الملاحظات
صفحة 2 من 29 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 290

الموضوع: رواية بين الأمس واليوم

  1. #11  
    المشاركات
    3,260

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    صباح الرحمات وتقبل الدعوات والقرب من الله
    نهاركم رايق وكله توفيق من الله عز وجل
    رغم حرارة الجو الأيام اللي طافت بس الجو في هذه اللحظات شيء سماوي بالفعل
    البرودة مع أشعة الشمس التي بدأت تداعب الأفق
    شيء يتجاوز الخيال
    .
    .
    اليوم عندي هذرة كثير الله يعينكم
    .
    .
    قبل أن أدخل إلى جدل الرواية ندخل في جدل الحصرية
    شيء من الجدل هنا بين أسطر الرواية وتم حذفه وأبلغت عنه.وشيء آخر وصلني على الخاص
    أحبابي الأعزاء يا نبضات القلب كيف قيدت جناحي ابنتي الثالثة وحرمتها من التحليق
    هل يوجد قارئ واحد أراد أن يقرأ الرواية ولم تكن متاحة للقراءة ووجد منتدى ليلاس مغلق أمامه
    ليلاس قلب مفتوح لزواره قبل أعضاءه
    والانترنت فضاء مفتوح على مصراعيه وليلاس حتى لا يلزم الزوار بالاشتراك ليقرأوا فكيف أنها أصبحت مقيدة؟!!
    من أراد أن يتواصل مع القصة هاهو أصبح يعرف مكانها
    أما أنه يريد القصة أن تذهب هي إليه فهذا يكون له هدف آخر غير محبتي ومحبة ما أكتب
    لأن من يحبني فعلا ويحب كتاباتي يعرف أين يجدني
    يعز علي فعلا ويؤلمني أن أرد أي أحد منكم ولكن أعتقد أنكم تريدون راحتي حتى أكتب كما أريد وتريدون
    وأنا أشعر بالراحة هنا وأتمنى أن أراكم جميعا حولي هنا
    ومن هنا انتقل لأحبابي الذين رأيت وجوههم الغالية هنا دون اهتمام منهم بتغيير المكان بعد أن جاءوا من مكان آخر
    ألف شكر لكم ولتواصلكم الغالي على قلبي لا تعلمون مقدار سعادتي بكم
    ومن هنا أود لفت الانتباه لشيء بسيط
    التعليقات البعض قادم من منتديات أخرى ولا يعلم سياسة ليلاس
    هنا التعليق يكون لفائدة القصة ومساراتها وتعليقات مثل ننتظرك وبارت روعة تحذف لذا أرجو ألا يغضب أحد من حذف تعليقه
    و ما يهم في النهاية هو عبق حضوركم الذي يساند القصة بما يدفعها للأمام
    .
    .
    نعود لبين الأمس واليوم
    سعيدة جدا بهذا الجدل الذي بدا يأخذ مسارات متعاكسة فعلا
    بين رفض وقبول بين كراهية وإعجاب ببعض الشخصيات
    أنا سعيدة جدا بكم وبجدلكم واختلافكم
    قرأت كل الردود بتمعن لكن هالمرة والله ما قدرت أرد على كل وحدة رد فردي
    أهلا بكل المعلقاتبكل الصديقات وبكل حرف خطته كل الأنامل الغالية الثمينة هنا
    .
    .
    منذ بدأت (بين الأمس واليوم) وأنا اعطي إشارات خاطفة ومقصودة جدا حول أحداث وقعت أو عن الشخصيات
    ولكن للحق قلة قليلة جدا هم من التقطوا هذه الإشارات
    مع أن هذه الإشارات كانت ستفتح لكم مغاليق كثير مما اثار فضولكم
    .
    .
    البارت اللي فات
    كان أكثر اثنين حظوا بالجدل منصور وكاسرة اللي انربط بينهم في علاقة زواج توقعها بعض صديقاتي اللي علقوا
    كاسرة من الشخصيات اللي اعتز بها كثير
    لكن لحد الحين ما سمعتوها تتكلم عن نفسها
    والملاحظ إن اهتمام أسرتها بوضحى أكثر من اهتمامهم بها << ملاحظتين ذكية لصديقة غالية
    وكاسرة لحد الحين عنها عطيت ثلاث إشارات واليوم إشارة رابعة
    لكن ماتم التقاطه من قلة من صديقاتي كان إشارة وحدة فقط
    كل هذا سيتضح في بارت كاسرة الخاص
    .
    منصور
    صحيح طلق 3 مرات لكن تعتقدون السبب بس عشانه وسيم تشوفونه سبب جوهري؟
    انتبهوا إنه قال لكساب: لا تسخف مشاكلي مع حريمي. أنت عارف إن هذا مهوب السبب.
    .
    .
    نجي لوسامة منصور لها سبب عندي بس تعرفونه بعدين
    بس ترا وسامته عاد موب مثل فارس ولا حتى قريبة منها : )
    تدرون بنات صحيح أنا ما أحبذ المقارنة بين قصصي الثلاث لاني أحب كل وحدة تكون مستقلة بروحها وحضورها
    بس بما أن المقارنة حضرت
    فأكثر واحد قصدت إنه يكون الأكثر وسامة هو فارس لسبب انتهى مع أسى الهجران وكلكم عرفتوه في حينه
    لكن في البطلات هي في بين الأمس واليوم
    كـــــــــاســــــرة
    وترا كاسرة لحد الحين ما وصفتها لكم
    وصفها الكامل والخاص بيجيكم بعدين بعدين بعيون شخص خاص جدا
    في موقف خاص جدا جدا جدا وحطوا عشرين جدا بعد <<< قبل ما تتوقعون. لا ليس في ليلة عرسها على فرض إنها بتتزوج لو تزوجت
    .
    .
    .
    ومن الوسامة نطلع لقضية الطول
    كفاية خليت زايد قصير وهو الشخصية المحورية المحركة للأحداث
    أكثر من كذا ما أقدر
    أنا متركب في مخي : رجّال = واحد طويل : )
    ومن ناحية ثانية جدية هالمرة وأهم أنا أحب إنه شخصيات أبطالي الرجال فيها شيء من القوة والثقة يزيد أو ينقص حسب كل شخصية
    ما يصير نخليهم كلهم قصار وهيبة <<< كفاية عمي زايد لأنه مافيه مثله اثنين.
    .
    .
    عجبني جدا بعد التفات بعض الصديقات لدخول سميرة ودلالته سميرة شخصية عجيبة بمعنى الكلمة
    انتظروا ظهورها الخاص بعد
    .
    .
    بارت اليوم
    نتعرف على رأي وضحى في خطبة عبدالرحمن اللي هو بعد لحد الحين ما
    تعرفتوا عليه وجاي التعريف به بعدين وعلى مراحل
    وأيضا سنتعرف أكثر على علي وماذا سيحدث في خطبته لجميلة

    اليوم نعرف سبب رفض عفراء لزايد
    ونعود للماضي مع وسمية زوجة زايد في مشهد قريب جدا من روحي ومؤلم لابعد حد
    .
    .
    إليكم
    الجزء الرابع
    .
    .
    قراءة ممتعة مقدما
    .
    .
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    .
    .


    بين الأمس واليوم / الجزء الرابع




    الدوحة
    وقت ما بين منتصف الليل وقبل صلاة الفجر
    أرض المطار


    سخونة لزجة ولدتها رطوبة أثقلت الجو
    نزل عن سلم الطائرة ليلفح الهواء الساخن برودة وجهه
    استعاذ بالله من الشيطان وهو ينفض رأسه ويفتح أعلى قميصه عن عنقه النحيل بحثا عن بعض الهواء
    شعر كما لو أنه عاجز عن التنفس وكأن هذه الرطوبة ألتهمت كل الأوكسجين وامتصت مابقي من هواء رئيتيه
    مسح عرقا وهميا شعر به يعبر شعر حاجبيه ليغشى رموش عينيه
    واسم واحد يكتسح أفكاره

    "جـــــــمـــــيــــلــــــة!!!"


    لطالما بدت له جميلة أشبه ماتكون بلعبة
    جميلة رقيقة وهشة هشة جدا كلعبة كريستالية قابلة للعطب السريع!!

    ولطالما رآها أيضا طفلة!!
    في كل سفراته كانت هديتها دائما دمية كان يتعب كثيرا في انتقاء دمية مختلفة لها كل مرة
    يكاد يقسم أنها لابد ملئت غرفة كاملة من دماه التي أهداها لها هو!!
    ولم يتوقف عن إهدائها الدمى حتى بعد أن قالت له مزون وهي تتناول منه هدية جميلة قبل عامين لتعطيها لها:
    علي ترا جميلة صارت مره جيب لها شيء غير عبيت غرفتها ألعاب
    جيب لها شنطة عطور

    حينها ابتسم وهمس: هي تنبسط على العرايس والدباديب اللي أجيب لها أو لا

    ابتسمت مزون: بصراحة تنبسط

    همس بدفء حنون: خلاص خليها تنبسط بعرايسها وخلي الشنط والعطور لش

    وها هي من لطالما أهداها العرائس ستصبح عروسه هو
    لا يعلم أي جنون أصابه حين أخبرته مزون قبل يومين بتدهور وضع جميلة
    واشتكت له خيبة أملها في كسّاب حين عرضت عليه أن يتزوج منها ولكنه رفض
    حينها صرخ بغضب مجنون: وليش تطلبين من كسّاب ومهوب مني
    ولو كان وافق يتزوجها أنا وش كان بيصير فيني مافكرتي فيني

    مزون بدهشة عميقة وهي في استغراب أعمق لثورة علي الذي لطالما كان شديد التحكم في أعصابه: علي عمرك ماقلت أنك تبيها ولا بينت

    علي بذات الغضب: أبيها أو ما أبيها من حقي تشوروني وإلا حتى ذا الحق بتستكثرونه علي
    أنا جاي بكرة أو بعده ولا تقولين لأحد شيء لين أتصل في أبي

    لا يعلم ما الذي أصابه وأي تيارات مجنونة تتقاذفه؟!!
    تخيل نفسه يعود للدوحة وهي خالية من وجود جميلة
    تخيل المكان كالحا خاليا من الحياة
    أي مكان سيكون لا تزينه ابتسامة جميلة؟!!
    أي سواد يعتصر بياض الطرقات؟!!
    وأي نسمات هذه التي ستجرؤ أن تهب وهي لا تحمل دفء عطرها؟!!
    بياض قلب طفلته!!
    وعبق عطر دميته!!
    بدت الحياة له حينها بلا طعم بلا نكهة بلا حياة!!


    ثم تخيل جميلة زوجة لكسّاب فشعر بنار تجتاح عروقه وتسمم دمه وتعتصر خلاياه في وجع غير مفهوم شديد القسوة
    أي مشاعر هذه التي تتقاذفه أي مشاعر مجهولة المدارك والهوية
    طوال عمره ومشاعره متذبذبة تربطه بجميلة يريد أن ينظر لها كأخت صغيرة
    ولكن داخله كان يرفض دائما أن تكون أختا له
    فما يشعر به ناحيتها مختلف تماما عما يشعر به ناحية مزون
    حتى وإن بقي يراها طفلة فهذه الطفلة هو من طلب أن تتغطى عنه حين بلغت الخامسة عشرة
    وثار غضبه حين علم أنها تتغطى عنه ولا تتغطى عن كسّاب
    نهرها أن الخطأ لا يتجزأ ولا يعلم حينها هل كان إدعاء للتعقل أو ببساطة هي الغيرة اشتعلت في داخله
    كاد يجن أنه حرم نفسه من رؤيتها بينما كسّاب يحضى بمتعة النظر إلى محياها

    بعدها حدثت حكاية مزون ليرتحل بوجيعته وترتحل جميلة وذكراها المبهمة معه
    يراها حين يعود بشكل متقطع مجرد تحية من بعيد
    ولكنه يعلم يقينا أنها بقيت رغم البعد قريبة قريبة جدا!!


    تنهد بعمق وهو ينفض أفكاره ليدخل مبنى المطار
    أنهى إجراءات دخوله بسرعة وجواز سفره الدبلوماسي يمنحه مزيدا من السرعة

    وجد كسّاب ينتظره في صالة الحقائب الداخلية لقاء مفعم بالكثير من المودة
    وكذا بالكثير من القلق والترقب غير المفهوم
    كلاهما يشعران بتوجس مموه غير محدد الملامح
    يشعران برائحة شيء مقلق يصطرخ في الأجواء
    وكلاهما أيضا يحاول طرد هذه الأفكار من مخيلته!!

    لم يكن مع علي سوى حقيبة صغيرة في يده لذا لم ينتظرا مزيدا من الوقت وهما يخرجان متوجهان لسيارة كسّاب المتوقفة في مواقف المطار

    استحكم الصمت بينهما للحظات
    ليهمس كسّاب بهدوء حذر وعيناه على الطريق: صدق علي أنت جاي تبي تملك على جميلة

    علي يريح رأسه على طرف المقعد ويهمس بهدوءه العميق المعتاد: صحيح

    كسّاب بحذر ونبرة مقصودة: ومقتنع

    علي يلتفت له بشكل مباشر ويهمس بثقة: لو مهوب مقتنع ماجيت عاني من جنيف

    كسّاب بنبرة مباشرة: وأسبابك

    علي بهدوء: أحب أحتفظ فيها لنفسي

    كسّاب بحدة مباشرة تظهر فيها طبيعته الأصيلة وهو يحاول يوازن بين القيادة والغضب: تدس عليّ ياعليان

    علي بذات هدوءه: كسّاب فيه أشياء أحيانا الواحد يحب يحتفظ فيها لنفسه
    احترم خصوصياتي مثل ما أنا طول عمري محترم خصوصياتكم كلكم

    كسّاب باستهزاء غاضب: قصدك سلبيتك اللي تبي تلبسها لبس كشخة اسمه "احترام خصوصيات الآخرين"

    علي يتنهد وهو يسند رأسه للزجاج: سمها مثل ما تبي

    كسّاب بذات النبرة الغاضبة: أبي أعرف أنت وش طينتك يابارد

    علي بهمس واثق وهو يتنهد: نفس طينتك ياولد أمي وأبي

    كسّاب يتنهد وهو يحاول السيطرة على غضبه الذي ثار بدون سبب منطقي أو ربما كان له سبب!! :
    اسمعني ياعلي أقول لك قبل نجي للبيت لا تفكر يوم أنك تظلم جميلة أو تضيمها حسابك بيكون معي

    علي بذات الهدوء: كسّاب أنت أخر واحد يحق له يتكلم في هذي الحقوق
    وعلى العموم جميلة في عيوني وما أحتاج أني أخاف من تهديد حد عشان أحطها فوق رأسي
    على الأقل عشان خالتي عفرا اللي كانت أمنا أكثر من أمنا اللي يرحمها

    كسّاب يعاود التنهد مرة أخرى وهو يحاول السيطرة على أعصابه المتوترة
    يشعر بالندم العميق يتسلل لروحه أنه لم يوافق على اقتراح مزون الذي اقترحته عليه
    لعدة أسباب ليست جميلة من ضمنها!!

    السبب الأول والأهم هو شقيقه الأصغر علي
    فكسّاب متأكد أن عليا سيتزوج من جميلة مضطرا لذا رفض اخباره بالسبب لأن عليا لا يعرف الكذب وفي ذات الوقت لا يريد اخباره الحقيقة كما يظن كساب.
    لذا كسّاب كان يتمنى أن يجنب عليا هذا الزواج الذي قد يجلب له التعاسة


    " أنا تعيس تعيس وهذا الزواج التعيس لن يغير شيئا بالنسبة لي
    ولكن عليا كان يعيش بعيدا عن كل هذا الجو المشحون
    تمنيت أن أجنبه كل هذا تمنيت!!
    تمنيت أن أجنبه التعاسة مهما كانت قاهرة
    فأنا عظمي أقوى والمشاعر لا تهمني لكن هو حساس ورقيق
    من المؤكد إنه حلم في حياة رومانسية وقصة حب يعيشها مع من سيتزوجها
    والتي من المؤكد لن تكون جميلة "


    وإن كان السبب الأول هو خوفه على علي
    فالسبب الثاني هو خوفه منه يخشى ألا يكون علي على قدر المسئولية الملقاة على عاتقه
    أن يفشل في الخروج بجميلة من دائرة المرض بمشيئة الله
    لينعكس هذا الأمر بكل حزنه ومأساويته على خالته الغالية عفراء

    ويخشى أكثر من كل شيء أن يجتمع السببين
    تصاب جميلة بخطب ما لتصبح التعاسة هي مصير كل من علي وعفراء

    السبب الثالث الذي يحاول دفنه في قرارة نفسه لو أنه تزوج جميلة كان سيجد له منفذا من إلحاح والده المتكرر عليه أن يتزوج
    زوجة والسلام أمام الناس وأمام والده!!
    وليس في الأمر أنه مهتم لإلحاح والده ولكن لأن الإلحاح بدأ يتزايد كثيرا مؤخرا وبشكل مزعج!!
    فزايد مقتنع أن صلاح حال هذا الشاب غير المفهوم هو في الزواج ليثقل على كساب بالضغط المستمر الذي بدأ يُشعر كسّاب بالملل.


    يتنهد كسّاب وهو يهمس لعلي: وصلنا البيت توضأ للفجر ماعاد باقي على
    الصلاة شيء
    صمت لثوان ثم أردف:
    وأتمنى إنك تكون على قد قرارك



    *************************



    قبل ذلك بساعات
    مستشفى حمد
    غرفة جميلة


    "مزون يا قلبي كلمي أبيش وروحي أدري أنش تبين تروحين تأكدين من ترتيب غرفة علي وأغراضه قبل يجي"

    مزون بحنين عميق: فديت قلبه مـــشـــتــــاقة له مووووتثلاث شهور ما شفته
    ثم قطعت حماسها وهي تردف بحذر: خالتي سألتي جميلة عن رأيها وإلا لأ

    عفراء بإرهاق: الليلة بدوا يخففون لها المنومات بكرة الصبح إن شاء الله تكون واعية وبأقول لها إن شاء الله
    ثم أردفت بحزن : مع أني والله ماكنت أبيهم يتزوجون بذا الطريقة
    عيالي وأول فرحتي كنت أبي أسوي لهم عرس وأنبسط فيهم

    مزون بمرح مصطنع تحاول بواسطته تغيير الأجواء الكئيبة: مهوب لو متزوجة إبي كان من زمان هو مودي جميلة غصبا عنش وكان الحين محتفلين بزواج علي وجميلة مثل الناس

    عفراء ضربت خد مزون بخفة حانية: يا ملغش بس مملة
    كم مرة قلنا ذا الموضوع ممنوع النقاش فيه!!


    "لأنك لا تعلمين مزون لا تعلمين!!
    تمنيت لو أستطعت أن أتزوج زايد من أجلكم أنتم فقط!!
    لكن رؤيته أمامي ستعيد لي دائما ذكرى حسرات شقيقتي
    لا أستطيع أن أعيش ذات الحسرة التي عاشتها وسمية حتى ماتت وهي مازالت في عز صباها
    وسمية كانت جبارة لكن أنا لا لا لا أستطيع
    فهل يكتب لي ربي أن لا أعرف حب رجل حتى لو تزوجت مرتين
    خليفة رحل وأنا للتو أتعلم التعبير عن مشاعري
    رحل لتموت مشاعري في قلبي
    وزايد كان قلبه دوما لأخرى
    لم ولن أستطيع مسامحته على مافعله بقلب وسمية الطاهر
    حتى وإن كان لم يقصد
    حتى وإن كان لم يقصد!!!"



    ****************************






    رد مع اقتباس  

  2. #12  
    المشاركات
    3,260


    قبل 18 عاما



    "هاتي الغزالةحبيبة قلب خالتها ماحبيتها عدل مابعد برد خاطري"

    عفراء بود غامر: خالتها شكلها تعبانة خليها فديتش منش
    ثم أشرق وجهها بفرحة مفاجئة: وسوم لا تكونين حامل؟!!

    ابتسمت وسمية بإرهاق: أي حامل الله يهداش!!

    عفراء بابتسامة مشرقة: وش فيها مزون صار عمرها 4 سنين وش تتنين بعد

    وسمية بضيق: ما أدري عفراء حاسة إنه صحتي مهيب ذاك الزودما أبي أستعجل في الحمال لين أتأكد إن كل شيء عندي زين

    عفراء تحاول أن تحمي شقيقتها من مجرد الفكرة التي أثارت أقسى مخاوفها:
    وش ذا الكلام يا وسمية مافيش إلا العافية توش 28 سنة وموسوسة كذا
    أجل لا صرتي 40 وش بتسوين!!

