الملاحظات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: أنفاس الطابق الأخير

بسم الله الرحمن الرحيم روايتي: أنفاس الطابق الأخير بقلمي: القمــــر كله أرجو ممن ينقلها أن لا ينسبها لغيري. الفصل 1 أنا فتاة عربية

  1. #1 أنفاس الطابق الأخير 
    المشاركات
    3,260
    بسم الله الرحمن الرحيم

    روايتي: أنفاس الطابق الأخير

    بقلمي: القمــــر كله


    أرجو ممن ينقلها أن لا ينسبها لغيري.

    الفصل 1


    أنا فتاة عربية في الثامنة عشر من عمري توفي والدي في حادث سيارة مروع كنت حينها في الثامنة فقط ,

    مازالت المشاهد تتمثل أمامي ,الحطام ,السيارة ,التصادم ,واخيرا منظر والدي الحبيب المضجر بالدماء

    وبعدها بعدة ايام فقدت امي التي مرضت وتركتني. لكن الغريب انني كنت اتذكر ابي اكثر من امي

    اذ كان جدا حنون يضمني في حضنه وانفاسه تداعب اذني ويمسح على شعري وهو يقول:بنتي شعرها ذهب.

    اسمي ديمة طولي 160 سنتيمتر ووزني 50 كيلوجرام شعري الذهبي الحريري ينسدل حتى فخذي

    لي عيون عسلية تغشاها طبقة من الدموع فتكسبها بريقا فاتنا ذلك لان حياتي بائسة.

    أعيش مع عمتي وزوجها في مدينة لوس انجلوس بامريكا الشمالية أدرس الثانوية لكنني في الحقيقة مجرد اضحوكة لهم في المدرسة وخادمة لعمتي وزوجها واولادها

    كان لعمتي 3 ابناء سمير الذي يعمل بالطب في باريس

    وامير ومنير

    و3 بنات سميرة واميرة ومنيرة

    نحن نسكن في منزل جد كبير أشعر فيه بالخوف .

    كان الظلام والأتربة تسكن آخر طابقين أما الطابق والثاني والثالث فكان يعج بأبناء عمتي وبناتها

    وصديقاتهم وأصدقائهم على الدوام

    لكنني كنت اعاقب دوما وارمى في الطابق الاخير وحيدة حيث يتخللني الخوف الشديد

    خاصة وأن أحداثا غريبة بدأت تحصل لي ولمن حولي هاكم قصتي لتعيشوا خوفي

    افتحوا الأضواء واجلسوا بجانب الكبارهع

    أغمضت عيني بقوة وأنا أحس به لصيق بي أحس بأنفاسه قرب أذني وأحس بصدره يكاد يلامس ظهري

    ازددت ارتجافا وأنا أحس به يمسح على شعري بلطف وحنان.

    لكني لا اريد لا اريد ان انظر لا اريد ان ارفع عيني وارى لا اريييد

    لاني اعلم جيدا بانه لا احد بجانبي لعلها هلوسات إذ انني امضيت ست ساعات في هذا الطابق المخيف

    لانني لم اكوي قميص امير جيدا

    ياله من شرير امير لقد سهرت بالامس على بحثه اكتبه له ويكافئني اليوم بشكواي لعمتي

    اقشعر جسدي وانا احسب احد ورائي.

    انتفضت خوفا عندما رن جوالي وبسرعة اخرجته من جيبي ورفعت وسمعت صوت عمتي تامرني

    بالنزول وترتيب آثار وبقايا حفلة عيد ميلاد ابنها منير ذو العشرين سنة.

    حمدت ربي من قلبي فساعات العمل المتواصلة ارحم من هذا الطابق المخيف.

    نهضت على قدمي بسرعة وهبطت الدرجات وكأن عفريتا يلحق ورائي لالبي لعمتي وزوجها وابنائها طلباتهم.

