الملاحظات
صفحة 13 من 29 الأولىالأولى ... 3111213141523 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 121 إلى 130 من 290

الموضوع: رواية بين الأمس واليوم

  1. #121  
    المشاركات
    3,260

    " الحين أنتي من جدش على هالمناحة عيب عليش والله

    هذا وانتي وإياها كنتو قطو وفار

    ترا كاسرة هي القطو وأنتي الفار"


    وضحى تحاول منع سيل دموعها وهي تنظر لتألق كاسرة التي كانت تجلس في كوشتها الصغيرة والبالغة الرقي

    والتي أقيمت لها في غرفة مجاورة للقاعة بناء على تصميم أم مهاب

    وتهمس باختناق: غصبا عني شعاع والله العظيم غصبا عني

    يعني صدقيني على كثر ما كانت كاسرة كاتمة علي ومتحكمة فيني لكن عمري ماشكيت في غلاي عندها ولا هي شكت في غلاها عندي

    ما أدري أشلون باستحمل البيت من عقبها


    شعاع تنظر لكاسرة وتبتسم وتهمس بشفافية: ماشاء الله تبارك الله عمري ماشفت عروس بذا الجمال ولا ظنتي بأشوف


    كانت تنظر لكاسرة التي كان تألقها أشبه بالخيال في فستانها الأبيض صورة مبهرة في الحسن والمثالية إلى درجة الألم

    تسريحتها الراقية وبعضا من خصلاتها تنحدر على نحرها الناصع وعلى العقد الماسي الذي كان يستمد جماله من جمال النحر الذي حضي بشرف ملامسته

    سواد أهدابها وزهوة شفتيها ونقشات الحناء على ذراعيها المصقولينكل شيء كان بالغا حده في الإبهار والخيال.


    أعادت الهمس وكأنها تكلم نفسها: ماشاء الله تبارك الله الله يحفظها من كل شر!!


    وضحى تحاول أن تتناسى وجعها وهي تهمس لشعاع: جوزا وينها مهيب جايه تسلم على كاسرة


    حينها انتقل ألم الشقيقات لشعاع: جوزا ماكانت تبي تجي واجد متفشلة منكم. ومستحية تواجهكم بس أمي حلفت عليها تجي

    فهي تأخرت تتزين وبتجي بعد شوي


    وضحى بشفافية: شعاع يا قلبي هذا نصيب وجوزا مهما صار بنت عمتنا


    سميرة التي أنهت سلامها على كاسرة تدخل رأسها بين الاثنتين: مالي بذا السوالف وش فيكم تساسرون


    شعاع تبتسم: لا تخافين ماجبنا طاري تميم


    سميرة تضع يدها على قلبها وتهتف بنبرة تمثيلية: الحمدلله وأنا قلبي كان ناغزني منكم


    شعاع تغمز لها: أما لو تميم شافش بذا الفستان الأسود مهوب بعيد ينجلط

    زين أنش تسهلتي عشان ما تقطعين نصيبي إذا شافوش النسوان بعد شوي في القاعة

    تدرين المشفح يموتون على البياض وأنتي الليلة لمبة متحركة ماحد بمتفكر في خشتي


    سميرة تنفض يديها وهي تهمس بجزع تمثيلي: بسم الله علي ول عليش أنا اللي تخصص نظل حتى تخصصي بتنافسيني فيه

    بس ارتاحي أصلا أمي حالفة علي ما أطلع للقاعة بأسلم على كاسرة وأقوم أفارق خبرش عرسي قريب وعيب النسوان المشفح يشوفوني

    يبون يعقدوني مع أني بأموت أبي أشوف الترتيب وأنتو بعد يالدبات شفقتوني من كثر ما تمدحون العرس بأموت أبي أشوف



    كانت سميرة بالفعل غاية في التألق في فستان أسود من الدانتيل المختلط ببعض التركواز

    بدا في تضاده مع لون بشرتها الناصع أشبه بحكاية خرافية نسجتها عرافة سحرية لحسن شفاف


    أما وضحى التي نهضت الآن لتتوجه لشقيقتها فكانت ترتدي فستانا سكريا

    قماشه هو ذاته قماش فستان العروس بشك وتطريزات شبيهة بفستان كاسرة مع اختلاف شاسع

    ولكن من يراه سيلاحظ التشابه المقصود فوراوكانت هذه هي فكرة كاسرة

    ولكن فستان كاسرة كان أبيض اللون ومتسع من الأسفل على الطريقة الفيكتورية

    بينما فستان وضحى كان ضيقا على جسدها

    ورغم أن وضحى رفضت هذه الفكرة فهي ليست في حاجة أن يلاحظ أحد التشابه فيقارن مقارنة لن تكون لصالحها

    رفضت مطولا ولكن كاسرة فرضت رأيها الذي لم تبرر أسبابه

    فهي لم ترد أن تكشف أسبابها التي كانت بالغة العاطفية

    أحبت أن تمنح لوضحى إحساسا بالقرب منها لم يسبق أن فعلته عروس التي غالبا تحب أن تتميز لوحدها بلباس لا يشابها فيه أحد


    أما شعاع ففستانها السماوي من قماش الشيفون عكس بشكل رائع رقتها وسماويتها


    أما التي كانت مفاجأة الحاضرات القليلات جدا عند كاسرة في الوقت ذلك

    فهي التي دخلت الآن بفستان حريري أخضر أبرز تفاصيل جسدها المثالية

    سميرة حينها وضعت يدها على جبينها وهي تهمس بنبرتها التمثيلية المحببة:

    ياقلبي اللي وقف شعيع طالبتش قولي لأختش تسلفني جسمها يوم عرسي بس

    طالبتش أبوس إيديكي ورجليكي ول على أختش على ذا الجسم أنا ارتفعت حرارتي الحين


    شعاع بجزع حقيقي: سمور يا النظول اذكري الله على أختي


    سميرة تضحك: ماشاء الله ياختي دنا عيني مش مدورة

    بس قولي لي أختش وش تاكل أكله قبل عرسي


    شعاع تضحك: لو أدري كان كلته أنا وأنا شكلي كذا كني بزر أم 15 سنة


    جوزاء كانت تحاول أن تتقدم بثقة رغم أنها في داخلها كانت ستموت حرجا من الموقف كله لم يمض على طلاقها من ابنهم إلا أيام فقط

    عدا أن نفسيتها مرهقة تماما بل محطمة وماكان ينقصها هو أن تُجبر على التأنق حتى تبارك لكاسرة زواجها

    بينما هي أشبه بحطام إنسان ذاوٍ مقارنة بهذه الشمس التي احرق نورها كل من يجاورها

    ليذكرها كل ذلك بعقدها المتراكمة في ذاتها وهي تشعر أنها هذه الليلة تكره نفسها وتحتقرها أكثر من أي شيء في هذا العالم


    تقدمت خلف والدتها التي كانت تحتضن كاسرة وهي تبارك لها بتأثر عميق وهي تتذكر أخيها المتوفي

    لتتأخر حتى تتيح المجال لجوزاء التي همست بخفوت واستعجال: ألف مبروك كاسرة


    أنهت عبارتها وكانت تريد الانسحاب ولكن كاسرة شدتها من يدها وهمست لها بحزم: جوزا اقعدي جنبي أبي أكلمش في موضوع


    جوزاء جلست وهي تشعر بحرج عميق آخر ما تريده أن تجلس بجوار كاسرة وتكون هي في بؤرة الضوء ومرمى نظر كل من سيأتي للسلام عليها

    بينما كل ماتريده أن تنزوي في زاوية ينساها فيها العالم أجمع


    همست كاسرة لها بخفوت حازم: ادري إنه الحين مهوب وقته أبد وعيب حتى أتكلم في ذا الموضوع وفي ذا الوقت

    لكن أنا ما أدري متى أقدر أشوفش وانا ما أقدر أخلي الكلام ذا في خاطري

    وعلى العموم أنا ماني بمطولة عليش

    اسمعيني جوزا أنا مهوب خافيني إن معاملتش لي تغيرت 180 درجة من عقب موت أبو حسن اللي ماصار

    وأنا أدري إن التغيير ذا أكيد بسبب شيء سواه وأكيد هو سبب كل شيء صار لش

    وأنا سمعت من وضحى إنه رجع وخطبش على طول عقب ما طلقش امهاب


    وجه جوزاء اشتعل حرجا مريرا بينما كاسرة أكملت بذات الحزم الخافت: اسمعيني عدل نصيحة لله أنا أدري زين من معرفتي لمحبتش لحسن إنه مستحيل تزوجين وتضحين بحضانة حسن

    لكن ولد آل ليث توه شباب ومستحيل يقعد بدون مرة

    تبينه هو يتزوج وينبسط؟!! وفي النهاية ترا حسن إذا كبر راجع له راجع له

    يا بنت عمتي حطي عقلش في رأسش وارجعي لأبو حسن

    خليه يندم على كل شيء سواه خليه يندم على الشهور اللي قضيتيها في حداد وهو مطلقش

    خليه يندم على ضياع عمرش ودراستش

    وقبل ما يفكر يطفش وإلا يهرب اربطيه بولد ثاني


    جوزاء لم ترد عليها وهي تقف لتجلس بجوار شقيقتها شعاع بعد أن مرت على أم امهاب وسلمت عليها


    بينما فاطمة قفزت بجوار كاسرة وهي تهمس في أذنها بخفوت: هذي كلها سوالف مع أم جسم صاروخي حشا وش قلتي لها


    كاسرة تبتسم وتهمس: مستحية أقول لش مهوب أنا عروس


    ذات سؤال فاطمة سألته شعاع لشقيقتهاوهي تستغرب جدا ما الذي قد تقوله لها كاسرة وفي ليلتها الاستثنائية

    ردت عليها جوزاء بتبلد: بأقول لش في البيت


    بعد دقائق هتفت أم مهاب للشابات المتواجدات بعد أن أنهت اتصالا أن مهابا وتميما سيدخلون للسلام على شقيقتهما

    وفي الوقت الذي استعجلت جوزاء الخروج وكأنها تريد الهروب

    فإن سميرة التي خرجت مجبرة كانت تتمنى لو استطاعت أن ترى تميما كي تطمئن على وضعه وإحساسها بالذنب من ناحيته يخنقها لأبعد حد


    بينما وضحى كانت تميل على أذن والدتها: غريبة يمه جية تميم وامهاب مهوب المفروض يجون مع كسّاب ليه جايين قبله


    بعد دقائق كان مهاب وتميم يدخلان

    رغما عنها ورغم ادعاء القوة الدائم انتابها إحساس عميق بالتأثر وهي ترى شقيقيها وخصوصا تميم بيديها الاثنتين المعلقتين بعنقه


    اقتربا كلاهما منها مهاب قبل جبينها وهو يهمس لها بمودة عميقة وتأثر أعمق: بنشتاق لقشارتش وين نلاقي لنا أخت قشرا كذا؟!!


    كاسرة ابتسمت وهي تهمس بشفافية: زين اضحك علي قل بنشتاق لرقتش اسمي عروس ترا


    مهاب يعاود تقبيل جبينها وهو يهمس بمودة صافية: وأحلى عروس بعد ومافيه عروس عقبش بعد


    كاسرة تهمس له بمودة صادقة وتأثرها يتعاظم: وعقبالك قريب إن شاء الله


    مهاب تأخر ليتقدم تميم منها الذي قبل هو أيضا جبينها ثم ابتسم وهز كتفيه دلالة أنه لا يستطيع أن يشير بشيء

    ابتسمت له كاسرة وأشارت بمودة عميقة: وصلني اللي تقصد حتى لو ما أشرت جعلني ما أذوق حزنك وماتشوف شر


    حينها همس مهاب لكاسرة باستعجال: يالله ياعروس اطلعي لغرفتش وبدلي بسرعة عشان كساب ينتظر برا أنا بأوديكم المطار


    حينها تغير وجه كاسرة وهي تهمس بحزم: وكسّاب ليه ما يبي يدخل


    مهاب بطبيعية : يقول مستعجل


    كاسرة بحزم خافت: يعني لو كان دخل معكم الحين بدل ماهو قاعد في السيارة مهوب متاخر

    أنا آسفة ماراح أطلع إلا هو يجيني بنفسه يعني جد امهاب منت بحاس إن موقفه سخيف وقصده يهيني وإلا عادي عندك

    يعني أنا ليش لابسة ومتكشخة مهوب عشان يجي ويشوفني وحضرته مهوب متنازل يعني!!


    مهاب لم يفكر مطلقا بهذه الطريقة ولكن بما أن أخته متضايقة من هذه النقطة

    فهو يستحيل أن يسمح أن تشعر أن كساب يقصد إهانتها وفي هذه الليلة بالذات حتى لو كان لا يقصد ذلك


    لذا تناول هاتفه وهو يتصل ويهمس بحزم: كساب لو سمحت تجهز عشان أنت تدخل وتأخذ أختي بنفسك


    كساب الذي كان يجلس في السيارة مع شقيقه علي الذي كان يقود السيارة الأخرى حتى يعيد تميم بعد ذلك

    هتف بحزم مشابه: امهاب ماعندي وقت نبي نطلع المطار وحتى أغراضي كلها صارت في السيارة


    مهاب بحزم أشد: بدل منت قاعد في السيارة ماراح يضرك تسمح خاطرها وتجي تاخذها وتطلع معها


    حينها صر كسّاب على أسنانه بقوة (يعني هذي أوامر الشيخة)

    ولكنه لم يسمح لها أن تفقده السيطرة ولم يرد أن يظهر بمظهر غير لائق أمام نسيبه لذا هتف بحزم: خلاص ولا يهمكتعال لي عشان أدخل


    بينما ابتسامة علي اتسعت وهو يرى كساب يُجبر على تغيير مخططاته

    فعلي أساسا كان يشعر باستغراب أن كسابا لا يريد الدخول (فهل هناك عريس لا يريد رؤية عروسه بالفستان الأبيض)

    لذا كاد يقهقه وهو يعود مع تميم لموقع حفل الرجال الضخم

    بينما كساب عاد للداخل مع مهاب وهو يعاود لبس بشته الأسود بعد أن خلعه لظنه أنه متوجه للمطار


    وقتها لم يعد مع كاسرة سوى والدتها بينما وضحى خرجت لبقية البنات في القاعة

    في الوقت الذي دخل كساب ومهاب عبر باب لا يمر على قاعة النساء


    ورغم أن كسابا كان يشعر ببعض غضب من كاسرة التي أجبرته على تنفيذ رغباتها

    ولكن من ناحية أخرى كان يشعر بارتياح أنه أوصل لها الرسالة التي يريد إرسالها لها

    (أنه غير حريص على رؤيتها وأن الجمال الذي هي مغرورة به هو غير ذي أهمية عنده)


    ولكن كلام يهذي به قبل دخول المعركة أوشك على التبخر وهو يسمع صليل السيوف وقعقعة الرماح وهسيس السهام فوق رأسه

    هذه الحرب الفعلية شعر أن رحاها تدور فعلا أمامه وهو يراها ماثلة أمامه في عينيها نظرة غضب أو ربما عتب

    ولكن المؤكد أنها نظرة سحر لا وجود لمثيل لها في هذا الكون

    كانت حسنها ينير المكان كشمس فعلية غشت المكان بأنوارها التي لا قبل للعين باحتمالها!!

    وعيناه تطوفان بتفاصيل حسنها الآسر تفصيلا تفصيلا وكل تفصيل يبدو كما لو كان يقول أنا منتهى الحسن وغايته!!


    ولكن إن كانت عنيدة فهو أكثر عنادا منها بكثير وإن كانت أصرت على أن يدخل فهو سيجعلها تندم على ذلك وتتمنى لو أنه لم يدخل

    تقدم منها بخطوات ثابتة وهو يرى النظرة في عينيها تتغير لنظرة تحدي وانتصار لم يفهمها سواه

    بينما كانت مزنة ومهاب يقفان قريبا منهما ودعوات مزنة تتزايد مع تزايد تأثرها


    كساب حين وصلها وقفت كما يستلزم الذوق همس لها بثقة وفي عينيه نظرة مغرقة في العمق: ألف مبروك ياعروس


    فهمست له بثقة مشابهة: الله يبارك فيك ياعريس


    أنهى عبارته ليميل حينها جانبا ويقبل خدها بتروي كاسرة انتفضت لم تتوقع منه هذه الخطوة أبدا وأمام شقيقها

    افترضت على أسوأ الأحوال أنه سيقبل جبينها كالمعتاد ولكن أن يقبل خدها وبهذه الطريقة الحميمة المتأنية

    شعرت حينها أن خدها تشتعل وهي تهمس له بخفوت شديد من بين أسنانها: كساب بس عيب عليك


    كساب رفع شفتيه ثم همس بثقة وهو يجلسها بذوق كبير قبل أن يجلس جوارها: والله ما أشوف فيها شيء عيب بعدين هذا اللي انتي تبينه.

    وإلا ليش لزمتي أدخل


    كاسرة صمتت خجلا من مهاب وليس منه

    بينما كساب عاود الوقوف ليسلم على أم مهاب وهو يقبل رأسها ويهتف بمودة عميقة: أشلونش يمه


    مزنة بتأثر: طيبة يأمك وألف مبروك والله الله في كاسرة


    كساب التفت لكاسرة وهو يهتف بنبرة مقصودة: ازهليها يمه في عيوني

    ثم همس لها برجاء فخم: يمه لو سمحتي نادي خالتي وأختي أبي اسلم عليهم

    ثم التفت لمهاب: أبو فيصل لو سمحت خلاص انتظرنا في السيارة

    أنا باطلع مع كاسرة تبدل ثم بنجيك في السيارة


    مهاب خرج فعلا بعد أن قبل جبين كاسرة مرة أخرى بينما مزنة استدعت فعلا مزون وعفراء بناء على رغبة كساب


    بينما كان غيظ كاسرة يزداد عليه (يعني الأخ ماكان عنده وقت ينزل

    الحين صار عنده وقت ينزل ويتحبب ويتميلح

    ياثقل طينتك وياشين وقاحتك)


    مزون منذ استدعتها أم امهاب ودقات قلبها تتصاعد (معقولة إنه ناداني أكيد مجاملة قدام الناس)

    دخلت هي وخالتها وكل منهما تغتالها مشاعر فرحة مختلفة

    عفراء ترى بكرها عريسا فرح مغموس بحزن شفاف أنها ما استطاعت أن تفرح بابنتها كما فرحت به

    وأمنية صادقة أن يستقر هذا العنيد الذي أتعب الجميع بصعوبة طباعه


    مزون دخلت وعيناها تتملئ من إطلالته وهو يقف بفخامة ملتفا ببشته الأسود في عينيها لم تر عريسا أكثر وسامة ولا أعظم حضورا

    كان هو وعروسه يشكلان لوحة نادرة جمعت قمة الأنوثة بقمة الرجولة

    وقف ليتلقى خالته ومزون آلمه كثيرا لمعة الدموع بعينيهما وصلته خالته أولا ليقبل هو جبينها ويهمس لها بحنان:

    خالتي الله يهداش ماعندش تعبير عن المشاعر غير الدموع تحزنين تبكين تفرحين تبكين


    كاسرة أرهفت السمع بدا لها أن حاسة السمع تخونها لم تتخيل أن هذا الكساب قد تصدر عنه هذه النبرة التي تذوب حنانا صافيا

    بدا لها أن من يتكلم هو شخص آخر تماما!!


    بينما عفراء همست له بحنان عميق: مبروك يأمك ألف مبروك عقبال ما أشوف عيالك من فرحتي فيك مالقيت إلا الدموع

    ثم أردفت وهي تلتفت لكاسرة وتهمس لها بمودة: كاسرة يأمش ما أوصيش في ولدي

    ثم ابتسمت: صحيح له طبايع قشرا بس قلبه ذهب


    كاسرة هزت رأسها وهي تهمس بذوق ورقة: لا تحاتينه خالتي

    بينما كانت تهمس في داخلها بتهكم (قال قلبه ذهب صفيح يمكن!!)


    عفراء تأخرت لتسمح لمزون أن تصعد له مزون وقفت أمامه للحظات تملأ عينيها منه وهو بالمثل

    منذ زمن بعيد لم يلمح هذه السعادة في عينيها حتى وإن كانت سعادة مبللة بالدموع

    هي لم تستطع أن تكتفي بمجرد قبلة باردة تريد أن تطفئ عظامها التي سكنتها الوحشة والبرد

    لذا ألقت بنفسها على صدره وهي تتمنى ألا يحرجها وفي هذه الليلة بالذات

    وهو لم يستطع فعلا أن يكون بخيلا معه أو حتى يحرجها بينما هي تندفع بمشاعرها هكذا

    لم يرد أن يصغر شقيقته أمام زوجته حتى وإن كان عاجزا عن مسامحتها رد على ارتمائها على صدره بأن أحتضنها بخفة

    حينها فعلا انهارت ببكاء خافت أربع سنوات مرت لم يحتضنها فيه أربع سنوات مرت افتقدت فيها حضنه الدافئ

    أربع سنوات كانت فيها كالضائعة التي شعرت أنها تعود للميناء الآن

    كساب شعر بالألم يمزق روحه المنهكة من بكائها وهو يشدد احتضانه لها

    فإن كانت اشتاقت لأحضانه فهو أضناه الاشتياق لاحتضانها

    لتكن هذه لحظة مسروقة من غضبه الأسود . ولديه مبرر جاهز فليس من اللائق ألا يحتضنها في هذا الموقف وأمام زوجته وأمها


    كاسرة كانت مذهولة من شفافية العلاقة بينهما (لهالدرجة يحب أخته؟!!)

    مزون ابتعدت قليلا وهي تهمس باختناق: مبروك كساب ألف مبروك


    رد عليها بحياد: الله يبارك فيش


    ثم أردفت بجزع وهي تلحظ انطباع بعض أحمر شفاهها على بياض ثوبه على طرف البشت وتحاول مسحه: آسفة كساب والله ماكان قصدي


    همس لها بخبث باسم وهو يلتفت لكاسرة: عادي لا تهتمين باقول لامهاب إن هذا من أخته


    حينها اشتعل وجه الاثنتان خجلا مزون وكاسرة بينما كانت كاسرة كانت تنظر لكساب نظرة تهديد لم يفهمها سواه

    عاد ليجلس جوارها بينما همست هي في أذنه: لا تكون من جدك تبي تكذب علي قدام أخي


    كساب بسخرية: إلا وأشرايش أقول له هذا روج أختي؟!!


    عفراء تهمس لمزون والاثنتان تقفان جانبا مع مزنة: يأمش بس ليش ذا البكا كله


    مزون باختناق: غصبا عني خالتي شوفي شكله جنبها شوفي اشلون لايقين على بعض. بس يا ليت صدق تقدر تريحه


    عفرء تبتسم لها: إن شاء الله يأمش


    كساب حينها وقف وهو يهتف لعمته: يمه لو سمحتي عباة كاسرة بنطلع عشان تبدل ونروح المطار


    مزنة سارعت لإلباس ابنتها عباءتها همست لكساب بحزم: تبيني يأمك أطلع معكم


    كساب بثقة: براحتش لو أنتي تبين


    مزنة مالت على أذن كاسرة وهمست لها ببعض كلمات ليغادر الاثنان وحيدان

    حينها شعرت مزنة أنها بحاجة للجلوس جلست على طرف الكوشة وهي تشعر كما لو أن روحها تغادرها بشكل مجهول

    مزون سارعت لها وهمست لها بقلق: أجيب لش ماي خالتي


    مزنة رغم إحساسها بالإجهاد إلا أنها همست بثقة: مافيه داعي يأمش بأقوم الحين وبأروح القاعة بنفسي


    قالتها وهي ترفع برقعها وتهف على وجهها قليلا ثم تعاود إسداله لتقف وتتوجه لداخل القاعة بينما مزون تتبعها وهي تهمس لخالتها باسمة:

    الحين عرفت من وين كاسرة جايبة ذا الزين كله !!






    ***********************************





    فور أن دخلت للجناح ألقت عباءتها بغضب وهي تهمس بغضب لمن كان يغلق الباب خلفها:

    أنت شكلك كنت تبيني أتكسر عشان ترتاح


    كساب ألقى بشته على طرف المقعد وهتف ببرود: ليش إن شاء الله


    كاسرة جلست على المقعد وهي تهمس بذات الغضب:

    بصراحة ماعندك ذوق الحين العباة على وجهي وما أشوف شيء على الأقل امسك يدي لين أوصل فوق بدل منت مخليني أركض وراك


    كساب بسخرية: قلت لش قبل ماعندي ذوق من وين أجيبه

    ثم أردف وهو يجلس جوارها ثم يمسك بكفها ويهمس بخفوت خبيث: ولا يهمش الحين بأمسكها مادريت أنش متشفقة على مسكتي ليدش


    قالها وهو يرفع يدها إلى شفتيه مقبلا بعمق دافئ


    كاسرة شدت يدها التي رغما عنها بدأت ترتجف وقبل أن يلاحظ ارتعاشها وهي تهمس بثقة: تدري أنك سخيف


    حينها أمسك بوجهها بين كفيه وهمس بتلاعب: جد شايفتني سخيف


    كاسرة بدأت تشعر بالتوتر الناتج عن خجلها الطبيعي فهي مهما كانت قوية مجرد شابة في ليلة زفافها

    وهذا الرجل الذي يتلاعب بها هو الأول الذي يقترب من حدودها المحظورة

    ومايثير توترها إحساسها أنه يخفي شيئا ما تعلم أن جمالها يدير عقول أعتى الرجال فثقتها بجمالها طاغية

    ولكنها في داخلها تشعر أن إظهار كسّاب للهفته لها أو تغزله الصريح بها ليسا أبدا مقصودين لذاتهما

    لأن شخصية كشخصيته لا تظهر ولعها بهذه الصورة حتى لو كان سيكون يحترق ولعا فهو لابد سيحاول إخفاء ولعه

    فإلى ماذا يهدف من هذا التلاعب


    كاسرة تأخرت قليلا وهي تهمس بنبرتها الحازمة الطبيعية: أنت ماكنت مستعجل على روحتنا للمطار اشفيك غيرت رأيك


    أفلت وجهها وهو يتأخر ويسند ظهره للخلف ويهتف بتحكم: أنتي خربتي المخطط كامل

    والحين قومي توضي وبدلي عشان نصلي ركعتين


    وقفت وهي تهمس بحزم: زين وأنت بعد كنت ناوي تأجل صلاتنا مع بعض


    هز كتفيه بثقة: كنا بنصلي إذا وصلنا مهوب أنا اللي أنسى


    كانت على وشك المغادرة حين همست بتساؤل حازم: خاطري أدري وش اللي كان في رأسك ووش اللي في رأسك الحين


    لم يرد عليها بينما كانت تتناول هي تنورة وتيشرت خفيفين كانت وضحى وضعتها لها على المقعد

    حينها همس لها بخبث: تبين مساعدة في التبديل


    أشارت بيدها لا وغيظها من وقاحته يتصاعد وارتدت ملابسها في الغرفة المجاورة بعد أن فككت تسريحة شعرها بسرعة

    وعادت له وهي تحمل سجادتها وجلالها وتهمس له بهدوء: أنا على وضي تبي تتوضأ أنت


    وقف وهو يهتف بثقة: وانأ بعد على وضي يا الله نصلي


    وقف ووقفت خلفه ليصليا ركعتين سويا ثم يدعو كل منهما بدعاء خاص به حينما انتهى وضع يده على رأسها وهو يدعو بالدعاء المأثور


    حينما انتهى همست له بسكون غريب: دعيت من قلبك يا كسّاب


    هز كتفيه بتهكم: وليه تظنين إني مادعيت من قلبي


    كانت تخلع جلالها وهي تهمس بثقة: لأني حاسة أنك ماخذ سالفة الزواج لعبة.


    حينها أداراها ناحيته بقوة ليغرز أنامله بقوة في عضديها وهو يهتف لها بسخرية بها رنة غضب:

    خوش كلام تقوله عروس لعريسها ليلة عرسهم!!


    حينها أجابته بتهكم: ليه أنت حاسس بإحساس عريس صدق (ترد عليه ذات عبارته التي قالها لها اليوم!!)