    وسمية بهدوء خائف شفاف: مهوب أنا وبس اللي ملاحظة ذا التعب حتى زايد ملاحظ وجنني يبي يوديني للمستشفى
    بس أنا خايفة ومتوترة وموسوسة على قولتش

    عفراء تحاول إدعاء المرح وإبعاد الفكرة المؤذية عن خيالها: يأختي يأختي من قدش أبو كساب خايف عليش

    وسمية بشفافية: فديت أبو كساب ليته بس صفا لي كان سويت على قولت خالد الفيصل:
    إذا صفا لك زمانك، علّ يا ضامي واشرب قبل لا يحوس الطين تاليها

    وكان علّيت وعلّيت لكن أنا شكلي بأموت ضامية ما ارتويت والطين حاس أولها وتاليها

    عفراء بصدمة وألم : وسمية وش ذا الكلام الشين والفال الأشين أبو كساب مضايقش بشي

    وسمية تهمس بشفافية سماوية مثقلة يالشجن والوجع: فديت زايد ياعفراء جعل كل الرياجيل فدوتن له
    زايد طول عمره حاشمني يعزني ويحترمني بس بسس

    عفراء تستحثها للكلام: بس ويش وش عندش

    وسمية بذات الوجع الشفاف: بس عمره ما حبني من يوم خذته ولين الحين وظني لين يموت وهو قلبه لها


    حـــيــنــهـــا
    لم تستطع وسمية التماسك سالت دمعة طال أمد حبسها
    دمعة جرحت عفراء حتى النخاع قبل أن تنزل سهما من لهيب في روح وسمية المثقلة

    عفراء باستنكار: اللي قال لش ذا الكلام كذاب يبي يخرب عليش أبو كساب مستحيل يكون يحب وحدة عليش

    وسمية مسحت دمعتها الخائنة وهمست بسخرية مرة سخرية امرأة مجروحة تريد أن تسخر من نفسها كما سخرت منها وبها الحياة:
    ولو كان زايد هو اللي قال لي بنفسه يكون كذاب بعد

    حينها شعرت عفراء بفتور في عظامها وضعت كفيها فوق رأسها وخبئت وجهها بين ركبتيها وهمست بصوت مبحوح: مستحيل أبو كساب يجرحش كذا مستحيل يسويها
    لا تقولين إن أبو كساب كان قاسي وقذر لذا الدرجة معش
    تكفين لا تكسرين صورته الكبيرة في عيني

    ابتسمت وسمية بألم وهي تمسح رأس عفراء بحنو: زايد كبير وطول عمره كبير
    زايد بنفسه ما يدري إني أدري

    عفراء رفعت رأسها لتظهر عينيها المحمرتين وهمست بدهشة: أجل أشلون هو اللي قال لش

    وسمية بوجع مستشر وكلماتها تمزق روحها أحرفها سكاكين تنغرز في حنجرتها وكأنها تبصق دما وألما مع عبراتها المسكوبة:
    يناديها يا عفرا كل ليلة يناديها ليتش تسمعينه بس أشلون يدعيها
    يون ياعفرا يون !!! اسمها كله ونين يشرق باسمها وهو راقد
    وأنا يا عفرا أكثر الليالي يحرم علي النوم أشلون أنام وأنا ادري إني نايمة جنبه لكن هي نايمة في قلبه ومتلحفة بروحه
    عشان كذا أطق لغرف عيالي إذا صحا من نومه وما لقاني جا يدورني
    أموت وهو يهمس لي بعتب: (يعني معقول النومة جنبي تضايق لذا الدرجة!! كل ليلة على ذا الموال)
    أدور ألف عذر إلا السبب الحقيقي ماحبيت أصغره في عين نفسه وحبيت أخدع نفسي إنه كفاية علي حبه وهو صاحي

    عفراء بصدمة كاسحة وغضب مكتوم: أشلون استحملتي أشلون أشلون ما انفجرتي فيه وعليه

    وسمية بألم متحذر: وأيش راح أستفيد الحين زايد مخبي مشاعره علي وعلى الأقل يمثل إنه يحبني وأنا مستمتعة بذا التمثيلية!!
    لكن لو قلت له إني عرفت شي حلو بيني وبينه بينكسر
    أنا أحب زايد ياعفراء فوق ما تتخيلين مستحيل أجرحه بذا الطريقة!!

    عفراء بغيظ: والشيخة ست الحسن وش اسمها جعل ربي يمحى اسمها من الدنيا

    وسمية بألم: لا تدعين واسمها مستحيل أقوله لأحد

    عفراء بذات الغيظ: زين نعرفها من جماعتنا من بعيد

    وسمية بوجع: اسمها منتشر واجد عند جماعتنا لكن أني أعرف من هي بالضبط لا ما أعرف
    ثم أردفت بوجع أعمق: تدرين عفراء صرت أشوف في كل وحدة شايلة اسمها غريمتي

    عفراء باستجداء غاضب: تكفين وسمية قولي اسمها ودي أفلع وجه كل وحدة بذا الأسم

    وسمية بألم تجذر في روحها منذ سنوات وسنوات: اسمها بيروح معي لقبري وبيقعد في قلب زايد حتى بعد ما أروح


    "ماذا تريدين أن أقول لكِ يا عفراء ماذا أقول
    هل أخبرك أي امراة خانعة أنا
    هل أخبركِ أني امراة بلا كرامة اكتفت بفتات مشاعر زايد التي منحها لي تكرماً؟!!
    هل أخبركِ كيف أذلني حب زايد حتى رضيت أن يسمي ابنتي باسم قريب من اسم حبيبته دون أن أعترض أو اشتكي حتى
    هل أخبركِ أي ألم متوحش أشعر به حين يحتضنها ويهمس باسمها مُصغرا
    وأنا أعلم أن ذات اسم الدلال هذا قد يكون ناغى به حبيبته آلاف المرات
    ستعلمين حينها لماذا أكره أن ينادي أحدا ابنتي باسم تدليل
    أشعر أن أي اسم تدليل سيقود إلى تلك الآخرى اللعينة
    سيوقظ الذكرى التي ما أنطفأت يوما من قلب زايد
    وأي ذكرى يا عفراء وأي ذكرى
    مرت السنوات وأنا أذوي وأذوي أزعم أن الأيام ستنسيه إياها
    لكن الأيام والأشهر والسنوات مرت وهو لم ينساها
    اثني عشر عاما مرت مافتر لسانه يوما واحدا عن مناداتها
    أي أفعى هذه التي غرست نابيها المسمومين في قلبه ليتنشر سمها في كل خلاياه وشرايينه بهذه الطريقة؟!!
    آه يا عفراء آه وألف آه"




    *****************************



    اليوم التالي
    صبيحة سبت
    وجمر تحت الرماد!!


    غرفة وضحى
    كانت وضحى تنهي للتو صلاة الضحى وشرعت في ارتداء ملابسها للنزول للأسفل

    طرقات حازمة على الباب
    همست بهدوء: دقيقة ياللي عند الباب

    أنهت ارتداء ثيابها ثم فتحت ابتسمت ابتسامة شاسعة وهي ترا الطارق
    تعلقت بعنقه وهي تهمس بمرح: أنزل شوي يالزرافة خلني أحبك

    انحنى مُهاب قليلا ليقرب خده منها بينما همست وضحى بترحيب دافئ:
    الحمدلله على السلامة 3 أيام في رحلة وحدة طولت علينا

    مُهاب يتجاوزها ليجلس على سريرها وهو يهمس بهدوء حنون: عشان الرحلة هذي كانت تدشين لخط جديد قعدنا شوي في مكتبنا الجديد

    ثم أردف بنبرة مقصودة: وأخرتني ذا الرحلة شوي عن موضوع مهم

    هزت وضحى كفتيها وهي تجلس جواره متسائلة: خير إن شاء الله

    مُهاب بابتسامة: خطاطيب لش

    قفزت وضحى كالملدوغة وهي تتجه للنافذة وتنظر للخارج بتوتر في محاولة لمداراة خجلها وتوترها

    اقترب منها مُهاب ليضع كفه على كتفها بحنان: طالعيني وضحى

    استدارت وضحى دون أن تستطيع رفع نظرها إليه شدها مُهاب ليعاودان الجلوس وهمس لها بهدوء: اسمعيني أنا تو قلت لأمي بس حبيت أكلمش بنفسي وأسمع منش
    وترا عبدالرحمن بن فاضل ما ينرد

    شهقت وضحى بعنف والاسم يخترق طبلة أذنها والأحرف تخرج مبعثرة مبتورة من بين شفتيها اللتين انخطف لونهما فجأة:
    مـ ـن عـ عـ بـ د الرحمن ولـ ـد عـ ـمـ ـتـ ـي

    ثم تنهدت بعمق وآلالاف الأفكار تضرب في رأسها كمطارق مجنونة
    لتقف بعدها وتبتعد وتهمس بنبرة متوترة مضطربة موغلة في حزن غير مفهوم:
    ويومن إنه ماينرد ليه ردته أختك بدل المرة عشر

    مُهاب وصل لمربط الفرس الذي كان يخشاه لكنه تنهد وهو يجيب بثقة: هذاك موضوع وهذا موضوع

    حينها انفجرت وضحى بشكل مفاجئ غير مسبوق وغير متوقع: لا هم موضوع واحد
    ثم أردفت بحزن مرير وغضب عميق: ويا ترى أنت اللي عرضتني عليه تعويض له عن وجهه اللي طاح من كثر ماخطب كاسرة وردته
    أو هو اللي خطبني بعد ما يأس من كاسرة وقال يالله ماحصلت لنا الزينة نأخذ أختها الشينة عشان يحر كاسرة

    مُهاب تغير لون وجهه وبدا أنه يعاني غضبا يحاول كتمه: عيب عليش ذا الكلام يا وضحى

    وضحى تنتفض بعنف وتوشك على البكاء: إلا عيب عليك أنت ياولد أمي ترخصني كذا وترميني ذا الرمية
    آسفة امهاب وقول لعبدالرحمن: ماعندنا بنات للعرس
    وأعتقد عادي عنده تعود على الرفض ما أعتقد أنه بيأثر فيه عقب كفوف كاسرة له

    انتفض مُهاب أي مصيبة جلبها لنفسه لم يخطر له ولا حتى للحظة أن وضحى قد ترفض عبدالرحمن كيف يرد عبدالرحمن وهو من عرضها عليه

    صرخ مُهاب من بين أسنانه: مهوب على كيفش تصغريني قدام الرجّال بتأخذينه يعني بتأخذينه

    حينها انهارت وضحى في البكاء وهي تصرخ بين عويلها: إيه أنا اغصبني لأني الطوفة الهبيطة في ذا البيت الكل يدوس على رقبتي
    لكن كاسرة ما تقدر عليها سوو روحك الحين رجال علي واغصبني
    وليش ماغصبت كاسرة عليه يومن أنك رجال ما تبي شيء يصغرك قدام الرياجيل
    رجّال علي أنا بس.

    أوقف سيل كلماتها. صفعة قوية ألقتها على السرير
    انتهت الصفعة والجميع وقفوا في ذهول
    مُهاب يحاول ألا ينظر إليها لأول مرة يفعلها ويمد يده على إحدى شقيقاته وتكون وضحى بالذات!! وضحى؟!!
    كاسرة استحقت الصفع مئات المرات ولم يصفعها. بينما هذه المسكينة لأول مرة تعبر عن رأيها وتصرخ فيكون احتوائه لثورتها : صفعة

    في ذات وقت الصفعة وصل الجمهور مزنة وكاسرة وصلتا ركضا على صراخ وضحى غير المعتاد ليفجعا بالمنظر
    مزنة بقيت واقفة غير مستوعبة بينما كاسرة انفجرت بانفعال وهي تقف أمام مُهاب:
    أشلون تتجرأ وتمد يدك عليها شايفها بهيمة بالطقاق بعبدالرحمن. هو العرس بالغصب

    فكان رده عليها كذلك صفعة ألقتها في حضن شقيقتها
    يا لغرابة البشر؟!!
    منذ صفع وضحى وهو يشعر أن تكفيره عن صفعته لها هو صفعة لمن تسببت بكل ذلك لكاسرة
    وهاهي أتته بقدميها ربما كان ليصفعها بدون سبب ولكنها قدمت له السبب مهما كان واهيا

    مُهاب لم يسمح لهن بالمزيد يريد استغلال ذهول والدته قبل أن تنفجر هي الأخرى
    فانفجار والدته سيكون شيئا مرعبا هو غير مستعد له الآن مع كل هذا الندم والألم في روحه
    خرج ليتنفس. فهو يشعر أنه على وشك الانفجار من الغيظ والغضب من نفسه قبل أي شيء!!




    ***************************




    مجلس زايد آل كسّاب
    الصباح الباكر

    علي يجلس مع والده والإرهاق باد على محياه لأبعد حد لم ينم مطلقا منذ يومين جسده يكاد ينهار من التعب وعقله من التفكير
    يهمس بغموض: يبه متى بنملك

    زايد بنبرة غامضة مقصودة: ملكة كذا على طول

    علي باستغراب: وش نتنى خالتي وموافقة وسفر جميلة بكرة
    ومن البارحة ماعاد عطوها منوم عشان تكون واعية.

    زايد ينظر له بنظرة مباشرة: وجميلة مالها أهل نرد لهم الشور

    علي قفز بغضب: عسى تبي تكلم ولد أخ عمي خليفة الله يرحمه

    زايد نظر له بغضب وهمس له بحدة: اقعد ياولد واحشم أبيك
    ثم أردف بثقة: وأكيد لازم أشور أحمد هذا ولد عمها واللي باقي من أهل أبيها

    علي بغضب عميق وضيق أعمق: الحين صاروا أهلها وينهم ذا السنين كلها!!

    زايد بصرامة: لا تظلم الناس يا أبيك أحمد طول عمره واصل وعلى طول ينشد عن جميلة وقبل توفى مرته كانت دايما تزور عفرا
    بس الحين ماعاد إلا هو وعياله الثلاثة تبيه يعني يقول خلوني أشوفها وهو مهوب حلال لها
    ثم أردف بحنين عميق مؤلم وبهمس خافت: مافي طرف خليفة قاطع

    علي يحاول تجاوز ضيقه المتزايد بصورة غريبة فهو منذ وطئت قدماه الدوحة وشعور قلق مستنزف يجتاحه: يبه كذا بنتأخر في الموضوع!!

    زايد بهدوء وهو يتناول فنجان قهوته من المقهوي الذي يقف بدلة الرسلان: لا متأخرين ولا شيء
    أنا من البارحة أصلا كلمت أحمد وبنروح له في بيته بعد شوي




    **************************




    في غرفته يجلس
    يشعر كما لو أن هموم الأرض كلها تجمعت لتتزاحم فوق كتفيه
    مشوش التفكير لأول مرة يشعر أنه عاجز عن التصرف المنطقي أو المناسب
    وأكثر ما يؤلمه وضحى
    كيف امتدت يده الضخمة لخدها الرقيق
    هذه النسمة الرقيقة التي اعتادت أن تمر مر السحاب الهادئ
    لا يريد إجبارها على شيء ولكن في ذات الوقت يستحيل أن يخبر عبدالرحمن برفضها
    أن ترفضه الشقيقتان على التوالي أمر لا يمكن احتماله
    لا يمكن أن يضع عبدالرحمن في هذا الموقف
    بل يستحيل أن يعرضه لهذه الإهانة!!!

    وآخر آخر آخر ماكان ينقصه في فوضى التفكير هذا هذا الإعصار الذي اقتحم غرفته!!

    " أنت أشلون تجرأ وتمد يدك علي؟!!
    يعني عشان اسمك أخينا الكبير شايف لنفسك ذا الحق؟!!
    وإلا يمكن عشان عارف إنه ماحد يقدر يوقف في وجهك
    ماورانا حد يردك لا تفرعنت علينا
    جدي وإلا تميم؟!!
    بس لا يا امهاب لا وأظني إنك تعرف كاسرة من هي
    أنا ما أبي لي ظهر رجّال أتحامى فيه
    وأقدر أوقف في وجهك وأحمي نفسي وأحمي أختي
    وضحى مستحيل أخليك تجبرها على شيء هي ما تبيه لو على قص ربي

    مُهاب يقف بحدة مرعبة ولون وجهه ينقلب من الغضب
    ولكن كاسرة لا تتأخر حتى خطوة وهي تقف أمامه بكل برود
    مُهاب يمسك كفيه ورا ظهره حتى لا يتهور للمرة الثانية
    ويهمس من بين أسنانه التي تكاد تتكسر لشدة ضغطه عليها: هذي أخرتها ياكاسرة تطولين لسانش على أخيش الكبير؟!!
    كاسرة انهدي الله يهد عدوينش
    ترا شياطين الدنيا كلها تنطط قدامي فروحي إذلفي واتقي شري

    كاسرة تقترب خطوة بعد وتهمس ببرود مستفز: ماني برايحة ورني وش تبي تسوي

    مُهاب يزفر بحرارة محرقة كحرارة غضبه المستعر وهو يفتح كفيه ويغلقهما
    كم كان نادما على صفعها ولكنه يود الآن لو يصفعها مئة مرة
    وحتى يتقي شر نفسه تراجع ليتناول غترته الملقاة على السرير ويخرج
    بينما تعالى صراخ كاسرة ورائه: علمن ياصلك ويتعداك ترا وضحى مهيب ماخذة عبدالرحمن وماعاش من يغصبها على شيء




    **************************



    مقهى لاميزون النجار
    شارع سلوى


    في زواية الطابق السفلي يجلسان يرتشفان قهوتيهما
    يهمس أكبرهما: وش عندك كسّاب أعرفك ذا الوقت في شركتك

    كسّاب بهدوء متوتر: ما أدري وش فيني ياعمي متوتر من موضوع علي

    يبتسم منصور: يعني عشان إخيك الصغير بيعرس قبلك؟!!

    كسّاب باستنكار مستاء: وش ذا الكلام أنا متوتر من تأخير الموضوع
    أنا وعلي كنا متفقين إنه يتملك اليوم الصبح بدري عشان سفرهم بكرة
    بس أبي طلع بسالفة إنه لازم يشور أحمد ولد عم جميلة
    يعني لا هو وكيل البنت ولا له حكم عليها
    وش له هالشكليات اللي مالها داعي يأخر علي من غير سبب

    منصور بنبرة لا يعرف هل هي غيرة أم حنين: خليفة وهله عند أبيك غير
    ثم أردف وهو ينفض رأسه: بعدين أنا أعرف أحمد رجّال أجودي وفيه خير
    وما أعتقد إنه بيأخرهم
    وخصوصا إنه دايم يقول جميلة بنتكم

    كسّاب بذات التوتر الذي لا يزول: الله يجيب الخير




    *****************************




    بيت فاضل بن عبدالرحمن

    صالة البيت السفلية حيث تجلس جوزاء تطعم ابنها فطوره
    تنزل شعاع وهي تقفز الدرج قفزا
    لتقفز بجوار جوزاء وهي تهمس في أذنها بحماس وبصوت خافت: ماسمعتي أخر الأخبار؟

    جوزاء بغضب لطيف: مفلوجة أنتي؟!! سلمي واقعدي مثل الأوادم مهوب القرود

    شعاع تدعي الغضب: أجل موتي حرة ماني بقايلة لش شيء

    جوزاء تهز كتفيها وتعود لإطعام صغيرها: عادي أخرتش بتقولين بتقولين
    لأنش بتموتين لو ما قلتي

    شعاع تشد الصغير وتهمس بحماس: هاتي حسّون أنا بأأكله

    جوزاء تترك حسن الصغير مع خالته وتسند ظهرها للكنب وهي تنظر بشبح ابتسامة لتعابير وجه أختها الصغيرةكيف تلمع عيناها وتعض شفتيها

    بعد مرور دقيقة همست جوزاء بخبث: نضجتي وإلا بعد

    شعاع تضع الطبق والملعقة على الطاولة الصغيرة أمامها وتلف كامل جسدها ناحية أختها: مشكلتش عارفتني أنا اشهد أني نضجت ونضجت
    خذي القنبلة

    ثم صمتت لثانية وهمست بنبرة الأخبار المهمة: عبدالرحمن خطب وضحى

    كانت وقتها جوزاء تعاود تناول الصحن وهي تشد ابنها ناحيتها فسقط الطبق من يدها وعيناها تتوسعان وهي تهمس بصدمة: من جدش

    شعاع بجدية: ذا المواضيع فيها مزح

    جوزاء تعاود التماسك ثم تهمس بثقة: وضحى أحسن بواجد من أختها المعقدة المغرورة الله يوفقهم

    شعاع بحماس بريء: بس يعني ما أثار فضولش تغيير عبدالرحمن لرأيه
    لين الأسبوع اللي فات وهو يقول إنه بيرجع يخطب كاسرة لو رفضت الخاطب الجديد

    جوزاء تعاود إطعام الصغير الذي بدأ يرفض الطعام بإصرار رغم محاولات جوزاء المتكررة
    وتهمس بهدوء لا يخلو من نبرة تشفي: الحمدلله إنه عقل لو كان خذ كاسرة كان جننته




    ***************************




    منطقة الدحيل
    بيت أحمد بن جاسم ابن شقيق خليفة
    في مجلسه

    حيث يجلس هو و زايد وعلي وأبنائه الثلاثة الذين أصر على تواجدهم جميعا تقديرا لزايد الذي يحترمه كثيرا
    علي يجلس بهدوء وثقة ولكن تفكير مر يجتاح أعماقه كاعصار كاسح أبعد مايكون عن هدوءه الظاهري
    قلق متوحش يلتهم خلاياه التهاما يشعر أن جميلة تتحول إلى إلى طيف يرتحل ويتركه
    لا يعلم لماذا يسيطر على تفكيره هذا الهاجس المؤلم الذي شعر به يذيب داخله ألما!!

