عندما أخذت عليك عهدنا القديم
الذي يتجدد داخلي كل يوم
و مع كل صبااح و مساء أترنم به
حتى أصبح ترتيله أتعوذ بها من خطيئة النسيان
و أتعوذ تكرارا و مرارا بألا يتغشى سماءنا الجفا و يأس من اللقاء
يا سيدي
هي الأقدار جمعتنا و جرفتني عيناك إلى وديان الأشواق
حتى كدت أفقد روحي من شدة الظمأ
و عندما تمر خاطفة نظرتك من أمامي
تتعثر قدماي في مسيرها و ترجف روحي خشية أن تكون
تلك آخر النظرات
عندها تغشاني سحائب تحجب ما حولي فلا أرى
من حولي و أكاد أجزم ألا وجود لأحد
يا حبي
رغم كل هذه المسافات و عتمة الصمت التي تغتال روحي
و ترنح روحي على مرآفيء البوح
و جنوح ذاتي لرسم خربشات حلمي
ما زلت راكعة في هيكل الأماني
أتلمس نور الأمل المتوهج من قنديل الرجاء
لعل فجري ينبلج و يبدد كل يأسي و أصحو على روعة اللقاء
سيدي
أتعلم أني عند الغروب أقبل جبين الشمس
لتهديك لظى حنيني و أشواقي
و في دجى الليل أرسم ملامحك لتراه نجماتي
و أحملها أمانة سلامي
أتعلم ماذا تدندن شفتاي تحت ضوء القمر ؟
(سنين و سنين و أنا صابر و راح أصبر كمان و كمان )
حتى الطيور المهاجرة و كل الوجوه العابرة و المسافرة
و أمواج البحر الهادرة
سألتهم يبحثوا عن وليف روحي
أين سارت به دروب الحيااة ؟
أين هو عن جمر به فؤادي اكتوى
يا ملاكي
كيف تصفني بالقسوة
أنت لا تدرك كيف صنعت حولي سياج عالية
كيف أغلقت كل نوافذ الحياة على نفسي
و أصبح بخاطري يجول سؤال لا أجد له جواب
خطيئة من هذا الفراق و البعاد
من الذي بعثر خرائطنا حتى تباعدنا و تخالفت دروبنا
من من ؟! 
مع خالص حبي
(ملكة العشق)