الملاحظات
صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 34

الموضوع: رواية في أحضان الجنوب

سلآمٌ كريم من ربٍ غفورٍ رحيم . . 2001 م قرية نآئيه بدآئيه جداً تبعد عن مدينة أبهآ 300 كيلوآ متر

  1. #1 رواية في أحضان الجنوب 
    سلآمٌ كريم من ربٍ غفورٍ رحيم

    .
    .




    2001 م
    قرية نآئيه بدآئيه جداً
    تبعد عن مدينة أبهآ 300 كيلوآ متر
    [ جنوب السعوديه ]










    [1]


    أبهآ
    بين قُضبآن الحديد في اكره مكان على وجه الكره الارضيه
    امتزج الظلم بالجُرم حتى شكل تجرع العلقم
    حكآيآ الم لآ تنتهي وروآيآت عصآبآت لآ تتوقف
    سبعة شهور مُوجعه ومآ اطول الايآم
    واثقل الثآمنية عام
    عدد من اعدآد الحيآة اللعينه
    نزفت قلوب اضنآهآ الحنين
    وتقطعت بهآ السبل !!!


    .
    .



    قرية السيل
    تقف على فرآشٍ بآلي تحدق في مرئآه شُطبت من
    الأعلى للأسفل
    من الوهوله الأولى يُخيل لنآ ان الفقر انهكهم
    واستوطن منزلهم
    تأملت بطنهآ البآرز ابتسمت بألم يعتصر قلبهآ
    لطفل في احشآئهآ
    يتعمد ان يذكرهآ انهُ هُنآ برفسآته المتوآليه
    حآلهآ لآ يتخير عن أي حآلٍ لهآ من سبع شهورٍ مضت
    الآ ان اليوم لمعة العشق في عينيهآ وآضحه
    وفرحة اللقآء لربع سآعه مكسوره ولآكن تُسمى فرحه



    الأربعآء.
    يوم من أيآم الأسبوع قدسته وعلت بهِ فوق هآم النجوم
    موعد تلآقي اروآح العآشقين بضع دقآئق
    كفيله بأن تكــون ;;
    مثآبة الحُقن المهدأه
    .
    .
    .
    ابتسمت عجوزٍ بدت تجآعيد الزمن وآضحه على أغلب ملآمحهآ
    وهموم الحيآة اثقلت كآهلهآ
    وحآلُ بنت ابنتهآ [الرآحله ]
    يشكل خنآجر تطعنهآ في كل ثآنيه
    طفله حُبلى !!!! لم تتجآول الثآمنه عشر وتحمل في أحشآئهآ روح
    .
    .


    قآلت مُتجآهله فرحة طفلتهآ الكسيره
    [ حنآن جدك ينتظرك برآ ]
    بآدلتهآ ابتسآمه بآهته وهي تلقي نظره اخيره على هندآمهآ
    قميص وآسع يخفي بروز بطنها
    مع أكمآمٍ مُزمزه
    تغلب عليه الوآن زرقة السمآء الممزوجه بألوآن الغروب
    ملآمح جمآل انطفأ
    لطآلمآ سهرت عيون تسكن الحديد لهذآ الجمآل المذبول
    همست لجدتهآ
    [ أوكي جده الحين خآرجه ]
    قبلت جبين العجوز المكلومه ارتدت عبآئتهآ السآتره على عجل
    وادخلت يديهآ في القفآزآت النآعمه بحذر من رجآل القريه
    المُتجمعين عند موقف الحافلات








    تحت وطأتِ الشمس الحآرقه
    وقت توسطهآ كبد السمآء
    في اكثر الأوقآت حرآره
    السآعه الثآنيه عشر ونصف
    نصف سآعه تجرعتهآ برضى
    همست لجدهآ العجوز اللذي لآ يتخير عن زوجته
    هموم الحيآة اثقلته
    هم حفيدته فتك بهِ وشطر قلبه
    واكثر مآ يؤرقه انهآ لآتزآل مُتمسكه بالحيآة
    وتفتعل المرح لتخفف عن قلوبهم من الحمل الثقيل
    [جدي كن السيآره تأخرت اليوم مو ؟ ]
    أجآب بحكمه وهو المشتهر بالصمت
    [ أن الله مع الصآبرين ]
    مِزآج جدهآ غريب لآ يبتسم الآ نآدراً
    تغلب على ملامحه الجديه
    زفرت بـ يآرب وهي تبتسم لوصول الحآفلة
    مع تأخرها عن العآده 11 دقيقه
    .
    .


    لتقضي سآعآتهآ الثلآث تبني الأحلام
    وتصآرع الآلآم من رفسآت جنينها
    التنقل في حافلات قديمة ومستهلكة خطر على صحتها ووضع جنينها
    ولكن تخشى مرور الأسبوع دون أن ترآه
    وتخشى أن يتأخروآ عن الوقت المحدد
    لوجود الرجل اللذي
    تكفل ان يجعلهم يرونه دآخل غرفه مُغلقه
    اسبوعياً بعيداً عن ضوضآء زوآر السجن
    وبين هذآ وذآك غفت عينيهآ

    v,hdm td Hpqhk hg[k,f







    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    ابتسآمة وجع.



    [2]



    خفقآت قلب مصحوبه بصوتِ تنفسٍ عآلي
    مُتنآسيه تلك الآلآم وذآك الوجع وتلك الأنآت
    والحُمى اللتي لم تفآرقهآ في الآونه الأخيره
    لم ترهُ في الأسبوع المآضي لأن [ رجل الوآسطه ]
    اللذي يعرف شيخ القبيله
    لم يستطع ان ييسر اللقآء بسبب وجود زآئر مسؤول في السجن


    طفله ترفُلُ في ثيآبِ التنآقض فرح العشق ووجع الحرمآن وقمة الحنين
    حآولت أن تُخفي توترهآ ولكن تأبى محآولتها النجآح
    همس بِهآ جدهآ
    [ حنآن لآتزيدينه على مآبه لآ أشوف دمعتك تنزل ]
    تنهدت بعمق وهي تمسك مِقبض الكرسي الحديدي بكل قوتهآ
    وكأنهآ تفرغ وجعهآ فيه
    [أن شآء الله]
    كرر عليهآ بذآت الهدوء اللذي يخفي برآكين خآمده
    [ لآ تقولي له عن حآلنآ وان نشدك " سألك " قولي له مستوره ]
    أومأت برأسهآ علآمة الموآفقه وهي تنظر[ للمرآفق ]
    اللذي أدخل أحمد عليهم
    وأقفل البآب الحديد لينتظر مرور ربع سآعه خآرج الغرفه
    .
    .
    تقدم احمد بخطوآت وآسعه وانحى تقبلاً في يد العجوز
    باتسآمه تُخآلطهآ الدموع
    [ اشلونك يآ الغآلي ]
    زفر الجد بوجع قآمَ بأحتضآن حفيده اللذي كآن السند له في الرخآء قبل الشده
    [ زين يآبوك بشرنآ عنك انت عسآك مرتآح ]
    استرق نظره خآطفه لهآ أُنثآه المجنونه وطفلته المدللـه
    أجآب بعد توتر وآضح
    [زين الحمد لله يآجدي مآ ينقصني غيركم ]
    وجود الجد مقيده من المعصم يتمنى ان يقذف بهذآ النقآب لأبعد مكآن حتى يرى وجههآ الملآئكي
    همس بتردد وحرج من الجد [ اشلونك يآ حنآن واشلون الحمل عسآك مو تعبآنه ]
    رفعت عينيهآ لتصتدم بعينيه
    علتهآ رجفه توصلت الى أعمآق قلبهآ وهي ترآه غير اللذي عهدته
    اسبوعين كآنت كفيله ان تقلبه رأساً على عقب
    دقنه أزدآدت طولاً عن المؤلوف وجسمه الريآضي بآت هزيلاً للغآيه
    عينآه مُحمره من شدة الأرق وتحكي روآيآت من الألم
    حآولت قدر المستطآع مُقآومة الدموع حتى لآ تثير الحزن الموجود دآخله
    قآلت بصوتها المبحوح اللذي بدأ يتهدج نتيجه لأختنآقهآ بالعبره
    [ الحمد لله بخير بشوفتك انت أشلونك ]
    رد بذآت الصوت المخنوق [ مثل مآ تشوفين الحمد لله ]
    اقتلع نظره المثبت على عينيها بصعوبه بآلغه
    [ جدي وينكم الاسبوع المآضي عسى مآشر ]
    الجد [ جينآ لين هنآ بس الرجآل الله يجزآه خير مآقدر يدخلنآ
    عليك يقول فيه مسؤول وهذآ مخآلف للقآنون ويمكن تسير له مشكله ان دخلنآ ]
    اكمل وهو يهم بالوقوف ويتكئ على عصآته
    [ يالله يآ ابوك انتظركم برى خذ رآحتك مع حرمتك]
    وأختفى الجد من حيث اتى
    .
    .
    .
    اقترب منهآ وصوت أنفآسهم لآزآل يتعآلى في ارجآء المكآن
    همس لهآ [ شيلي غطآتك اشتقت لوجهك ]
    ابتسمت من تحت نقآبهآ لتلك اللهفه الوآضحه في عينه
    في كل أسبوع ترآه .
    يغسل همومهآ بكلمآته ونظرآتهآ
    لتعود للقريه وتبدأ ليلة الأربعآء بهموم جديده
    تنتظر لمسة يديه الأربعآء القآدم
    أخذ يدهآ اليمين بيده اليسآر وبدأ يلثمهآ بشغف وآضح
    وعينيه لآزآلت مُعلقه على اطهر وجه في حيآته
    قآلت من بين دموعهآ
    [ أحمد ليش نحفآن بذآ الشكل ؟ ]
    تعآلت شهقآتهآ ورمت نفسهآ بين أحضآنه
    عندمآ استشفت الصمت من حركته وعدم الأجآبه على سؤآلهآ
    عل ذآك الوجع يبرى عندمآ تمتزج القوه بالرقه
    شد من قبضت يده اليسآر على كتفهآ همس
    [ أشلون البيبي متعبك ؟ نآقصك شي ؟ لآ تعذبيني بدموعتك أنآ مو نآقص ]
    نزعت نفسهآ من أحضآنه بدأت تمسح دموعهآ وتتوشح ابتسآمه مُزيفه
    حآولت ان يكون صوتهآ طبيعي
    [ آسفه خلآص والله مآ أبكي بس عشآني مشتآقه لك ]
    بدأ يتحسس بطنهآ بيده اليمين همس بوجع
    [ كبر بطنك بس انتي نحفتي ]
    سلط عليهآ أقوى سلآح في عآلمهآ ثبت
    نظرآته على وجههآ وأكمل [ ليش مآ تآكلين يآبعد قلبي]
    ابتسمت بطفوله مُزجت بألم مُتجآهله سؤآله الأخير
    وهي تُمسك بمعصمه وتضعه على بطنهآ قآلت بفرح
    [ شوف يتحرك حس ]
    امتلت عيون الجبل الصآمد في نظرهآ دموع
    شآح بوجهه عن عينيهآ حتى لآترى دمعه هربت من عينيه
    جثى على ركبتيه أمآمهآ ثبت أذنه على بطنهآ بدأ يستمع لرفسآت ابنه وحركآته
    ارتفآع بطنهآ وهبوطه شكل منهآ فتنه آسره
    آثر الصمت حتى لآ ترى دموعه احسآس الحرمآن مُوجع
    أن تكون أب دون رؤية مرآحل نمو بذرتك قمة الأسى
    أن تشعر أنهآ مُلكٌ لكـ ولآ تسمح لك الفرصه بأحتضآن المهآ وتخفيف وجعهآ
    قمة البؤس
    ان تعلم علم اليقين انكـ سلبت فرحة عشيقتك
    وطفولتهآ الممزوجه بالانوثه خنآجر تطعن المرأ في الصميم
    .
    .


    كون انهآ تشعُر بحرآرة الدموع على بطنهآ
    أكثر مآ ينزف قلبهآ آثرت الصمت كذآلك
    حتى لآ يعلم بأنهآ ترآه بقلبهآ قبل عينيهآ
    طآلت لحظآت الهدوء عدآ صوت أنفآسهم وتنهدآتهآ
    قطع حبل الصمت وهو يغير من وضعه ويجلس بالقرب منهآ
    [ رحتي موعتك عند الدكتوره ]
    اجآبت بصوت مُتقطع مُتجرع الألم
    [ ايه رحت الأسبوع اللي رآح وبطفوله ممزوجه بفرح تخيل الدكتوره تقول شكلهآ بنت ]
    أعتلته ابتسآمه موجوعه وهو يتأمل وجههآ البرئ ويمس خدودآ بكفيه
    همس [ اكيد بتطلع مثلك حلوه ]
    اعتلت أذنيهآ حُمرة خجل زآدت من جمآلهآ الفآتن
    اكمل حديثه مُحآول الهروب من مشآعر تُهآجمه
    [ بكرة تدخلين الثآمن صح ؟]
    أجآبت بحمآس مُتنآسيه الدموع مُحآوله استغلآل الثوآني
    [ ايه على حسآبي بس على حسآب الدكتوره اني دخلته من أسبوع ]
    شعرت بتردده
    [ احمد حبيبي أشفيك ؟ ]
    حآول تأجيل مآيريده الى نهآية اللقآء الوقت يدآهمه ولم يتبقى من الربع سآعه الآ خمس دقآئق
    أقترب منهآ ليطبع قبله على جبينهآ بهمس يذيب القلوب
    [حنآن حبيتي كل عآم وانتي بخير ]
    ابتسمت مع دموع تفجرت في آن واحد لآزآل يتذكر ميلآدي
    اكمل بذآت الهمس
    [ تحريتك الاسبوع اللي رآح ويوم مآ جيتي كتبت لتك هالرسآله ]
    ورقه مطويه بعنآيه فآئقه أخذتهآ حنآن بيدين مُرتجفه
    همست بشهقآت عآليه
    [ وانآ مو بخير من دونك والله مو بخير ]
    دخلت في نوبة بكآء حآده
    زآدت من صعوبة الأمر كيف لهُ أن يُخبرهآ بقرآره اللذي شطر قلبه
    رفع رأسهآ بكل حنآن شعر انه مُجبر ينهي الحوآر
    لان عقآرب السآعه شآرفت على الأنتهآء
    [ دموعك تذبحني مو بيدي يالغآليه وانتي أدرى ]
    أكمل بحزن
    [ بطلب منك طلب بس افهميني زين ولآ تتهورين زي كل مره ]
    رفعت رآسهآ لهُ بعيون بآكيه
    [آمرني حبيبي وش تبي وش نآقصك ]
    أكمل قآئلاً [ابي سلامتك بس لآ عآد تجيني الا بعد مآ تولدين ]
    بهتَ اللون وعضُم البلآء واتسع الجرح للتتوقف الدموع على أطرآفِ الرموش
    وتنخفض سرعة ضربآت قلبهآ حتى ظنت للحظه انهآ توقفت بالكليه
    خيبة الأمل كآآآآسره
    أجآبت بـ [ ليه ] بآرده لآيتخللهآ أي ردة فعل
    تنآثرت كلمآته كعقد لؤلؤ وهو يرى وقع كلمآته عليهآ
    [ الجيه والروحه بذي السيآره التعبآنه بتتعبك ]
    القى نظره سريعه للسآعه و اكمل [ الوقت انتهى يآقلب أحمد
    البسي غطآتك أذآ في قلبك لي معزه أسمعي كلآمي
    ولآ عآد تجين ادري انك بتطيعيني وادري انك عآرفه قد أيش أخآف عليك ]
    .
    .
    أومأت برأسهآ نتيجة الموآفقه وكأنهْ يحقنهآ بأبر
    فلآ تستطيع الاعترآض على كلمآته
    .
    .
    لثم كفيهآ بحنآن بآلغ وحزن هآلك
    صدح صوت المرآفق [ انتهى الوقت ]
    ابتعد عنهآ ولآ زآلت عينيهآ مُتعلقه بهِ حتى أختفى من المكآن


    وللحديث بقيه
    كونوآ بالقرب :)
    أُنثى الحُلم






    رد مع اقتباس  

  3. #3  

    يعآفيك ربي دلع
    .
    .




    أحتـرآق حُلم


    [3]
    على ضوء سرآج فتك بهِ الزمن وشيئ ممآ رزقهم بهِ الله
    حبآت زيتون وقطع خبز مُجمًعه وبعضُ المآء
    أجتمع الجد والجده مكلومين مغبونين على حآل أحفآدهم
    همست الجده وهي ترى أن زوجهآ همومه قد لآمست الجبآل
    [ وش فيك يآ محمد عسى مآشر ؟ ]

    آثر الصمت والأنشغآل بالأكل حتى لآ يُشآطرهآ هذآ الهم
    همست بأخرى وهي لآ تزآل مُتحليه بصبر نسآء الجنوب على طبيعة زوجهآ القآسيه

    [ ابو خآلد وش فيك ؟ ليه مآ تحآكيني حنآن من رجعت وهي متغطيه تحت هالبطآنيه
    والحمى هآلكتهآ وانت سآكت ومآترد علي ]

    كفت يدهآ عن اللقمه اللى كـآنت تآكلهآ بحزن وبقلق
    [ أحمد فيه شي علمني ؟]
    رفع نظره وركز عينيه عليهآ لهج بـ [ الحمد لله ]
    صآدره من الأعمآق لأن السرآج ذآ نور خفيف يمنع الجده
    بأن تكشف دموع الجد المغبون أكمل بعد صمتٍ حكيم
    لدقآئق حتى يرتب الكلمآت
    [ بخير مآعليه خلآف ويسلم عليك لآ تشيلين هم
    وبعدين تعرفين حنآن ذي الحمى عليهآ من اسبوع ]

    كف يديه عن الأكل وهو يردد الحمد لله
    [ خذيه لحنآن يمكن تآكل ]
    وقف وسط ذهول الجده [ أنآ تعبآن من السيآره بروح امدد ظهري شوي ]

    أحسآسهآ قوي
    كيف وان كـآن بشريك عُمرهآ وأنيس وحدتهآ
    نفذت أوآمره بهدوء حملت الصحن الحديدي
    بشئ من الصعوبه لـ كبرالسن وأثآر الرومآتزيوم
    جثت على ركبتيهآ قرب رأس حنآن
    غرفه خآليه تقريباً الا من مرآيه سبق ذكرهآ في الجزء السآبق
    وخزآنه بسيطه تحوي قطع من ملآبسهآ وملآبس أحمد وبعض الفرُش للنوم

    [ حنآن يُمه قومي كلي ]
    زفرت حنآن الآه من صدرهآ بصوت مكتوم تعشق جدتهآ حد الجنون ولآترغب في حزنهآ
    رفعت تلك البطآنيه شعرت ببردٍ يتخلل عضآمهآ
    تحآملت على ذآتهآ وهي تعتدل في الجلسه وتبتسم ابتسآمه بآهته تخلو من الحيآة
    استطآعت الجده المغلوب على امرهآ ان تشعر بحفيدتهآ
    مدت لهآ يديهآ واحتضنتهآ علهآ تتشآطر معهآ الهموم
    رمت حملهآ الأخرى في حضن جدتهآ وبدت في بكـآء مرير
    استمر لأكثر من سآعه
    فضلت الجدهخلآلهآ الصمت على ان تسأل حفيدتهآ وتجدد الجروحهآ
    بعد هدوء العآصفه اللتي أجتآحت حنآن زفرت حنآن بآآآآآه طويله
    علًهآ تُخرج وجع الفقد من دآخلهآ مُستعد ه ان تبدأ الحديث تحتآج ان تتحدث وتحتآج لمن يستمع
    ولن يكون هُنآك من هو أفضل من جدتهآ أو بالأحرى أمهآ اللتي قآمت بتربيتهآ بعد وفآة امهآ الحقيقيه
    همست من بين نحيبهآ وتنهيدآتهآ
    [ معآد يبيني اروح له يقول خطر علي ]

    شعرت الجده بشئٍ من الطمأنينه الأهم ان يكون حفيدهآ بخير ردت عليهآ بحنآن بآلغ
    [ وهو صآدق يمه قربتي تولدين والروحآت في الطريق الخآيس ذآ خطر عليك ]

    صدرت منهآ شهقآت متوآليه بصوت مبحوح يدل على الم عميييق
    [ جده ليه مآتفهميني وربي مآ أقدر ] ضغطت على رآسهآ بيديهآ النآعمتين
    همست بألم مع أختفآء الصوت تقريباً

    [ أموت من غيره يآجده والله أموت ]
    زفرت الجده بـأعترآض
    [ استغفري ربك وش هالكلام يآ حنآن الوحده منآ تسمع كلآم رجلهآ حتى لو كآن على قص رقبتهآ
    ورجآلك مآ في كلآمٍ عليه رجآل [ن] شقآي تعب وكد علينآ وكآن مصدر رزقنآ ظلمه حظه يوم طآح بهالبلوه
    انتي أكثر وحده تدرين أنه بريئ ]
    قآطعتهآ حنآن بصوت مبحوح
    [ ادري يآجده والله العظيم ادري بس ابيه معآد اتحمل فرقآه ]

    اكملت الجده المُعتآده على حآل حنآن هذآ من سبع شهور

    [ قومي كلي اذآ مو عشآنك عشآن اللي في بطنك لآتنسين
    انه ظنآه وبيفرح لو أهتميتي بقطعه منه ]
    مدت يدهآ للصحن الحديدي وبدت تأكل بصمت
    ودموعهآ لآزآلت تنسآب على خدودهآ بهدوء

    .
    .

    .
    .



    في أبهآ
    وكأن أروآح العآشقين تتلآقى في ذآت الموعد في غير المكآن
    جآلس جسد بلآ روح ثلآث أيآم أو أكثر لم يمس بطنه غير المآء
    خشي أن يموت دون أن يعود للحيآة ويتنفس أُكسجينه المُسمى حنآن
    كف يده عن الطعآم بعد أن سد رمق جوعه ليحيآ فقط لهآ ومن أجلهآ
    ليصآرع الموت ثمآنُ سنين ويعود ليكون سنداً لهم من جديد
    كيف لعجوزٍ تجآوز عُمره السبعين أن يحمل عبئ زوجه مكلومه وحفيده موجوعه
    مع طفلتهآ ذآت الأب الغآئب الحآضر
    تجرع غصآت الألم لآ يرغب بأن تحيآ بذرتهُ الأولى بعيداً عنه
    لطآلمآ سكنت نفس المأسآه ذآته وأقسم مئآت المرآت أن لآ يلقي بأبنآئه كمآ فعل بهِ أبيه
    أقسم ان يُذيقهم معنى الأبوه اللذي افتقده
    ولآ يُجرعهم علقماً تجرعه
    تأبى الأقدآر أن تهب المرء كلً مآيريد وتأبى عجلة الحيآه ان
    تتقدم للأمآم دفعةً وآحده ثمآن مرآت
    لآزآل صوت نحيبهآ عآلقاً بمسآمعه
    ولآ زآلت شهقآتهآ خنآجر في صدره
    توسد الطآبق الثآني من السرير البآلي وبدأ
    بسرد شريط مآضي مٌشرق علهُ يتنآسى بهِ مُستقبلاً مُظلم






    ,, لم يُكمل أحمد الثآنوي لـطبيعة الحيآة القآسيه عمل
    أعمآل مُتفرقه ابرزهآ انهُ يجمع الحطب يُنظفه ويرتبه من ثمً يبيعه
    لبيوت القريه
    حنآن ابنة عمته والمُجآوره لهُ في
    ذآت البيت اللذي شهد أسمى معآني الجمآل
    كآنت عضده في هذآ الأمر هوَ يجمع الحطب
    وهي تصفصفه وترتبه بعنآيه فآئقه
    من هُنآ نمى العشق وترعرع الحب الأصيل
    ومن ثم تربع حنآيآ القلب وأفترش الذآكره والوجدآن
    ومن هُنآ فقط عَرف معنى الجمآل معنى الحيآة معآنى ان تبذل لأجل من أحببت
    في كلٍ مره يرى في عينيهآ أنوثه طآغيه وطفوله مُفعمه بالحيآة
    ترفل تحت جنآح جديهآ رآضيةً غير سآخطه سعيده غير مُتذمره
    عصفت بهِ ذكرى مريره بودهِ أن يعيد عجلة الحيآة للورآء ويمحي هذآ الجزء فقط
    يؤرقه يُحزنه بل ويهدي لهُ كوآبيس تعيسه وأشبآح تلآحِقه في كلٍ حين وبكلٍ آن.
    .
    .
    .


    قبل سبعة شهور في عآم 2001 م.


    .
    ليلةٍ حآلمه وكأنهآ بمثآبة الف ليله وليله
    التقى بهآ العشيقآن بعد زوآجِهمآ بشهرين فقط
    تحت أنوآر السرآج ذآته اللذي سبق وصفه
    حلقوآ عآلياً ترآقصت هي على أطرآف النجوم
    وتوسد هوَ الغيمْ مُتأملاً لرقصآتهآ
    لآمست هي أرض القمر وأرتقى هو لهآ


    [ رجآل الجنوب ذو طِبآع قآسيه وتجلد وآضح
    نتيجه لطبيعة المعيشه وصعوبة التنقل وكثرة الجبآل
    أنتشر بهآ جُلً الرجآل الأقويآء والأشدآء
    فكآن للحنآنهم مَذآقٌ خآص لآ تُدركهُ الآ من عآيشته
    و لعشقهم موسيقآ تختلف عن غيرهآ لأنه العشق المجنون ]
    .
    .


    ظهرت شمس تلك الليله مُعلنه عن مغيب القمر وبدآية يومٍ شآق بالعمل
    لكسبِ العيش من ثم ليآلٍ حآلمه وغسلُ ذآك التعب وهكذآ دوآليت
    تُجهد هي نهآراً لتُسعد ليلاً
    ويشقى هو نهآراً ليحيآ ليلاً
    أقترب الغُروب ولُبدت كبد سمآء الجنوب بالغيوم
    [ تشتهر الجنوب بالأمطآر والمنآظر الخلآبه ]
    وتمتلأ الأجوآء بالضبآب لتهطُل أمطآر الخير والبركه
    هرول مُسرعاً وسط تلك العُتمه القآتمه من قمة ذآك الجبل القريب من القريه
    لتُجهد يديه من حمل الحطب لآ يُريد أن يخسره فقد بذل جُل يومه في التقآطه
    أستمآعه لصرآخآت انثى قريبه منه أحمى نخوته وثآر غريزته
    ليرمي بالحطب جآهداً ويلهث خلف الصوت ولم يكن يعلم ان نهآيته هُنآ
    .
    .
    شآب لم تكُن الرؤيآ وآضحه فلم يُقدر عُمره
    يعتصر رقبة انثى بين يديه وعجوز يقف بالقرب منهم
    أن تُرفرف تلكـ الانثى الكسيره تحت يدين ذآك المجنون يثير أي شخصٍ كآن
    أشآرَ بسلآحه وقآم بتهديد الشآب بصوتٍ عآلٍ
    لفعلِ ضجيج المطر ولكن الشآب لم يأبه حتى سقطت تلك الفتآه ميته
    انقض العجوز على أحمد في غفلةٍ منه وهو بين مُصدق لمآ رأته عينيه ومكذب
    ودآرت معركه بين العجوز وأحمد حتى أطلق أحمد النآر على العجوز دون قصدٍ منه
    مآت العجوز
    في ذآت اللحضه هرول الشآب الى سيآرته المركونه تحت الشجره وهرب ""



    أعتصر عينيه بيده على أسوء ذكرى في عآلمه
    وبين غفوةٍ وصحوه كوآبيس وأشبآح حنآن وصرخآت آهآت وعبرآت
    وكآنت ليلة أحمد مثل ليآليه السآبقه بآرده مُخزيه
    .
    .
    .
    .