    طالعتني عمتي بغضب وقالت:اشتغلي منيح وليه واليوم مافي عشا

    حاولت ان ادافع عن نفسي لاني كنت احس بالجوع يمزق احشائي:عمتي بس.

    قاطعتني عمتي وهي تزمجر بغضب:وعم تجادليني وليك ياحيوانة

    ورمتني بكاسة كانت في يدها

    ذهبت مسرعة للمطبخ ونظفت قطع الزجاج وجمعتها وعدت للمطبخ وانا احس بيدي ثقيلة نظرت اليها

    فإذا بها تنزف وقطعه من الزجاج مغروسة داخل لحم يدي

    ضغطت على يدي بالم وعيني تدمع ويدي تنزف

    حاولت بإصابعي المرتجفة ان اخرج الزجاجة لكنها آلمتني أكثر وأكثر وجلست على ارض المطبخ ابكي وهمست بابا يا حبيبي يا بابا

    وفجاة جمدت أطارفي وأنا احس بانفاسه قرب اذني واحسست ببرود على يدي نظرت اليها فرايت قطعه الزجاج تخرج من يدي وكأن احدا يسحبها او جسدي يلفظها.

    ازددت ارتجافا ونسيت الالم حينها عندما رأيت علبة المناديل تتحرك في الهواء باتجاهي أغمضت عيني بقوووة وانا ارتجف خوفا ورعبا

    فجأة احسست بأني وحيدة فتحت عيني فرأيت يدي قد نظفت من الدم ولفت بقطعة منديل نظيفة

    نهضت بسرعة ونظفت الصحون قبل أن ينام أهل البيت وأظل وحيدة.

    انتهيت وصعدت لغرفتي أحس بالتعب يتملكني رميت بجسدي على السرير الحديدي وأحسست بحركة ورائي درت بعدسة عيني العسلية ناحية الصوت ورأيته.

    Hkths hg'hfr hgHodv







    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    المشاركات
    3,260
    2الفصل


    كان ابن عمتي منير يقف أمامي عاري الصدر وينظر لي بنظرات عجييبة لم افهمها لكني لم اشعر بالأمان

    وقفت على رجلي بتعب ورجاء:الله يخليك منير اطلع برا انا تعبانة

    اقترب مني منير وبابتسامة خبيثة:افااا تطرديني؟

    انكمشت بخوف وهمست:لا بس بدي انام

    منير وهو يحاوط خصري بيدينه القوية:وشو عليه ننام مع بعض

    ارتجفت وهو يقبل عنقي ويهمس:محد حيعرف ولو حملتي ننزله مافي مشكله

    وبحركة لا ارادية ولم اتعمدها ابدا سحبت يدي وبكل قواي صفعته على خده

    نظر إلي بنظرات حمراء وشرر الغضب يتطاير من عينيه السوداويين :رح اعمل الي بدي انتي رح ضلك بنت حرام ومو مرباية

    ورماني على السرير وهو يقترب

    جمعت رجلي وضممتهم لصدري واغمضت عيني بقوة

    و

    وانا انتظر الموت العار الدمار سافقد حياتي وافقد اعز ما امملك من ابن عمتي

    لكن .

    لا !!!!

    كان الهدوء العجيب يخيم على الغرفة تماما أحسست بانفاسه قرب اذني تعجبت منذ متى وانفاس منير بهذا الهدوء

    والدفاء انفاس تشعر معها بالأمان لا مستحيل هذه الانفاس ليست لمنير اعرفها جيدا اين اعرفها ياربي متى احسست بها و

    ارتجفت عندما تذكرتها نعم هي بعينها انفاس الطابق الاخير ارتجفت خوف ورعب ورفعت عيني ببطء

    و:منيييييييييييييييييييييييييييييييييييييير

    صرخت بأعلى صوتي

    **************************


    - ديمة اخبرينا ماذا حدث ماذا رايتي

    - رفعت عيوني الكسيرة ونظرت لعمتي التي كانت عيونها يتطاير منها شرر الحقد الكره التهديد

