روسيا تعارض هجوما بريا بليبيا
قالت روسيا إنها تعارض شن أي عملية برية في ليبيا بينما طردت فرنسا 14 دبلوماسيا ليبيا لتأييدهم العقيد معمر القذافي وسط استمرار القتال الدائر بين الكتائب الأمنية والثوار وتفاقم الأزمة
الإنسانية.
وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الجمعة أن بلاده تعارض شن أي عملية برية في ليبيا.
وكان لافروف التقى نظيره الصينى يانغ جيتشي في موسكو، وبحثا خلال لقائهما الوضع في ليبيا وسوريا، فضلا عن الانعكاسات العالمية بعد إعلان الولايات المتحدة مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وسيجتمع وزير الخارجية الصيني في وقت لاحق مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف لبحث الاستعدادات للزيارة الرسمية المقرر أن يقوم بها الرئيس الصينى هو جينتاو لروسيا.
في غضون ذلك، قال دبلوماسي فرنسي -فضل عدم الكشف عن هويته- إن بلاده طردت 14 دبلوماسيا ليبيا سابقا "معظمهم كانوا يستخدمون وضعهم الدبلوماسي كستار" واعتبروا أشخاصا "غير مرغوب فيهم"، ومنحوا مهلة بين 24 و48 ساعة لمغادرة البلاد.
وتعود الإشارة إلى هؤلاء المسؤولين على أنهم دبلوماسيون سابقون إلى قرار فرنسا الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي وهذا يعني أن مسؤولي نظام العقيد معمر القذافي هم مسؤولون سابقون.
يأتي ذلك في أعقاب تشديد العقوبات على نظام القذافي حيث شملت تجميد أرصدة ثلاث شركات يمثلها نظام القذافي هي داليا الاستشارية المحدودة ومقرها لندن، وشركة البث الإذاعي الليبي، وفرع شركة الاستثمارات الخارجية في الجزائر.
مجموعة الاتصال
وفي تطورات اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا في العاصمة الإيطالية روما أمس، قررت المجموعة إنشاء صندوق مالي خاص لدعم الثوار يحمل اسم الآلية المالية المؤقتة ويسمح بنقل الأموال إلى المجلس الوطني الانتقالي بطريقة فعالة وشفافة.
ودعا وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إلى الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي, كما تحدث عن احتمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا خلال أسابيع. وتدرس دول المجموعة السبل القانونية لتمويل الصندوق بجزء من الأموال الليبية المجمدة في الخارج.
من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الإدارة الأميركية التي تعمل بشكل وثيق مع الكونغرس، قررت إصدار قانون يسمح باستغلال جزء من الأموال الخاصة بالقذافي ونظامه في الولايات المتحدة في مساعدة الشعب الليبي.
وأشارت كلينتون إلى أن الولايات المتحدة ستساهم بـ53 مليون دولار استجابة للنداء الذي أطلقته الأمم المتحدة، وستقدم مساعدة مادية قدرها 25 مليون دولار إلى المجلس الوطني الانتقالي. وكان المجلس طلب الحصول على قروض تصل إلى ثلاثة مليارات دولار لمواجهة الحاجات الملحة بما في ذلك الغذاء والدواء.
بدوره أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عقب الاجتماع أن بلاده تعهدت بالمساهمة بما بين 400 و500 مليون دولار، وهي مستعدة للإسهام بما يساوي هذا المبلغ في المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن الكويت ساهمت بمبلغ 180 مليون دولار.
وذكر وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه أن استخدام هذه الأموال يطرح "مشاكل قانونية"، لكن فور إيجاد حل لها سنتمكن من استخدامها لتمويل الصندوق الخاص.
وتضم مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا -التي شكلت بلندن في مارس/آذار الماضي- الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودولاً عربية مثل قطر والأردن والمغرب ومنظمات دولية بينها الأمم المتحدة والجامعة العربية وحلف شمال الأطلسي.
موقف النظام
وفي تعليقه على الموقف الغربي، اعتبر خالد الكعيم -وكيل وزارة الخارجية في نظام القذافي- أن أي نقل للأصول الليبية المجمدة إلى المعارضة في بنغازي, هو عمل غير قانوني ويدمر مصداقية المنظمات المالية العالمية. وأضاف الكعيم أن نقل الأموال للمعارضة هو شبيه بالقرصنة في عرض البحر، حسب تعبيره.
وقال الكعيم إن "ليبيا ما تزال وفقا للقانون الدولي دولة ذات سيادة، وأي استخدام للأصول المجمدة هو كالقرصنة في عرض البحر. هذا عمل غير قانوني، وأنا متأكد أن المشرّعين في هذه البلدان وخصوصا في بريطانيا وأميركا لن يسمحوا بنقل أموال الحكومة، وإلا سيصبح العالم فوضى، وسيضر هذا بمصداقية المؤسسات المالية العالمية ولن يحترمها أحد في الغرب".
تطورات ميدانية
ميدانيا، ذكرت وكالة رويترز أن أكثر من عشر قذائف هاون سقطت داخل الأراضي التونسية قرب بلدة ذهيبة الحدودية.
من جهتها، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من ثلاثين ألف ليبي عبروا الحدود الغربية نحو تونس هربا من القتال الدائر بين كتائب القذافي والثوار. وتوقعت المفوضية ارتفاع عدد اللاجئين ليصل إلى خمسين ألف لاجئ على الأقل بنهاية الشهر الحالي.
وقال الثوار إنهم تمكنوا أمس من استرجاع السيطرة على مدينة الكُفرة وإنهم يحاصرون كتائب القذافي داخلها. وذكروا أنهم دمروا ثلاث دبابات وقتلوا عددا من أفراد الكتائب في حملة تطهير في قرية بوروية غرب مصراتة.
وأضاف الثوار إن كتائب القذافي قصفت منطقة الغيران في جنوبي مصراتة بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية طويلة المدى، مما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة عشرين.
من جهة أخرى نقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم الثوار في الزنتان قوله إن غارات جوية قام بها حلف شمال الأطلسي دمرت مروحيتين على الأقل بينما كانت كتائب القذافي تحمّلهما على شاحنتين.
وقال المتحدث إن الشاحنتين كانتا متجهتين إلى بلدة تيجي على الحدود مع تونس بالقرب من الزنتان حيث تقصف الكتائب قوات الثوار التي تسيطر على البلدة.
v,sdh juhvq i[,lh fvdh fgdfdh