    همس لها بخفوت وأنامله ترتخي عن عضديها لترتفع لكتفيها ثم لأسفل عنقها: من حيث أني حاسس فانا أكيد حاسس


    عاد لها إحساسها بالتوتر الذي طمرته خلف ثقة صوتها: ماكان هذا كلامك اليوم الظهر


    ابتسم لها بتلاعب: على قولت المثل كلام الليل مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح


    كاسرة بضيق: كساب لو سمحت تاخرنا على امهاب


    ابتسم كساب: تحاتين أخيش البشي عباتش على ما أنادي حد من تحت يشيل شناطش


    كاسرة ارتدت عباءتها وهو يتصل وضعت نقابها على المقعد وفتحت حقيبة يدها لتستخرج منديلا لمسح الزينة وهي تقترب من كساب

    وتهمس له بهدوء: كساب لو سمحت لقني وجهك


    كساب استدار لها وفي عينيه تساؤل كان ردها على تساؤله أنها بدأت تدعك مكان أحمر شفاه مزون عن صدره

    حتى أزالت معظمه ولم يبق سوى أثر خفيف منها وهي تهمس بتهكم ومازالت تمسح: أنت من جدك كنت ناوي تطلع للمطار كذا


    هتف لها بابتسامة: شناطي صارت في السيارة سأشوي فيش وأنتي اللي اصريتي أنزل من وين أجيب لبس


    هتفت له ببرود وهي مازالت تمسح صدره: الحين أنا المذنبة في كل شيء؟!!


    تناول كفها عن صدره ليقبلها وهو يهمس لها بدفء مقصود: كل شيء كل شيء!!


    عاودها التوتر الذي ترفض الإفصاح عنه وهو يتناول كل أصبع من أصابعها ويقبله بنعومة متأنية تثير فيها مشاعر عميقة غريبة مختلطة باستغراب

    (إلى ماذا يهدف هذا الرجل من هذا الاندفاع في مشاعره؟!)

    شدت يدها من يده وهي تهمس بثقة: ننزل


    كان رده عليها أن مد يده ليعبث بطرف شيلتها الملاصق لخدها وهو يقترب منها كثيرا حتى باتت تتنفس أنفاسه من قرب مخيف

    جعل آلاما غير مفهومة تتصاعد في معدتها وكأن بطنها يُعصر!!

    تأخرت وهي تبتعد كليا عنه لتتناول نقابها وتهمس بنبرة مقصودة: الحين أنت ماكنت تبي تطلع معي أساسا على أساس إنه بنتأخر على الطيارة

    وش اللي تغير أجلوا الطيارة مثلا!! ماراح نتأخر الحين


    همس لها بهدوء متمكن وهو يستدير ليعدل غترته في المرآة: احنا درجة أولى لو جينا قبل الإقلاع بنص ساعة بنسافر

    والطيارة باقي عليها أكثر من ساعة ونص


    حينها حملت حقيبة يدها وهي تهمس بذات النبرة المقصودة: وذا المعلومات ماكنت عارفها قبل شوي


    كساب رد عليها بذات نبرتها المقصودة: أكيد عارفها بس حبيت أوصل لش رسالة أعتقد إنها وصلت


    كاسرة بذات النبرة المقصودة: والرسالة تقول


    كساب دون أن يلتفت لها هتف بعدم اهتمام: أحب اللي يلقطونها وهي طايرة


    كاسرة بثقة: وأنا أحب اللي يشرح لي مقصده


    كساب بذات عدم اهتمام: وانا مالي مزاج أشرح لأغبياء


    كاسرة ببرود: أنا غبية


    كساب بحزم: يالله خلينا ننزل بدون كثرة هذرة ما تستحين تنقعين أخيش في السيارة كنه دريول؟!


    كاسرة بصدمة: أنا


    لم يرد عليها وهو يخرج وهي تخرج خلفه همس لها وهما في الممر بتلاعب: أمسك يدش الحين


    كاسرة بحزم: لا مشكور الحين أشوف عدل


    ولكنه لم يستجب لرفضها وهو يمسك يدها بطريقة تملكية

    حاولت أن تشد يدها من يدها ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل فيده كانت ككماشة أطبقت على يدها

    حين أصبحا في المصعد همس لها بخبث: لا تحاولين تفكين يدش إلا إذا أنا سمحت لش


    كاسرة بنبرة غضب: كساب بلاحركات بزران لا تفشلني في أخي وش يقول علي مالها نص ساعة من شافته وكلبشت في يده


    هتف لها بسخرية: عادي بيقول أنش ماقاومتي جاذبيتيوماصدقتي تشوفيني وخايفة أهرب منش


    كاسرة شدت نفسا عميقا: كساب لو سمحت فك يدي


    كساب يدعي عدم السماع: نعم ماسمعت عيدي


    رصت على كل كلمة: قلت فك يدي


    كساب بتلاعب: لا باقي كلمة ماسمعتها "لو سمحت"


    كاسرة بدأت تغضب: كساب عيب عليك المصعد وقف


    عاود كساب إغلاق أبواب المصعد وهو يهتف بذات التلاعب:نسكره

    شكلش تبين تتعبيني خلاص غيرت رأيي ما أبي "لو سمحت"

    عطيني بوسة بس تكون من الخاطر وأفك يدش


    كاسرة بصدمة: من جدك هنا في المصعد


    كساب يضحك بخبث: ليش مستعجلة كذا مالنا مكان بيلمنا عقب

    أنا بأفكش الحين بس حطي في بالش أني ما أتنازل عن وعدش اللي أنتي مستعجلة عليه


    شدت يدها وهي تتنفس الصعداء وهما خارجين من المصعد متجهين للخارج

    هذه المرة نجح فعلا في إشعارها بالخجل رغما عنها

    وقاحته سببت لها صداعاوهي تجبرها على الصمت طوال الطريق عدا إجابات مختصرة حين يوجه مهاب لها الحديث

    كساب كان يجلس جوار مهاب بينما كانت هي تجلس في الخلف ممسكة بكفها التي كانت تؤلمها قليلا لأنه كانت تشد يدها بقوة لم يشعر هو بها


    حين وصلا للمطار نزل مهاب ناحيتها ليفتحه لها الباب حينها قبل رأسها وهمس لها من قرب بحنان وثقة:

    ما أوصيش على نفسش وعلى رجالش

    ثم أردف بحزم: وأنا ما أعصيش على رجالش بس والله لأزعل عليش لأدري إن كساب زعلش وأنتي ماعلمتيني

    ثم ابتسم وأردف: ولو أنه ما ينخاف عليش المفروض أخاف على كساب


    أردفت بشفافية وهي تشد على يده: الله لا يخليني منك وجعل عمرك طويل لا تحاتيني ولا تحاتي كساب


    كساب اقترب منهما وهمس باسما: شكلي بأغار من امهاب وش ذا كله

    لا وماسكة في يده وأنا ماخليتيني أمسك أصبع


    كاسرة وجهها اشتعل احمرارا تحت نقابها وهي تتوعد كساب أن ترد كل ذلك

    بينما مهاب ابتسم وهو يرأف لحال كاسرة التي أحرجها كساب رغم سيطرتها الدائمة

    هتف لكساب بابتسامة: خف على أختي لا تفشلها

    ثم أردف بحزم: وما أوصيك فيها ياكساب هذي شيختنا

    ثم أردف وهو يشد كساب جانبا ويهتف بحزم أشد: ترا كاسرة شخصيتها قوية وما تعودت حد يكسرها

    أوعدني أنك حتى لو تضايقت منها إنك لا تهينها ولا تكسرها ترا كسر القوي شين


    كساب هتف له بحزم متمكن: لا تحاتيها بس بعد ماني بكاذب عليك وقايل لك إني بأخلي أختك تمشي شورها علي

    بأعطيها حقها وبأخذ حقي


    مهاب بحزم: ماتقصر يأبو زايد حن مانبي إلا الحق


    كساب وكاسرة دخلا لداخل المطار همست له كاسرة بحزم : أنت الحين قاعد تحرجني ومستغل ذا الشيء ضدي

    بس عقب كم يوم إذا تعودت عليك ماعاد تنفع حركاتك البايخة ذي!!


    كساب بشبح ابتسامة: بندور لنا شيء ثاني!!


    وحين انتهت الإجراءات وانتقلا للانتظار في صالة الدرجة الأولى

    هتف لها كساب بحزم وهو يحمل حقيبة صغيرة في يده: أنا بأروح أبدل ثيابي وبجي ماني بمتأخر


    همست له كاسرة بهدوء ساخر لا يعبر عن غيظها منه: ولو تاخرت ترا ماني بباكية لا تخاف


    حينها نظر لها نظرة ذات مغزى وغادرها ليتأخر فعلا بدأ نداء الصعود للطائرة يرتفع وهو لم يحضر بعد

    كاسرة تعلم أنه تأخر قاصدا ردا على تهكمها ولكن غيظها بالفعل تصاعد منه أكثر وأكثر من تصرفاته اللا مسئولة

    لم تعلم أن هناك خطة بعيدة المدى يرسمها هذا الرجل فكل خطوة يقوم بها يدرسها

    علم منذ اليوم الأول الذي رآها فيه أن التعامل معها سيكون صعبا

    وأنه لو تعامل معها بطبيعية فإن مركبهما لن يمشي لأن أنثى استثنائية مثلها لابد أن تُعامل بطريقة استثنائية تفاجئها وتقلب توقعاتها

    وهو لن يسمح لها أن تكون تغيره لذا هو من سيغيرها!!


    فإن كان لا يهمها أن يتأخر رغم أنه يعلم أنها قالتها كنوع من العناد فليتأخر قليلا لتعرف كيف تنتقي عباراتها


    عاد لها مع النداء الأخير كان قد أبدل ملابسه ووضع ثوبه وغترته في الحقيبة الصغيرة التي كانت معه

    احتاجت ثوان لتتعرف عليه بعيدا عن الثوب كرهت كثيرا ماكان يرتديه وزاد غيظها منه ولا تعلم لماذا

    فبعيدا عن فخامة الثوب وانسداله الذي كان بالكاد قادرا على كبح تفاصيل عضلاته

    كيف (بالبنطلون والتيشرت) وهو يبالغ في الأناقة وإبراز نفسه بفخامة لدرجة أثارت غيظها أكثر ومازالت لا تعلم لماذا؟!


    همست له ببرود متحكم: عادي كان تاخرت أكثر ولو حبيت تلغي الرحلة ترا ماعندي مانع


    ابتسم وهو يشدها ليوقفها وهمس بخبث: ياكثر هذرتش بس خلصيني أخرتينا على الطيارة




    #أنفاس_قطر#

    .

    .

    .






    رد مع اقتباس  

  2. #122  
    المشاركات
    3,260

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    كل عام وكل القلوب الطاهرة بخير


    كل عام وأنتم من الله أقرب


    أعاد الله عليكم رمضان العام المقبل وأنتم ترفلون بلباس الصحة والعافية والطاعة والقرب من الله


    .


    سامحوني لو أبطيت


    أنا صار لي عشرين يوم برا الدوحة وتوني راجعة أمس


    السموحة من الوجيه الطيبة اللي اشتقنا لمصافحتها وجه وجه


    والقلوب النقية اللي اشتقنا لدفاها قلب قلب


    أشتقت لكم بلا قياس جعلني ما أخلا من قربكم ولا تواصلكم ولا محبتكم


    .


    ما أبي أطول عليكم أدري مشتاقين لربعنا موب لهذرتي


    اليوم بنكمل من مكان ما وقفنا بالضبط


    عادنا في ليلة عرس كسّاب وكاسرة


    أدري فيه أشياء كثيرة بدت تثير حيرتكم وعندكم أسئلة


    بعض الأسئلة جاوبت عليها قبل وصار عليها جدل بين البنات


    والأشياء اللي تثير حيرتكم أنا قاصدتها أحب أترك بعض أشياء لذكائكم


    وكل شيء مسيره ينفهم


    خلنا الحين مع الجزء الجديد واوعدكم أجاوب على أسئلتكم


    وقبل الجزء الجديد أحب أهني الغوالي اللي فازوا في مسابقة أحسن رد على الأجزاء الأخيرة قبل رمضان


    أفراح الكويت


    نور سوريا


    إرادة


    هامتي فوق


    ألف ألف مبروك فوز مستحق بإطلاتكم ولمستكم الفريدة


    وأقول للباقين لو علي أنا كان الكل فايز حتى من تكرم وتذكرني بكلمة


    جعلني ما أخلا من دفا كلماتكم وذكاء تعليقاتكم


    .


    ويالله قدامي على الجزء الأربعين


    جزء طويل وهو بداية لمرحلة جديدة بتتضح مع الجزء الجاي


    وموعدنا الجاي بعد بكرة الثلاثاء إن شاء الله الساعة 8 الصبح


    .


    قراءة ممتعة مقدما


    .


    لا حول ولا قوة إلا بالله


    .


    .


    .



    .
    بين الأمس واليوم/ الجزء الأربعون





    تـــحــلــق الــطــائـرة

    وتنفصل عن الأرض

    تحمل قلبين / روحين اشتبكتا للتو في رحلة أبدية

    قلبان لم يعرفا الخضوع يوما!!

    روحان جُبلتا على العناد والسيطرة وقوة الشخصية!!


    منذ حلقت الطائرة قبل أكثر من ساعة واستغرابها منه يتزايد

    فبعد اللهفة المبالغ فيها التي فاجئها فيها وهو يغمرها بلمسات غريبة مختلفة يتلاعب فيها بين الحدود

    بين القرب والبعد

    بين التماس واللا تماس

    كاد يحرقها بكلماته ولمساته

    ثم عاد ليغرق في صمت غريب تجاهلها فيه تماما وكأنها غير موجودة أبدا


    لم يوجه لها كلمة واحدة منذ ركبا الطائرة وكأنها مخلوق غير مرئي غير موجود

    لم ينظر حتى ناحيتها أو يسألها هل هي مرتاحة أو تريد شيئا كما يُفترض منه

    كان يقرأ في كتاب منذ صعدا الطائرة


    " أنا يلتهي عني بكتاب؟!! أنا؟!!"


    و هاهو الآن يغلق عينيه باسترخاء وكأنها ليست جواره هي كاسرة!!

    هي من توقف العالم على قدم واحدة احتراما لحسنها

    هي من تسكر الأرواح والعيون بمجرد رؤيتها

    هي من يفرض لها حسنها وشخصيتها السيطرة على من حولها

    هي من تلوي الأعناق لترتشف نظرات مجرد نظرات من حسن خيالي

    فكيف من أصبح هذا الحسن بين يديه وقربه ثم يتجاهل وجوده


    تلتفت له لتراقب ملامحه المسترخية الساكنة بتفاصيله المثقلة بالرجولة والغموض

    تحاول استشفاف ماوراء الاسترخاء المريب لملامحه ماوراء تعامله غير المفهوم معها

    تحاول تقييم رغباتها في زوج بشروط معينة وبين ماحصلت عليه فعلا في زوجها!!


    "ليس في السن التي كنت أريدها !!

    ولكنه على الأقل رجل ناضج على أعتاب الثلاثين.

    أو هكذا يُفترض !! لأني أشك في مدى نضوجه!!"


    تملئها الهواجس والأفكار التي يستولي عليها كسّاب وحضوره وشخصيته وهي تحاول تقييمه أو حتى تفهمه!!


    " أمممممممم ليس سيئا

    لا أستطيع أن أظلمه وأقول أنه خال من المزايا

    لكنه لكنه متهور!!

    وغير مفهوم ويتصرف تصرفات غير منطقية!!"


    وهي مشغولة بالنظر له وغارقة في أفكارها حوله

    فوجئت بالمضيفات يجتمعن وهن يحضرن كعكة صغيرة على شكل قلب أحمر


    حينها لكزت كساب بخفة وهي تخرج بارتعاش من أسر اندماجها في مراقبته

    وكأنها كانت تحلق في عالم آخرلتعود منه لعالم الواقع


    كساب فتح عينيه بتثاقل فخم أو ربما مغرور!! بينما كانت إحدى المضيفات تبتسم وهي تهمس بمودة: مبروك يا عرسان

    معاكن كامرا تا خد صورة إلكن


    كساب وقف حينها وهو ينفض استرخائه

    ليحضر كاميرا من حقيبته وهو يشعر بغيظ فعلي من علي الذي من المؤكد إنه حينما حجز أبلغهم أنه عرسان جدد

    ولكن هذا الغيظ لم يظهر في ابتسامته المتمكنة وهو يناول المضيفة الكاميرا


    همست المضيفة لكاسرة بذات النبرة الودودة: شو ياعروس ارفعي عن وشك مافيه حدا جنبكن أساسا

    فيه بس اتنين ستات وجالسين وراكن


    كاسرة أزالت النقاب عن وجهها وعدلت وضع شيلتها بينما ابتسمت المضيفة: الله يحميكن ماشفت بحياتي عروس حلوة هيك

    يالله ئربوا لبعض شوي تا أخذ لكن صورة حلوة مع الجاتو


    حينها شدها كساب من كتفها ليلصق كتفها به وهو يحتضن كتفيها بذراعه

    ارتعشت رغما عنها وهي تشعر بصلابة جنبه ودفء كفه الساكنة على عضدها بطريقة تملكية!!

    لا تعلم ماذا يفعل بها هذا الرجل

    أي سحر في لمساته؟!

    بل حتى في كلماته التي لا يجيد اختيارها في معظم الأحيان وهو يلقيها كقنابل بلا بوصلة؟!!


    حالما انتهت الصورة همست له كاسرة بخفوت حازم: الصورة خلصت

    ممكن تخف عن كتفي شوي


    كساب أفلت كتفها بطريقة بدت لها غير مبالية بينما كانت تردف بنبرة أقرب للتهكم:

    تدري ما تخيلت حركة الكيك ذي ممكن تجي منك


    حينها هتف كساب بعدم اهتمام: وقبل ما تشوفين أشياء واجد راح تستغربينها مني

    ترا رحلة شهر العسل ذي ترتيب أخي علي

    ومارضى يقول لي عن ترتيبه فيها يبيها مفاجئة لنا


    حينها رفعت كاسرة حاجبا وأنزلت الآخر: وانا متزوجتك أنت وإلا أخيك؟


    هتف لها كساب ببرود قارص: ما أدري أنتي قولي لي

    وترا كيفي أنا وأخي حب يهديني هدية لعرسي مادرى عن طبايع مرتي اللي تلوع الكبد


    كاسرة ببرود مشابه: إذا أنا طبايعي تلوع الكبد أجل طبايعك وش ينقال عنها


    كساب بحزمه الطبيعي: طبايعي تتقبلينها غصبا عنش شينة زينة تقبلينها وبس


    كاسرة بحزم أشد: وأنا قلت لك أني ما أتغاضى عن اللي ما يعجبني ولو ماعجبني شيء بأنكد عليك


    حينها هتف كساب بتهكم: ماشاء الله بادية النكد من بدري!!


    ردت عليه بتهكم مشابه: نكد متبادل طال عمرك!!


    رد عليها حينها ببرود: لا تستفزيني لأني ما أتحاكى لو كنت معصب


    ردت عليه ببرود مشابه: أشلون ما تتحاكى تستخدم إيديك مثلا؟!!

    وإلا تذبحني مثل النفس اللي ذبحتها بدون تفكير


    هتف لها حينها بغضب عارم وهو يستعيد الذكرى المقيتة لمحاولة الاعتداء على خالته

    الذكرى التي مازالت تشعل غضبه كلما تذكرها وهو يتذكر جيب خالته المفتوح وأثر الصفعات على وجهها:

    أنا اللي يدوس على طرف حرمة بيتي يستاهل أكثر من الذبح


    كاسرة بنبرة جدية: عشان حدته الحاجة يسرق تأخذ روحه


    كساب بغضب عارم وهو يصر على أسنانه محاولا إخفاض صوته:

    كاسرة سكري ذا الموضوع أحسن لش

    الرجال راح في اللي ما يحفظه وابي عوض هله بأكثر من الدية بكثير

    والقضية تسكرت وانحفظت.


    كاسرة بذات النبرة الجدية: أشلون تتسكر وتنحفظ أنت كان المفروض على الأقل تنسجن عشان الحق العام للدولة

    وإلا عشانك ولد زايد آل كساب اللي يمشي على غيرك مايمشي عليك


    حينها هتف لها كسّاب بغموض وهو يسترخي في جلسته: والدولة أعفتني من الحق العام

    وكوني ولد زايد آل كساب ماله أي علاقة في الإعفاء!!

    عندش مانع وإلا بتحاسبين الدولة بعد!!



    شدت كاسرة لها نفسا عميقا وصمتت ولم ترد عليه

    مرهقة تماما لها يومان لم تنم

    رغم أنها كانت تُرجع سهرها إلى أنها لا رغبة لها في النوم.

    ولكنها في داخلها تعلم أنها متوجسة من الحياة مع هذا الرجل الغريب الذي تشعر أن حياتها معه كما لو كانت على كف عفريت


    "فهل هما الآن يمثلان بتصرفاتهما المتحفزة وحوارهما الحاد عريسان ليلة زفافهما

    هما في حوارهما الآن كمن سكت دهرا ونطق كفرا!!"



    المضيفة عادت مرة أخرى: مائطتوا الجاتوه أنا راح أئطع لكن


    قطعت قطعة واحدة في صحن واحد وأعطتهما شوكتين: يالله كل واحد يدوء التاني


    هتف لها حينها كساب بحزم به نبرة غضب: خلاص مشكورة ياآنسةبنأكل بنفسنا


    المضيفة غادرت بينما كاسرة همست له بنبرة مقصودة:

    ترا شوي لباقة مع الناس ماراح تنقص من مكانتك شيء

    يعني المسكينة كانت تحاول تكون ذوق ماكان فيه داعي تحرجها كذا


    كساب ببرود: أشلون يعني تبيني أتعامل معها أقول لها تعالي أكلينا أحسن حطت الكيكة خلاص تفارق

    وبعدين قلت لش قبل ماعندي ذوق من وين أجيبه


    كاسرة همست بهدوء متحكم: سالفة ماعندي ذوق ذي مادخلت مزاجي

    أنت صاحب شركة وأسمع أن شركتك ناجحة وثلاث أرباع البيزنس علاقات

    يعني لو كان ماعندك ذوق على قولتك كان شركتك الحين في الحضيض

    عشان كذا أكيد إنك عندك ذوق وذوق محترفين بعد

    لكن قل أنك ماعندك ذوق معي أنا شخصيا


    كساب ببرود أشد: يمكن أنتي تحفزين الواحد يكون معدوم الذوق معش


    كاسرة بذات الهدوء الساكن المتمكن: ما أعتقد أني سويت شيء يزعل حضرة جنابك

    أنا أتعامل معك بطبيعتي لكن أنت حاسة أنك حاط حاجز يخفي شخصيتك عني كأنك تسكر روحك عني!!


    حينها التفت كساب لها ليمد يده ويمسك بذقنها ويهتف بنبرة مقصودة: وهذا كله اكتشفتيه من ساعتين

    والحين أنا اللي حاط حاجز بيننا


    كاسرة ارتعش داخلها قبل أن تمسك كفه وتبعدها عن ذقنها وتنزلها بهدوء وتهمس بذات الهدوء:

    أعتقد أن معرفتي فيك قبل ذا الساعتين

    وبعدين ترا فيه فرق بين الواحد يفتح روحه للثاني وبين لمسات ما تتجاوز الجسد للروح


    كساب بعدم اهتمام: وترا أحيانا تكون اللمسة رسول للروح


    كاسرة أسندت رأسها للخلف وهتفت بثقة مغلفة بالعمق:

    ما أعتقد إن حن وصلنا لذا المرحلة

    تدري يا كساب أنت مثل اللي واقف قدام باب الباب مفتاحه معلق فيه

    لكن أنت ماتبي تستخدم المفتاح وتبي تكسر الباب







    *************************************






    "وش اللي شاغلك كذا"


    عبدالله يلتفت لصالح الجالس جواره في مكان حفل زواج كساب وهو يهتف بتأثر:

    حاس أني ضغطت على إبي واجد وهو قاعد يتلقى تهاني الناس برجعتي

    لدرجة أنه ماقعد رجع بعد العشا على طول


    صالح بطبيعية: عبدالله إبي ماعاد يحتمل صلبة القعدة في الأعراس

    ترا بالعادة يسلم ويروح ما يقعد للعشا ولولا إن زايد حلف عليه يقعد للعشاء وإلا ماكان قعد أصلا


    عبدالله يمسح جبينه ويهمس لصالح بتعب: الحين يا صالح إبي زعلان علي وما يكلمني وأنا ما أقدر أقعد على ذا الحال

    لازم يرضى علي بس عشان يرضى لازم بيسألني ليه سويت ذا كله

    خايف لو قلت له عمره ما يسامحني وفي نفس الوقت مستحيل أكذب عليه مرة ثانية


    صالح ربت على فخذ عبدالله وهمس بحميمية: توكل على الله وقل له مهما كان هو أب بيحس بوجيعتك على ولدك

    أكيد هو بيعاتبك واجد بس إن شاء الله إنه بيرضى




    .

    .


    في زاوية أخرى من الحفل نفسه




    " ماشاء الله ياحضرة العقيد صراحة حفل ما شفت مثله اشتهيت أعرس"


    منصور يبتسم بفخامة: خلاص بأزوجك بنتي


    فهد يبتسم: إذا بتزوجني مستعد أنتظرها بس خاف أتناها وعقبه بنتك تقول إني شيبة وما تبيني


    منصور يبتسم: قل قولها ماعندنا بنات يعصون الشور

    وبعدين وش شيبته بازوجك إياها عمرها 20 وأنت توك 48 شباب


    فهد يضحك: أما توي 48 كثر منها.وهي 20 يعني كبر بنتي


    حينها هتف منصور بنبرة مقصودة: زين قبل العرس منت مشتهي تعلق النجمة الثالثة


    فهد يرد عليه بنبرة مقصودة مشابهة: زين خلنا ناخذ دورة المظليين وعقبه نعلقها


    ابتسم منصور وهتف بذات النبرة المقصودة: زين جهز مظلتك قريب.




    .

    .



    "صدق أنت مسافر بكرة"


    زايد يلتفت لعلي ويهتف بهدوء: إيه بأروح لجميلة طيارتنا بكرة في الليل

    بس أبغيك يأبيك تمر على مشروع البرج الجديد فيه تنبيهات كنت معطيها المهندس وأبيك تشوفه لو نفذها


    علي يتنفس الصعداء مستعد أن يقوم بكل أعماله هنا ولا يرسله إلى هناك

    هتف بمودة ممزوجة بالاحترام: أبشر يبه بس عطني التفاصيل ومايصير خاطرك إلا طيب


    حينها هتف زايد بأمر لطيف لكن بنبرته الحازمة التلقائية:

    زين يأبيك قم شوف الرياجيل اللي في الزواية تيك

    دارت عليهم القهوة مرة ثانية وإلا لا عقب العشا

    إسأل المقهويين ونبه عليهم إن القهوة ماتوقف أبد


    .

    .



    "عبدالرحمن يأبيك أنا باروح أرجع تميم لبيته

    المسكين تملل من القعدة وتعب وهو حالته حالة مع جبس إيديه"


    عبدالرحمن بمودة: زين يبه أنا بأكفيك وارجعه


    أبو عبدالرحمن برفض: لا جعلني الأول أنت روح جيب أمك وخواتك من العرس


    عبدالرحمن بإصرار: خلاص بأرجع تميم للبيت وعقب باروح أجيب أمي والبنات


    أبو عبدالرحمن بإصرار أكبر: يكفيك مشوار واحد





    ****************************************














    "يمه خلاص نبي نمشي"








    شعاع برجاء: جوزا تو الناس وهذا حسون معش ليه مستعجلة








    جوزاء بذبول: تعبانة شعاع أبي أروح








    أم عبدالرحمن بمودة: اقعدي يأمش بس شوي ونروح كلنا








    جوزاء هزت رأسها رغم عدم اقتناعها وهي تلتفت لتسقي حسن الجالس جوارها بعض العصير بينما شعاع تهمس بحماس:




    خاطري أعرف أخت المعرس وين مسوية فستانها خرافي.




    عشان أنا بعد يوم عرس عبدالرحمن أبي أسوي لي شيء ما انعمل مثله




    هيييه جوزا أنا أكلمش!!








    جوزاء بعدم انتباه: هاه وش تقولين ما انتبهت








    شعاع تبتسم: لا منتي بمعنا




    ثم أردفت بخفوت باسم : يالله قولي لي كاسرة وش قالت لش








    جوزاء بذات النبرة الذابلة: شعاع لا تصيرين لحوحة. قلت لش في البيت












    .




    .




    .








    " "خالتي بس اقعدي ذبحتي نفسش وانتي تلفين"








    عفراء تبتسم رغم إرهاقها: لازم أدور على الطاولات وأرحب بالنسوان وأشوف إذا تقههوا








    مزون تبتسم وهي تشدها لتجلس: خالتي كفاية وقفتش ساعتين ونص تستقبلين عند الباب




    لا تنسين زايد الصغير تبين عمي منصور يرفع علينا قضية








    عفراء تبتسم: زايد الصغير ماعليه إلا العافية لا نطيت ولا رقصت








    حينها هتفت مزون بحذر: خالتي لو ماقدرت أمرش بكرة قبل أروح المطار تبين شيء








    تغير وجه عفراء وهي تحاول أن تهمس بطبيعية: لا سلامتش




    ثم لم تستطع منع صوتها من الإنحدار وهي تردف بتأثر:




    بس بس طالبتش قولي لأبو كساب يوصي خليفة عليها




    ويوصيه يوسع خاطره عليها












    .




