حكمة الحب
نحت الستارة جانبا وكشفت عن وجه الصباح الذي بدأ يطل على ارجاء المكان .فتحت ازرارقميصها
لاحتضان نقاوة الهواء وبدأت تتمرآى بالضياء الفضي . ساقتها الايام وهي تحاول التخلص من قناع
الحزن وعثرات الرحيل بين ان تكون على مسافات البر والبحر ، لتتلو صلوات الانتظار في غابة
المغادرة تتخفى في الطواف بين القباب المقدسة ولاتعلن وتتكتم الامر بكل سرية ، بينما اخذت اشعة
الشمس تنزف خارج النافذة ، كانت هذاا اليوم على موعد غاية في الاهمية ،لم يطرأ عليها أي اضطراب
في باديء الامر ، لكن النهر وسيرها الحثيث وحافة الرصيف كفيلان بخلق اسئلة قلقة داخل نفسها
التواقة وهي تقدر ان تعلن دون مواربة هذه المرة وتضع النقاط على الحروف .لم تكن فتاة لعوب او
تهوى المغامرة بقدر ما اهتزت وربت ، رغبة كانت تخالجها بين الصعود والهبوط .كفت عن الكثير
من التخرصات الا عبارتها التي رنت تحت وسادة الموعد الاثير وهي ترددها همسا مع النهر (انا احبك
حبا مدمى بالحكمة ) وحينما اطلقت عبارتها تلك سورته بالذهول واخرست جفاف نفسه المدماة بالخذلان
حتى قال بصوت مهموس انت عالمي الذي لااموت خارج اسواره . انتبهت الى المارة واصبحت على
مرمى اقدام من بناية المصرف حتى ولجت اقدامها الباب ،سورتها ارتجافة اشهى من برودة صباح
قائظ .مسحت المكان بأشتهاء النظر ،حتى ارتكن بصرها الى نظارة تبتسم لاصفة من بعيد وهي تلحس
صحيفة يومية او دفترا مفتوحا .تستهويه روحها التواقة ان تكون داخل الاسطر ،تعانق العيون من
بعيد . احتوته بكل الاشياء ، الطاولة ، الكرسي ، الصحيفة المفتوحة ، الدفتر على عكازة الكلمات
مركونا الى الجانب الايمن ، نزفت كل التعابير لم تجد ما تقوله ، سوى لغة العينين السواديين البراقتين
يندلق فيهما المحيط والبحر دفعة واحدة ، ليغرق كل شيء الا بريق اللقاء ، هي تغمس اضطرابها
بكلماته التي تقول :*(حبيبتي ياواحة البلور يامرمرا مغمسا بالنور ، اكاد من تشوقي اليك للقاء اطير
في مطارح الغيوب والسديم دونما جناح ، اكاد اشرب النجوم ، امسك القمر بين يديك . )توقفت
قبالته بكل اهتزاز المسافات بينهما ، حتى اعتلت رابية المحبة واختصرت الكلمات وتداعت القوى
بالضعف والوهن . كان موعدا ساقته الايام واصبح الان تحت رحمة اللحظات ، ليكون قصيدة صامتة
تعجز انامل الفنانين في تحريك خيوط الوانها حتى يتحول الصمت الى صمت اخر ينطق بكل لغات
العالم .
p;lm hgpf