    - ونظرت للشرطي الذي يستجوبني وتأملت عيونه بامكاني معرفة كل شي عن أي شخص فقط بالنظر الي عيونه

    تمنيت ان اصرخ

    بدي احكي ابكي اشكي

    بدي افضفض لحدا همي

    بدي الخوف والحزن لغيري ارمي

    بدي بابا اخويا او امي

    بدي صدر يحكي تعي انضمي

    بدي شي يذكرني بأني

    انسانة آآه ثقل ظهري بهمي

    صح انفاس الطابق الاخير امني

    لكني

    بدي احكي ابكي اشكي

    بدي افضفض لحدا همي

    لكن قلبي ونفسي يقولي

    انفاس الطابق الاخير امني

    لكني قلت وانا ارتجف:منير دخل عندي عشان اوراق البحث وانا دخلت الحمام ولمن طلعت .لمن

    طلعت.ماكان منيركان بس اشلاء ودم بكل مكان وو.

    ازددت ارتجافا وانا اتذكر المنظر البشع وعيوني تذرف

    ربت الشرطي على كتفي بحنان:يكفي اهدي خلاص انا محسن وحنتلاقى تاني

    رفعت عيوني له بدهشة وهو يغمزلي وطلع

    غريبة عندهم شرطي يتكلم العربية بطلاقة

    *************************

    ترجيتها قبلت قدميها ويديها أن لاتدعني انام في غرفتي

    لكنها بكل انانية وجفاء:روحي وليه يا وجه النحس قتلتوا اخي وابني كان لازم تموتي مع امك وتتركوا اخي في حاله

    منيرة وهي تبكي:ارمووووووووووها في الشارع يمه وجه النحس دي

    سميرة:خلاص منيرة قولي انا لله وانا اليه راجعون

    منيرة وقفت واقتربت مني وهي تعطيني كف اسقطني ارضا:غوووووووري ياوجه النحس

    سميرة بحزم:منيرة اتركيها

    نهضت وصعدت الدرجات فتحت باب غرفتي ودخلت وانا ارتجف كانت بقع الدم مازالت آثارها على الجدران والارضية والسرير

    تغطيت بالبطانية واغمضت عيني بقووة

    عيوني لاتنفتحي

    تشوفي بكرا وتنصدمي

    رح ضلك ياعيوني

    تنفتحي وتنصدمي

    اشفق عليكي عيوني

    وارحمك ياجفوني

    من عالم اناني

    يتلذذ بإحزاني

    مافيه صدر حاني

    بس عندي شي تاني

    انفاس الطابق أماني.

    *************************

    صباح اليوم التالي

    انتهيت من اعداد مائدة الافطار وجلست العائلة : عمتي وزوج عمتي وامير وسميرة واميرة ومنيرة والكآآبة والحزن يخيم على الجميع

    جئت وجلست على مقعدي لكن منيرة نهضت واقفة وباعلى صوتها:جالسة معانا على الطاولة ليش ياوجه النحس مين بدك تاخدي كمان

    تدخلت عمتي:منيرة يابنتي عدي

    منيرة امسكت بكاسة اللبن ورمتها عليا وهي تصرخ:يا انا يا هالمنحوسة على الطاولة خليها تقوم جنب باب الشارع متل الكلاب.

    تألمت من كوب اللبن الي اصطدم بصدري وانسكب على ملابسي وماوجدت الفرصة لكي امسحه اذ سمعت عمتي تقول:ماسمعتي منيرة شو حكت غوري من هون لاتعكريلها مزاجها من الصبح

    نظرت لعمتي بدهشة وتاملت بقية الوجوه الصامتة لم يدافع عني احد ولعلهم معذورون فسميرة حاولت من قبل ونالها عذاب أليم

    نهضت وانا امسح دموعي الصامتة واكتم صراخ قلبي المتالم

    وما ان لففت وجهي حتى سمعت صراخهم التفت بسرعة وهالني مارأيت






    رد مع اقتباس  

  3. #3  
    المشاركات
    3,260
    الفصل 3

    كانت منيرة معلقة في الهواء بلا أي شي يثبتها و كانت الجاذبية قد انعدمت من حولها

    عيونها جاحظة تكاد تخرج من محجريهما ويديها و رجليها متشنجة و ممتدة فس الفراغ

    و فجأة بدأت تنتفخ وتنتفخ كالبالون و انفجرت و تطايرت أشلاءها هنا و هناك

    اغمضت عيني بقووة عندما اصطدم بوجهي قطرات الدماء الساخنة

    وفتحت عيني لأرى غرفة الطعام قد اصطبغت باللون الأحمر وعمتي تصرخ بأعلى صوتها وهي تنظر لحضنها الذي استقر فيه جزء من رأس ابنتها منيرة

    واحسست بتلك الأنفاس تقترب من اذني التففت بسرعة لكني لم اجد سوى الدماء

    انهارت عمتي و سميرة وأميرة يبكين و أمير و زوج عمته مصدومين

    مضت ثلاثة أيام و عمتي تلازم فراشها و غرفة الطعام مغلقة و سميرة و أميرة و أنا بدأنا استعدادات خفيفة للمدرسة التي تطرق الأبواب

    صعدت الدرجات و انا في طريقي لغرفتي و سمعت صوت زوج عمتي يقول بغضب : بطلي تعاندي خلينا ننقل بيت تاني

    عمتي : ماني طالعة من هالبيت هالبيت مارح تاخده ديمة بنوب

    زوج عمتي : ليمتى بدك تشوفي أولادك عم يموتوا واحد ورا واحد و الأشباح بتقتلهم

    عمتي بعصبية : هاد كلام فاضي مافي لا أشباح ولا شي مدير شرطة وهيك تحكي لا حدا يسمعك

    زوج عمتي : واللي صار لأولادنا

    عمتي : هي ديمة عاملة سحر بس انا رح أخليها تتنازل عن البيت

    دمعت عيوني الغريب زوج عمتي أرحم بس من القريبة عمتي صعدت غرفتي لأنام فغدا أول يوم لي في الصف الثالث الثانوي وأريد ان اجتهد

    لكن النوم جافاني و لم أستطع الإمساك بأذياله ذرفت دموعي الصامتة الساخنة لتنفس عما بقلبي من آلام و أحزان

    أحسست بقسوة الحياة التي بخلت علي بصدر يضمني و أم و أب يحنويان علي

    فتحت دفتري أخط عليه بدمعي ذكريات يومي

    نهضت في الصباح الباكر و غسلت وجهي و توضأت و صليت الفجر و ارتديت ملابسي على عجل و نزلت بسرعة لكي أعد الإفطار

    لكن أميرة قالت بإختصار : مافي وقت للفطور إمشي بسرعة امير يستنى برا

    خرجت بسرعة للسيارة و وصلنا المدرسة

    وضعوا ثلاثتنا في صف واحد لكن أميرة طلبت نقل لصف آخر و تم لها ذلك

    و أوقات الإستراحة كانت تستمتع بإذلالي أمام الجميع بدعوى ان لديها خادمة تشتري لها ماتريد و تمسح لها كرسيها قبل ان تجلس و تحمل عنها حقيبتها و تنظف لها حذاءها و تربطه لها امام الجميع

    وكنت أتلقى الإهانات اللاذعة من كل مكان

    و اختبأ في خزنة كتبي الصغيرة اسفح دموعي ثم أخرج لصفي

    مضت الأيام تعيسة و مؤلمة و كانت عمتي لا تتوقف عن لومي على موت ابنيها و تعذبني و تحبسني في الطابق الأخير