    .




    .












    " يمه فديتش خلاص خلينا نمشي"








    مزنة تلتفت لوضحى التي بدأ أثر الدموع يفسد زينتها وتهمس لها بحنان مخلوط بالحزم:




    يامش ما يصير يقولون بنتهم راحت قاموا وخلو العرس




    انتظري شوي








    وضحى بصوت مختنق: يمه تميم أكيد ماراح يتأخرالحين يبي حد يعشيه خبرش أكيد ما تعشى وأنا اللي أأكله بنفسي




    غير أني يمه خلاص خاطري ضايق وابي أروح البيت








    مزنة تدفن تأثرها المتعاظم في ذاتها وتهمس بحزم: ساعة يامش ونمشي








    " لا تثقلي علي ياصغيرتي!!




    أعلم أنك حزينة لفراق شقيقتك




    فكيف بي؟!!




    ستة وعشرون عاما لم تمر ليلة واحدة لم أروِ عيني من رؤيتها




    لم تمر ليلة واحدة لم اسمي باسم الله عليها




    لم تمر ليلة واحدة لم أنادي فيها اسمها عشرات المرات




    ومؤخرا لم تمر ليلة لم نتجادل فيها ونتحادث ونتخاصم ونتصالح




    لا أطمئن حتى أرى صفاء ضحكتها ولمعة عينيها




    مثلها مثلكم جميعا ياصغيرتي!!"
























    *********************************






    رد مع اقتباس  

  3. #123  
    المشاركات
    3,260


    عاد العريسان المحلقان للغرق في الصمت

    بعد أن جاءت المضيفة لتحمل الكعكة التي لم يتناولا منها شيئا ومن بعده العشاء الذي رفضاه أساسا

    وهي تستغرب (أي عريسين غريبي الأطوار هذين.!!)


    كلاهما غارق في عالمه الخاص كساب في كتابه وكاسرة في أفكارها


    وقفت كاسرة ليهمس لها كساب ودون أن يرفع نظره عن سطور الكتاب متسائلا بنبرة حازمة: وين


    كاسرة بنبرة لا تخلو من تهكم: يعني وين بأروح هنا في الطيارة بأروح الحمام


    كساب لم يرد عليها بينما كاسرة توجهت للحمام لكي تمسح زينتها التي لم تجد وقتا لمسحها

    وهي تستغرب من تصرفات هذا الرجل الذي غرق في البرود بينما كان قبل ساعات يشتعل

    لم يُسمعها كلمة حلوة واحدة لم يتبادل معها الحديث ليتعرف عليها أكثر كما يحدث مع كل المتزوجين الجدد


    "هل هو فقط ينتظر اختلائه بها وهذا هو كل ما يهمه؟!"


    آلمها هذا التفكير كثيرا

    لا تستنكره من كساب

    ولكنها كعروس ومهما يكن ورغم تفكيرها الواقعي حلمت بشيء آخر أكثر عاطفية ومثالية


    كاسرة تنهدت وهي تمسح وجهها الندي وتنظر في المرآة:

    على قولت الشوام يذوب الثلج ويبان المرج ونشوف اللي ورا ذا الكساب


    حينما عادت وجلست

    همس كساب ببرود حازم ودون أن ينظر ناحيتها: إذا سألتش عن شيء تجاوبين من غير استخفاف للدم


    كاسرة بثقة: المهم الجواب وصلك


    كساب بحزم : أحيانا أسلوب وصول الرد أهم من الرد نفسه


    كاسرة بنبرة مقصودة: وهذا الشيء ممكن ينطبق على كل شيء


    حينها التفت لها كساب لينظر لها ببرود: كل شيء


    كاسرة بذات النبرة المقصودة: زين أحتفظ بذا المعلومة يمكن تفيدني بعدين


    حينها سألها كساب بنبرة حازمة لا تخلو من الخبث: أنتي دايما كذا تحبين ترسمين لنفسش صورة الذكية


    حينها أجابته كاسرة بهدوء وهي تشبك أصابعها أمامها:

    مثل منت تحب ترسم لنفسك صورة الغامض اللي ماحد يعرف وش اللي وراه


    حينها أجابها بنبرة لا تخلو من التهكم: يمكن لأني قريت مرة في كتاب غبي إن المرأة تحب الرجل الغامض


    ردت عليه بنبرة تهكم: على قولتك كتاب غبيوعطاك معلومة غبية ماراح تفيدك بشيء


    نظر لها وأردف بنبرة عميقة مقصودة لا تخلو من غرور واثق: أنتي متأكدة إنها مافادتني؟!!


    لم ينتظر ردها وهو يعود لتجاهلها وليقرأ الكتاب الذي كان يقرأ فيه

    أو يدعي قراءته!!!

    بينما كان تفكيره اليوم يأخذه للأمس الأمس القريب جدا والبعيد جدا!!


    .

    .


    قبل أسبوعين





    "عمي أبي أسألك عن شيء وتجاوبني بصراحة"



    منصور ينظر لكساب من تحت أهدابه وهو يهتف ببرود حازم:

    وليه خايف منك ياولد عشان أدس عليك؟!

    من متى وأنا ألف وأدور في أي سالفة خلصني وش تبي


    كساب بتساؤل حازم: أبي أعرف يوم إبي كان يبي أم مرتي ليه ما تزوجها قبل مايتزوج أمي


    منصور ابتسم ثم هتف بهدوء واثق: خطبها بدل المرة مرتين بس هي مارضت

    أبيك ماتزوج إلا عقب ماعيت منه للمرة الثانية


    كساب بذات التساؤل الحازم: وليه مارضت فيه

    يعني اللي خذتهم ما اشوف فيهم حد أحسن من ابي الله يرحمهم جميع ويبيح منهم


    منصور هز كتفيه بثقة: يمكن لأن إبيك كان ميت عليها

    أم امهاب أنا أذكرها وحن صغار بيني وبينها سنة وحدة بس وكنا نلعب سوا

    كانت شخصيتها قوية ولسانها طويل وياويل اللي يدوس لها طرف بتخليه مايسوى بيزة


    كساب بثقة: بس مهما كانت شخصيتها قوية ماظنتي إن شخصيتها أقوى من شخصية ابي


    منصور ابتسم: لا تنسى ابيك وقتها كان صغير وكان يموت عليها من اقصاه

    يعني هي اللي كانت في موقع قوة


    حينها صرَّ كساب عينيه وهتف بحزم بالغ: الحين نجي للمهم

    أمي درت بشيء عقب

    كيفه هو يحب اللي يبي قبل ما يأخذ أمي بس عقب ماخذها خلاص مفروض يدفن حبه في قلبهويحترم المرة اللي صارت أم عياله


    منصور بحزم مشابه: عاد في هذي لا تبهت ابيك عمري ماشفت رجّال يحترم مرته ويعزها مثل ماكان زايد يعز وسمية الله يرحمها

    وأنت بنفسك تذكر وش اللي صار له يوم ماتت أمك كان بيموت من الحزن عليها


    كساب شدَّ له نفسا عميقا ثم هتف بتصميم مرعب:

    والله ثم والله لأدري إن أمي درت بشيء أو تضايقت في حياتها من ذا السالفة

    إني لأقلب الدنيا عاليها سالفها

    وإن يصير شيء مستحيل حد منكم يتوقعه




    .

    .


    قبل خمسة عشر عاما





    " هيييييه ياجماعة الخير يبه جابر أنا كساب بن زايد"


    كان صوت كساب الصغير يتعالى أمام باب المجلس الخارجي بعد ان خطا نصف خطوة للداخل

    هتف الجد جابر بصوت مرتفع قدر ما استطاع: كسّاب تعال يأبيك


    كساب برفض: يبه خل هلك يفضون الدرب أول


    الجد جابر ابتسم وهو ينظر لكاسرة الصغيرة التي كانت تسكب له القهوة وحجابها مشدود حول وجهها:

    كاسرة يأبيش روحي داخل


    كاسرة تنظر لكسّاب الواقف وعيناه في الأرض وتهتف بتلقائية:

    وليه أروح إذا جاووك رياجيل رحت


    حينها هتف كساب بغضب ودون أن يرفع بصره: وليه وش أنتي شايفة قدامش يابنت


    كاسرة بنبرة عدم اهتمام وهي تنظر له بشكل مباشر: بــزر !!


    الجد هتف بغضب: كاسرة أقول روحي داخل


    كاسرة خرجت واتجهت لداخل البيت

    بينما كسّاب توجه للداخل وهو يشعر بغضب عميق يتصاعد في روحه الصغيرة على طويلة اللسان التي قللت من رجولته التي لا يرضى أن تمس


    مال ليقبل رأس الجد وهو يهتف بنبرة ضيق: يبه ابي يسلم عليك ومرسل لك ذا العود

    كان بيجيبه بنفسه بس جاه شغل فأرسلني


    الجد ابتسم: ياحيا الله الراسل والمرسول ياحيا الله الشيخ كساب

    وينك يأبيك ماعاد شفتك

    ماعاد شفت إلا علي هو اللي ياتي مع ابيه

    وأنت مانشوفك إلا من العيد للعيد حتى العيد اللي فات ماشفتك


    كساب بذات نبرة الضيق: السموحة يبه لاهي في دراستي وأدرس أختي بعد


    الجد جابر بمودة: الله لا يفرقكم. وجعل بطن(ن) جابتكم الجنة

    والحين قل لي وش فيك يأبيك كنك ضايق


    كساب بذات نبرة ضيق: يبه يرضيك إن بنتكم تقول علي أنا بزر


    الجد ابتسم وهو يلمس خد كساب حيث أثر عضة كاسرة التي بدت واضحة لنظره الضعيف من هذا القرب:

    علومها شينة ذا البنت من صغرها بأزوجك إياها وأخليك تأدبها على كل اللي هي سوت أول وتالي


    حينها هتف كساب بغيظ: أنا لو خذت بنتك ذي أول شيء بأسويه بأغير اسمها ثم أكسر رأسها


    الجد ضحك: لا يأبيك لا بنتي ذي مهرة تعسف بس ماتكسر


    .

    .


    ينظر للكتاب أمامه

    يتشاغل به بينما هو مشغول حتى النخاع بمن تجلس كملكة متوجة جواره


    " تعسف بس ماتكسر

    تعسف بس ماتكسر

    تعسف بس ماتكسر "



    وكم هو ضئيل الفرق بينهما !!

    كم هو ضئيل!!!






    ************************************







    " شأخبارك الليلة عسى منت بتعبان"


    أشارت بعد أن وضعت صينية العشاء جانبا


    هز رأسه بإشارة لا بينما وضحى اقتربت لتطعمه بعد لحظات رفض تميم أن يأكل

    أشارت له : اشفيك ما كلت شيء


    أخذ يغمض عينيه ويفتحهما بدايةً لم تفهمه

    ثم بعد ذلك استوعبت أنه يقصدها فدموعها كانت تنهمر بغزارة ودون أن تشعر

    فذهنها كان شاردا وهي تطعم تميم كانت تشعر بضيق عميق يطبق على روحها وهي تشعر أن البيت خال من رائحة شقيقتها


    أشارت له بألم: عطني بس يومين لين أتعود على فكرة أنه خلتنا خلاص


    لم يستطع أن يشر لها بشيء وإن كان في داخله متأثر أشد التأثر من حالة وضحى عدا عن تأثره الخاص به

    قد يكون هو شخصيا أكثر ارتباطا بوضحى

    ولكن كاسرة شقيقته وتربطه بكل أخوته علاقة خاصة حرصت والدته على تغذيتها وتقويتها

    ومن ناحية أخرى حالته التي يعانيها جعلته أكثر حساسية

    يداه كلتاهما في الجبس وهو يفقد تواصله مع العالم

    وموعد زواجه يقترب مع تحسسه المتزايد من زوجته المستقبلية

    مثقلة روحه الشفافة بكثير من الهموم التي لا يستطيع التعبير عنها بأي طريقة

    يجد نفسه غارقا في الهم وملجما في ذات الوقت عن التعبير عن همومه وأوجاعه سوى بالتفكير فيها

    التفكير الذي يزيده هما فوق همه

    لو أنه كان قادرا على العمل فقط كان دفن وجع أفكاره في العمل

    وتشاغل بعمله عن كل ما يؤلمه ويجرح مشاعره ورجولته وحتى إنسانيته!!

    ولكن الآن ليس له إلا الصبر والدعاء والاحتراق بأفكاره وشكوكه حتى نخاع النخاع!!






    **********************************





    " مابغيتوا تخلصون"


    همست عفراء بإرهاق وهي تغلق بابها: خبرك لازم حن آخر حد يطلع من العرس


    منصور يحرك سيارته ويهتف بمودة: عسى ما تعبتي حبيبتي


    عفراء بذات الصوت المرهق: شوي بس

    ثم أردفت بابتسامة: بس يستاهل التعب ياقلب خالته جعلني أفرح بعياله فديته


    منصور يبتسم: شكلي بأغار من كساب الخايس الحين هو راح مع عروسه وقاعدة تفدين به وانا ماحد عبرني


    عفراء تبتسم: الغلا لك يأبو زايد


    منصور بابتسامة فخمة: لي الغلا خافه كلام بس


    عفراء بمودة: أفا عليك يأبو زايد الكلام لغيرك


    منصور مد يده ليحتضن كفها بقوة وهو يهمس بحنان: جد حبيبتي ماتعبتي


    عفراء برقة: والله العظيم أني زينة وانت انتبه للطريق الله يخليكوتمهل وأنت تسوق


    منصور يكف يده ويثبت يداه على المقود وهو ينظر للامام ويهتف بابتسامة:

    حاضر مع أني أبي أطير عشان أشوف كشخة أم زايد

    أكيد كنتي أحلى وحدة في العرس


    عفراء ابتسمت بعذوبة: يهمني أصير أحلى وحدة في عينك وبس


    منصور بفخامة: هذا شيء مافيه شك!! أحلى وحدة في عيني وقلبي وروحي

    الله لا يحرمني منش بس!!






    *****************************






    حطت الطائرة بعد انتهاء رحلة العريسين الغريبة المثقلة بالصمت والتجاهل

    عدا الحوارين الحادين اليتيمين اللذين دارا بينهما!!


    بعد إنهاء الإجراءات في مطار جنيف وخروجهما للسيارة التي كانت تنتظرهما

    كاد كساب يمزق ملابسه أو يعود للدوحة مشيا حتى يصفع عليا وغضب شديد عارم يتفجر في روحه


    كانت تنتظرهما سيارة ليموزين سوداء طويلة جدا مزينة بالورد

    وكان العدد القليل من المارة الذاهبين لعملهم في ذلك الوقت المبكر يقفون لتحية العريسين

    بينما كانت كاسرة بالفعل تستغرب أن هناك شابا قد تخطر له هذه الأفكار البالغة الرومانسية

    (يالله خلنا ننبسط باللي علي يسويه الله لا يحرمنا منك

    لولاك يمكن كساب وداني الأوتيل مشي وأنا شايلة شناطي!!)


    ولكن هذه الأماني المرحة انهارت وكساب يتصل بعلي لأنه لا يمكن أن يحتمل المزيد

    فور أن رد علي بصوته الناعس انفجر فيه كساب بغضب:

    شوف علي يأما أنك تعطيني برنامج السخافات اللي أنت مسويها

    وإلا والله لأروح أحجز في فندق ثاني وخل برنامجك كله لك

    أنا مستحيل أخليك تمشيني على كيفك عقب خبالك اللي أنا شفته


    علي حينها طار النوم من عينيه وهو يهتف بابتسامة ودودة:

    أفا العريس زعلان ياخي ريح أعصابك ليه ذا العصبية


    كساب بغضب عارم: عاجبك سواتك فيني وش ذا السخافة

    كفاية سيارة المهرجين اللي أنت مرسلها تستقبلنا

    والله لا يصير شيء ثاني مثلها أني أني.

    يأخي من الحرة عليك ماني ملاقي كلام أقوله.بس دواك إذا رجعت الدوحة


    علي ابتسم: خلاص يالحبيب البرنامج كامل بتلاقيه عند الريسبيشن بعد شوي

    بس اسمعني ياويلك تكنسل شيء من كيفك

    لأنه كل شيء مدفوع ثمنه اللي مايعجبك قل لي عليه وأنا أغيره لك

    ويالله خلاص روح لمرتك


    كساب بتحكم واثق: مرتي قاعدة جنبي في حديقة الورد اللي أنت ورطتنا فيها وين أروح لها


    علي بصدمة: صدق ماعندك ذوق قاعد تكلمني بذا العصبية قدامها اللي طفشت المسكينة


    كساب حينها ابتسم: أقول لا يكثر حكيك البرنامج أبيه في الريسبيشن خلال ساعة


    حينما أنهى الاتصال صمتت كاسرة لأنها رأت أنه من قلة الأدب أن تتدخل بينه وبين شقيقه بهذه السرعة لذا التزمت بالصمت


    سألها كساب بنبرة مقصودة: وش فيش ساكتة وش رأيش في اللي سمعتيه


    كاسرة بهدوء: أنا مالي دخل بينك وبين أخيك

    لكن من باب ثاني أكيد أفضل أنك تكون عارف البرنامج عشان مانقضي الأيام هذي في عصبية كل ماشفت شيء ما يعجبك

    كفاية الكيك والسيارة واحنا تونا مابدينا


    كساب تنهد ليهتف بحزم غاضب: أنا من البداية كنت رافض فكرة أنه يرتب الرحلة لأني أحب أكون عارف كل شيء بأسويه

    بس ماحبيت أحزنه وهو متجهد في التجهيزما تخيلت الحركات البايخة اللي هو بيسويها


    حينها ابتسمت كاسرة بخبث رقيق : على كذا أتوقع أنه بنلاقي الغرفة كلها ورود وبالونات حمرا


    كساب صرَّ عينيه: لا عاد


    كاسرة هزت كتفيها: بس عاد مهوب تعصب على أخيك

    هذي تكون من الفندق أساسا إذا نزل عندهم عرسان في شهر العسل


    كساب هز كتفيه بعدم اهتمام: تصدقين تراني أعرف ذا المعلومة


    كاسرة بنبرة عدم اهتمام مشابهة: في الإعادة إفادة والتكرار يعلم الـ يعلم الشطار



    بالفعل حينما وصلا لجناحهما كانت الورود منثورة على السرير والأرضية والشموع مشعلة في كل مكان

    وكانت تنتظرهم مضيفة بكعكة أخرى

    ولكنها هذه المرة انسحبت لوحدها قبل أن يعطيها كساب نصيبها من غضبه

    وخصوصا انه كان ممتلئا غيظا لإحساسه أنه فاقد السيطرة في موضوع هذه الترتيبات التي لم ترق له إطلاقا


    كساب التفت لكاسرة وهمس بحزم: خلاص صلي الفجر أنتي

    الشباب اللي قابلتهم قبل شوي تحت في الريسبشن أتفقنا نصلي جماعة


    كاسرة أنهت صلاتها وكانت على وشك أن تستحم لولا أن قاطع مخططاتها عودة كساب

    حينها لا تعلم لماذا عاودها الشعور الملتبس بالتوتر

    لو عاود اندفاعه ناحيتها بعد أن تجاهلها طيلة الرحلة فربما تتناول حذائها وتضربه به على رأسه

    لا تستطيع أن تمنعه من حقوقه عليها فهذا أمر فرضه الله عليها

    ولكنها توقعت منه تعاملا أكثر رقيا وأن يكون في رأسه مشاعر أكثر نقاء


    لذا كانت صدمتها البالغة منه لدرجة أنه كادت أن تنعته بـ " الحيوان"

    أنه فور دخوله للجناح خلع قميصه فورا

    ولكن قبل أن تصدر عنها الكلمة رأته يتمدد على الارض ليقوم بتمارين الضغط وعلى يد واحدة بالتناوب!!


    وقفت عدة لحظات حتى تستوعب ماذا يفعل لتشيح بوجهها جانبا وهي تستوعب أنه عاري الظهر أمامها

    سألته وهي مازالت تشيح بوجهها: شتسوي


    أجاب بحزم وهو مستغرق في تمريناته: توني أقول لش أنش تحبين تظهرين نفسش ذكية

    عاد هذا سؤال ما يسأله أغبى غبي إلا لو واحد أعمى مايشوف

    شوفة عينش أتمرن


    كاسرة رغم استغرابها لكنها قررت ألا تسأله فليتدرب كما يشاء همست وهي تتجه لحقيبتها لتفتحها:

    خلاص أنا بأتسبح


    كاسرة استغرقت وقت طويل للاستحمام فالبودرة التي التصقت بصدرها وظهرها وكتفيها استغرقت طويلا في دعكها

    عدا أنها استغرقت وقتا قبل في ذلك في فك بقايا تسريحتها بشكل أفضل

    ثم في تنظيف شعرها والاعتناء به من أثر هجوم أدوات الشعر الساخنة ومثبتات الشعر


    حين انتهت التفت بروبها وخرجت بحذر

    لم تجد كسابا ولكنها وجدت فوطة مبلولة ملقاة بجوار حقيبته يبدو أنه استحم في الحمام الآخر


    ربما في ظرف آخر ومع زوج غير كسابربما كانت لتتناول المنشفة وتعلقها في الحمام فهي بطبيعتها مرتبة وتكره الفوضى

    ولكنها شعرت أن كسابا يرسل لها رسالة وكأنه يجب أن تنظف قذارته المقصودة التي يتركها خلفه

    أما ماجعلها تتأكد من ذلك فعلا فهي أنها حينما فتحت حقيبته صُدمت بترتيبها غير المعقول

    تبدو الحقيبة كما لو كانت رُتبت باستخدام المسطرة

    وكل لباس معد للخروج ووضعت كل قطعه في كيس شفاف معا البنطلون والقميص والحزام والملابس الداخلية وحتى الجوارب

    وفي ناحية أخرى رُتبت الأحذية في كيس شفاف آخر عدا عن عدة فوط مرتبة بدقة

    شعرت بالحرج أن تقلب فيها أكثرلذا أغلقتها وتركت الفوطة الملقاة جوارها


    (معقول هو اللي رتب شنطته

    يمكن حد رتبها له

    على كل حال إذا كان هو اللي رتبها معناها إن حركة الفوطة مقصودة لأنه شكله متعود الترتيب

    وإذا كان واحد متعود حد يرتب له ويقط ويبي حد يلقط وراه يكون مايعرفني)


    ثم انتقلت لحقيبتها

    احتارت ماذا ترتدي فهذا الرجل يثير حيرتها

    والأكثر يثير توجسا غريبا في روحها حول هدفه من تعامله الغريب معها

    ولكنها ختاما قررت ألا تفسد أي شيء رتبته حسب تفكير هذا المتخلف

    فهي من حقها أن تلبس ماتشاء وفق ترتيبها دون اهتمام به

    فبما أنها عروس فهي ستستمع بهذا الشيء دون اهتمام برأيه


    ارتدت رداءها الحريري الأبيض الفخم المثقل بالتطريزات الراقية

    وأحكمت شد روبها الحريري على جسدها حتى لا يظهر أي جزء من نحرها

    انتظرته من باب الذوق لنصف ساعة ثم قررت أن تنام

    وفعلا تمددت على السرير ونامت من التعب وهي تشعر بتوجس ما

    أن يعود فيقلق نومها بتقربه المريب منها

    لذا كانت مفاجأتها أنها حينما صحت قبل آذان الظهر بقليل

    أنها تلفتت جوارها لتجده نائما معتصما بناحيته البعيدة من السرير

    شهقت بخفة وهي تجد أن روبها قد انفتح قليلا أثناء نومها شدته وهي تقف لتنهض من جواره

    وهي تشعر باستغراب كبير أنه تركها تنام كل هذا دون أن يكدر عليها نومها


    جلست على المقعد قريبا من التسريحة لتمشط شعرها

    ليفاجئها همسه الناعس المخلوط بالحزم: ممكن أعرف سبب الشهقة اللي صحتني من النوم


    كاسرة استغربت أن شهقتها الخافتة المسموعة بالكاد قد أيقظته من نومه

    أجابته بحزم مشابه: ماشهقت شكلك تتحلم


    حينها رأت انعكاسه في المرآة وهو يجلس على طرف السرير ويهتف بتلاعب:

    إلا شهقتي هذا كله متروعة عشان اللي كان باين من جسمش

    ترا أنتي كلش حلالي


    كاسرة ردت عليه ببرود وهي تركز نظرها على انعكاس صورته على المرآة أمامها:

    ترا فيه أسلوب حضاري أكثر للحديث


    رد عليها ببرود وهو يقف لينزع قميص بيجامته: ماعليه بكرة أخذ منش كورسات


    أنهى عبارته ليتمدد أرضا ويقوم بتمارين الضغط اليومية حينها هتفت له كاسرة بتساؤل: توك سويت تمارين أول ما وصلنا


    كساب يجيبها دون أن يتوقف: تمارين الضغط لازم مرتين في اليوم

    وعلى العموم هي ربع ساعة بس وأغسل وأتسبح وأفضى لش


    كاسرة ببرود: شكرا خلك في تمريناتك أنا بأغسل وأتوضى وأصلي


    كساب وهو منهمك بتمريناته: كلنا بنصلي ثم بنطلب شي نأكله

    ثم أردف بنبرة مقصودة: إلا ليش ماشلتي فوطتي من الأرض يامدام


    ردت عليه كاسرة بذات النبرة المقصودة: لنفس السبب اللي أنت خليتها مرمية على الأرض عشانه يازوج المدام


    كساب بذات النبرة: وقلت لش قبل لا تحطين رأسش براسي


    كاسرة بحزم: ليه رأسي فيه شيء أقل من رأسك

    شوف كساب تبي حياتنا تستمر تحترمني في كلامك وتعاملك وإلا


    قبل أن تكمل عبارتها كان يقفز بحركة محترفة مفاجئة ليقف أمامها مباشرة

    وهو يهتف بحزم بالغ وعيناه تبرقان ببريق آسر مخيف: وإلا ويش سمعيني


    كاسرة صُدمت وهو يقف أمامها من هذا القرب ونصفه العلوي عاريا هكذا

    لم ترد أن تُشح بوجهها في هذا الموقف فيحسب أنها خافت منه

    لذا ركزت نظرها في عينيه وهي تهتف بذات الحزم البالغ:

    وإلا مافيه داعي نكمل في حياة مفقود فيها أهم عنصر في الحياة الزوجية الاحترام


    حينها أمسك كساب بمعصمها بقوة وهو يرفعه لأعلى

    ويشدها ناحيته ويهتف بنبرة مرعبة وهو يركز نظره في عينيها كذلك:

    إذا أنتي منتي بحريصة على حياتش معي مافيه أي سبب يخليني انا أكون حريص

    لأن هذي مسؤوليتش أنتي وإذا أنتي تخليتي عنها فتأكدي أني باكون قبلش


    كاسرة دون أن يتذبذب صوتها أو يتغير أو ينحدر وهي تهمس بذات النبرة الحازمة الواثقة:

    كساب ممكن تقول اللي أنت تبيه بدون ما تستخدم إيديك

    شل يدك لأنك آجعتني تراني أسمع بأذني مهوب بيدي


    تبادلا النظرات لثوان وكل واحد منهما يرتشف نظرات الآخر بلهفة غريبة مشبعة بتحدي غامض ومشاعر أكثر غموضا


    ثم أفلت كساب ذراعها ليظهر احمرار معصمها واضحا مكان يده في بياض جلدها بين نقوش الحناء الغامقة

    حينها وبشكل صدمها تماما وبعثر مشاعرها رفع ذراعها ليقبل مكان الإحمرار بدفء حان قبلة قصيرة مبتورة سريعة

    ثم أنزل ذراعها بجوارها وعاد ليتمدد على الأرض ليكمل تمريناته

    بينما توجهت هي الحمام لتغتسل وتتوضأ ودقات قلبها تطرق جنباتها بدوي هائل


    (هذا مستحيل يكون طبيعي

    أكيد عنده انفصام في الشخصية!!

    مهوب طبيعي!!

    مهوب طبيعي!!

    مريض نفسي أكيد!!)