    جميلةحلمه الشفاف يرتحل كحمامة حلقت للأفق البعيد واختفت!!
    أ كثير عليه أن ينظر لمحياها العذب ولو لمرة؟!!
    أ يعقل أنها ستموت قبل أن تكون له؟!!
    ترحل قبل أن يطبع على عينيها الذابلتين قبلة حلم كثيرا بها دون أن يعرف سببا لهذا الحلم!!


    انتزعه من أحلامه وخيالاته والده وهو يضع يده على فخذه ويقول بنبرة احترام: ها يا أبو جاسم وش رأيك

    أحمد باحترام متزايد: ياي تخطب بنتك يأبو كسّاب؟!! أنت بس كان عطيتني موعد الملكة وأنا بأيي أشهد على عقد ولدي علي

    تنهد علي بعمق وهو يأخذ نفسا طويلا يعوضه عن أنفاسه المكتومة منذ الصباح
    اتسعت ابتسامته بارتياح بعد شد الإعصاب المضني الحارق
    ولكن ابتسامته سُرعان ما نُحرت في مهدها وهو يسمع صوت حازم يقف ليهمس معارضا بنبرة مقصودة:
    من غير تقليل احترام لك يبه ولا لعمي أبو كسّاب
    بس عمي أبوكسّاب ريال بدوي وهذي عاداتهم اللي مايفرطون فيها لو مهما صار
    ويعرف عدل إن ولد العم أحق ببنت عمه
    وأعتقد إني أنا الأحق ببنت عمي خليفة



    #أنفاس_قطر#
    .
    .
    .
    .






    رد مع اقتباس  

  3. #13  
    المشاركات
    3,260
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    صباح النور والسرور والرضا وكل السعادة
    صباح الود اللي ربط بيني قلبي وقلوبكم
    ياهلا والله ومرحبا بكل وجه جديد
    ياهلا والله ومرحبا بكل صديقاتي الدائمات
    الله لا يحرمني وقفتكم جنبي
    .
    .
    أعلم اني مقصرة
    والوقت يتفلت من بين يدي دون أن أستطيع التوقف أمام كل وحدة منكم
    ولكن في ذات الوقت هناك قضايا مهمة تُثار في الردود
    لذا قررت أن يقف يوميا على اعتاب رد صديقتين ممن أثرن قضايا شعرت أنها تلامس نبض القصة من داخلها
    اليوم سنتوقف عند إرادة الحياة وطيف الأحباب
    أبلة إرادة أعتادت بذكاء على فتح الجروح ثم لا تغلقها أملا أن يتطهر الجرح أو يلتهب ليموت صاحبه
    لأن هناك قضايا هكذا أما أن تحل وأما أن تنتهي.
    هل تعتقدين إن 12 عام تمر وهو ينادي وحدة في حلمه تكون مأذيته لا ويسمي بنته عليها
    وسمية خافت من المصارحة
    أحبت أن تحتفظ لها بمكان في قلب زايد
    لكن لو سألته صراحة. هل تعتقدين أن زايد كان سينكر
    حينها كانت ستنحر قلبها تماما
    هناك أمور يا أبلة من الأفضل تركها دون نيش
    نعود للنقاش حول مزنة صاحبة الجدل الأكبر
    هل هي ليست بالقوية ولا الضعيفة
    لنناقش أولا لِـمَ هي ليست قوية كما يظن البعض
    وليه مزنة ماصارت سيدة أعمال أو شيء كبير في الحياة العامة
    نرجع للمعطيات عشان تطلع لنا النتائج
    بدأت القصة قبل 31 سنة وعمر مزنة 14 سنة يتيمة الأم ومسؤولة عن بيت وأب وهالأب ماجبنا طاري أبدا إنه غني أو عنده فلوس كثير
    يعني المتوقع إنها ما درست ذاك الوقت وعقبها تزوجت وانشغلت بأطفالها
    وزوجها الثاني ما توفى إلا بعد 12 سنة من زواجها
    وأبوها وقتها شيبة على أعتاب الثمانين تزايدت حاجته للعناية كطفل
    العجيب لو أنا خليتها عقب ذا كله: تاجرة!! وين المنطق زين
    المنطق إن قوة شخصيتها تظهر في إطار أسرتها
    ومن هنا نرجع لطيف الأحباب اللي فعلا جابتها على الجرح
    مزنة ليست شخصية متسلطة ولا قوة شخصيتها بالعناد والصراخ
    لكن وحدة قدرت تربي عيالها بدون وجود سند في وجود والد كبير جدا في العمر كان دائما محتاج لعناية دائمة
    هذي ينقال لها لا هي قوية ولا هي ضعيفة؟
    لتضع كل واحدة منكم نفسها في موقف مزنة وترى نفسها مسؤولة عن خمسة بدون زوج بدون أخ بدون معيل
    لتدفع القوة في عروق أبنائها كلا بطريقته الخاصة
    فهل القوة في نظركم أن تحجر على تفكير أبنائها وتجبرهم على ما تريد
    هل القوة في نظركم أن تكون قاسية عليهم وتحرمهم من حنانها
    مزنة أم طبيعية جدا وهكذا اردت أن أرسم شخصيتها
    قوة الأم الطبيعية الحنونة اللي مستعدة تحتوي اللي حولها لو مهما صار
    رفضت زايد في صباها ليس لأنه قصير ولا لأنه غير وسيم
    ولكن لانه كسر بنفسها وضربها
    وحينما كبرت ولأانها طبيعية جدا ما بقي لديها سوى الذكرى
    وذكرت بكل طبيعية أنها لم تتزوج زايد لأنه كان شديد
    .
    .
    وشيء ثاني وأنا فعلا لاحظته وأعتقد إنه عضوات ممكن يؤيدوني
    الأم لو صارت بنتها الكبيرة شخصيتها قوية غالبا تترك قيادة البيت لها
    وهالشيء شفته كثير في الحقيقة
    الأم خلاص تبي ترتاح من الهم فتوكل بنتها بالمهمة وهالشيء لحد الحين ماصار عند مزنة لحد الحين موقفة كاسرة عند حدها
    لكن وضحى هي اللي مستسلمة لها.
    يعني ظنكم لو وضحى اشتكت لأمها من فعايل كاسرة إنها بتقول لها : عادي أختش الكبيرة
    وعلى فكرة ترا مزنة درست بعدين بس هالشيء بنعرفه في وقته
    .
    .
    نرجع لكاسرة
    ليش هي جميلة جدا يام أحمد وهل لذلك سبب
    بصراحة أنا وحدة أؤمن إن الغرور ماله أبد أي مبرر
    لكن بما أني جبت شخصية كاسرة مغرورة فلابد أن أضع لها مبرر ويكون مبرر قوي جدا
    وهو هنا جمال أخاذ لا مثيل له
    والحق أنه في حياتي الخاصة سبق أن رأيت بعضا ممن جمالهن كجمال كاسرة. كاسح بالفعل
    ودائما توحي هذه النوعية من الجمال بالغرور
    وقد يكون العيب فينا لأن لهذا النوع من الجمال هيبة نحن نستشعرها فتنعكس على إحساسنا بغرور أصحابه
    .
    .
    طيف الأحباب
    أنا قلت إني أحب قصيدة عقاب العواجي يالغالية وليس عقاب نفسه : )
    أحببت القصيدة لانها كانت بصوت تلك الفاتنة الغالية أطال الله في عمرها وعمّره بالطاعات
    لكن عقاب نفسه أكرهه وللحق
    أشعر أن ما أرتكبه في حق كل اطراف القصة جريمة بشعة
    عبث بالكل من أجل سعادته فقط
    فأي رجل بغيض أناني هذا الرجل؟!!
    ما رأيكِ أنتِ
    .
    .
    سعيدة جدا بكل اختلاف
    والقصة تحت مشارطكم ونقدكم لا أغضب أبدا أبدا ولا حتى أعتب من أي رأي
    واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية
    فكيف حينما يكون ودا صافيا كالود بين قلوبنا
    .
    .
    جزء اليوم
    نعود لصبا منصور
    ونتعرف على تميم في مكان عمله
    ونتعرف على ما سيحدث في خطبة علي وكيف سيتصرف مع الدخيل الجديد
    نتعرف على المزيد من رأي وضحى في الخطبة
    .
    .
    إليكم
    .
    الجزء الخامس
    .
    .
    قراءة ممتعة مقدما
    .
    .
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    .
    .




    بين الأمس واليوم/ الجزء الخامس







    منطقة الدحيل


    بيت أحمد بن جاسم ابن شقيق خليفة


    في مجلسه



    حيث يجلس هو و زايد وعلي وأبنائه الثلاثة الذين أصر على تواجدهم جميعا تقديرا لزايد الذي يحترمه كثيرا


    علي يجلس بهدوء وثقة ولكن تفكير مر يجتاح أعماقه كاعصار كاسح أبعد مايكون عن هدوءه الظاهري


    قلق متوحش يلتهم خلاياه التهاما يشعر أن جميلة تتحول إلى إلى طيف يرتحل ويتركه


    لا يعلم لماذا يسيطر على تفكيره هذا الهاجس المؤلم الذي شعر به يذيب داخله ألما!!



    جميلةحلمه الشفاف يرتحل كحمامة حلقت للأفق البعيد واختفت!!


    أ كثير عليه أن ينظر لمحياها العذب ولو لمرة؟!!


    أ يعقل أنها ستموت قبل أن تكون له؟!!


    ترحل قبل أن يطبع على عينيها الذابلتين قبلة حلم كثيرا بها دون أن يعرف سببا لهذا الحلم!!




    انتزعه من أحلامه وخيالاته والده وهو يضع يده على فخذه ويقول بنبرة احترام: ها يا أبو جاسم وش رأيك



    أحمد باحترام متزايد: ياي تخطب بنتك يأبو كسّاب؟!! أنت بس كان عطيتني موعد الملكة وأنا بأيي أشهد على عقد ولدي علي



    تنهد علي بعمق وهو يأخذ نفسا طويلا يعوضه عن أنفاسه المكتومة منذ الصباح


    اتسعت ابتسامته بارتياح بعد شد الإعصاب المضني الحارق


    ولكن ابتسامته سُرعان ما نُحرت في مهدها وهو يسمع صوت حازم يقف ليهمس معارضا بنبرة مقصودة:


    من غير تقليل احترام لك يبه ولا لعمي أبو كسّاب


    بس عمي أبوكسّاب ريال بدوي وهذي عاداتهم اللي مايفرطون فيها لو مهما صار


    ويعرف عدل إن ولد العم أحق ببنت عمه


    وأعتقد إني أنا الأحق ببنت عمي خليفة



    علي قفز وهو يتخذ وضعية وقوف أشبه بوضعية قتالية


    وهو يلتفت لأبن أحمد الأوسط الذي كان يقف بكل ثقة بعد أن ألقى عبارته المسمومة


    ليصرخ فيه بغضب كاسح: نعم شتقول أنت صاحي أنت يأخ وإلا



    علي كتم باقي جملته في صدرهصمت على جمرة ملتهمة شعر بها تحرق لسانه وتنشر الحرائق في جوفه


    صمت انتظارا لرد والده واحتراما لأبي جاسم الذي صرخ في ابنه بغضب:


    خـــلــيــفــة


    اقعد لا بارك الله فيك من ولد


    تبي تفشلني في الرياييل



    خليفة مازال واقفا وهو يهمس بثقة: أنا ما قلت شيء غلط تكلمت في حق


    وأظني إنه عمي أبو كسّاب عارف هالشيء



    لا يعلم خليفة أي جنون خطر بباله


    شعر بإهانة مبطنة في هذه الخطبة ثم من رد والده


    وكأن زايد وابنه حينما جاءا للخطبة كان ذلك تحصيل حاصل


    لأنهما جهزا لعقد القران قبلها وكأنهما يسلبانه حقه ليمنحوه لأنفسهم


    أليسوا هؤلاء البدو الأجلاف هم من سنو هذه العادة المرذولة


    ألم يُطرد قبل شهرين شر طردة حين تجرأ وخطب أخت صديقه البدوي


    ليقف ابن عمها في وجهه في مجلس مليء بالرجال


    ويجعله يشعر بالحقارة والضآلة وعمق الإهانة


    "ربما اليوم يريد الله أن يعيد لي بعضا من كرامتي المهدورة


    سأفعل مثلهم نعم مثلهم!!"



    همس زايد بثقة: حقك ياولدي بنت عمك وأنت أولى بها


    بس جميلة حالة خاصة جميلة تعبانة في المستشفى وسفرها بكرة


    بنخير البنت بينك وبين علي




    "الخبيث يعلم أنها ستختار ابنه


    فهي لا تعرفني


    يريد أن تمشي اللعبة وفق قواعده"




    همس خليفة بذات الثقة الغريبة: بس أكلمها أول هي ما تعرفني


    عشان يكون فيه عدالة بيني وبين ولدك


    أبي أكلم جميلة أول


    وعقب هي تختار واللي تختاره أنا موافق عليه



    وجه علي كان يحتقن من شدة الغضب وهو يود لو يخنق هذا المسمى خليفة ويزهق روحه


    كيف يتجرأ على ما ليس له


    كيف يجرؤ على مجرد الحلم بأن يكلمها


    كيف يجرؤ على التفكير بالاقتراب من حدود طفلته طفلته هو فقط؟!


    ولكن علي مازال يعتصم بأخلاقه الرفيعة وسيطرته على أعصابه حتى لا ينفجر فهو في مجلسهم وبيتهم


    وعلي متيقن أن والده لن يخذله ولن يسمح لهذا الدخيل بالتمادي أكثر من هذا


    لذا شعر أنه يُنحر من الوريد للوريد وللمرة الثانية في هذا المجلس وهو يسمع رد والده الواثق:


    تعال للمستشفى عقب صلاة الظهر وأخليك تكلمها






    *************************






    مقهى لا ميزون النجار


    حيث يجلس كسّاب ومنصور




    كسّاب أنهى اتصالا غاضبا كان يحاول أن يكتم صوته ولكنه يشك أن صوته ربما وصل حتى آخر زبون في المقهى


    وهاهو يقفز ليتناول هاتفه الآخر ومفاتيح سيارته عن الطاولة


    ومنصور يقف معه وهو يهمس بحزم: وش قال لك إبيك



    كسّاب بغضب ناري وعيناه تكادان تنقلبان غضبا: ولد أحمد قرّع (حيّر) جميلة وإبي رخّص له لا وبيخليه يكلمها بعد


    وعلي طلع زعلان وإبي يقول لي دور له لأنه يتصل عليه وجواله مسكر



    منصور بنبرة غامضة حازمة ومقصودة مقصودة جدا : روح دور لأخيك وطيب خاطره


    وأنا بعد بأروح أدور أخي بيننا كلام






    *************************






    رد مع اقتباس  

  4. #14  
    المشاركات
    3,260


    محل حواسيب ضخم وأنيق.محل تميم


    الساعة العاشرة صباحا


    صبيتان تتوقفان أمام المحل وإحداهما تحمل حقيبة حاسوب محمول




    - هذا هو المحل إذا حد بيصلح لج جهازج ويرجع الملفات الضايعة يكون هالولد عبقري كمبيوترات


    - قطري؟ ويشتغل بنفسه في المحل (بدهشة عميقة وهي تنظر من بعيد لتميم المستغرق في تفكيك جهاز أمامه)


    - إيه قطري


    - بس ماقلتي لي مزيون جذيه نعنبو مصلح كمبيوترات وإلا بطل سينما


    - اذكري الله وتراه مسكين ما يسمع كلش ولا يتكلم


    - (انتقلت النبرة من النقيض للنقيض من الانبهار العميق إلى الشفقة العميقة) : ياحراااااااام مسكين والله



    أحد العاملين في المحل ينتبه لدخول الفتاتين يهز كتف تميم برفق ليستقبلهما


    لأن تميم حين يعمل يكون كل تركيزه في الجهاز بين يديه



    رحب بالفتاتين بهزة من راسه ثم أعطاهما ورقة كُتب فيها


    " ماهي مشكلة جهازك حدد بشكل واضح ودقيق"



    الفتاة كانت تكتب قليلا وتسترق النظر من قرب لوجه تميم الذي كان غاضا لبصره عنهما



    حالما انتهت قرأ تميم الورقة على عجالة ثم كتب في أسفلها: الاستلام غدا


    همست الفتاة بدهشة: بكرة بكرة


    ثم تذكرت وهي تشير بيدها بطريقة فاشلة ومضحكة علامة للدلالة على غدا


    ابتسم تميم وهو يهز رأسه



    الأخرى شدتها وهي تلقي التحية ثم تهمس في أذنها: يالله فضحتينا خلينا نمشي



    الأولى بدهشة: ليه وش سويت



    الآخرى بغيظ: كلتي تميم بعيونج استحي يابنت



    الأولى بحالمية : واسمه تميم بعد حتى اسمه يجنن مثله


    ولكنها عادت وأردفت بشفقة أعمق شفقة صافية وكأنها استكثرت عليه إعجابها به: والله حرام كل ذا الذكاء والوسامة وأصم أبكم


    تدرين كل مهندسين الكبيوترات اللي جيتهم قالوا لي لازم فورمات جديدة وتروح كل ملفاتيوعلى الأقل يومين لثلاث أيام من ضغط الشغل عليهم


    إلا هو ماشاء الله تبارك الله






    ******************************






    مستشفى حمد


    قبل صلاة الظهر بساعة


    بقرب المصاعد استراحة الطابق الذي تقيم فيه جميلة




    زايد قرر التوجه للمستشفى مع هذا التوتر الذي يعصف به


    لا يعلم أين ذهب علي ويكاد يتناثر قلقا عليه وحزنا من أجله


    يكاد يختنق وروحه تتمزق وهو يعلم أي جرح تسبب فيه لعلي


    يجره غصبا عنه لبيت أحمد وهو يظن أنه يعرضه لإجراء شكلي سينتهي في دقائق


    ليتحول الإجراء الشكلي لمأساة!!!


    ثم بعد ذلك يخذله بهذه الطريقة الموجعة كان يستطيع رفض طلب خليفة وإتمام عقد القران كما أراد


    فأحمد كان يقف بصفه حتى اللحظة الأخيرة عدا أن جميلة مريضة جدا وعذره معه فهي ليست في وضع يسمح لها بهذا العبث


    وخصوصا أن هذا الخليفة لا يعرفها حتى ورفضه لن يؤثر عليه بينما علي شيء آخر آخر


    يمزقه كيف كسّره وكبح جماح عنفوانه الثائر وهو يكاد يطبق في عنق خليفة:



    "تبي تكلمها يا الخسيس تبي تكلمها؟!!


    بأذبحك قبل ما تفكر تقرب من المكان اللي هي فيه


    أشلون تجرأ على محارمنا يالخسيس؟!!"



    لينتزعه والده بعيدا عنه وهو يصرخ بحزم: إذا هي محارمك فهي محارم خليفة أكثر منك


    أنا قلت له خلاص بيكلمها وإلا تبي تكسر كلمتي ياولد؟!!



    لينظر حينها علي لوالده نظرة أشبه ما تكون بنظرة ميت غادر الحياة


    ثم تتشتعل عيناه بنظرة أخرى وينفجر بعدها في صخب مرعب: اشبع فيه بديته عليّ. خلاص أشبع فيه يبه عليك وعليه بالعافية



    وهاهو ما حدث قد حدث لم يستطع رد طلب (سمي) خليفة وهاهو في انتظار خليفة ابن أحمد ليقوم بحواره المجهول مع جميلة


    لو كان هذا الطلب طُلب من زايد في ظروف عادية


    أو ربما لو كان من طلبه ليس من طرف خليفة


    لم يكن زايد مطلقا ليسمح أن يخدش أي شخص كان خصوصية صغيرته المريضة



    فأي يوم عصيب هذا


    كيف ساءت كل الأمور فجأة لتتجمع كل هذه المصائب فوق رأسه سويا؟!



    وما كان ينقصه مع كل هذا الشد هو إصرار منصور على رؤيته


    وهاهو قادم الآن!!