    قرية السيل


    فتحت الرسآله بيدين مرتجفتين لتلتهم عينيهآ
    حروفه وتتعآلى أنفآسهآ نتيجة الانهيآر القريب
    .
    .


    [ كل عآم وانتي حبيبتي وروحي وعمري تدرين فيني
    أكره الكلام المنمق والمرصوص في كل السنين اللي
    رآحت ومن كآن عمرك عشر
    كنت اهديك بذآ اليوم اي هديه وكآنت فرحتك سبب لأفرآحي
    أكره يديني اللي مآ تقدر تطوقك بالفرح
    اكره بُعدي عنك أكره عجزي وأكره اليوم اللي بعدت عنك فيه
    حنآني .
    كوني مكآني انتبهي لجده وجدي انتبهي لنفسك لأني ابيهآ لآ تبكيني حي يآ حنآن
    اذكري كل مآ تعبتِ ان لكـ من يعشق ترآبك
    انتبهي لولدنآ طمنيني عنك مع جدي اذآ ولدتي
    تمنيت أكون معآك بهاللحظه تمنيت امسح تعبك بعد مآتولدين واحضنك
    بس ربي مآ آرآد قسمه ونصيب يآبنت العمه قسمه ونصيب ]


    تعآلت شهقآتهآ وارتفعت آهآتهآ بحسره
    ضمت تلك الورقه اللتي أختلط الحبر فيهآ بالدموع
    حتى بآتت زرقآء لثمتهآ بجنون بوجع بآلغ
    وكــآنت ليلتهآ بآرده تصحب معهآ ذآت الكوآبيس اللتي لآزمت عشيقهآ
    دون ملجأ دون قلب يحتضنهآ .
    .






    رد مع اقتباس  

  4. #4  
    تجرٌع ألم

    [4]


    عجلة الحيآة لآ تتوقف وحزن عآئلةٍ مآ يكون لذآتهآ
    ولآ دخل للبشر بهم أو تحمل المأسآه معهم تحكٌمنآ طبيعة الحيآه الأنآنيه
    انقضت الخميس والجمعه عليهم من أسوء الأيآم
    تجرعوآ الألم حتى بآت عآدةً لهم
    .
    .
    فجر السبت
    تسللت خيوط الشمس الذهبيه عبر شرفتهآ
    ليست شُرفةً من زُجآج زُينت بستآئر ملونه
    انمآ هي والله من أنقى وأجمل الشُرف في التآريخ
    قطع من الخشب المُستطيل صفُ بعنآيه بآلغه بشكل مآئل
    أن أردنآ أسدلنآ تلك القطع على بعضهآ وحجبنآ النور فـ الـرُؤيآ
    وان أردنآ ابعدنآ تلك القطع عن بعضهآ بمسآحه تفي بالغرض لدخول النور واستمتآع النظر بـ الخآرج
    دون الخوف من أن أحداً قديرآنآ أُشببهآ دومآ بالزُجآج العآكس
    تسمى عآدةً تلك الشُرف بالـ [ كبآريت ]
    .
    .
    .
    قرآبة السآعه السـآبعه والنصف أستيقضت من كوآبيسهآ مُختنقه ترتجف مُتعرقه
    رأت عشيقهآ يهوي من عآلي الجبآل وهي تلهث خلفه
    أيقنت مرآراً ان الكوآبيس هي من فعل الشيآطين أستعآذت منهم ثلآث
    تذكرت أنهآ غفت قُبيل الفجر لتقف مُسرعه من فرآشهآ مستغفره ربهآ على تأخير الصلآة
    اتمت صلآتهآ وأقتربت من [ الكبآريت ] أطفآل القريه يَلعبون هُنآ وهنآك
    والمزآرع اللتي أمآم البيوت قد مُلئت بالبشر منهم من يبحث عن لُقمة العيش
    ومنهم من يعمل في أرضه ليسُد رمق المعيشه اللتي بآتت في ذآك الوقت صعيبه للغآيه


    بنآت أبو سعد يهرولون من بيتهم مُسرعين ابتسمت لهم بحب
    [ أكيد تأخروآ عن المدرسه ] زفرت الوجع بآآآآه وطيف ذكرى من ليآليهآ الحآلمه يُحلق بِهآ
    صوت عشيقهآ اللذي قآرب الثلآثين يصدح في أذنيآهآ
    يكبُرهآ بأعوآم وأعوآم لذآ فقد كآن الأب والأخ والعشيق والزوج في آن وآحد
    من المستحيل أن تطرد ذكرآه
    يأبى طيفه الآ أن يحوم فيستوطن ذهنهآ وذآكرتهآ فمُخيلتهآ
    حتى أنهآ غآبت عن العآلم واستحضرت المآضي لدقآئق
    .
    .
    فعآدت بزمنهآ الى الورآء
    .
    همس لهآ بحب ويديه لآزلت تتخلل
    شعرهآ الأسود الطويل [ مو بكيفك يآدلوعه بتكملين الثآنوي أبغى عيآلنآ يفتخرون بأمهم ]
    أبتسمت وهي تتذكر دلعهآ وطفولتهآ [ انت مآ كملتهآ مولآزم أنآ أكملهآ ]
    [ بس انتي غير لآزم تآخذين الشي اللي أنآ مآ أخذته ]
    .
    .
    .
    نفضت رمآد تلك اللحضآت الحآلمه وهي تستنشق رآئحة الطين
    وتُطرب مسآمعهآ بصوت مآكينة المزآرع اللتي تستعمل لجر ميآه الآبآر
    من ثم تروي الوديآن عآلم القٌرى مٌختلف الأستمتآع بأمورهآ المُزعجه أكثر مآيخفف ألمهآ
    ارتدت [ قميص] من الكتآن فالبرد أصبح اليوم شديد يتغلغل في العظآم
    مُزجت ألوآنه بين الأحمر والوردي مع [ بنطلون ] قُطني بلون البيآض
    عآدة بنآت القُرى لبس البنطلون الطويل تحت القميص ستر وعفآف لهُن
    .
    .
    أبتسمت وهي تتحسس بطنهآ أمآم المرئآة ذآتهآ السآبق ذكرهآ
    كم تتمنى لو أن أحمد يستطيع
    ان يرآهآ بهذآ المنظر توردت خدودهآ خجل وهي تتخيل كلمآت
    الأعجآب اللتي سيطري عليهآ بِهآ
    اللون الأحمر يشكل منهآ سحر يبرز بيآضهآ أكثر
    والحمل قد زآدهآ جمآلاً
    [ كثيراً مآ نسمع أن الأم الحآمل في فتآه تضفي لأمهآ الجمآل وتزيدهآ حلآوه ] اللهُ أعلم
    .
    .
    رددت أذكآر الصبآح وأستعآذت من الشيطآن
    خرجت من غرفتهآ تتبع أثر انيسيهآ في الحيآة
    .
    .
    في المدرسة الثلآثون اللتي تبعد عن قرية السيل 50 كيلوآ متر
    في القريه المُجآوره لهم
    حآلُ مدآرس القرى مُزري
    وحآلُ المدرسآت في ذآك المكآن صعيب للغآ يه
    يأتون يومياً من مدن بعيده كأبهآ وأطرآف البآحه والنمآص أو أبعد
    ويقطعوآ المسآفآت والسآعآت يومياً ليبحثوآ ورآء الرزق ولقمة العيش
    ومنهم من أتخذت مسكن قريب من المدرسه تتجرع فيهُ قسآوة حيآة القُرى
    بمآ أنهآ من المُدن
    لتتنفس نهآية الأسبوع الفرح بسبب قضآء [ الخميس والجمعه ]
    مع من تُحب أو في المكآن اللذي تُحب
    .
    .
    .
    وصل الجمس اللذي يُقل بنآت العم سآلم جآر الجد مُحمد وصديقه
    خلود ./ . ربمآ تكون صديقة حنآن الوحيده اللتي أفتقدهآ منذُ سبع شهور
    يرفلون في نفس العمر وفي ذآت الصف
    .
    .
    .
    همست شيخه لخلود بعد أن ضربتهآ في كتفهآ
    [ الأبله تبيك ]
    أجآبت خلود بكل هدوء
    [ نعم أبله نجلآ ]
    أبتسمت الأبله الجدآويه لسرحآن خلود
    [ ممكن تجي معآيآ شوي بغيتك ]
    همت خلود بالوقوف واللحآق بأستآذة العربي
    اللتي تركت جمآل المدُن وأتت لهذآ المكآن حتى تتغرب في تربته
    .
    .
    لكل تصرف سبب كثيراً مآ نجهل الأسبآب
    ولكني أُيقن أن جمآل الحيآة يكمن في غموض بعض التفآصيل
    .
    .
    في سآحة البيت القديم اللذي جمع الفسحه والصرفه في ذآت المكآن
    وجمع الأبتدآئي والمتوسط فالثآنوي في ذآت المكآن ايضاً
    وفي طرف تلك السآحه تحت شجرة حنآن المُفضله
    اللتي تُفضل الجلوس تحتهآ وانتظآر العم سآلم ان تأخر
    .
    .
    تكلمت نجلآ بصوت وآطي
    [ طيب دي صديقتكِ كيف ترضي أن أهلك يمنعوكـي تزوريهآ وتوقفي جمبهآ في محنتهآ ]
    زفرت خلود بقهر
    [ أمي تقول زوجهآ قتآل وهي حآمل مآتصلح لكـ ]
    تكلمت نجلآ بعقل
    [ أي منتطق يقبل هآدآ الكلام بآبتكي طيب أيش موقفوآ ؟]
    ردت خلود بابتسآمه على كلمة بآبتك اللي مآ تعودت عليهآ ابد
    [ أبوي يحب جدهآ كثير وده اني أزورهآ اليوم قبل بكره
    ومتأكد من برآئة زوجهآ بس أُمي مآ ترضى ]
    زفرت المدرسه القهر لحآل أفضل طآلبتهآ وأجدهن
    [ طيب لو أديتك رسآله تقدري توصليهآ لهآ ]
    تهلل وجه خلود بالفرح
    [ أيه أقدر ارميهآ لهآ مع شُبآك غرفتهآ ]
    كتبت نجلآ الرسآله على عجل
    الحصه السآبعه تقدمت من فصل فآطمه بِكل ثقه
    أعطتهآ الورقه بحسن نيه أمآم مرأى ومسمع من الجميع
    وغفلت عن عيون حآقده تَلتهمهآ بحُرقه
    .
    .
    .
    تهلل وجه الجده بالفرح وهي تُشآهد حنآن ممسكه بمكنسه من سعف النخيل
    وتُنظف المسآحه الصغيره [الـ حوش] أمآم البيت المبني من الطين
    وسقفٌ قد رُمم قبل أعوآمٍ قليله من الخشب أتقآءٍ للمطر
    تعلم علم اليقين أن حفيدتهآ تحآول العوده لطبيعتهآ حتى تُسعد من حولهآ
    تحدثت حنآن بصوت مرتفع لجدتهآ اللتي تقف على عتبة البآب الحديدي الأزرق و وتنظر لهآ بسرحآن
    [ صبآح الخير يآ الغآليه ]
    ردت الجده بصوت تتخلهُ الرآحه
    [ صبآح النور والسرور والحآل المستور , هرجة جدتي دآيم تقولهآ ^_^ , تعآلي أفطري يآ أمك ]
    ركنت المكنسه خلف بآب الـ[ حوش ] ودخلت مع جدتهآ تتبع جرآحهآ لتُضمدهآ
    أثقلتهم بمآ فيه الكفآيه طيلة سبع شهور لآبد وأن توآجه الحيآة وتقف مكآنه
    لآ بد أن تخفي حزنهآ لذآتهآ ولآ تُظهره لمن حولهآ



    .



    عند التقآء الأصدقآء وتحليق الروح الحميمه نبوح بالكثير ممآ يُحمل عآتقنآ لـ أصدقآئنآ لآ نطلبهم معونه
    بقدر مآ نرجوآ منهم الانصآت لنآ
    وعلى صخره من الصخور جلس الجد المكلوم مع سآلم بعد عودته من المدرسه
    تصآدفوآ في الطريق
    ففضلوآ الحديث بهدوء بعيداً عن ضوضآء القريه
    سآلم [ مغبون ومهموم ادري بكـ يآ أخوي ]
    زفر العجوز المكلوم بوجعٍ حآرق مع دموع انسآبت على وجهه المُجعد
    أستقرت أخيراً بين شعرآت لحيته البيضآء
    [ قآبلت الظآبط اللي مآسك قضية أحمد ]
    لحظآت من الصمت يحتآج اليهآ من هم في حكمته
    ولكن الجُرح هذه المره قد اتسع وفآض
    والحكمه قد تبعت آثآر الغآئبين حتى أصبحت بعيده كل البُعد عنه هذه اللحظه
    انفجر العجوز بآكياً وسط تمتمآت العم سآلم
    [ الله يصلحك بس قل لآ الآه الآ الله يآرجآل
    كلهآ كم سنه تنقضي بسرعة البرق ]
    أكمل الجد المغبون بعد أن كفكف دموعه في لحظة حرج وضعف
    [ يقول أذآ ظهر ولد الرجآل اللي مآت
    قبل الثمنيه سنين يحق له يطلب ديه أو قصآص ]
    أبتلع غصآت الألم
    [ يقولون ولد الميت سآفر بعد الحآدث على طول
    وقضية البنت اللي مآتت مخنوقه بآقي مآ أنتهت
    وان ثبتت على أحمد بتتضآعف الثمآن سنين
    وان رجع ولد الميت لآ عندنآ ديه نعطيه ولآ عندنآ قلب يتحمل فكرة القصآص ]


    تمتم سآلم بلآحول ولآقوة الآ بالله
    [استهدي الله يآرجال ربك كريم غفور رحيم ]
    أستعآذ الجد من الشيطآن
    البوح بمآ يُثقل الكآهل يَجعل الحركه خفيفه همً بالوقوف
    [ بطلع ذآ الجبل أحمد كآن سآدني في سآلفة الحطب هذي
    الله يفك أسره يآرب ]
    ابتسم سآلم بألم لحآل صديقه [ اللهم آمين ,, بعدك شبآب يآمحمد ]
    قهقه العجوز مُتنآسياً المه [ يالله حسن الخآتمه بس فمآن الله]
    رد سآلم [ الله معك ]


    .
    .
    .
    بين دمعةٍ وأخرى أكملَ صلآته مع جمآعة السجن تنآول مُصحفه وبدأ بتلآوة القرآن
    علً شيآطينه ترحل ووسآويسه تهدأ قلمـآ يتحدث وأغلبهآ بنعم اولآ الحُزن شطر قلبه
    والهم أثقل كآهله العجز أسوء مآ قد يُصيب الأنسآن أن تكون سبب لتعآسة غيرك في لحظة نخوةٍ وتهور
    منك قمة الأنهيآر
    تأبى الأفكآر الآ أن تُهآجآم عقله ويأبى الحنين الا ان يهآجم قلبه
    أقفل القرآن وهو يستعيذ بالله من الشيطآن الرجيم


    أخذ دفتر مُهتري خآلي الصفحآت وبدأ يكتب



    أنآ ودمعآت كمآالجمره
    تخآوينآ تجآرينآ
    ننآدي للأمل بكره
    على غيمة تعلينآ
    ننآجي من السمآ قطره
    تملي رآحة أيدينآ
    تهآدينآ السهر رُبعه
    بكينآ كل ليآلينآ
    أنآ وصوره كمآ الفرحه
    تغردنآ تغنينآ
    أنآ وخآفق طعن نفسه
    كرهنآ كل أمآنينآ
    كسرنآ للشعر شطره
    لعبنآ بكل قوآفينآ
    تعبنآ وكبرة الحسره
    على مآضي تجنينآ
    أُنثى الحُلم
    .
    .
    .




    أسدل الليل ستآئره حآملاً بِجعبته الكثير من الألم
    وأكوآم من الدموع حبيسه بين أجفآنهآ
    تُريد فقط أن تنعم بالوحده حتى تُفجرهآ
    قُطع حبل أفكآرهآ وهي تسمع جدتهآ
    تَقِف خآرجاً وتلهج[ بيآرب سترك يآرب الطف فينآ وش هاليوم الأغبر ]
    لتتجمد ملآمحهآ وسط ذهولهآ وخوفهآ






    رد مع اقتباس  

  5. #5  
    أنكســــآر

    [5]


    مكثت مكـآنهآ تترقب الخبر وتحسب الثوآني وهي تلهج وتهتف دآخلهآ يآرب
    علت ظربآت قلبهآ وهي تنتظر حلول الصدمه
    تخلل الى مسآمعهآ صوت لطآلمآ أحبته وأحترمته
    سـآلم [ ذكري الله يآأم خآلد مآفيه الآ العآفيه ]
    همست العجوز بصوت مُتهدج [ يآويل حآلي وش فيك يآ أبو خآلد ]
    زفر الجد المُتكئ بكل حمله على كتف سـآلم بتعب بآلغ والم وآضح
    [ زيني لي الفرآش يآمره ]
    انتفظت العجوزو دخلت مُهروله بِثقل [ فرشت البطآنيه ]
    (الموجوده خلف البآب الخشبي في الغُرفه الدآخليه من المنزل الصغير)
    سحبت أكثر من مخده صفصفتهآ بعنآيه وهي جآهله علة زوجهآ ورفيق دربهآ
    كآدت ان تصل للهذيآن بجنونهآ رغم هذآ تهآبه وتخشى غضبه أن أثنت السؤآل عليه
    أخذت الفآنوس الوحيد في المنزل ورأتهم على عتبة البآب يتخبطون بسبب الظلآم
    رفعت شرشفهآ لتغطي جزئية الفم والأنف من وجههآ
    حيآئهآ يمنعهآ أن تقترب بالسرآج بدون غطآة مع أنهآ تدخل ضمن القوآعد من النسآء
    رددت لهم [ من هنآ تعآلوآ ] أضآئت الطريق وارشدتهم للفرآش
    تسآقط الجد هآوياً من بين يدي سـآلم
    تحدث بعدهآ سآلم [ اذآ مآعليك امر يآ ام خالد جيبي مخدآت بعد زود نحطهآ تحت رجله ]
    نفذت الأمر وسط ذهولهآ احضرت تكآيه وبعض الخُدآديآت
    قآم بترتيبهآ سآلم بحيث تُرفع رجلهِ اليسـآرلمستوى عآلٍ لآيُلآمس الأرض
    انكشف لهآ جزء من الغموض جبس أبيض ورجل تعجز عن الحرآك
    .
    .
    توآجدت حنآن أمآم البآب وهي ترتدي نقآبهآ ولآزآلت مُثبته عينيهآ على جدهآ
    شهقت بفزع وهي تضرب على صدرهآ [ جدي وش فيك؟. ]
    شعر سآلم بحرج كبير لوجوده بينهم همً بالوقوف
    [ يالله يآمحمد أجيك أزورك باذن الله ]
    أومئ محمد برأسه
    يعجز عن التحدث فألمه فآق مرآحل الكلام
    وهموم الحيآة أثقلته هم المعيشه وهم حفيده و زوجه
    وطفلةً لم ترى النور في عُنقه
    والحيآةٍ مليئه بالعقبآت فمن أين لهُ بالقوه وقد شآرف على نهآية السبعينآت
    أنسآبت دمُعهآ على خدود أجعدهآ الزمن وارهقتهآ الحيآة
    وهي تنحني بعجز كبير قرب رجلهِ اليسآر
    [ قل لنآ وش فيك تكفى ؟ وش صآر لك ]
    تعآلت شهقآت حنآن وهي تُقبل جبين جدهآ
    [ جدي خوفتنآ قول الله يخليك ]
    يحتم عليه الموقف أن يجتر الكلمآت
    فشهقآت حنآن نآرٌ تكويه ودموع أنيسته خنآجر تطعن قلبه
    [ بعد مآلميت الحطب وانا نآزل من الجبل طحت وانكسرت رجلي ]
    أكمل وسط دموعهم الكسيره [ لقيني سآلم واخذني للطبيب اللي في قرية النور ].
    تمتمت الجده بصوت مُتهدج مُخآلط لصوت البُكآء اللذي يعلو من حنآن
    [ الحمد لله على سلآمتك يالغآلي شوفتك طيب بالدنيآ ]
    لهج الجد بـ الحمد لله موجوعه مغبونه سندهم وملجأهم أنكسر وبآت طريح الفرآش
    تحدثت حنآن بصعوبه بآلغه وهي تهم بالوقوف [ بجيب لك العشى يآ جدي]
    همس الجد [ مآلي نفس أبآ أرقد ( أنآم ) ]
    وجه نظره لزوجته وهو أعلم بحآلهآ وقلبهآ الرقيق
    يخشى ان تبقى بجوآره فينهآر لهآ ويُفضح أمره
    تحدث بلهجة أمر مُحآولاً أشغآلهآ عنه حتى يخلوآ بنفسه
    [ أطلعي الحوش يآمنيره ولعي نآر في المنقل
    ودخليهآ عندي الليله برد]
    .
    .
    أعلم بِحآله وأحوآله من سآبقِ عهده
    أن ظآقت بهِ الأرض يفضل الوحده والعزله حتى يُصآرع الألم دون أن يُزعج أحد
    ودون أن يشعر بضعفه أحد
    عجزت طيلة تلك السنين ان تُغير طبآعه القآسيه
    استسلمت لرغبته وانقآدت مُطيعه مُلبيه لأمره



    .


    يوم آخر مُفعم بالآلآم والمتآعب وكثرة الهوآجيس بعد أنكسآر العجوز
    هم المعيشه وهم تهشم القوه أثقل كآهله وشطر قلبه
    يوم آخر لآيرغب التحث أو الأكل العجز أسوء مآقد يكون في هذه الحيآه
    ان تكون عآله على من أحببتهم وكنت سندا لهم قمة الوجع
    أن تحيآ دون أن تُسآعد من أحببت شرخآتُ قلب
    أن يظهر ضُعفك للجميع ويصبح حكآيه تتنآقل او
    عبره لعدم دوآم الحآل هو المعنى الحقيقي لتجرع المُر
    .
    .
    جلست حنآن والجده الصآبره تحت الظل الصغير فـي [ الحوش ] عبآره عن
    شجرتين متآبعدتين مسآفه كآفيه للجلوس مصصفوف
    على جذوعهآ سعف نخل طويل أشبه بشيئ يقِـيهم من اشعة
    الشمس المُسلطه بشكل مُبآشر او المطر
    مُتجآهلين حرآرة الشمس اللتي أخترقت السعف
    لأنهآ لآتُقدر بنآر قلوبهم
    همست العجوز تشكي مرآرة العلقم لحفيدتهآ بصوتٍ مُتهدج
    يُعلن عن بركآن يغلي سيثور في أي وقت
    [ من أمس مآغمضت عينه رفظ الفطور وسكت عنه
    وعذرته رفظ الغدى وتحملت بس حتى المآ مآ يبيه
    ريقه نشف من البآرح يبي يذبح عمره ]
    زفرت حنآن الآه تَحث جدتهآ على الصبر
    [ مآ عليه يآجده تعرفين جدي زين مآ يحب
    يطيح مريض بالفرآش أكيد ان نفسيته تعبآنه ]
    تمتمت الجده بـ [ أستغفر الله وسبحآن الله والحمد لله ] علهآ تنسي الوجع
    وتطمأن القلب المرتجف



    .



    صرخت أم مآجد بغضب [خلوووووووود ]
    همت خلود بالوقوف وتلبية ندآءآت وآلدتهآ المتضجره دوماً
    [ سمي يُمه ]
    رأت خلود الشر ينطق من عيني وآلدتهآ وأختهآ عنود تبتسم بمكر
    علمت أنهآ خُطط عنود السخيفه
    وبين أفكآر وتحليلآت
    أقتربت منهآ أم مآجد وبدأت بضربهآ
    وخلود بين صرخآت وأنآت وحلفآن بأنهآ لم تفعل شيئ
    .
    .
    صرخ سآلم أبو مآجد [ وبعدين معآك أنتي أعتقي هالمسكينه لوجه الله ]
    زفرت الأُم الحقود [ أنآ قلت لهآ معآد لهآ علآقه بجآرة الزفت حنآن ]
    تحدثت عنود بحقد دفين وكره ممقوت لحنآن
    [ يُمه مو بس كيذآ بعععععد وأحنآ رآجعين من االمدرسه
    كآنت تبي تمر من جمب بيتهم بس أنآ مآخليتهآ ]
    تمتم الأب المغلوب عليه بـ لآحول ولآقوة الآ بالله
    [ ان الفتنه اشد من القتل يآ عنود ]
    تحدثت أم مآجد بكره عميق يُجهل سببه من قبل الاب وخلود
    ويُعلم من قبل الام وعنود
    [ أقسم باللي خلقك وخلقني لن دريت انك صرتي
    مرسآل بين ابله نجلآ وحنآن الحيه انه ليكون آخريوم في عمرك ]
    أتسعت عيني خلود وهي تحدق في ملآمح عنود بـ كلً معآلم الدهشه والاستغرآب
    الهذآ الحد توصل بِهآ الحقد ؟
    قطع عليهآ دهشتهآ صوت امهآ بتكرآر
    [ جيبي الورقه اللي عندك بسرعه وان علمت
    أن نجلآ ذي ارسلت معك شي مآ تلومين الا نفسك ]
    انسآبت دموعهآ كرهاً لاستبداد وآلدتهآ وفتنة أختهآ
    وجهل السبب الحقيقي ورآء كل هذآ
    صفق سآلم كلتآ يديه في بعضيهمآ دلآلة مقته لافعآل زوجته الكريهه
    .
    .
    لتتشآطر خلود الالم مع حنآن دون علم أي منهم بحآل الأخرى
    .
    .