    *********************************






    " يالله وش قالت لش كاسرة

    البارحة قلتي لي تعبانة

    والحين خلاص لازم تقولين لي"


    جوزاء لا رغبة لها في الحديث تهربت منها البارحة ولكنها تعلم أن شعاع ستلح حتى تعرف

    لذا أخبرتها باختصار وهي تشعر بالصداع من مجرد الفكرة


    شعاع هزت كتفيها: عندها حق


    جوزاء بغضب: أي حق أنا أرجع للزفت مرة ثانية عقب ماخلصني ربي منه


    شعاع بهدوء منطقي: زين قولي لي. هل بتتزوجين غيره يوم


    جوزاء أنزلت راسها بين كفيها وهي تضغطه وتهمس بإرهاق:

    ما أبيه ولا أبي غيره أبي أربي ولدي وبس


    شعاع بذات الهدوء المنطقي: جوزا أنتي عادش عمرش 25 سنة عادش صغيرة

    من حقش تعيشين حياتش وتجيبين عيال غير حسن

    حسن بكرة بيكبر وبيكون له حياته الخاصة فيه

    إذا أنتي ماتبين تزوجين عشان حسن ارجعي لإبيه أدبيه عشان يعرف غلطته

    بس عبدالله بنفسه رجال فيه خير عطي نفسش وعطيه فرصة ثانية


    حينها انتفضت جوزاء بغضب عارم: نعم فيه خير واعطيه فرصة

    أنتي أكيد مجنونة أنا وعبدالله مع بعض مرة ثانية

    مستحيل !! مستحيل!!






    *********************************

    " هلا والله بهل العرس البارحة

    متى جيتي البارحة يالصايعة أنا رقدت عيالش ثم نمت وأنتي عادش ماجيتي"


    نجلاء تبتسم وهي تجلس بجوار عالية: يأختي ردي السلام أول

    ثاني شيء حتى عرس الرياجيل تأخر صالح أساسا هو اللي تأخر علي

    بس شنو عرس ياعلوي خرافي والله العظيم


    عالية بتساؤل حماسي: والعروس كانت حلوة


    نجلاء بابتسامة عذبة: عاد كاسرة أخر وحدة ينسأل عنها ذا السؤال

    هي حلوة على كل حال أشلون ليلة عرسها

    كانت خيال ماشاء الله وفوق الخيال بعد

    حياتي كلها ماشفت ولا ظنتي أشوف عروس كذا


    عالية تشد ياقة قميصها بحركة تأنق وهي تتساءل بغرور تمثيلي: ولا حتى أنا


    نجلاء تضحك: لا عاد أنتي شيء ثاني أحلى وحدة في كوكب غير الأرض


    عالية تضحك: مالت على عدوش المهم أصير حلوة في عيون الدحمي بو نظارات

    عساه بس نظره ضعيف والشوف عنده ردي؟!


    نجلاء بمرح: لا طال عمرش جوزاء تقول لي نظره 6 على 6 بس النظارة للحماية وهو تعود عليها


    عالية بتحسر تمثيلي: أخ اللي طفش الرجّال

    ثم أردفت بابتسامة: خلينا مني تو الناس.

    علميني عن العرس البنات وش كانوا لابسين


    نجلاء بمودة: ماشاء الله الكل حلو ومتكشخ


    عالية بتذكر: تدرين نجول أني شفت العريس وأنا جايه من فرنسا كان معنا على نفس الطيارة

    بس شنو يانجول يسطل يسطل أنا انسطلت من قلب طاحت كبدي عنده

    لولا ان خالي نايف عصب علي وإلا كان رحت وقعدت في حضنه


    نجلاء تضحك: وين الدحمي يسمعش


    عالية بمرح: يا بنت الحلال إن الله جميل يحب الجمال.

    والله يهني كسّاب بكاسرة

    ويهني الدحمي بعالية اللي بتطلع عيونه وقبلها نظاراته






    ******************************************





    " ماكلتي شيء!!"


    كاسرة تهمس بهدوء: الحمدلله شبعت


    هتف بنبرة أقرب للتهكم: شوفتي تسد النفس يعني؟!!


    كاسرة بثقة: ماقلت كذا لكن لو أنت تظن كذا أكيد عندك أسباب وجيهة


    كساب حينها أردف بنبرة لا تخلو من الغضب: أنتي على طول لسانش طويل كذا؟!!


    كاسرة وقفت وهي تهمس بنبرة ساخرة: ما أشوف لساني طويل لكن اللي على رأسه بطحا يحسس عليها


    حينها شدها كساب بقوة ليجلسها جواره وهو يهتف بغضب:

    زين ما أعتقد إنه يجهلش يأم الذوق والأدب أنه عيب تروحين ورجالش يحاكيش


    كاسرة همست ببرود مختلف عن غضبه: والله حسبت الكلام خلص


    كساب حينها كان من وقف وهو يهتف بحزم دون أن يلتفت ناحيتها:

    قومي البسي عباتش اليوم بناخذ جولة مشي حوالين الفندق ثم بنطلع المدينة القديمةوساحة بورغ دي فور

    وبكرة بيبدأ البرنامج بعد التعديل

    ثم أردف بصرامة وبنبرة أمر متسلطة : واعرفي أشلون تثمنين الكلمة قبل تقطينها تراني خاطري مهوب وسيع دايما!!

    وترا أمش داعية عليش لو صدفتي قفلة خاطري وأنتي بملاغتش ذي!!






    **********************************





    " يبه فديتك قم توضأ للصلاة ماعاد دون الصلاة شيء"


    هتف بتثاقل ودون أن يفتح عينيه: كاسرة كلمت


    ابتسمت مزنة بشجن: لا فديتك بس أرسلت لي رسالة الفجر

    إنها وصلت وقالت لي إنها بتكلم عقب صلاة الظهر


    مد يده لتساعده ابنته على الجلوس وهو يهتف بشجن عميق:

    جعلني ما أخلى منش بس البيت من غير كاسرة ماكن فيه حد


    مزنة تناولت كفه لتقبل ظاهرها وهي تهمس بمودة عميقة:

    دارية بغلاها عندك جعل ربي مايخليني منك

    ثم أردفت بابتسامة: وبعدين أنت اللي بغيتها تعرس.


    الجد يخلع غترته الملفوفة حول رأسه ويضعه جواره على السرير وهو يتحسس بحثا عن عصاه ويهتف بعمق:

    كاسرة أنا عارفها أكثر من روحي لو أني ما لزمت إنها تأخذ كسّاب ماكان عرست أبد

    كان قعدت تعيي من الخطاطيب لين يروح عمرها وشبابها

    بغيت لها الزين وأنا داري إن فرقاها علي صعيبة كن روحي مهيب بين جنوبي يأبيش

    كن روحي مهيب بين جنوبي!!





    **************************************





    كانت قد انتهت لتوها من صلاة الظهر حين سمعت رنين هاتفها

    تناولته بإرهاق ودون أن تنظر للرقم لترد بصوت مثقل بالإرهاق والذبول: نعم من


    رغما عنه صوتها الذابل نفض أوتار قلبه الذائبة من أجلها وترا وترا

    آلمه كم الإرهاق المتبدي من صوتها ومع ذلك هتف بنبرة رسمية متحكمة:

    السلام عليكم يأم حسن


    حينها ارتفع ضخ الأدرينالين عندها وهي تهتف بغضب: أنا مهوب قلت لك تنسى ذا الرقم


    عبدالله ببرود: وأنا ما نسيته. بترفعين علي قضية تطالبيني أنساه

    وبعدين توش صوتش يالله طالع

    ماشاء الله من وين طلع ذا الصوت كله


    جوزاء بغضب: مهوب شغلك صدق شين وقوات عين


    عبدالله قاطعها بصرامة: جوزا حدش ماراح أسمح لش تطولين لسانش علي

    أنا وأنتي بيننا ولد فهل كل مابغيت حسن أو بغيت أسأل عن شيء يخصه بأحط وسيط بيننا


    جوزاء بذات الغضب: وأنا ماني بحلال لك تدق معي سوالف


    عبدالله بذات البرود: والله أنا ما كلمت أتغزل فيش هي كلمة ورد غطاها

    العصر جهزي حسن بأوديه أفصل له ثياب

    مهوب عاجبني أنه يلبس بناطيل.


    جوزاء بسخرية: وأنت وش كنت تلبس الأربع سنين اللي فاتت


    عبدالله بحزم: والله لبستها مضطر وما أبي ولدي يتعود عليها أبيه يتعود على لبس الثياب


    جوزاء ببرود: و من وين صار ولدك وأنت قبل أسبوعين ماتدري عنه شيء


    عبدالله ببرود: تبين أقول لش من وين قلت لش بالتفصيل


    جوزاء تفجر غضبها عارما متدفقا: صدق أنك وقح وقليل أدب


    عبدالله بذات البرود: من طق الباب سمع الجواب يأم حسن

    تحدين الواحد على أقصاه وإنه يقول شيء مايبغي يقوله


    جوزاء بنفاذ صبر: خلاص العصر بتلاقيه جاهز شيء ثاني


    عبدالله بثقة: إيه أبي أدري أي روضة سجلتيه


    جوزاء تكاد تمزق شعرها غيظا: وأنت وش دخلكياشين اللقافة!!

    وعلى العموم حسن توه صغير ما سجلته في شيء


    عبدالله بحزم: أشلون ماسجلتيه فتح المدارس بعد شهر ونص وبيكون عمره تقريبا 3 سنين ونص لازم يدخل روضة

    وأنا كنت أقرأ في جرايد قطر أنه في أزمة تسجيل ولازم الواحد يسجل قبل نهاية السنة الدراسية


    جوزاء بغضب: وانت وش دخلك عني ما سجلته. إن شاء الله أقعده جنبي وعمره مادخل مدرسة.مالك شغلمالك شغل

    يأخي روح دور لك حد تحرق أعصابه بثقل دمك غيري


    عبدالله بحزم: قصري حسش وبعدين سالفة مالي شغل هذي تنسينها

    لأني لي شغل ونص وتأكدي إنه كل شيء يخص حسن أنا بأتدخل فيه


    جوزاء بذات الغضب: لا تحط لنفسك حقوق مهيب لك أنت تفهم وإلا ما تفهم حسن هذا ولدي أنا بروحي


    عبدالله بنفاذ صبر: حسن ولدي مثل ماهو ولدش افهمي ذا الشيء زين وتاكدي أني ماراح أتنازل عن حقي في تربيته هو وأخوانه


    جوزاء بتساؤل مصدوم: أخوانه


    عبدالله بثقة وهو يشدد النبر على كل حرف: إيه أخوانه اللي أنتي بتجيبنهم لي


    بعثرت جوزاء كل مشاعره بعنف وهي تجيب بتسرع ودون تفكير: بأفكر





    أنفاس_قطر#

    .






    رد مع اقتباس  

  4. #124  
    المشاركات
    3,260

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    ياصباح الورد ياقلوب الورد


    خجلتوني باستقبالكم لي ياعلني ما أخلى منكم ومن دفا قلوبكم


    .


    .


    أسئلة كثيرة تدور ليش لما كساب يعرف اسم كاسرة كان يسأل عنه


    ليش سميرة حبت تميم


    أشلون كساب عرف بحب والده لمزنة



    عاد السؤال الأول أجلوه شوي أو سمعونا رأيكم حوله


    الثاني والثالث ورد في القصة بس شكلكم نسيتم ياحلوين :)


    .


    .


    نبضات القلب كل شخصية بتأخذ حقها


    يمكن الحين فيه شخصيات بارزة أكثر لكن لأن قضاياها ملحة أكثر


    والكل بيكون له قصة مختلفة وبتعجبكم إن شاء الله


    علي اللي البنات مهتمين فيه ينتظره قصة خاصة جدا بس بدري عليها


    .


    ألف مبروك لعروستنا الغنج الله يكتب لك سعادة العمر وسكن الروح


    .


    .


    والآن إلى الجزء الحادي والأربعون


    وموعدنا يوم الخميس إن شاء الله الساعة الثامنة صباحا


    .


    قراءة ممتعة مقدما


    .


    لا حول ولا قوة إلا بالله


    .


    .



    بين الأمس واليوم/ الجزء الحادي والأربعون





    جوزاء بذات الغضب: لا تحط لنفسك حقوق مهيب لك أنت تفهم وإلا ما تفهم حسن هذا ولدي أنا بروحي


    عبدالله بنفاذ صبر: حسن ولدي مثل ماهو ولدش افهمي ذا الشيء زين وتاكدي أني ماراح أتنازل عن حقي في تربيته هو وأخوانه


    جوزاء بتساؤل مصدوم: أخوانه


    عبدالله بثقة وهو يشدد النبر على كل حرف: إيه أخوانه اللي أنتي بتجيبنهم لي


    بعثرت جوزاء كل مشاعره بعنف وهي تجيب بتسرع ودون تفكير: بأفكر


    عبدالله بصدمة مشاعره المبعثرة (هل قالت سأفكر؟!) همس بتساؤل عميق:

    نعم وش قلتي


    جوزاء همست العبارة كأنها تبصقها كأنها مشارط تمزق لسانها: قلت لك بأفكر


    عبدالله شد نفسا عميقا: صحيح أنا ملزم عليش بس أبو عبدالرحمن رافضني

    وكنت أبي وقت لين أرجع أكلمه


    جوزاء تشعر بمرارة عميقة من اتمام هذا الحوار

    وكأنها تتحاور مع سجانها حول سجنها وترتيبه همست باختناق: إبي حلف


    عبدالله بنفي: لا ما حلف


    جوزاء بضيق عميق: خلاص أنا قلت لك بأفكر ولو افقت كلّم عبدالرحمن عبدالرحمن لو اقتنع بيقنع إبي


    عبدالله عاجز عن تصديق كل هذه الفرحة هتف بلهفة عميقة: ومتى تردين علي


    جوزاء بكراهية أعمق: أبي لي وقت لأني بكل صراحة أكرهك كره العمى


    عبدالله مصدوم من صفعها له بكراهيتها بهذه الطريقة هتف بحزم موجوع: زين ليه توافقين علي


    جوزاء بصراحة غريبة ممزوجة بالمرارة والكراهية والبغض: أنا لو وافقت عليك بيكون عشان أسود عيشتك بس

    عشان أخليك تعيف حياتك مثل ما خليتني اعيف حياتي


    عبدالله باستغراب: فيه وحدة تقول ذا الكلام لواحد يخطبها!!


    جوزاء في داخلها في عقلها الباطن تتمنى أن يتراجع عبدالله عن التفكير بعودتها له

    أن يكون هو من يرحمها من مرارة التفكير بالحياة معه أن يهرب بجلده منها!!


    بداخلها رغبتان متصارعتان

    رغبة العودة له للانتقام منه

    ورغبة الهروب منه لأبعد كوكب

    وفي ذات الوقت رغبة العودة له باتت أقوى لأنها تغذي شيئا مختلفا في روحها

    ولكن رغبة البعد عنه هي الأقرب لروحها المنهكة المعذبة

    لذا تريد منه هو أن يساعد رغبتها في البعد عنه أن ينقذها هو من جنون التفكير بالعودة له

    التفكير الذي بات يمزق تفكيرها ويغذيه كراهيتها له

    ولكنها تعبت من الكراهية تعبت!! تريد أن تعيش لابنها فقط

    و في ذات الوقت لو عادت له ستتفجر الكراهية أمواجا أمواجا تحت ردائها

    تخشى من تحول أشد في شخصيتها أن تتحول لمخلوق أكثر بشاعة ومرارة وهي بقربه


    همست بكل هذا الجزع والتعقيد والمرارة: عبدالله أنا أبري ذمتي الحين

    ترى لو تزوجنا ودّع راحة البال بأخليك تكره الدنيا

    أنا قلبي مليان سواد وكراهية وحقد وكل ذا بأطلعه فيك

    أنا أحذرك من حياتك معي صدقني بتكون تعاسة مابعدها تعاسة


    شد عبدالله نفسا عميقا: المهم هلي ما يدرون بشيء من اللي يصير بيننا عدا كذا أنا كلي حلالش

    تدرين ليه

    لاني واثق إن حبي لش أقوى من كراهيتش لي


    جوزاء بكراهية عميقة: لا تكون واثق كذا!! أنت ماعادك تعرفني!!


    عبدالله بثقة عميقة: وأنا واثق في نفسي واثق في قلبش اللي ما تعرفينه

    المهم تردين علي بسرعة خلاص مافيني صبر عقب ماعطيتيني أمل!!






    *****************************************






    "انبسطتي بالجولة؟! "


    كاسرة تلتفت لكسّاب وهي تخلع نقابها وتعلقه وتهمس بهدوء عذب: الحمدلله


    كساب جلس وهو يخلع حذائه ويهتف بثقة: تعليق محايد أفهم منه أن الجولة ماعجبتش


    كاسرة جلست على مقعد منفرد قريبا منه بعد أن خلعت عباءتها وهمست بثقة:

    من حيث إنها عجبتني فهي عجبتني بكل صراحة

    وخصوصا أنه كان معي دليل خبير وذكي كان يعرف كل شيء وعطاني معلومات حول كل شي

    والمدينة القديمة عجبتني فعلا كأن الواحد رجع للزمن القديم

    لكن الدليل كان مستعجل عشان شيء ما أدري وش هو


    كساب يفكك أزرار قميصه ويهمس بحزم: قلت لش أنش ذكية من قبل يا بنت

    فعلا أنا مستعجل عندي موعد للشغل باتسبح وأطلع


    كاسرة تشعر بصدمة لم تظهر في صوتها الواثق المتحكم: بتطلع وتخليني


    كساب بتساؤل لئيم: خايفة


    كاسرة بحزم: طبعا لا وليه أخاف انا في فندق مليان سكيورتي وبشكل عام أنا وحدة ما أخاف

    بس فيه شيء اسمه ذوق أعتقد أن هذا شهر عسلنا

    والمفروض أنه احنا نقضيه مع بعض مهوب يكون عندك شغل فيه


    كساب بعدم اهتمام: تعبت وأنا أقول لش ماعندي ذوق

    أنا عبيت تلفونش الجديد رصيد كلمي هلش وهل الدوحة كلهم

    لاني ماني براجع قبل الفجر


    حينها هتفت كاسرة بصدمة عميقة: تونا الحين متعشين وتعشينا بدري بعد وش اجتماع الشغل اللي بيقعد ثمان ساعات


    كساب بشبح ابتسامة: ما ادري ليه شام ريحة غيرة وإلا شك


    كاسرة تقف لتهمس بحزم: لا غيرة ولا شك مرخوص

    المهم لا تزعجني لو لقيتني نايمة






    ***********************************





    " شأخبارش اليوم"


    وضحى تجيب بهدوء ساكن: تحسين البيت صاخ مافيه حياة

    حتى جدي مايرد علينا إلا بالقطارةتحسينه ذابحته الشحنة لها ومايبي يبين

    نبي لنا كلنا وقت لين نتأقلم


    حينها سألت سميرة بحذر: وتميم أشلونه


    حينها انحدر صوت وضحى للحزن: تميم الله يعينه هو بروحه سالفة الحين مايطلع إلا للمسجد ويرجع

    لا عاد راح شغل ولا حتى يطلع من غرفته إلا في أضيق الحدود


    سميرة بتأثر: طيب وش يسوي ذا كله بروحه


    وضحى بتأثر شفاف: أنا أحط له على الفيديو برامج دينية وثقافية بلغة الإشارة وكل شوي أرجع أغيرها لها

    غير أني أصلا لو كان ماعندي شغل قاعدة عنده وين بروح يعني


    سميرة بحذر شديد: زعلان مني ياوضحى


    وضحى تخفي عنها الحقيقة وهي تجيب بطبيعية مصطنعة: لا طبعا وليش يزعل منش


    سميرة بقلق: ما أدري ليه قلبي ناغزني إنه ممكن يكون شايل مني في قلبه

    يعني أنا كنت السبب في اللي صار له وهو بنفسه حساس

    ما أدري وضحى ما أدري قلبي مهوب مرتاح


    وضحى بتشجيع: لا تصيرين معقدة وريحي قلبش وفكري في تجهيزات عرسش وبس


    همست سميرة بحياد تختلف عن القلق الرقيق الغامض الذي بدأ يتسرب لقلبها:

    يصير خير وضوّح يصير خير







    ***********************************






    " هاه يأبيش تبين شيء من السوق الحرة"


    مزون تلتفت لوالدها وهي تعدل وضع حقيبتها على كتفها وتهمس بمودة: إيه فديتك أبي أشتري شوي هدايا لجميلة

    الأيام اللي طافت في رأسي ألف شغلة عشان عرس كساب ومالحقت أشتري لها شي


    زايد بمودة: خلاص يابيش وتعالي نقي معي بعد هدية لخليفة مايصير نجيه يدنا فاضية


    مزون بتساؤل: إلا يبه خليفة ذا وش طينته


    زايد يبتسم: رجّال أجودي وفيه خير الله يعينه على دلع جميلة بس

    أنا بنفسي سألت دكتورتها يوم رجعت قبل فترة

    قالت لي إنها مجننته بعصبيتها ودلعها


    مزون تنتهد: والله العظيم جميلة قلبها أبيض وأطيب منها مافيه

    بس المشكلة ما يعرفون يتعاملون معها حتى خالتي بنفسها ماكانت تعرف تتعامل معها






    ***********************************








    رد مع اقتباس  

  5. #125  
    المشاركات
    3,260

    لم تستطع مطلقا أن تنام رغم إرهاقها بداخلها تغلي غضبا عليه

    تتمنى لو كانت تستطيع أن تعود للدوحة وتتركه هنا ليستمتع هو وحده بشهر العسل هذا الكسّاب المعدوم الذوق!!

    هل سبق أن حصلت في التاريخ أن عريسا يترك عروسه في الليلة الثانية من زواجهما ويذهب في عمل

    وأي شركة هذه التي تبقي أبوابها مفتوحة حتى صلاة الفجر

    بقي هذا الغضب في روحها حتى بعد أن صلت الفجر وهو لم يعد بعد


    كانت تنظر في نفسها في المرآة وتتذكر أحاديث النساء اللاتي كن دائما يقلن لها ذات المضمون بعبارات مختلفة:

    " أعانك الله على التصاق زوجك بك فهو منذ يراك سيعجز عن مفارقتك أو حتى مجرد إغماض عينيه عن حسنك

    زوجك سيلتصق بك التصاق المغناطيس بالحديد"



    كانت تنظر لحسنها الخيالي المنعكس على صفحة المرآة

    شعرها المنسدل على كتفيها أمواج من ليل أسود وهو يتناثر على بيجامتها الزهرية

    وجهها الخالي تماما من المساحيق وفيه من الحسن والجمال ماتعجز عن صنعه كل مساحيق العالم لأنه صنع الله عز وجل تباركت قدرته


    هاهي تقضي ليلتها الثانية وحيدة بدون وجوده

    كم تمنت في داخلها أن تراه يركع أمام حسنها أن تذله قليلا بهذا الحسن

    هذا المتغطرس المغرور الذي لا يعترف بالحدود ثم حين يريد يضع كل الحدود

    تريده أن يتمنى نظرة رضى منها فلا تمنحها له أن تراه محترقا بالشوق لها واللهفة لرضاها


    بينما على مستوى آخر هي غير متعجلة أبدا على قرب هذا الرجل وكسر الحواجز بينها وبينه

    في داخلها خشية طبيعية من هذا القرب ومن قرب كسّاب بالذات

    ولكنها تريده أن يتمنى هو هذا القرب ويعاني حتى يصل لهتريده أن يرضي غرورها!!

    فكيف تكون هي بكل هذا الجمال الذي كان يُسكر كل من يراه

    بينما زوجها يتجاهلها وفي ليلة زفافها بل ويتجاهلها بطريقة غير مفهومة

    فلا هو من يصرح بتجاهله ولا هو من يقترب ولا هو من يبتعد


    وهي غارقة في تفكيرها هذا سمعت صوت الباب يُفتح

    دخل وهو يترنح في مشيته انتفضت بعنف وقلبها يقفز خارج ضلوعها!!


    "مشيته غير طبيعية هل هو مخمور "


    ( آخرتها أنا أتزوج واحد يجيني عقب صلاة الفجر سكران

    هذا شغلك اللي أنت مشغول يا كسّاب

    خلني أتاكد بس إنك سكران والله ما أقعد عندك دقيقة!!)


    كاسرة اقتربت منه بخفة همس لها بصوت مرهق: السلام عليكم


    همست له بحذر وهي تكاد تصفعه: وعليكم السلام


    اقتربت منه أكثر وهي تحاول أن تشتم رائحته لا تعرف أبدا ماهي رائحة الخمر ولكنها سمعت أنها رائحة كريهة


    لذا انتفضت بجزع وهو يمسك بها من مؤخرة رأسها ثم يدفن أنفها في عنقه

    ويهتف لها بنبرة متفجرة بالغضب رغم إرهاقه:

    تبين تشمين تعالي شمي من قريب


    كاسرة دفعته بيده وهي تهتف بغضب: فكني يالمجنون!!


    أفلتها لينهار جالسا على الأريكة وهو يهمس بتهكم مغلف بالإرهاق: وش شميتي


    كاسرة كانت تمسح وجهها بقرف وتهمس بذات القرف: شممتني عرقك يالمقرف


    كساب بذات التهكم: يعني ماشميتي ريحة خمر ولا عطر نسوان


    كاسرة همست بحزم دون أن تنظر ناحيته: ماخطرت ذا الأفكار برأسي


    كساب بغضب: إلا طرت على بالش وأنتي قاعدة تشممين كنش قطوة

    يا بنت الناس أنا لاني براعي خمر ولاني براعي نسوان ولا عمري عرفت شيء منهم


    ثم انحدر صوته بخبث وهو يقف بذات الطريقة المترنحة ليمسح على خدها بنعومة:

    ولو أني مشتهي أعرف النوع الثاني


    كاسرة أزالت يده وهمست بغضب: هذا مهوب أسلوب تكلمني فيه


    عاد ليجلس هامسا بحزم مخلوط بالإرهاق: أنا أكلمش مثل ما أبي مهوب أنتي اللي تعلميني الأسلوب


    حينها سألت كاسرة بنبرة قاطعة حازمة: كساب وين كنت


    كساب يقف ليتوجه للحمام ويهتف بحزم: مهوب شغلش وترا بكرة بعد بأطلع وأتوقع ذا السؤال ما يتكرر


    كاسرة حينها هتفت ببرود: دامك كل ليلة تبي تطلع وتخليني رجعني للدوحة أحسن


    كساب ببرود: اسمعيني يا بنت الحلال برنامجنا من الساعة 10 الصبح للساعة 10 المسا طول هالوقت أنا بأكون معش

    بعد كذا مالش شغل فيني


    كاسرة ببرود مشابه: والسالفة بيننا مجرد سالفة برنامج نقضية مع بعض كن حن مسجونين مربوطين ببعض


    حينها اقترب منها كساب وهمس بتلاعب: طيب وش هي السالفة


    كاسرة تراجعت للخلف وهي تهمس بحزم: أنت شكلك تبي تروح للحمام وأنا عطلتك


    كساب اتجه للحمام وهو مازال يمشي بذات الطريقة المترنحة

    كاسرة غيظها عليه يتصاعد قررت أن تنهي الصراع اليوم وتتجه لتنام


    كساب حينما خرج وجدها تمددت

    تناول مصحفه ليقرأ ورده الذي لم يستطع قراءته بعد صلاة الفجر

    لأنه صلى في مكان لم يكن به مصحف

    ثم تمدد جوارها بصعوبة آلمه المنتشر على امتداد كل جسده

    كان يشعر أن جسده يشتعل بالألم الفعلي الذي يحاول إلغاءه حتى لا يفكر به

    وبالفعل كان على وشك أن ينام حينما صرخت به كاسرة بجزع: كساب قوم


    كساب بإرهاق: كاسرة نامي تعبان أبي أنام


    كاسرة اقتربت منه وهي تهمس بذات الجزع: أقول لك قوم


    كساب جلس وهو يهتف بغضب: نعم وش تبين


    كاسرة بقلق: بيجامتك فيها نقط دم من وين


    كساب شد الغطاء عليه قليلا وهو يهمس بحزم: كاسرة خلي ذا اليوم يعدي ونامي الله يهد عدوش


    كاسرة بغضب مكتوم: خلاص كيفك ولو تبي تموت وانت نايم تريحنا بعد


    كساب لم يرد عليها وهو يوليها ظهره ويغرق في النوم فعلا

    بينما هي كانت تراقب بقع الدم التي بدأت تتسع على ظهر بيجامته ومن أماكن مختلفة

    وهي تشعر بحرقة عميقة غير مفهومة (ماذا فعل هذا المجنون بنفسه)

    لم تستطع أن تنم معه على ذا السرير وهي مشغولة بالنظر إلى بقع الدم التي اتسعت أكثر وأكثر!!

    نهضت ونامت على أريكة في غرفة الجلوس

    قضت وقتا طويلا قبل أن تنام

    تفكر مليئة بالهواجس والكثير من الحرقة

    تمنع نفسها أن تنهض لتعود لترى هل غرق في دمائه أو كيف هو حاله

    (ماذا فعل بنفسه هذا المجنون

    من أين أتت كل هذه الدماء من أين)


    وأخيرا نامت نوما سيئا مليئا بالأحلام الغريبة!!


    وكانت مستغرقة في النوم حين نهض كساب قبلها

    وخرج ليتوجه للطبيب ليضع له لاصقات طبية على عشرات الجروح التي غطت نواحي مختلفة من جسده!!