    منصور بالذات لا يريد أن يراه الآن


    فهو في غنى عن صرامة كلمات منصور التي يعرف كيف ينتقيها باحتراف موجع حين يريد


    وهاهو ما يخشاه :



    " مبسوط يا زايد؟!!


    أكيد مبسوط؟!!


    متشقق من الوناسة؟!!


    فرحان إنك بديت ولد ولد إخ خليفة على ولدك اليوم


    مثل ما بديت خليفة على أخيك قبل عشرين سنة!!!"






    **************************






    قبل 23 عاما



    بيت زايد القديم


    مقلط البيت




    يدخل زايد للمقلط ليجد منصور جالسا فيه.يتغير وجه زايد وهو يلقي السلام عليه


    بينما يقفز منصور ليقبل رأس أخيه الكبير باحترام بالغ



    يهمس زايد بحزم: وش مقعدك هنا



    منصور بحرج عميق وهو يتلفت عن يمينه ويساره: فيه شيء يابو كسّاب


    أبي أطلع للكلية


    وما لقيت لي بدلة مكوية وأنت عارف وش يسوون فينا لو لقوا في اللبس كسرة وحدة


    جبت بدلتي تكويها أم كسّاب لي وقاعد أنتظرها



    زايد بحزم: من اليوم بأخلي عند صبي المجلس كواية هو في اللي بيكوي لك


    ويحطها في ملحقك


    لا تنسى البيت الحين فيه بنية تستحي منك



    منصور باستنكار: أي بنية عفيرا؟


    ماعاد إلا عفيرا البزر تستحي!!



    زايد بذات الحزم: عفرا صارت مرة أنا الحين ما أدخل البيت إلا عقب ما أنبه عليهم كم مرة قبل أدخل



    منصور بذات الاستنكار وبصوت خافت: عفيرا البزر!!!



    حينها دخلت أم كسّاب ببرقعها وهي تلتف بجلالها الواسع وتحمل بدلة منصور العسكرية بيد وابنها كسّاب يمسك بيدها الآخرى


    ما أن ناولت منصور لباسه العسكري حتى خرج مسرعا


    بينما أم كسّاب ترجوه أن يجلس ليشرب القهوة مع أخيه


    منصور يخرج كهارب مدحور وهو يهمس بحرج: مشروبة يام كسّاب مشروبة



    وسمية بتساءل وهي تجلس بجوار زايد وتضع يدها فوق يده: وش فيه منصور



    زايد بغضب حازم: منصور لا عاد يدخل داخل البيت أبد


    وإذا أنا ما أنا بموجود أكله ولبسه يجيه في ملحقه



    وسمية قفزت وهي تنفض يدها أشارت لكسّاب أن يتوجه للداخل ثم همست بغضب مكتوم: هذي أخرتها يا أبو كسّاب


    منصور من تزوجتك وأنا والله ما أشوفه إلا إخي الصغير


    هذي أخرتها؟!!



    زايد بابتسامة وهو يشد يدها ليجلسها جواره مرة أخرى: وين راح مخش يا بنت الحلال


    أفا عليش يا الغالية أشك في روحي ولا أشك فيش


    بس لا تنسين إن عفرا كبرت ومنصور صبي مزيون ومايصير نخلي النار جنب الكبريت


    والاثنين مسئولين منا




    "لم تكن مطلقا مطلقا مــطـــلـــقـــا في تفكيري


    كان هو من وضعها في ذهني


    من يومها وجه تفكيري ناحيتها


    ربما لو لم يكلمني ذلك اليوم لربما بقيت دالهاً في حياتي دون أي انتباه لها


    فما الذي سيجعل شاب في العشرين ينتبه لطفلة في الرابعة عشرة


    كانت بالنسبة لي كمخلوق غير موجود إطلاقا


    ولكن زايد بتحذيره ذاك جعل مشاعري كلها تتحفز ناحيتها


    كأن يكون أمامك قطعة حلوى


    ولكنك لا تريد حلوى ولا تشتهيها


    لذا لا تنتبه حتى لوجود هذه الحلوى


    ثم يأتيك من يقول لك: إياك أن تقترب من قطعة الحلوى هذه


    حينها ما الذي سيحدث؟!!!


    ستصبح هذه الحلوى هي بؤرة تفكيرك مهما حاولت ادعاء تجاهلها!!



    كم قضيت ليالي طويلة مع الأرق أسترق النظر عبر النوافذ علني أرى خيالها


    أقف مصلوبا خلف الستائر حتى تتصلب قدماي


    وكأنه لا يكفيني تمارين العسكرية لتصبح هي تمريني الأقسى!!



    كم رسمت أحلاما كانت هي أميرتها!!


    وأمنيات بدأت بها وانتهت إليها!!


    وابتسامات كانت تتأجج لمجرد ذكراها!!



    بدأت أعيد تشكيل هيئتها في ذهني


    رسمت لها عشرات الصور وألبستها وجه كل أمرأة جميلة كنت أراها


    استنزفت خيالي ومشاعري


    لا أعلم هل أحببتها أم أحببت مجرد كونها رمزا لأحلامي؟!!


    ولكنها يقينا كانت أمنية ثمينة سلبها زايد مني ليهبها لصديقه


    فلماذا يُسكنها ذاكرتي ومشاعري وخلاياي إن كان من سيحرمني منها؟!!



    وكما فعل معي فعل مع علي


    كان من ترك جميلة أمامه ورفض إنفراد عفراء بسكن لوحدها


    وحين سكنت تلك الصغيرة خيال علي


    انتزعها ليهبها لرائحة خليفة


    وكأن التعاسة مصيرنا كلنا الذي أهداه زايد لنا


    كنت أنا أولا


    ثم كسّاب


    وهاهو علي ينال نصيبه


    هل لأن زايد عاش محروما ممن أحب لابد أن يذيقنا جميعا من ذات الكأس؟!!"






    *******************************






    قبل عشرين عاما




    " تكفى يا زايد أنا أبيها"



    يسأله بحزم وصرامة : " تحبها؟!!"



    منصور بصدمة وهو يكح بحرج " وش ذا الكلام يابو كسّاب عيب عليك


    وش حب وش خرابيطه


    صحيح عفرا مهيب بنت عمي بس من جماعتي


    وأنا أحق بها من خليفة"



    زايد بصرامة : " أنا عطيت خليفة كلمة خلاص"



    منصور بصرامة مشابهة : " زين وأنا بأقرع عليه حقي وإلا بتمنعني من حقي؟!!"



    زايد بصرامة أشد : " إقرع عليه عشان تصير لا أنت بأخي ولا أعرفك والله لأتبرأ منك"




    كانت صفعة لمنصور صــفــعــة!!


    ليست القضية مجرد امرأة بل أبعد من ذلك بكثير


    بين قرابة دم وقرابة روح!!


    قبل ذلك لم يكن يشك في مكانته عند زايد الذي مثّل أبا له


    لكن أن يهدد أن يتبرأ منه من أجل إرضاء خليفة كانت صفعة العمر كله!!!






    اليوم





    "ها زايد جاوبني


    مبسوط باللي سويته في علي"



    زايد بهم: منصور أنا ماني بناقصك



    منصور بغضب مكتوم وهو يقرب مقعده من زايد ويهمس في أذنه:


    يعني من جدك ماكنت تقدر تخلصنا من ذا المسرحية اللي مالها معنى؟!!



    زايد بحزم وهو ينفض رأسه: رجّال وبغى يقرع بنت عمه أقول له لا ؟!!



    منصور بحزم أشد: إيه قول له لا مثل ماقلت لأخيك


    يعني أنا ما خلتيني أقرع عفرا مع أني أنا الأحق بها واللي كنت أبيها


    لكن ولد أخ خليفة اللي حتى ما يعرف جميلة تخليه يقرع على ولدك!!


    أنت أشلون ميزان العدالة عندك مايل كذا!!


    ما كفاك اللي سويته فيني جاي تعيد نفس السالفة في ولدك؟!!



    زايد بغضب مهموم: منصور لا تسوي روحك ضحية لأنك أبعد واحد يليق عليه ذا الدور


    أنا عرضت عليك عفرا عقب موت خليفة وعقب كل طلاق من طلاقاتك بدل المرة عشرين


    أنت اللي على طول كنت تقول: طابت النفس منها



    منصور بسخرية: لا ياولد أمي أنت ما عرضت علي عفرا أنت عرضت علي أرملة صديقك


    وخلنا من ذا السالفة المغبرة وخلنا في المهم علي


    قلنا خليفة كان صديقك وأدري إنك كنت تحبه أكثر مني. بس ولد ولد أخيه.



    زايد يقاطعه مستنكرا: اتق الله يا منصور أنا مستحيل أحب أي حد أكثر منك



    منصور بصرامة: الحب مهوب كلام يا ولد أمي الحب فعل وأنت أثبتت إن حبك لخليفة أكثر حتى من حبك لعيالك


    يعني تبدي واحد حتى ما تعرفه على ولدك اللي هو أغلى عيالك عندك


    عشان ذا الواحد من ريحة خليفة


    حرام عليك يا زايد علي حرام عليك ذا الولد واللي سويته فيك


    علي بالذات ما يستاهل حد يجرحه


    عمره ما طلب شيء عمره ما ضايق حد


    يكون هذا جزاه عندك



    زايد مهموم مهموم مــهــمــوم :


    يا ابن الحلال مابعد صار شيء ويمكن جميلة أساسا ماترضى تكلمه



    منصور يسند ظهره لظهر الكرسي ويهمس بغموض:


    (سبق السيف العذل) يازايد (سبق السيف العذل)






    **************************







    رد مع اقتباس  

  5. #15  
    المشاركات
    3,260
    مزون تنزل الدرج بهدوء وهي ترتدي عباءتها وتمسك نقابها بيدها


    فالسائق وخادمة البيت العجوز ينتظرانها في الخارج لتذهب في المستشفى لجميلة


    فوجئت بكسّاب يدخل كسهم ناريوهيئته لا تبشر مطلقا بخير


    كان يسحب غترته خلفه وجيبه مفتوح من الأعلى كاشفا عن بروز عروق عنقه النافرة غضبا وغيظا



    ابتلعت ريقها برعب تمنت ألا ينتبه لوجودها ألا يكلمها


    فمن يستطيع مناطحة غضب كسّاب الذي يبدو أنه في أوجه وخصوصا أنها لوحدها؟!


    حتى في فترة غضبه منها قبل أربع سنوت حين قررت أن تدخل للطيرن


    كانت حينما لا يكون والدها موجودا في البيت تهرب إلى بيت خالتها


    كانت مرعوبة أن يجدها لوحدها في البيت فمن سينقذها من يده؟!!


    وبقيت على هذا الحال لمدة أسبوع حتى ذهبت غضبته التي كان يهدد أن يقتلها خلالها لتبدأ بعدها غضبته الأبشع التي قتلها بالفعل فيها!!




    وبالفعل بدأ انه لم ينتبه لوجودها لأنه تجاوزها ركضا للأعلى حمدت ربها وشكرته بعمق وهي تقرر الإسراع بالهرب



    ولكنها ما أن وصلت للباب حتى جمدت الدماء في عروقها وهي تسمع صراخه المرعب:


    مـــزون



    التفتت ببطء وهي تشعر أنها سيغمى عليها من الرعب وهمست بارتجاف: لبيه



    كان قد وصلها في حينه وصرخ فيها: شفتي علي



    مزون ابتلعت ريقها: لا والله ماشفته من يوم طلع الصبح مع إبي



    كسّاب بغضب مر: أبيش هذا مهوب مرتاح لين يجلطنا كلنا وعقبه بيرتاح



    مزون بتردد: ليه إبي وش سوى



    كساب يقول بسخرية مشتعلة بالغضب: ليه أبيش باقي شيء ما سواه؟!!


    إذا رحتي له في المستشفى بتعرفين


    والحين وخري من طريقي لا بارك الله فيش






    ****************************






    "يبه قوم فديتك ماباقي على صلاة الظهر شيء قوم أوديك توضأ"


    صوت خافت حنون



    "وين كاسرة اليوم مهوب السبت "


    همس وهو يفتح عينيه المتكاسلتين بنظرهما الضعيف



    ابتسمت مزنة وهي تسنده ليجلس : بلى فديتك


    بس كاسرة لاهية شوي



    الجد بعتب: لاهية عني



    مزنة صمتت للحظة ماذا تقول له هل تقول أن كاسرة ووضحى كلتاهما معتصمتان في غرفتيهما بعد صفعات مُهاب لهما


    آخر شيء تريده أن تشغل والدها بأي شيء قد يثير همومه أو غضبه


    لا تنكر مزنة تزاحم الغضب في ذاتها ولكن مُهاب خرج قبل أن تتحادث معه



    والآن لابد أن تأجل الحديث والغضب حتى يعود فهي لا تريد شيئا يشغل والدها أو يضايقه فهي من بعد أمراض والدها وتقدمه في السن أصبحت تتنازل عن الكثير من أجله وأكثر ما يهمها راحته



    لذا كانت على وشك اختراع أي شيء لتقوله لوالدها لولا الصوت العذب/الحاد الذي قاطعهما:


    "كاسرة عمرها ما يلهيها شيء عنك"



    قالتها وهي تمد يدها لتسند جدها: خليه يمه أنا بأوديه الحمام



    مزنة تأخرت للخلف لتفسح لكاسرة بينما همس الجد بحنو: وينش يأبيش اليوم ماشفتش



    كاسرة مدت يدها تتحسس مكان صفعة مهاب الواضحة على نعومة خدها الزبدي


    بينما مدت يدها الآخرى لجدها وهي تهمس بنبرة اعتيادية: انشغلت شوي بس فديتك


    بس والله ما شغلني عنك إلا شيء كايد



    ثم أردفت وهي تنظر لوالدتها نظرة ذات مغزى: وعزة اللي خلاك أغلى خلقه عندي ياذا الشيء الكايد ما يعدي بالساهل



    مزنة تهمس بخفوت حازم: امهاب أنا باتصرف معه. وأنتي اقصري الشر يا بنت ناصر



    كاسرة تهمس بخفوت وحزم أكثر شدة: ماني بقاصرته يا بنت جابر







    **************************






    "لماذا يا عبدالرحمن


    لــمــاذا


    بل لماذا يامهاب


    من ألوم من ألوم



    ربما يجب أن ألوم نفسي


    نــفـــســـي فقط!!


    بما أنني كنت طوال عمري بدون رأي فلماذا توقعت أنهم سيهتمون برأيي الآن


    أنا من صنعت لنفسي هذه الصورة السلبية


    مخلوقة ضعيفة هزيلة هلامية ليس لها رأي أو وجود



    يا لا العجب!!


    أ ليس من المفترض أن أطير فرحا أن رجلا كعبدالرحمن بكل مزاياه ينظر لي أنا بعد كاسرة


    فلماذا لا أشعر بالفرح؟!!


    ولا حتى ببعض النشوة؟!!


    ماهذا الضيق الذي يكتم على روحي المثقلة بإحساس مرارة مغموس بالمهانة والحزن!!


    هل لأن عبدالرحمن خطبني؟!!


    أم لأن مهاب ضربني؟!!



    لماذا يا مهاب لماذا


    كنت أنت أبي أكثر من أبي


    كنت دائما الظهر الذي لا أخشى شيئا وهو يسندني والحضن الذي جعلني لا أعرف الخوف يوما


    لماذا تخدش كل هذا لماذا"



    تمدد جسدها الذي تشبعت خلاياه ألما وهي تسند رأسها لمخدتها التي تبللت من دموعها


    تريد أن تشبع من البكاء. أن تُشبع روحها المجروحة من البكاء قبل أن تعود لها كاسرة


    تعلم أن كاسرة ستعود وستنهرها ألا تبكي كما كانت تفعل طوال عمرها



    " لا تبكين


    لا تبكين


    يا ويلش لو شفتش مرة ثانية تبكين


    اللي تقول لش كلمة قولي لها عشر


    واللي يعطيش كف عطيه عشرين


    بس ياويلش تبكين من أحد أو تخلين حد يشوفش تبكين


    خلش قوية ما يهزش شيء"




    "كيف من ستقول لي كلمة سأقول لها عشر


    وأنتي أختي وأقرب الناس لي كما يفترض


    لا تسمحين لي حتى أن ارد عليك بنصف كلمة


    أي إزدواجية أردتِ ياكاسرة أن أعيشها؟!!


    ضعيفة معكِ وقوية مع الكل!!!"






    ************************






    " عفرا ياعفرا يأم جميلة"


    صوته الحازم العميق يتعالى وهو واقف عند الباب من الخارج



    عفراء تضفي عباءتها على كفيها وتنزل طرف شيلتها على فتحتي نقابها


    وتهمس باحترام وهي تخرج وتشد الستائر حول ابنتها: لبيه يأبو كسّاب جاية طال عمرك



    تقف قريبا من الباب من الداخل وتهمس باحترام متزايد: هلا والله أشلونك طال عمرك في الطاعة



    زايد يوليها جنبه دون أن ينظر لها بشكل مباشر : طيب طال حالش


    ثم أردف بحزم: عفرا ترا خليفة ولد أحمد ولد أخ خليفة الله يرحمه بيجي عقب الصلاة يكلم جميلة بأخليه يكلمها من ورا الستارة بس عطيها خبر



    عفراء باستغراب مستنكر: وليش ولد أحمد يكلم بنتي وش يبي فيها



    زايد تنهد ثم ألقى قنبلته بطريقته الحازمة المعتادة في الكلام: خليفة قرع على علي


    وأنا قلت له بأخلي جميلة تخير بينهم


    فهو قال جميلة ما تعرفني خلني أكلمها أول وأنا رخصت له



    عفراء شعرت أنها عاجزة عن الوقوف وقدميها تميدان استندت على الباب القريب وهي تهمس بعتب عميق: ليش كذا يابو كسّاب؟!!


    عمري ما كسرت لك كلمة


    بس بنتي تعبانة ومهيب حمل ذا السوالف


    ليش تعرضها لذا الموقف ؟!!



    زايد ذاته يشعر بالذنب ولكنه لم يستطع رد طلب سمي خليفةلم يستطع!!



    همس بحنين كأنه يكلم نفسه: اسمه خليفة ياعفرا هذا سمي الغالي ماقدرت أرده



    عفراء بعتب حزين: وبنتي وش ذنبها يازايد أقول لها اليوم الصبح ملكتش على علي


    وعقبه أقول لها الحين كلمي خليفة اللي ماتعرفينه عشان يمكن تأخذينه


    وش ذا الكلام يابو كسّاب؟!!



    زيد بحزم خفف حدته بطريقة مقصودة: يأم جميلة كلها عشر دقايق تكلمه وتشوف وش يبي


    والولد أنا أعرفه وسألت عنه بعد عقب ماطلعت من بيتهم الكل يمدح فيه



    عفراء بحزن عميق: إن شاء الله يكون أحسن واحد في العالم أنا أبي ولد أختي لبنتي


    لكن ما أقول إلا ما أقدر أكسر لك كلمة يأبو كسّاب.






    *****************************






    وضحى تصلي الظهر


    سمعت طرقات على بابها ثم صوت الباب يُفتح


    ما أن أنهت الصلاة حتى ألتفتت لترى من الطارق الذي يبدو أنه دخل لداخل الغرفة



    شعرت بعبراتها تقفز لحلقها وتتجمع وهي ترى القامة الطويلة التي تجلس على طرف سريرها


    لم تستطع معاودة النظر له وهي تجلس على سجادتها وتنظر لكفيها المتشابكين في حضنها


    ولكنه وقف ليتوجه ناحيتها ويرفعها من عضديها ليديرها ناحيته


    لم تستطع رفع عينيها له ولكنه وضع كفه على خدها الأحمر وهمس بحنان عميق:


    تنقص يدي اللي انمدت عليش



    حينها انتفضت وضحى بعنف وهي تتناول كفه وتغمرها بقبلاتها الجازعة: بسم الله عليك بسم الله عليك عدوينك واللي يكرهونك



    احتضنها مُهاب بحنو لتخرط هي بكاء حاد وهي تتعلق بجيبه وهو يهمس لها بذات الحنان: آسف والله العظيم آسف سامحيني يالغالية


    أدري قلبش الطيب ما يقوى يشيل


    ثم أردف بمرح: مهوب مثل أختش الحقودة أم رأس يابس ولسان طويل



    وضحى بصوتها المبحوح بين شهقاتها: ماعاش من يشل عليك



    مهاب يشدها ويجلس هو وإياها


    هاهو يغير الاستراتيجية لتحقيق الانتصار


    غريب هو الإنسان كيف يستغل كل أسلحته للوصول لما يريد حتى مع من يحب


    وربما مع من يحب أكثر من غيرهم!! :



    اسمعيني يالغالية أنا عارف إني تعاملت مع المسألة بطريقة غلط


    فخلينا نتفاهم من جديد


    وحطي في بالش إني ماني بغاصبش على شيء بس خليني أعرض وجهة نظري


    وأنتي عقب فكري عدل لو حتى تبين تفكرين أسبوع أسبوعين ثم عطيني قرارش


    الحين خلينا من كاسرة وإنها رفضت عبدالرحمن


    عبدالرحمن نفسه كرجّال وش تقولين عنه



    صمتت وضحى بحرج وضيق لكن مهاب استحثها للحديث


    وضحى أجابت بذات الحرج والضيق: رجّال والنعم فيه



    مهاب بنبرة انتصار: ها رجّال والنعم فيه


    وأنا أزيد وأقول لش رجّال مافيه مثله اثنين


    لو تلفين العالم كله مالقيتي مثله صحيح هو خطب كاسرة أكثر من مرة


    بس صدقيني كان يخطبها لأنه يبي يناسبني


    مهوب لأنه يبي كاسرة بالتحديد.


    وبعدين لو كاسرة صارت غبية وما تعرف مصلحتها بتسوين نفسها؟!!


    ماعليش منها أنتي منتي بمربوطة فيها


    وخير ياطير إنه عبدالرحمن خطبها أول


    ثم تزوجش أنتي


    وين المشكلة


    وين العقدة في الموضوع






    *******************************






    مستشفى حمد


    بعد صلاة الظهر


    موعد اللقاء المنتظر



    ها هو خليفة على وشك الوصول لا أحد يعلم ماذا سيقول


    أو ماهو مخططه من كل هذا


    ومنذ غادر زايد عفراء بعد أن ألقى لها بالخبر وهي عاجزة عن التنفس عاجزة عن التفكير



    " أي مصيبة جلبتها لي بازايد؟!!


    أي مصيبة؟!!


    هذا ما كان ينقصني تماما لتكتمل المأساة


    ألا يكفيني مرض صغيرتي


    لياتيني بخاطب جديد لها؟!!


    كيف أخبرها الآن وبأي طريقة أخبرها؟!!"



    "يمه شتهوجسين فيه" صوتها الضعيف المبحوح



    عفراء تنتفض بخفة ثم تهمس في أذن ابنتها المتهالكة تعبا: جميلة يمه بيجي ولد عمش خليفة يكلمش



    جميلة بالكاد رفعت حاجبا علامة الاستغراب ثم همست بصوت مبحوح تماما:


    وش يبي يمه وأشلون يكلمني وليه يكلمني



    عفراء لم تستطع إيجاد إجابة مناسبة لذا همست بأكبر قدر من الطبيعية استطاعت أن تصطنعه:


    إذا جاء درينا كل حي ملحوق



    جميلة بتساؤل مرهق: وش قلتي اسمه يمه



    عفراء بنبرة طبيعية: خليفة يأمش



    سرح خيال جميلة نحو البعيد وهي تهمس بألم عميق مثقل بالحنين: خليفة على اسم إبي يمه



    كانت عفراء على وشك الرد عليها لولا أنها سمعت صوت زايد ينادي بعلو: يأم جميلة خليفة جا



    بدأت دقات قلب عفراء تتعالى برعب


    بينما جميلة كانت سارحة في خيالاتها حتى سمعت الصوت الرجولي الغريب الذي جاءها من خلف الستارة:



    مساج الله بالخير يابنت العم!!





    #أنفاس_قطر#


    .


    .


    .


    قبل ماتتوقعوا جميع التوقع اللي أنا عارفته
    وهو إن عفراء سبب طلاقات منصور كلها
    أقول لكم تمهلوا يا نبضات القلب ودوروا لكم سبب ثاني
    لأن عفراء مالها علاقة في أسباب طلاقاته

    نهاركم توفيق
    .
    .
    .







    رد مع اقتباس  

  6. #16  
    المشاركات
    3,260

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    صباح البهجة والسعادة والرضا
    على كل صديقاتي الأثيرات
    عاجزة عن إيصال إحساس سعادتي لكم
    وأنا أرى صديقاتي المساندات لي مع كل جزء جديد
    وأنا أرى الأسماء الجديدة
    وأنا أرى أسماء مضى على اشتراكها سنوات ثم تطوق عنقي بشرف رفيع
    أن يكون توقيعها الأول بين صفحات بين الأمس واليوم
    .
    الجزء الماضي
    كان جزءا عاصفا أثار أراء عاصفة
    حاولت أن أختار ردين أو حتى ثلاثة أوأربعة كما قلت لكم المرة الماضية
    لكني لم أستطع
    لأن غالبية الردود أثارت قضايا مهمة وتعليقات رائعة
    لذا اسمحوا لي هذه المرة على ما أثاركم المرة الماضية بعجالة
    .
    .
    زايد
    هل هو مدين لخليفة حتى يكون وفيا لهذه الدرجة؟!!
    هناك فرق بين رد الدين وبين الوفاء
    رد الدين واجب على كل إنسان
    ولكن الوفاء مروءة لا تتوفر لكل إنسان ومن يتمتع بها هو في المقام الأعلى من البشر
    فأيهما زايد في نظركم
    .
    .
    منصور
    هل هو عاجز صعب المعاشرة وحاد عقيم يعامل زوجاته معاملة عسكرية تزوج لمجرد العناد في زايد
    لم يجد من تستطيع إقناعه بالحياة الزوجية
    أو هو لم يرد أن يقتنع؟
    هذه هي توقعاتكمأي واحد منها يعتبر حجة جيدة وقد يكون صحيحا
    وكلها قد تكون خاطئة أيضا
    فما رأيكم أن ننتظر قليلا
    .
    .
    كاسرة
    لحد الحين ما عرفتوها وانا قاصدة هالشيء
    بتعرفون عنها أكثر قريب
    لما قالت لأمها: يا بنت جابر
    أنا والله لما كتبت العبارة ماقصدت العقوق ولا انعدام التربية ولا قلة احترام
    لكن الغضب
    لأنه احنا ما نقول بنت فلان واحنا نقصد تقليل احترام
    ولو أنا وصلت لكم هالمعنى يكون الغلط غلطي

    اللي قصدته امها تعاني الغضب فقالت لها: اقصري الشر يا بنت ناصر
    لو قالت لها اقصري الشر يأمش كان ردت عليها بنفس طريقتها وقالت لها: ماني بقاصرته يمه
    وأنا قصدت هالشيء تمام
    كاسرة تربية أمها وهي اللي سوتها كذا
    .
    .
    البنت اللي جات تميم في المحل
    هل لها دور هل هي سميرة
    لا هذا ولا ذاك
    أنا بس حبيت أبين يوم عادي من أيام تميم في العمل
    .
    .
    جميلة
    لحد الحين هي بعد ما عرفتوها
    اليوم بيتكشف لكم شوي من شخصيتها
    وترا لما كانت الشخصيات تقول عنها ياحرام إن اللي فيها عين
    أنا قصدت إن الناس يرجعون التغير الجسدي السيء في الناس دايما للعين
    والعين فعلا حق
    لكن جميلة مريضة
    وبنكتشف أكثر اليوم عن مرضها وأسبابه لكن جزئيا
    مازال في الجعبة الكثير
    .
    .
    خليفة
    هل سيصبح أحد الشخصيات الرئيسية أو هو مجرد عابر
    هل تعتقدون أنني صنعت الموقف لأجعله مجرد عابر ينتهي برفض جميلة له
    أو صنعت الموقف لأجعله عابر سيكون له تأثير على علاقة زايد بعلي؟!!
    أو هو لن يكون عابرا بأي حال من الأحوال والموقف تمت صناعته من أجله هو
    .
    .
    علي
    هل ستتأثر علاقته بوالده وهو الأقرب بين أخوته لزايد
    أم أن علاقته بزايد ستصمد أمام خذلانه له
    وما تأثير كل ذلك عليه
    .
    .
    جزء اليوم
    نتعرف على عائلة فاضل
    هل تذكرن في الجزء الثاني مقدمة ظهور وضحى وشعاع
    قلت لكما أن الصبيتين تطويان حزنا ما في قلبيهما نشأتا فيه ولم يكن لهما ذنب فيه
    تعرفنا على حزن وضحى اليوم نتعرف على سبب حزن شعاع
    ولكن ليس بتفصيل فالتفصيل قادم في حينه
    .
    والحدث اللي جميعكم تنتظرونه
    رد جميلة على خليفة
    في هذا الجزء بيكون فيه ملكة/ عقد قران
    من يا ترى
    هل عفراء وزايد أو عفراء ومنصور
    أو جميلة وعلي أو جميلة وخليفة
    هذي كانت توقعاتكم ونشوف أيها يصدق
    .
    .
    إليكم
    الجزء السادس
    .
    قراءة ممتعة مقدما
    .
    .
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    .
    .



    بين الأمس واليوم/ الجزء السادس






    "يمه شتهوجسين فيه" صوت جميلة الضعيف المبحوح




    عفراء تنتفض بخفة ثم تهمس في أذن ابنتها المتهالكة تعبا: جميلة يمه بيجي ولد عمش خليفة يكلمش



    جميلة بالكاد رفعت حاجبا علامة الاستغراب ثم همست بصوت مبحوح تماما:


    وش يبي يمه وأشلون يكلمني وليه يكلمني



    عفراء لم تستطع إيجاد إجابة مناسبة لذا همست بأكبر قدر من الطبيعية استطاعت أن تصطنعه:


    إذا جاء درينا كل حي ملحوق



    جميلة بتساؤل مرهق: وش قلتي اسمه يمه



    عفراء بنبرة طبيعية: خليفة يأمش



    سرح خيال جميلة نحو البعيد وهي تهمس بألم عميق مثقل بالحنين: خليفة على اسم إبي يمه



    كانت عفراء على وشك الرد عليها لولا أنها سمعت صوت زايد ينادي بعلو: يأم جميلة خليفة جا



    بدأت دقات قلب عفراء تتعالى برعب


    بينما جميلة كانت سارحة في خيالاتها حتى سمعت الصوت الرجولي الغريب الذي جاءها من خلف الستارة:



    مساج الله بالخير يابنت العم!!




    تمنى زايد في أعماقه وبكل العنف ألا تجيبه وترفض الرد عليه


    فصورة علي يخرج منسحبا ثائرا مكسور النفس تعذب خيال زايد المثقل بالإحساس بالذنب والضيق


    ولكن أمنياته ذهبت أدراج الرياح وهو يسمع الصوت الخجول الضعيف الذي بالكاد يُسمع:


    هــلا




    جميلة ذاتها استغربت كيف ردت عليه


    شاب غريب لا تعرفه


    والموقف كله غريب


    ولكن نبرته الواثقة صوته الدافئ الحنون جعلها تشعر برغبة عميقة في البكاء


    وذكرى عظيمة صنعها لها زايد تقفز لخيالها




    لطالما أجلسها زايد في حضنه ليحكي لها عن والدها بحماس وانبهار


    رسم لها صورة خيالية لرجل فريد من نوعه أشبه ما يكون بأسطورة


    ترعرعت وهي تؤمن أن والدها هو هكذا


    أسطورة لا تتكرر


    وهاهو بعض رائحة الأسطورة وحامل اسمه يأتيها اليوم بل حامل الجينات نفسها


    جينات خليفة والدها أسطورتها


    أفلا ترد عليه على الأقل؟!!




    خليفة بذات نبرته الواثقة: مساج الله بالخير خالتي أم جميلة



    عفراء حاولت أن ترد بطبيعية رغم إحساس الضيق الذي يخنقها:


    هلا خليفة


    أشلونك واشلون إبيك وإخوانك



    خليفة بهدوء حازم: طيبين ياخالة


    ثم أردف بذات الهدوء الحازم: جميلة سمعيني عدل


    أدري إنج تعبانة وايد وبتسافرين للعلاج


    عمي أبو كسّاب وعياله ما قصروا طول هالسنين


    وترا اهم الداخلين وأنا الطالع


    بس ما تظنين يا بنت عمي إنه الطيور تحن لأعشاشها


    أنا أبيج يا بنت عمي


    ما بقى لنا من ريحة عمي خليفة إلا أنتي


    تبين أنتي بعد تروحين عنا ؟!!


    ما تبين ذكر عمي خليفة يقعد في هله وجماعته؟!!




    "عرف هذا الخليفة من أين تؤكل الكتف عرف من أين يأتي لها


    وأنا السبب دائما أنا السبب"


    هذا ما كان يدور في بال زايد المصعوق الموجوع


    خليفة. دائما كان المفتاح خليفة!!


    ولكن من أين أتى هذا الشاب بهذا المفتاح؟!!



    "وهل كان لديه غيره يازايد


    أنت من أعطيته المفتاح


    فإلى أين سيقوده المفتاح؟!!


    وأي أبواب مغلقة سيفتحها به؟!!


    جميلة يا بنيتي لا تخذلي علي كما خذلته


    أنتي لم تعرفي خليفة كما عرفته


    خليفة هو مجرد ذكرى لكِ ولكنه لي كان حياة وروح


    لا تخذلي علي


    لا تخذليه


    إلا علي ياجميلة


    إلا علي !! "




    خليفة كان يتكلم ووجه جميلة الشاحب يزداد شحوبا بينما كان وجه عفراء قد امتقع تماما:


    يا بنت عمي وربي اللي خلقني


    إني أحطج في عيوني الثنتين


    لا تحاتين شيء وأنتي معي


    أنا أبوج اللي ما عرفتيه


    وأخوج اللي ما يابته أمج



    كان يتكلم بثقة حنونة مختلفة مشتعلة بدفء غريب بعثت الرعشة في أوصال جميلة اليابسة


    هل هذا القلب يرتجف ودقاته تتعالى؟!!



    "شتقولين يا بنت عمي


    موافقة علي"



    كان زايد على وشك التكلم لولا الكلمة الحادة السريعة المفاجئة التي صعقته حتى نخاع النخاع:



    "مــوافــقـــة"



    عفراء تهاوت على المقعد منهارة بينما سارع زايد ليهمس بحزم يخفي خلفه جزعا بات يخنقه:


    يا بنتي ترا الخيار في يدش


    وترا الشباب كلهم متقدمين لش


    تبين علي وإلا خليفة



    الصوت المبحوح نفسه يهمس: " أبي خليفة"



    ليسود وجه زايد وتتسع إبتسامة الانتصار على وجه خليفة


    الذي ما خطر بباله إطلاقا أن جميلة قد توافق عليه


    كل ما أرده من هذه الحركة أن يُصعب الموقف قليلا على زايد وابنه


    يفعل كما يفعلون حينما يحلو لهم التحكم في المصائر


    وحتى لا يبدو غير جاد وهو يقف في وجه ابن زايد في موقف مصيري


    كان لابد أن يتقن دوره ويتحدث كما يتوجب عليه في مثل هذا الموقف


    ولكن لم يتوقع حتى لثانية واحدة أنها قد توافق عليه وهي لا تعرفه


    مهما كان كلامه مؤثرا وصوته حنونا


    توافق!!


    تـــوافـــق؟!!



    "ماذا


    هل وافقت عليّ أنا فعلا؟!!"




    حينها ذهبت السكرة وحلت الفكرة!!






    *********************






    رد مع اقتباس  

  7. #17  
    المشاركات
    3,260

    قبل سنتين




    بيت عفراء





    صوت كسّاب الغاضب يتعالى : أنا أبي أعرف بنتش هذي وش طينتها ما تستحي على وجهها؟!!



    عفراء بجزع: بنتي ليه وش هي مسوية



    كسّاب بذات نبرة الغضب المخيفة: فشلتني فشلتني خلتني في نص هدومي



    تغيرت نبرة عفراء من الجزع للرعب وهي تمسك بجيب كسّاب: بنتي وش سوت



    كسّاب بذات الغضب: الشيخة أمس متغدية في كوفي هي وصديقاتها ثنتين


    متغدين بـ2500 ريال


    نعنبو بنتش البطة ذي كلت المحل كله.


    تدرين خالتي الفلوس والله العظيم ماهمتني وأنتي عارفة ذا الشيء زين


    والله ثم والله لو أنها شارية لها طقم ألماس بـ200 ألف ومرسلين لي فاتورته كان أهون علي من الإحراج اللي صار لي



    كانت عفراء تريد أن تقاطعه لتتكلم ولكنه لم يسمح لها وكلماته تتدافع كسيل غاضب كاسح:


    تخيلي راعي المحل يتصل لي ويقول لي ترا حساب غدا بنت خالتك وصديقاتها هدية من المحل


    أقول له هي عازمة قروب صديقات يقول لي: لا بس ثنتين


    ول عليها وش ذا الكرش اللي عندها وأكيد صديقاتها مثلها


    يعني يوم الشيخة مسوية روحها شيخة وعازمة البطات وما معها فلوس


    كان كلمتني وجيت ودفعت مهوب تقول لراعي المحل إنها بنت خالتي كنها طرطارة تبيه يتصدق عليهم بثمن غداهم


    ثم أنفجر بغضب أكبر وكأن بداخله مستويات من الغضب لا تنتهي:


    وبعدين تعالي أنتي أشلون مخليتها تطلع مجمع وأنتي منتي بمعها أشلون


    جزاها اللي بيحبسها سنة مايخليها تطلع مكان



    كان مازال سيتكلم لولا أنه فوجئ بدوي هائل لشيء قُذف من الأعلى ليتحطم على مقربة منهم


    كانت سلة ضخمة من الشوكولاته


    ثم تلاها خمس ورقات كل ورقة من فئة الـ500 ريال


    رفع رأسه ليرى جميلة تغطي وجهها بجلالها وتقف على حاجز الطابق العلوي المطل على الصالة السفلية وهي تصرخ: هاك أغراضك ياحيوان


    الله الغني عنك لولا خوفي من زعل عمي زايد


    وإلا والله ماعاد نقعد عندكم دقيقة


    ترا أبي يوم مات خلا لنا خير ربي ماخلانا في حاجة لكلاب الشوارع اللي تعوي مثلك



    كان كسّاب الذي أحمر وجهه غضبا ناريا على وشك الاندفاع للأعلى ليسحبها سحبا على الدرج


    لولا أنها هربت لتغلق على نفسها باب غرفتها في الوقت الذي تمسكت به عفراء وهي ترجوه بحرارة: تكفى يأمك عشان خاطري أنا


    لا تزعل منها هذي بزر وأنت قهرتها بزود



    كسّاب كانت خلاياه كلها تنتفض غضبا: هديني يا خالتي


    يعني عاجبش سواتها مع شينها قوات عينها بعد



    عفراء مازالت تتمسك به بكل قوتها لأنها تعلم أنها ما أن تفلته قد يركض لابنتها ليكسر بابها عليها فكسّاب حين يحتد غضبه لا يفكر مطلقا


    همست عفراء برجاء أشد حرارة: خلني أنا أشرح لك


    يأمك ترا الثنتين اللي مع جميلة أنا وأختك مزون



    حينها تصلب جسد كسّاب بعنف وخالته تكمل حديثها: وترا غدانا كله كان بـ250 يمه


    بس أنا اشتريت لك من نفس الكوفي سلة الشوكلاته ذي


    قصدي اللي بقي منها


    واشتريت سلة فخمة عشان تحطها في مكتبك الجديد لضيوفك اللي بيجون يباركون لك


    عطيت بطاقتي لجميلة عشان تدفع وأنا ومزون رحنا للحمام


    هي نست رقم البطاقة وانحرجت وهي تتكلم مع البنت اللي على الكاشير جاء صاحب المحل


    ارتبكت أكثر وصارت تقلب في شنطتها تدور فلوس


    فطاحت من شنطتها بطاقتك اللي فيها كل أرقامك اللي أنت معطينا إياها


    فصاحب المحل شاف الاسم وسأل: وش يقرب لك كسّاب آل كسّاب


    فهي قالت ولد خالتي فحلف ما تدفع شيء


    فانا جيت وأصريت أدفع وما رضى


    والمشكلة إني قبل ما نروح الحمام ناديت السواقة عشان تأخذ السلة توديها السيارة


    أو كان رجعناها


    وللعلم إحنا كنا مجهزين الفلوس في ظرف بنخلي السواقة توديها الحين بس أنت جيت الله يهداك هداد علينا






    بعد ذلك بقليل




    عفراء تصعد لابنتها تطرق الباب الموصد عليها


    همسها الخائف الباكي: من



    عفراء بحنان: أنا يا جميلة كسّاب راح خلاص



    فتحت الباب وهي تشهق: بيذبحني يمه بيذبحني



    عفراء تمسح شعرها بحنان: ترا كسّاب يعتذر منش ياقلبي ويقول العصر بيجيب لش هدية ماجا لبنت في الدوحة مثلها رضاوة لش



    حينها ارتفعت شهقاتها: ماأبي منه شيء ما أبي شيء قولي له لا يجيب شيء


    عقب اللي هو سواه كله يبي يجيب لي هدية


    ما أبي منه شيء ما أبي منه شيء



    عفراء تحتضنها بحنو: خلاص يأمش خلاص لا تزعلين



    جميلة تبكي: إلا بأزعل وبأزعل


    والله العظيم لو إنها مزون اللي صاير معها نفس الموقف حتى لو كان زعلان عليها وما يكلمها


    إنه ما يسوي لها ذا السالفة كلها


    إيه بنت بطن و بنت ظهر



    عفراء تهدهدها بحنان مصفى: يامش ياجميلة عيب ذا الكلام


    كساب شايفش أخته الصغيرة وهذا من خوفه عليش



    جميلة ترفع رأسها وتهمس بغضب بصوتها المبحوح: لا والله خايف علي؟!!


    قصدش خايف على برستيجه قدام الناس


    وإلا أنا بالطقاق



    عفراء صمتت وهي تحتضنها وتمسح على شعرها


    لأنها تعلم أنها إن بقيت تحاورها وهي في حالة الغضب هذه فهي لن تقتنع مطلقا مع عناد المراهقين المتزايد لديها


    وخصوصا مع تحسسها الغريب والمضاعف من وجودهم في بيت زوج خالتها


    فهي مع اضطرارها أن تغطي وجهها عن زايد الذي كانت تشعر به كأب فعلي لها


    وإحساسها بالغربة يتزايد ويتزايد حتى خنقها


    فمهما كانت تشعر به كأب فهو لم ولن يكون والدها يوما


    فوالدها الذي لا مثيل له بين الرجال رحل. رحل


    رحــــــــــــــل!!


    وحتى زايد ماعادت تستطيع تقبيل رأسه أو دفن وجهها في كتفه لتشتم عبق رائحة دهن العود الدافئ التي طالما عشقتها فيه


    لتمثل لها رائحة الأب الوحيد الذي عرفته


    حتى هذا الأب المبتور استكثر نفسه عليها!!


    أ كلهم لابد أن يرحلوا ويتركوها؟!!




    كانت الأفكار المتناقضة تتنازع روح جميلة المراهقةوهي تستكين لصدر والدتها


    لتهمس بخفوت ووجهها مختبئ في صدر أمها:


    يمه أبيش توديني بكرة للدكتورة عائشة صقر تسوي لي برنامج ريجيم



    عفراء بدهشة عميقة: ما يحتاج يمه ريجيم جسمش حلو ويجنن



    جميلة بغضب طفولي: إلا أحتاج أنا دبةدبة دبة



    هل أردتِ أيتها الصغيرة شيئا تدفنين فيه فوضى التفكير؟!!


    تشغلين نفسك فيه؟!!


    أم أن هناك شيئا آخر؟!!!







    *******************************






    قبل أكثر من سنة




    "بسش وقفي ذا الرجيم والرياضة. جننتيني خلاص صرتي جلد على عظم"



    جميلة تركض على جهاز الجري وهي تشير لخصرها النحيل الشديد الضمور:


    يمه ما تشوفين ذا الكرش كلها تكفين خليني على راحتي



    عفراء بغضب ووجع: أي كرش يا غبية أنتي عمياء وحدة مثلش طولها 165 وزنها 42 وتقولين لي كرش






    قبل عشرة أشهر





    " أنا حجزت لش موعد مع الدكتورة"



    "أي دكتورة وموعد لويش"



    عفراء بحزم: الدكتورة اللي ألف مرة قلت لش بنروح لها وأنتي مني براضية



    جميلة بعناد: ولحد الحين ما أنا براضية وش اللي تغير



    عفراء بغضب كاسح نادرا ما رأتها جميلة فيه وهي تمسك عضد جميلة النحيل بقوة:


    ورب العزة والجلال لو مارحتي معي برضاش لأدعي كسّاب يشلش للسيارة غصب



    جميلة بجزع: بأروح يمه بأروح بس تكفين عيال خالتي لا تدخلينهم في شيء يخصني تكفين






    قبل خمسة أشهر






    "جميلة ياقلبي الدكتورة تقول الأحسن لو نروح لمصحة برا


    بأكلم كسّاب يحجز لنا"



    جميلة تنتفض رفضا: لا لا لا. أولا مافيني شيء يستلزم السفر


    ثاني شيء حتى لو فيني


    أموت ولا أروح مع كسّاب تبينه يتمنن علي وإلا يقعد يمسخرني في الطالعة والنازلة



    عفراء برجاء: زين علي



    جميلة بذات العناد: ولا علي ولا حتى عمي زايد مانبي نثقل على احد


    مهوب كفاية مستحملين غثانا ذا السنين كلها



    عفراء بعناد مشابه: مهوب على كيفش


    بتسافرين يعني بتسافرين ورجلش فوق رقبتش



    جميلة بحزم مجنون: سويها عشان أهج من البيت ولاعاد تشوفين وجهي


    والله العظيم لأهج من البيت




    يائس هو الإنسان المصلوب بين قسوة أحبابه وبشاعة استخدامهم لسيطرتهم على قلبه


    حربٌ كل الاطراف فيها خاسرة!!







    اليوم صباحا





    عفراء تستعد لإخبار جميلة بخطبة علي لها توترها يغتالها


    كم تمنت أن تحتفل بابنتها الوحيدة في ظروف طبيعية


    وخصوصا أنها سعيدة بالفعل أن يكون نصيبها مع علي بالذات


    فعلي رجل حقيقي حنون ومتفهم وتعلم أنها تستطيع أن تأتمنه على فلذة كبدها بكل ثقة


    ولكن فرحتها بابنتها مبتورة وقاصرة عروس يُعقد قرانها في مستشفى لتسافر شهر عسلها على نقالة طبية!!


    تتمنى فقط أن ينتهي كل هذا على خير ليعودوا جميعا للدوحة وجميلة استعادت عافيتها بمشيئة الله



    "يمه يــ ــمـــ ــه


    خليهم يشيلون ذا المغذيات اللي تنفخ عني"


    للتو صحت جميلة وهمست بصوتها المتقطع ارهاقا



    عفراء ابتسمت وهي تميل على صغيرتها وتمسح شعرها بحنان مصفى:


    اليوم يوم خاص طالبتش ما تقولين شيء ولا تعترضين على شيء



    جميلة بتساؤل مبهم خال من الحماس: ليش خاص



    عفراء بابتسامة دافئة: علي طلبش مني ولو وافقتي تملكتوا اليوم عشان يسافر معنا بكرة للمصحة في فرنسا



    جميلة شهقت بعنف ثم كحت لتستطيع سحب أنفاسها


    وهمست بدهشة عميقة متوترة:


    علي يمه علي ما غيره علي عمره مابين إنه يبيني



    ثم حاولت بفشل ذريع تجاوز دهشتها العميقة وتوترها الأعمق لأسباب خاصة بها وهي تهمس بغضب:


    وبعدين أنا مابي أسافر ما أبي أسافر غصب هو



    عفراء بتوتر: أول شيء علي هو اللي أصر عليش بنفسه والسفر عمش زايد اللي حجز وملزم تسافرين


    وإلا تبين تزعلينه؟!!



    جميلة بهمس متعب وأفكارها تطوف في دوامات هائلة:


    وعمي زايد موافق على زواجي من علي



    عفراء بحنان وهي تمسح على شعرها: أكيد موافق



    همست حينها جميلة بنبرة محايدة قدر ما سمح لها تعبها وتوترها وفوضى تفكيرها:


    خلاص كيفكم يمه اللي تبون سووه



    لا تعلم مابها تشعر كما لو أنها تنفصل عن ذاتها ماعاد يهمها شيء


    فهي تشعر أنها توشك على مغادرة الحياة


    فهل يختلف إن غادرتها آنسة أو زوجة لعلي؟!!


    أو إن غادرتها في الدوحة أو فرنسا؟!!


    المهم أن تكون والدتها وعمها زايد راضيين


    ماذا بقي لها يربطها بالحياة سوى رضاهما؟!!


    لا تنكر أنها في داخلها وفي عقلها الباطن تمنت أن تتزوج أحد ابني خالتها


    لسبب وحيد



    هو أن يصبح زايد والدها فعلا


    لتستطيع حينها الارتماء في حضنه بلا قيود





    هكذا كان تفكير جميلة هذا الصباح فقط. فمالذي تغير مع خليفة


    ما الذي تـــغـــيــــر؟!!






    ***********************






    صالة بيت فاضل بن عبدالرحمن


    بعد صلاة الظهر




    يدخل فاضل وابنه عبدالرحمن عائدين من المسجد يستند فاضل على ذراع عبدالرحمن رغم أنه في غير حاجة للتسند


    فأبو عبدالرحمن في أواسط الخمسينات ومازال يتمتع بصحة رائعة فهو شديد الاهتمام بالأكل والمشي


    عدا عن تولعه برياضة الصيد بالصقور التي لم يأخذ عنه تولعه فيها سوى ابن أخ زوجته تميم



    وهاهما الأب والابن يتهاديان بينهما شبه كبير ومن يراهما يعلم فورا القرابة بينهما


    طويلان ممتلئا الجسد لون بشرتيهما يميل لبياض بحمرة لطيفة لهما إطلالة رجولية جذابة وكلاهما يرتديان نظارة طبية!!


    ولكن إن كان أبو عبدالرحمن ارتداها قبل سنوات لضعف في بصره فإن عبدالرحمن لا يعاني أي مشاكل في النظر


    ولكنه اعتاد على لبس نظارة للحماية حين بدأ يُكثر من الجلوس أمام شاشة الحاسوب


    حين كان يُعد اطروحة الدكتوارة ثم اعتاد بعد ذلك عليها!!!



    فاضل مولع كثيرا بابنه عبدالرحمن


    فهو ابنه الوحيد الذي لم يرد الله لزوجته أن تسنده بآخر بعد أن أصيبت بمشاكل خلال ولادة شعاع أدت لتطورات أدت للعقم



    لا ينكر أبو عبدالرحمن أن شبح الكثير من الأبناء الذكور يسندون كبره وشيخوخته ظل حلما يطارده بلا هوادة ولكنه كان يقمع دائما هذه الأفكار ليس من أجل أم عبدالرحمن ولا بناتها


    ولكن من أجل عبدالرحمن وعبدالرحمن فقط!!



    كره أن يؤذي مشاعر عبدالرحمن بإحضار زوجة أب


    ثم بإنجابها أولاد آخرين قد يشاركون عبدالرحمن في محبته التي يجب ألا يشاركه فيها أحد ويجب أن تكون خالصة له وحده



    حينما سافر عبدالرحمن قبل سنوات للدراسة كاد يجن من الشوق له


    ولكنه مطلقا لم يحاول منعه من تنفيذ رغبته


    فرغبات عبدالرحمن كالسيف الذي لا يمكن معارضته أو حتى النقاش فيه



    ثم أنه كان يجد له سببا ليزوره كل شهر رغم كراهيته الشديدة لتلك البلاد بعيدا عن أبله وصقوره



    وهاهما يدخلان إلى البيت ليجدا جوزاء وشعاعا جالستين في الصالة السفلية تقفزان فور دخولهما احتراما لهما


    بينما يصرخ أبو عبدالرحمن: اشعيع ووجع روحي جيبي القهوة وتعالي قهويني أنا وأخيش



    تسارع شعاع للتنفيذ بينما يستوقفها عبدالرحمن ويشدها وهو يقول لوالده باحترام:


    وش قهوته يبه طال عمرك ماعاد إلا الغدا مهوب زين لك القهوة على كل حزة



    يبتسم أبو عبدالرحمن ليهمس بمودة عميقة : إن شاء الله يأبيك على خشمي ولو أني مشتهي القهوة



    يجلس فاضل وعبدالرحمن وهو مازال ممسكا بشعاع ويجلسها جواره


    تهمس له شعاع بمرح خفيض في أذنه: خلني أقوم قدام يلاقي أبيك سبب يكوفني عشانه



    يهمس لها عبدالرحمن في أذنها بذات المرح: ياسلام على أبيك ذي ليه هو أبي بروحي يعني؟!!



    شعاع بذات المرح المنخفض: الظاهر كذا وأنا وجوزا جينا بالغلط



    قاطع حديثهما صراخ أبي عبدالرحمن: اشعيع ياللي ماتستحين قومي ضيقتي على عبدالرحمن



    عبدالرحمن احتضن كتف شعاع وهمس بمودة: شعاع عصفور ما تضيق على حد



    بينما كانت شعاع تفلت يد عبدالرحمن من كتفها برقة وتنهض لتجلس جوار جوزاء



    أبو عبدالرحمن بابتسامة: هذا أنت قلتها عصفور يعني مافيها فود ماحتى هي بحبارى ولا أرنب نعشيها الطير



    شعاع تهمس في أذن جوزاء بمرح لا يعرف هل هو مقصود أو موجوع: خوش إب يبي له أرنب وإلا حبارى بدالي



    ثم أردفت شعاع بدات المرح الموجوع الهامس وهي تمسح على شعر حسن الجالس على رجلي جوزاء كالعادة


    وهي تبقيه ملتصقا بها لا تعطيه فسحة للتنفس:


    زين إنش جبتي ولد. هذا أبي يحب حسن الحمدلله لو جبتي بنت مهوب بعيد يحذفش أنتي وإياها



    جوزاء تهمس في اذنها بغضب: لا تبهتين أبيش صحيح أبي قاسي علينا شوي


    بس عمره ماقصر علينا


    أنا حتى يوم كنت عند عبدالله الله يرحمه كان كل ماجيتكم زيارة يحلف إلا يعطيني فلوس مع أني أحلف بس هو بعد يحلف



    شعاع بسخرية مرة عميقة الوجع: والأبوة فلوس وبس!!!







    ******************************






    رد مع اقتباس  

  8. #18  
    المشاركات
    3,260

    الكورنيش


    بالقرب من رأس النسعة




    دار كساب طويلا قبل أن يخطر هذا المكان بباله


    كان يعلم أن هذا هو مكان علي المفضل للجلوس


    ولكنه لم يتوقع أنه قد يجلس هنا في هذا الجو الحار الملتهب


    وعند الظهر تماما!!


    مشروع ضربة شمس قاتلة باقتدار!!



    اقترب من الخيال الأبيض حتى أصبح خلفه تماما


    وضع يده على كتفه لم يتحرك مطلقا ولم يلتفت


    همس كساب بود عميق: علي قوم نرجع البيت بتجيك ضربة شمس على ذا القعدة



    همس علي بهدوء خالص: توني جاي من صلاة الظهر مابعد لي واجد وأنا قاعد هنا



    كساب بذات الود: خلاص ماتبي نرجع البيت قوم نروح لمكان ثاني


    نتكلم شوي!!



    علي بذات الهدوء الروحي المصفى: كسّاب لا تحاتيني ماحد يأخذ إلا نصيبه


    وأنا عمري ما اعترضت على شيء كتبه ربي


    ما أنكر إني متضايق واجد بس شوي وأروق يأخيك



    كسّاب بحنان عميق مختلف عن شخصيته الحالية : يأخيك مابعد صار شيء


    وأنا متأكد مليون في المية إن جميلة مستحيل تختار حد عليك



    كان كسّاب مازال سيتكلم لولا انه قاطعه رنين هاتفه


    التقطه بسرعة وهو يرى المتصل: بشّر يبه





    - ويش ويــــــش؟


    اللي ما تستحي ناكرة الجميل الكــلــبــة (صراخ كسّاب الغاضب يتعالى)





    - إلا بأقول وأقول وأقول


    ذا العرس مستحيل أخليه يتم


    تعيي من أخيعشان تاخذ كلب مثلها ماحتى تعرفه



    كان كساب ينهي الاتصال وهو على وشك الركض للمستشفى لولا اليد القوية التي أمسكت به والصوت الهادئ العميق الذي همس له:


    والله ثم والله ماتسوي شيء ولا تقول شيء


    مستكثر على جميلة حقها في الاختيار؟!!!


    هذا أبسط حق من حقوقها


    هذي بنت يتيمة ومريضة ومستحيل أخلي حد يجبرها على شيء


    ولو حاولت أنت تجبرها أنا بأوقف في وجهك


    يعني أنت متمنن عليها إنه حن راعيناها ذا السنين؟!!


    راعيناها لأنه حن كنا محتاجينهم أكثر ماهم محتاجينا


    أشلون كان قدرنا نعيش من غير خالتي عفرا؟!!



    كسّاب بغضب ملتهب وكأنه لم يسمع شيئا: هدني يا علي هدني


    خلني أوريها شغلها تظن إنها طلعت من شورنا


    تبي تختار عليك تختار عليك أنت


    هدني هددددددددني


    هددددددددددني



    علي يمسك به بقوة وهو مازال يهمس بهدوء: امش نروح لسيارتك


    خلنا نتكلم على قولتك



    كساب يحاول التفلت وهو يصرخ بغضبه العميق: خلني أوريها شغلها وعقبه نتكلم



    علي بدا صوته يعلو بارتعاش موجع: أنا حلفت ياكسّاب حلفت


    تبي تفجرني تبي تفجرني (يفجر= لا ينفذ الحلف)


    هذي حشمتي عندك؟!!


    خلاص يا كسّاب جميلة لو كانت آخر بنت في الدنيا طابت النفس منها


    جميلة اختارت حد غيري ياكساب اختارت حد غيري


    السنين اللي مضت كلها ما كان لها قيمة عندها


    19 سنة ضاعت قدام كلمتين قالها لها ولد عمها


    على ويش أتحسف ياولد أمي على ويش؟!!







    ***************************






    "يا الله قولي لي وش اللي مزعلش"



    انتفضت كاسرة بخفة ثم ابتسمت وهي تهمس بعذوبة : ومن اللي قال لك إني زعلانة فديت عينك



    الجد بعمق: بتدسين على أبيش ياكاسرة؟!!


    أعرفش أكثر ماتعرفين روحش زعلانة وزعلش كايد بعد



    كاسرة احتضنت عضده ووضعت رأسها على كتفه


    وهمست بعذوبة مصفاة مغلفة بحنان عميق: مافيه شيء جعل يومي قبل يومك



    الجد بحنان عميق: إلا يومي أنا قبل يومش وش حياتن ماأنتي بفيها يأبيش أمحق حياة كني ميت وأنا حي


    جعل ربي ما يقوله



    هتفت كاسرة بجزع: إلا جعل ربي ما يقوله تبي تروح وتخليني ياجابر أهون عليك



    الجد برجاء حازم: ها والله إنش زعلانةكاسرة والله لما تقولين لي الصدق ذا الحين إن قد أزعل ليش



    لا تستطيع أن تخفي عليه شيئا وخصوصا حين يتكلم بهذه النبرة التي تذيب قلبها أو حين يهدد أنه سيغضب منها


    لذا همست بطبيعية قدر ماتستطيع وهي تهز كتفيها: امهاب ضربني أنا ووضحى


    ثم أردفت وهي تستدرك بسرعة: بس حن اللي غلطانين يبه نستاهل



    ليس من طبع كاسرة أن تُركب نفسها الخطأ وخصوصا حين تعلم أنها على حق وصاحبة حق


    وكان صعبا عليها لأبعد حد أن تقول لجدها أنها من أخطأت لدرجة أنها تستحق الضرب


    ولكنها فعلت ذلك من أجله من أجل هاتين العينين الغاليتين


    لم ترد أن تغضبه أو تكدر خاطره أو تجعله يعنف مهابا من أجلهما


    فهي قادرة على التصرف مع مُهاب بطريقتها الخاصة المهم ألا يضايق جدها أدنى شيء


    ولكن محاولتها لم يكن لها فائدة لأن الجد انتفض بشكل مفاجئ


    وهو يبحث عن عصاه ليتوكأ عليه وهو يصر على أسنانه بغضب عميق: الخاسي وينه وينه


    يضربكم وانا عادني حيإجل إذا متت وش بيسوي فيكم


    وإلا ماعاد لي قدر ولا حشيمة



    كاسرة تناست كل شيء عدا عبارة واحدة: كم مرة قلت لك لا عاد تجيب طاري الموت



    الجد غاضب وموجوع: دقي على امهاب خله يأتي ذا الحين



    كاسرة برجاء عميق: حلاص يبه فديتك موضوع وانتهى وقلت لك إنه حن اللي غلطانين وخذنا المقسوم



    الجد بإصرار غاضب: قلت لش دقي عليه الحين يعني دقي عليه ذا الحين






    **************************






    مستشفى حمد


    غرفة جميلة



    زايد الموجوع أبدا الظالم والمظلوم ذهب ليحضر الشيخ ليملك خليفة في أسرع وقت ليستخرج عقد الزواج في الغد قبل سفر جميلة



    مزون وصلت لتصدم بالاخبار التي روعتها


    وهاهي تجلس صامتة في الزاوية تشعر بغثيان حقيقي وعيناها زائغتان



    بينما عفراء تهمس بحزم في أذن ابنتها: جميلة أنتي عارفة وش سويتي


    اخترتي واحد ما تعرفينه على علي علي ياجميلة


    عـــلـــي


    هذا زواج يا بنتي زواج وبتملكين الحين ولا تقدرين تراجعين عقبها


    زواج يا بنتي زواج مهوب لعبة



    جميلة بصوتها المبحوح المتقطع وهو تحاول تركيز النظر لوالدتها بنظرها الذي ضعف مع المرض:


    أدري يمه إنه زواج وأنا خلاص أبي خليفة



    عفراء تلقي سلاحها الأخير والأخطر: جميلة لو خذتي خليفة ماني برايحة معش فرنسا


    إذا أنتي مستعدة تروحين معه أنا ماعندي استعداد أروح مع واحد ما أعرفه



    جميلة صمتت للحظة وهي تصارع أفكارها وجنونها: بكيفش يمه



    عفراء انهارت جالسة على الكرسي لم يخطر ببالها أن جميلة قد تختار هذا الخليفة المجهول حتى عليها على أمها!!!


    كيف ستتركها تسافر لوحدها مع رجل غريب وهي بهذا الوضع الصحي المزري؟!!


    كيف


    كــــيــــف


    ألقت هذه الكلمة وهي شبه متيقنة أن ابنتها يستحيل أن تسافر دونها


    كانت متأكدة إن هذا السلاح سيجعل جميلة تتراجع عن جنونها المتمثل في الموافقة على خليفة


    وإذا بها تتورط مع ابنتها ومع جملتها!!!






    **************************






    "أنا ما أبي عبدالرحمن ما أبيه


    تكفى ما تغصبني


    ولا تحطها في الشيمة


    لأنك تدري بغلاك فلا تستخدم غلاك سلاح ضد أختك"



    تنهد مهاب بعمق يبدو أنه سيحتاج للكثير من اللف والدوران:


    ياقلبي يا وضحى


    ما يصير تقررين مصير في دقايق


    اخذي وقتش وفكري


    وما عليش من غلاي لأنش عندي أغلى



    وضحى بحزم رقيق: عبدالرحمن ماينفع لي ولا أنفع له


    مهما حاولت أنسى أو اتناسى شبح كاسرة بيظل بيننا


    أنا وعبدالرحمن مشروع زواج فاشل


    والمشاريع الفاشلة الأحسن الواحد ما يناقش فيها


    طول عمري حاطة في بالي عبدالرحمن وقباله كاسرة


    مايصير أحطه قبالي أنا والله العظيم مايصير ولا حتى تركب الصورة



    مهاب يستعد للمغادرة وهو يلتقط هاتفه الذي يرن سينهي الجولة ولكن ليس الحرب يهمس بحزم:


    إذا بغيتي الصورة تركب


    بتركب يا وضحى


    بتركب!!





    ************************






    "خليفة يأخوي من جدك هاللي سويته؟!!


    أنت في كامل قواك العقلية


    البنية يقولون لك تعبانة ويمكن تموت


    كان خليت ولد خالتها هو اللي ياخذها


    السالفة مافيها لعب"



    "جاسم اسكت عني


    الله يلعنك يا أبليس


    والله ما أدري وش هببت


    وش هببت؟!!"



    انتهى عقد القران


    انتهى



    أصبحت جميلة زوجة لخليفة المصدوم الذي لابد أن يبدأ بالتجهيز للسفر معها غدا


    فقط هو وهي


    هـــــو


    و


    هــــــــي



    فقط





    #أنفاس_قطر#


    .


    .


    .


    مع نهاية أجزاء هذا الأسبوع سنطوي مرحلة من بين الأمس واليوم


    أجزاء الأسبوع القادم سنبدأ فيها مرحلة جديدة أكثر إثارة وعمقا


    سنتعرف على آخر عائلتين في بين الأمس واليوم


    عائلتان مثيرتان جدا


    الأسبوع القادم سنبدأ بالتعرف على كاسرة من الداخل


    ومع نهاية الأسبوع سنقفز لذروة الإثارة مع شخصيتين من الشخصيات الجديدة


    فإلى الملتقى بإذن الله ومشيئته


    .


    .








    رد مع اقتباس  

  9. #19  
    المشاركات
    3,260

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    صباح الخير ياوجوه الخير الباهية
    صباح السعادة المختلفة التي قفزت من ليلاس إلى قلبي هذا الصباح
    أي مفاجأة كنتم تخبئونها لي بعثرت مشاعري سعادة وجذلا طفوليا
    أشكركم أهل ***** على تطويق عنقي بهذا الجميل
    وأتمنى أن أكون استحق المسمى والتكريم
    واستغل الفرصة هنا لأهنئ صديقتي الغاليتين العذبتين المبدعتين حد السما
    أقدار وشارمي
    وأهنئ نفسي لأن الله جمعني بهما ومعهما
    .
    .
    عبرنا مرحلة مضت وكم أنا سعيدة بكل هذا الجذب والتعارض والاختلاف
    أشعلتم الحماسة في عروقي
    لن أكثر الثرثرة عليكم اليوم أعاني من صداع مؤلم منذ البارحة <<< رحمكم الله من ثرثرتها<<< هذا كله ولم تثرثري؟!!
    .
    اليوم موعد جديد مع مرحلة جديدة
    نتعرف اليوم على عائلة جديدة ومثيرة
    والبارت القادم نتعرف على العائلة الأخرى ليكتمل عقد شخصيات بين الأمس واليوم حتى حين
    اليوم نرى ردة فعل الجد على مهاب وتأثير ذلك على كاسرة الذي سيرينا وجها جديدا لها
    تمهيدا لجزئها الخاص في البارت القادم
    كما سنراها اليوم وهي تخبر وضحى برأيها في عبدالرحمن
    نتعرف على ما حدث لعلي بعد عقد قران جميلة
    كما سنعرف هل ستذهب عفراء مع ابنتها أو لا والأسباب
    .
    .
    إليكم
    .
    .
    الجزء السابع
    .
    .
    قراءة ممتعة مقدما
    .
    .
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    .
    .

    بين الأمس واليوم/ الجزء السابع





    "تضربني يبه؟!!
    ما عمرك سويتها حتى وأنا بزر
    تضربني وأنا رجّال في الثلاثين"


    " ويوم أنك رجّال موجعك أني ما حشمت الثلاثين سنة اللي فاتت من عمرك
    أجل اللي فات من عمره أكثر من 90 سنة ولا له حشمة ولا قدر وش يقول"


    كاسرة المبهوتة من صدمتها لهول ماحدث أمامها تحاول أن تقف على الحياد
    وتجد نفسها مجبرة على الإشاحة بنظرها حتى لا تقابل نظر مُهاب
    ومشاعر متضادة تصطرع في أعماقها
    وجع انتصار خيبة ومن المؤكد كثير من الألم المتزايد الذي جثم على صدرها
    لم تكن تريد مطلقا أن تختبئ خلف جدها ليأخذ لها بحقها
    ولم تكن حتى تتوقع أبدا أن هذا الرد الحاد الموجع قد يكون ردة فعله على مهاب
    لو كانت تعلم كان يستحيل أن تتصل بمهاب وتطلب منه القدوم لمقابلة جدها


    لا تنكر أنها شعرت بشيء يشبه السعادة وهي ترى جدها يصفع مهابا
    قد لا تكون صفعته بقوة صفعة مهاب لها ولا حتى نصفها
    فالجد عاجله بصفعة قدر ماسمحت له قوته وضعف بصره بينما كان مهاب ينحني عليه ليقبل رأسه
    ولكنها تعلم أن ألم الصفعة النفسي أكثر بكثير من الألم الجسدي

    وعلى الطرف الآخر أيضا لا تستطيع منع نفسها من الإحساس بكثير من الألم الثقيل الوطأة وهي ترى أخيها الأكبر في هذا الموقف
    وهو يؤخذ على حين غرة وبدون توقع وبهذه الصورة المهينة التي لم تعتد على رؤية مهاب المهاب فيها

    (ينحني على جده ليقبله
    فيعاجله بصفعة!!!)


    قد لا يكون فعليا شعر بأي قوة لهبوط الكف الذاوية على خشونة عارضه
    ولكن هذا على كان على مستوى القياس الجسدي الاعتيادي
    ولكن على المستوى الروحي
    كان الألم غائرا لأبعد حد
    كما لو أن والدك يضربك لأنك ضربت أبنائك
    والأبشع لو كان أولادك يشاهدون
    كيف ستستطيع بعدها النظر لأولادك؟!!

    كيف سيستطيع بعدها النظر لكاسرة؟!!

    هتف مُهاب بحزم دون أن ينظر ناحية كاسرة: كاسرة اطلعي برا وسكري الباب وراش

    ربما في موقف آخر كانت كاسرة لترفض ولكنها الآن شعرت أنها تريد لها سببا للهروب منحه لها مهاب
    لذا انسحبت بصمت مثقل بوجع شفاف غير مفهوم وهي تغلق الباب وراءها

    مُهاب جلس بجوار جده ثم التقط كفه وقبلها
    ولكن الجد انتزع كفه بحدة في الوقت الذي كان مهاب يهمس باحترام:
    يبه يوم أنك يوم دعيتني ناوي تضربني كان على الأقل قلت لكاسرة تروح لحجرتها
    وعقبه سو فيني اللي تبي إن شاء الله تذبحني

    يبه كاسرة بالذات يالله قادر احكمها أشلون عقب ماضربتني قدامها
    الحين قويت رأسها علي وهي أصلا رأسها قوي

    الجد بثبات غاضب: ضربي لك ما يعيبك لكن يعيبك ضربك لأخياتك اليتامى
    وكاسرة منت بعاجز فيها
    وأدري إن كاسرة على غلاها عندي يمكن تحد الواحد على ضربها
    بس وضيحى وش سوت عشان تضربها

    مهاب بهدوء نادم: اللي صار يبه غلطت وضربتهم وأنا بحل الموضوع ومالك إلا الرضا
    طالبك ما تشيل بخاطرك علي

    الجد بعمق: أمنتك الله يا امهاب ماتضيم حد منهم أنا شيبة رجلي في القبر
    سمعي ثقيل وشوفي ثقيل وحركتي يا الله يا الله
    ماعاد باقن لي الا ذا الحشمة احشمني في بنياتيترا مايهين المره إلا الرخمة
    وانت منت برخمة ياأبيك إلا رجّال وشيخ الرياجيل
    لا تقهرهم ولا تغصبهم على شيء ما يبونه
    ترا ذي وصاتي لك والوصات ثقيلة يأبيك

    مهاب بعمق مشابه وهو يميل على رأس جده ليقبله: أبشر يبه أبشر




    ****************************




    بيت آخر في الدوحة
    أسرة أخرى هم آخر !!



    تتمدد على سريرها بطنها على السرير تستند على كوعيها لتقرأ في مجلة
    وساقاها الملفوفتان في بنطلون بيجامة زهرية تتلاعبان ذهابا وعودة
    كانت مستغرقة تماما في القراءة لذا لم تنتبه لمن دخل حتى شعرت بقوة ضربته على ساقها تلاه صوته الغاضب:
    كم مرة قايل لش ذا السدحة ما تنسدحينها والباب مفتوح هذا أولا
    ثاني شيء الحين عقب صلاة الظهر وأنتي عادش لابسة بيجامتش
    لو إبي اللي داخل عليش الحين وش كان سويتي
    توقفين قدامه وأنتي متشنقطة بذا السروال

    حينها قفزت الشابة ليتناثر شعرها المصبوغ بالأشقر الداكن على كتفيها في لفات طبيعية حول صفحتي خدين ناصعي البياض لدرجة الإشراق
    وهي تنفخ في جيبها وتهمس بطريقة مصطنعة:
    يالله سكنهم مساكنهم. هما بيطلعوا أمتى دول على قولت أمي صبيت قلبي يا غنوم

    حينها هتف غانم بجدية: كم مرة قايل لش غنوم ذي ما أبي اسمعها. نعنبو صار عمري 27 احترميني شوي

    حينها همست بخوف مصطنع: يمه خوفتني. شوف يدي أشلون ترجف. شوفني خلاص بانهار بانهار. خلاص انهرت!!

    قالتها وهي تلقي بنفسها على السرير وتخرج لسانها كله للخارج وتغمض عينيها في إغماء مسرحي مضحك

    حينها ابتعد غانم خطوة وهمس بقرف باسم: أقرفتيني دخلي لسانش يا الوسخة

    حينها همست وهي مازالت على نفس الوضعية ولسانها يتدلى للخارج: أنا مغمي علي أشلون أدخل لساني.

    ابتسم غانم لجنون شقيقته ثم قال بجدية: قومي سميرة بدلي ملابسش وانزلي لأمي محتاسة مع البزارين جننوها

    حينها قفزت سميرة وصاحت بغضب حماسي مضحك:
    أما أمك هذي غريبة
    اللي مثلها المفروض تقول يالله حسن الخاتمة. مهوب يوم صار عمرها خمسين رايحة تجيب بزرين على آخر عمرها
    والمشكلة ماعاد فيها حيل تبزي. اخذي ياسميرة وابزي
    جابت أول شيء القرد صويلح قلت يالله خطأ مطبعي ما نشره على الشيبان
    لكن عقبها على طول ترجع وتحمل وتجيب السحلية مهاوي. هذي عاد متقصدة هي وشايبها.
    ومن زين الانتاج بعد صدق انتاج شيبان مخبطين. شواذي يلوعون الكبد.
    قال بزران قال. هذولا آفات

    حينها انفجر غانم بالضحك: وهذا كله شايلته في قلبش يا حرام.يا مظلومة.

    حينها ابتسمت سميرة: إيه وش عندك اضحك على طقم السنون اللي يلمع هذا
    ولا ابتسامة نجم سينما

    غانم يضحك: الله أكبر يأم عيون.

    سميرة بمرح: عدال يا غنوم. ترا كله إلا سنون تركيب وش بأنظل عاد

    ثم أردفت سميرة بخبث لطيف وهي تخفض صوتها وتلتصق بغانم: إلا غانم صدق صدق
    اللي تكسرت سنونك عشانها تستاهل إنك تهاد عشانها ويكسرون بظمك الشين بعد؟

    حينها أبعدها غانم عنه بغضب: كم مرة قايل لش ذا الموضوع ما تفتحينه. الشرهه علي إني علمتش المفروض خليتها هدة شباب وبس. وما قلت لش السبب

    سميرة باستجداء مرح: غانم حبيبي غنومتي تكفى. بأموت أبي أدري
    شوف كم لك معلمني ثلاث وإلا أربع سنين يمكن. والله ماحد درا
    بس أبي أدري هي حلوة تستاهل إن غنوم الجنتل يحوسون وجهه عشانها.
    تكفى فضول بنات. تهون عليك سميرة حبيبتك

    حينها غادر غانم دون أن يرد عليها ليقف عند الباب ويهمس بحزم:
    لا تأخرين على أمي. محتاسة بين الاثنين وماعندها حد من الخدامات. بسرعة انزلي.



    بعد دقائق تنزل سميرة لتجد والدتها تحمل الصغيرة ذات الأشهر الثلاثة على ساقيها
    والصبي الذي أكمل عامه الأول للتو تهزه على مقعده الهزار وصراخه يتعالى

    سميرة تنحني لتقبل رأس والدتها ثم تتناول صالح من مقعده لتجلسه في حضنها
    وهو تحتضنه بحنو وتوزع قبلاتها على وجهه ويديه وهي تهمس بحب شاسع :
    (يا لبي قلبه يهبل ياناس من وين ياكلونه ذا السكر ذا) وهي تتناسى كل شتائمها في الأعلى قبل دقائق

    همست والدتها بتعب عميق: زين جيتي تعبانة خالص.هلكوني

    سميرة برقة: والخدامات وينهم غانم جايب لش ثنتين حق البزارن بس وما تخلينهم حتى يمسكونهم

    أم غانم بإرهاق: دول لسه لحمة حمراء أزاي أخلي الخدامات يبزونهم

    حينها انفجرت سميرة ضاحكة: أما عاد يمه (أزاي يبزونهم) ذي. مافيها حيلة على قولت حمد السعيد

    ابتسمت أم غانم بتعب: الله يا بت لازم تعزربي بس

    انفجرت سميرة بضحك هستيري: (تعزربي) بس يمه تكفين. بطني بأموت


    "شوي شوي لا تموتين على روحش بس"

    التفتت سميرة لمصدر الصوت الباسم التفت لناحية الباب الذي يؤدي للمطبخ الخارجي
    حيث دخلت شابة لتنتزع جلالها ويظهر وجهها المحمر من حرارة الجو
    ابتسمت سميرة: هلا طماطة هانم أنتي ما تشبعين من قعدة المطابخ
    ما ألوم صويلح طردش من بيته. تقابلين المطبخ أكثر ما تقابلينه

    ابتسمت الشابة: أقله يوم رحت للرّجال مافشلت روحي بيضت وجهه في كرايمه وعزايمه
    أما أنتي الله يخلف على اللي بتاخذينه ما تعرفين حتى تسلقين بيضة

    لاعبت سميرة حاجبيها: بأسوي له كل يوم بديكير ومنيكير ويحمد ربه

    الشابة انحنت على والدتها وأخذت الصغيرة من يدها وهمست بحنان:
    يمه روحي أنتي نامي شكلش منتهية من التعب ولا تحاتين صلوح ومهاوي

    أم غانم بتردد: وعيالش يمه

    الشابة بحنو: عيالي اليوم عند إبيهم ومهوب جايين الا في الليل
    ثم ابتسمت: وبعدين عيالي صاروا شيبان أصغرهم عزوز قرب يكمل خمس سنين

    أم غانم غادرت تسحب قدميها لغرفتها القريبة التي نقلتها للطابق السفلي بعد أن أصبحت عاجزة عن صعود الدرج بشكل متكرر

    بينما همست سميرة بخبث وهي تميل على أختها: وش عندش راضية على أبو العيال خليتيه يأخذ الشباب طول اليوم

    همست الشابة بغيظ: ياختي ما أبيه يلاقي سبب يدقدق علي (خليهم معي شوي) وانا عارفة إنه يتلكك عشان يكلمني بس
    قلت لخويلد يقول له إنهم اليوم بيقعدون معه لين في الليل

    حينها همست سميرة بمرح: ياحرام على الحركات يا ويلي يا ويلي
    ثم أردفت بابتسامة أكبر: اما يا نجول خسارة اسم اخي صلوح اللي سميناه على رجّالش

    رفعت نجلاء حاجبا وأنزلت الآخر: والله يا حبيبتي ما سميتوا صالح عشانه رجّالي لكن عشانه عاجبكم
    وبعدين يا حبيبتي ترا سماوة أبو خالد لحد الحين واقفة في حوشكم وهي اللي توديش وتجيبش

    سميرة تضحك: يه يه يه بتذلنا عشان رجالها عطانا سيارة سماوة عليه
    هذا أصلا أقل شيء يسويه يحمد ربه سمينا ذا القرد عليه قصدي الغزال
    (قالتها وهي تدير وجه صالح الصغير ناحية نجلاء وتعتصره بين سبابتها وإبهامها)

    نجلاء بغضب رقيق: هدي صلوح يالخبلة آجعتيه
    وبعدين لا عاد تقولين رجّالي ما أحب تذكريني

    سميرة تهز كتفيها: ويعني ولو ما قلت رجّالش بيغير من الوضع شوي لا هو اللي طلقش ولا أنتي إلا رجعتي

    نجلاء بحزم موجوع: مصيره يمل يطلقني

    سميرة بهدوء مختلف عن شخصيتها الصاخبة: يا خوفي يتزوج وهو معيي ومعند ما طلقش

    همست نجلاء بضيق شعرت به يكتم على أنفاسها فجأة: يعني سمعتي سالفة إنه يبي يتزوج

    سميرة بهدوء : سمعت مثل ما سمعتي.
    إنه يخطب جوزاء أرملة أخيه أخت اشعيع بنت فاضل

    نجلاء بضيق متزايد تحاول كتمانه: غريبة إن صالح مانفذ وتزوجها أو تزوج غيرها لأن صالح ما يقول شيء إلا هو بيسويه فعلا
    لكن هي أو غيرها ما يهمني المهم يطلقني قبل ما يتزوج

    سميرة تبتسم: ماظنتي يطلقش أنا عمري ما شفت رجّال يحب مرته مثل ما صالح يحبش

    نجلاء بحزن عميق: أمحق حب يعرفه صالح وش الحبيب اللي يعاير حبيبه في الطالعة والنازلة

    سميرة انتفضت بغضب حاد مفاجئ: أمي تاج رأسه هو وهله وطوايفه أمي مهيب عيارة

    نجلاء بضيق عميق عميق: أكيد سميرة أمي مهيب عيارة بس لما يكون هو قاصد يعايرني ويهيني مستحيل أسكت
    تخيلي بكرة كل ما يعصب يقول لي قدام عيالي يا بنت المصرية
    لما كان يقولها على سبيل المزح مثل: خذتي هالحمار والبياض من خوالش المصريين كنت عادي أمشيها ولو أني ماعندي خوال
    بس صار كل ما يعصب علي يقول لي يا بنت المصرية كن مالي أب أو مالي اسم
    يعني مافيه يا بنت راشد ولا يا نجلاء ولا يأم خالد بنت المصرية وبس

    ثم بدأ صوت نجلاء بارتعاش: يعني ما حشم أني بنت عمه ولا أم عياله ولا عشرتنا ذا السنين اللي فاتت كلها
    خلاص مافيني أستحمل والله مافيني.
    عاد كله ولا عيشة مع رجال ما يحترمش ويحترم هلش حتى لو هو يذوب في الأرض اللي تمشين عليها

    سميرة ترفع عينيها لغانم الذي ينزل الدرج بثبات حازم وتهمس بخفوت:
    اقصري السالفة غانم نازل. لو درا ، مهوب بعيد ييتيم عيالش مجنون ويسويها




    **************************






    رد مع اقتباس  

  10. #20  
    المشاركات
    3,260

    بعد صلاة العصر
    خليفة يتجهز للسفر وهو لا يعلم حتى إن كانت تأشيرته ستنتهي في الغد كما وعده زايد
    يشعر كما لو أنه مخلوق آلي يتحرك بدون أي احساس
    هاهو يضع ملابسه في حقيبته يشعر كإحساس ضائع في لجة محيط مرعب
    فهو اعتاد دائما على التخطيط الدقيق والارتجال يربكه
    حين قرر الوقوف في وجه زايد كان مخططا بسيطا سينتهي برفض جميلة له ولكنه في ذات الوقت سينتهي بنوع من الرضى النفسي له
    لأنه استطاع أن يجعل غيره يشعر بما شعر به
    وغريب هو الإنسان الذي يجد في سلواه في رد الأذى عن نفسه أن يمارس ذات الأذية في حق الآخرين

    ولكن هاهو الآن رجل متزوج ومسؤول عن فتاة مريضة حمّلته والدتها مئات الرجاءات المبللة بالدموع:

    تكفى ياخليفة يأمك جميلة اختارتك حتى علي أنا
    اختارت ريحة إبيها فيك تكفى ما تخذلها
    جميلة مريضة واجد ووضعها صعب والحالة النفسية أهم خطوة في العلاج
    تكفى ماتخليها دقيقة ولا تحسسها بالغربةجميلة عمرها مافارقت حضني دقيقة
    وتراها من رقبتي في رقبتك
    تكفى يامك
    تكــــفى
    تـــــــــــكفــــى


    صدى صوتها يتردد في كيانه المثقل ليختلط مع صدى صوت الطبيبة التي راح يستوضح منها عن مرض جميلة بالتفصيل
    ليزداد ضياعا على ضياعهوارتباكا فوق ارتباكه:

    جميلة مصابة بمرض فقدان الشهية العصبي anorexia وفي مراحل متقدمة من المرض ووضعها متدهور
    يعني يأخ خليفة وبما أنك زوجها خلني أصارحك
    إن أم زوجتك تأخرت كثير في علاجها يعني المفترض على الأقل 6 شهور من بدء المرض تجيبها عندي لكن هي جابتها بعد سنة
    لأنها اعتقدت انه هذا مجرد ريجيم تعمله بنت مراهقة
    بينما بعد الست شهور فكرة النحافة تصير هوس عند المريضومهما نحف يظل يعتقد انه يحتاج للمزيد
    وبعد ذلك تأخروا في السفر لمصحة للحالات المتدهورة واللي انا لي زمان انصح فيها
    الآن انت قدامك مشوار صعب لأنه جميلة نفسها لازم يكون عندها رغبة قوية للعلاج وهالشي مش موجود
    جميلة لحد الآن مقتنعة إنها تعاني من السمنة وترفض الأكل
    ولازم أصارحك إن 70 بالمئة من العلاج بيعتمد عليك بما أنك الوحيد اللي بتكون معاها
    لازم تمسك العصا من النص تشد عليها عشان الأكل وفي نفس الوقت تكون حنون عليها
    ولازم تزرع فيها رغبة العلاج وتقنعها انها الآن نحيفة بطريقة ماتعزز الأنوثة عندها لكن تسلبها
    ولازم تقنعها إنك تحب الجسم المليان وماتحب الوحدة الهزيلة بهالشكل

    حينها انتفض خليفة بجزع: أنا

    الدكتورة أكملت بابتسامة: أيوه أنت لأنه بما أنك زوجها
    فأكيد هي تبي تكون حلوة وجذابة في عيونك فلازم تعزز هالشيء عندها
    الشيء الثاني وعشان تكون على بينة مرض فقدان الشهية في مراحله الاخيرة يؤدي لتوقف الدورة الشهرية
    وفعلا دورة جميلة متوقفة من أكثر من 7 أشهر ورحلة العلاج راح تكون طويلة فعلا
    وبتستغرق وقت أطول لرجوع الدورة الطبيعية وهالشيء يمكن يأثر على الحمل حتى في حال شفاء جميلة إن شاء الله

    كان وجه خليفة يتلون بشتى الألوان والطبيبة تتحدث وهو يسب نفسه على إدخال نفسه في كل هذا
    حتى وصلت الطبيبة لموضوع الحمل ليمتقع لونه تماما ويهمس بحرج:
    أي حمل يا دكتورة؟!! خليها الحين ربي يشافيها على خير ولكل حادث حديث


    وهاهو يستعيد كل هذا في ذهنه وهي يرتب ملابسه بذات الآلية الرتيبة دون حتى أن ينتبه لدخول شقيقه جاسم عليه:

    "خليفة يأخوي من جدك هاللي سويته؟!!
    أنت في كامل قواك العقلية
    البنية يقولون لك تعبانة ويمكن تموت
    كان خليت ولد خالتها هو اللي ياخذها
    السالفة مافيها لعب"

    نظر خليفة لجاسم نظرة خالية من الحياة وهمس بسكون :جاسم اسكت عني
    ثم أردف بضيق: الله يلعنك يا أبليسوالله ما أدري وش هببتوش هببت؟!!"

    جاسم يجلس على السرير وهو يشبك يديه أمامه بقلق: خليفة لو ماتت البنت عليك وانتو بفرنسا لا قدر الله
    أشلون تقدر تحط عينك بعين أبو كسّاب اللي قعد ساعة عقب الملكة يوصيك عليها جنه معطيك قطعة من يوفه.
    والله العظيم أني ظنيت انه مزوجك بنته موب بنت عمنا

    خليفة بقلق مشابه: لا تفاول ياجاسم إن شاء الله ما نرجع الا وهي مثل الحصان

    جاسم بحزم: خليفة لا تاخذك العزة بالأثم طلق البنت وخل أهلها يسافرون معاها مثل ماكانوا مقررين

    انتفض جسد خليفة بعنف ليقذف بالقميص الذي كان بيده داخل الحقيبة بحدة وهو يلتفت بغضب لجاسم:
    شنو شايفني عشان أسوي جذيه حرمة؟!!
    يمكن غلطت في تهوري بس خلاص جميلة صارت حرمتي وأنا الحين اللي مسئول عنها
    ومستحيل أتنازل عن مسؤلياتي لأحد ومستحيل أصغر نفسي قدام الرياييل

    جاسم يقف وهو يهمس بحزم: أنا بريت ذمتي خلاص وأنت بكيفك




    *****************************




    "اشعيع ومرض سكري الدريشة لا أحد يشوفش"

    شعاع تلتفت لجوزاء وهي تهمس بملل: ليت حد يشوفني بس
    خير شر ماعاد تشوفين في ذا الشوارع حد مزيون يا سواق بنغالي والا هندية طاقة من بيت أهلها
    الظاهر وقفوا عن تصنيع المزايين على حظي

    جوزاء تجلس ابنها على حجرها وتهمس: زين يالزينة اللي تدورين المزايين ليش مادة البوز

    شعاع بحماس غاضب: وضوح الكلبة ماترد على تلفوناتي

    جوزاء تهز كتفيها: وخير ياطير ماردت وش حارقش أنتي

    شعاع بغضب لطيف: أشلون خير ياطير. باموت أبي أعرف وش رأيها في خطبة عبدالرحمن

    جوزاء بسخرية: رأيها تحب يدها مقلوبة اللي جاها واحد مثل عبدالرحمن
    غير عن أخلاق عبدالرحمن العالية وكونه دكتور جامعةعبدالرحمن حتى على مستوى الزين أحلى منها

    شعاع بابتسامة: ماخذة مقلب قي أخيش ترا عبدالرحمن ماشيء حاله مهوب ذابحة الزين ترا
    ثم أردفت باستغراب: بس أنتي صدق ما ينعرف لش توش اليوم الصبح تقولين وضحى أحسن من أختها المعقدة
    يعني ماعجبش يوم خطب الحلوة ولا عجبش يوم خطب العادية

    جوزاء تضحك: عادية؟!! تحبين تخففين المسميات وضحى مهيب حلوة أساسا

    حينها انتفضت شعاع غضبا: وضحى مافيها قصور وزين أخلاقها يغطي على كل عذاريبها هذا لو فيها عذاريب!!
    ثم تهورت شعاع في غضبها وهي تصرخ: وهي أساسا أحلى منش وأخلاقها أحسن من أخلاقش وما أسمح لش تغتابنيها

    جوزاء انتفضت بغضب كاسح: أنا يام لسان أنا ياقليلة الأدب تطولين لسانش علي عشان بنت خالش

    شعاع بذات الغضب: بنت خالي مهيب هنا ترد عن نفسها وإلا أنتي بس تبين تعذربين في الناس
    لا كاسرة عاجبتش ولا وضحى عاجبتش. عشانش وحدة معقدة وتبين تطلعين عقدش في الناس

    حينها مدت جوزاء يدها لشعر شعاع وأنشبت أناملها فيه وشدته بقسوة:
    والله لا عاد تطولين لسانش علي لا تشوفين شيء مايسرش. وو.

    كانت شعاع تصرخ بألم وهي تحاول تخليص شعرها من براثن جوزاء
    وكانت جوزاء مازالت ستتكلم وتسب وتصرخ فشعاع جاءت على وجيعتها تماما
    حتى شعرت باليد الصغيرة التي تضربها والصوت الباكي: ماما خلي شاشا خليها

    لتنتفض بعنف جازع وتفلت شعر شعاع وهي تنظر ليديها برعب كالمذهولة ثم تحتضن صغيرها:
    بس حبيبي أنا آسفة كنت ألعب مع شاشا حبيبي

    بينما تأخرت شعاع للزواية تبكي
    حين أسكتت جوزاء ابنها اقتربت منها وجلست جوارها وهمست بحنان انقلبت فيه من النقيض للنقيض حنان ولّده صغيرها حسن:
    آسفة شعاع آسفة سامحيني ياقلبي

    ولكن شعاع تأخرت للخلف بينما جوزاء قرصت خدها برقة: خلاص اشعيع انتي بعد طلعتيني من طوري

    شعاع بين شهقاتها: يعني تبين أخليش تأكلين في لحمها وأسكتأنتي تعرفيني ما أسكت على الغلط

    جوزاء بجزع: ياكبرها عند الله. استغفر الله استغفر الله. خلاص يا بنت الحلال أخر مرة أجيب سيرة حد ماقصدت شيء والله العظيم
    ثم أردفت بمودة صافية : أنتي عارفتني يالله عاد مايهون علي زعلش
    آخر مرة أخر مرة صدقيني

    سكتت شعاع وهي تضع رأسها على كتف شقيقتها استجابة لمد جوزاء ليديها لها وهي تعلم أنها لن تكون المرة الأخيرة كما تقول
    لن تكون الأخيرة!!
    حتى وإن كانت لا تقصد كما تقول فهي ستقول ثم ستندم ثم ستقول فتندم
    في دائرة لا تنتهي من التناقضات التي تغضب جوزاء نفسها قبل أن تغضب غيرها

    فهذا دأب جوزاء بشخصيتها المتقلبة العصية على التفسير
    والتي ظهرت بشكل مركز بعد حادثة وفاة زوجها الغريبة!!




    ********************************





    "كاسرة يأمش روحي شوفي وضحىماطلعت من غرفتها من صبحمع إن امهاب جاني وتعذر مني ويقول إنه أرضاها
    فليش ما نزلت وحتى الغداء ما تغدت"

    كاسرة بابتسامة: كفاية أنا تغديت معش

    كاسرة تجاوزت ضيقها كلها من صفعة مُهاب لها صباحا فجدها اقتص لها منه وأراحها من التفكير بوسيلة للتنكيد على مُهاب ومعاقبته
    ولكنها طبعا لم ولن تخبر أحدا بما حدث ربما كان السبب الأبرز أنها بطبعها كتومة لأبعد حد
    وربما لأنها لم ترد إثارة غضب والدتها
    وربما لانها في عقلها الباطن ترفض فكرة إهانة مُهاب ونشر خبر إهانته
    وربما لانها شعرت أنها في ذات اللحظة التي ارتاحت فيها عادت لتتضايق من أجله


    مزنة بضيق: قومي يا بنت تبين تقارنين وضيحى اللي كل شيء يحز بخاطرها بوحدة مثلش وجهها بليته

    كاسرة مازالت مبتسمة: أفا يام امهاب أفا الدعوة خاربة.
    الحين هذا انضربت معها ولا حد عبرني ولا حد رضاني
    لكن أبشري بأروح لأم دميعة أشوف علومها

    كاسرة وقفت للتوجه للأعلى بينما وصلها صوت والدتها الحازم:
    إياني وإياش توجعينيها بالحكي أعرفش إذا بغيتي تصيرين مغثة صرتي أكبر مغثة

    التفتت لها كاسرة وهي تكاد تصل أسفل الدرج ومازالت تبتسم:
    تدرين يامزنة مالي خاطر أزعل عليش بس ما يضر نسجلها في الدفتر يمكن نعتازها بعدين

    كاسرة صعدت للأعلى بخطوات هادئة حتى وصلت لباب غرفة وضحى طرقت الباب بهدوء وحزم ثم فتحت مباشرة
    لتتفاجئ أن وضحى تجلس على مكتبها منخرطة في الاستذكار

    كاسرة هتفت بسخرية: ماشاء الله الأخت تدرس ومخلية أمي قلبها ماكلها عليش

    وضحى رفعت عينيها بعتب عميق وساخر في ذات الوقت: والله ماحد طل علي ولا سأل عني
    وبعدين حنا في آخر الكورس وامتحاناتي خلاص ماباقي عليها شيء وأنا كورس تخرج
    وش تتوقعين أسوي أتحزم وأرقص يعني؟!!

    كاسرة أنزلت حاجبا ورفعت الآخر وهي تميل شفتيها بسخرية: عشتو وتنافخين بعد
    والله ظنتي إن أخيش حبيب قلبش هو اللي معطيش طراق مهوب أنا ولا أمي

    وضحى بذات السخرية: والله امهاب جعل يومي قبل يومه جاني وراضاني وسمّح خاطري

    حينها اقتربت منها كاسرة بغضب لتنكمش وضحى قليلا وهي تشعر أن كل شجاعتها التي حاولت تجميعها تبخرت
    همست كاسرة بغضب خفيض وهي تقف فوق رأس وضحى:
    أنتي شنو جنسش لعب عليش بكلمتين وقولي بعد إنش بتوافقين على عبدالرحمن أبو تمبة

    وضحى تفرك يديها وهي تنظر للكتاب بين يديها وهي تقرر اتخاذ استراتيجية أخرى
    لتهمس لكاسرة باحترام مدروس تماما غذت به غرور كاسرة: هل تشوفين فيه عيب

    حينها تنهدت كاسرة بارتياح لأنها شعرت أن زمام الأمور عاد ليديها وتراجعت لتجلس على طرف السرير قريبا من وضحى
    وهمست بهدوء حازم: عبدالرحمن بنفسه مافيه عيب أبد
    بس أنا ما أحب حد يجبرش على شي أنتي ما تبينه أو منتي بمقتنعة فيه

    حينها همست وضحى باستجداء تمثيلي بارع لا تقصده مطلقا
    ولكنها طريقة تعرف أنها تنفع مع كاسرة التي تكره أن يعاندها أحد وإذا رأت أن من أمامها يستسلم فهي تتنازل عن كثير من حدتها:
    زين كاسرة ويوم أنه مافيه عيب أبد ليش ما وافقتي عليه
    وهل ياترى لو أنا وافقت عليه الموضوع بيضايقش؟

    حينها ضحكت كاسرة برقة: أتضايق وليش أتضايق من جدش ذا السؤال
    طبعا مستحيل أتضايق وهذي إجابة السؤال الثاني وإذا كان هذا سبب رفضش له تكونين غبية
    أما إجابة السؤال الأول فعلا عبدالرحمن مافيه عيب عندي إلا عمره أشوفه صغير واجد علي

    وضحى باستغراب شديد وهي تعرف للمرة الأولى سبب رفض كاسرة لعبدالرحمن:
    صغير!! وواجد عبدالرحمن عمره 31 سنة يعني أكبر منش بخمس سنين!!

    حينها ابتسمت كاسرة: أنا واحد أقل من الاربعين ما أبي

    وضحى بدهشة عميقة: كاسرة أنتي صاحية وحدة في جمالش وشخصيتش وش يحدها تأخذ شيبة؟!!
    اللي مثلش تحط رجل على رجل وتختار في أحسن الشباب

    كاسرة بذات الابتسامة: واحد في الأربعينات ماينقال له شيبة لكن ينقال رجّال ثقل ورزانة وشخصية تبلورت خلاص

    ثم أردفت وهي تقف بالقرب من النافذة وتنظر للخارج:
    تدرين وضحى أنا أدري إن شخصيتي قوية لكن في ذات الوقت ما أبي شخصيتي تطغى على شخصية اللي بأتزوجه
    لو خذت لي شاب صغير صدقيني أنا اللي بأفرض عليه كل شيء أبيه
    لكن لو خذت رجال عدى الأربعين رجّال شخصيته مكتملة ومتبلورة من سنين صعب أفرض عليه شيء.
    وهذا هو اللي أنا أبيه. رجّال صدق

    وضحى وقفت بجوارها وهي تنظر معها للخارج وتهمس باستنكار رقيق:
    أفكارش غريبة صريحة. كم شاب في الثلاثينيات أو حتى العشرينيات شخصيته قوية ومستحيل حد يفرض عليه شيء
    الحين امهاب مثلا توه ثلاثين تعتقدين إنش تقدرين تفرضين عليه شيء

    كاسرة ببساطة: شخصية امهاب غير وظروفنا كانت غير
    امهاب اضطر يتحمل المسئولية وهو صغير وذا الشيء قوى شخصيته
    وخصوصا مع تربية أمي اللي هي بعد كانت غير

    وضحى عاودت الجلوس على مكتبها وهي تهمس بالاحترام المدروس إياه:
    بصراحة كاسرة كلامش مهوب مقنع اسمحي لي

    حينها التفتت كاسرة لها وهمست بهدوء: مهوب لازم تقتنعين المهم أنا مقتنعة
    وثاني شيء انزلي لأمي شوي أمي تحاتيش
    ثالث شيء إذا أنتي مقتنعة بعبدالرحمن وكنتي تبين ترفضينه عشاني فخلي منش ذا الخبال وسوي اللي أنتي مقتنعة فيه وبس وماعليش من حد

    أكملت كاسرة عبارتها وانسحبت بهدوء لتغلق الباب خلفها
    بينما توجهت وضحى لتستبدل ملابسها وتنزل لوالدتها وكثير من الأفكار تزدحم في خيالها
    وهي تشعر براحة عميقة لجلسة المصارحة الغريبة بينها وبين شقيقتها
    فهذه المرة كانت من المرات القليلة التي تفتح كاسرة قلبها وتحكي مابداخلها!!




    **************************






    رد مع اقتباس  

صفحة 2 من 29 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  2. علاقة الجار بالجار بين الأمس واليوم
    بواسطة بوغالب في المنتدى خارج مقص الرقيب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-Nov-2011, 08:50 PM
  3. الأمس واليوم وغدا الخصر النحيل هو رمز الأنوثة والخصوبة
    بواسطة بوغالب في المنتدى الاسرة والطفل
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 09-Aug-2010, 08:17 AM
  4. بعد مباريات الأمس واليوم .جدول الترتيب للدوري السعودي
    بواسطة البنت التي كويس في المنتدى كرة القدم المحلية و العربية و الاوربية
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 31-Oct-2008, 01:37 PM
  5. المغازل بين الأمس واليوم وعقب باكر
    بواسطة سفيرة الصمت في المنتدى نكت مضحكة - طرائف - الغاز - Joke
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-Jan-2007, 02:18 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •