أسرتها بسبب تعاملهم القاسي فاتصلت بإحدى زميلاتها لتخفف همها وتؤانسها في مصيبتها ولكنها لم تتصل بالله تعالى أولا
عندما اتصلت بإحدى زميلاتها أخطأت في رقم الاتصال دون أن تشعر ورد عليها شاب فسألته عن صديقتها فقال : لقد أخطأت الاتصال وأثناء بحثها عن رقم صديقتها استغل ذلك الشاب هذه الفرصة لمعاودة الاتصال لوجود كاشف للأرقام بدأ يستغلها ويخادعها بكثرة اتصالاته ويخبرها بأراجيزه الكاذبة عن بعض ما وجده في حياته من المآسي خصوصا أنه طلق زوجته ويا للمصيبة الكبرى رق قلب الفتاة له خصوصا أن مشكلته الكاذبة وافقت مشكلتها فمع دوام الاتصال أخبرته عن مآسيها وهو يتظاهر لها بالبكاء والألم على حالها .
ومع مرور الأيام وتتابع المكالمات تحولت تلك الكلمات القائمة على بث الأحزان والآهات إلى كلمات الحب والغرام والوداد والمحبة وفي ذات يوم أخبرها أنه يرغب في نكاحها خصوصا أنها المرأة التي كان ينتظرها من زمن طلب أن يراها وتحقق ذلك قويت العلاقة بعد ذلك حتى كانت تعطيه بعض حليها لكي يقضي بعض ديونه.
وكانت ترد كل من جاء لخطبتها وكلها أمل في تقدم ذلك الشيطان لخطبتها حتى ولدت وسمت ولدها باسمه باسم العشيق وبعد مدة اتصل عليها وبيّن عزيمته على إتيانه لخطبتها خصوصا أنه توفر لديه المهر وطلب أن يراها ليذهبا إلى السوق ويشتري لها فستانا وخاتما فوافقت على الفور وذهبا عرض عليها الفستان وتم ذلك ثم ذهبا إلى شقة السكن المنتظرة ولما ذهبا طلب منها أن تجرب ذلك الفستان وتحت الخلوة المحرمة والنظرة الشيطانية المتجه بقصد العار
وما ظنك باثنين الشيطان ثالثهما وماذا يتصور أن يقع بينهما حتى كانت ساعة انسلاخ الإيمان وعصيان الرحمن لقد فجر بتلك العفيفة لقد فجر بتلك المغفلة وسلبها العفة والنزاهة واكتوت بنار العذاب عندها استيقظت من سبات الغفلة صرخت وبكت ولكن لا فائدة وجدوى طلبت إرجاعها إلى بيتها وهي تتجرع المرارة والألم وهو يُمنيها ويواعدها الخميس تلو الخميس وهي ترقب الهلال تلو الهلال ولكنها لم ترى بدرا قط فضلا عن رؤيتها هلالا بدأت تتصل عليه وهو يتهرب منها حتى رد عليها ذات مرة بنبرة حادة غاضبة اسمعيها مني بكل وضوح لا يمكن أن تكون امرأة مثلك زوجة لي أبدا لأني لا يمكن أن أثق بها قط وأرجوك أن يكون هذا آخر اتصال بيننا صعقت وهي تسمع هذا الكلام منه لقد سقط القناع وانكشف المستور ظلت شهرا ونصف وهي طريحة الفراش من هول الصدمة وشدة الموقف بدأت تكره الحياة بل كرهت ولدها الصغير لأنه يذكرها بذلك الغادر فلما تماثلت للشفاء أحست براحة وفي ذات يوم أصيبت بدوار وغثيان عندها سقطت مغمى عليها حملها أبوها للمستوصف
تم إجراء الفحوصات جاء الخبر مثل الصاعقة للوالد مبروك مبروك ابنتك حامل أظلمت الدنيا في عيني الأب اضطرب تفكيره عقدت الدهشة لسانه لم يدري ما يقول ولا كيف يتصرف ولكنه طلب من الطبيبة ألا تخبر البنت بذلك وما كاد الأب أن يصل إلى البيت وهو يحمل نارا في قلبه حتى خلا بها في الغرفة لوحدهما وعندها أخبرها الخبر الذي لم يستطع أن يتحمله قلبه بضع دقائق صدمت وهي تسمع والدها يخبرها الخبر واختلطت أوراقها في رأسها توقف لسانها عن الكلام احتقن الدم في رأسها انخرطت في بكاء مرير أصابها الذهول والاندهاش لم تفق من ذلك كله إلا حين ضربها أبوها وصاح بها قائلا: كيف حملت يا فاجرة ؟