    و العجيب أنها لم تعد تنزف دمعة عند ذكرهم بينما كنت انتحب فوق سريري حزنا عليهم

    انتهيت من ترتيب و تنظيف الطابق الثالث و الثاني و نزلت للأول و بدأت بتكنيس السيراميك و مسح الرخام

    وعمتي تجلس على الكنبة و زوجها و ابنها في عملهم و أميرة تجلس على اللاب و سميرة تذاكر سمعت همهمة عمتي فالتفت إليها أرى ماتريد :

    عمتي قلتي شي ؟

    طالعتني بغضب : شو صايرة طرشة كمان اي قلت انك رح تتزوجي أمير ابن عمتك اولى فيكي من الغريب

    تيبست في مكاني اتزوج امير الصايع الضايع اقتربت من كنبة عمتي برجاء : عمتي اللخ يخلـ

    لكنها قاطعتني بغضب : اسكتي وليه رح تتزوجيه 6 شهور بس مشان تطلبي بعدها الطلاق وتتنازلي عن البيت و يطلقك أصلا عار عليه وما بيجي من قلبي أوزجه شغالة لكن مضطرة

    ارتجفت لي شانا عندي املاك و البيت

    انا لا املك في دنياي هذه غير دفتري و أنفاس الطابق الأخير حتى نفسي لا أملكها

    نهضت عمتي للهاتف و اللي بدأ يرن و رفعت السماعة ألو اي انا امه شووو

    و سقطت عمتي على الأرض مغميا عليها صرخت بأعلى صوتي : عمتيييي

    نزلو سميرة و أميرة بسرعة مفزوعات ماما ماما

    تحاملنا ثلاثتنا و حملناها للمستشفى اللي صرنا من زوراها الدائمين .






    رد مع اقتباس  

  4. #4  
    المشاركات
    3,260
    الفصل 4

    فتحت عينيها ببطىء و تحركت في سريرها الأبيض نهضت بسرعة لسريرها و انا اقول :

    عمتي بدك شي ؟

    عمتي و هي تذرف دموعها : وينه وينه أمير ؟

    أمسكت يدها بحنان و دمعت عيناي العسلية و قلت : لا تشيلي هم عمو و سميرة و أميرة عندو

    أغمضت عمتي عينيها و فجأة فتحتهم وهي تنظر للسقف برعب ووضعت يديها على رقبتها وهي تتحرك بعنف

    و تحاول إبعاد شخص يخنقها

    تراجعت للخلف بخوف و أنا أرى عيون عمتي الجاحظة و شفايفها التي أزرقت ووجهها الشاحب شحوب الموت

    خرجت من الغرفة و انا أصرخ : دكتور دكتور عمتي

    هرعت الممرضات بسرعة معي و دخلنا الغرفة و كانت عمتي نائمة بسكينة وسلام

    فركت عيني بقوة لعلها هلوسات فما مررت به ليس بالقليل

    جلست بجانبها و بعد قليل جاؤوا زوج عمتي و ابنتيه

    رفعت عيني لسميرة التي حضنتني بقوة : مات . أمير مااات

    لبثت مكاني لا اتحرك من الصدمة و زوج عمتي تطفح عينه بالدموع

    استيقظت عمتي : أين أمير

    جلس زوجها بجانبها و أمسك بيدها : قولي إنا لله و إنا إليه راجعون .

    دخل الطبيب : يمكنكم نقلها للمنزل

    شكره زوج عمتي و أميرة و سميرة يساعدن عمتي على ارتداء ثيابها و نهضت و قبل ان نخرج نظرت إلي بشر : ابتعدي عنا لا مكان لكي في بيتنا

    تجمدت في مكاني ايبلغ بعمتي القسوة بأن تطردني و ترميني حيث لا معين ولا أهل لي سواها

    قلت بترجي و انا اشعر بالخوف يعصف بي : الله يخليكي ياعمتي .

    لكنها قاطعتني : بعدي انتي منحوسة قتلتي اولادي ,, و خرجوا و تركوني !

    انا التي لم أخرج في حياتي من المنزل قط و لم أذهب لأي مكان سوى المدرسة و لا اعرف عن العالم الخارجي شس

    خرجت من المستشفى و جررت اذيال خيبتي كان الظلام قد بدأ يغطي الشوارع التي خلت من المارة و لم يعد يسمع فيها سوى صوت الرياح

    احسست بالجوع يمزق احشائي وقفت بجانب مخبز اوشك على الإغلاق و شممت الروائح الزكية لكنها لم تزدني إلا جووعا

    تحركت من امام المخبز وبدأت الامطار الغزيرة بالهطول تبللت ملابسي فانحزت لحارة ضيقة وجلست جلسة القرفصاء بجانب الجدار وضممت ساقاي لصدري وانا احس بالبرد

    و الماء ينخر عظامي وضعت يدي على فمي انفخ فيهما لعلي احصل على بعض الدفء

    نزلت دموعي الحارة على خدي و رفعت رأسي لربي برجاء و فجأة احسست بأنفاس قرب اذني , انفاس دافئة بعثت في اوصالي الدفء و الحرارة

    أغمضت عيني بقوة لا اريد ان ارى شيئا و نمت في مكاني .

    استيقظت الصباح و اطلقت : آي ذلك لأن كل عظمة في جسدي تصرخ بالالم وكل جزء يشكو الجوع و التعب

    حاولت ان انهض لكا الالام اقعدتني ذرفت عيناي دمعا او دما و بكيت بقوة لماذا لماذا ياربي ليس لي ام او اب آآه يا الاهي اقبض وديعتك او اعطها القوة

    رأيت قطة شديدة السواد تقترب مني تعجبت فالقطط لا تدور ابدا في شوارع لوس انجلوس

    كانت القطة تسحب بفمها كيس , اقتربت مني ووضعته بجانبي نظرت لظل القطة المرسوم على الجدار امامي فارتعشت لأنه كان ظلا طويلا و ضخما كأنه عملاق

    ارتعدت أطرافي و اغمضت عيني بقوة و فتحتهم بعد ثواني لأجد نفسي في الحارة الضيقة وحيدة فأخذت الكيس و فتحته ويا لفرحتي عندما وجدت به ما لذ و طاب من الطعام

    و قارورة من الماء البارد , التهمت الطعام بسرعة و شربت الماء و احسست بقوتي تعود لي

    فابتسمت بسعادة و انا أحمد ربي , نهضت و مشيت في الشوارع اتفرج على المحلات و الرائحين والغادين و اذ بي أرى صورتي معلقة في كل مكان مكتوب اسفلها ( مفقودة )

    قابلني شرطي و اصطحبني لمركز الشرطة و طوال الطريق كنت احاول التذكر اين ياترى رأيته من قبل

    وصلنا المركز و نزلنا و هناك تقدم مني شاب وسيم الملامح طويل أشقر وابتسم : أنا سمير ماما طلبت مني ارجعك البيت

    تأملته و انا لا افهم شيء

    قال و هو يأشر على الشرطي : و الشرطي محسن هو اللي اقترح فكرة الصور عشان نلاقيكي بسرعة

    اهاااا محسن اللي حقق معي يوم مقتل منير اصطحبني سمير لسيارته الفخمة همر سوداء تبرق

    جلست على المقعد الذي يجاوره و سأتله : أنت سمير ولد عمتي

    هز رأسه و بمرح : يب وانتي ديمة بنت خالي

    ابتسمت من قلبي لأول مرة منذ عشر سنوات كاملات محال ان يكون ابنها فهو رقيق رحيم

    ديمة : ليش رجعت ؟

    سمير : ماما اتصلت قالتلي انك هربتي و لازم اجي الاقيكي والشرطي محسن ساعدني كتير بابا مدير مركز الشرطة وما قدر يلاقيكي