    وليعطيه مسكنا ما يهدئ الألم قليلا


    حينما عاد توجه للأميرة النائمة

    رغما عنه وبعيدا انتباهها له قضى عدة دقائق يراقبها بصمت وهي مستغرقة في نوم عميق

    كان بوده أن يمد يده ليمسح خدها أجفانها الغافية شفتيها النديتين

    ولكنه منع نفسه وهو يقهر رغبته العارمة في تحسس بشرتها فقط لينتزع نفسه من مراقبتها

    مـا الـجــديــد

    فهو في السنوات الأخيرة كان هذا ديدنه مع نفسه

    سلسلة متواصلة من القهر حتى اعتاده!!



    تنهد وهو يجلس معها على نفس الكنبة

    كاسرة حين شعرت بالثقل الذي التصق بها فتحت عينيها بخفة

    لتنهض جالسة وهي تشعر بخجل طبيعي وتتراجع للخلف قليلا


    هتف لها بهدوء: ممكن أعرف ليش قمتي من جنبي


    كاسرة همست بهدوء وهي تعيد شعرها خلف أذنيها: يعني تبيني أقعد لين تغرقني بالدم اللي ما أدري من وين جاي


    حينها وقف كساب وهو يهتف لها بسكون: أنا طلبت لنا فطور بيجي الحين بأبدل ملابسي وبنطلع بعد الفطور

    اليوم بنروح بحيرة جنيف بنتغدى هناك ونتعشى بعد الجولة حولها طويلة وتستاهل يوم كامل


    كاسرة توجهت للحمام حين اغتسلت تذكرت أنها نسيت أن تأخذ معها ملابسها

    وحين توجهت لغرفة النوم فوجئت بمنظر كساب الذي كان يبدل ملابسه

    وجسده المغطى باللصقات الصغيرة

    لم تعلق مطلقا وهي تفتح الخزانة لتتناول من ملابسها التي رتبتها البارحة هناك لتقضي على الملل

    كساب كان مستغربا بالفعل أنها لم تعلق بل وكأنها لم تبصره وهي تمر من جواره


    حينها اعترض كساب طريقها وهو يشدها ناحيته

    حاولت تحاشي النظر لجسده وهي تنظر لوجهه مباشرة

    أمسك بيدها ووضعها على اللاصقات على صدره حاولت شد يدها التي كانت ترتعش رغما عنها ولكنه لم يسمح لها

    وهو يهتف بتلاعب: يمكن أحيانا ما أحبش تعلقين أو تسألين

    لكن لو ما سألتي بطولة لسانش المعتادة احس فيه شيء مهوب طبيعي


    كاسرة بحزم: سألت البارحة وماجاوبتني فمافيه داعي أسأل اليوم


    حينها صدمها أنه أجابها ببساطة: البارحة كنت أتسلق جبل الغبي اللي كان رابطني ماثبت الحبل زين

    فلت الحبل شوي فصدم جسمي في الجبل من عدة نواحي بس الحمدلله ماصار لي إلا شوي ذا الخدوش


    كاسرة من صدمتها مما سمعته لم تستطع قول شيء (أيتركها في أول أيام زواجهما ليتسلق الجبال)

    تشعر أن غضبها الذي لا يتوقف يتزايد أكثر وأكثر منه


    حاولت دفعه عنه ولكنه لم يتركها وهو يمسك بها من عضديها ويهمس بهدوء مقصود:

    ليه زعلتي


    كاسرة ببرود محترف: مافيه شيء يزعل

    تتركني أول أيام زواجنا وتروح تطامر في روس الجبال وفي الليل

    وترجع لي مرضرض وجسمك مقطع وكان يمكن تموت بعد لولا ستر ربي

    وتصدق!! تصدق؟!! مافيه شيء من ذا كله يزعل


    حينها نقل كفيه من عضديها لجانبي وجهها وهو يقربها منه أكثر ويهمس بدفء عميق:

    خاطري أدري هو زعل وإلا عتب وإلا خوف علي


    أمسكت بكفيه لتزيلهما عن وجهها لتهمس بحزم يختلف عن ذوبان داخلها:

    ولا شيء منها





    *************************************






    " ياقلبي

    البارحة كله ما نمتي بأروح للدوام وأنتي مابعد نمتي!!"


    همست عفراء بإرهاق وهي تسكب له فنجان من القهوة: ليه أنا أزعجتك


    منصور يضع فنجانه جانبا ويمد يده ليمسح خدها بحنو: كنتي يا الله تتحركين ماتبين تزعجيني بس أنا كنت حاس فيش

    أنا خلاص ما أقدر أنام إلا على أنفاسش الهادية لا نمتي ورحتي في النوم بين ضلوعي


    عفراء بقلق: متوترة منصور أنتظر وصول مزون لجميلة عشان تطمني عليها

    من عقب اللي صار وأنا أقلى على فرن


    منصور بنبرة عتب: عقب اللي صار تقصدين فيه روحتي لجميلة


    عفراء تمد يدها لتحضن كفه وتهمس بحزن: منصور تكفى لا تفتح ذا الموضوع الحين اللي فيني من التوتر يكفيني






    ********************************






    " الحين أنا أبي أدري ليه ذا البكا كله

    ما تبينه خلاص وشو له تبكين

    من البارحة لين اليوم وأنتي تبكين"



    جوزاء بين شهقاتها: مجرد التفكير بالرجعة له يذبحني أشلون أرجع له


    شعاع باستغراب: لا ترجعين له حد غاصبش وش ذا الهبال


    جوزاء همست بغضب بين شهقاتها: شعاع اطلعي برا خليني بروحي لو اشرح لش من اليوم لين السنة الجاية مارح تفهميني

    واللي يعافيش روحي عني بس وإذا رجع حسن سبحيه وعشيه

    أحس مافيني حيل أسوي شيء الليلة من كثرة التفكير انهديت

    هد حيلي الله يهد حيله عبدالله الزفت


    شعاع تنهدت وهي تتناول ملابس لحسن وفوطته من الخزانة ثم تخرج وتغلق الباب وراءها

    لتترك جوزاء جالسة على سريرها ووجهها مدفون بين ركبتيها تنثر دموعها بغزارة

    تشعر بتمزق عميق كلما تعمقت في التفكير كلما وجدت أنها تقترب من استحالة العودة لعبدالله فهذا هو ماتريده!!

    مجرد تفكيرها أنها قد تعود زوجة له يجعل روحها تنزفا حزنا ودموعا لا يتوقفان


    رنين هاتفها انتزعها من دموعها كان هو المتصل ردت عليه وقرار مرعب يتكون في داخلها

    حين ردت أجابها باستعجال: أم حسن أنا برا خلي وحدة من الخدامات تطلع تأخذ حسن


    همست بنبرة ميتة: عبدالله أنا موافقة عليك


    عبدالله شعر بسعادة محلقة تتفجر بروحه ولكنه حاول ألا يضغط عليها

    رغم أنه كره ما سيقوله فآخر مايريده هو أن تفكر أكثر:

    مهوب كنش مستعجلة فكري شوي


    جوزاء بذات النبرة الميتة: عبدالله أنا لو فكرت لين بكرة بس مستحيل أتزوجك


    عبدالله أكثر حرصا منها على ألا تغير رأيها و همس بحزم وهو ينهي الاتصال: خلاص أنا بأنزل أكلم عبدالرحمن الحين


    جوزاء ألقت هاتفها جوارها وانخرطت في بكاء هستيري مر وهي تصرخ: أكرهك أكرهك


    .

    .


    بعد دقيقة

    عبدالله يدخل للمجلس. ويسعده الحظ أنه لم يكن في المجلس سوى عبدالرحمن الذي كان مستغرقا في مشاهدة الأخبار


    حين دخل عليه عبدالله كتم صوت التلفاز وهو يقف مرحبا بعبدالله

    حينما جلسا وبعد التحية والسلامات شد عبدالله نفسا عميقا ثم هتف لعبدالرحمن بحزم:

    اسمعني يأبو فاضل ما يجهلك أني طلبت من عمي أبو عبدالرحمن أرجع أم حسن وهو ردني

    والله العظيم يأخيك أني ما أرخصتها وان غلاها عندي داخل بين اللحم والعظم

    وإني ماحدني على طلاقها إلا أني حنيتها من اللي بيصير عقب

    مالي ذنب إن خبر الطلاق ما وصلكم وأنها حادت هذا شيء ربي كتبه

    وأنا والله ثم والله يالسنين اللي قعدتها في أمريكا أني شفت فيها الشين كله

    لكن والله ياخيك ثم والله أني ماسويت شيء لحق الدين والشرف

    لكن هو شيء ربك كتبه وكان يختبرني فيه وأنا أشهد أني تعذبت عذاب ماشافه بشر

    مايحق لي عقب ذا السنين أجتمع أنا ومرتي وولدي

    أدري أنكم كلكم شايلين في خطركم علي أنا أبي أعوض على جوزا كل شيء هي شافته


    عبدالرحمن بنبرة مقصودة يتخللها بعض غضب: يمكنها ماتبي العوض واللي أنت سويته فيها ماله عوض


    عبدالله بذات النبرة الحازمة: أم حسن الحين ماتبي تعرس عشان ولدها

    هل هو حق أن شبابها كله يضيع

    أنا والله ما أقهرها على ولدها ولا أخذه منه

    بس أنت رجّال فاهم ومثقف وأنا وهي بيننا طفل

    بكرة بيكبر ويسأل ليه مهوب مع أمه وأبيه مثل باقي بزارين خلق الله


    حينها بدأ قلب عبدالرحمن يؤلمه فهو هنا ما يهمه حسن كطفل ليس مسؤولا عن أخطاء والديه ولكنه يستحق الافضل

    عبدالرحمن بحزم: زين أنت وش اللي أنت تبيه الحين


    عبدالله بنبرة قاطعة: أبي أرجع أم حسن ونربي ولدنا بيننا

    وأبيك أنت تكون وسيطي عند أبو عبدالرحمن لأني مستحيل أكلمه عقب الكلام اللي هو قاله لي

    واسأل أنت أم حسن وخذ رأيها!!







    *************************************






    طوال جولتهما حول بحيرة جنيف وكساب يشبك ذراعها في ذراعه

    بينما هي كانت تتحاشى بفشل ذريع أن يلتصق جنبها بجنبه ولا تعلم السبب

    هل لأنها تخشى قربه

    أم لأنه تخشى إيلامه وهي تعلم أن تحت قميصه عشرات الجروح


    كساب وكأن الأمر لا يهمه: أبي أدري أنتي ليه متضايقة أني دخلت ذراعش في ذراعي


    كاسرة بهدوء: مهوب متضايقة بس خايفة أكون آجعتك وانت فيك إصابات ولا أصابات الحروب

    عدا أني بصراحة ماني بمرتاحة لطلعتنا وأنت تعبان أصلا وقلت قبل نطلع بلاها اليوم بس أنت لزمت

    خلاص خلنا نرجع


    كساب بسخرية: أنتي من جدش قال إصابات حروب بلاش ماشفتي إصابات الحروب أشلون

    يا بنت الحلال والله العظيم أني ماني بحاس بشيء كنت مستوجع شوي الصبح بس الحين خلاص تمام

    تعالي خلينا نقعد نشرب لنا قهوة


    بعد أن جلسا

    همست كاسرة بهدوء: كساب لو سمحت ممكن أكلم أمي شوي في تلفونك

    تلفوني فضا شحنه


    كساب ناولها هاتفه بعفوية لكنها لاحظت أيضا أنه شد على هاتفه الآخر ثم أخفاه في جيب جاكيته الداخلي


    همست كاسرة بتحكم به نبرة ساخرة: ترا ماني بخاطفة تلفونك من يدك ليه خايف عليه كذا

    والغريب إنه اليومين اللذي قضيتهم معك ما أشوفك تكلم إلا في التلفون هذا

    ومع كذا أنت حريص على التلفون اللي ما تكلم فيه أكثر من التلفون اللي تستخدمه

    لدرجة إنك تدخله معك الحمام!!


    حينها رفع كساب حاجيا وأرخى الآخر وهتف بتهكم واثق:

    ماشاء الله مراقبة تحركاتي بدقة.


    كاسرة بثقة: شيء حتى الأعمى يلاحظه وأنا ماني بعمياء


    كساب بثقة مشابهة: أدري منتي بعمياء بس غيورة


    كاسرة باستنكار: نعم غيورة شكلك تتحلم


    كساب استرخى في جلسته وسألها بحزم: قولي لي أخوانش امهاب وحتى تميم كم جوال عند كل واحد منهم


    كاسرة أجابته بثقة: عند كل واحد منهم تلفونين واحد لهله وربعه والثاني لشغله

    لكن أنت حتى لو كلمك مدير مكتبك يكلمك على تلفونك هذا (قالتها وهي تشير للهاتف في يدها)

    والتلفون الثاني ساكت ماتستخدمه إلا لو كنت تكلم فيه وأنا ما أشوفك

    (همست العبارة الأخيرة بنبرة مقصودة وهي ترص عليها)


    كساب بدون اهتمام: وش اللي يريحيش غيورة هانم أقول أني أغازل فيه عشان ترتاحين؟!!


    كاسرة بغضب: كسّاب احترمني لو سمحت هذا مهوب كلام يقوله رجّال لمرته


    كساب حينها مال عبر الطاولة ليهتف لها بحزم بالغ:

    يا بنت الناس أنا ماني براعي خرابيط ولا عندي وقت لها أساسا

    وغير كذا ماعندي والشيء اللي مالش خص فيه لا تسألين عنه

    وكلمي أمش وخلصينا لأني أبي أكلم خالتي






    **************************************







    " أم حسن أقدر أدخل"


    جوزاء تعتدل عن سريرها وهي تمسح وجهها وتهمس بذبول: تعال عبدالرحمن فديتك


    عبدالرحمن جلس جوارها بينما كانت هي تتحاشى النظر له حتى لا يلاحظ احمرار وجهها وذبول أجفانها

    هتف لها عبدالرحمن بهدوء حازم: جوزا عبدالله رجع وخطبش

    أنتي تدرين إن إبي رفضه بس لو أنتي موافقة عليه خلي إبي علي


    جوزاء صمتت لم تستطع أن تقول شيئا

    هل تقول له أنا موافقة أن تذبحني أنا موافقة أن أعود إلى سجاني

    أنا موافقة أن أعيش أسيرة لأكثر مخلوق أكرهه في العالم


    عبدالرحمن استحثها للرد عليه رغم أنه في داخله يتمزق بين رغبته أن توافق من أجل حسن وأن ترفض من أجل نفسها:

    هاه يأم حسن ماتبينه ترا مافيه شيء يجبرش هو لزم أني إسألش وحقش إسألش

    وتراش طول عمرش المبداة على خلق الله وبتقعدين طول عمرش معززة أنتي وولدش في بيتنا


    جوزاء همست بمرارة وعبارتها تتقطع كتقطع روحها:

    موافقة عليه مهما كان هذا إب ولدي وحسن يستحق يتربى بين أمه وأبيه


    عبدالرحمن احتضن كتفيها بخفة وهو يقبل رأسها ويهتف بحزم:

    يمكن أني في داخلي أبي أكفخ عبدالله لين أقول بس

    بس اللي سويتيه عين العقلحسن ماله ذنب يتقطع بين أم وأب مطلقين


    عبدالرحمن غادرها لتنهار باكية على سريرها فور أن أغلق الباب بينما توجه هو للمرحلة الثانية إلى والده!!




    توجه لغرفة والده الذي كان عائدا للتو طرق الباب ليدخل عليه

    بينما كانت والدته في غرفة شعاع تحاول تنويم حسن الذي أتعب شعاع


    هتف والده بمودة عميقة: تعال يأبيك


    عبدالرحمن دخل ليقبل رأس والده ثم يجلس جواره وهو يهتف بحذر:

    يبه أبي أكلمك في موضوع بس أوعدني ماتعصب لين أخلص كلامي


    أبو عبدالرحمن بمودة: أفا عليك يأبيك أعصب عليك قول اللي تبي!!


    عبدالرحمن بهدوء: الحين يبه أكيد أنت أكثر شيء يهمك مصلحة جوزا وولدها


    أبو عبدالرحمن بتلقائية: أكيد مافيه شك!!


    عبدالرحمن بحذر: ومصلحة الولد إن إبيه يربيه


    حينها وقف أبو عبدالرحمن وهتف بغضب: ليه أنا قصرت في حقها وإلا حق ولدها عشان ترجع للكلب اللي أرخصها


    عبدالرحمن شد والده برفق وهتف بهدوء عميق: يبه فديتك وش ذا الحكي الرجّال ذا اللي أنت تسبه بيصير خال عيالي


    أبو عبدالرحمن يفرك يديه ويهتف بغضب مكتوم: أصلا والله لو أني داري بذا كله إن الله ما يكتب إنك تأخذ بنتكم

    محشوم أبو صالح رجال من خيرة الرجال بس عبدالله مهوب كفو يكون خال عيالك


    عبدالرحمن يبتسم وهو يمسك كف والده: يبه الله يهداك لا تخلي زعلك يخليك تغلط بالحكي آل ليث نسبهم يشرف

    وعبدالله ترا ماحده على ذا الا شيء كايد وأنت عارفه رجال فيه خير


    أبو عبدالرحمن بذات الغضب: إلا كنت مغشوش فيه


    عبدالرحمن بهدوء عميق وهو يميل على كتف والده ليقبله: يبه أنت وش يهمك الا مصلحة جوزا وولدها

    وجوزا عادها صغيرة ولو مارجعت لعبدالله صدقني ماراح تأخذ غيره عشان ولدها


    أبو عبدالرحمن بغضبه المكتوم: أحسن جعلها ماتأخذ غيره أجل يسوي في بنتي كذا وعقبه يرجعها


    عبدالرحمن برجاء: يبه جوزا موافقة عليه خله يرجع مرته ويضم ولده


    أبو عبدالرحمن حينها انفجر بغضب: تخسى وتهبى ليه أنا مانا بضام بنتي وولدهايدورون حد يضمهم


    عبدالرحمن وقف وهو يقبل رأس ولده وكتفه ويده ويهتف باحترام ودود:

    يبه الله يهداك أنت ليه تبي تعسر السالفة وهي بسيطة


    حينها هتف أبو عبدالرحمن كأنه يكلم نفسه : أعسر السالفة!!

    ثم أردف بنبرة قاطعة حازمة: خلاص يبي يرجعها يجيب لي جاهة يخطبونها من مجلسي


    عبدالرحمن بارتياح: زين هذي بسيطة


    أبو عبدالرحمن بنبرة مقصودة: مابعد قلت لك من الجاهة

    أبي رووس القبايل الكبيرة اللي قطر كلهم يجون في الجاهة


    عبدالرحمن بصدمة: يبه الله يهداك كذا عسرتها واجد بيجيب لك رووس قبيلتنا كفاية


    أبو عبدالرحمن بحزم: لا كل رووس القبايل الكبيرة


    عبدالرحمن برجاء: يبه وين يجمعهم لك حن الحين في إجازة الصيف وفيهم اللي مسافر وفيهم اللي مشغول


    أبو عبدالرحمن بحزم بالغ: مابه عجلة يجمعهم على راحته

    وعلى قد سواته الشينة في بنتي لازم يكبر قدرها وتكون جاهتها

    وأنا أبد وعد علي إنه اليوم اللي بيجيبهم عشاهم عندي

    وذاك الليلة دخلته وهم شهود ملكته كلها في ليلة وحدة






    *************************************






    " خليفة شكلي حلو"


    خليفة ينظر لها ويبتسم: تيننين قمر


    جميلة همست بتوتر وهي تعيد لف حجابها على رأسها وتحكم تقريبه من وجهها:

    صار لي شهر ونص ماشفتهم أبيهم يشوفون أني تحسنت


    خليفة بحنان: وأنتي تحسنتي وايد


    جميلة تنظر لعروق يديها البارزتين وتهمس بألم: وين تحسنت؟


    خليفة يهمس بها بنبرة مساندة: أنتي الحين عارفة أنج على أول الطريج

    لأنج قبل كله تقولين أنا دبة الحين صرتي عارفة إنج أي شيء إلا دبة

    وصرتي عارفة إن النحافة هذي تضرج

    وبعدين وين أنتي عن أول أول ماكنتي تقدرين تقومين الحين صرتي تمشين بروحج


    جميلة تنظر لساعتها وتهمس بتوتر: كنهم تأخروا


    خليفة يقف لينظر مع النافذة ويهتف بهدوء: توه كلمني عمي زايد كاهم على وصول


    بعد دقائق يرتفع صوت دقات هادئة على الباب

    جميلة تشد على يد خليفة بصورة تلقائية آلمت قلب خليفة وهو يربت على كفها

    ويهتف بحنان: شكلهم وصلوا خليني أطلع تاخذين راحتج مع بنت خالتج وأنا أسلم على عمي زايد


    خليفة فتح الباب ليجد زايدا وابنته يقفان جانبا خليفة خرج بينما مزون دخلت وأغلقت الباب خلفها

    ظلت واقفة قريبا من الباب لعدة ثوان وهي تنظر لجميلة بلهفة وسعادة وهي ترى تحسنها الواضح

    بينما كانت عينا جميلة قد امتلئتا بالدموع وهي ترى مزون تنتزع نقابها وتقترب منها

    كانت تنظر له بتمعن مترع بالشجن والحنين والشوق وكأنها تشتم عبق رائحة والدتها يعطر الأجواء

    مزون اقتربت أكثر وهي تقول بصوت حنون مختنق: والله وأحلوينا وتختنا ماشاء الله


    جميلة وقفت على قدميها وارتمت في حضن مزون وهي تنتحب بعمق

    مزون احتضنتها بحنان وهي تهمس بقلق حنون: جميلة وش فيش ليه ذا البكا كله متضايقة من شيء


    جميلة ترفع رأسها عن كتف مزون وتهمس باختناق: لا والله بس اشتقت لكم

    اشتقت لـ


    ثم بترت عبارتها بيأس بينما كانت مزون تشدها لتجلسان كلاهما على الأريكة

    وهي تهمس بذات النبرة الحنونة:واحنا اشتقنا لش أكثر

    ثم أردفت بابتسامة مرحة حنونة: وكل محلات المكياج في الدوحة مشتاقة لش

    يقولون وين زبونتنا اللي كانت ممشية ميزانية المحلات؟!!


    جميلة همست بحزن: الله يرحم أيام المكياج وش المكياج اللي بينحط على وجه مثل وجهي


    مزون تمسح خد جميلة بحنو: إذا ذا الوجه الحلو ما يتزين ما للزينة عازة

    وعلى العموم أنا أصلا ماخليت في السوق الحرة روج ولا غلوس ولا بودرة

    كلها جبتها لش


    جميلة تشد على كف مزون وتهمس بشجن: بشريني منكم أنتم

    أشلونكم كلكم أشلون هل الدوحة أشلون أخوانش

    أشلون البنات اللي هناك كلهم أشلون أشلون أشلونكم كلكم


    مزون كانت على وشك أن تقول (وليه ما تسألين عن اللي تبي تسألين عنها فعلا بدون لف ودوران) ولكنها ردت عليها برقة:

    هل الدوحة كلهم طيبين ويسلمون عليش. وصديقاتش يوم دروا أني بجي أرسلوا معي أغراض لش


    جميلة بحزن: كثر الله خيرهم وش أغراضه ما أبي إلا أنهم يتصلون فيني ويسمعوني أصواتهم

    ثم أردفت بلهفة: وين عمي زايد أبي اشوفه


    مزون تهمس بحنان: أكيد مع خليفة وبيجي الحين


    .

    .


    في صالة الانتظار في الخارج


    زايد يجلس مع خليفة يسأله عن أخباره: عسى بس منت بضايق يأبيك من القعدة هنا


    خليفة باحترام: لا طال عمرك ماشي الحال

    أبوي وأخواني يكلموني دايم.


    زايد بمودة: توني شفت أبيك وأخوانك في عرس كسّاب طيبين وبخير ويسلمون عليك

    واسمعيني يأبيك زين أنا أدري إن علاج جميلة مطول ترا متى ماحبيت ترجع للدوحة تشوف هلك

    كلمني بس وأجي أنا وبنتي هنا ونقعد عندها لين ترجع


    خليفة برفض: يا علك سالم

    أنا باقعد مع جميلة لين أرد أنها وياها الدوحة سوا مثل ماطلعنا منها سوا

    ماراح أتركها لو حتى يوم واحد.

    وأبوي وأخواني هم اللي بيوون يزوروني


    زايد بمودة عميقة: جعل جميلة ما تبكيك

    أنا بأقوم أسلم عليها ثم بأطلع أنا وإياك للفندق.

    بنتي هي اللي بتنام عندها الليلة وأنت الليلة خويي.






    *******************************





    " عبدالله وش فيك"


    عبدالله يلتفت لصالح ويهتف بسكون: رجعت وخطبت أم حسن


    صالح بابتسامة: خير وبركة


    عبدالله بذات النبرة الساكنة: بس ماتدري وش طلب أبو عبدالرحمن

    يقول يبي جاهة من كل رووس القبايل الكبيرة اللي في قطر
    وين أقدر أجيبهم ذولا كلهم


    صالح بمودة: لا تشيل هم هي صحيح صعبة بس مهيب مستحيلة

    بأكلم لك إبي إبي يعرف أكثرهم ويعزونه ويحترمونه

    يعني إن شاء الله ماراح يقصرون واللي يعرفهم بيكلمون اللي مايعرفهم


    عبدالله بقلق: لين يتجمعون كلهم أخاف تطول السالفة


    صالح يغمز بعينه: خلها تطول وش أنت مستعجل عليه


    عبدالله بغضب: تدري إنك متفرغ يأبو خالد وأحر ماعندي أبرد ماعندك






    ************************************





    حينما أنهيا جولتهما

    عادا لجناحهما صليا العشاء ثم غير كساب ملابسه بسرعة استعدادا للخروج

    كاسرة همست بهدوء: كساب من جدك تبي تطلع وانت كذا؟


    كساب يشد رباط حذائه الرياضي ويهتف بحزم: قلت لش مافيني شيء


    كاسرة بحزم مشابه: كساب أنا ما أحاول أني أتدخل في هوايتك الغريبة اللي نطت في رأسك وفي شهر العسل

    بس أنت اليوم تعبان اقعد اليوم وروح بكرة


    كساب وقف وهو يهتف بثقة: أصلا الدورة كلها 3 أيام وبكرة آخر يومواحنا بعد يومين طالعين لوزان

    وعقبها خلاص مافيه شيء يشغلني غيرش


    كاسرة بثقة: وليه أنا أشغلتك الحين عشان أشغلك عقب عليك بالعافية تسلق الجبال


    كساب يستعد للخروج وهو يبتسم ويهمس بتلاعب ساخر:

    أموت في الثقيل ياناس





    ************************************






    " مزون. أمـ . أمــ. أمي أشلونها

    عسى الحمل مهوب متعبها"


    مزون تنظر لجميلة التي كانت تنظر لكفيها المتشابكين في حضنها وتهمس بحنان:

    وأخيرا نطقتي بالدرة اللي من يوم شفتيني وأنتي تحومين حواليها

    أمش الحمل متعبها. بس أنتي متعبتها أكثر شيء

    تدرين جميلة أمي ماتت وعمري خمس سنين أذكرها وأذكر حنانها واذكر أيام مرضها الأخيرة.

    بس لاجيت أبي أتذكر وجهها ماأشوف وجه غير وجه خالتي عفرا


    حينها انفجرت جميلة بالبكاء العميق الخافت والمكتوم وكأنها تنزف شهقاته من عمق روحها مزون قفزت لتجلس جوارها ولتحتضنها بكل حنان

    جميلة ألقت بنفسها في حضن مزون وهي تشهق: اشتقت لها والله العظيم اشتقت لها


    مزون تربت على ظهر جميلة وتهمس بحنان: ويوم نشتاق لأحد حتى تلفوناته ماعاد نرد عليها


    جميلة تنتحب بوجيعة: مالي وجه أرد عليها عقب اللي قلته لها آخر مكالمة مالي وجه.

    آجعتها واجد بالحكي يامزون وخبصت ماأدري أشلون قلت لها كذا

    بس والله من غلاها عندي اللي ماحد يشاركها فيه مابغيت حد يشاركني غلاي


    مزون تربت على ظهرها بحنان أكبر: وانتي غلاش مايشاركش فيه حد


    جميلة مازالت تنتحب وهي تشدد احتضان مزون: اشتقت لها باموت أبي أسمع صوتها بس


    مزون بحذر رقيق: خلاص خلينا نكلمها الحين.





    #أنفاس_قطر#

    .

    .

    .






    رد مع اقتباس  

  6. #126  
    المشاركات
    3,260

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    ياصباح الخير وكل الخير يا أهل الخير


    جعل الخير دوم في دربكم وممشاكم


    .