كيف حملت يا فاجرة ؟
أخبريني بكل الحقيقة أخبريني كيف حملت؟
فأخبرته الخبر وكيف كانت علاقتها لم يتمالك الأب نفسه وهو يسمع الكلام والأحداث والتفاصيل من ابنته التي خانت وباعت عرضها للشيطان انهال عليها ضربا وركلا وصفعا وهي تصرخ وتبكي وتستغيث وتتوسل إليه أن يسامحها أفلتت من قبضة أبيها أسرعت تركض باتجاه باب الغرفة لتهرب منه جن جنون الأب لذلك تناول بغير شعور منه تحفة حديدية كانت بجواره ورماها بها فأصابتها في مؤخرة الرأس سقطت على الفور مغمى عليها أخذت الدماء تسيل من رأسها توافق ذلك مع دخول أخيها إلى المنزل فرآها ملقاة على الأرض والدماء تنزف من رأسها
فأسرع بنقلها إلى المستشفى وهناك تم إجراء بعض الفحوصات الأولية لها ثم جرى عرضها على الطبيبة المختصة جاءت المفاجأة المذهلة لقد أصيبت بتهتك شديد في الأعصاب البصرية المتصلة بمركز الإبصار الموجود في الدماغ فقدت البصر تماما وأما الجنين الذي في بطنها فقد مات متأثرا من الضربات التي تلقتها على بطنها بقيت في المستشفى عشرة أيام ثم خرجت منه وهي عمياء لا ترى شيئا وبيدها عصا تدلها على الطريق ظلت في بيتها جثة ملقاة على سريرها احتوشتها الهموم من كل جانب وأحاطت بها الأحزان من كل صوب
لقد خسرت كل شيء فخسرت والدها وخسرت ولدها الصغير الذي طالما تحرك في حشاها لاسيما وأن ولدها الأول توفي إثر حادث وقع له تزداد لوعة قلبها عندما تتذكر قول أبيها وهو يقول لها دائما : اللهم اجعلني ادفنها في التراب بيدي اللهم اجعلني ادفنها في التراب بيدي لأدفن معها الخزي والعار
كفلها أخوها بعد ذلك ومع مرور الأيام بدأت تتغير معاملته لها حتى فهمت ما وراء ذلك طلبت من أخيها أن يلحقها بإحدى دور رعاية العجزة والمسنين وذوي العاهات الدائمة لتقضي هناك ما تبقى من عمرها حيث ستجد هناك من يقوم على خدمتها ورعاية شؤونها وقالت صاحبتها : وهي في كل صلاة تدعو وتقول اللهم انتقم لي من ذلك الفاجر وتسمي هاتك عرضها اللهم انتقم لي من ذلك الفاجر يا حي يا جبار وفي ذات يوم سألتها زميلتها التي تقيم معها في نفس الغرفة قائلة : من هذا الذي تدعين عليه عقب كل صلاة ؟ فأجابت بصوت متهدج تخنقه العبرة والأسى : إنه صاحب الحب الزائف إنه وهم العشق والغرام أنه فتى الأحلام المنتظر أنه ذئب من ذئاب الحب خدع مئات الفتيات الباحثات عن السعادة فقالت لها صاحبتها : وما فعل بك ؟ قالت : لقد ضيع شرفي وعفافي وشبابي وعمري دمر صحتي ومستقبلي وآمالي وآلامي وسمعتي ثم ختمت كلماتها فقالت : لقد حطم الحب حياتي
انتهت بتصرف من سراب الحب
* فتاة تعلقت بشاب وجرها إلى الرذيلة ثم تركها ملوثة بالعار ظلت تبحث عنه ووجدته ثم بدأت تخادعه بحبه وحب لقاءه فتم اللقاء في تلك الشقة المظلمة بالمعاصي طلبت السهر على الخمر لكي تحلو السهرة فلما سكر وغطي عقله طعنته عدة طعنات لكي تمحو نار قلبها فلما مات نقلته إلى السطح فأراقت عليه البنزين فأحرقته بالنار تريد أن تحرقه تبعد عنها كل ما كانت تراه منه فها هي تقدم نصيحتها بعدما ذاقت مرارتها وهي خلف قضبان السجن إذ تقول تلك الفتاة : ابتليت بهذا الحب الزائف هذه هي مأساتي المروعة وتلك هي قصتي الدامية وتلك هي نهايتي المظلمة سطرتها لتكون عبرة وعظة لكل فتاة مسكينة مفجوعة تبحث عن الحنان والسعادة وتنشد الزواج والاستقرار الأسري والطمأنينة النفسية عن طريق المكالمات الهاتفية أو بواسطة التسكع في الأسواق والاختلاط بالرجال أو عبر شبكة السوء الانترنت لأقول لها : لقد أخطأت الطريق أختاه فلا تستمري في الخطأ ثم قالت بنبرة حزينة : أختاه أفيقي قبل فوات الأوان وتيقظي قبل أن تفقدي عرضك وأسرتك وسمعتك ومستقبلك وشبابك واحذري ثم احذري ذئاب الحب فالرجال عجينة واحدة فاحذري أن تكوني أنت الضحية القادمة والسعيد من وعظ بغيره
* هذا شاب يعيش في أسرة محافظة عفيفة ولكنها غافلة تعرف على بعض الشباب أصحاب الأفلام وضياع الأعمار فوقع في الحب الزائف لبعض الأشخاص حتى أوقع في شراك عمل الفاحشة
* وحدثني من أثق في حديثه أن شابا تعلق بشاب حتى أصيب بمرض الحب الزائف فجاءه صديقه الثعلب فقال : إني أطلبك طلبا قال : وما طلبك ؟ قال : أن تمكنني من نفسك ـ عياذا بالله ـ فما كان من الآخر إلا أن طاوعه حتى صار هذا حالهم حتى أصيبا بمرض في عينيهما مثل الحشرات الصغيرة ولم يتعظا بذلك واستشرى الأمر بصاحب الهوى أن يستغل فرصة الاتصال على صديقه حتى تداخل مع أخته فتمكن الصديق الأول من أخت صديقه وفعل معها العار دون علم من صديقه
* وهذه ضحية أخرى شاب تعلق ببعض أقاربه ولكنهم كانوا عقارب استغلوه وجعلوه إمعة يسيرونه كيفما شاءوا خصوصا عندما امتلكوه بإعطائه سيارة حتى طلبوا منه فعل الفاحشة ـ عياذا بالله تعالى ـ وهددوه ببعض الصور وإبلاغ أبيه بها إن لم يفعل فجاءني وهو مضطرب الحال فقلت له : اصبر فإنك صاحب حق وهم أهل باطل وأصحاب هوى ورفقاء شيطان والله يقول : ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا) صبرته قلت : أعلم أن الله سينصرك ما دمت تائب وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه عندما قال له : (( أحفظ الله يحفظك ))
وهذه قصة لمثل هذا وغيره لمن هُدد بالصور لمن هُدد بالأفلام لمن هُدد بالأشرطة والتسجيل لنقول له : التجأ إلى الله تعالى واعلم أن الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين هذا شاب هدد فتاة بإبلاغ أبيها بالصور وكذلك زوجها الذي تقدم لخطبتها فظلت الفتاة في رعب وخوف خصوصا أنه يهددها ويقول : إذا لم تمكنيني من نفسك فسأفضحك وأقدم الصور لأهلك فتقول الفتاة : فأصبحت في حيرة من أمري وتوجهت إلى الله عز وجل أدعوه بإخلاص أن يخلصني من هذا الرجل وبعد زواجي بيومين علمت أنه أراد الذهاب إلى زوجي ومعه الصور التي كنت أتراسل بها معه فترة طغيان الهوى على الإيمان وفي ذهابه إلى مقر عمل زوجي وقع له حادث فاحترقت السيارة ومن فيها وتوفي هو على إثر ذلك عندها تأملت قول الله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا )
* ولا أنسى تلك القصة التي حدثني بها أحد طلبة العلم أنه أرسلت إليه فتاة قصتها بعد صلاة التراويح وتقول : أنها كانت تكلم إحدى صديقاتها عبر سماعة الهاتف لتتدارس معها القرآن فسمعها أخو الفتاة فعشقها حتى جلس يسجلها وهي تقرأ القرآن عند ذلك تقدم لخطبتها فرفضت بإصرار بسبب أنه ليس ذو دين وبعد ذلك هددها بإعطاء الشريط المسجل لأهلها وأنها كانت تحادثه يقول الشيخ : قلت له اصبري والتجئي إلى الله تعالى الذي يكشف الكرب والبلاء ويزيل الهم والعناء فالتجأت إلى الله بصدق وإخلاص ودعاء خصوصا في ساعات السحر
تقول الفتاة : جلست أقوم الليل ولا أنسى في الدعاء أن الله يكفيني من هذه المصيبة وخلال مدة وجيزة تأتي صديقتها فتقول لها : فلانة سامحي أخي اعفي عنه فقالت : ما الذي قد حصل ؟ لم أؤذيه بشيء ولم أفعل له شيء قالت الأخت : لقد أصيب بحادث في هذا اليوم كاد يموت قرر الأطباء أنه سوف يكون مقعدا إلى أن يشاء الله بل وحالته خطيرة فقالت: لم أؤذيه بشيء بل هو الذي آذاني عندها قالت : سوف يعطيك الشريط المسجل يقول الشيخ : فأرسلت إليّ رسالتها وهي تحمد الله تعالى أن الله قد حماها
* يقول لي أحدهم : صحبت شابا أصغر مني سنا فتعلق به قلبي تعلقا شديدا حتى وقعت في الفاحشة ـ عياذا بالله تعالى ـ على جهة الاستمرار حتى بدأت أضيع الصلوات ـ وهذا شاب أعرفه لا يفوت فرضا في المسجد ومن الصالحين أحسبه والله حسيبه ـ يقول : بدأت أضيع الصلوات وأسافر للمحرمات في بعض الأحيان كل أسبوع ثم قال : لقد عرفت دائي فأريد علاجي فقلت له : أنت موظف من سنوات ولله الحمد فلماذا لا تتزوج ؟ ووالدك وإخوانك يعينونك بإذن الله فرد عليّ بصوت مشوب بحزن : لقد خسرت ما يقرب من ستين ألف ريال خلال هذه المدة القصيرة من مصاحبة هذا الشاب وغيره وقصته طويلة يرويها لي وقلبي يتفطر وكلامي بالتوجيه يتقطع وتخنقني العبرة وأنا أبين له وأرشده
* رأيت طالبا مهموما بسبب فقدان محفظته فقلت له : لماذا تحزن عليها وهل فيها مال ؟
قال : لا يهمني المال ولكن فيها صورة اشتريتها أنا وزميلي بثلاثمائة ريال شاب في أول ثانوي يقول هذا الكلام
* قبل أيام في محاضرة الحب الزائف في جدة كتب لي أحدهم يقول : أحكي لك قصة كنت أعيشها مع صاحبي أحد زملائي تواعد مع صاحبه على سهراتهم الليلية فقال صاحبه : أنا عليّ الليلة الفريسة فلما تواعدوا ولم يعلم الطرف الآخر من سوف تأتي يقول : فلما جلس الرجل وجاء الأول بالفتاة في أحد الشقق المفروشة ذهبت تعد الشاي وتتزين لهم والرجل الآخر جالس في صالة الشقة وإذا بها لما دخلت وإذا بها زوجة الرجل الآخر يقول : صدم من ذلك الموقف وصدمت المرأة وهي ترى زوجها لم يتكلم بكلمة واحدة إنما تمالك شيء واحدا الخروج من ذلك المجلس فلما خرج طلقها ولما طلقها وهي علمت عن نفسها فما كان منها إلا أن أحرقت نفسها ـ عياذا بالله تعالى ـ فماتت بعدما قتلت نفسها
* جاء أحدهم إلى أحد المشايخ عندنا في المنطقة أحد حفاظ كتاب الله تعالى وقصة والله فيها عِبرة وعَبرة جاء للشيخ فقال : يا شيخ لقد نسيت القرآن كله كاملا لا أتذكر آية من القرآن قال : ما هو سببك ؟
قال : أنني أعرف مشكلتي قال : ما هي مشكلتك ؟ قال : تعلق قلبي بفتاة بسبب اتصال بالخطأ ذات مرة فجلست أستمر معها بالاتصال يقول : لا أرى حرام ولا أسمع حرام إنما أنا صاحب قرآن إنما هي معصيتي هذه يقول : ولما أصبحت هذا اليوم نسيت القرآن كله
rww lk avd' svhf hgpf , hgpf hg.hzt