الموضوع: بين الدراما والإنترنيت

بين الدراما والإنترنيت


أصبح الإنترنيت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فإلى جانب كونه منبعاً مهماً للمعلومات، أصبح في إمكان أي منّا أن يرى حقيقة الأمور دون مجاملة أو مبالغة. فأي موضوع يخطر على بالنا، أصبح في إمكاننا أن ننشئ حوله صفحة على "الفيسبوك" مثلاً، ونتابع تفاعل الناس وتعاطي الجمهور مع هذا الموضوع، قبولاً أو رفضاً، كما أنّ الإنترنيت أصبح يعطي صورة أوضح لما هو ناجح من الأعمال الفنية مثلاً، أو غير ذلك. وإلى جانب كل هذا، أصبح الفنان يعرف مكانته.
قد يكون من المبكر أن نتناول موضوع دراما رمضان منذ الآن، حيث إنّ الصورة لم تتضح تماماً بعد. ولكن رمضان، الذي سيزورنا بعد حوالي 4 أشهر من اليوم، قد لا يكون درامياً كالأعوام السابقة. فما يحدث في الوطن العربي، وخاصة ما حدث في مصر، سيجعل حجم الإنتاج أقل كثيراً مما كان منتظراً من الدراما المصرية. وبالتالي، فعلى القنوات التلفزيونية أن تملأ هذا الفراغ، إمّا ببرامج أخرى، وهذا مستبعد، أو بمسلسلات أخرى، وهنا تلمع الفرصة الذهبية أمام الدراما السورية والدراما الخليجية، لتأخذا فرصة إستثنائية هذا العام، ربّما لن تتكرر بسهولة، لأن مصر ما يبدو مقبلة على مرحلة من النهضة في جميع المجالات، وهذا ما ننتظره منها ونتمناه لها.
الدراما السورية، التي مرّت بنجاحات كبيرة وأزمات ساحقة، بدت العام الفائت متماسكة من حيث النوعية، ولكن لم تقدم أعمالاً كثيرة، فغلبت النوعية على الكمية. ونحن لا نريد العكس، بل نريد أعمالاً بالنوعية نفسها، ولكن بعد أكبر من المسلسلات. وإذا كانت بوادر الإنتعاش تلوح في الأفق من بعيد في الدراما السورية، إلا أنّه مازال هناك بعض الوقت لتقديم بعض المشروعات الجيِّدة، لكسب الوقت وبالتالي كسب الرهان، وإنجاز طفرة جديدة تذكرنا بالطفرة التي شاهدناها منتصف التسعينات من القرن الماضي، وتلك التي شاهدناها في أوائل هذا القرن. ولتحقيق ذلك، يُفضّل الإبتعاد عن مسلسلات الأجزاء وتقديم مشروعات جديدة تكون عالية الإتقان من حيث النص والإحراج والإنتاج والتمثيل، وبهذه الحالة تكون الدراما السورية قد حرقت مرحلة كبيرة من الركود ستعود عليها وعلى الفنانين السوريين بالخير.
أمّا الدراما الخليجية، فهي الأخرى أمامها فرصة ذهبية، خاصة أن أغلب القنوات التي تحرص على التميّز هي قنوات خليجية، وبالتالي، فهي تهتم كثيراً بالدراماً الخليجية، ولكن مشكلة الدراما الخليجية، على الرغم من التميّز في بعض أعمالها، إلا أنها مازالت تعاني النمطية في تناول الحكايات، وليست الجرأة، التي قد تصل حدود الوقاحة في بعض الأعمال، هي الحل للخروج من النمطية، ولكن على الدراما الخليجية أن تصبح أكثر تنوعاً، وأن تقدم ألواناً لم تقدمها من قبل، ومثال ذلك المسلسلات التاريخية التي مازالت أسيرة الدراماً السورية والمصرية، وبعض التجارب الأخرى، علماً بأنّ الفن الخليجي فيه من الأسماء اللامعة الكثير، والقادرة على تجسيد أي دور مهما كان صعباً.

---

fdk hg]vhlh ,hgYkjvkdj