    فيه ناس أنا فاقدة وقع خطواتهم الدافية حولنا


    إن شاء الله أنهم بخير وهذا أهم شيء الله يحفظهم وين ماكانوا


    والله لا يحرمني منكم جميع ولا من تواصل مشاعركم الأدفأ


    .


    البارت اللي فات



    اللي قالوا أشلون عبدالله بيطلب من أبوه طلب جاهة جوزا


    أقول لهم أنا حليتها من البارت اللي فات


    صالح قال هو اللي بيكلمه لأنه عارف إن الحوار بين أبوه وعبدالله مقطوع


    .


    مصدر الجدل الأكبر البارت اللي فات


    إنه كساب أخذ الدورة عشان يهرب من تأثير فتنة كاسرة عليه


    مثل ماصار مع عبدالله وجواهر في بعد الغياب


    لهالغوالي أقولا لا. لسبب بسيط بعض الغوالي قالوه


    أني ما أحب أعيد نفس فكرة جبتها بحذايرها


    يعني قد يحدث تشابه غير مقصود بين رواياتي لأنها تصدر عن قلم واحد


    عدا أنه حتى في الحياة تتشابه المواقف بين ناس وناس


    لكن تشابه مقصود وفي موقف مهم لا لن يحدث إن شاء الله


    السبب الثاني وهو الرئيسي إنه ذهابه للدورة كان له سبب ضروري بس بتعرفونه بعدين


    وعلى العموم خلكم مع الأحداث لأنه جزء اليوم بيكشف لكم من تصرفات كساب إنه مايهرب منها


    لكن له مخططات أخرى!!


    .


    الغوالي اللي طالبين تقديم البارت شوي وعودته بعد الفجر


    لهالغوالي أقول كان بودي لأنه الوقت مافيه مشكلة عندي


    لكن اللي صار أني صرت أسمع شكاوي من الأمهات إنه البنات بدل مايتجهزون


    ويلبسون ويتريقون عشان يروحون المدارس


    يكونون قاعدين على الكمبيوترات وأمهاتهم يسحبونهم


    يعني البارت موجود من الصبح إن شاء الله اللي هالوقت فاضي يقراه


    واللي عنده شغل يقراه لا صار عنده وقت فراغ يقراه


    وسامحوني على عيني أني أردكم مثلكم ماينرد


    .


    .


    إليكم الجزء الثاني والأربعون


    وموعدنا الجاي الأحد نفس الوقت الساعة 8 صباحا


    .


    قراءة ممتعة مقدما


    .


    لا حول ولا قوة إلا بالله


    .


    .




    بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والأربعون





    " عفرا حبيتي تعالي الله يهداش وش تسوين تالي ذا الليل "


    عفراء برقة: بس أجهز لبسك حق الدوام بكرة دقيقة واخلص


    منصور بمودة: الله لا يخليني منش يالغالية تعالي أبي أشوفش قدامي وبس

    ملابسي بأخذها بنفسي سنين وأنا أطلعها بروحي والحين خربتيني بالدلع


    عفراء تتجه ناحيته وهي تبتسم: هذا أنا خلصت أنت فاجأتني بتغيير زامك وإلا كان رتبتها قبل تجي

    وبعدين اللي قبل وأنت عزابي مالي شغل فيه والله ماتمد يدك في شيء وانا موجودة

    ولو أني المفروض أزعل يعني بكرة كان إجازتك ويطلع لك دوام


    كانت قد وصلت منصور وجلست جواره مع إنهاءها لعبارتها

    منصور احتضن كتفيها بحنان وهو يقبل رأسها ويهمس بهدوء:

    واحد من الربع جا له ولد الليلة عقب ست بنات ما تتخيلين أشلون مبسوط

    تخيلي قده جد بنته الكبيرة توها جايبة ولد

    وهو كان عنده زام بكرةفقلت له بأخذ زامه وهو بيأخذ زامي عقب


    وهما مستغرقان في الحديث رن هاتف عفراء عفراء همست باستغراب وهي تتناول هاتفها: من اللي بيدق ذا الحزة

    ثم أردفت بشهقة موجوعة: منصور رقم جميلة


    ابتسم منصور بفخامة وهو يشد على كفها: ردي حبيبتي


    عفراء شدت لها نفسا عميقا وردت بحذر: هلا


    جاءها صوت مزون الحنون: هلا والله بالغالية


    عفراء لا تنكر أنها شعرت بخيبة أمل أن جميلة لم تتصل بها ومع ذلك ردت بمودة حقيقية: هلا والله باللي الدوحة مافيها نور عقبها


    مزون برقة: دامش فيها فنورها فيه

    خالتي فيه عندي ناس مشتاقين لش ويبون يكلمونشبس مستحين منش


    حينها شعرت عفراء بثقل كبير في قلبها وهي تهمس باختناق: صدق تبي تكلمني


    مزون اختنق صوتها وهي تشتم في صوت خالتها أنها توشك على البكاء:

    والله العظيم إنها مشتاقة لش وتبي تكلمش


    حينها ناولت مزون جميلة الهاتف جميلة تناولته بيد مرتعشة وهي تهمس فيه باختناق: ألو


    عفراء همست بحنان عميق: هلا والله أني صادقة كذا تسوين في أمش يا جميلة؟!


    حينها انفجرت جميلة باكية وهي تشهق: يمه سامحيني سامحيني


    عفراء ردت عليها بصوت مختنق ودموعها بدأت تنسكب بغزارة وهي تمنع نفسها أن تنفجر باكية حتى لا تزيدها على جميلة:

    يأمش مازعلت عليش عشان أسامحش


    جميلة بين شهقاتها: إلا غلطت عليش واجد واكيد أنش زعلتي علي


    عفراء بحنان عميق وتأثر أعمق: والله العظيم ماني بزعلانة

    بشريني أنتي منش أشلون صحتش الحين


    جميلة تحاول تهدئة نفسها: الحمدلله أحسن بواجد وزني صار 34 الحين ويزيد شوي شوي


    عفراء بسعادة حقيقية: الحمدلله يأمش الله يتم عليش عافيته


    جميلة بخجل: وأنتي يمه عسى منتي بتعبانة من الحمل


    عفراء بحنان: أنا يأمش زينة الحمدلله ويوم سمعت صوتش همي كله راح


    منصور يهمس لعفراء بحزم: عفرا عطيني إياها أكلمها


    عفراء بجزع تشير له لا فهي مازالت لم تفرح برضاها عليها

    فلماذا يستكثر عليها هذا الفرحلماذا يريد انتزاعه منها بسرعة


    منصور همس لها بذات الحزم: طيب إسأليها قبل قولي عمش منصور يبي يكلمش


    عفراء همست باختناق وهي لا تريد أن تقول لها ذلك ولكنها تقوله مجبرة:

    يأمش عمش منصور يبي يكلمش تكلمينه


    كانت صدمة عفراء بالغة أنها أجابتها بهدوء: إيه بأكلمه


    عفراء أعطت منصور الهاتف بتردد منصور هتف بحزم ودود: أشلونش يأبيش


    جميلة همست بخجل: طيبة ياعمي أشلونك أنت


    منصور بفخامة: أنا طيب ما ننشد إلا منش


    جميلة بذات النبرة الخجولة: سامحيي ماواجهتك زين يوم جيتني المرة اللي فاتت

    الله يكبر قدرك ومشكور على الجية


    منصور بثقة: العفو يأبيش واوعدش بس أول ماتقدر أمش تركب الطيارة أجيبها لش


    حينها همست جميلة بحزن لأنها تعلم أن ذلك يعني شهرين على الاقل: الله لا يهينك

    ثم أردفت برجاء: طالبتك عمي تحط بالك على أمي تراها حتى لو تعبت والله ماتبين لك


    منصور يمد يده ليحتضن عفراء بيد وهو يمسك الهاتف بيده الحرة ويهتف بابتسامة:

    كنش دارية بس لا تحاتينها تراها في عيوني

    المهم أنش تشالين بسرعة وترجعين لنا

    ويالله يأبيش هاش أمش هذي هي قاعدة تحرقص تبيش


    منصور أعاد الهاتف لعفراء التي استغرقت في حوار طويل سعيد مع جميلة

    بينما كان منصور مكتفيا ومستمتعا بمراقبة تعبيرات وجهها السعيدة





    ***********************************






    " وش فيك يأبيك مارقدت

    شيء مضايقك"


    خليفة يضع الكتاب الذي كان يقرأه جانبا وهو ينظر الذي لزايد الذي مازال وجهه مبلولا من أثر الوضوء


    خليفة رد بأريحية: إلا أنت ياعمي ليش مانمت لا يكون المكان ماريحك


    زايد بمودة فخمة: لا يابيك أنا عشانك جيت أرقد هنا في شقتك

    وكنت راقد أصلا بس قمت الحين أصلي التهجد

    شفت ليت الصالة والع جيت بأشوف من ولقيتك

    عسى ماشر


    خليفة يبتسم: مافيه شيء أخاف أقول لك تضحك علي


    زايد يبتسم بأبوية: قول وش عندك


    خليفة بشفافية: تعودت ما انام لين أشوف جميلة والليلة ماشفتها


    زايد بابتسامة شاسعة: الله لا يخليها منك. خلاص بكرة أخذ بنتي ونرجع


    خليفة بحرج جازع: لا عمي والله ماقصدت. تبي جميلة تزعل ماصدقت تشوفكم


    .

    .


    في المصحة



    " ماشاء الله وجهش منوّر من عقب المكالمة مع إنها خلصت من زمان

    بس أثرها موجود !!"


    جميلة تحتضن ذراع مزون وتسند رأسها لعضدها وهي تهمس بفرحة طفولية:

    ما تتخيلين أشلون كنت ضايقة الأيام اللي فاتت الحين هم وانزاح


    مزون بمودة: يعني الخاطر مافيه شيء خلاص.


    حينها أفلتت جميلة ذراع مزون وهي تبتعد قليلا وتمسح وجهها وتهمس بنبرة حزن:

    ما أقدر أكذب عليش وأقول أني داخلي ماني بمتأثرة

    بس على قولت خليفة إذا هي قبلت زواجي اللي أنا فرضته عليها وماعارضته مع إنها هي اللي أمي

    فأشلون أعارض أنا زواجها مهما كان تفكيري أنا هذا حقها هي ومالي حق أمنعها منه

    أمي عادها صغيرة من حقها يكون لها زوج وأطفال حتى لو كان ذا الشيء يجرحني من الداخل


    مزون تمسح شعر جميلة وتهمس بحنان: ماشاء الله صرنا نقول درر شكلها بركات العم خليفة


    جميلة ابتسمت بحزن: خليفة مافيه مثله أبد بس أنا اللي مخي يبي له سمكرة

    ثم أردفت وهي تحاول ابعاد هذه الفكرة عن بالها:

    إلا قولي لي عمش حاط أمي في عيونه وإلا لا


    مزون بمودة صافية: الله لا يغير عليهم. عمي يموت عليها من قلب ماشاء الله


    جميلة بابتسامة: فديت أمي ليه هو يلقى حد مثل أمي وحلاوة أمي وطيبة أمي وسنع أمي في كل شيء.


    مزون تضحك: يه يه يه. معلقة المدح هذي كلها في أمش


    حينها ضحكت جميلة بعذوبة: وعمش بعد يستحق معلقة مدح

    تذكرين مزون وأنا صغيرة أني كنت أخق من قلب على شكله في البدلة العسكرية

    لا وكان إذا ناداني أسلم عليه. خاطري أقول له ممكن أحبك مرة ثانية من كثر ماكانت ريحته حلوة.


    مزون تضحك: هذا هو صار ابيش. حبيه على كيفش


    حينها انطفئت ابتسامة جميلة وهي تهمس بنبرة أقرب للذبول:

    ياكثر ما تمنيت يكون عندي أب بس الحين خلاص كبرت على ذا الحلم


    مزون تحتضن كتفي جميلة بحنان وهي تهمس بحنان مشابه:

    عمر الإنسان مايكبر على إنه يكون عنده أب





    ************************************






    رد مع اقتباس  

  7. #127  
    المشاركات
    3,260
    الليلة الثالثة التي تقضيها وحيدة تعبت من التفكير

    كانت تريد أن تنام ولا تشغل بالها بالتفكير في أي شيء ولكنها لم تستطع

    هاهي بعد صلاة الفجر ومازالت جالسة في انتظاره وتفكر


    هل يُحكم عليها أن تكون حياتها معه هكذا

    أن يقدم هواياته وجنونه عليها أن تكون هي في مرحلة تالية أقل أهمية

    كانت تسمع أن الزوج يكون في قمة اهتمامه بزوجته في الأيام الأولى لزواجهما

    فإذا كان هو هكذا في هذه الأيام فكيف سيكون حينما تمر الأشهر أو حتى السنوات قد يتناسى وجودها مطلقا!!

    وهي ليست أي امرأة حتى يتم تناسيها هي كاسرة كاسرة!!



    " نصاب نــــصــــاب

    كلها حركات نصب بس على مستوى!!

    يبي يبين إنه مهوب مهتم فيني مع أني عارفة أنه بيموت علي

    يعني هو كان يحصل وحدة مثلي هو ووجهه

    تلاقينه في قلبه يحمد ربه في اليوم ألف مرة!! "


    ككل مرة يأخذها تفكيرها إليه تنظر لنفسها في المرآة

    تتأكد من سحر فتنتهاالذي كان بالغا مداه في رداء نوم أسود لا تعلم هل اختارته بعفوية أو عن تقصد!!


    وهي تنظر لنفسها دخل عليها وهي مازالت جالسة أمام المرآة

    هتف بابتسامة مقصودة:

    ماتملين من القعدة قدام المراية

    هذا كله حب لروحش وإلا غرور بنفسش


    أجابته بهدوء ودون أن تتحرك وبنبرة مقصودة: لا وأنت الصادق أكلم روحي ماعندي حد أكلمه


    جلس وهو يشير للمكان الخالي جواره ويهتف بتلاعب:

    وهذا أنا جيت تعالي كلميني وإلا اهربي مثل ماتسوين كل مرة


    كاسرة نهضت لتجلس جواره وهي تهتف بثقة: وليش اهرب شكلك تتخيل أشياء من عندك


    كسّاب طوق كتفيها بذراعه وهو يشعر بنعومة كتفيها البالغة التي زادها رداء الشيفون نعومة وفتنة

    وهو يهتف بخبث: إيه والله شكلي أتخيل أشياء من عندي


    كاسرة وكحالتها التي لا تستطيع السيطرة عليها بدأت ترتعش ولا تريده أن يلاحظ ذلك فيعلم أنها متوترة

    لذا قفزت من جواره وهي تهتف بثقة:

    خليت الماي مفتوح في الحمام باروح أسكره


    كساب يضحك: روحي سكريه وأنا بأروح أتسبح يا الجبانة


    كاسرة حين رأته غادر عادت لتجلس وهي تهدئ دقات قلبها وارتعاش جسدها

    (أبي أعرف هو وش يسوي فيني

    عمري ماكنت خوافة وأنا فعلا ماني بخايفة منه

    لكن ليش قربه يوترني كذا ليش أرتعش كذا وغصبا عني؟!!

    والمشكلة أنه لاحظ

    وأنا ما أبيه يأخذ عني فكرة إني خايفة منه أو حتى مهزوزة قدامه!!)


    (والله ياكاسرة أنش ماينعرف لش

    الحين أنتي متضايقة وتقولين يتجاهلش

    ولو جا وقرب منش نطيتي من المكان بكبره!!)


    (لا هو أسلوبه كله غلط وما يعرف يتعامل

    وكلامه دايما يغث)


    كاسرة قررت أن تترك التفكير كله وأن تتمدد حتى لا تواجهه حينما يخرج من الحمام

    سمعت صوته يخرج من الحمام ثم صوته وهو يقرأ ورده بسكينة عميقة

    ثم بعد ذلك حركته جوارها وهو يتمدد قريبا منها

    تلاه همسه الدافئ: أدري أنش منتي براقدة يالنصابة على الأقل لفي عطيني وجهش بدل منتي معطيتني ظهرش


    كاسرة استدارات بخفة وهي تدير وجهها ناحيته وتهمس بهدوء عذب:

    خبطت في الجبل اليوم


    كساب ابتسم: لا اليوم براءة

    ثم مد يده ليمسح خدها بحنو وهو يهتف بعمق موجع:

    سبحان رب(ن) خلقششوفتش من كثر ماتشرح القلب توجعه


    ابتلعت كلماتها رغم أنها بداخلها شعرت بانتصار ما أنها انتزعت منه اعترافا بتأثير جمالها عليه

    ولكنها بداخلها غير سعيدة بهذا الانتصار ولا تعلم لماذا!!


    شدها قليلا ناحيته وأنامله تتبع تفاصيل وجهها بدفء أشعرتها أن وجهها يشتعل

    همس لها من قرب بخفوت: ليه خايفة


    همست بهدوء واثق يختلف عما يمور داخلها من توتر:

    من قال لك خايفة قلت لك شكلك تتخيل أشياء من كيفك


    حينها مد يده ليمسك بيدها التي كانت ترتعش بشدة

    ثم نقل يده إلى قلبها الذي كان يدق كطبول الحرب وهو يهتف بتلاعب مثير:

    هذا كله ومنتي بخايفة أجل لو خايفة وش بتسوين تبكين


    كاسرة هتفت بحزم: أبكي بتبطي ماشفت دموعي


    كساب اعتدل جالسا وهو يهمس بحنان مدروس: اقعدي بس خلينا نسولف


    كاسرة اعتدلت جالسة مثله بينما كساب فتح ذراعه لها وهتف بثقة:

    تعالي دامش منتي بخايفة


    كاسرة اقتربت بثقة رغم أنها تمنت أن تهرب من المكان كاملا وهي تضع رأسها على كتفه

    احتضنها بخفة حانية وهو يهتف بابتسامة متلاعبة: مابغيتي يالجفول


    كاسرة أجابته بهدوء واثق تخفي خلفه اختلاج أنفاسها: ناديتني وأنا رديتك


    حينها طبع قبلاته العميقة على شعرها وهو يتنفس عطر شعرها ويهتف بذات الابتسامة: إن اللبيب من الإشارة يفهم

    لو حتى مسكت يدش جفلتي

    بس كل شيء بالصبر حلو مثل المهرة الشرود كم يوم وعسّافها يعودها على شوفته بس


    حينها ابتعدت عنه كاسرة وهي تهتف بغضب: قلت لك قبل لو هذا هو التفكير اللي في رأسك ماراح يمشي حالنا


    كساب شدها ليعيدها لحضنه ويهتف بابتسامة مثيرة: وين بتروحين عقب ماجيتي والله جابش


    كاسرة كان جسدها متصلبا تماما وهي ترفض الاستكانة لحضنه وتهتف بضيق:

    أسلوبك كساب بصراحة ينرفز قلت قبل أنا ماأنا بحيوان تعسفه وش ذا الكلام المتخلف؟!!


    حينها أفلتها كساب بشكل مفاجئ وهو يهتف بصرامة:

    وأنا بعد ماني بهمجي ولا متخلف

    وأعرف أشلون أتعامل مع مرتي بطريقتي أنا وما أنتظر حد يعلمني الأسلوب كاسرة هانم


    كاسرة لم تتوقع مطلقا أنه سيفلتها بهذه البساطة بعد أن أصبحت في حضنه

    ولأنها كانت متصلبة بشدة فهي كادت تسقط جانبا حين أفلتها

    لأنها كانت تشد نفسها جانباولولا أنها استندت على كفها وإلا كانت وقعت


    كساب تمدد وهو يوليها ظهره بكل برود لتنتظم أنفاسه بعد دقائق فقط دلالة استغراقه في نوم عميق


    كاسرة عاودت التمدد وضيق عميق لا تعرف له سببا يتصاعد في روحها

    ولكنها في ختام الأمر تنهدت وهي تهمس لنفسها بحزم:

    أنا ماغلطت في حقه ودامني ماغلطت ماعلي من حد


    قضت لها وقت طويل قبل تنام هي أيضا وهي تراقب ظهره

    (هذا من جده رقد؟!!

    رقاده في مخباه الظاهر!!)


    بقيت مع هواجسها لوقت طويل حتى نامت لتصحو على صوت فتحه للخزائن بصوت مسموع

    همست بنعاس وذراعها على وجهها: كساب ترا اللي في الجناح اللي جنبنا صحو من إزعاجك


    يأتيها صوته الساخر على الدوام: زين اللي جنبنا صحو وأنتي ما صحيتي


    كاسرة بصوت مرهق: تعبانة كساب أنت منت بتعبان حتى ساعتين مالحقت تنام


    صوته أصبح قريبا ساخرا ساحرا: كاسرة تقومين وإلا أشلش


    كاسرة دون أن تتحرك من مكانها وهي مازالت مغلقة العينين همست برقة تلقائية:

    كساب بس نص ساعة وأقوم من يوم جيت ذا الديرة ماعاد عرفت النوم مثل باقي مخاليق ربي


    مع إنهاءها لعبارتها كانت ترتفع عن السرير بشكل مفاجئ

    حينها طار النوم كله من عينيها وهي تجد نفسها محمولة بين ذراعيه

    حاولت التفلت أو حتى مجرد ستر أجزاء جسمها التي ظهرت مع رفعه المفاجئ له وهي تهتف بغضب: كساب نزلني بلا سخافة


    كساب بتلاعب: مشكلتش كاسرة أنش تحسبيني أمزح مع أني من جدي

    قلت لش بتقومين وإلا أشلش وأنتي ما تبين تقومين


    حينها همست برجاء مدروس: زين نزلني خلاص النوم كله طار من عيني


    هتف لها بخفوت: أنزلش ببلاش أكون رجل أعمال فاشل

    أول قاعدة في البيزنس إذا كنت أنت في موقع القوة افرض شروطك


    كاسرة بدأت تشعر بالرعب من مجرد تخيلها لما قد يطلبه كساب لذا همست بحزم رقيق:

    تصدق مكاني هنا حلو ما ابي أنزل خلك شايلني لين في الليل


    حينها هتف بخبث: وأنتي ظنش بأقعد شايلش كذا وبس

    أول شيء بأسويه الحين بأطيرش في السما مثل البزران وعقب أمسكش


    كاسرة تتخيل شكلها المخجل في ملابسها هذه وهي طائرة في الجو

    حينها وبشكل لم يتوقعه مطلقا منه أمسكت بطرف وجهه وهي تقبل خده برقة ثم تهمس بأمر رقيق: يالله نزلني


    أنزلها وهو يضحك ويقول بخبث: صحيح مهيب اللي في الخاطر بس تمشي الحال.


    بينما كاسرة حاولت ألا تُنزل نظرها ولكنها لم تستطع وهي تحاول الانسحاب بثقة متجهة للحمام

    وتحاول أن تكون خطواتها ثابتة حتى لا تفضح توترها


    حينها جلس كساب ووجهه يتغير للنقيض

    والابتسامة المرسومة تنقلب لغموض غريب وهو يمدد ساقيه على الطاولة أمامه.


    بينما هي في داخل الحمام تستند على طرف المغسلة وهي تكاد تنهار من فرط ارتعاشها وهي تتحسس شفتيها التي لامست خده

    وتشعر بشعور غير مفسر من السعادة المبتورة والخيبة والألم

    وكثير من الحرقة لأنها تشعر أنها تفقد زمام الأمور من بين يديها وهي من اعتادت على إحكام سيطرتها على نفسها وعلى من حولها

    ربما لو كانت تعلم أنه يشعر مثلها لم تكن لتشعر بهذا الضيق ولكنها تعلم يقينا أنه يتلاعب بها لغرض لا تعلمه

    تشعر بإحساس بالغبن والظلم لأنه في الوقت الذي كان يُفترض أن تكون هي من تفقده صوابه

    هو من بدأ يفقدها صوابهادون أن تعلم ماخلف أبوابه المغلقة


    قرار ما يتشكل في ذاتها

    أقصر طريق بين نقطتين هو الطريق المستقيم

    ولكن هل ينفع هذا الأسلوب المستقيم مع كسّاب الملتوي؟!!


    حين أنهت اغتسالها خرجت لتجده يجلس أمام الفطور ويهتف لها بابتسامة:

    تعالي تريقي


    كاسرة توجهت له بثقة جلست لتسأله بذات الثقة:

    أنا وحدة ما أحب اللف والدوران وأنت قاعد تلف وتدور معي

    كسّاب أنت ليش تتعامل معي كذا


    كساب يرتشف فنجانه بهدوء ويهمس بهدوء أعمق: ضايقتش بشيء


    كاسرة بثقة: هذي مشكلة تعاملك معي يعني ما أقدر أقول أنك ضايقتني

    وفي نفس الوقت ما أقدر أقول أنك ماضايقتني


    كساب يهتف بذات الهدوء وهو مشغول بفنجانه فقط:

    والله هذي مشكلتش أنتي مهيب مشكلتي

    لاني اتعامل معش بطبيعتي فأنتي يا تتضايقين ياأما ما تتضايقين

    يعني أنا ماني بمسؤول عن ردة فعلش


    كاسرة بحزم: طيب والحل


    كساب حينها هتف بحزم شديد وهو يرفع عينيه عن فنجانه ليركز نظره عليها:

    والله الحل عندش مهوب عندي

    أنتي متصلبة واجد ومنتي بمتقبلتني وأنا ما أقدر أفرض نفسي عليش أكثر من كذا


    كاسرة لم تتوقع منه هو هذه المصارحة المستقيمة بينما كانت هي من تريد أن تهاجمه باستقامة

    فإذا به يحاربها بسلاحها ويقلب الطاولة عليها

    وبما أنه صارحها فلن تكون أقل مصارحة لذا همست بحزم:

    السبب أنت أسلوبك يوترني لأني حاسة أنك تخبي شيء

    يعني مرة تندفع بمشاعرك ومرة تتجاهلني

    فانا ما أدري أتجاوب مع اندفاعك وإلا أكون حذرة مع تجاهلك


    حينها هتف كسّاب بغموض: أتجاهلش؟!!

    ثم أردف بمباشرة وبنبرة مقصودة: ومن اللي يشوفش قدامه ويتجاهلش


    كاسرة بذات نبرته: أنا أدري إنه ماحد يقدر يتجاهلني

    فيوم حد يتجاهلني أدري إنه فيه شيء مهوب طبيعي!!


    حينها ابتسم كساب: بصراحة غرور ماله حل

    تريقي الحين وعقب قومي البسي بنطلع اليوم طلعة سبيشل

    بنروح جبل ساليف على الحدود الفرنسية


    ثم أردف وهو يسند ظهره للخلف وينظر لها بعمق ويهتف بغموض حازم:

    ترا أنا إذا بغيت شيء بالي يصير طويل لين أجيب رأسه يا بنت ناصر

    خلنا نشوف آخرة خوفش مني


    كاسرة شعرت باستنكار شديد للجزء الثاني من عبارته جعلها تنسى التباس الجزء الاول:

    أنا خايفة قلت قبل أنا ما أعرف الخوف


    حينها مال كساب قليلا للأمام وهتف بنبرة مقصودة: ماتعرفين الخوف

    زين عطيني يدش


    كاسرة أعطته يدها وهي تهمس بعزم: هذي يدي وش تبي فيها


    كساب تناول يدها ليرفعها إلى شفتيه ناثرا قبلاته الناعمة الدافئة في باطن كفها

    حينها بدأت يدها ترتعش رغما عنها ورغم كل محاولاتها لمنع هذا الإرتعاش إلا أنها باءت بالفشل

    لا تعلم بالفعل أي فوضى يحدثها لكل مشاعرها

    كساب حينها أمسك كفها بين كفيه ودعكها بخفة حنونة كأنه يريد تهدئة ارتعاشها وهو يهتف بنبرة مقصودة:

    لا تقولين مرة ثانية أنش منتي بخايفة مني

    أنتي بس لسان وش طوله وحزة الصدق مانلاقيش






    ***************************************






    رد مع اقتباس  

  8. #128  
    المشاركات
    3,260

    " ها عبدالله خير ليه أصريت نتقابل في كوفي مهوب في مجلسكم ولا مجلسنا"


    عبدالله يتنهد ويهتف بهدوء وهو يضع فنجانه وينظر لعبدالرحمن: أبي أكلمك في موضوع خاص ونأخذ راحتنا


    عبدالرحمن بهدوء: آمر خير إن شاء الله


    عبدالله بجدية: خير إن شاء الله الوالد بدأ يكلم الرياجيل اللي بيجون في الجاهة

    وأتمنى إن الموضوع مايطول

    بس أنا ابي أسألك عن شيء

    لا تزعل مني عبدالرحمن بس أنا سمعت عن التغيير الكبير اللي في صار في شخصية أم حسن

    أم حسن عاجبتني على كل حال وراضي بها على كل حال

    بس أنا وأنت ناس مخنا منفتح ومافيها شيء لو سألت لو كنت عرضتها على طبيب نفسي

    لأني أتوقع أنك لازم تسوي ذا الشيء


    حينها تراجع عبدالرحمن في جلسته وهو يسند ظهره بثقة للخلف وهو يهتف بنبرة مقصودة:

    تدري ياعبدالله كأني أسمع المرض يسأل المريض أنت عالجت مني!!

    وعلى العموم إيه نعم أنا عرضت جوزاء على طبيب نفسي لأنها بعد الولادة جاتها حالة كآبة حادة

    الدكتور عطاها مضادات اكتئاب وقتها

    لكنه قال أكثر من كذا قال ما أقدر أسوي لأنه أختك مهيب مريضة مرض نفسي بالمعنى المعروف

    لكن تعاني عارض نفسي لو زال العارض زالت الظواهر المصاحبة له

    مثل بالضبط اللي شاهد فيلم رعب أو مشهد مؤثر

    ممكن يظل له يومين يحلم بكوابيس أو يعاني من التأثر لحد ما يتجاوز السبب فيخف العارض

    لكن أختك مهيب قادرة تنسى السبب عشان كذا العوارض مازالت مستمرة معها

    وأعتقد ياعبدالله أنك عارف السبب زين. لمعلوماتك جوزا عمرها ما قالت شيء عنك ولا اشتكت من حياتها معك

    لكن الكتاب مبين من عنوانه ماكان يحتاج إنها تشتكي عشان نعرف إن الفترة اللي عاشتها معك أثرت فيها كثير


    عبدالله حينها هتف بثقة يخفي خلفها ألما شاسعا وتأثرا متجذرا:

    يصير خير يأخيك مايصير إلا خير


    " يالله كيف أصبحت أنا الجلاد والضحية في ذات الوقت؟!

    كيف أكون أنا السبب في جرح أغلى الناس؟!

    كيف أكون السبب في أذية من تمنيت أن أحمل أنا عنه الأذى طوال عمري؟!

    أثقلت علي هذه الحياة بالكثير

    فمتى ينصلح الحال

    متى يكتب الله لي أن أعيش حياة طبيعية ككل البشر

    متى متى "





    ****************************************




    " هلا والله حيا الله العريس

    هاه عساك مبسوط بالجدول الجديد عقب ماخليته ممل كنه وجهك"


    كساب يسترخي في جلسته وهو في انتظار كاسرة التي كانت مازالت تلبس ويهتف بحزم: المهم أنا أكون مبسوط لأني اللي بأروح في الرحلة ذي مهوب أنت

    الترتيبات الخبلة ذي خلها لك أنت ومرتك المقرودة عقب.


    علي يضحك: مافيه حد مقرود غير بنت ناصر اللي قطها الزمان عليك

    أما مرتي بتحمد ربها علي واحد على الكيف أنا !!


    حينها ابتسم كسّاب بمودة عميقة: أما على الكيف فأنا أشهد جعلني ما أخلى منك

    ثم أردف بابتسامة: تدري علي والله أني حاس أخرتك مثل قيس بن الملوح عاشق ولهان مستخف

    لأن أشكالك انقرضوا ذاك الزمان ماعاد فيه منكم.


    علي بابتسامة: وش فيه ولد عمي قيس بن الملوح والله إنه شقردي الله يبعث لي بس وحدة أحبها مثل ماكان يحب ليلى

    بس عاد بدون خبال الله يرضى عليك.


    كساب يبتسم: إيه دوّر ليلى لين تشيب وتطيح سنونك. لأنه ليلى انقرضت مع قيس


    علي بتساءل: خلك من ذا لهذرة الفاضية. طالع بكرة لوزان صح

    وإلا لا يكون تخطيطي للمدن بعد مهوب عاجبك.؟


    كسّاب بمودة: إلا بنروح لوزان وتخطيطك على الرأس والعين بس إذا كان تخطيط ناس عقّال.






    *********************************





    "نويف وش أخبارك"


    نايف يتناول فنجان القهوة من أمامه ويهتف بابتسامة: أخباري أني ودي أرجع لباريس اليوم قبل بكرة


    عالية باستغراب: من جدك باقي لنا شهر ونص عطلة


    نايف بتهكم أقرب لليأس: خواتي دخلوا في مخي جننوني عالية أحس أني باستخف


    عالية تبتسم: كل عطلة تقول كذا وتقعد لين نخلص العطلة


    نايف بضيق: لا ذا المرة قلت لهم أبي أجدد بيت الوالد كل وحدة منهم تبي هي اللي تخطط كل شيء


    حينها همست له عالية بحزم: تسمع نصيحتي ياخال


    نايف يبتسم: وأنا عندي حد أسمع نصايحه اللي تودي في داهية غيرش


    عالية بذات الحزم:أول شيء لازم تعرف توقف خالاتي عند حدهم مهوب كل شي تسمح لهم يتدخلون فيه

    أدري بتقول مايهونون علي وأنا أخيهم الوحيد وانك تعزهم واجد

    ذا الحكي حفظته لا تخلي محبتهم لك سيف على رقبتك

    ثاني شيء لا تجدد بيت جدي بيت جدي أساسا قديم غير إن خالاتي كلهم داخلين معك في ورث البيت

    عشان كذا يمكنهم حاسين إن لهم حق يتدخلونيعني أنت اللي بتتخسر في البيت وعقب كل وحدة منهم شايفة لها حق فيه
    وعقب بيتدخلون فيه وفي خصوصيتك أنت ومرتك فيه

    بيع البيت وعط كل وحدة منهم نصيبها وأرض البيت أساسا كبيرة واجد يعني بيجيب مبلغ ممتاز

    ونصيبك بيجيب لك أحسن بيت

    اشتر لك بيت على قدك وأنت مرتك وعيالك عقب واخلص من حنتهم

    وأثث بيتك على ذوقك ولا تستشير ولا وحدة فيهم


    نايف بضيق: أبيع بيت أبي!!


    عالية تهز كتفيها وتهمس بثقة: الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح

    هذي أول خطوة عشان تستقل بروحك

    والله لو ماسويت كذا لا يقعدون طول عمرهم ماسكين في رقبتك

    ثم أردفت وهي تغمز بعينها بمرح: وبما أن أمي أساسا متنازلة عن نصيبها لك فلازم ينولني من الحب جانب على الأقل عطني عمولة على الاستشارة







    ************************************






    " حبيبي طالعة شوي مع سميرة وبأرجع"


    صالح بابتسامة ملولة: ترا سميرة هذي طلعت روحي صارت كنها طبيتني ماصدقت يصفى الجو بيننا ونبدأ نأثث بيتنا إلا هي طالعة لنا في البخت


    نجلاء تميل عليه لتحتضن عنقه من الخلف وتهمس برقة:

    حبيبي والله ما أتأخر بنروح نشوف بروفة فستانها


    حينها همس صالح بنبرة حزن: والله العظيم إن سميرة غلاها مثل غلا عالية

    الحين المسكينة مشتطة زين ولو كان الفستان أحلى فستان

    هل تميم بيقول لها (الله فستانش يجنن وأنتي اللي محلية الفستان)

    أشلون أبيش وغانم وافقوها على خبالها حد يقط بنته كذا!!


    نجلاء دارت لتجلس جواره وهي تهمس بحزن أعمق: صالح لا تشكي لي أبكي لك

    هي مقتنعة فيه وراسها مليان أفكار مثالية بس هي بزر ويا مسرع ما بتنصدم بالواقع خايفة عليها كثير من اللي بيصير لها

    صحيح أقول لها دايما هذا قرارش ولازم تتحملينه عشاني أحاول أشجعها لأني حاسة باللي يصير

    تمنيت إنها استشارتني قبلوالله ما أخليها تأخذه لو حتى انطبقت السما على الأرض بس قدر الله وماشاء فعل

    سميرة وحدة لو ما لاقت حد يسولف معها تستخف أشلون بتقضي حياتها مع واحد مستحيل يرد عليها في يوم من الأيام


    صالح يحتضن كتفيها بحنان ويهمس برجاء: ادعي لها بالتوفيق وبالصبر






    ************************************






    هذه المرة قررت أن تبين له أنها لا تخاف قربه كما يظن

    من يكون ليظن أنها قد تخاف منه؟!!

    ومع ذلك الإحساس المزعوم بالشجاعة كان صعبا عليها أن تكون هي من تعقد ذراعها في ذراعه طوال جولتهما في قمة جبل ساليف

    ورغم استغرابه منها إلا أنه شد على ذراعها

    خصوصا وأن الجو كان باردا في الأعلى وهو نسي أن يشتري لها (بالطو) أسود ترتديه فوق العباءة


    حينما أصبحا في التلفريك احتضن كتفيها بذراعه وهو يضمها له ويهمس بهدوء: بردانة


    كانت تدعك يديها المتجمدين وتهمس بهدوء ساكن: شوي بس

    ثم أردفت بتساؤل: تتسلق هنا


    كساب بغموض: تقريبا


    حينها سألته بنبرة مقصودة: وياترى هذي هوايتك الغريبة الوحيدة وإلا عندك غيرها


    ابتسم وهو يجيبها بذات الغموض: عندي هوايات أغرب بواجد بس مافيه داعي تسألين عنها


    كاسرة بذات النبرة المقصودة: تراها مجرد هوايات مهيب سر الذرة وعلى العموم شي مايخصني ما أسأل عنه


    حينها سألها بتلاعب: وأنا شيء ما يخصش؟!!


    حينها ابتعدت كاسرة قليلا عنه وهي تتخلص من ذراعه وتهمس بحزم:

    شفت أسلوبك هذا اللي من تحت لتحت ما يعجبني


    كساب هتف لها بذات النبرة المتلاعبة: زين حن الحين بروحنا في التلفريك

    ارفعي نقابش خلني أشوف وجهش ونتناقش وجه لوجه


    كاسرة رفعت غطاء وجهها بينما كساب أردف بثقة:

    الحين أنا سألت سؤال

    وش الشيء الغلط اللي في سؤالي


    كاسرة بحزم: الغلط هو في طريقتك وأنت تسأل


    كساب هز كتفيه: وأنتي مثل اللي مسك في القشرة وخلا اللب

    وعقب تقولين أنا وحدة ما أحب ألف وأدور وأنا ما شفت حد يلف ويدور مثلش


    كاسرة بثقة: إذا سألتني بشكل مباشر جاوبتك بشكل مباشر

    لكن نبرتك هذي اللي تسأل وأنت تمسخر فيها ماراح أجاوبك فيها


    حينها أمسك كساب بذقنها بين سبابته وإبهامه وسألها بنبرة مباشرة وهو ينظر في عينيها:

    هل أنا أهمش والأشياء اللي ترتبط فيني تخصش أو لا


    للمرة الثانية يقلب عليها الطاولة توقعت أنه سيتجاهلها ويعتصم ببروده

    وكان توقعها لردة فعله خاطئا وهاهي مجبرة أن تجيبه وبكل صراحة

    كانت تتمنى أن تبعد عينيها عن مدى عينيه وهي تجيبه لكنها لم ترد أن تظهر بمظهر الجبانة أمامه

    لذا أجابته بثقة وهي تركز نظرها على عينيه التي تمور بغموض يشعرها بالتوجس:

    مبدئيا أكيد تهمني مهما كان أنت رجّالي


    حينها ابتسم بغموض وهو يمد سبابته ليمسح شفتيها: بأكتفي بمبدئيا ذي وخصوصا أنها عادنا (مبدئيا) وقلتيها وشفايفش ترتعش

    أبي أشوف لا صرت أهمش بشكل كامل أشلون بتقولينها










    ****************************************





    " كلمتكم كاسرة اليوم"


    مزنة تلتفت لمهاب ونهمس له بمودة: كلمتني فديتها


    مهاب بهدوء بحذر: كلمتني البارحة أسألها عن أخبارها تقول كل شي تمام

    قالت لش شيء ثاني


    مزنة حينها همست بقلق: وليه تقول لي شيء ثاني مبين عليها مبسوطة وكساب كلمني معها اليوم

    تعرف شيء ما أعرفه


    مهاب بنبرة طمأنة: لا والله بس طبايع كساب جامدة شوي وهي بعد طبايعها مثله

    خايف ما يتوالمون بسرعة


    حينها ابتسمت مزنة وهمست: ما تدري يأمك مايفل الحديد إلا الحديد

    عقبال مانلاقي اللي تفل حديدك


    مهاب بهدوء: لا يمه أنا تو الناس الفكرة مؤجلة عندي إلى أجل غير مسمى


    مزنة بعتب: أشلون يعني بتقعد عمرك عزابي


    مهاب ابتسم: يمه يمكن ربي كاتب لي الحرية والراحة من حنت النسوان

    خلني أشتري رأسي






    *******************************************





    طرقات خافتة ترتفع على بابه هتف بصوت عال: ادخل ياللي عند الباب


    دخلت بخطوات ذابلة كوجهها الذابل تماما هتف بترحيب عميق: حيا الله أم حسن وينش غايبة ماعاد شفناش؟


    همست بنبرة ميتة دون مقدمات وهي تقف أمام وجهه:

    عبدالرحمن ما أبيه ما أبيه خلاص كلمه وقل له أنه حن غيرنا رأينا


    عبدالرحمن شدها ليجلسها جواره ثم أمسك بكفها بين كفيه وهتف بحنان:

    يأخيش خلاص السالفة مهيب لعبة وخصوصا أن السالفة كبرت واجد

    وأنا عرفت أن أبو صالح خلاص قد كلم له كم رجّال من اللي بيجون في الجاهة

    أشلون نكلمهم ونقول خلاص


    حينها دفنت وجهها في عضده وهي تنتحب بصوت ممزق تماما:

    عبدالرحمن ما أبيه تكفى ما أبيه

    بأموت لو خذته!!


    عبدالرحمن احتضنها بحنان وهو يهمس بألم:

    والله العظيم ماعاد هو بيدي يأخيش

    وبعدين أنتي عارفة من البداية أنش وافقتي ترجعين لعبدالله عشان حسن

    لا تكبرين السالفة وش تموتين ذي

    عمرش طويل لحسون وأخوانه ماتدرين وين الخيرة يأخيش!!








    ****************************************






    " أنا طالع الحين وبكرة تجهزي بنطلع لوزان

    وعلى فكرة أخذي معش بس لبستين وأغراضش الغالية

    لأنه الجناح هذا محجوز لنا لين نخلص رحلتنا"


    كاسرة بتساؤل: زين وليه مانسوي شيك آوت ونأخذ أغراضنا معنا


    كساب يغلق أزرار قميصه ويهتف بحزم: هذي فكرة علي

    يقول عشان نكون خفيفين ومانشيل شناط ثقيلة كل ماجينا ننتقل من مكان لمكان


    كاسرة بسكون: خلاص إن شاء الله


    حينها شدها كساب ليوقفها وهتف لها بحزم: ليه شكلش زعلانة كذا


    كاسرة بحزم مشابه: ماتشوف إن طلعتك كل ليلة وتخليني بروحي لين عقب الفجر شيء يزعل


    كساب بصرامة: قلت لش قبل اليوم آخر يوم مافيه داعي تسوينها سالفة


    كاسرة تعاود الجلوس وتهمس بثقة: ما سويتها سالفة بس أنت بعد لا تطالبني أبين نفسي راضية غصبا عني


    حينها عاود كساب شدها بقوة لتقف وهو يهتف بغضب ويعتصر عضدها بقوة بالغة لم يشعر هو بمداها:

    وأنا ماقلت لش اقعدي عشان تقعدين وأنا واقف ياللي ماتستحين


    أجابته بحزم رغم شعورها بألم متفجر في عضدها الذي شعرت كما لوكان تمزق من شدة قبضته حين شدها لتقف:

    وقلت قبل لا تستخدم إيديك أنا أسمع عدل

    وأعرف أشلون احترم اللي قدامي ومهوب أنت اللي تعلمني


    أجابها بغضب وهو ينقل يده من عضدها ليعتصر بها وجهها: لو تسمعين عدل

    كان فهمتي من اول مرة لما وقفتش عشاني واقف

    وبعدين أنا ما أستخدمت يدي وما أرد عقلي لمرة عشان أستخدم يدي معها


    كاسرة حينها تفجر غضبها وهي تلطم يده لتزيلها عن وجهها:

    ليه وش فيها المره مخلوق أقل من حضرة جنابك


    حينها هتف لها بغضب هادر: ياويلش تطولين صوتش عندي مرة ثانية وإلا والله لا تعيفين حياتش


    أجابته بذات الغضب: وش بتسوي يعني تستقوي علي عشان أنا ما أقدر أدافع عن نفسي لو أنت قررت تستخدم إيديك

    مثل ما تكلمني بأرد عليك احترمني واحترمك غير كذا ماعندي


    حينها ابتعد عنها وهو يدعك كفيه ويهتف ببرود مختلف عن غضبه المرعب قبل دقائق:

    ليه بتمشيني على شروطش يا مدام

    تدرين ذا الرحلة السخيفة كلها ماعاد لها لازمة

    أنا طالع لشغلي وأنتي جهزي شناطش نرجع الدوحة بكرة





    #أنفاس_قطر#

    .

    .

    .






    رد مع اقتباس  

  9. #129  
    المشاركات
    3,260
    بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والاربعون




    " أنا طالع الحين وبكرة تجهزي بنطلع لوزان

    وعلى فكرة أخذي معش بس لبستين وأغراضش الغالية

    لأنه الجناح هذا محجوز لنا لين نخلص رحلتنا"


    كاسرة بتساؤل: زين وليه مانسوي شيك آوت ونأخذ أغراضنا معنا


    كساب يغلق أزرار قميصه ويهتف بحزم: هذي فكرة علي

    يقول عشان نكون خفيفين ومانشيل شناط ثقيلة كل ماجينا ننتقل من مكان لمكان


    كاسرة بسكون: خلاص إن شاء الله


    حينها شدها كساب ليوقفها وهتف لها بحزم: ليه شكلش زعلانة كذا


    كاسرة بحزم مشابه: ماتشوف إن طلعتك كل ليلة وتخليني بروحي لين عقب الفجر شيء يزعل


    كساب بصرامة: قلت لش قبل اليوم آخر يوم مافيه داعي تسوينها سالفة


    كاسرة تعاود الجلوس وتهمس بثقة: ما سويتها سالفة بس أنت بعد لا تطالبني أبين نفسي راضية غصبا عني


    حينها عاود كساب شدها بقوة لتقف وهو يهتف بغضب ويعتصر عضدها بقوة بالغة لم يشعر هو بمداها:

    وأنا ماقلت لش اقعدي عشان تقعدين وأنا واقف ياللي ماتستحين


    أجابته بحزم رغم شعورها بألم متفجر في عضدها الذي شعرت كما لوكان تمزق من شدة قبضته حين شدها لتقف:

    وقلت قبل لا تستخدم إيديك أنا أسمع عدل

    وأعرف أشلون احترم اللي قدامي ومهوب أنت اللي تعلمني


    أجابها بغضب وهو ينقل يده من عضدها ليعتصر بها وجهها: لو تسمعين عدل

    كان فهمتي من اول مرة لما وقفتش عشاني واقف

    وبعدين أنا ما أستخدمت يدي وما أرد عقلي لمرة عشان أستخدم يدي معها


    كاسرة حينها تفجر غضبها وهي تلطم يده لتزيلها عن وجهها:

    ليه وش فيها المره مخلوق أقل من حضرة جنابك


    حينها هتف لها بغضب هادر: ياويلش تطولين صوتش عندي مرة ثانية وإلا والله لا تعيفين حياتش


    أجابته بذات الغضب: وش بتسوي يعني تستقوي علي عشان أنا ما أقدر أدافع عن نفسي لو أنت قررت تستخدم إيديك

    مثل ما تكلمني بأرد عليك احترمني واحترمك غير كذا ماعندي


    حينها ابتعد عنها وهو يدعك كفيه ويهتف ببرود مختلف عن غضبه المرعب قبل دقائق:

    ليه بتمشيني على شروطش يا مدام

    تدرين ذا الرحلة السخيفة كلها ماعاد لها لازمة

    أنا طالع لشغلي وأنتي جهزي شناطش نرجع الدوحة بكرة


    كاسرة تشعر بصدمة لم تظهر في صوتها الواثق: من جدك


    كساب بصرامة: لا تخدعيني وتخدعين نفسش وتقولين أنش مبسوطة بذا الرحلة

    كل واحد منا زهقان من الثاني فليش نطول رحلة مملة مثل هذي

    وهذي آخرتها وصلت أنش تطولين لسانش علي وذا الشيء أنا مستحيل أوافق عليه


    كاسرة مصدومة من كل هذا لم تتخيل أن الأمر قد يصل إلى أنه يصفعها بصراحة أنه يشعر بالملل منها وبعد زواجهما بثلاثة أيام فقط

    وما يهمها الآن ليس كساب ولا حتى نفسها إنما كيف ستبرر للمتواجدين في الدوحة عودتها المبكرة

    لا تريد أن يتشمت بها أحد لا تريد أن تمنح لأحد الفرصة أن يجد كلاما يقوله عنها

    لا تريد قبل ذلك أن تثير قلق والدتها وأسرتها

    لابد أن تستعيد هي زمام الأمور فهذا الكساب ليس سوى طفل متهور غبي

    وهي من يجب الآن أن تكبر عقلها عليه حتى يعودا للدوحة فقط!!


    حينها أمسكت كاسرة بطرف كمه وهي تتحاشى الإمساك بكفه وتتناسى ألم عضدها المتزايد

    وشدته بلطف لتجلسه وتجلس جواره وهي تهمس بلطف مدروس لكن بنبرتها الحازمة:

    ماراح أعطلك خمس دقايق وروح لشغلك

    أنا أبي أعرف ليه الحوار بيننا انتهى كذا

    أي اثنين متزوجين جديد لازم يصير بينهم شد لين كل واحد يتعود على طبايع الثاني

    أنا ما أبي أمشيك على كيفي ومهوب رجّال اللي مرته تمشيه على كيفها

    بس في نفس الوقت أتوقع منك ما تتصرف وكنك تبي تلغي شخصيتي لأنه ذا الشيء مستحيل يصير

    أنت تزوجتني وأنت عارف أن شخصيتي كذا فليش الحين ماني بعاجبتك


    كساب حينها استدار ناحيته وهتف بحزم: لا تعتقدين أني أبي أكسرش

    بس أنا بعد مستحيل أقبل أنش تحطين رأسش برأسي

    (الرجال قوامون على النساء) وإلا عندش كلام غير كلام رب العالمين


    كاسرة حينها أجابته بحزم: وأنا معترفة أنك أنت لك القوامة

    حقك استأذنك لو جيت بأطلع أو أسوي أي شيء

    حقك أطيعك وأمشي على شورك في الحق

    بس مهوب حقك أنك تمنعني أعبر عن رأيي لو شفت شيء ما يعجبني

    مهوب حقك أنك تبي تلغي شخصيتي وتبيني امعة


    كساب حينها وقف وهو يهتف بحزم: الخمس دقايق خلصت

    أنا اليلة بأرجع أبكر من كل مرةإذا رجعت كملنا كلاموقررت وش بنسوي

    ولا تظنين إن قصدي أضايقش أو أعاقبش

    لكن ياليت نوصل على الأقل لطريقة حوار ترضينا اثنينا

    وحطي في بالش أني مستحيل أرضى أنش تطولين صوتش عندي!!


    كساب خرج بينما كاسرة جلست وغيظها منه يتصاعد

    ( والله كان عندي حق يوم كنت أبي اتزوج رجّال كبير

    هذا الحين أشلون أتفاهم معه وهو وعقله الصغير)


    تشعر أنها مرهقة تماما وهذه الرحلة استنزفتنها نفسيا وجسديا

    حتى لو قال أنه سيعود مبكرا فهي لن تنتظره

    سـتـنـام

    تريد أن تريح جسدها مادامت عاجزة عن إراحة ذهنها

    صلت قيامها مبكرا ونامت


    قبل صلاة الفجر بساعتين كانت مستغرقة تماما في نوم عميق

    حين شعرت بأنامل حانية على عضدها تلاها همس حنون غريب بدا مغلفا بألم غير مفهوم:

    كاسرة الأثر هذا من مسكتي لعضدش البارحة


    همست بنعاس وكأنها مازالت تحلم وهي تئن بخفة من ألم لمسته للأثر المزرق في عضدها:

    بكرة بيروحبس تكفى لا تلمسه ولا تجي جنبه


    أدخل يديه تحت كتفيها ليضمها لصدره بقوة وهو يهمس بذات النبرة الحانية:

    أنتي مصنوعة من لحم وعظام مثل باقي البشر وإلا انصنعتي من طينة ثانية؟!

    ماهقيت أن مسكة بسيطة مثل ذي بتقعد معلمة لين الحين!!


    فوجئت بنفسها بين أحضانه

    ليس لها مجال لتهرب أو ربما تعبت من الهرب!!

    همست حينها بارتعاش وهي تدفن وجهها في عنقه وجسدها كله يرتعش:

    عندك بسيطة بس أنت آجعتني واجد


    حينها شدد احتضانه لها وكأنه يريد إخفائها بين ضلوعه كي يُسكن ارتعاشها العميق الذي شعر به بين حناياه

    وهو يهتف لها بعمق لا يشبه أحدا سواه: والله العظيم ماهقيت حتى واحد في الميه أني أجعتش حتى

    صدقيني لو أعرف اعتذر كان اعتذرت


    همست بذات النبرة المرتعشة: ما أبيك تعتذر بس أبيك ماتعيدها

    ذا المرة عديتها لأني عارفة إنك ماكنت تقصد لكن مرة ثانية ماراح أعديها


    خفف من احتضانه لها ليفلتها قليلا حتى ينظر لوجهها

    كانت نظراته عميقةدافئة غامضة

    خليط من وله وعمق وشجن وغرابة حينها همست وهي تمد يدها لشعره المبلول:

    كساب الله يهداك ليه مانشفت شعرك تبي تاخذ برد من التكييف

    بأقوم أجيب لك فوطة


    همس بعمق أقرب للوجع وهو يمسك بذقنها: إلا قولي تبين تلاقين لش سبب تهربين مني


    حينها مدت يدها لتمسح خده بظهر أناملها وهمست بنبرة تذوب رقة:

    وما سألت نفسك وش السبب اللي يخليني أهرب


    حينها غمر وجهها بقبلات عميقة حانية دافئة مختلفة وهو يهمس بعمق خافت دافئ:

    دامش ماهربتي ذا المرة مايهمني المرات اللي فاتت






    *******************************





    " عبدالله الله يهداك وش فيك مأخذ الشغل حامي حامي كذا

    توك مداوم أمس وشكلك أول واحد توصل وآخر واحد يطلع"


    عبدالله ينظر لهزاع ويبتسم: الناس مسكوني على طول منصب تبيني أبين ماني بقدها

    وعلى طاري حامي حامي. أشوف ناس خذوا الشهادة ورقدوا عليها


    هزاع بتأفف مازح: يا ابن الحلال مالحقنا نرقد مالي كم يوم وكلكم دخلتوا في أبو مخي


    عبدالله باهتمام: صدق هزاع لازم تقرر لك شيء من الحين


    هزاع هز كتفيه: تدري عبدالله دراسة مالي خلق دراسة

    عمري الحين 22 أرجع أدرس مع البزران في الجامعة وعقبه ما أفلح بعد!!

    وفي نفس الوقت ما أبي عقب ذا السنين أني ما أدخل كلية حالي حال العالم

    عشان كذا أفكر أمشي على خطا أخيك الجلف فهيدان وندخل الكلية العسكرية

    أبي أكلم منصور آل كساب يتوسط لي هناك بس مستحي!!


    عبدالله يبتسم: حلوة مستحي ذي وليه ماتكلم فهد يكلمه


    هزاع بهدوء: ما أبيه يحس أني أستغل غلا فهيدان عنده


    عبدالله بمودة وهو يربت على كتف هزاع: هزاع أنت نسبتك زينة يأخيك

    وترا ما تحتاج واسطة وعلى العموم مايضر نوصي منصور عليك

    خلاص أنا بأكلمه بنفسي


    والاثنان مستغرقان في حوارهما وينتظران اكتمال عقدهم ليتغدوا سويا دخل أبو صالح

    الاثنان قفزا ليقبلا رأسه

    أبو صالح سأل هزاعا بصرامة وهو يتجاهل وجود عبدالله:هزاع وين صالح


    هزاع باحترام: مابعد جا طلع من دوامه على بيته ويقول نص ساعة وجاي


    حينها هتف وكأنه لا يوجه الحديث لأحد معين: كنت أبي أقول له أنه موضوع الجاهة خلص

    والرياجيل ماقصروا بيض الله وجيههم قدموا كلهم الغانمة واتفقوا كلهم يجتمعون ليلة الخميس


    عبدالله بصدمة: عقب 3 أيام بس وأشلون قدرت تجمعهم بذا السرعة


    حينها التفت له والده بشكل حاد وهو يهتف بغضب:

    ليه وأنا متى ماكنت أشل الحمول الثقيلة

    وإلا ماتشوفني كفو يوجبوني الرياجيل


    حينها قفز عبدالله ليقبل رأسه وسعادة عميقة تتفجر في روحه

    لم يتخيل مطلقا ولا في أكثر أحلامه أملا أن حلمه سيتحقق بهذه السرعة


    هتف لوالده باحترام جزيل وهو يلثم ظهر كفه :

    إلا كفو وكفو لا صار أبو صالح مهوب كفو من اللي كفو

    جعلني ماخلا من نفعتك وجعل يومي قبل يومك اللي ماخليت الرياجيل يصغروني


    كاد أبو صالح أن يهتف بجزع (إلا يومي قبل يومك ماهقيت أني عادي بأشوفك قدامي وين عاد أتحمل أذوق حزنك مرتين)


    ولكنه بدلا من ذلك شد يده بصرامة وهو يهتف بذات الصرامة:

    ماسويت ذا علشانك لكن علشان أم حسن اللي تستاهل إن قدرها يكّبر عقب اللي أنت سويته فيها


    " ليتك تعلم يابني كم بذلت من الجهد لكي أستطيع جمعهم بهذه السرعة

    ثلاثة منهم اتصلت بهم خارج الدوحة

    ورجوتهم مطولا أن يعودوا ولو يوما واحدا من أجلي!!

    أردت أن اريحك حين بلغني لهفتك لانهاء الموضوع"


    عبدالله عاود تقبيل كف والده وهو يهتف بذات الاحترام الودود:

    ماتروح إلا في القدا يأبو صالح (القدا= الطريق الصائب)


    حينها هتف أبو صالح لهزاع بحزم: هزاع يأبيك روح لأمك جيب دفتر شيكاتي من عندها

    أبي أكتب لعبدالله شيك عشان مهر مرته!!


    انتفض عبدالله برفض قاطع: جعلك سالم يأبو صالح عندي فلوس

    أصلا مهرها عندي في الخزنة من البارحة


    أبو صالح يخاطبه دون أن ينظر له بصرامة غاضبة:

    من وين لك الفلوس وأنت أربع سنين غاطس في اللي ما يعلمه إلا ربك

    وإلا تبي تفضحنا في أبو عبدالرحمن وبنته قدك متعلم(ن) على الفضايح


    عبدالله بذات نبرة الاحترام الودودة دون تغيير رغم الحزن الشفاف الذي غزا روحه مع تعريض والده به:

    وجهك أبيض يأبو صالح السنين الأربع ذي أنا كنت أشتغل وشغل زين بعد وراتبي عود

    عدا أني أصلا كان عندي وديعة هنا ما تحركت لأن أوراقها كانت في الخزنة

    خيرك سابق يأبو صالح.






    ******************************






    رد مع اقتباس  

  10. #130  
    المشاركات
    3,260

    " ماشاء الله ماتخيلت المناظر هنا حلوة كذا!!"


    مزون باستغراب: ليه أنتي ماطلعتي من المصحة كلش قبل


    جميلة بخجل: لا خليفة عرض علي واجد نطلع خصوصا بعد ماتحسنت صحتي

    بس أنا كنت أعيي وما أترك حتى مجال للنقاش


    مزون بذات الاستغراب المتزايد: وليه يعني


    جميلة تنظر لخليفة الذي كان يوليهما ظهره وهو يجلس على طاولة بعيدة مع زايد على ضفاف بحيرة أنسي

    ثم تهمس بمصارحة شفافة: بصراحة أخاف واجد أطلع معه برا المصحة!!


    مزون يتزايد استغرابها: وليه بعد دوختيني!!


    جميلة بحرج رقيق: ما أدري مزون أحس المصحة تشكل حماية لي


    مزون ابتسمت: لا تصيرين خبلة يعني ما أظني خليفة همجي بيجبرش على شيء

    وخصوصا وأنتي حالتش كذا!!


    جميلة بنبرة لا تخلو من حزن شفاف: مزون أنا أدري إنه أنا وخليفة زوجين مع وقف التنفيذ

    وأدري إنه خليفة مايبي مني شيء من أصلا اللي بيفكر فيني كامرأة وأنا في شكلي الحالي

    بس لما نكون في المصحة إحساسي هو إحساس المريضة

    يعني ممكن أتقبل يمسك يدييسندني يحضنني حتى لأنه هذي مجرد مؤازرة من مرافق مريض لمريضه

    يعني إحساسي بلمسته طبيعي كأنها لمسة أخوية مايحرك أي مشاعر مختلفة فيني لكنه يحسسني بالأمان الكبير

    لو طلعنا خارج المصحة أخاف أفسر لمسته بمجرد لمسة رجل أخاف أفقد إحساسي بالأمان

    وأنا في ذا الفترة ماني بمحتاجة رجل بمعناه المجرد لكن محتاجة سند أخ

    لو فقدت إحساسي بالسند أحس أني وقتها ما أقدر أكمل علاجي


    مزون تبتسم: بصراحة كلام غريب بس في حالتش أشوفه مقنع

    المهم إنه أنتي كل ما تتحسنين خفي لنا من إحساس الأخوية الله يرضى عليش

    ثم أردفت بحذر: جميلة تبين شيء من الدوحة


    حينها همست جميلة بحزن عميق: تراني مانسيت أنكم بتروحون الليلة عشان تذكريني

    والله العظيم مالحقت أشبع منكم حرام عليكم اقعدوا عندي شوي بس شوي


    مزون بحزن رقيق: غصبا عني جميلة. لو علي أنا فاضية ماعندي شيء

    الطيران وخليته ودراستي في الجامعة باقي عليها أكثر من شهر

    لكن تدرين إن إبي مشغول كثير ومايقدر يعطل شغله أكثر من كذا





    ***********************************





    " ماشاء الله ماتخيلت أنش بتقدرين تروحين معنا!!

    خفت عمي فاضل يعيي كالعادة"


    شعاع بابتسامة متوترة: إبي ذا الأيام مشغول باله بسالفة جوزاء

    عدا أني بصراحة استأذنت أمي وعبدالرحمن بس وإن شاء الله أبي مايفقدني

    ثم أردفت بمودة عميقة: عدا أني ماقدرت أضيع على نفسي فرصة أني أختار مسكتش معش

    لا وعقب نمر نشوف فستانش هذي عاد ما أقدر أفوتها كلش


    سميرة بمودة عميقة: جعلني ماخلا منش قولي آمين!!


    شعاع حينها عاودها التوتر: إلا قولي لي سميرة عسى الأماكن اللي بنروح لها مافيها أصنصير يازينه الدرج زيناه


    وضحى حينها ابتسمت: أنتي يالخبلة لمتى وأنتي تخافين من الأصنصيرات


    شعاع ابتسمت برقة: بأخاف منها لين أموت. يا أختي حد يدخل نفسه في قبر مسكر عشانه عاجز يطلع درجتين

    صعود السلالم رياضة حلوة ومفيدة


    سميرة تضحك: رياضة حلوة ومفيدة للجبناء مثلش وعلى العموم مافيه أصنصير

    ولو كان فيه أصلا ماكان وديتش معي احنا ناقصين مناحة

    كفاية المرة الوحيدة اللي غصبناش تطلعين معنا الأصنصير في الجامعة سويتي لنا فضيحة في كل الجامعة


    شعاع تضحك: يا أختي أنا وحدة عندي عقدة من الأصنصيرات كيفي حرية شخصية.


    حينها اردفت وضحى باهتمام: سميرة عسى بس إنه احنا ماحنا بمطولين

    ما أبي أتأخر على تميم


    حينها تغير وجه سميرة التغير الذي لم يلحظه أحد لاختفاءه تحت نقابها ولكن شعاع همست بمرح:

    أشوف بنت أخت هريدي نزل عليها سهم الله عند طاري البعل المبجل


    وضحى ردت عليها بمرح مشابه: تبي تدرب عندنا على تمثيلية السحا

    تدرين السحا ديكور ضروري لكل عروس


    كان بود سميرة حينها أن ترد عليهما ردا مرحا أقوى من تعليقاتهما عليها

    وهي ليست عاجزة عن الرد ولكن قلقا غافيا في روحها بات يضيق عليها أنفاسها

    لا تعلم هل هو قلق العروس الطبيعي

    أم هو قلق خاص بها وبزوجها وبحالته التي ازدادت تأزما وبسببها

    هاهو موعد زفافها يقترب وتوترها يتصاعد كلما اقترب!!

    ورغم كل ذلك هناك أمل رقيق في روحها أن تميما لن يخذلها!!


    "هذا الإنسان الطاهر النقي الذي يبدو لشدة طهره ونقائه كما لو كان يوشك أن يصبح شفافا مرئيا

    أستطيع رؤية ماخلفه دون تعقيد دون التباس

    أستطيع أن أصل لروحه الشفافة دون قيود

    أعلم أنه سيسامحني

    لا أعتقد أنه مازال يلوموني على أني أسقطته

    فهذا شيء لا ذنب لي به"


    لم تعلم هذه الطفلة البريئة كم بات خلف رداء هذا الرجل من التعقيد والالتباس

    وأنها ستعجز بالفعل عن رؤية مايخفيه خلف شكوكه المتراكمة وروحه التي أثقلها الألم واليأس!!

    وأن ما بات يحمله ضدها يتجاوز مجرد السقطة بكثير

    كان يتمنى أن يحمل ألم كسور جسده كاملاوأكثر!!

    ولا يحمل هذا الشك المدمر الذي بات ينمو كنبات شيطاني بلا توقف ولا رحمة!!





    ***********************************





    " كساب أنت من جدك البارحة يوم تقول أنك تمللت مني"


    كان يحتضن كفها وهما يجلسان متجاورين في القطار المتجه للوزان

    رفع كفها إلى شفتيه ليقبل باطن كفها بعمق متروي وهو يهتف بهدوء متحكم:

    بصراحة أحيانا تمللين الواحد وتطلعينه من ثيابه بعد!!


    همست بهدوء كهدوئه: ترا ينقال عليك نفس الكلام تمام


    ابتسم وهتف بثقة: وأنا قلتها لش أمس بعد قلت كل واحد متملل من الثاني

    بس الملل معش له طعم ثاني


    ابتسمت برقة: صدق نصاب!!ترا بأبلعها بمزاجي!!


    حينها هتف بغموض: فيه أشياء واجد بتضطرين تبلعينها فالأحسن يكون دايما بمزاجش


    لم يرق لها تلميحه لذا شدت يدها من بين يديه برقة


    بينما هو عاود تناول كفها وهو يهتف بحزم ويمسح أناملها بأنامله:

    ترا بنت خالتي في مصحة قريب من جنيف

    نبي نروح نزورها قبل نرجع الدوحة


    همست بهدوء ساكن: نزورها ليش لأ زيارة المريض واجب


    ثم التفتت لتنظر عبر نافذة القطار للمناظر الطبيعية المذهلة في خضرتها بينما مازالت كفها ترتعش في كفه

    وهو يصر على الاحتفاظ بها بين قوة أنامله بطريقة تملكية غريبة


    هذا الصباح حين نهضت من نومها يغتالها إحساسها الغريب بقربه الدافئ الحنون المختلف وهي تخلص نفسها بصعوبة من بين ذراعيه

    بعد أن أصر أنها لن تنام إلا على ذراعه لتكون هي مخدتها غير المريحة بصلابتها


    قررت أن تجهز حقائبها للعودة للدوحة فهي يستحيل أن تطلب منه تغيير رأيه وهو لم يقل لها أنه غيّر رأيه

    رغم أنها استغربت وجود حقيبة صغيرة جديدة مسندة إلى دولابها يبدو أنه أحضرها معه حين عاد قبل الفجر

    ولكنها لا يمكن أن تفسر وجود الحقيبة بأي شيء مادام لم يصرح لها بشيء

    واستمرت في وضع ملابسها في حقيبتها الكبيرة


    لذا ارتعشت بعنف وهي تشعر بدفء كفيه على عضديها من الخلف

    ثم دفء أنفاسه قرب أذنها وهو يهمس فيها بصوته الرجولي الناعس:

    وش ذا الأغراض كلها

    قلت لش لبستين بس تكفيش في لوزان!!






    *******************************






    " سلام ياعريس"


    عبدالله ينظر لعالية التي تطل برأسها عبر الباب ويهتف بابتسامة: بدري على عريس ذي


    عالية قفزت جواره وهي تهمس بمرح: إلا عريس ونص وثلاث أرباع كلها 3 أيام بس

    تدري خاطري أسوي فيك مقلب ذاك اليوم يطلع من رأسك

    الحين أنا بين عدة خيارات أما أني أعطيك منوم ثم أدسك في غرفتي عشان ما يلاقونك

    وتروح الجاهة مايلاقون حد العريس طافش والباقين يدرون له

    ويأما أني عقب الملكة على طول أخذ حسون وأدسه وأخليكم تمتغثون شوي

    ويأما أني أول ما تسكرون غرفتكم عليكم أنت وجوزا أجي وأدق الباب وأقول لكم ألحقوني الزايدة انفجرت معي

    وش رأيك أنت عبود اختار واحد من الخيارات


    عبدالله يضحك: أول شيء عبود في عينش ياقليلة الحيا!!

    ثاني شيء ول عليش متخرجة من مدرسة إجرام هذا مقلب وإلا جريمة

    ثالث شيء خلش تكانة ومرة ثقيلة لأني أبيش أنتي تودين مهر جوزا لها


    حينها قفزت عالية وهي تهمس بحرج: تبيني أروح لبيت عبدالرحمن


    عبدالله ببساطة: وش فيها لا تحدد عرسكم ولا يحزنون

    وبعدين أمي ماتقدر تروح عادها تعبانة


    عالية قفزت لتقبل رأس عبدالله وهي تهمس برجاء: تكفى اعفيني

    باعطيه نجلا توديه مافيها شيء بنت عمي الكبيرة ومرت أخيك الكبير


    عبدالله يبتسم: والله مهوب هين الدحمي اللي مخليش مستحية كذا!!

    وقولي لي وش فرقت أنتي أساسا رايحة رايحة يوم الخميس


    عالية بحرج: إلا فرقت يوم الخميس أمي موجودة والناس كلهم هناك

    مهوب أنا مرتزة عندهم بروحي!!


    عبدالله يبتسم بمودة: خلاص عطيه نجلا على رأسنا أم خالد






    *************************************






    "قومي يا بنت وكلميني"


    جوزاء تعتدل جالسة وهي تحاول ألا تبين لوالدتها احمرار وجهها

    وتهمس بصوت خافت عله يخفي اختناق صوتها: لبيه يمه!!


    أم عبدالرحمن بغضب: ارفعي وجهش وحطي عينش في عيني

    أنتي وش آخر خبالش ذا

    لين متى وأنتي خبلة كذا


    جوزاء بضيق: يمه الله يهداش وش فيش جايه هادة علي والله العظيم اللي فيني مكفيني


    أم عبدالرحمن تعتصر عضد جوزاء وتهمس بذات الغضب:

    الي فيش كله من فعل يمينش

    أول شيء طلبتي الطلاق من امهاب قلت ماعليه خايفة على ولدها وبلعتها

    عقبه وافقتي على اب ولدش برضاشوماحد غصبش

    لكن إن أم صالح بنفسها تجي هنا وهي تعبانة ومرت ولدها تعكز لها عشان تجيب لش مهرش

    وأنتي ماحتى ترضين تنزلين تسلمين عليها هذي مستحيل أعديها لش


    جوزاء حينها انتفضت بغضب: لا وأشرايش أنزل لهم وأنا كذا وجهي متنفخ وعيوني حمر


    أم عبدالرحمن بغضب أشد: ولين متى وأنتي وجهش منفخ وعيونش حمر

    تبين تشمتين العرب فيش


    حينها انهارت جوزاء بيأس: وأنتي يمه متى اهتميتي إن العرب ما يتشمتون فيني

    كنتي تسمعينهم يقطون علي الحكي ولا عمرش دافعتي عني


    أم عبدالرحمن شدت جوزاء لتحتضنها وهمست بألم: الله خلقني كذا أحشم حتى اللي ما يستاهل الحشيمة

    يأمش ملكتش عقب 3 أيام

    تبين الناس يشوفونش حالتش حالة وإلا يقولون مغصوبة عليه

    يأمش طالبتش أبي اللي قهروش وحكوا فيش لا شافوش ذاك الليل

    يقولون شوفوها تضوي مهوب يقولون ذابلة ومسكين من هي ضوت عليه الليلة


    جوزاء انهارت باكية في حضن أمها: يمه صعب علي والله العظيم صعب علي!!


    أم عبدالرحمن ربتت على ظهرها وهي تهمس بعمق:

    يأمش من أدخل رأسه يعرف أشلون يظهره

    وإذا ذا السنين كلها ماعلمتش شيء عمرش ماراح تعلمين أبد






    ************************************





    "يمه الله يهداش أنتي رايحة بنفسش بيت أبو عبدالرحمن

    ماصدقت صالح يوم قال لي أنش معه في سيارته"


    أم صالح تنظر لعبدالله الذي كان ينحني على رأسها مقبلا وتهمس بمودة:

    أنا أصلا زعلانة عليك أنك قلت لنجلا ولا قلت لي


    عبدالله جلس جوارها وهو يقبل كتفها ويهتف بمودة عميقة :

    حنيتش جعلني فداش


    ربتت على فخذه وهمست بشجن: لا تحنّي إلا من الردا يأمك

    يأمك أنا من فرحتي كان رحت ولو هم يشلوني

    فكيف وأنا لله الحمد طيبة وبخير وأمشي على أرجيلي


    عبدالله بذات المودة: جعلش دوم طيبة وتاج على رووسنا والبيت ما يخلى من نورش


    أم صالح بحنان: يأمك ماعاد فيه وقت روح أنت وعالية بكرة

    واشتر لك غرفة جديدة وغير أثاث قسمك مايصير البنية ترجع على نفس أثاثها القديم


    عبدالله يبتسم: والله أنه طاري علي بس كل شيء جاء مع كل شيء

    أبشري يالغالية من بكرة بأغير كل شيء حتى الصبغ بأغيره





    ***********************************






    " وش فيك يأبو عبدالرحمن متضايق"


    أبو عبدالرحمن بضيق: ما أدري يام عبدالرحمن اللي صار الليلة ماريحني


    أم عبدالرحمن بنبرة طمأنة: ليه يأبو عبدالرحمن

    هذا أبو صالح جايك بعياله كلهم عشان يبلغك بجية الجاهة اللي مابعد جا لبنت مثلها

    وجايبين لها مهر أكثر حتى من مهرها أول مرة

    يعني الناس ماقصروا وكبروا قدر البنت وقدرنا


    أبو عبدالرحمن بهدوء حذر: أبوصالح مايلحقه قصور رجّال(ن) نادر ومثايله قليلين

    أنا بلاي من عبدالله قلبي مهوب مرتاح(ن) عقب اللي هو سواه في بنتيولا في السنين اللي هو غايب فيها

    الليلة نشدته وين كان السنين اللي فاتت وكان بيرد علي

    لكن أخيه صالح نط وغير السالفة قلبي نغزني

    قام عبدالله قدام يطلعون مسكني على صوب وقال لي:

    " والله العظيم ياذا السنين اللي فاتت أني لا كنت في سجن ولا في شيء يرد في ديني"

    بس بعد قلبي عاده ناغزني


    أم عبدالرحمن بنبرة استسلام: يأبو عبدالرحمن هي راجعة له عشان ولدها والرجّال مايعيبه شيء رجّال كداد ومصلي وغير كذا مالنا طريقة عليه


    حينها هتف أبو عبدالرحمن بغضب: وش مايعيبه شيء

    والله ثم والله كلام(ن) أقوله عندش وعند غيرش وقدام عبدالله إنه لازيد يزعل بنتي وإلا يحزنها

    إنه ماعاد يرضيني إلا دمه وخلني أيتم حسن صدق






    ***************************************





    " مابغيت يأمك تجيني

    من يوم راحوا هلك وأنا أترجاك كل يوم تتغدى عندي وإلا تتعشى"


    علي بابتسامة ودودة: والله العظيم مشغول مابين شغلي وأنتي عارفة أنه شغلي ماله مواعيد

    وبين شغل الوالد اللي ماني بفاهم فيه شيء بس أروح أرتز عشان يشوفوني


    عفراء تربت على فخذه وتهمس بحنان: زين تاكل عدل تتريق تغدى تعشى

    مهوب باين عليك أنك تاكل زين


    علي يبتسم: والله العظيم أكل وكل شيء تمام وتوني الحين متعشي وجايش

    ثم أردف بمودة: ها عسى مزون طمنتش على جميلة
    حينها أشرق وجه عفراء بسعادة شفافة: الحمدلله جميلة ومزون كل شوي يكلموني

    وجميلة تحسنت حالها كثير


    غصة غريبة تصاعدت في روحه مع ذكرى مازالت طرية في ذاكرته الفتية يحاول تناسيها ليمضي

    مطلقا ليست ذكرى عشق ولا حبيب لم يُنل ولكن ذكرى خذلان مرة من أقرب الناس

    ممن أختارت عليه ما لا تعرفه وغصة أكبر ممن سمح لها بالاختيار

    ليفتح في روحه أبوابا مزدهرة لمرارة اعشوشبت حتى أقصاها


    ابتسم ابتسامته الصافية التي لا يعرف سواها: مبسوط عشانش ياخالتي

    ما أبيش تحاتين وأنتي حامل وتعبانة

    ثم أردف بمودة: عسى عمي بس ما يزعلش في شيء



    "ياذا العم اللي حاطين دوبكم دوبه!!

    أنت وأخيك لو تطلعون من بيني وبين مرتي كان الدنيا عامرة!!"


    علي يقف ليقبل أنف عمه الذي دخل عليهم للتو وهو يهمس بعبارته المرحة

    ويرد عليه بمرح: مهوب كفاية أنك خذت أمنا عادك مستكثر نسأل عن فعايلك فيها


    منصور بفخامة: خالتك فوق رأسي ازهلها


    علي ينظر لخالته ويبتسم: هاه العم صادق وإلا أأجر عليه عصابة يضربونه

    خبرش كساب مهوب هنا وأنا مافيني حيل أناطح رجّالش


    عفراء برقة: الله لا يخليني من أبو زايد ما يقصر جعلكم أنتو وإياه ذخر لي وعمركم طويل في الطاعة


    علي بذوق: أجل اسمحوا لي أنا أنسحب وأخليكم بدون عزول


    منصور برفض: اقعد تعشى معي ياولد


    علي بمودة: قدام تحلف والله أني توني متعشي خلوني أترخص

    طيارة ابي ومزون بكرة الصبح بدري

    بأروح أرقد عشان أجيبهم من المطار وأنا شبعان نوم


    علي غادر بينما منصور جلس بجوار عفراء ليطوق كتفيها بذراعه ويقبل رأسها وهو يهمس بمودة:

    أشلونش اليوم حبيبتي


    عفراء بابتسامة: الحمدلله فديتك من الله في خير

    ثم أردفت بعذوبة: قوم بدل على ما أجهز لك العشا


    منصور يمسك بكفها لينهضها معه ويهتف بهدوء: ماني بمشتهي شربت قهوة واجدة وكلنا قدوع وفاكهة

    أبي أشوف وجهش قدامي وبس





    **************************************






    "الحين أبي أعرف وش مزعلش يا مدام

    مهوب أنتي اللي تقولين خلك ذوق مع الناس ؟!!"


    كانت كاسرة تنظر لكساب الذي كان يتحدث بكل برود وهو يسترخي في جلسته بطريقة لا مبالية


    كاسرة همست ببرود أشد من بروده: ومن قال لك زعلانة


    حينها مال كساب للأمام قليلا وهتف بخبث: أجل غيرانة


    كاسرة بتهكم: نعم غيرانة في أحلامك أغار!!

    يا أستاذ تغار اللي خايفة إن رجّالها يشوف أحلى منها وتزوغ عينه!!


    كساب بنبرة مقصودة: عادي يمكن أنا أشوفها أحلى منش

    خفي غرورش شوي لأنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلعويمكن ذوقي جاي على الفرنسيات


    كاسرة تتجاهل ماقاله وتهمس بنبرة مدروسة: كسّاب أنا أدري أنك بيزنس مان

    وعقلي مهوب صغير عشان أزعل إذا قابلت حريم لك بيزنس معهم

    لكن أنت أسلوبك كان ينرفز

    يعني المرة سلمت ويوم عرفت أنك في شهر العسل انحرجت وتبي تمشي

    لكن أنت تمسك فيها إلا تتقهوى معنا

    ما أدري هل أنت ترسل لي رسالة أنك ما تحترمني أو أشلون


    كساب وقف وهو يهتف بعدم اهتمام وهو يخلع قميصه استعدادا للقيام بالتمارين:

    أنا ما أبرر تصرفاتي لا لش ولا لغيرش

    وأنتي افهميها مثل ماتبين!!


    كاسرة تنظر لكساب بشكل مباشر وتهمس بنبرة حازمة:

    لا كساب لازم تبرر تصرفاتك لأني ماني بأي أحد أنا مرتك ولازم تحترمني في كل تصرفاتك

    ثم أردفت بنبرة مقصودة: وعلى العموم ماعليه طلعنا من ذا المقابلة بتاكيد للكلام اللي أنا قلته لك قبل

    أنك لو بغيت عندك ذوق ولباقة محترفينإلا كنت بتموت من اللباقة والذوق!!


    كساب يلتفت لها ويبتسم ويهمس بذات نبرتها المقصودة وهو يتمدد أرضا للقيام بتمريناته الأثيرة:

    إذا ماصرت ذوق مع رئيسة أكبر شركة عقارية في فرنسا مع من أكون





    ***********************************






    "صالح ليه ماخليتني أعلم أبو عبدالرحمن يوم سأل"


    صالح يلتفت لعبدالله بنصف عين: زينك وأنت هال شريطك ومخرب السالفة كلها

    أول شيء قول لأبي لو هو تقبل السالفة قولها لغيره


    عبدالله يتنهد: أنا ماكنت بأقول له كل شيء بأقول له الحقيقة بس مهوب كلها

    بس كذا خليت شكلي قدامه بايخ وكني داس جريمة


    حينها نظر صالح لعبدالله نظرة مقصودة: وليه اللي أنت سويته ماتسميه جريمة!!


    عبدالله بانثيال عصبي غاضب: لا مهوب جريمة أنا غلطت وانغشيت

    وتعذبت بذا الغلطة عذاب ماشافه حد منكم

    فلا عاد حد منكم يمد لسانه علي يعني ما أسلم من الصغير ولا من الكبير

    يعني لا الصغير يحترمني ولا الكبير يرحمني خافوا ربكم فيكم

    أخيكم أنا ماني بعدوكم ترا


    صالح بنبرة تهدئة: عبدالله الله يهداك وش فيك شبيت كذا ترا الكلام أخذ وعطا

    وأنت عارف غلاك عندي والعتب على قد المحبة


    عبدالله يقف ليغادر المجلس ويهتف بغضب مكتوم وحزن أعمق: وانت عاتبتني وعاتبتني وعاتبتني تشوفوني بالع غصتي وساكت

    ماخلاكم ذا تقولون خلاص شاف ماكفاه إلا قلتوا مهوب حاس بغلطته خلنا نحسسه فيه

    والله العظيم أني داري إني غلطان وغلطان وغلطان

    صالح أنت بالذات ماعاد أقبل منك عتب لأنك شفت بعينك اللي ماحد يدري به



    "وش اللي صالح يدري به وغيره مادرى"

    صوته الحازم العميق قاطع عبدالله وهو يتعكز على عصاه داخلا للمجلس




    #أنفاس_قطر#

    .

    .






    رد مع اقتباس  

صفحة 13 من 29 الأولىالأولى ... 3111213141523 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  2. علاقة الجار بالجار بين الأمس واليوم
    بواسطة بوغالب في المنتدى خارج مقص الرقيب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-Nov-2011, 08:50 PM
  3. الأمس واليوم وغدا الخصر النحيل هو رمز الأنوثة والخصوبة
    بواسطة بوغالب في المنتدى الاسرة والطفل
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 09-Aug-2010, 08:17 AM
  4. بعد مباريات الأمس واليوم .جدول الترتيب للدوري السعودي
    بواسطة البنت التي كويس في المنتدى كرة القدم المحلية و العربية و الاوربية
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 31-Oct-2008, 01:37 PM
  5. المغازل بين الأمس واليوم وعقب باكر
    بواسطة سفيرة الصمت في المنتدى نكت مضحكة - طرائف - الغاز - Joke
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-Jan-2007, 02:18 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •