لا شك أننا قد مررنا في مراحل مختلفة من حياتنا بطلب لكتابة شيء ما ، خاطرة، قصة، نثر، مقالالخ
أتذكرون ماذا كنا نفعل لننهي فقرة من كتابتنا؟ كنا نضع نقطـة و نبـدأ سطراً جديداً كذلك حياتنا تحتاج بين الحين و الآخر إلى أن نضع نقطة ننهي بها سطوراً عديدة خططناها بمـداد أفعالنا و أقوالنا و تجاربناو نبدأ سطراً جديداً و أخالنا حين نبـدأ سطراً جديداً، نحاول جعله مميـزاً، و مختلفاً، لنتشجع على الإكمال، و نحاول دائماً أن نجعله أفضل سطر،فترانا نمسح و نمحو و نفكر و نهذب و نشذب لتظهر ألفاظنا مـؤثرة جميلـة فلم لا نفعل ذلك لسطور حياتنا؟ لماذا لا نبـدأ سطراً جديداً، و نحقق رغبة دفينة تنادي في أنفسنا أن أروني النور، إنه شيء نحتاجـه جميعاً و بشـدة، فما هذا السطر سوى خـطوة قد تكون عظيمة في أهم صفحات، إنها صفحات حياتنا فما خلقنا إلا لعبادة الله و إرضاءه –عز و جل- ، فلم لا نبـدأ سطراً جديداً يعيننا على تحقيق ما خلقنا له قال تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلّا لِيَعْبُدُونِ﴾[الذاريات:56] لا تقل لا أستطيـع، أو غـداً، أو فيما بعـد قال أحدهم "و دع طول الأمل ، فكم أعاق طول الأمل النجاح" لا تنتظر دقيقة معينـة، لتبدأ علاقة جديدة مع خالقكعلاقة أفضل من سابقتها، بقلب منيب و راغـب و إن كنت تريـدفقد جاءتك نفحـات ونسائم عطـرة تـدعـوك لتفعل ذلك
قلبي الذي عصـى، و أثم
قلبي الذي قد غفل و سهـا
لكنـه في النهاية يحن
يحن للإيمان و السكينة و العـودة لله –عز و جل-، و أن يبـدأ حياة جـديدة
فلنضع نقطـة بعد سطور كثيرة
و لنبـدأ سطراً جـديداً بالإيمان و العمل الصالح ، قال تعالى:-
(إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)-
لنثـق
بأن لحظـة صدق مع الله و أن قلباً منكسراً أحرقه الذنوب و توبة صادقة
كفيلة بأن تبدل سيئاتك حسنات و أن تؤهلك لكسب محبة الرحمن –عز و جل-
فجدد النية و اعقـد العزم.لحياة جديدة, حياة في طاعة الرحمن –جل في علاه-
و حاذر من كيد الشيطان و مثبطات العزم و مضيعات الوقت، فكم أضاعت الغفلة من خير و كم فوت طول الأمل و مثبطات العزم من فلاح
.
.
قال تعالى :-
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)- طه 82