    ديمة : وليش مهتم فيني لهالدرجة

    سمير : ايش تقصدي ؟

    ديمة : عمتي و زوجها ارسلولك رسايل كتير يوم جنازة منير و منيرة و امير ومارديت و كلموك ومارضيت تجي بدعوى الشغل

    سمير فحط و وقف السيارة بقوة : ايييييييييييش

    مسكت بالمقعد بقوة و طالعته بدهشة : ماتعرف

    سمير بفزع : ايش صار تلاتتهم كيف متى

    ديمة : خلينا نوصل البيت

    مشينا و السكوت يخيم علينا و انا احس بالحيرة سمعتهم كم مرة بإذني يكلموه

    وصلنا و نزلنا دخلنا المنزل الكبير كانوا عمتي و زوجها و بنتيها جالسين في الصالة

    اول ما شافوا سمير نهضوا بسرعة و حضنوه و نزلت دموع الشوق و الفرحة والعتاب

    عمتي و هي تبكي : ليش ياسمير ؟ ليش مارديت و لا جيت تساندنا في محنتنا

    بعدها سمير عنه : ماما مني فاهم شي توني بالسيارة اللي عرفت باللي صار لأخواني من ديمة

    عمتي وهي تدير عيونها لي : ديمة وطالعتني بغضب و صرخت

    أميرة : برررررا يا منحوسة يا ساحرة برااااا بيتنا

    و اقتربت مني لكن سمير اعترض طريقها و بغضب : أميرة احترمي نفسك ما اسمح لك تكلميها بالطريقة دي

    عمتي بغضب : بالطريقة دي

    دي المجرمة قتلت أخوانك ,, طالعني سمير بدهشة و هو يرى البراءة و الخوف يسكن وجهي وكل وجداني وهمس : مستحيل

    و طالع عمتي : انتي كلمتيني من باريس قلتيلي اجي ارجعها

    عمتي خبطت على صدرها : ينقطع لساني لو سويتها

    الكل يتبادل النظرات الحائرة و اخيرا تكلمت

    عمتي بحزم : يا أنا ياهي بالبيت

    سمير مسك يدي بحنان : انا و ديمة حناخد شقة

    و لفينا انا و سمير وجهنا للباب لكننا سمعنا صراخ عمتي و سميرة ,, التفتنا بسرعة و رأينا أميرة ساقطة على الأرض بهيئة غريبة

    فقد خرج من خدها عظمة يدها ومن ظهرها عظمة ساقها و الدماء تنزف منها

    اقترب سمير منها بسرعة و الأب : سمير سوي شي

    سمير حمل اخته بسرعة لأقرب مشفى







    رد مع اقتباس  

  5. #5  
    المشاركات
    3,260
    الفصل 5

    في المستشفى خرج الطبيب و بآلية اعتادوها : لقد توفيت

    ألقى سمير بثقله على المقعد ووضع يده على جبينه يضغط عليها و سمع صوت بجانبه : لا تشيل هم المظلوم دايما ينتصر

    رفع عيونه للشرطي محسن و فتح عينيه و كأنه يكتشف شيئا و بسرعة ذهب للمنزل و دخله كالزوبعة و هو ينادي : ديييييييييييييمة

    نهضت عمتي من الكنبة و بألم : سمير ايش فيها اختك ايش صارلها

    طنشها سمير و هو يمسك بيدي بقوة آلمتني : قوليلي يا ديمة ايش بيصير

    قلت بألم : ما اعرف شي وربي

    غضب سمير و صرخ : قوووولي و ما ان انتهى من كلمته حتى رأيناه امام اعيننا يطير في الهواء للسقف و يسقط ارضا

    نهض سمير و هو يتأوه من الألم و هرعت اليه و دمعي على خدي و بخوف : سمير

    طالعني سمير و بترجي : قوليلي ياديم

    هزيت راسي بعنف : مو انا وربي مو انا

    سمعنا عمتي : إلا هي الـ.

    صرخ سمير و اسكتها : اسكتي

    و طالعني سمير وابتسم يطمني : قولي ياديم

    اقتربت من اذنه و همست : يمكن اشباح

    طالعني سمير بدهشة و ورجع طالع ابوه و امه : لمين هالبيت

    زوج عمتي : بيتـ .

    عمتي بسرعة قاطعته : بيتنا ,, تدخلت سميرة وهي تبكي : مو بيتنا مو بيتنا بيت خالي ابو ديمة

    و طالعت سميرة في امها : لمتى يا ماما بدك تشوفي اولادك قدام عيونك بيموتوا و كله مشان البيت

    عمتي بغضب : مو أي بيت هالبيت كان بيت العائلة و رح يضل هيك

    و هالبنت مو مننا هي و امها مشؤومين امها قتلت اخويا و هالبنت قتلت اولادي

    تدخل الزوج : لكن اخوكي وثق فيكي من بين الكل و هو ينازل اتصل عليكي وصاكي ببنته

    صرخت عمتي بجنون : هي مو بنته هي مو بنته

    زوج عمتي بحزم : انا رح انقل اذا بدك تجي معي اهلا وسهلا

    عمتي برجا : لا انت ماتقدر تتركني انا ما اعيش بدونك

    نهض زوج عمتي و توجه للباب

    سمير : بابا

    طالع فيه و ابتسم يطمنه : الاب قلبه دايما مع اولاده , سمير انتبه لديمة و سميرة و خرج

    و عمتي تصرخ بأعلى صوتها و تهتف بإسمه

    حاول سمير و حاولت سميرة تهدئتها لكنها خرت على الأرض مغشيا عليها






    رد مع اقتباس  

  6. #6  
    المشاركات
    3,260
    الفصل 6 و الأخير

    الطبيب بأسى : شلل كامل

    نزلت دموع سمير و هو يراقب امه اللي تحرك عيونها بخوف و بشفايفها تهتف بإسم زوجها و فجأة تنظر للسقف و تصرخ : لاااا اتركني ماسويت شي لبنتك

    جاءت الممرضة ة اعطتها ابرة مهدئة

    اليوم ليلة زواجي اتفقت مع زوجي و حبيبي سمير بأن نقضي شهر العسل في سوريا بلدي الأصيل و بلد امي و ابي و اصطحبنا سميرة معنا

    أمسك يدي بحنان و تأمل عيوني العسلية و همس : أحبك

    احسست بشعور غريب من لمساته و نبرة صوته

    عشت آخر عشر سنوات بلا حنان او عطف او حتى مجرد شفقه

    لكن سمير يغرقني بحبه و حنانه وضعت رأسي على صدره و اغمضت عيني وهو يداعب خصلات شعري الذهبية و يقبل جبيني بحب و رقة

    أعيش الآن مع زوجي الحبيب و اخته الحنونة في البيت الكبير بعدما كتبه سمير بإسمي و عندما أحس بالحزن او الضيق من اعباء الحياة

    أصعد للطابق الأخير ( أمني )

    تمت
    بقلمي : القمر كله






    رد مع اقتباس  

المواضيع المتشابهه

  1. أنـاَ مــــــــــنْ؟!!
    بواسطة سحابة أمل في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 09-Nov-2009, 06:36 AM
  2. النداء الأخير
    بواسطة بوح مجنون في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 10-Feb-2009, 10:30 PM
  3. يرمي ولديه من الطابق الرابع في "نوبة مرض"
    بواسطة بَرَِآءَةْ دَمَعَتِي في المنتدى اخبار واحداث الشارع - اخبار محليه - عالميه
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 01-Mar-2007, 02:34 AM
  4. أنفاس م ــختلفة
    بواسطة الإمـبـراطـور في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 18-Oct-2006, 10:42 PM
  5. ((( الزائر ،،،،،،،،، الأخير ))))
    بواسطة مشاااعر ألم في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 13-Oct-2006, 04:58 AM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •