الموضوع: المدير وسنوات المنصب

يتربع على الكراسي الدوارة ( مدراء ) لسنوات طويلة ، وغالبا ما يرتاح ذلك الكرسي من جلسة ذلك المدير الثقيل عليه بالتقاعد أو الموت !! وينظر المواطن لأفعال بعض المدراء التي انتهت صلاحيتهم وإذ بها لا شي يذكر ، بل على العكس فقد قضى معظم حياته بين النصب ، والاحتيال ، والكبرياء والغطرسة ، والنهاية لا تقدم ولا تطور ، بل تراجع في تقديم الخدمة وتضجر متزايد من المواطن وإهدار للمال العام .
أذهب إلى أي وزارة أو منشأة حكومية وأطرق أي باب على أي مسئول ، وأطرح تظلمك وشكواك ، وأرفع حاجتك وملاحظاتك عليه سوف ترى فريقين _ الأول : ترى في ردة الجدية والعمل المخلص والرد الناضج الصادق المنطقي وفي المقابل سوف ترى التخلف والترهل الإداري والتصريف وامتصاص غضبك لا من أجل مساعدتك بل من أجل أن ينتهي ذلك اليوم على خير ، لتبدأ معاناتك مع الترهل الإداري والتخلف المهني الذي يتحدث عن نفسه بلسانه وهم بلا شك كثر في زمن تسيير النظام وعدم السير وفق النظام !
ا لكثير من المنشئات الحكومية وبخاصة الخدمية منها ، تجهل الكثير عن حاجات المواطن وتطلعاته ، فهو إما يهمش أو يطرد أو يتم تصريفه أو يتقوى عليه بالنظام الشخصي وليس هناك من حل لهذا الفعل المشين إلا طرد المدير أو المسئول عن تلك المهازل والتجاوزات التي دارها وأشرف عليها خلف كرسيه الدوار ، وعقابه علانية والتشهير به _ ليكون عبرة لغيرة _ والذي غالبا ما يقضي ذلك المدير الفاشل وقت دوامة بين الاجتماعات والزيارات وحضور الحفلات والندوات وشرب الشاي والمرطبات !! والنهاية سنوات من الفشل متراكمة ، وتضييع لأموال وطموحات قائد وشعب !!
بعض المنشئات الحكومية تكون أشبة بميدان فسيح لإبراز العضلات بين المسئولين فيها ، والتشفي وحفر الحفر ، والتصيد لأخطاء بعضهم البعض بغرض أخذ المنصب من مدير سابق كانقلاب إداري وتأتي الأشهر خلف الأشهر والسنون خلف السنون وتلك الإدارة أو المنشأة بين التشفي والتصيد والمواطن والتنمية هما الحلقة الأضعف بين صراعات الكراسي الدوارة وارتقاء المناصب بالنصب أو الانقلاب !
ختاماً _ أقول
( إذا رأيت أي مسئول في أي وزارة أو منشأة يسيطر على النظام بمعنى أن المسئولين هم من يديروا النظام واللوائح النظامية حسب هوائهم بدلا من سيطرته كنظام على أعمالهم وتصرفاتهم لضمان سلامة العمل والتعامل والنتائج على أرض الواقع ـــ فأخبر صديقك ـــ أن النظام الإداري بات مهدداً بالتبعية لفئات على حساب فئات أخرى ، وأخبره أن الانهيار في الإدارة قادم بسبب الجهل بعلم الإدارة وفنها وتسلق المرتزقة أسوار ذلك العلم إما بالرشوة أو التزلف أو العنصرية والمحسوبية، ولا تنسى أن تقول له أن الفساد لن ينتهي طالما أن هناك أناس يسيرون النظام حسب الأهواء والأمزجة والمصالح الشخصية . ولا تنسى أن تقول للجميع أن (المدراء الحاليين الغير منتجين ولا يرغبون التطوير ، أن ينظر في وضعهم ويحالوا إلى التقاعد بشكل سريع وقبل ذلك محاسبتهم طيلة فترة بقائهم على تلك الكراسي وذلك قبل أن تسقط السارية على رؤؤس الجميع !! )

---

hgl]dv ,sk,hj hglkwf