    تلآحق اليوم تلو اليوم حتى أكتمل الاسبوع وأُلحق بآخر
    حظيت فيهِ حنآن
    بقدرٍ فآئض من الالم والدموع حتى شعرت أن عينآهآ قد
    جفًت ودخلت في مرآحل التبلد والآ مُبآلآة وهي أسوء من مرآحل الأحسآس بكثير
    .
    .


    فجر السبت
    تسللت الى المطبخ بخفيه عن جدتهآ
    تشعر بالجوع وتخشى الموت لـ جنينهآ فرفسآتُه بدت تقل
    مطبخ بدآئي جداً يكآد أن يخلو من أدوآت المطآبخ المعروفه
    حتى أن النآظر من الوهلةِ الأولى لآيخيل له انهُ مطبخ
    وعآء كبير تُغسل بهِ الأوآني النُحآسيه القليلة العدد ووعآء أصغر منه حتى تُشطف بالمآء
    يسمى عآداً بـ [ الطشت أو الكروآنه ] بعض أكيآس الدقيق المملوئه بالحطب المُهتري
    و [موقِد ] صغير للطهي أن لم يكن على الحطب
    حآل القُرى في تلك الآونه يختلف من منزل لآخر
    منهم من يملك الثلآجه والمذيآع وهم الأغنيآء بالتأكيد والكثير من يفتقر اليهآ


    جآلت بنظرهآ المكآن وهي تحمل السرآج بين يديهآ مآ من شيئ يُأكل
    الجد في الأيآم السآبقه أن لم يكن سـآلم يُجبره على الأكل لمـآت جوعاً
    لم تجد مآ يسد رمق الجوع ولآ حتـى تمره
    همت بالخروج قبل ان تستيقض جدتهآ وترآهآ تبحث عن الطعآم فتزدآد همٌ على مآ بهآ
    .
    .
    شعرت بحركة حفيدتهآ كيف يهنأ النوم لمـن يعلم أن الجوع بآت حليفاً له الأيآم المُقبله
    بحثت هي قبل حنآن ولم تجد مآ يسد رمقمهآ
    تجمدت الدموع في عينيهآ وهي ترى حفيدتهآ تخرجُ خآلية اليدين من المطبخ
    ابتسمت وبدأت الحديث بحسره [ صحيتي يمه ]
    انتفظت حنآن فزعاً وخوفاً على مشآعر الجده ردت بصوت مُرتبك
    [ اييه كنت ابي مويه احيس اني عطشآنه ] و بمحآوله منهآ أن تُخفي التوتر
    [ صبآحك خير يالغآليه عسى نمتي ]
    ارتسمت علآمآت الغضب على وجه الجده
    غضب من قلة الـ [حيله ]
    [ أن شآء الله بروح لأم سعد أكيد انهآ بتسآعدني مهيب مخليتني اموت جوع
    عيآل الخير كثير ]
    صرخت حنآن ولأول مره على الجده [ لآ يآ جده مآوصلنآ لدرجة انا نشحد ]
    تحدثت الجده بغبن [ مآ بيدنآ حيله يآ حنآن جدك الهم ذبحه وهو يفكر فينآ ]
    همست حنآن ببطئ ترقبا لوقع كلمآتهآ على الجده [ أنآ بشتغل مع سلوى بنت ام سعيد
    اكملت بحمآس وهي تشوف ملآمح الجده هآدئه
    [ شوفي مآشآء الله عليهآ تروح طول الأسبوع
    وترجع خميس وجمعه عند أهلهآ]
    تحدثت الجده بذآت الهمس حذراً من ان يستمع لهم الجد
    [ وش بتشغلك طيب؟ ووش أقول لجدك ]
    قبلت جبين جدتها بحب وفرح لانهآ تقبلت الفكره نوعاً مآ
    [ جدي أنآ بقوله انهم يبون وحده تشتغل بالمدرسه اللي كنت ادرس فيهآ وانهم موفرين السكن لنآ
    وان ام سعد بتكون معانا ]
    زفرت الجده بس القصر ذآك بعيد قريب من أبهآ
    وكأنهآ بدت تستوعب الفكره [ لآ لآ والله مآ تبعدين عني وانا حيه ]
    اكملت حنآن بمحآوله منهآ اقنآع الجده [ مالنآ غير ذآ الحل النآس وان أكلونآ
    اليوم مآ بيأكلونآ بكره وجدي الله يطول بعمره وان فكوآ له الجبس مآله شده يطلع الجبآل ويلم الحطب ]


    أقنعت حنان الجده بصعوبه بآلغه بـمُحآوله منهآ أن تقف مكآن عشيقهآ
    وتحمل أعز من رأت على وجه الأرض مثلمآ حملوهآ وتحملوهآ يوماً مآ
    .
    .
    .
    سردت كذبآتهآ بين يدي الجد وهي تستغفر ربهآ وتستعيذ بالله من الشيطآن الرجيم
    بعد جُهدٍ جيد وتعبٍ مديد وقضآء ليله كآمله بالتفكير
    قرر أن يدعوآ لهآ السلآمه من كلٍ شر فأجبر ذآته أن يتخلى عن الأنآيه وحب التملك
    أيقن في قرآرة نفسه أنهآ ان بقيت بجآوره فهي ميته جوعاً لآ محآله
    سمح لهآ بالذهآب كآد أن يقتلع القلب من جذوره وهو يرى أنهُ بآت وحيداً بعجوزةٍ مكلومه مغبونه
    .
    .
    .


    توجهت حنآن لبآب الخزآنه بيدين مرتجفتين
    أن يتغرب المرأ لأول مره في حيآته قمة الرعب
    أن يغآدر المكآن اللذي صحب أجمل أحلآمه وذكريآته كل البؤس
    أن تتوسد فرآشاً غير اللذي أعتآدته وتضع رأسهآ على وسآده غير
    تلك اللتي حملت دموعهآ واستمعت لأفرآحهآ جُرمٌ في حق ذآته تقترفه
    بدأت بوضع ملآبسهآ في حقيبة سفر صغيره كـآنت لأحمد أن ذهب لأبهآ
    في كلٍ قطعةٍ تضعهآ كآنت تتجرع مرآرة الفرآق والفقد
    أكملت هذآ في وقت قيآسي لكرههآ فعله جرت الآه من صدرهآ وهي تُمسك بـ شمآغ زوجهآ
    وتدفنهُ بين أحضآنهآ علً حنينهآ يهدأ وعلً شوقهآ وأحتيآجهآ يقل
    يأبى الحنين فالأحتيآج والغصآت الا ان يستوطنوآ دآخل ظلوعهآ
    ويستنزفوآ الدم من قلبهآ
    يأبى عقلهآ تخُيٌل فكرة السفرلأول مره بمفردهآ
    .
    .


    همت بأخرآجٍ دفتر قديم لهآ وبدأت بالكتآبه
    [ كثيراً مآ يكون البوح بالأقلآم أسهل وأخف على الأنفس
    حتى تحيآ بهدووووء بعد غصآت الم يجترهآ القلم ويرمي بِهآ بعيداً ]


    كتبت
    وينك ؟ أنت ووين أنآ
    الأمآكن مِظلمه
    والليآلي مِعتمه
    والقهر أدمع عيون
    بالحنين مسلهمه
    النهآيه تنتظر
    والحكآيه تحتضر
    في البدآيه المُضحكه
    والعشيق اللي رحل
    من غرآم أستوطنه
    والعجوز اللي أنكسر
    في ذآ الليآلي المجرمه
    والجنين اللي نمى
    وسط الحشآ وتربعه
    والعيون اللي بكت
    هم الحيآة الموجعه
    وكلي أنآ متبعثره
    متلثمه ذآك الشمآغ
    هم وعذآب متوسده
    برق ورعود امطرت
    لـ هذي الروآية المُبهمه

    أُنثى الحُلم

    .
    .
    .


    ولأول مره في تآريخهآ تتمنى لو أن الشمس لآ تُشرق أبد الأبدين
    لتغفوآ وسط أحلآمهآ طيلة الثمآنِ سنين
    .
    .
    وأنقضت ليلة كئيبه تحمل في طيآتهآ ملآمح من صبآح مَوجوع
    ومُستقبل مُظلم

    وللحديث بقيه
    .
    .
    .





    رد مع اقتباس  

  6. #6  
    بصيص أمل

    [6]
    .
    فـي أبهآ
    لآزآل مُتوسد الطآبق الثآني من السرير الحديدي البـآلي
    تجرع أسبوعين والأسبوع الثآلث يمضي
    بخوف شديد والم قآتل وعجز يهشٌ القلب
    ويفتت العقل من كثرة التفكير
    استحضر كل الأحتمآلآت الوآرده
    لـ سبب تغيب جدهِ العجوز
    أن تكون حبيبته قد دآهمهآ المخآض في وقتٍ مُبكر وأنشغل بهآ عن زيآرته
    أن يكون رجل [الوسآطه ] لم يستطيع أن يدخل الجد له
    أن يكون قد صآبهم مكروه أو مطر شديد جرف السيول وحال بين الحآفلآت والمدينه
    .
    .
    يشعر أن يدين غليضه تطوق عنقه حد الأختنآق
    ويرى قيدين من حديد مُكبله معصميه فيعجز الحرآك
    الأنتظآر أسوء مآ قد يكون
    والحدس الصآئب عند كثيراً من النآس يؤرقهم ان كآن الأمر مكروه
    أخرج صورتها من تحت الوسآده ( صوره بكميرا فوريه غير وآضحة الملآح كثيرا )
    ولكن ملامحها قد حُفرت في خلايا الذهن ورصعت بالذهب
    حتى بآت من المستحيل أن تُمحى
    لذآ تُعتبر الصوره طيفٌ لآأكثر مُقآرنه بالذهب المحفور
    طفله لم تحضى بجميع مرآحل حيآتهآ
    وأُنثى سُلبت الحلم في بدآيته
    وتجرعت المرآره دون هذآ الحلم
    يثق من حبهآ له ولكـن القدر أبى ألآ وأن يدخلهم هذآ الأختبآر
    الصمت أمسى حليفه والأرق بآت أنيسه
    وكأنهم على وفآق من ليآلٍ مُظلمه وكئيبه
    تشآطروآ الألم وتجرعوآ مرآرة الفقد
    وعآنوآ آلآم الفرآق
    ليرتقوآ عآليآ عند النجوم فوق هآمِ السحآب
    يحلقوآ بذآت الذكريآتٍ الحـآلمه

    حزني بدآ
    لـكل المدآ
    متجرع هموم واسى
    يصرخ ينآدي بالفضآ
    فجر ومسآ
    صيف وشتآ
    هذآ أنآ
    أروي الضمآ
    ابكي العنآ
    أسقى الشقآ
    أرثي الضنآ
    وعشق ٍ هنآ
    ضآعوآ سُدآ
    وحزني ملآ
    كل العِدآ
    .
    .
    أُنثى الحُلم




    .
    .
    أرقٌ مُهلك وارهآق مُتعب وعينآن غآرت دآخلاً وحُلقت بشئ من السوآد
    ليآلي الفرآق قآتله
    والخوف من المجهول حُرقه
    وكون أن المرأ يجهل وجهته ويشعر أن هُنآك من يقوده للسرآب
    جُرحٌ نآزف بحد ذآته
    أيُ صبآحٍ أشرق والعيونُ لم تغفى
    تقف على [الكبريته ] بعد أن احدثت فيضآن جآرف ليلةأمس تتوشح القوه
    وتستنشق أكبر قدر من الأوكسجين لتُملئ رئتآهآ بهوآء القرية
    تخلل الى مسآمعهآ صوت أم سعيد في [ الحوش ] مع جدتهآ
    بأي قلب ستُودع جديهآ والألم يعتصر قلبيهُمآ
    قرأت الأذكآر على عجل أرتدت شيئ شبيه بملآبس الحمل
    علهُ يُخفي من بروز بطنهآ عبآره عن قطعتين القطعه الأولى شبيهه بـفستآن أسود دون أكمآم
    تنتشر به دوآئر تحمل اللون الرمآدي
    القطعه الثآنيه عبآره عن [ بلوزه قطنيه تحمل اللون الرمآدي ]
    حآولت أخفآء عينآهآ المُتورمه عن جدتهآ غسلت وجههآ بالمآء أكثر من مره حتى تنتعش
    رغم برودة المـآء الآ أنهآ لم تستطع أخفآء الحُمره في وجنتيهآ واذنيهآ
    دلآله على اعترآضهآ ورفضهآ وتضجرهآ والمهآ
    همت بأخرآج الـ[ المِكحله ] اللتي كـآنت تتزين بِهآ في الليآلي الحآلمه
    لأخفآء شيئاً من آثآر الدموع
    أثآرت الكثير تلك [المكحله] ( عبآره عن أدآة حديديه تتكون من قطعتين
    يُعبى الجزء الأسفل بالكُحل ويدخل الجزء العلوي بهآ بمثآبة الغطآء )
    قُلبت الذكريآت وكأنهآ بدأت تغيب عن الوآقع
    وتستحضر المآضي
    أشبه بـ تجربه كيميآئيه صعبه تُنتج محلول يتجرعه المرأ بمرآره يلعب بـ عجلة
    حيآته ويحيآ في المآضي لمدة ثوآني

    .


    فـي ليلةٍ من ليآليهم الحآلمه تحدث لهآ عشيقه بهمس يُذيب القلوب
    [ عيونك حلوه بالكحل ]
    مع أبتسآمة خجل ممزوجه بحيآء مُشبعه بـ طفوله بآلغه
    [ بس أنت عيونك أحلى مكحه من الله مو زيي أحط عشآن تصير حلوه ]
    قهقه بهمس وأخذ بـ تقبيل عينيهآ بهدوء
    [ اصلن مآ محلي الكحل الا عيونك والا هو شين ]



    وكأنهآ أستقلت مركبه فضآئيه لتلك اللحضآت ثم عآدت بهآ الى حيثُ تقِف
    ابتسمت وسط شلآل دموع مُنهمر لآزآلت تشعر بقبلآته لعينيهآ
    وهمسآته لأذنيهآ



    ارتدت عبآئتهآالسآتره واجترت حقيبتها الصغيره وتبعت اثر صوت جدتها وهي توصي ام سعيد على حفيدتها
    تركت حقيبتهآ وهي تهُمُ بالدخول لغرفة جدهآ
    لحظآت الودآع مُهلكه موجعه عندمآ نكون مُرغمين على الرحيل
    أقتربت من الجد المغبون وهو لآزآل مُغمض عينيه
    أمور يُحتم علينآ الوآجب أن نفعلهآ ولكنهآ والله تُؤذي قلوبنآ وتُرهقهآ
    أن تحتضن من تُحب للودآع أمر يستنزف القلب
    يأبى الجد أن يفتح عينيه وهي لآزآت تُحدث الأصوآت حتى يشعر بوجودهآ
    أخيرآ همست بصوت مُتوشح بالهدوء [جدي انت نآيم ]
    يُريدهآ ان ترحل دون ودآع دون أن ترى دموعه دون أن تقتلع القلب من جذوره
    لم يَرد لهآ حتى تقتنع بأنه يغُطٌ في نومٍ عميق
    أقتربت منه قبلت جبينه بحب همست وسط امتلآء عينيهآ بالدموع
    [ سـآمحني يالغآلي ] وعآدت أدرآجهآ
    لتتفجر دموع الجد حُرقتاً على فرآقهآ
    .
    .
    ذآت المشهد تكرر مع الجده بطريقه أُخرى تقريباً
    تحآملت على نفسهآ وهي تجر رجليهآ بألم حتى أنتصفت
    الـ [ حوش ] لترتمي دون وعييٍ منهآ بين أحضآن الجده المكلومه
    تعآلت الشهقآت وطآل النحيب وبمُحـآوله من أم سعيد لأنقآذ الموقف
    [ الله يهديك انتي ويآهآ ترى الأسبوع الجآهي هي عندك ]
    جرت حنآن نفسهآ من بين أحضآن الجده تمتمت بكلمآت لآ تعلم هل من شأنهآ تصبير الجده او أثآرة دموعهآ من جديد
    [ سـآمحيني يآجده وانتبهي لجدي لين أجيكم الأسبوع الجآي ]
    اسدلت نقآبهآ حملت الحقيبه
    وخرجت مُهروله مُبتعده عن صوت نحيب الجده
    .
    .
    .
    تمتطي الحآفله مع أم سعيد في تمآم السآبعه ونصف
    لتغفوآ بين خوف وهلع
    وحده وألم و تجلد صبر
    [أظهآر مشآعر تُعآكس أتجآه تلك اللتي في دوآخلنآ قمة الألم ]

    .
    سآعتين ونصف قضتهآ في كوآبيس وأنآت
    [ أن بكى الأنسآن كثيراً وأُطبق جفنيه بعد الدموع مُبآشره
    يصدر منهُ صوت أنين ]
    فزعت على صوت أم سعيد وهي تنآديهآ بحنآن بآلغ
    [ حنآن يُمه يالله قومي وصلنآ ]
    القت نظره سريعه على الحآفله اللتي توقفت
    بالقرب من بيتٍ كبير جدا تُحيط بهِ المزآرع من كلٍ مكآن همست لأم سعيد بمُحآوله منهآ أخفآء توترهآ
    وقلبهآ في الحقيقه يقرع طبول من الخوف
    [ كم السآعه ؟ ] ردت أم سعيد بذآت الهمس [ تسعه يالله انزلي]
    أجترت رجليهآ كآرهه خطوتهآ مُستعيذه بالله من الشيطآن الرجيم
    دآعيه الله أن يحفظهآ من كلٍ مكروه
    مُتجلده وشآح القوه وأخفآء الحزن حتى تسعى لمُبتغآهآ وتنفذ أوآمر عشيقهآ بالوقوف مكآنه

    .
    .
    فـي أبهآ
    مكتب ضآبط الشرطه
    تحدث الضآبط حزنناً على حآل أحمد اللذي بآت الهم يصرخ منه
    [ أنت قلت انه شآب اللي كآن يخنق البنت صح ؟]
    أجآب أحمد بقهر [ أيه ]
    الضآبط [قُيدت قضيتهآ ضد مجهول ] أكمل بنية توضيح المسأله
    لأحمد [ طلعت البنت مخنوقه بقضية شرف بس المشكله أنك شفت شخص ثآني
    مع ابوهآ اللي قتلته وهي مآ عندهآ الا اخو وآحد ويوم بحثنآ بالسجلآت
    لقينآ له رحله قبل الحآدثه بـ شهرين وبعدهآ مآرجع السعوديه ]
    زفر أحمد الوجع من أعمآقه
    لآهج بـ [الحمد لله الحمد لله ]
    أكمل شُكرا وامتنآن
    أزآح شيء من الهم عن قلبه [ مشكور والله انك مآقصرت ]
    ورغم بصيص الأمل
    الآ أن الشك فتك بهِ فبآت ينتظر الأربعآء
    القآدمٍ بصبرٍ كآد أن يفرغ

    .

    منزل يبدو من الوهلة الأولى أنهُ قديم ولكن قد جُدد قبل فتره ليست بالبعيده
    والأهم من هذآ [ مُسلح ] وليس من اللبن تَغمر المدخل رآئحة الفُل
    وتمتلئ سآحته بالكثير من الأشجآر المُخضره ذآ طآبقين أو أكثر
    جآلت نظرهآ في أرجآء المكـآن يبدو مُريح وجميل للغآيه
    شتآن مآبين بيت جدهآ وبينه في المسـآحه
    .
    .
    [ ولكـن سوآد البشر يُشوه جمآل الأمكنه في كثير من الأحيآن ]

    أرشدتهم خـآدمه سرلآنكيه بلهجه مُكسره الى شيئ مُرتفع عن سآحة المنزل بثلآث درجآت
    يُسمى عآدتاً بـ [ الدكه ]
    [ روح من هنآ ]
    تقدمت أم سعيد وهي تُشجع حنآن اللتي لم تنزع نقآبهآ بعد بابتسآمه
    .
    .
    عبآره عن [ دكه ] بـ ظله مُحكمه من الأسمنت والطوب تحوي
    ثلآث كنبآت طويله بأطرآف خشبيه وقمآش يحمل لون جلد النمر
    تتوسطهآ طآوله من الخشب زُينت بـ [فرشةٍ ] صغيره مُذهبه
    يعتلي صدر الجلسه أمرأه عجوز تبدوآ في السيتآنآت ترتشف القهوه
    وتحمل بين يديهآ مِرْوَحَه صغيره تُسمى عآدتاً [بالمهفه ]
    تحدثت ام سعيد بربكه لأن العجوز لم تُعرهآ أهتمآم وهي تعرفهآ من قبل
    [صبحك الله بالخير يآ أم فيصل ]
    ردت عليهآ العجوز بملآمح جآمده
    [هلآ هآ وش عندك جآيه ترآه مو الأربعآء وتآخذين بنتك]
    انتفظت حنآن ذُعراً من اللهجه الحآده ولم يخفى عليهآ
    حُزنٌ أستوطن عيني تلك العجوز رُغم معآلم البذخ والتكبر
    .
    .
    [ لآ لآ وش آخذهآ أنآ بس جآيبه لك بنت ابيهآ تشتغل هنآ
    ما تتخير عن سلوى نظآفه وذرآبه مآ شفت عند أحد مثلهآ تعآلي يآ حنآن سلمي ]
    نزعت حنآن النقآب وتقدمت بصعوبه بآلغه وبصوت منخفض [ السلآمُ عليكم ]
    ردت أم فيصل بعد نظرآت التفحص [ وعليك السلآم ]
    اكملت بعد أن ظهرت على ملآمحهآ الأعجآب من جمآل حنآن
    والأستغرآب لصغر سنهآ
    كم عمرك يآ حنآن ؟

    أجآبت حنآن بصوت مُرتبك وخآئف [ 18 لآ أقصد دخلت الـ 19]
    بدأت تحقيقآتهآ المُعتآده عند أستقبآل الخدم [ وش تعرفين تسوين ؟ ]
    ردت أم سعيد [كل شي تبينه ]
    تحدثة بلكنه غريبه [ تعرفين تطبخين طبخٍ سنع ]
    أومئة حنآن برأسهآ
    همت أم فيصل بالوقوف متفحصه أكثر لملآمح حنآن
    [ طيب أجربهآ ذآ الأسبوع وأشوف أصن أنآ خآطري بوحده سعوديه طِبآخهآ زين ]
    شكرت أم سعد أم فيصل ودعت حنآن اللتي توقفت الدموع على رمشيهآ مُعلنه عن السقوط
    وعآدت أدرآجهآ
    تحدثت أم فيصل بحده [ أنتي حآمل يآبنت ؟]
    انتفضت حنآن وتسآقطت دموعهآ صرخاً بالخوف والوحده
    دخلت بعدهآ نوبة بُكآء حــآد مُحمل بشهقآت ونحيب
    فجرت دموع أحتبستهآ من سآعآت وسط ذهول ام فيص
    .
    .
    أمرت حنآن بالجلوس
    .
    وجدت نفسهآ بدون شُعور منهآ ترمي بـالجبروت ارضاً وتُحضر كأس مآء لحنآن
    [ خوذي أشربي مآ سألت سؤال غلط ليش تبكين ]
    نظرة الخوف من عيني حنآن أحزنتهآ
    ,
    ,
    ,
    ارتجفت شفتآهآ وهي تُحآول التوشح بالقوه من جديد
    وتجميع الكلمآت المُبعثره
    [ لآ عآدي أيه أنآ حآمل آسفه لأني بكيت بس أشتقت لجدتي ]
    بدت المخآوف تلعب بِهآ ولكن من ترآهآ أبرأ من بريئه
    سألت بحده مُزجت بحنآن مخفي
    [ ومن مين حـآمل ]
    تجمدت الحروف على شفتيهآ
    وسقط البعضُ الآخر منهآ حتى أبدت تمتمآت دلآله على دهشه من السؤآل
    [ كيف يعني من مين حآمل ]
    زفرت العجوز بتضجر
    [ يعني متزوجه والآ لآ ]
    أبتسمت حنآن بحمآس لفهمهآ معنى السؤآل
    [ ايه متزوجه ولد خآلي ]
    اكملت العجوز بملل [ وينه هو عنك طيب ]
    أختفت ملآمح الأبتسمه لتتجمد الدموع من جديد
    ولتجيب ببرآئه كبيره ممزوجه بوجع عميق [ في السجن ]
    شعرت أم فيصل بصدقهآ رغم أنهآ لآتزآل مآبين شك وريبه
    [ طيب قومي روحي المطبخ اليوم الغدآ عليك بذوق طبآخك ]
    أومئت حنآن برآسهآ وصرخت العجوز منآديه بأسم سلوى
    اللتي وصلت بين ذهول وابتسآمه ورهبه لأم فيصل همست
    حنــآن ؟
    أبتسمت حنآن وسط دموعهآ واقبلت لسلوى اللتي أحضنتهآ
    بدورهآ ونظرآتهآ لآزآلت مُعلقه على أم فيصل بخوف
    .
    .



    عجلة الحيآة لآ تتوقف


    [7]




    يوم حمل في جُعبتهِ الكثير من المشآق ولم ينتهي
    أبتدآئاً بسيول جآرفه لعيون تبكي الفرآق وتصآرع الأرق
    مروراً بعجوز ترفلُ في ثيآبِ البذخ والترف وتعجز حنآن تحديد نهآيته
    .
    .
    رفعت أكمآم [البلوزه ] الرمآديه بتضجر وهي تعجن العجين
    أمور تجهل مآهيه وأخرى سألت عنهآ سلوى والجزء المُتبقى تعلم مآهو بالفطره
    أن ترى موقد كهربآئي لأول مره في تآريخهآ يُعتبر حدث بالنسبةِ لهآ
    أن يكثُر الخدم في ذآت المكآن مُتجآذبين أطرآف الحديث
    ليس سعآده بقدر مآهو أنشغآل عن الدموع والآلآم
    فاليآلي الطِوآل كفيله بأن تُجرعهآ قدرهآ الكآفي أو الفآئض من الدموع
    .
    .
    أبتسمت سلوى بفرحه لوجود أبنة قريتهآ معهآ [ أسآعدك حنآن ]
    همست حنآن وسط ذهولهآ من عآلمٍ تُعآيشه وتعآصره لأول مره في تآريخ حيآتهآ
    [ لآ شُكراً قربت أخلص ] أكملت سلوى بحمآس ممزوج بالفرح
    [ خلصي اللي في يدك ابيك بجلسه مُطوله تعطيني فيهآ أخبآرك ألآ وش بتسوين غدآ ؟]
    شرخت قلبهآ في الصميم جلسه مطوله يعني كلآم
    وكلآم يعني أسأله وأسأله يعني كثرة أقآويل
    بقدر الحب اللذي تكنه لسلوى الآ أنهآ تخشآهآ
    عُرفت بلسآن سليط لمن تكره وبنقل الكلآم من مكـآن لآخر
    مع الزيآدآت الوآجبه في عآلمهآ المريض
    الغيره تنهشهآ من الجميع دوماً دون سبب واضح
    همست حنآن بصوت مُتهدج خـآئف على سُمعه بآتت على حآفة الهآويه
    أن تسلط عليهآ لسآن سلوى
    [ بسوي مرقوق وجريش ] أكملت سلوى دون علم عن مخآوف حنآن
    [ الله يعينك اذآتبين مُسـآعده شوفي شُكريه عندك أنآ بطلع أرتب برى وأخم الحوش ]
    أومئة حنآن برأسهآ علآمة الموآفقه
    أن تشعر أنك في أختبآر والنتيجه هي اتخآذ قرآر مآ
    في حقك رعب بحد ذآته كيف وأن ارتبط بحآجه وعجز ومسؤوليه
    أن تحآول جآهداً أتقآن أمرٍ مآ لصنفٍ من ذوي النفوس الضيقه مثل أم فيصل هو الخوف بحد ذآته
    أن تبذل قصآرى جُهدك لأنجآز عملك وتترقب المدح أو النقد تذبذب فضيع
    .
    أكملت مآبدأت في تمآم الوآحده بمسآعدآت من شُكريه لأنهآ تجهل مكآن الأوآني
    وكيفية أشعآل النآر ومآ الى آخره
    ختمت مآ فعلت بـ أحضآر صحن كبير يحمل اللون الحديدي يُسمى عآدةً بـ [التبسي ] صفصفت مآطهت فيه
    مع سلطه خضرآء ولبن المآعز وبعضُ المآء وعلى اللمسآت الأخيره دخلت سلوى
    تحدثت بفخر كبير [ فديييتهآ بنت ديرتي السنعه ]
    أبتسمت حنـآن بحرج [ يالله خوذيه ووديه لأم فيصل ]
    تفجرت ضحكآت سلوى في أرجآء المكآن وسَط ذهول حنآن
    وترقبآتهآ لسبب الضحكآت العآليه
    [ شوفي يآ قلبي هنآ في ذآ البيت في أشيآء كثير غريبه
    أولهآ لو تطلعين الدور الثآني أنحشت رجلك ثآنيهآ الخدآمه اللي مسويه الغدآ
    ولو سعوديه هي اللي تقدمه وتوقف على روسهم لين مآ يخلصون ]
    فترت ملآمحهآ وضآع الكلآم لتجمع الحروف من جديد [ مين فيه غير أم فيصل لآ يكون فيه رجآل ]
    تحدثت سلوى بحآلميه كبيره وهي ترفع رأسهآ عآلياً
    وتُمثل الطيرآن [ فيصل ولدهآ فدييييت قلبه ]
    أكملت وكأنهآ بدأت تستحضره أمآمهآ وتغيب عن الوعي
    [ عمره 29 يهببببل عآقل شكله يجنن
    ثقيل ومآ يعطي أي أحد وجه عنده مؤسسه زرآعيه وثآنيه معمآريه
    يروح أبهآ من بعد العصر مُبآشره لين العشى كل يوم]
    ابتسمت حنآن بوجع على حآل سلوى المُزري [ تحبينه ؟ ]
    مثلت سلوى دور المُغمى عليهآ من السؤآل وأجآبت بهمس [ الآ أموت فيه ]
    .
    .
    رغمَ مُحآولآت حنآن وتوسلآتهآ ألآ أن سلوى أخبرتها بقسوة أم فيصل أن خُولف أمر من أوآمرهآ
    ارتدت عبآئتهآ ونقآبهآ وهي تدعي الله أن يُسآمحهآ ويغفر لهآ
    همست سلوى بهدوء تحسباً لوجود ليلآ اللتي تقطن في ذآت القريه
    ولآكن تهتم بحلب المآعز نهآراً وتعود لمنزلهآ ليلاً
    [ شوفي يآ حنآن والله لو حطيتي عينك عليه والا لمح وجهك بالغلط
    ليسير لك شي مآ شفتيه هو لي أنآ بس ]
    أبتسمت حنآن بمرآر كبير لأن سلوى القديمه بدأت تظهر
    أكفت قرية السيل من شرهآ وأتت لتنشر سمومهآ هُنآ
    تحدثت مُطمأنه لهآ [ نسيتي يآ سلوى أني متزوجه الله يهنيك
    فيه ولو علي مآرحت ولآ قدمت له الأكل ]
    حملت الصحن مع توخي الحذر في المشي خوفاً من السقوط


    .


    أن تشعر بالغربه وسط عآئله تجهلهآ أحسآس مُخيف ومؤلم
    مشآعر الخدم دوماً متذبذبه الخوف من الأهآنه هآجس يفتكُ بهآ
    أقتربت من [الدكه ذآتهآ ] وهي تسمع ضكآته بصوته الرجولي تتعآلى
    أخذت طآبع أول انسآن مُتعجرف لآ يعرف الرحمه
    شهقت خوفاً وتحسباً لأحمد أن علم أنهآ فعلت مآتفعل
    امتلت عينيهآ دموع وسط كلمآت ام فيصل [هآتي الأكل هنآ يآ حنآن]
    أقتربت ببطئ شديد وسط تمتمآت فيصل المسموعه واللتي لآ يأبه بِهآ [ علآمهآ شغآلتك الجديده متغطيه ]
    همست ام فيصل [ سعوديه ومن قرية سلوى ]
    ضحك فيصل بصوت عآلي [ يعني تسوي أحتشآم زي سلوى في أيآمهآ الأولى ]
    كلمآته أخترقت صدرهآ وفتت عظآمهآ وأستقرت حنآيآ القلب
    أهدآهآ كمُصآفحه أولى خنجر من خنآجر الحيآة
    تجرع الأهآنه أشبه بأكل العلقم دفعه وآحده
    شعرت بيدين غليضه تطبق أنفسهآ مُعلنه أنهيآر دموعهآ في لحضآت قريبه
    همست الجده لفيصل وحنآن لآتزآل وآقفه [ استح على وجهك ]
    أكملت بصوت عآلي موجهه الحديث لحنآن
    [ جيبيه يآ حنآن حطيه هنآ ] أقتربت بثقل وكأنهآ تمشي على جمر يجتر أطرآفهآ و يحرقهآ
    أصطدمت عينآه الكحيله بعينآهآ المليئه بالدموع حتى انهآ بآتت تخشى أن ترمش فتتصآقط دموعهآ
    لآزآلت مُثبته النظر للحضآت أستحضرت عينآي عشيقهآ كآنت كحيله من البآري
    خآلق الخلق وموزع الجمآل جل جلآله وعظم شآنه
    أستنكر الدموع وهو يجهل كون أنهُ المتسبب بِهآ
    أنتزع عينيه بصعوبه لتلتطم على جزء من بطنهآ المتوآري تحت العبآئه همس بأستهآزآء [ حآمل ؟ ]
    أبتعدت حنآن بعد هذه الكلمه تخشى الأهآنه أكثر
    تخشى تدنيس السمعه والظن السيئ
    تخشى أن تنهآر في أي لحضه
    أقتربت من عآمود مُختص بعريش العنب لتقف وتتكي عليه
    مُتجآهله حرآرة الشمس اللتي لآ تُقآرن بحُرقة قلبهآ
    .
    .
    لآ يزآل وسط رُكآمٍ من ذهول واستفسآرآت
    همس بأمه [ الا أقول يالغآليه وش قصتهآ هالبنت ؟]


    تحدثت ام فيصل بحب مع أبنهآ الوحيد اللذي تستطيع
    أن تكون معهُ على طبيعتهآ دون تصنع القوه والصرآمه
    [ والله مدري حآمل وتقول ان رجلهآ في السجن والطآمه الكُبرآ
    انهآ صغيره في سنهآ والله قطعت قلبي ]
    تحدث بانزعآج وآضح [ يمكن كذآبه مآ خبرتك يمه تصدقين أي أحد بدون مآ تتأكدين ]
    التفت لهآ لآ تزآل وآقفه في ذآت المكآن بعيده كل البعد عنه وكأنهآ تخضع لعقآب
    مرير فتتجرع حرآرة الشمس
    لآ يضهر منهآ شي حتى النقآب السآبق انسدل على عينيهآ
    اصبحت كتله سودآء
    أيله للاِنحرآق في أي لحضه
    تكلمت ام فيصل وهي تآكل [ بس والله طِبآخهآ وش زينه أحسن من طبآخ سلوى ]
    تمتم فيصل بضيقٍ وآضح الحمد لله [ نآديهآ تجيب المنشفه عشآن أغسل ]
    أرتفع صوت أم فيصل مُنآدياً لهآ
    أستطآعت أن تترجم في ذهنهآ ماللذي تريده ام فيصل
    لأن سلوى أخبرتهآ بالنظآم والغآيه من الوقوف قبل الآن
    تحآملت على ذآتهآ وهي تخفي جرآحهآ وآلآمهآ والأهم عينآهآ البآكيه
    وتحآول كبت شهقآتهآ ونحيبهآ
    أقتربت من الحوض عبآره عن مغسله في طرف السآحه زُينت مرئآتهآ بورود حمرآء صنآعيه
    زآد من جمآلهآ ممآ يوحي للرآئي أنهُآ في القُرى
    امسكت [ بالمنشفه ] مُسدله غطآتهآ على النقآب غآرسه نظرآتهآ ارضاً
    تخشى عقآب الله أن نظر لهآ وتخآف غضب أحمد أن علم عنه
    .
    .
    .
    تمنى أن تنزع كل هذآ السوآد لآ يعلم لمآ أهي رغب في أكتشآف المجهول
    أو هو أمر آخر تمآماً يجهل مآهو
    تقدم لهآ وعينيه لآزآت مثبته عليهآ لم ترفع رأسهآ ابداً
    رغم أنه لم يأكل مآ يستدعي الغسيل الأ أنه بدأ[ يفرك] يديه تحت المآء علهآ تسهو وترفع عينيهآ
    أخذ [ المنشفه من بين يديهآ ] اللتي بآتت من كثرة الرجفآن تتحرك رغماً عنهآ
    ابت كل محآولآته بالفشل ان يرى منهآ شيئ فقد كآنت ترتدي القفآزآت همس بهآ وهو يُعيد [ المنشفه لهآ ]
    [ لآ تحسبين كذبتك اللي مشت على امي بتمشي علي
    أنآ رآيح اليوم ديرتك ونآشدٍ عنك وأن كآن حملك ذآ مآله أصل ولآ علم
    بديرتك تأكدي انك بترقدين بالسجن مو نآقصنآ مصآيب نتستر عليهآ ]
    القى قنآبله مُتفجرآته ومضى
    رفعت عينيهآ وعدستهآ لآزآلت تهتز نتيجه لذآك البركآن الغآضب الثآئر
    بأي حق يرمي تُهم حمقآء
    من كآن ذآك المُتعجرف حتى يُشكك في شرفهآ
    همست بيأس قآتل [ يحآسبك رب العبآد ]
    ومضت تحمل بقآيآ الأكل مجبره غير مُختآره
    متجرعه مرآرة الأهآنه وليست مُتذوقه لهآ
    خشيت أن تفتح أم فيصل أي موضوع معهآ لذآ فضلت المكوث في المطبخ تغسل الأوآني من ثم ترتبهآ
    حآولت أن تُشغل تفكيرهآ في في أي أمر
    يأبى ويأبى الآ وأن تسمع صدآ كلمآته الحآرقه


    ,,,


    في قرية السيل
    .
    تبآدلو الدموع ليله من ليآليهم الحزينه
    أزدآدت سوآداً لغيآبهآ
    حتى بآتت كقطعة [الفحمه ]
    يأبى القلب أن يهدأ وتأبى المشآعر أن تنسى
    الفقد مُوجع
    أن نتعآيش مع لحضآت الودآع مُرغمين مُجبرين أبلغ معآني الأسى
    أجترت رجليهآ اللتي أنهكهآ التعب تبحث عن أنيسهآ ورفيق حيآتهآ
    جثت على ركبتيهآ بالقرب منه وهي ترى أهتزآزآته نتيجه لسيل دموعه الجآرف
    همست بخوف منه وحزن كبير يصحبه تهدج في الصوت [ محمد وش بلآك ؟ ]
    أنهآر الجبل الصآمد وتقشع ضبآب التوشح بالقوه
    ظهر الأنسآن على طبيعته
    وتجرد من طبآعه القآسيه ليُجهش في البكآء
    أول مره أمآمهآ بأستسلآم وخضوع
    لـ تبآدله ذآت الدموع بصمت حآرق


    .


    انتهى اليوم بسلآم عدآ غصآت الألم اللتي تتجرعهآ لذكرى كلمآته
    منزل عجيب كُل حجرالمنزل تُطل على السآحه
    أمآ حُجرة ام فيصل وحجرة أبنهآ فهي تُطل على [الدكه ]
    أرشدتهآ سلوى لمكآن نوم الخدم
    [غُرفه] لآ بأس بِهآ يوجد في طيآتهآ سريرين
    يتوسطهم تلفآز يحمل اللون الأحمر بحوآف سودآء وأريل
    شعور أنهآ ضيفه غير مرغوب بهِآ في الغرفه أحزنهآ
    تعآلت صرخآت شُكريه وسلوى
    منهم من تريد النوم ومن هم من تريد أن ترفع على صوت مسلسل السهره
    وبين هذآ وذآك فتحت ام فيصل البآب عليهم ولأول مره في تآريخ حيآتهآ تدخل غرفة الخدم
    هآلهآ المنظر شكريه تمتطي سرير وكذآلك سلوى أمآ حنآن فقد توسدت شنطتهآ والتحفت عبآتهآ
    .
    .


    يهب الجميع بالوقوف عدآ حنآن تبآطئت بسبب الألأم الموجود في ظهرها
    وبعد كل كلفه استطآعت الوقوف ليعم الهدوء أرجآء الغرفه
    تحدثت ام فيصل بكره لشكريه وسلوى
    [ وش الأنآنيه انتي ويآهآ البنت حآمل وتعبآنه ترقدونهآ في الأرض كيذآ وسط هالبرد ]
    زفرت بغضب[ سلوى جيبي مفتآح غرفة [سيتي ]]
    سألت سلوى بحذر من ردة فعل ام فيصل [ ليه ؟]
    صرخت ام فيصل [ مو شغلك من متى احد يرآددني]
    أشآرت لحنآن بأن تتبعهآ
    تبعت أثرهآ بعد أن أخذت عبآئتهآ تحسباً لأي طآرئ فتحت غُرفت سيتي الخدآمه السآبقه قبل شُكريه بكره عميق
    وبغضب شديد
    دخلتهآ ام فيصل وهي تقول [ تعآلي يآ حنآن على الله ترتآحين هنآ ]
    دخلت حنآن وسط ذهولهآ وسر مُعآملة ام فيصل لهآ الممزوجه بالجبروت والقوه
    غرفه لآ تتخير عن سآبقتهآ سرير في الطرف وتلفآز ذآت السآبق يوجد بهآ نآفذه في أعلى اليمين
    يبدوآ ان الغرفه لم تُدخل من زمن بسبب الغبآر
    ابتسمت أم فيصل بتودد لحنآن [ نآمي الحين ومن أصبح أفلح ]
    بآدلتهآ حنآن ابتسآمه بآهته ببهتآن أفكآرهآ وسودآويتهآ
    أيقنت مِرآراً أن ربهآ يُرد لهآ الخير حآولت أن تصنع لذآتهآ مكآن نظيف حتى تخلد للنوم بأريحيه
    وبين هذآ وذآك
    تفتح سلوى البآب وتدخل بهدوء حتى شكت حنآن أنهآ
    ترغب في قتلهآ الشرر المُتطآيرمن عينيهآ يوحي بذآلك


    .
    .
    تحدثت سلوى بعصبيه كبيره وبصوت منخفض
    [ شوفي يآ حنآن هالشبآك يطل على غرفة فيصل
    وفيصل لي مو لغيري والله لن رقدتي بكره في ذي الغرفه مره ثآنيه
    لتتحسبين ربكـ علي لأني أذآ عصبت مآ أشوف أحد ]
    تمتمت حنآن بخوف [ طيب اش اسوي أنآ مآ ابغآه والله مآ أبغآه
    أنآ أحب أحمد زوجي ليه مآ تفهمين ]
    همست سلوى [ تدرين
    مآ طيًر ستي من هالبيت الآ أنآ
    كنت ادخل عليهآ وهي نآيمه وابدأ أكلمه من ورى الشبآك لين سفرهآ لديرتهآ
    فلآ تحديني أسوي ذآ الشي معآك من بكره هرجي ام فيصل وقولي انك مو مرتآحه في الغرفه ]
    خرجت بذآت الهدوء
    تركت خلفهآ أُنثى مُحطه أُتهمت بالشرف فصبرت
    تجرعت الفرآق ومرآرته فأحتسبت الأجر
    وقآست أنوآع العذآب من ألآم الظهر فكتمت أنآتهآ
    نآلت من الضغوطآت مآ فتك بهآ
    دخلت في مرآحل التبلد والآ مُبآلآة وخرجت منهآ
    أصيبت بـ اليأس ثم عآودهآ الأمل فحضيت بمـآيُسمى بالتبذبذ
    ليله من الليآلي الجآرفه تبكي على الأطآل
    وتحلق بـ ليآليهآ الحآلمه
    في أعآلي الجبآل
    حتى رأف بهآ التعب ورحمهآ لتغُط في نومٍ عميق
    أستعدآداً لغدٍٍ مليئ بالمتآعب والمشآق






    رد مع اقتباس  

  7. #7  
    زخآت مطر
    [8]

    يوم كئيب حيآه غُلفت بالكئآبه
    لآ يتخير عن أيآمهِ السآبقه ولن يتخير عن أيآمهِ القآدمه
    تسآوت في نظره الثآنيه بالدقيقه حتى شكلت سآعآت مريره
    الأنتظآر أسوء مآقد يكون أن يشعر المرأ أنهُ دآخل قوقعه كبيره
    يجهل مآ يحل في الخآرج من أمور ويعجز عن سمآع أصوآتهم وندآئآتهم
    أحبآط كبير ونفسيه مُتدهوره آيله للأنهيآر ان لم تنهآر بعد
    .
    .
    صدح صوت المُرآفق منآدياً باسمه [ زيـآره ]
    أصيبت أطرآفه بالبرود تحدث بربكه للمرآفق [ بس اليوم مو أربعآء ]
    صرخ المرآفق بتضجر [ اذآ مآ تبغى خلآص ]
    أسرع أحمد مهرولاً للبآب [لآ لآ هيآ ]
    .
    .

    توقف العقل عن التفكير والاستنتآج
    لهج [بيآرب أستر يآ رب سترك] أكثر من مره
    أن تكون لهُ زيآره خآرجه عن الأوقآت المُحدده امر يدفع للريبه والشك
    يدفع للخوف من المجهول
    يخشى سمآع خبر سيئ يضيف الى كومة همومه هم جديد
    أستعآذ من الشيطآن ثلآثاً ودخل الغرفه المُخصصه
    تسمرت رجليه وهو يرى صديق الطفوله والصبى ورفيق الحيآة الشآقه عبد الله
    سآورته الشكوك وهو بين فرح وهلع
    ليس من عآدة عبدالله مُغآدرت القريه الآ للضروره القسوى
    أسأله جآلت برأسه وأخرى يمسك بهآ في يده يريد الوصول لأستنتآج صآئب
    يقف مكآنه مُتجمد وهو لآيزآل بين هذآ وذآك
    حتى تقدم لهُ عبد الله بحب وحضنه
    حضن الصديق لآ يعوض بثمن
    وفرحة لقآئنآ بهم ذآت نكهه خآصه تختلف عن أي لقآء
    أن تتذكر في يوم أنك لست وحيد في هذه الحيآة
    ولك أقرآن بـمثآبة الأخوه أمر يدعوآ للسعآده
    أبتسم بحب لرفيق الدرب [ بشرني عنك عسآك بخير وبشرني عن أهلي عسآهم طيبين ]
    بآدله عبدالله الأبتسآمه [ الكل بخير وطيب مآ نآقصنآ الآ وجودك جمبنآ والله أشتقنآ لك]
    تحدث بيأس جآرف [ والله حتى أنآ بس مآ باليد حيل ]
    سكت لبرهه ثم أكمل [ عبد الله قل والله أن أهلي مآبهم شي ]
    أبتسم عبدالله بـوجع لحدس صديقه الصآئب [ مآفيهم الآ الخير بس جدك أرسلني لك ]
    تحدث أحمد بصبرٍ كآد أن يفرغ مع ترقب الاجآبه [ وليش يرسلك ليش مآ جآ هو ]
    أكمل عبدالله [ جدك طآح من الجبل وانكسرت رجله وعيت تجبر بسرعه
    أنجبرت زوجتك أنهآ تشتغل مع سلوى بنت أبو سعيد حتى تصرف ع البيت ]
    ليس هم وغبن وحزن بل هي أحآسيس لآ تترجم بالكلمآت المجرده
    تعدت الهم بكثير وأجتآزت الغبن بمرآحل وأصبح أحسآس الحزن صغير أمآمهآ
    أن ترى ذآتك مُكبله بقيودٍ من حديد تعجز الحرآك
    والقيآم بوآجبآتك ليتحمل مشآقهآ غيرك بمثآبة أغمآئآت الحزن
    أن تعترض على أمرٍ مآ ولآ تستطيع تقديم المسآعده فلآيحق لكـَ الأعترآض
    كون أن عشيقته تقطن مع سلوى السليطه في ذآت المنزل جرح ينزف
    كونهآ تعمل خآدمه في المنآزل لتقوى العيش دونه قمة الأنكسآر
    تلخبطت الأنفآس بين زيآده ونقصآن
    وتعآلت سُرعآت القلب واضطربت الدوره الدمويه في جسده الخآوي الفآرغ
    حتى يسقط مغشياً عليه وسط ذهول وخوف عبد الله .


    .


    يوم جديد لُبدت سمآئه بالغيوم وفآض البرد بهِ حدود المعقول
    ليشعروآ بشيءٍ من التجمد
    أتمت صلآة الفجر برجفه من المآء البآرد أرتدت فستآن الحمل ذآته مع وشآح من الصوف كبير يحمل اللون الأسود
    زينت أطرآفه بغرز ه تضفي عليه معآلم الجمآل
    أرتدت عبآئتهآ السآتر ونقآبهآ تحُسباً لـ مصآدفت فيصل أن قطعت السآحه انتقآلاً للمطبخ
    .
    .
    اصآب حدسهآ وتجمدت يديهآ برداً على مآ هي عليه من تجمد لتصطدم عينيهآ بعينيه
    على رقبته شآل من صوف أحكم لفه الوآنه مُزجت بين البيج والرمآدي مرتدياً ثوب رمآدي
    زآد من جآذبيته يجلس بهدوء على درجة الـ [ دكه ]
    أستعآذت من الشيطآن ثلآث شبح الأهآنه يُلآحقهآ وكلمآته لآزآلت ترن في أذنهآ
    أسرعت خطوتهآ وهي تشعر بألم يفتت ظهرهآ همس بهآ بعد أن كآدت الوصول للمطبخ
    [ حنآن لحظه لو سمحتي ]
    أشتعلت النآر في دآخلهآ ونبرة صوته لآزآلت تتكرر على مسآمعهآ
    توقفت عن المشي وهي لآتزآل تنظر أمآمهآ
    اقترب لهآ من الخلف دون أن تصطدم العيون بالعيون همس بهآ ثآنيه
    [ أنآ آسف أني ظلمتك رحت أمس قريتك وسألت عن عيلتك وطلعتي صآدقه سآمحيني ]
    أبتسمت من تحت النقآب لأن برآئتهآ قد صدحت في الأرجآء
    .
    مآ من شيئ يشفع الأهآنه ابداً
    توشحت سلآح القوه أبتعدت عنه وهي تحمد الله في سرهآ حتى أختفت عن نآظريه
    .
    .
    التسرع في أصدآر القرآرآت والاحكآم أمر سئ للغآيه
    يجعلنآ ندخل في دوآمآت من تـأنيب الضمير وشئ من الحزن والندم
    تأبى شمسُ القرى أن تسطع في الأفق وتخترق الغيوم فتهدي الدفئ لسُكـآنهآ
    تجآوزت السآعه السآدسه والظلمه لآزآلت مُستوطنه كبد السمآء
    .
    .
    .
    أشعلت النآر في المنقل ووضعته في طرف الـ[ الحوش ] بعد أن تأكدت من خروج فيصل من المنزل
    دقيق ومآء دآفئ مع القليل من الملح وملعقه من الخميره عجنتهآ على عجل
    وبدأت في صنع الخُبز ببرآعه ومهآره يسمى عآدتاً [ بقرصآن الخمير ]
    غلت الحليب على الموقد مع ملعقه من الجنزبيل ليُضفي الحرآره فالدفئ في هذآ اليوم القآتم البآرد
    ختمت مـآ بدأت بصحن حديد ووعآء صغير وضعت به العسل وأضآفت أليه السمن بعد أن أذآبته من التجمد بفعل الجوالبآرد على الموقد
    تخلل الى مسآمعهآ صوت أم فيصل تلهج بيآرب أمطآر خيروبركه اللهم حوآلينآ ولآعلينآ
    بدأت السمآء تُمطر بخفه وسط أصوآت الرعد المُخيفه تلك الأجوآء تروق لهآ
    وأن كـآنت تُشعر الكثير بالهلع
    أبتسمت لذكرى عصفت بهآ صوت جدتهآ الذآكره لله دوماً
    تمثل في صوت أم فيصل حتى أغرورقت عينيهآ بالدموع
    حملت الصحن بحذر بعد أن أرتدت عبآئتهآ ونقآبهآ تحسباً للطوآرء
    .
    .
    .
    تحملت مشآق المشي وسط ركآم المطر والبَرد بعد أن غلفت الصحن الكبير بكيس تحسباً لـ أن يغرق الطعآم
    المشي تحت زخآت المطر وأن كآن قوي وشديد الا انه ينعشهآ
    وصوته يُطرب مسآمعهآ ورآئحته تفوق لديهآ أجود أنوآع العطور
    تتوسط صدر الجلسه في الـ [ دكه ] مُحلقه بنظرهآ للأفق
    تجهل حنآن مآ يدور دآخل هذه العجوز
    ولكنهآ تجزم يقيناً أن الحزن يستوطنهآ في هذه اللحضه أصدرت صوت حتى تنتبه لوجودهآ
    أبتسمت أم فيصل بحب لآ تعلم مصدره [ تعآلي يآ حنآن وشيلي هالنقآب عنك مآفي أحد]
    وضعت الصحن أمآمهآ على الطآوله الخشبيه ورفعت الكيس المليئ بحبآت البَرد
    أبتسمت من تحت النقآب [ صبحك الله بالخير يآالغآليه ]
    أغرورقت عينآي العجوز بالدموع لذكرى عصفت بِهآ
    كل منآ يحمل في دوآخلهِ ذكريآت منآ من يبكي من أجلهآ ويحن لهآ
    ومنآ من تجمد قلبه وأصبح قآلب ثلج لآيقدر على الذوبآن الآ بالانحرآق
    مسحت الأم الثكلى دموعهآ بغبن وهي تتوشح القوه من جديد في صوتهآ
    [صبحك الله بالنور ليش مآ قومتي البنآت يسآعدونك وسط هذآ المطر والبرد ]
    رفعت صوتهآ لأن صوت المطر أزدآد أكثر [ مآ يحتآج يآرب يعجبك بس ]
    خآطبتهآ بذآت النبره [ شيلي غطآتك وتعآلي جمبي ]
    أن تتمثل ذكريآتنآ الجميله في شيئ مآ نود حينهآ الأحتفآض به لنحلق في سمآء المآضي
    همست بهآ بعد أن نفذت أوآمرهآ وجلست بالقرب منهآ [ تصدقين أنك تشبهين بنتي الله يرحمهآ ]
    انقشع الضبآب وبآنت العجوز المكلومه على حقيقتهآ تجردت من وشآحآت القوه المسطنعه
    اللتي أيقنت حنآن من الوهله الأولى أنهآ أقنعه ترتديهآ لتوآجه الحيآة القآسيه
    ابتسمت حنآن بمرآر [ الله يرحمهآ ]
    غمست الخُبز في السمن والعسل بعد أن سكبت لها حنآن شيئ من الحليب الحآر وسط الهوآء البآرد وصوت المطر القوي
    [ تسلم يديك يآحنآن بآرك الله في أمٍ ربتك ]
    أعتلتهآ حمره زآدت من جمآلهآ [ الله يسلمك يآرب ]
    سألت بشكل روتيني[ أرتحتي في الغرفه أمس ]
    همست حنآن وكلمآت سلوى تصدح في أذنهآ
    تخشى الدخول في سرآديب المُشكلآت
    تخشى أن تضعهآ سلوى في ذهنآ فتبدأ في بث السموم
    أجآبت بعد تفكير وبحث عن حجه مُقنعه
    [ لأ والله الغبآر أثآر الحسآسيه عندي وأنآ أخآف من الوحده
    برجع معآهم وبزين لي فرآشٍ زين عشآن ظهري لآ تشيلين هم ]
    تحدثت أم فيصل بحب [ اللي يريحك ]
    نحتآج للفضفضه وحكآية مآضينآ المُؤلم من حين لآخر
    حتى نشعر بالرآحه ونتنفس الصعدآء بِعمق
    حتى يدُآخلنآ أحسآس أن هُنآك من علم بمأسآتنآ وعآيشهآ ولو بالروآيآت والحكآيآ
    همست العجوز المُتجرده من وشآح القوه في لحظة ضعف وتحت أصوآت الرعد والمطر
    وفي الجو المُعتم المآئل للضلآم
    بصوت مُتهدج [ تدرين يآ حنآن ليش بنتي مآتت؟ ]
    ردت لهآ حنآن بذآت الهمس وهي تطأطأ برأسهآ أسفل [ لأ]
    تخشى رؤية الدموع وتكره لحضآت الأنكسآر والضعف
    سقط الجبل الشآمخ كآنت لحظة تجرد من كل شي ومن أي شي تسآقطت دموعهآ الثكلى
    [ شنقهآ أبوهآ هي وثلآث من عيآلي الأولآد قي الدور اللي فوق ]
    وأجهشت في بكآء مرير وكأنهآ لم تبكيهم طيلة تلك السنين
    بآنت الحقيقه وانكشفت التفآصيل الجميع مُنعوآ من الصعود للطآبق العلوي لهذآ السبب
    مدت حنآن كلتآ يديهآ للعجوز بحذر و خوفاً من ردة الفعل
    الآ أنهآ كآنت بحآجه لمن يحتضنهآ ويخفف عنهآ
    فألقت بنفسهآ بين أحضآن حنآن
    جميعنآ نحتآج لهذه اللحضآت اللتي نتشآطر بِهآ مع غيرنآ في الهموم
    رفعت رأسهآ العجوز وهي تهمس[ شنقهم وانا اسمعهم ينآدوني ومآقدرت أسآعدهم
    بعدهآ قتل نفسه ولو فيصل مآكآن عند الجيرآن كآن شنقه معآهم ]
    مُصغيه جيده تعي وتفهم أحتيآجهآ للتحدث عمآ يؤلمهآ ويُثقل كآهلهآ
    لم تقآطعهآ ابداً أنمآ أصغت لهآ بأهتمآم وآضح على معآلمهآ وملآمحهآ
    .
    .
    دخل فيصل الـ[دكه ] مسرع وسط أندهآشه من أمرين جمآل حنآن البآهر اللذي أستطآع تميزه في هذه العتمه والجو المُظلم
    والأمر الثآني من دموع وآلدته اللتي قلمآ تذرفهآ
    صرخ بسبب صوت المطر وكرهاً لأحرآج حنآن الوآضح تأثرهآ ممآ تروي أم فيصل [ يمه يمه ]
    أسرعت حنآن في أرتدآء النقآب بطريقه عشوآئيه وهي تقف مُبتعد عن المكآن صرخ بهآ [استني انتي ]
    أكمل حديثه وهو يقترب منهم
    [في وآحد أسمه عبدالله برى بقول انه مرسول من زوجك يبيك ]
    تجمدت حروفهآ وهي تستحضر ردة فعل أحمد أن علم بعملهآ
    تحدثت أم فيصل [ خليه يدخل يآفيصل وهو وآقف في المطر ذآ وأكملت لحنآن[ جيبي شيلتي من دآخل ]
    همت بتنفيذ الأوآمر وقلبهآ يعطي أشآرآت تنبيه
    حدسآهآ الصآئب تمنت أن يخيب لمره وآحده فقط
    في لحظه دخل عبد الله صوت المطر قوي جداً
    ثيآبه تتقآطر من المآء ويبدوآ من المظهر أن الأمر هآم
    تحدثت أم فيصل أرتآح يآولدي
    جلس على أطرآف الجلسه وعينيهآ لآزآلت تأكله مُنتظره أن يفجر القنآبل عليهآ
    .
    .
    تحدث عبد الله [ أشلونك يآ أم الغآلي ]
    همست حنآن بضيق [ أحمد وش فيه يآ عبدالله ]
    خشي تكرآر ذآت الموقف معهآ لذآ فضل الكذب أو المُرآوغه هذه المره
    أبد يبيك يقولي روح جيبهآ
    أنتآبهآ شعور الوحده والعجز
    همس عبدالله [ أذآ تبين الحين وديتك ]
    أومئت رأسهآ بقوه وهي تعجز عن التحدث بفعل الشهقآت والدموع
    أستأذنت أم فيصل ورحلت وسط رُكآم المطر الهآئل

    .
    .
    .
    بعد ليلةٍ حملت في جُعبتهآ الغزير من دموع الجد والجده
    أستطآعوآ النوم بهدوء رغم أن الدموع لآ تنهي الألم ولآكنهآ بمثآبة الجُرع المُهدئه نوعاً مآ
    صحت الجده مفزوعه على صوت المطر الجآرف حتى ظنت لوهله أنهُ أعصآر
    لهجت [ بيآرب الطف أبنآ يآرب رحمتك ]
    فتحت البآب الحديدي حتى شعرت حينهآ أن الريآح ستحملهآ من مكآنهآ أغلقت البآب بصعوبه بآلغه
    أقتلعت الريآح بعضُ الأشجآر تحدثت للجد العآجز طريح الفرآش [ يآ ويلي يآمحمد سنين مآجنآ زي هذآ المطر ]
    أجآب محمد بأتزآن [ عسى أن تكرهوآ شيئاً وهو خير لكم ]
    سمِعوآ صوت سآلم يصدح في الأرجآء مُخآلط لصوت الرعد والمطر
    فتحت له الجده البآب ودخل ليُشآطر صديقه الفرحه
    [ أبشرك يآ محمد جآنآ سيل من خمسين سنه مآ جآمثله ]
    أبتسم الجد بفرح [ الله يبشرك بالخير الأرض قربت تنشف خل القريه تحيآ ]
    عبس سآلم [ بس كل مخآرج القريه ومدآخلهآ تقفلت بسبب السيول يعني أنحجزنآ ]
    ضربت الجده بيدهآ اليمين على صدرهآ
    [ وحنآن كيف تدخل القريه ]
    .
    خيم الصمت مآ من أجآبه قد يستمر الوضع لشهر أو أكثر
    حلت صوآعق الحزن على قلبيهمآ فالمصآئب لآزآلت تتوآلى عليهم
    حتى خشيوآ أن يدخلوآ مرآحل اليأس
    .
    .
    .

    تحملت المشآق من حآفله لحآفله بسبب شدة المطر
    وتوقف السيآرآت جميعهآ لسآعآت طوآل
    أن تعلم بوجود الكآرثه أو المصيبه وتجهل مآهي
    أمر يفتك بهآ ويذهب بصحبتهآ لدهآليز الظلآم
    أستطآعت الوصول للمستشفى التآبعه للسجن بعد أن أخبرهآ عبد الله أنه مُتعب
    وبعد الأجرآئآت و التحدث مع رجل الـ [وآسطه ] أستطآعوآ الدخول
    غرفه كئيبه بكئآبة نفسيآت من يقطنوهآ ثلآث أسره حوٍط كل سرير [بستآره ] بيضآء
    رآئحة المشآفي تتوغل دآخل عقولنآ وقلوبنآ
    أجوآء المشآفي كريهه تبعث المرض
    وتأدي للملل والشعور بالوحده والمعآنآة
    أسرعت بخطوتهآ وهي ترى عبدالله يقف على البآب ويأشر لهآ على السرير رقم ثلآثه رفعت
    [الستآره] البيضآء بخوف كبير
    .
    .
    مُستلقي على السرير بأنبوب شفآف ذآ أبره أمآميه توغلت وريده
    وطرفهآ الآخر لآزآل متعلق عآلياً في علبة المُغذي
    الهم فتك بهِ مُغمض عينيه
    وحركة حوآجبه دليل للتضجر والرفض والألم وعدم الرضى
    أقتربت منه بخوف كآد أن يفتك بِهآ همست أولى وهي تحتضن يده البآرده [ حبيبي ]
    فتح عينيه بصعوبه بآلغه سمآع صوتهآ بدد غضبه
    ورأيتهآ أعآدت لقلبه الحيآة نسي غضبه الجآرف قبل دقآئق ليرفع يديهآ ويلثمهآ بشغف
    حآول الجلوس وهو يهمس لهآ [ أشتقت لك ]
    تحدثت له بذآت الهمس بعد أن جلست هي على طرف السرير وسحبت النقآب
    [ وأنآ أكثر والله ]
    أن يرى ملآمح التعب على وجههآ البريئ الملآئكي خنآجر تطعنه الوآحد تلو الآخر
    همست بتردد وهي تراه يتأمل ملآمحهآ بشوق كبير وعجز أكبر وألم تعدآ كل الآلآم [ سلامتك حبيبي وش فيك؟]
    رد بذآت الهمس [ ما فيني الا العآفيه بس سوء تغذيه ] امتلأت العينآن بالدموع لتمتزج الأنوثه بالطفوله
    [ وليش مآ تآكل أذآ انت مآ تبي نفسك أنآ ابيهآ ]
    ابتسم بمرار لدلعها العفوي [ أمسك بوجنتيهآ اللتي بدأت تحمر
    وأخذ بتوزيع قبلآته في أرجآء وجههآ الملآئكي حتى أمست كُتلةً حمرآء
    همس بها بعد ان ابعد يديه عن وجنتهآ [ بقولك شي لآ تعآرضيني يآ حنآن ]
    شعرت بأن الكآرثه في قدوم تحآملت على ذآتهآ وكذبت حدسهآ وهي تقول
    [ آمرني اللي تبي ]
    تعلقت الدموع على أطرآف الرموش بدأحديثه بتمتمه ليختمه بقول
    [ أنآ بطلقك وأول مآ تولدين تزوجي عبدالله بيصونك ويحفظك عن الشغل اللي كله بلا لك ]
    غلآ الدم وتسآرعت النبضآت فأرتفعت الشهقآت واعتلتهآ حُمرة غضب
    لتصرخ بعصبيه بآلغه
    [ اذآ انت مآ تبيني أنآ أبيك واذا قصدك تطلقني عشان اتزوج غيرك
    هذاني اقولها لك واللي خلقك وخلقني لو نمت في الشارع
    ما خذيت بعدك احد وتدري اني لآحلفت مآ افجرهآ]
    .
    .
    سُرعآن مآ ترآجعت عن هجومهآ
    قبلت جبينه بحب بآلغ لتعتليه رجفة ضيآع
    أستطآعت أحتوآئه بالضغط على يده أرتدت نقآبهآ وهمست بهِ أخيره
    [سآمحني والله أني صآينتك وين مآ أكون وتأكد أني الحين مكآنك لين ترجع لي سآلم بأذن الله ]
    توثق العهد والوعد
    وامتزجت التضحيه بتضحيه أقوى
    حتى شكلوآ أسمى وأرقى أنوآع التضحيآت والتخلي عن حُب الذآت
    .
    .
    التمست لهُ العذر تثق أتم الثقه بعشقه لهآ
    وأن مآ قآله ليس الآ من بآب الخوف
    كررت في ذهنهآ أنهآ ستنتظر عودته بفآرغ الصبر
    وان طآل الأمد





    صرخآت طفله
    [9]


    أستفآضت من الحُزنِ سُكراً
    حتى بآتت تشعرُ أنهآ جوفآء كون أن مدآخل القريه تمتلأ بالسيول حتى تعجز الحآفلآت عن الدخول
    حزن بحد ذآته الم وندب , حظ قد تصل الى السخط والجزع لو لآ أيمآنهآ بربهآ
    .
    .
    أن تعجز عن معرفة حآل أنيسيهآ في الحيآة وجع ينزف القلب ويُيقطع العروق
    يوم يعقب الآخر تتلمس الجُدرآن بُعداً عن سلوى ومُشكلآتهآ
    وتُطأطئ الرأس خوفاً من تكرآر أنكسآر الجبل الشآمخ
    أصبح النقآب مُلآزم لهآ في كل حين وبكل آن مرت أسبوعين أو أكثر
    أستطآعت من خلآلهآ أن تذهب للسجن ولكن عجزت عن رأيت عشيقهآ
    نظراً لأنتهآء موعد الزيآره مع فُقدآن رجل الـ[وآسطه ]
    فقط أطمأن القلب أنهُ عآد من المشفى سآلماً ,شيئ مآ أيجآبي بالنسبه لهآ
    هدأت الأجوآء العآصفه نسبياً ولكن خلفت سيول جآرفه قد تستمر عشرآت الأيآم
    روتين قآتل ممل لآشيئ يستحق التأمل من أكثر الأيآم هدوءً على قلبهآ . لآ شيئ يزعزع عآلمهآ
    سوى ذآك الحنين
    .
    .
    مسآء الأثنين
    أنهت عملهآ المُخصص في وقت مُبكر وخلدت للنوم
    لآ تحظى بالخصوصيه الآ تحت الـ [بطآنيه ] تذرف الدموع تحتهآ
    مكآن يسبب الكتمة والضيقه
    تصآرع آلآم الظهر وزعزعآت النفس في ذآت المكآن بذآت الظلآم
    تكتم شهقآتهآ ونحيبهآ تبكي بصمت
    يجتر رِجليهآ الجمر دون أن تستطيع الصُرآخ
    .
    صحت مفزوعه بعد نوم سآعه تخللهآ الكثير من الفزعآت بسبب أصوآتهم الكريهه
    همست بخوف وش فيك ؟
    صرخت بِهآ سلوى [ حنآن وش ذآ أنآ برقد الفلم خلص من أول وأنتي أنينك مزعجني ]
    أبتسمت بحرقه صحبت رمشآت كثيره من عينيهآ
    شعور الأختنآق قآتل
    الصعوبه في التنفس مُهلكه
    همست [ بآسفه ] حملت ذآتهآ بألم بآلغ
    أن تنهض الأُنثى من الأرض مسرعه
    وهي حُبلى في بدآيآت شهر المَخآض
    أمرٌصعيب ويحتآج لوقت وجهد جهيد
    صرخت بهآ سلوى ثآنيه [ يختي بسرعه بنًآم أحنآ ]
    خرجت حنآن من [ الغرفه ]
    تجر أرجُل الخيبه وتتحمل مشآق المشي وسط رُكآم البرد
    .
    .
    جلست على درجه صغيره قريبه من غرفة الخدم ترتدي قميص من الكتآن
    يحمل اللون الليلكي
    القمر توسط كبد السمآء في ليلة أكتمآله حتى شكًل مرئآه نقيه
    على رُخآم السآحه الأمآميه من المنزل
    حنينهآ في هذه الليله فآض
    الأحترآق شوقاً لجديهآ وعشيقهآ ومن ثَم تُربة قريتهآ فتك بِهآ
    آلآم المَخآض مُوجعه لآيقدر حجم ألمهآ الآ من عآيشهآ وتجرع مَرآرتهآ
    طفله وحُبلى بديهي أن تجهل السبب الحقيقي لتلك آلآلآم
    .
    .
    أجتمع الشوق على الحنين ذكريآت فغصآت ألم وضربآت كهربآء
    تلآمس أسفل البطن لتُكتمل المسآة بآلم الظهر
    صرخت بأنين حآد يقطع القلوب
    تشكي للقمر في ليلة أكتمآله عن حآلهآ
    لتأتي بالقديم قبل الجديد بكتْ حنينهآ وذكريآتهآ
    فأشوآقهآ ومن ثم عشقاً حُكمَ عليه بالأعدآم وطفله تربعت في أحشآئهآ
    أعتلى نحيبهآ وأنينهآ عآنت الكثير وكتمت الكثير
    وتجرعت كمٌ هآئل من الأوجآع
    فجرت كبت أسآبيع وكأنهآ سنين
    لتنفجر الشلآلآت بصوتٍ حزين يصدح في الأرجآء

    .
    .
    .
    .
    أستمآعه لبكآئهآ أذآب قلبه على نآر هآدئه يجهل مآهي علتهآ
    ولكن ييقن أنهآ موجوعه بشده
    بكآء الحزن وآضح وبحآت صوتهآ وهي تلهج بيآرب
    موجهه يديهآ للأفق توحي بألم يعتريهآ
    دبة النمل مع الليل تصبح أزعآج وضجيج [ كنآيه عن سكون الليل ]
    فكيف وان كآن بُكآء مرير مصحوب بكم هآئل من الشهقآت
    مضت السآعآت قطع حُجرته ذهآباً وأيآباً مئآت المرآت
    وفي كلٍ مره يفتح قدر بسيط من النآفذه المُطله على السآحه
    ليحترق من منظرهآ
    ضيآء القمر المُنعكس على وجههآ الأحمر شكل منهآ فتنه تأسر النآظرين
    أستعآذ من الشيطآن ثلآث وهو يعود أدرآجه
    بوده مُسآعدتهآ ولكن يخشى أن يُفزعهآ
    يجهل شعور أستوطن ذآته[ أمريكآ ] بمسآحآتهآ الشآسعه لم تأسره كمآ الآن
    سلوى بأغوآئهآ وحبهآ المجنون له لم تتوغل تفكيره يوم من الأيآم
    زفر بأعترآض من مشآعر جيآشه تجتآحه وحرب عُرفت نتآئجهآ مُسبقاً أن دخلهآ مُرغماً عنه

    .

    قرية السييل

    همست الجده بضيق كبير [ الصبر يآ محمد لآ تسوي بعمرك كيذآ ]
    رد لهآ بصوت بآكي حزين وضعف جسيم [ حنآن عيوني اللي أشوف فيهم كيف أتخلى عن عيوني قولي ]
    سكت لبرهه يكتم بهآ شهقآته ثم أكمل [ الله لآيسآمحه لآدنيآ ولآ آخره ]
    قآطعته الجده بأنفعآل [ أستغفر ربك أحنآ مآ نعرف له ارض من سمآ يومك تدعي عليه
    يمكن مآت ,, دعوة الوآلدين مستجآبه أسغفر الله يآمحمد ]
    زفر الجد بوجع وغبن [ الله لآيبآرك فيه كبرنآه وربينآه وسددنآ ديونه وسآعدنآه
    عشآن يرمينآ رمية الكلآب هذي لآبآرك الله فيه تتعقب له بذريته ]
    أنسآبت دموعهآ على وجنتيهآ محروقه ومكلومه تحآول التخفيف عن أنيسهآ دون جدوى
    هآجس ولده الوحيد لآزآل مسيطر عليه منذُ أيآم ولآزآل الى الآن وبعد تلك السنين يتذوق طعم المر وكأنهُ للتو
    أحيآناً وبلآ وعيٍ منآ نرغب في سرد مآضينآ المُؤلم حتى أن كآن لمن يعلم بهِ من قبل أو عآيشه الأهم أن نسرده لنرتآح
    تحدث بحزن بآلغ [ تدين فوق طآقته وخلآهآ في وجيهنآ وشرد الأرض اللي كانت معيشتنآ
    وعطينآهآ الشيخ بدل الفلوس اللي أخذهآ جعلهآ نآر في بطنه ]
    صرخ في الجده بيأس [ لو الأرض بآقي لنآ كآن مآرآحت حنآن تشتغل
    وكآن مآطلع أحمد الجبآل كل شيئ شين بحيآتنآ من سبآيبه الله لآيسآمحه ]
    تمتمت الجده بـ [ لآحول ولآقوة الآ بالله ]
    خآضعه مُنقآده رآضيه وصآبره على أحكآم القدر الأليمه





    تتآلف قلوب المحبين بقدرة قآدر الله جل جلآله وعظم شأنه
    يشعر بأن السقف سينقض عليه في أي لحظه
    أختنآق فضيع لم يشعر بهِ الأيآم السآبقه
    كوآبيس تلآحقه كلمآ غفت عينيه وكأنهآ تُذكره بمكآن نومه أو توقضه لأمرٍ مآ
    لآزآلة ملوحة دموعهآ تُسكر طرف لسآنه بعد آخر لقآء
    فزع للمرة العآشره وهو يرآهآ تبتعد في سردآب طويل وتستنجد به
    أيقن أن الكوآبيس وسآويس شيطآنيه
    حدسه صآئب في أكثر الأحيآن , يشعر اليوم بحآجتهآ الشديده له
    فضل الجلوس وتنآول دفترهُ المهتري
    لعل الكتآيه تشفي غليله وتزيح شيئً من تلك الجبآل المُستوطنه قلبه
    .
    حلمٍ كئيب
    أجترني لذآك الغريب
    يمسك يدي بقطعة حديد
    .
    .
    واهي اصرخت
    تكفى تعآل يآغآيتي
    محتآجتك بليل الونين
    تمسح خدودي والجبين
    دنيآ اظلمت
    وطفله انتهت
    ونآسٍ بكوآ
    تكفى تعآل
    معآد فيني للصبر
    زود أحتمآل
    قلت أبشري
    في حلم النهآر
    فوق السحآب
    يم النجوم
    قسمه ونصيب
    هذآ القدر
    قسمه ونصيب
    أُنثى الحُلم


    أزدآت الطلقآت وتقآربت أوقآتهآ من بعض , أعتصرت الألم وزفرت الوجع وكتمت المرآر
    تخشى أن توقض النيآم وتخشى أن تشتبك بالمشآكل في هذآ الليل الكئيب
    حبآت العرق بدأت تتصبب من جبينهآ وهي تكتم النحيب والأنين
    وفي لحظة عينٍ والتفآتتهآ تبدل الحآل من سيئ لأسوء
    ألم فآق عبآرآت الوجع وسهمٌ يخترق أحشآئهآ ليتفجر شيئاً مآ بدآخلهآ كالقنآبل الموقوته
    صرخت بأعلى صوتٍ تملك لتوقض النيآم وليفزع فيصل من صرختهآ ويكون أول الوآقفين أمآمهآ
    صرخت ثآنيه وثآلثه تبعتهآ رآبعه وخآمسه بأنين يقطع نيآط القلوب وهي تنحني بوجع على بطنهآ
    وتُحكم قبضت يديهآ على رجليهآ
    .
    [أكثر من يجهل هذه الأمور هم الرجآل فنشعر أنهم أطفآل في هذهِ الموآقف]
    دخلت في مرآحل الهلوسه بفعل الحُمى الجآرفه وبدأت بأستغآثة حبيبهآ وندآئآته
    زفر فيصل الغبآء بصبرٍ كآد أن يفرغ أقترب منهآ وهي تصرخ وتهذي بألم
    حملهآ بين كفيه بصعوبه بآلغه بسبب تشنجآتهآ
    لهجت أم فيصل وهي تهرول بـ [ يآرب سترك ورآك شآيلهآ وش فيهآ ]
    صرخ فيصل [شكلهآ بتولد جيبي عبآتك يمه بسرعه ]
    التفتت أم فيصل لسلوى المُتخصره بأنزعآج وعينيهآ كآدت أن تأكل فيصل
    بقميص خفيف نوعاً مآ وشعر فوضوي قمة الدنآئه والوقآحه في عُرف القرى والقبآئل
    صرخت بهآ ام فيصل[ استري نفسك يآ سلوى لآيجيك شيٍ مآشفتيه ]أخذت عبآتهآ وعبآئة
    حنآن اللتي أحضرتهآ شُكريه وهرولت مسرعه للخآرج بعد أن طلبت من شُكريه اقفآل الأبوآب
    .
    .
    أدخلهآ في مِقعد الرُكآب الخلفي ومنحهآ وضع التمدد لأنهآ في شبه غيبوبه
    بصرخآت وهلآوس مُتفرقه الحُمى صطت عليهآ فجعلتهآ كالمجنونه
    أقترب من جبينهآ بعد أن مددهآ بهدوء أخذ يمسح حبآت العرق بخوف كبير
    همست به [ أحمد خلك جمبي لآتروح الله يخليك أنآ تعبآنه ] دخلت بعدهآ في بُكآء مصحوب بكلمآت مجهوله أيقن أنهآ توسلآت
    بالكآد أستطآع أن ينتزع ذآته ليمتطي المِقعد الأمي وتجآوره وآلدته بقلق كبير
    فينطلق مُسرعاً لأقرب مشفى قد يكون

    .
    .
    زفرت بصرآخ [ أن مآ وريتهآ بنت اللذينآ هذآ وأنآ قآيله لهآ لآ يشوف وجهك لآ وبعد يشيلهآ ]
    ضربة رجلهآ في الأرض بـ [قهر] كبير
    همست شُكريه [ أس فيه طيب ] أبعدت شُكريه بكلتآ يديه والموقف ذآته يتكرر أمآم عينيهآ
    حنآن في أحضآن فيصل [ بعض العيون ترى الأمور كيفمآ تُحب وليس كيفمآ تكون]
    بدأت في نسج خيوط العنكبوت في لحظه تجردت من العقل ودخلت مرآحل الجنون

    .
    .
    .

    أكمل أجرئآت الدخول الحآله صعيبه ونبض الجنين بدأ يقل لآبد من وجود الزوج أو الأب حتى يسمح بالعمليه
    أجرآئآت روتينيه قد تفتك بحيآتنآ في بعض الأحيآن
    صرخ فيصل بغضب شديد [ قلت لك الحرمه رجآلهآ في السجن وأبوهآ مآ أدري عن أرضه ]
    صرخآت حنآن وأستنجآدآتهآ خنآجر تطعن قلبه في الصميم
    حضر مُدير المستشفى اخيراً وبعد جهدٍ جهيد أدخلوهآ غُرفة العمليآت أغلقت عينيهآ
    بفعل المُخدر وهي لآزآلت تهذي بأحمد
    .
    .
    .

    ليصدح في الأرجآع صوت بكآء الطٍفله مُعلناً عن نهآية شقآء وبدآية سرآب
    أبتسم فيصل بأنتصآر بعد أن أنتهت العمليه
    تنفس الصعدآء وهو على أبوآب طريق مجهول ييقن مرآرة نهآيته





    رد مع اقتباس  

  8. #8  
    فصل خآمس من فصول الحيآة
    [ 10]
    .


    أعلنت الحيآة عن بدآية فصل خآمس من فصول السنه يختلط بهِ الربيع والخريف في آنٍ وآحد
    يتغنى على نغمآت الأنين
    ويترآقص على وخزآت الشوك بحزن
    يُحلق في أعآلي السمآء دون مأوى فرح يحمل في جُعبته جُلً معآني الضيآع
    .
    .
    .
    أفآقت من [العمليه] وهي لآ تزآل تهذي من آثآر البنج يحتآج المرأ لفتره معينه حتى
    يستعيد وعيه بالكآمل
    شعرت بلمآسته وهمسآته حتى كآدت تجزم انه بقربها
    عندمآ ننآدي من نُحب ونتمنى أن يكونوآ بقربنآ نشعر بأروآحهم تحوم حول أروآحنآ
    فتصدر أصوآت وهمسآت ولمسآت نتمنآهآ
    شيئٌ مآ في عآلم الخيآل لآ ييقنه ألآ من عآيشه
    .
    .
    غرفه تحوي اربع اسره قد ملئت بالنسآء الوآضعات وتخلل اصوات الزوار الى مسامعها
    ترتفع بنظرها انبوب شفاف قد علق في اعلى المغذي مع أنغرآز الأبره في وريدهآ
    كل مآ بدآخلهآ صرخ بصمت الوحده أسوء شعور في الحيآة أن نستفيق من محنةٍ مآ
    فنعلم أنآ صآرعنآ تلك الآلآم بمفردنآ وعآنينآ تلك الأوجآع دون أنيس كسرآتُ نفس وسيلُ دموعٍ لآ ينظب
    أصدرت الممرضه المصريه أصوآت عل حنآن تنتبه لوجودهآ
    ولكنهآ أختنقت بعبرتهآ فلم تعد ترى الآ الضبآب
    همست الممرضه بحزن على حآلهآ [ مبروك قبتي بنت زي الأمر ]
    تمتمت حنآن بتعب [ وينهآ ابغى أشوفهآ ]
    أكملت الممرضه وهي تهم بعملهآ من قيآس للضغط والحرآره ومآ الى آخره
    [ انتي ولدتي بعمليه ولسآتك تعبآنه أنتظري لبُكرآ ]
    صرخت بصوت مبحوح وشفتآن كآدت أن تسود من التعب [ جيبيهآ الله يخيلك ]
    بآغتتهآ الفكره وعآدت لذآت الممرضه بسؤآل جديد بذآت الصوت المبحوح [ من جآبني هنآ ]
    تحدثت الممرضه بمرح [ دنتي عملتي عمآيل أمبين أن أسموآ فيصل اللي قآبك
    لأنوآ كآن بيصآرخ ع المُدير ومعآه ست كبيره مآ سبوكيش ومشيوآ الآ بعد مآخرقتي من العمليه ]
    أبتسمت بوجع لأنهآ لآ تتذكر أي شيئ همست [ عطشآنه أعطيني مويه ]
    همت الممرضه بسد رمقهآ وعطشهآ ثم ذهبت لتُصآرع حنآن الوحده من جديد

    .
    .
    صرخت أم فيصل بصبرٍ كآد أن ينتهي [ سلوى أتقي الشر أحسن لك ]
    همست سلوى بحقد وآضح [ طيب نعطيهآ أي غرفه غير هذي حنآن تقول مآ أرتآحت فيهآ ذآك اليوم ]
    تحدثت العجوز بنبره غضب [ لو رجعت ومآلقيتهآ تنظفت يآويلك مني ]
    توجهت للبآب بهدوء وخرجت مهروله لفيصل اللذي مل الأنتظآر في السيآره
    لآزآل قلبه يرجف من مسآء الأمس يريد الأطمئنآن عليهآ فقط
    أمتطت المقعَد الأمآمي بجوآر أبنهآ وهي تهمس بتهدج صوت [ عقبآل مآ أروح أشوف ضنآك يآيمه ]
    تحدث لهآ بوجع وهو يدير مُحر السيآره [ بدري يالغآليه ]
    همست له بذآت الصوت المكلوم [ أبي أشوف عيآلك يآيمه أنت بس أشر على أي وحده ]
    زفر الآه من صدره
    يأبى القلب أن يجد الرآحه ويأبى الخفقآن لغيرهآ
    أسآبيع فقط كآنت كفيله أن تزرع العشق وتُنبت الأزهآر سيرتهآ العطره
    أحتشآمهآ ووقآرهآ قلة كلآمه ونُضج عقلهآ وصبرها وتصبرهآ على الأهآنه
    صيآنتهآ لزوجهآ في غيآبه
    عوآمل تُقيد مِعصمه ومن ثم تفكيره وتجعله محصور لهآ
    همس لوآلدته بحب [ الله كريم يآ الغآليه أدعيلي بس ]
    أجآبت بصوت مُرتفع [الله يوفقك ويزوجك ببنت الحلآل وأشوف ذريتك قبل مآ أموت يآرب ]

    .
    .

    همس لرفيته وأنيسته في هذآ العآلم وهو يرآهآ غآرقه في تنظيف [ الحوش ] صبحك الله بالخير يآمنيره ]
    رفعت رأسهآ بفرح كبير لم يطرق بآبهآ من أسآبيع [ صبحك الله بالنور يآالله لك الحمد الحمد لله على سلآمتك ]
    تهدج الصوت بربكه منهآ وجرأه غير مُعتآده [ قرت بك عيني يآ محمد ] أبتسم لهآ بحب [والله أني مآ صدقت يشلون ذآ عني أحيس اني حر وطليق ومو مربط زي الأيآم اللي رآحت ]
    أقتربت منه وهي ترتب لهُ [ الفرشه ] ليجلس [ تعآل أقعد وأعطني علمك كيف رحت ومآ حسيت فيك ]
    جلس بصعوبه بآلغه الهشآشه في العظآم تعيق جبر الكسر بالكآمل ويصبح عُرضه للأنكسآر مره أُخرى
    [ أبد والله من سمعت أذآن الصبح وأنآ أتسند على هالعصآ لين وصلت لبيت سآلم ]
    أبتسمت له بحب مع أغرورآق عينيهآ بالدموع [خليك الحين بجبلك الفطور ]
    أحكم قبضت يده على يديهآ [ من وين جبتي الأكل يآ منيره ]
    أبتلعت ريقهآ لأكثر من مره [ أهآلي الخير في الديره وآجد يآ محمد لآ تنسى ]
    همت لتصنع الفطور تخشى أنقلآب مزآجه فرحتهآ اليوم لآ تُضآهآ
    فقد عآد سندهآ للحيآة بعد أن أغلق الأبوآب على ذآته من أسآبيع

    .
    .

    رددت أم فيصل بحب وهي تنفتح [ الستآره ] المحيطه بسرير حنآن ذآت اللون السمآوي
    [ مآ شآء الله عيني عليك بآرده يمه عسى هالبنيه قدوم الخير عليك ]
    همست حنآن بتعب بآلغ أثآر البنج بدأت تختفي ألم العمليه بدأ يظهر على ملآمحهآ العآبسه
    [الله يسلمك ]
    جلست على الكرسي المُقآبل لسرير حنآن أكملت [ أسم الله عليها البنوته رحت الحضآنه دوبني
    وشفتهآ أنآ جيتك وخليت فيصل عندهآ جعلي مآ أموت لين أشوف عيآله ]
    أبتسمت حنآن بحب وأمتنآن لهآ [ آمين يآرب ] أغرورقت عينيهآ بالدموع
    عطف أم فيصل جبر الكثير من الكسور في قلبهآ
    ملئ وحدتهآ ووحشتهآ اللتي كآنت
    في لحظه تمنت من أعمآقهآ أن ترمي بحملهآ في حضن أم فيصل وتبكي مآ قد عآيشت
    يأبى عقلهآ أن يتخلى عن فكره أرهقتهآ
    [ أنآ خآدمه وهي المخدومه أنً عطفهآ علي ليس بمعنى تجآوز الحدود ]
    تذكرت جدتهآ وأشتآقت لحضنهآ أنخرطت في نوبة بكآء مرير
    أفزع ام فيصل وعم الهدوء على أرجآء الغرفه أصبح الزوآر يستمعوآ الى نحيب تلك الفتآه

    .
    همست أم فيصل وهي تجلس على حآفة السرير [ تعوذي من بليس يآحنآن وش هالسوآة الله يصلحك ]
    مسحت على رأسهآ وفتحت الأحضآن لهآ حتى يزدآد انتحآب حنآن وشهقآتهآ
    أمتنآناً لأم فيصل وضيآعاً ثم شتآتاً بعد جديهآ وعشيقهآ

    .
    .
    .
    . يقف على طرف البآب لآزآل منصت لشهقآتهآ بألأم بآلغ يعتصر قلبه بوده أن يحتضنهآ
    ويخفف عنهآ الألم
    يجهل نبرة الوجع في بُكآهآ ويلتمس السبب لـ وحدتهآ عآدت أصوآت الزوآر في الأرتفآع من جديد
    أقترب من سريرهآ وهو يسمعهآ تتمتم بكلمآت يجهلهآ أستشف أنهآ شكر وامتنآن لوآلدته
    همس بصوته الرجولي منآدي [ يمه مآخذيتي الحليب والقشر ]
    همت أم فيصل بالوقوف وأخذت [ ترآمس القشر والحليب ] همست بعدهآ لأبنهآ اللذي
    يعآني الصرآعآت الدآخليه
    [فيصل مآبتحمد لهآ بالسلآمه ] أصدر تمتمآت معلناً عن نسيآنه رفع مستوى الصوت حتى تستطيع حنآن أن تسمعه
    [ الحمد لله على سلآمتك يآ حنآن ]
    همست بأحرآج وبصوت مبحوح في لحظه شبه حرجه [ الله يسلمك مآ قصرت ]
    صوتهآ أثآر شي مآ دآخله وعآدة به الذآكره للأمس
    وهي تهذي وتطلب أن لآ يتركهآ
    رددت ام فيصل بفرح
    [ وش تبين تسمين البنت ] تمتمت حنآن بحيره
    [ مو الحين بنتظر للأربعآء وأسأل أبوهآ ]
    وكأنه مآس كهربآئي أعآد لهُ الذآكره فـ خرج
    مشآعر تآئهه ضآئعه وصرآعآت نفس مُتضآربه
    وحب حُكم عليه الأعدآم في أيآمه الأولى
    عشق وهيآم من طرف وآحد
    كره لذآته لأنه يرغب في أملآك غيره
    يأبى القلب أن يسمع كلآم العقل
    فينبض بسرعه كبيره عندمآ يستحظر منظر القمر على وجههآ الطفولي
    أتم عمله في المؤسسه وأخذ أم فيصل وانطلق بِهآ للقريه
    ليتجدد أحسآس الشعور بالوحده والحرمآن
    الدموع أمست أنيستهآ والشهقآت بآتت مُغنيتهآ
    والنحيب أصبح موسيقى يعزف مآ يعزف من ألحآن على اوتآر القلب
    حتى تقطعت الأوتآر حزناً وظلماً من القدر

    .
    .
    في قرية السيل
    أحسآس الحُريه بعد القيود أروع مآ قد يكون يعآدل المِزآج حتى وأن كآن في القلب ألم
    هم بالدخول لبيته بعد أن أختفت الشمس وصرخ نور القمر في طُرقآت القريه
    أتم صلآة العشآء جمآعه بحب وبفرحه كبيره حمد الله وصلى ركعآت شُكر له
    أيقن أن الله يريد بهِ الخير فلولآ رحمة الله ثم صديق سآلم اللذي أزآل الجبس
    والآ لبقي بهِ حتى تهدأ السيول ويذهب للقريه المُجآوره
    صرخ بهِ أبو صآلح ( أنسآن مُتعجرف يُحب كثرة الأقآويل ونقل
    الكلآم والأخبآر مع الزيآدآت يشبه كثيراً سلوى وكثير منهم على هذآ النهج يسيرون )
    .
    [ محمد وين رآحت شيبآتك يومك ترسل بنيتك تشتغل وتخدم في البيوت ]
    حلت الصآعقه وعظم البلآء وأبت الفرحه أن تبيت برفقته
    ليشعر بالخذلآن
    أحسآس الأستغفآل من أقرب المُقربين أسوء مآ قد يكون
    دخل بسرعه كبيره شبيه بالأعصآر الهآئج صرخ في أرجآء المنزل [منيره منبير ]
    همت بالوقوف من سجآدتهآ وهي تستغفر ربهآ وتلهج بـ [ يآرب خير يآرب وشفيه يصآرخ ]
    لبت الندآء وتبعت أرجآء صوته المُنبعثه من الـ[ حوش ] بقلق
    تحت ظلمة الدُجى المُختلطه بنور القمر
    همست العجوز المُحبه [ وش فيك يآ محمد عشى مآشر ]
    صرخ بضعف مع تهدج كبير في الصوت [ صدق حنآن تشتغل خدآمه في البيوت ]
    أثآرت الصمت قررت أن تُخبره هذه الليله ولكن القدر سآق الخبر له بطريقه بشعه
    تمتمت بأجزآءٍ من كلمآت مُبعثر
    قآطعهآ بضعف لم تعهده في حيآتهآ
    [ قولي أن أبو صآلح كذآب وأن حنآن تشتغل بالمدرسه مثل مآقآلت بنتي وأعرفهآ مآ تكذب علي ]
    انسآبت دموع الجده على خديهآ وهي ترى أنكسآر فرحه أعتلته هذآ الصبآح
    ليستشف الأجآبه القآتله من صمتهآ فتغرق عينآه بالدموع همس
    وهو يعود أدرآجه ويفتح البآب أحسآس الأختنآق بشع
    والشعور بالأستغفآل والكذب أبشع همس بِهآ
    [ تكذبين علي يآ منيره هذي آخر العشره ]
    أوعآد درفة البآب بهدوء بعد أن خلي المكآن منه
    هوت بنفسهآ أرضاً وهي تبكي بحرقه الشعور بالذنب مؤلم تأنيب الضمير مُزعج
    .
    في بعض الأحيآن نحتآج الكذب لأنقآذ أمورٍ مآ قد تُغرقنآ
    وأنتهى ذآك اليوم بحزن جآرف بعد أن بدأ بفرح كبير
    لنيقن أنه في غمضةِ عينٍ والتفآتتهآ يُغير الله من حآلٍ الى حآلي

    .
    .

    يومٌ أخر جديد فتحت عينيهآ على صوت الطفله تصرخ
    أبتسمت بِحُب مُوجهه الحديث للمرضه [ هذي بنتي ؟ ]
    تحدثت الممرضه الهنديه بتضجر [ أيه هدآ بنت أنته يآالله رضع
    عشآن صدر أنتَ مآ في تعبآن ]
    فتحت كلتآ عينيهآ تجهل تلك الأمور تحتآج لمن يُمسك بيدهآ ويأخذهآ لبر الأمآن
    أن تقدم على فعل أمرٍ مآ لأول مره دون أن تجمع المَعلومآت الآزمه أمرٌ صعيب
    يحتآج لبذل جهدٍ جهيد
    تمنت أن يكون أحمد بقربهآ ليخفف عنهآ ويحمل شيئً من الآمِهآ
    تمنت أن تتمتع بمسآعدة جدتهآ الخبيره في هذه اللحظه
    .
    .
    تتبخر الأمنيآت عند عودتنآ لأرض الوقع لنجد أننآ مُجبرين على القيآم بأمورنآ ومُوآجهة الحيآة
    مدت كلتآ يديهآ النحيله لتُسكت بكآء الطفله الجآئعه
    أحسآس غريب فرحه حلقت في سمآء الحُزن حتى بآتت مجروحه
    أن تحتضن الأم طفلهآ بعد ولآدته أعلى درجآت السعآده
    همست لطفلتهآ بحب كبير [ جيعآنه يآ قلبي قولي بسم الله ]
    طولهآ لآ يتجآوز مدة الذرآع تبدو هزيله كثيراً وعينهآ صغيره
    ألقمتهآ ثديهآ بجهل وخوف كبيرين حتى سد رمق الطفله فنآمت وأستكآنت بقمة الهدوء والبرآئه
    أبتسمت بأمل كبير وفرحه أكبر لآ مجآل للوحده بعد الآن
    لآ مجآل لأن تهدر الدموع في السآعآتٍ الطِوآل تسلل
    حبٌ طفلتهآ لأعمآقهآ حتى عآهدت نفسهآ أن تُكدس جُل وقتهآ
    للأهتمآم بِهآ
    .
    .

    همس فيصل بعد أن دخل الغرفه في وقت الزيآره ومن خلف الستآر [ حنآن ؟ ]
    أجآبت بربكه وتوتر بعد أن عآدت لوآقعهآ [ نعم ]
    أكمل حديثه بحب لسمآع صوتهآ دون بكآء [ جهزي نفسك الدكتور كتبلك خروج
    أمي بغت تجي بس رجولهآ توجعهآ ] أكمل بعد سكوتهآ
    [ أنآ بوديك لهم بروح أكمل أجرئآت خروجك أجهزي ]
    تسآقطت دموعهآ على خديهآ بِحرقه [ يآرب أن تغفر لي يآ رب أني مآلي
    حل غيره والآ مآكآن رحت معآه ]
    أرتدت عبآئتهآ بصعوبه بآلغه بعد أن أخبرهآ
    الطبيب بظرورة المشي بعد العمليه القيصريه وأعآئهآ بعض التعليمآت والمُضآدآت

    .
    .
    .
    تبعت فيصل بصمت وهي تحمل أبنتهآ بين يديهآ ملفوفه في شآل يحمل اللون السُكري
    من القُطن جلبته أم فيصل عند قدومهآ في يوم أمس
    تشعر بشيئ شبيه بوخز الأبر على أطرآف العمليه تحآملت على ذآتهآ وكتمت أنآتهآ
    لسببين حتى لآ تفزع الطفله وحتى لآ يسمعهآ فيصل أمتطت المقعد الخلفي بصعوبه بآلغه
    فضل هو عدم مسآعدتهآ تجنباً للأحرآج
    .
    الغيوم تُلبد السمآء في هذآ اليوم
    ضجيج السيآرآت وزُحآم الأشآرآت افقد الجو لذته المُعتآده في القريه
    هآجمهآ الشوق فالحنين من كل جآنب
    حتى تمردت على حيآئهآ بألم بآلغ
    رغبتهآ بأن يُشآطرهآ الفرح فآضت بهآ
    أمنيتهآ أن تحضى طفلتهآ بيدين أبيهآ في أولى أيآمهآ علت بهآ عآليا

    .
    .
    همست بتردد كبير [ أستآذ فيصل لو سمحت ]
    بحت الحُزن لم تمحى أغمض عينيه أكثر من مره مستعيذآ من الشيطآن مليون مره
    أجآب بصوت رخيم [ سمي ]
    النبره أربكتهآ وكأنه يُعآني من صرآعآت دآخليه يسعى جآهداً بأخفآئهآ
    طآل صمتهآ وهي تُحآول تصفيف الكلمآت وترتيبهآ
    بذآت الهمس ولكن يصحب تهدجآت [ اليوم أربعآء تقدر توديني السجن بس ربع سآعه ؟ أذآ مآ تقدر عآدي ]
    أبتسآم بـ مرآره أعتلته أيقن لمره الألف أن من يسكن الحديد حضي بحظٍ كبير
    صرآعآت نفس شيطآنٌ ينهش عقله من نآحيه وقلبٌ مُظطرب لسمآع نبرآت الحزن من نآحيه
    همس بهآ في لحظه حرجه محآوله منه لـ قتل ذآك الشعور المُتمرد [ أبشري!!!!! ]







    فرحه تُرفرف في سمآئآت الحزن
    [11]


    صبآح مشحون بخيبآت الأمل وكم هآئل من العتب
    يقبع في [ الحوش ] من صلآة الفجر رُغم برودة الجو الآ أنهآ لآ تطفي لهيب النآر دآخل قلبه المكلوم
    يُعآيش صدمة كذب وأستغفآل من اقرب المقربن حتى وأن كآنت بحسن نيه


    عندمآ نعلم بعد فتره أن ثمة أمور تُعنينآ فُعلت بالخفآء عنآ نغضب ونحزن دون الألتفآت للدوآفع والأسبآب
    همست بهِ وهي تضع الفطور أمآمه بحزن بآلغ
    [ صبحك الله بالخير يآ محمد الفطور سم بالرحمن ]
    أي صبآحٍ أقبل وعينآي العجوزين لم تغفى من كثرة الهوآجيس والوجع
    رمقهآ بنظرآت عتب بآلغة المعآني تخللت الى أعمآقهآ وأخترقت ظلوعهآ ليستقر أثرهآ في القلب
    أمتلأت عينآهآ بالدموع والألم أعتصرهآ
    همست [ لآ تنآظرني هالنظره أنآ مآ وآفقتهآ الآ عشآن كنآ محتآجين ومآ قلتلك لأنك كنت تعبآن ]
    هم بالوقوف والأبتعآد عنهآ حتى توصل الى البآب وخرج
    يشعر بأختنآق فضيع كلمآت أبو صآلح لآزآل يتردد صدآهآ في أذنه
    تركهآ جوفآء تأنيب الضمير ينهشهآ
    أخذ يتبع آثآر الصديق ليرمي بهٍم أثقل كآهليه وسمعه بآتت مُتنآقله على أطرآف الألسن الاخبيثه
    وكأن العمل لكسب لقمة العيش بالحلآل بآتت من ضمن السبع الموبيقآت في عُرفهم
    .
    .


    .
    أنتآبه شعور بالندم لـ زلآت لسآنه كيف بهِ أن يذهب بقلبه للجحيم
    وأنتآبه شعور بالرضى عن ذآته لأقدآمه مثل تلك الخطوه
    تنآقض كآد أن يفتك به ويقين بـ الضيآع نهش قلبه
    أيقآنك بأنك تسير في طريق مُظلم كئيب مع العلم أن نهآيته مسدوده ببآبٍ من حديد
    قمة الأسى
    .
    اروآح متآلفه وأروآح مُتنآقضه
    هآلآت الضيآع تعُم المِقعت الأمآمي من السيآره
    وأسآرير الفرح والبهجه تتفجر حباً وأملاً من المِقعد الخلفي
    .
    همت بالنزول بروح متجدده وأمل كبير تعلم علم اليقين أن مآ رأته من آلآم و أوجآع سيُمحى في هذه اللحضآت
    فأرتسمت أبتسآمه عذبه على شفتيهآ
    تبعهآ بنظرآته التآئهه ومن ثم بختطوآته الضآئعه
    مُطأطأ الرأس يخفي الألم مُحآولاً تجلد القوه
    أتم لهآ الأجرآئآت وتحدث هو بالنيآبه عنهآ مع رجل[ الوسـآطه ]ذآته وأدخلوهآ غرفت الأنتظآر
    تلمس أقرب مِقعد ارتمى عليه بحزن وهو يفتح [ أزآرير] ثوبه العلويه


    .
    .
    دقآئق حتى رأى فيصل المُرآفق يجتر بين يديه شآب يقدره في نهآية العشرينآت
    من الوهلةِ الأولى يتضح للرآئي أن الألم قد صرخ من هذآ الشآب
    دخل مُجرجر رجليه غرفة الأنتظآر اللتي دخلتهآ حنآن والطفله قبل دقآئق
    بعد أن فتح المُرآفق الحديد المُقيد مِعصمه وأقُفل البآب
    .
    .
    في كثير من الأحيآن لآ نقدر حجم تفآهت مصآئبنآ
    الآ عندمآ نرى عُظم أبتلآئآت غيرنآ في لحظه حرجه ذآب خجلاً من ذآته على أفكآره
    وحمد الله أن تبع عقله و لبى لهآ طلبهآ
    دعى لهُ من أعمآق قلبه أن يفرج همٌ أستوطنه فالسجن بمثآبة النآر أن لم يكن أكثر


    .
    .


    لأول مره من سنين طِوآل مضت تدخل المطبخ
    عآدت أم فيصل لـ قبل 20 سنه الأبتسآمه أرتسمت على شفتيهآ
    أن نترقب وصول الحدث الجديد للمنزل من مولود أو زفآف أو غيره من الأحدآث النآدره
    والغير روتينيه نشعر بنشآط وحمآس كبيرين وكأننآ لم نشعر بِهآ من سنين
    سلوى تقطن الغرفه اليوم ولم تخرج منهآ حجة الكآذب والمنآفق والخبيث جآهزه دوماً
    تظآهرت بأنهآ أصيبت بحآلة تسمم وهي بالفعل لآ تزآل تحفر الطريق لنسجِ خيوط العنكبوت دون شوآئك
    .
    .
    أتمت أم فيصل عملهآ بحب كبير وبآلغ لحنآن وطفلتهآ
    صفصفت [القُرصآن] في وعآء من حديد [ وترآمس القهوه والقشر] من ثم الحليب فـ [العسل والسمن]
    أخذت بعض اللحم وصنعت لحنآن الـ [ مرق ]
    طلبت من شُكريه تضع الجمره في المبخره
    أحضرت أجود أنوآع العوده وأخذت تنفث البَخور في [غرفة ]حنآن وفي أرجآء المنزل
    مع قرآئت المعوذآت في الـ[غرفه] لأبعآد الشيآطين منهآ
    .
    .
    .
    نزعت نقآبهآ ومددت طفلتهآ بحب قربها مع مُحآولآت أن تُيقضهآ حتى يرآهآ أبيهآ مُفتحة العينين
    أحسآس الرغبه في تشآطر الفرح مع النصف الآخر
    مُتعه كبيره لآ يُقدر لذتهآ الآ من عآيشهآ وتذوق حلآوتهآ
    ولأول مره من سبع شهور وأكثر يتتخللهآ الفرح ويتغلغل في أعمآقهآ
    أزدآدت ضربآت قلبهآ وهي ترآه يدخل الغرفه هآلهآ منظره أسوء من قبل بكثير
    الهم أحنى ظهره المشدود وفتك به تحآملت على ذآتهآ وهي تقف له بصعوبه بسبب الالآم
    بآغتته بأبتسآمه سآحره آ لم يرآهآ منذو زمن أيقن أنهآ سعيده
    أمتلأت عينيه دموعاً من الفرح
    كثيراً مآ يُقآل لغة العيون هي لغة العآشقين والحآلمين
    تبآدلوآ النظرآت الحآلمه لفترةٍ لا يعلمون كم هي تجآهلوآ بِهآ كل سآعآت الحيآة حتى أختفت من حولهم
    هرول لهآ مُسرعاً وهو يرى أبنته تقطن بِقربهآ فتح كلتآ ذرآعيه لهآ ملجأ الأمآن وغآسل الآلآم
    الأب المفقود والأخ المجهول والعآشق المتيم أختلط الكسر بالرقه والغبن بالفرحه حتى شكل نبيذاً مُر
    لآذع تلآمس لذتهُ أطرآف اللسآن وتعتلي رعشتهُ لأعمآق القلوب لفت ذرآعيهآ النحيله على رقبته
    علهآ تمحي الوجع دقآئق صمت كفيله بأن تُهديهآ جُرعتهآ المُفضله
    أبعدهآ عنه ودموعه تغسل وجنتيه دون حيآء منهآ
    همس بهآ بعد أن أخذهآ بِهدوء وحنآن بآلغ اجلسها على المِقعد وجثى على رُكبتيه أمآمهآ أخذ يديهآ قبلهآ بشقف وآضح وهمس لها بصوت مخنوق [ الحمد لله على سلآمتك يآنور قلبي عسى مآ تعبتي ؟]
    أبتسمت له وهي تشعر أنهآ كمآ عصفوره أهتدت لبيتهآ تحدثت لهُ بحرج
    مع أحمرآر وجنتيهآ مُجآهده نفسهآ الآ تذرف الدموع [ تعبت أشوي بس الحمد لله الحين تمآم عشآن شفتك ]
    عينيهُ تجول في ملآمحهآ المطفيه بعشق وشوق كبير [ متى ولدتي ]
    تحدثت له بحمآس [ ولدت يوم الأثنين في الليل تعبت مره وولدوني قيصري ]
    أتسعت عينيه على كبرهآ بألم يعلم بحآلهآ وأحوآلهآ وأنهآ أجهل من تكون في هذه الأمور
    همس بحزن [ياليتني كنت جمبك ]
    رفرف طير الحزن من جديد ومعآنآتهآ كمآ شريط سينمآئي يُعرض أمآم عينيهآ
    [ما تمنيت احد كثر ما تمنيتك تكون معاي] اكملت بفرح مزج بدموع حزن
    مُحآوله أن تتجلد بالقوه وتُؤثر الفرح في هذه اللحضآت المعدوده
    [بس فرحآنه لأني جبت لك أحلى بنت في الدنيآ ]
    حملت الطفله بين يديهآ بعد أن عدل جلسته وأعطتهآ له يجهل كيف يُمسك الاطفآل أو يتحدث معهم
    فتحت الطفله عينيهآ بنشآط ونآدر مآ يفعلهآ الموآليد كأنهآ تعلم أن دقآئقهآ مع أبيهآ معدوده
    صدحت ضحكته في أرجآء المكآن وهو يهمس بفرح [ شوفي حنآن تتثآوب ]
    قهقهت حنآن معه الضحك مودعه الآلآم رآضيه ومُتقبله لوضعهآ
    شآكره ربهآ أن وهبهآ أجمل هديه
    ألتهمت عينآهآ ملآمحه بشغف وآضح وهو يتحدث مع طفلته ويحتصنهآ بحب كبير
    أيقنت أن الحيآة تحتآج للقوه حتى تتخطآهآ وتتطلب الصبر حتى تنقضي الـ 8 سنين
    همست بحب وهي تُمسك يديه اليمين اللتي ثبتهآ على بطن الطفله [ حبيبي وش تبي تسميهآ ]
    أبتسم لهآ بحب كبير وعشق أكبر وعينآن تتنآول ملآمحهآ بهيآم
    [ حنآن فرحتك اليوم خلتني طآير فوق السمآ ] تهدج صوته [ شُكراً يآ قلبي ]
    ابتسمت له بحب [ وضحكتك فرحتني أكثر ]
    تحدث لهآ [ طيب وش تبين أنتي وش نفسك فيك]
    أكملت بدلع مُزج بطفوله ذآت ملآمح أنثويه [ محد رآح يسميهآ غيرك يالله قول ]
    ضحك بتردد أحسآس الأبوه أمر آخر ذآ نكهآت خآصه [ طيب أشرآيك في فجر ]
    أبتسمت له بحب حتى بآبت غمآزآتهآ من فرحٍ أعترآهآ
    أقربت يديها من يديه الدآفئه تبحث عن الدفئ قبل أنتهآء الدقآئق المعدود
    [ مآ قلت أن الأسم اللي بتختآره بيكون أحلى أسم في العآلم ]
    مشآعر جيآشه تجتآحه ورغبه كآسره تفتك بهِ أمسك بوجههآ الصغير وأخذ يُقبل عينيها بشغف وحب كبير
    من ثم دفن رأسه أستنشق عبير شعرهآ الأسود
    وهي منصآعه مستسلمه ومُسلمه مستمتعه بجرعآتهآ القليله لتحيآ على أمل جرعآت أُخرى
    صدح صوت المُرآفق مُنآدياً مُقآطعاً للحضآت حآلمه [ انتهت الزيآره ] أرتدت نقآبهآ على عجل
    الوقت دآهمه الطفله وزوجته المُحبه أنسوه جلٌ الكلآم والأسأله اللتي أرآد أن يدلوآ بِهآ
    همس بسرعه [ كيف جدي وجده يآحنآن ]
    تجمدت حروفهآ بين شفتيهآ لتنسآق له بكلمآت
    [ طيبين مآ عليهم خلآف يسلمون عليك ] فتح المرآفق البآب بتضجر وأخذ أحمد اللذي أنصآع لهُ
    ملوحاً بيديه لهآ ولطفلته بحبٍ كبير
    .
    .
    شقآء أنتهى وهمومٍ أخرى بدأت ولكن القوه قد تتمثل في أضعف الخلق أن عآيشنآ الحب بمرآرته وحلآوته
    حبهآ لطفلتهآ بمثآبة الدوآء اللذي يحثهآ على الأستمرآر والمجآهده
    وحبهآ له بمثآبة الجرع اللتي تهديهآ الأمآن
    عآهدت قلبهآ أن تتبدل من اليوم وتلوح بيديهآ مودعه للضعف
    حتى تحيآ من أجل طفلتهآ ومن أجل جديهآ
    ومن أجل أنتظآر عودته سآلماً
    .
    .
    لهج صوت أم فيصل مُرَحٍباً مُهللاً بعد أن فتحت شكريه البآب [ حيآ الله حنآن حيآالله بنتهآ ]
    أبتسمت لهآ بحب وبتعب بآلغ ووجه مُصفر [الله يسلمك يآ أم فيصل ]
    حملت أم فيصل فجر بحنآن بآلغ وأطيآف ذكرى أبنآئهآ تُرفرف يمنةً ويسرةً بِهآ
    همست بصوت مُتهدج مُحآلوله نسيآن ذكرآهآ [ هآ مآ بتسمينهآ ]
    تمتمت حنآن بألم [ الآ ان شآء الله بـنسمهآ فجر]
    لهجت أم فيصل [ فجر الخير يآرب تعآلي يآ يمه تعآلي زينت لك الغرفه ومآعآد أبهآ غبآر أكيد أنك تعبآنه]
    تمتمت حنآن ببآلغ الأمتنآن [ شكراً] لأكثر من مره همست بهآ نآبعه من أعمآق أعمآقهآ
    .
    .
    لآ يزآل دآخل السيآره تفكيره قد حوصر من كل أتجآه رُأيت أحمد بعد أن خرج زعزع له كيآنه
    دخل بحزنٍ يصرخ وخرج بـفرحٍ من العيون ينطق شيآطينه بدأت بدورهآ المكروه
    وأسأله حمقآء جآلت بين حنآيآ رأسه وكأنهُ غفل أن أحمد زوجهآ
    ضرب برأسه على مُحرك السيآره ثلآثاً مستعيذاً من الشيطآنه مئة مره
    أدآر المُحرك جآهلاً الوجهه
    يُغلًف بالكثير من الحزن وكره الذآت لمشآعر خآرجه عن زمآم يده


    .


    أدخلتهآ الغرفه بعد أن أحضرت بهآ المهد تحدثت بفرح [ وذآ لفجورتنآ ]
    مهد من الخشب الفآخر بأربعة أطرآف زُينت أطرآفه بنقوشآت وزخرفآت أسلآميه
    يعتليه قمآش ابيض من الشيفون يتوسطه جذع أجوف بآلغ الجمآل لنُحركه يمنةٍ ويسره
    فيخلد الأطفآل بهِ الى النوم بهدوء وسكينه
    أبتسمت حنآن بحرج بآلغ [ كلفتي على نفسك والله مآ نحتآجه ]
    أبتسمت أم فيصل بفرح مُتفهمه لموقف حنآن وأحرآجهآ مُحآوله أمتصآصه
    [مآ سويت شي والله ذآ كآن لفيصل يوم ولدته طلعته من المخزن ونظفته لك ]
    تمتمت حنآن [ يعطيك العآفيه يآرب ]
    دخلت شُكريه بالأكل المعدود من قبل ام فيصل
    مدت ام فيصل كلتآ يديهآ وتنآولت الطفله [ جيبيه يآ شُكريه هنآ على السرير هيآ كلي يآ حنآن أكيد أنك جوعآنه ]
    أبتسمت حنآن بحرج تشعر بالجوع يتغلغل أحشآئهآ
    اذآ تحسنت النفسيه فُتحت الشهيه والعكس الصحيح
    همت بالأكل وكأنهآ لم تأكل منذو سنين
    .
    .
    بودهآ أن تصرخ وتخبر النآس عن فرحتهآ عآهدت نفسهآ أن تحمي فلذة كيدها من كل مكروه
    خلدت حنآن للنوم بـهدوووووء
    بعد أن أرضعت [ فجر] بنصآئح من أم فيصل أستفآدت منهآ الكثير وتعلمت منهآ الكثير
    .
    .
    تتوسط صدر الجلسه فـي الـ [دكه ] الهدوء يعمٌ الأرجآء وسلوى لم تظهر طيلة هذآ اليوم
    .
    .
    تنتظر فيصل شآرفت السآعه العآشره والنصف ولم يأتي ليس بالعآده أن يتأخر
    وليس بالعآده أن يصل ألى أطرآف البآب ولآ يُدخل ليطمأن عليهآ
    تشعر بالخوف بدأ يتسلل الى عضآمهآ
    تبسمت بحب في لحظة سهوآ وهي بالكآد تكبت الكلمآت حتى لآ تتحدث مع ذآتهآ
    كلمآت من شأنهآ جلب السعآد له عروس جميله فآقت بجمآلهآ بنآت القريه رأتهآ ام فيصل
    وأيقنت من الوهله الأولى أنهآ تُنآسب أبنهآ


    لآ تزآل بين هذآ وذآك
    دخل فيصل [ الدكه] في الجو البآرد تحت ضوء القمر
    [ مسآك الله بالخير يالغآله ] انحنى لهآ وقبل جبينهآ ثم أعتدل في جلستهِ بقربهآ
    همست له بحب [ مسآك النور تأخرت يآ وليدي عسى مآ شر ]
    [ أبد والله رحت المؤسسه وهرجت مع العمآل وقعت لهم بعض الأورآق
    مريت وآحد من أصحآبي تعشيت معه وهذآني جيت ]
    أبتسمت له أبتسآمة مكر وحب في وقت وآحد , أستطآع فيصل تخمين المضمون قهقه لها بحـب
    [ الله يستر منك مدري وش ورآك من سآلفه ]
    تحدثت بحمآس [ لقيت لك عروس تهببببببل أخلآق وزين وسمعه توصل لآخرالديره ]
    تمتم بقهر [ الله يطول بعمرك يآالغآليه ] مُحآولاً أنهآء الموضوع
    [ افكر وارد لك خبر ذآ زوآج موبلعبه بس انتي لآ تفآتحين الجمآعه أبد ]
    أبتسمت من أعمآق قلبهآ [ بس عجل أظن البنت بتطير منيتي أشوف عيآلك قبل لآ أموت ]
    [ الله يطول بعمرك يالغآليه وتشوفين عيآل عيآلي يآرب ]
    قبلهآ على الجبين ثآنيه [ أنآ بنآم تآمرينين بشي ]
    [ سلآمتك يآ يمه ] همت بالوقوف [ وأنآ بعد بحط رآسي وأرقد تصبح على خير ]
    [ وأنتي بخير يآلغآليه ]
    جرجر رجليه بألم بآلغ بعد أن تخلل لي مسآمعه صوت فجر
    وهي تصرخ لفت نآظريه أنوآر الـ[غرفه] الموجوآره لـ[غرفته]
    أبتسم بألم تُحآصره تلك الحنآن من كل أتجآه أغمض عينيه بكره لأفكآره الملعونه
    ودخل يبحث عن الرآحه والنوم علً أفكآره المجنونه تهدأ
    .






    رد مع اقتباس  

  9. #9  
    سموم أفعى .

    [12]

    .



    ليله أجزم أنهآ من أجمل ليآليه المآضيه وأيقن أنهآ الأفضل في ليآليه القآدمه تؤرخ في التآريخ
    وتخط أحآسيسهآ صُحف قلبه وعآلمه تغلغلت حنآن مُخيلته وأستولت فجر
    على تفكيره حتى أرتفع بهم عآلياً فوق النجوم
    كآد أن يُلآمس أطرآف السمآء من فرحته ويمتطي الغيوم من أنسه وطربه
    غآئب عن الوعي في السرير العلوى البآلي يخشى ان يفتح عينيه
    فيصطدم في جدران السجن اللعين
    آثر العيش فوق هآم السحب والنجوم عآلياً بعيداً عن ضوضآء البشر
    حيث نقطة التقآء الطهر بالنقآء والرقه بالعذوبه ومن ثم الرجوله بالأنوثه والطفوله
    فتمتزح الأروآح الحآلمه حتى تُشكل أسمى آيآت الجمآل
    بوده ان يدخل في غيوبوبه حتى تنقضي الثمان السنين ويسعد بهم
    عآئلته المصغره زوجته المُحبه وطفلته المُدللـه
    وحيآة يرفلوآ بهآ وسط ثيآب السعآده والأمآن
    يشكل بذرتهِ الأولى كيفمآ يشآء ويمنحهآ الحنآن كيفمآ تريد وتحتآج
    أمنيآت وأحلآم تُقلنآ على متن طآئره فضآئيه ألى عآلمٍ آخر
    كوخ في أعلى التل ومسطحآت خضرآء بسآطه في المعيشه دون بشر يهدوآ للحيآة عُقد ومتآهآت
    .
    .

    ومآ أن نصطدم بالوآقع ونعود له حتى تجتآحنآ خيبآت الأمل ونُيقن
    أن البشر مُلآصقوآ لنآ ولآ يمكننآ أن نحيآ في عآلمٍ خآص الآ في الخيآلآت والأوهآم
    أستعآذ بالله من الشيطآن ثلآث وهو يستمع الى مُضآربآت السُجنآء بمقت وكره كبيرين
    فتح عينيه لينتهي بهِ الأمر من كوخ وسمآء ونجوم الى جدرآن وقضبآن من حديد
    أيقن رغم كسرآت نفسه أن الله يرغب بهِ الخير دوماً أخذ مصحفه لـ يستشعر كلآم البآري
    اللذي مآ وأن يتخلل الى النفس حتى يُـهَدٍأ فزعآتهآ ويسكن رجفآتهآ

    .

    .
    .

    في قرية السيل

    لآزآلت كلمآت أبو سآلم تشفي علله وجروحه بينمآ كآنت كلمآت أبو صآلح سهماً يخترق ضلوعه
    عجباً لحآلِ الأنسآن من كلمآت معدوده ينقلب رأساً على عقب ومن كلمآت معدود يهدأ ويستكن
    أن تجد من يخفف عنك وقت الأزمآت والمحن أمر يفوق معآني الجمآل
    أن تكون ممن يقدرون على بث همومهم ومشكلآتهم
    لأقرب الأصدقآء دون قيود أو تحفض على بعضهآ هذآ بحد ذآته أنجآز كبير
    هم بالدخول للمنزل بعد الأنتهآء من صلآة الفجر وهو يدعوآ الله أن يُسآعده على مسآمحت عجوزته المغبونه
    وزوجتهِ المحبه الصبوره المتجرعه للحضآت المر والأحتيآج قبلاً منه
    .
    .
    أقتربت منه بعد أن كآنت تقف في منتصف الـ[حوش ] أنتظآراً له وسط رُكآم البرد الهآئل
    حتى أن أطرآفهآ كآدت تصل الى الـتًجمد تحدثت بلهفه مصحوبه بـصوت مُتهدج [ صبحك الله بالخير يآمحمد ]
    تآقت له ولرضآه أشتآقت أن تتشآطر معه الحديث وتمنت من الله بل قضت ليلتهآ في الدُعآء أن ينجلي غضبه فيسآمحهآ
    منظرهآ وهي ترتجف من البرد وترفع يديهآ لفكهآ حتى تلفح الهوآء الحآر فيهآ فتُغمرهآ بالدفئ أحزنه
    أدرى بحآلهآ وأحوآلهآ أنيسته ورفيقة دربه يعلم علم اليقين أن النوم لم يرفرف على عينيهآ
    أبتسم لهآ أبتسآمه كفيله بأن تُخرجهم من دهآليز الظلآم الى مسآحآت النور
    رغم أن الشمس لم تظهر في الأفق والظلمه لآزآلت مُحيطه في الأرجآء ألآ انهآ ميزت أبتسآمته النآدره
    فحلقة الفرحه في سمآئآتهآ همس لهآ بعد أن وضع يديه على كتفهآ الأيمن
    [ادخلي لآتبردين ولو عندك شي حآر جيبيه يدفينآ في ذآ اليوم البآرد ] تجآوزهآ بحب ودخل من البآب الحديدي
    لآزآلت بين تصديق لعينيهآ وتكذيب تغشتهآ الفرح
    أن تشعر المرأه برضآء زوجهآ من بعد خطأ أقترفته وان كآن بحسن نيه رآحه كبيره بالنسبه لهآ
    لآسيمآ أن كآنت مُتفآنيه له همت بالدخول للمطبخ حتى تغمره بالدفئ فتصنع له الحليب أو القهوه
    ,
    تجمدت رجليهآ وهي ترآه يقف على عتبت بآب حنآن وأحمد الموقف أكبر منهآ
    طيلة الأيآم السآبقه تُشغل ذآتهآ بعجوزهآ ومرضه مُتجآهله هذآ المكآن حتى لآ توقض الوجدآن وتهيج الحنين
    فتنثر على الجروح ملح لتزدآد حرآرتهآ وهي لم تلتأم
    تمتمت بكلمآت أنسآقت لآ أرآدياً من منهآ [ كلهآ أيآم ويخف السيل وترجع لنآ حنآن سآلمه ]
    أكمل الجد وكأنه حديث نفس وامتزآج أروآح صآدر من شخص وآحد
    [ ونذرٍ علي مآ أخليهآ تعيدها وتطلع من بيتي وأنآ حي ]
    أبتسمت له بحب وهي تأخذه بيدهآ حتى يتخطى مرآحل الألم اللتي فتكت بهِ
    لتبحث معه عن الدفئ في هذآ اليوم القآتم


    .
    .
    .


    يوم آخر جديد
    لآزآلت حنآن مُجآوره بهِ طفلتهآ تخشى حتى أن ترمش عينهآ فتُصآب بمكروه
    .
    الأمومه من أرقى وأجمل المشآعر المُتعآرف عليهآ في هذه الحيآة تزيل التعب وتُنسي الألم والهموم
    مآ أن ترى الأم ضنآهآ يرفل في ثيآب الصحه تستمع بحركآته وكلمآته ومن ثم همسآته
    وصرخآته وكأنهآ موسيقآ أختل توآزنهآ
    تُطرب أذن الأم وتزعج جميع المحيطين بهآ
    .
    أبتسمت بحب لأم فيصل وهي تستأذن بالدخول بعد أن تجآوزت السآعه يُعتبر وقت مُتأخر في عرف القُرى
    (البرد يُجمد الأرجل عن الحرآك ويلذذ النوم لصآحبه )
    [ مآ شآء الله صبحك الله بالخير يآ حنآن ]
    أزدآدة أبتسآمتهآ [ صبحك الله بالنور يالغآليه ]
    تشعر بمشآعر جيآشه لحنآن وطفلتهآ تجهل مصدرهآ هل هو الحنين لأبنتهآ المتوفآه
    أم أخذتهآ الشفقه أم لأن الطفله أعآدت لهآ ذكرى أصغر أبنآئهآ وهو لم يكمل الأسآبيع بين يديهآ ثم لقي حتف أخوته
    أخذت فجر بفرحه كبيره وهي تبتسم لهآ وتُدآعبهآ همست لحنآن
    [ بشريني عنك كيفك اليوم عسى العمليه مو بـمتعبتك ]
    تحدثت لهآ حنآن بحب [ والله يعني الحمد لله الدكتور صرف لي مُضآدآت خففت الألم شوي ]
    .
    .
    .
    همت سلوى بالدخول وهي تحمل صحن حديدي مُلئ ممآلذً وطآب للحنآن من صنع يدي أم فيصل
    كون أن أم فيصل تتخلى عن جبروتهآ وتتوآضع لتصنع الطعآم لحنآن وتدخل الغرفه اللتي تخلد بِهآ حنآن للنوم
    وهي لم تفعلهآ قط مع الخدم أمر أثآر سلوى على مآهي عليه
    وجعلهآ تصمم الأقدآم على خُطتهآ المُحكمه
    ولكن يتوجب عليهآ الأنتظآر
    الخطط أحيآناً تحتآج الى دقه وأختيآر الأوقآت المنآسبه لهآ حتى لآتفشل
    همست سلوى بحب مسطع مُزيف وبأبتسآمه حملت في جعبتهآ الكثير من الوعيد والتهديد
    [ الحمد لله على سلآمتك يآحنآن ]
    ردت حنآن بذآت الهمس وصوت كآد أن يختفي من الخوف [ الله يسلمك ]
    تبعت عينيهآ عيني سلوى وهي تتفحص فجر
    فأزدآد خوفهآ وقلقهآ على فلذة كبدهآ تحدثت سلوى بمكرٍ ينطق من عينيهآ الكريهتين [ مآ سميتيهآ يآ حنآن ]
    أبتسمت حنآن مُحآوله التخفيف من توترهآ بآحثه في ملآمح سلوى عن الغضب
    حتى تعتذر لهآ عن[ الغرفه ] وأنهآ لآ ترغب بِهآ الآ أن أم فيصل اجبرتهآ
    لأنهآ لم تعلم أن الأمر لدى سلوى قد فآق حدود الـ[ غرفه] اللعينه
    [ الآ بسميهآ فجر أن شآء الله]
    تمتمت سلوى [ فجر حلو تتربى في عزك ] وخرجت بذآت الهدوء
    لتعود لحنآن أحآسيس الخوف والضيآع من جديد
    ولكن هذه المره تضآعفت ضعفين لوجود فجر
    فأمست يومهآ في هوآجيس وتفآكير ومخآوف لآ تنظب
    .
    .
    .
    توآلى اليوم تلو اليوم أكملت بهِ فجر الأسبوع ملأت على حنآن عآلمهآ
    وأشغلت جُل وقتهآ حتى أنهآ لم تعد تتذكر متى ذرفت الدموع بغزآره آخر مره
    ولآكن المَخآوف لآتزآل حليفتهآ أجزمت أن صمت سلوى ليس من بآب التخلي عن رغبآتهآ
    أو رضوخهآ أبدا
    ولكن حآولت أن تُقنع ذآتهآ بأن سلوى قد صرفت نظر عن عقآبهآ بشأن [ الغرفه اللعينه ] الى أن يشآء الله
    حتى تُهدأ من مخآوفهآ وقلقهآ ولم تكن تعلم بخبآيآ الحيه ولدغآت العقآرب فدهآء ومُكر الثعآلب
    الكره أعمى بصيرتهآ لآسيمآ أن طلب فيصل رأية فجر
    يزدآد قلبهآ أحقآد فتضفي تعديلآتهآ
    على خطتهآ الممقوته المسمومه وترتجي الوقت المنآسب

    .
    .
    حوصر تفكير فيصل بحنان وطفلتها من كل جانب توغل حب فجر اعماق قلبه وكأنه لم يرى طفله في
    حياته يجهل الاسباب كما تجهلها والدته
    الأنهآ طفلة من دخلت قلبه وتوغلت تفكيره ثم أهدته مشاعر داعبت قلبه لاول مره في حياته ؟
    أو لأنهآ في عدآد اليتآمآ بسبب بعد أبيهآ عنهآ فتأخذه بهآ الشفقه فالرحمه
    .
    .
    تبع الأسبوع آخر أستعآدت حنآن جزء من عآفيتهآ بفضل من خآلقهآ
    جل جلآله وعضم شآنه فتعآلت أسمآئه وأوصآفه
    أن أتم وجبة الغدآء طلب فجر حتى يلآعبهآ قبل العمل والأنغمآس في مشكلآت العمآله
    وأن عآد من العمل طلبهآ ليحضى بقدرٍ كآفٍ من الجمآل
    ربمآ لسبب مخفي يجهله !!!
    يحتضنهآ لتتوغل رآئحة أمهآ أعمآقه فيُطرب لهآ مزآجه
    توصل لمرحه مُزريه من العشق المُحرم
    اللذي بآت يخشى على نفسهِ الوقوع في المكروه فرغب بالهروب بطريقةٍ خآطئه
    قمة الغبآء والسذآجه أن نُعآلج الخطأ بخطأ وان نخوض تجربة الزوآج وأصول العشق لآتزآل مُتغلغله أعمآقنآ
    ربمآ تكون أنآنيه من قبل الهآرب وملجأ وفرح من قبل الموآفق والرآغب
    تختلف الأقآويل ووجهآت النظر في هذآ الأمر
    ولآكني أُجزم أنهآ قمة الأنآنيه أن نبحث عن الغير
    دون قدرتنآ على وهبه الحب لهم فقط لنتوشح بوهم النسيآن
    والمضي في حيآة جديده من شأنهآ أن تهدينآ رآحة الضمير

    .
    .
    .
    عآد من المؤسسه بعد صلآة العشآء مُنهك مُتعب بشكل لآ يُعقل الأرق بآت حليفه وأتخآذ
    هذآ القرآر أستغرق منه جهد ووقت كبيرين أبتسم لأمه المُحبه وهو يدخل لهآ في [غرفتهآ]
    فقد بآتت الـ[دكه ]عند حلول المسآء مُتجمده فيعجزون عن الجلوس بِهآ
    تقطن على سجآدتهآ من صلآة المغرب حتى الآن دعت لأبنآئهآ
    فدآهمتهآ الذكريآت حتى فآضت بهآ أغرقت شرشفهآ بالدموع
    وغسلت قلبهآ بالحنين ونزعت وشآح النسيآن لتشتكي الحآل بين يدي خآلقهآ
    وتملأ قبر من أضآمهآ دعآئاً وسخطاً عليه أن تُجرد الأم في أيآمهآ الأولى من ولآدتهآ طفلهآ ليُشنق
    ظلماً وجبروتاً من ثم تُفسر الحآدثه بالحآله النفسيه فيقف الجميع في صف الظآلم وكأنهُ بآت هو المظلوم
    أمر يستنزف القلب ويقطع الشرآيين

    .
    .
    أيقنت طيلة تلك السنين المآضيه أن مآ أصآبه لم يكن حآلة نفسيه وأكتئآب
    أنمآ هو جبروت وطُغيآن وقتله لنفسم لم يكن الا بمثآبة العقآب البسيط له من الله
    همس بِهآ ان جلس على طرف السرير حآلة وآلدته تحثه
    على الاقدام في فعله لادخال السعاده والبهجه عليها [ أشلون الغآليه اليوم ]
    أبتسمت له بحب وهي تقف [ هلآ يمه متى جيت ] بآدلهآ الأبتسآمه بأجمل بالرغم من أصفرار وجهه وذبول عينيه
    لآ يُطيق حزناً يفتك بِهآ ورغم هذآ لآ يطيق سؤآلهآ وتقليب الموآجع عليهآ بكت أخوته 20 سنه مُتوآصله
    دون كلل أو ملل حضيت بحيآتٍ مُلأت بالتخيلآت والحنين حتى تشوحت ثوب القوه أخيراً
    يعلم من يفهم لغة العيون أنه وشآح زآئف من النظرة الأولى لهآ
    .
    .
    نثر الخبر ليرى أبتسآمتهآ الصآدقه [ أبشرك يمه جآزت لي البنت اللي وصفتيهآ وفي أقرب وقت أخطبيهآ ]
    تفجرت أسآرير العجوز الثكلى فرحاً بخبر أجتآح قلبهآ البآرد في هذه الليه البآرده ليتهدج صوتهآ
    من هول الفرح [ مبروك يمه الله يعطيك خيرهآ يآرب ويكفيك شرهآ من بكرآ أن شآء الله بخطبهآ لك ]
    أبتسم لهآ بغبآء مُفتعل ممآزحاً لهآ مُحآولاً أن ينسيهآ وجعهآ [ الله يهديك يمه سيآره هي ]
    تفجرت العجوز بضحكآت الفرح [أطلق سيلآره والله ، بتجبلك سيآيير صغآر بأذن الله]
    قبل جبينهآ بتعب بآلغ وأبتسآمة رضى لأنه أصدر تلك القهقهآت منهآ
    [ تصبحين على خير يآالغآليه ]
    وكأنه تذكر أمر هآم [ أيه قبل مآ أنسى قآبلت اليوم وآحد من اللي يسوق ذي السيآيير الكبآر
    يقول أنهم بكرآ بيدخلون قرية السيل أذآ يبون اللي عندك يروحون لأهآليهم ]
    تحدثت له بحب وكأنهآ تعصر الليمون على جرآح تنزف
    [ أيه والله يآ أن حنآن متشفقه على شوفة جدآنهآ خلآص بقولهم أن شآء الله
    يروحون بكرآ بس ترآني في الضحى بروح لأم مآجد وبخطب البنت منهآ ]
    أشر لهآ بيديه مُلوحاً [ اللي يريحك يالغآليه ]
    .
    .
    يومُ جديد أقبل تفجرت بهِ أسآرير حنآن للأخبآر أم فيصل المُفرحه
    خطبة فيصل ولم تكن تعلم أنهآ قد تربعت على عرش قلبه وأستولت على أفكآره
    وأنهآء حصآر السيول على القريه
    كلآ الأمرين أفرحتهآ وأدخلت البهجه على قلبهآ على النقيض تمآماً من سلوى
    لآ ترغب بالعوده لقرية السيل وعآجزه عن فكرة تقبل زوجة لحبيبهآ المزعوم
    هدًأت من روعهآ وهول صدمتهآ بالخبر حتى تُزيح حنآن ثم تلتفت للعروس المشؤومه
    لآزآلت العجوز تبني الأحلآم في يوم فرحة أبنهآ الوحيد وترتقي بأحلآمهآ عآلياً على أمل
    أنقضآء السآعآت الطِوآل حتى تصل الى التآسعه صبآحاً وتذهب لجلب الفرح الى منزلهآ
    .
    .
    أرتدت عبآئتهآ وحنآن لآ تزآل تُرضع فجر بحب في غرفتهآ
    قبل أن تخرج سألت سلوى بشكل آلي [ وين حنآن ]
    أبتسمت لهآ سلوى بحب مُزيف [ تبين شي أجيبه لك ؟ حنآن تنيم فجوره وأنآ الحين
    بروح أشوف المِعزى مع ليلى تبيني اليوم أسآعدهآ ]
    بآدلتهآ أم فيصل الأبتسآمه بمرح
    [ بس لآ تتأخرون على السيآره لأن فيصل قلي أنهآ بتمشي اليوم السآعه 12 الظهر مع السلآمه ]
    نظرآت المكر والخبث أخترقت أم فيصل ولم تنتبه لهآ فخرجت مُسرعه

    .
    .
    بدأت الحربآء بالتلون ذهبت [ للزير ] (عبآره عن وعآء كبير من الفخآر يوضع في البيوت حتى يحتفض ببرودة المآء ولذتهآ)
    رفعته بصعوبه بآلغه من أرض الـ[دكه ] حتى أستطآعت أخرآج مُفتآح حديدي كثر بهِ الصدأ وأصبحت حآلتهُ يرثى لهآ
    ,
    ,
    بحكم خبرتهآ الطويله في هذآ المنزل فقد حفضت تفآصيله عن ظهر قلب
    فتحت البآب المُؤدي للدرج العلوي وبدأت الصعود بحذر كبير ملئ بالعنآكب والفئرآن ومن ثم القطط وكأنهُ بآت
    منزل من منآزل الأشبآح
    عبآره عن ممر طويل يحوي الكثير من الغرف دخلت احدى
    الـ[غرفه]بخوف كبير ولكن رغبتهآ الشيطآنيه كآنت أكبر فلم تترآجع
    غُرفه جميله لآ تحوي الأسره والستآئر فالمرآيآ
    ولكن تحوي الكثير من علآمآت الترف القديم ألعآب أطفآل وأمشآط صِغآر ملآبس
    وحِبآل كثيره رُمية هُنآ وهنآك أفقدت المنظر جمآله
    همت بألتقآط مآ أستطآعت ألتقآطه من الملآبس والألعآب من ثم صندوق خشبي كبير
    أخذته ونزلت بهِ في قمة الهدوء
    وضعته في السآحه الأمآميه أمآم جميع من يدخل مع بآب المَنزل
    وبدأت في تنفيذ الجزء الثآني من الخطه اللعينه
    طرقت البآب على حنآن بهدوء وببرآئه مُزيفه مُتصنعه الفرح [ حنآن بنرجع اليوم القريه ]
    أبتسمت حنآن وهي تنحني لتضع فجر في المهد
    [ ايه والله يآ أن جده وجدي وحشوني ]
    نظرت أليهآ بتفحص [ مو بزعلآنه عشآن فيصل بيتزوج ؟ ]
    تظآهرت بالحزن البآلغ [ الله يوفقه وش أسوي يعني طيرت ستي يوم مآ كآنت حلآله
    بس ذي وش أسوي بهآ الله يكتب لي نصيب مع من يسعدني ] ابتسمت حنآن بفرحه كبيره
    لأن ردة فعل سلوى لم تكن المُتوقعه من وجهة نظرهآ
    [الله يكملك بعقلك يآ سلوى ]
    أصدرت سلوى شهقه طويله [ ايه صح نسيت أنآ بروح عند ليلى تبيني أسآعدهآ شُكريه في المطبخ
    أبغآك تكملين الشغل عني أذآ فيك شده ]
    أبتسمت حنآن وهي تشعر بالنشآط يتخلل الى جسدهآ
    [ ايه والله فيني شده يالله أكمله عنك بس وشهو ؟]
    .
    .
    .

    نثرت كذبآتهآ ومن ثم بثت سمومهآ مُعلنه عن رغبة أم فيصل في ترميم الجزء العلوي لفيصل وزوجته
    رآغبه منهم أنزآل جميع المُحتويآت القديمه وهمت بالخروج
    من المنزل لتلفظ سمومهآ البآقيه
    .
    .

    بدأت حنآن في عملهآ بجد وهي تحمد الله من الأعمآق أن أم فيصل أستطآعت أن تتخلى عن
    عُقدتهآ وحزنهآ وألمهآ من ثم وجعهآ
    شيئ أشبه بمسلسل كرتوني لآ يُصدق من قبل المشآهدين
    فعل يدل على سخآفة وتفآهة عقل فآعله ومُدبره ومن ثم
    مخرجه ومُنتجه
    أقترب وقت عودة أم فيصل وأصيبت حنآن بالحيره للهدوء اللذي يعم أرجآء المنزل بعد أن أتمت جزء من العمل
    المُوكل اليهآ من قبل سلوى
    .
    .

    حلت الصآعقه وعظم البلآء واتسعت الجرآح لتأبى الفرحه بالأكتمآل
    وتأبى العجوز تصديق عينيهآ
    20 سنه تمثلت أمآمهآ بذكريآتهآ ووآقعهآ شعرت أنهآ لآ تزآل تغط في نوم العميق
    بكوآبيسهآ المُعتآده تنتظر من ينتشلهآ
    عشرون عآماً مضت وهي لم ترى تلك الأمور وهذه الثيآب والألعآب
    حتى لآ تفتح جرآحهآ اللتي لم تلتأم بعد
    حرًمت الطآبق العلوي على الجميع
    امر صآرم وقرآر لآ ترآجع فيه أصدرته من سنين
    فأصبح معروف ومشهود بآغتتهآ حنآن وهي تتحرك بين الأغرآض بأبتسآمه غبيه
    لتتفآجأ انهآ على أرض الوآقع وليست في عآلم الكوآبيس وتحضى بصدمه كبيره
    يُشوه لهآ الشيطآن الصوره المآثله أمآمهآ

    أن من حوتهآ وأهدتهآ طعم الحيآة النقيه تغدر بهآ وتتمخطر فوق جرآحهآ بكل هدوء



    .
    .

    [13]

    مشآهد مُخزيه

    .
    .


    أختنآق حد الموت وشعور بالأحبآط حد الثمآله أحسآس الظلم مُوجع
    وان يصل الأنسآن من هول الصدمه الى أن يُلجم اللسآن أحسآس مُفزع ومحزن
    أقتربت تلك الممقوته السليطه والمكروهه من المِقعد الأمآمي في الحآفله
    بخبث بعد أن ثبتت دقنهآ على حآفة المِقعد لتُقرب [ فمهآ السليط ]
    من حنآن اللتي تقطن في الأمآم بروحٍ جوفآء خآليه من أي مشآعر أو أحآسيس
    همست لهآ بحقد [ قلت لك لآ تلعبين بالنآر يآحنآن لأنهآ بتحرقك ]
    همست حنآن بحرقه من جمرٍ أستوطن فؤآدهآ
    [ أقسم باللي خلك وخلقني أنك مريضه]
    صدحت ضحكتهآ الممقوته في الأرجآء وهي ترفع رأسهآ عآلياً بنصر
    ليتجدد الحزن في قلب حنـآن وتبدأ مُعآنآة الظلم اللتي لم تكن في الحسبآن أبداً



    همس فيصل لهآ برفق بعد أن منحهآ وضع التمدد في سريرهآ وقرأ عليهآ بعض آيآت القرآن
    [ صلي ع النبي يمه مآ يسوى عليك من سآعه ودموعك مآجفت ]

    تشعر أن تلك الأمور اللتي لآتُذكر من قِـبَل غيرهآ ولآ يعيروهآ أهتمآم
    قد أقلًتهآ للمآضي البعيد
    فبكتهم وكأن حآدثتهم وقعت للتو , صرخت ونآحت على بآب المنزل عندمآ رأت مآرأت
    وكأنهآ ترى[ دمية] ابنتهآ المصنوعه بـ القمآش والقطن سقطت من يديهآ للتو
    وصندوق ثيآبهم الحديدي قد جلبته من السوق للتو
    لآزآل صوت صرخآتهم يتعآلى في أذنهآ
    ولآزآلت أستنجآدآتهم تخترق قلبهآ بسهمٍ من حديد
    أنتفضت بكُره لذكرآه الكريهه وأعتلتهآ بعدهآ رجفآت أيقن فيصل أن الحُمى
    قد دآهمتهآ فسآرع في الأستنجآد بـ المآء البآرد علهُ يُخفف من حرآرتهآ
    وهي لآتزآل على ذكرآهآ رجل كريه ممقوت يتمتع بالمآل والجآه من ثم السٌلطه والأموآل
    أستحضرت وجهه وملآمحه حتى آخر ثوب كآن يرتديه قبل موته أستحضرته يقف أمآمهآ وينظر لهآ
    بنظرآته الكريهه

    ( مشآهد الحيآة عديده وكثير منهآ مآيرسخ ويتأصل في جدرآن ذآكرتنآ
    حتى يتهيأ لنآ وكأنهآ وقعت في هذه اللحضه وفي هذه الثآنيه
    ومنهآ مآ يمضي مُضي الريآح ويتنآثر في الهوآء فننسى تفآصيله الدقيقه والصغيره
    حتى يكون كمآ الحُلم أو ضمن مشآهد كثير نآقصه في التآريخ )


    أقوى تلك المشآهد اللتي قد تكون في حيآة عجوز قد تجلدت الصبر وتوشحت القوه
    أن ترى المقيت قد أجتر أبنآئهآ وكأنه قد سآق الخرفآن لحلبة المشنقه
    وسط صرخآتهآ ونوآحهآ فتغآدرهآ ثلآث أروآح دفعه وآحده
    فلم أو مسلسل درآمي مُؤثر وغصة ألم تعتلي مُشآهديه للحضآت
    فمآيلبثوآ أن يُشآهدوآ غيره حتى يقسموآ أنهم تأثروآ بهِ أكثر من السآبق ويمضي في سرآديب النسيآن
    فلآ يعشعش الآ في خلآيآ من عآيشه وتجرع مرآرة حزنه ليجزم أنه المشهد الأقوى في حيآته
    نحزن فنكتئب ونختنق فنموت ونعلوآ فنسقط ومآمن يأبه أو يتأثر ألآ من تجرع الألم ذآته
    وشآطرنآ المشهد ذآته


    هدأت وأستكآنت بعد أن زآح فيصل الحُمى دخلت في نومٍ عميق
    لآ يخلوآ من كوآبيسهآ الدآئمه مصحوبه بلمسآتٍ ممآ رأت اليوم حتى تُضيف الملح هذه الليله على نومهآ
    خرج من غرفتهآ وسط ذهول كبير يبحث عن أطرآف الخيط
    يجهل الوقآئع ولكن يدرك أنه أمرٌ كبير وجسيم حتى تذرف دموعهآ تلك العجوز
    أخذ يتخبط بألم على حآل وآلدته يبحث عن شُكريه
    لتفسر له مآ قد حدث






    تحملت السير وسط حرآرة الشمس الحآرقه في تمآم الثآنيه ظُهراً ببطئ وهي تُدآري فجر
    وتدفنهآ في حضنهآ خوفاً من أن تُصآب بضربةِ شمس قويه أو تُصآب بتلك [ الكوره ] اللعينه اللتي يتقآذفهآ
    صبيآن القريه دون أن يأبهوآ بالمآره من النسآء او غيرهم
    .
    ( مشهد مُزي من مشآهد طُرقآت القُرى
    يقطنون السآعآت أمآم لعبتهم الوحيده في الحيآة يتقآذفونهآ تحت وطئآت الشمس دون أن يأبهوآ بالأوقآت
    وسط ركم الغُبآر الهآئل اللذي يتطآير من الأرض أمآ بفعل الهوآء والريآح
    أو بفعل أرجلهم اللتي لآ تنتعل الحذآء ولآ تأبه بهْ )
    .
    .

    طرقت بآب الـ[ حوش] الخشبي بحب كبير مُحآوله نسيآن الموقف اللذي شطر قلبهآ في منزل أم فيصل
    مُتجلده الصبر مُتوشحه بـقنآع السعآده حتى لآ تُشعر جديهآ بألمهآ
    شوقهآ أشتعل بِهآ طيلة الأيآم السآبقه ولكن المشهد الأخير أوقف في نفسهآ الحسره
    تجرع الظلم أفقد الشوق لذته والرغبه في تبرير حقيقه قد دآهمهآ الوقت فتك بهآ
    وأنتصرت سلوى أخيراً بخطتهآ اللعينه
    لأنهآ أختآرت التوقيت الصآئب من وجهة نظرهآ
    رفعت يديهآ النحيله بتعب وهي تُمسك فجر باليد الثآنيه وتضع [الشنطه] المُهتريه على الأرض
    لتطرق البآب مره أُخرى
    .
    .
    تهدج صوت الجد المغبون فتسآقطت دموعه من هول المُفآجأه اللتي أعتلته
    لم يأبه بصبيآن القريه اللذين يلعبون وينظرون أليه أخذهآ بطفلتهآ ونقآبهآ وعبآئتهآ السآتره وأدخلهآ أحضآنه
    بحب كبير وكأنه أهتدى لضآلته أخيراً
    ألقت بنفسهآ دون تردد قد كآن الأب المفقود قبل أن يكون الجد الحآني
    تكن لهُ من الحب الكثير وتعلم أنه سندهآ في الحيآة تسآقطت الدموع من عينيهآ وهي ترآهآ
    يحتضنهآ بحب وبخوف كبيرين رآفض فكرة أن يبتعد عنهآ
    .
    .
    تعآلت شهقآت الجده وهي تصرخ [ حنآن يآ قلب أمك أنتي جيتي ]
    أزآحت الجد بكلتآ يديهآ وهي تضحك بدموع [ خلهآ تدخل يآ محمد وش فيك موقفهآ ع البآب ]
    تعآلت الضحكآت المحلقه في سمآئآت الحزن والحسره
    دخلت حنآن وهي تجتر[ شنطتهآ] بعد أن أخذ الجد فجر بحب كبير دون أن يتحدث
    [ كثير من الأفرآح مآ يُلجم السنتنآ فنلجأ للصمت بالتعبير عن فرحنآ أو تقديم تبريكآتنآ ]
    أنتزعت حنان نقآبهآ وسط شهقآت الجده اللتي لآ تختفي أرتمت في أحضآنهآ
    الأم المُتوفآه والجده الحنون والأخت المفقود
    والقدوه العُليآ ترتجي الحنآن وتتلمس الحب حتى تهدأ جمره سكنت فؤآدهآ
    همس الجد [ سوآتك يآ يبه مآهي بسوآه بس فرحتي فيك منعتني أشيل بقلبي عليك ]
    أبتسمت له بحب [ أنت شوف فجر بس وترضى عني ]
    أكملت بفرح وهي تدخل عن الشمس من البآب الأزرق الحديدي
    [ أحمد يسلم عليكم كثير السلآم , وهذي فجر يآ جده صرت أم أخيراً ]
    تحدثت الجده بفرح [ تعآلي يآ قلب جدتك تغدي وعطينآ علومك كلهآ والله يآ أنـآ شلنآ همك بعد هالسيول اللي مآكآنت لآ ع البآل ولآ ع الخآطر ] أخذ الجد فجر ودخل بِهآ لتعآودهُ ذكريآت طفيفه
    من زمآنٍ سآبق وهو يستحضر حنآن الطفله ترفل بسعآده بين يديه
    همت الجده بالدخول للمطبخ لـ تضع بقيآ طعآم قد طهته لعجوزهآ قبل الآن
    حتى تسد رمق حفيدتهآ



    تقف على عتبة [ غرفتهآ ] جنتهآ السآبقه حآملة ذكريآتهآ وحآوية آلآمهآ ودموعهآ
    مُصآحبه لأجمل لحضآتهآ وموآسيه لأتعس أوقآتهآ
    دخلت الغرفه المُهتريه اللتي عنت لهآ الكثير فتهيض الوجدآن
    وتجددت الذآكره بمشآهد لم تنسآهآ ولكن غفلت عنهآ وسط رُكآمٍ من متآعب
    في ركنٍ مآ هُنآ أغمض عينيهآ بيديه ليفآجأهآ بعودته مُبكراً .
    وفي طرفٍ آخر هُنآك توسدت ذرآعه وتخآلطت أنفآسهآ الرقيقه بأنفآسه القويه
    حتى شكلت أسمى معآني الحب
    وعند المرئآه أقسم لهآ أنهآ أجمل من تكون على وجه الكره الأرضيه
    وعلى الشُرفه نثر لهآ كلمآت الغزل وشببهآ بالقمر في أعآلي الأُفق



    (بُعدنآ عمآ يُثير ذكريآتنآ قد يكون في بعض الأحيآن بمثآبة الرآحه لنآ
    لربمآ تخللت أذهآننآ بعض المشآهد والموآقف لكنهآ لآتكون بحجم الألم اللذي يعترينآ
    عندمآ نتلمس أمكنتهآ )
    .

    أستعآذت من الشيطآن ثلآث قبل أن تبدأ في مرآحل دموع لآ تنضب
    تريد أن تدخل الفرحه على قلب جديهآ وتُسعدهمآ
    تريد أستئصآل مآ أرقهآ من الحكآيآ المُنمقه اللتي سوف تحكيهآ لهم
    أيقنت لوهله أن فجر تحتآج لأم قويه لآ تتسآقط دموعهآ أبداً
    .
    منظر أم فيصل وهي تنهآر وقف كالغصه في [بلعومهآ] لأ تستطيع محوه
    ليس بالسًآهل أن ينهآر أمآمك من تُحب
    وخنآجر تطعن القلب أن تكون أنت سبباً في أنهيآره دون علم منك وبحسن نيه

    كمآ أنهُ في المُقآبل ليس سهلاً على أم فيصل أن ترى من أحبتهآ وفرحت بقدومهآ
    وأستشفت منهآ الطيبه والرقه حتى انهآ كآنت تستحضر أبنتهآ بوجودهآ
    تمتطي قلبهآ وتدمي جرآحاً لم تبرى من سنين
    من ثم تنزع دمدمآت رآكمتهآ الأيآم


    تحدثت شُكريه بخوف كبير بعد أن أعآدت مآ أخرجته سلوى وحنآن لمكآنه
    وقفلت البآب المُؤدي للدرج [ بس هذآ اللي سآر بآبآ ]
    همس بهآ فيصل بعد أن جلس على درجآت الـ[ دكه ] [ طيب خلآص روحي ]
    شعر بأمرٍ مآ يعتريه كره لحظي لـ حنآن لأنهآ جلبت ذآك الكم الهآئل من الدموع لوآلدته
    ومن ثم تذكر تلك العقرب ومآكآنت تفعل
    ولو لآ توصيآت قريبتهآ اللتي تُعتبر من أعز صديقآت وآلدته لطردهآ منذو زمن
    شعر أن الأمور مُعقده يحتآج لطرف الخيط حتى يتوصل للحقيقه المُبهمه ثمت أمرٍ مآ يصرخ دآخله
    أن حنآن لآ يد لهآ بحرقة قلب وآلدته
    أفكآر أن جلبنآهآ بالعقل أتتنآ مُطيعه مُلبيه مآ من فآئده ستجنيهآ حنآن بفعلتهآ هذه
    .
    لآزآلت الصدمه تُحيط بالعجوز الحكيمه القويه والآ لأستطآعت فك خيوط الخُطه السخيفه اللتي بآتت
    وآضحة المعآلم قبل وقوعهآ

    (البشر اللذين يتمتعون بأمرآض كهذه تكون خططهم
    بدآئيه جداً فالوقوف عند هدف معين في خطةٍ مآ
    يزيد من أختلآل توآزنهآ ومن ثم سُرعة أكتشآف حبكتهآ التآفهه )
    وقضى ليلتهُ تلك مصآرعاً للأوهآم والشكوك مُحآولاً التوصل لأستنتآج
    مُقنع

    .
    .
    يومٌ آخر قد أقبل بعد ليلةٍ مريره
    تخللت أعمآق أم فيصل بكوآبيس يقضه لعينه
    وأنتزعت قلب حنآن لشعورٍ بالذنب أستوطنهآ
    عآنقت فجر فيهآ مسكن أبويهآ لأول مره في حيآتهآ
    فحضيت بحنآنه الفآئق وهو أبعدُ مآ يكون عنهآ تحدثت الأم لطفلتهآ
    عن أبيهآ وعشقٌ مجنون أستوطنهم
    كآنت هي بذرتهم وحصآدهم في آخر المطآف
    ,
    ,

    أستكآن الجد والجده وهدأت عوآصفهم بعد أن عآدت لهم أبنتهم
    أستقرت أعينهم وتوقفت رجفة قلوبهم لعودتهآ
    صدح صوت الجد محمد مُهللاً مُكبراً في الأرجآء مآضياً دون همٍ يعتريه في شأنه
    تحدث لهم بعد أن رئآهم في الـ[حوش] فجر في أحضآن الجده المُحبه
    مُعرضتهآ لشمس الصبآح المُشعه البآرده
    وحنآن تضع الفطور على الـ[ فرشه ]
    [ صبحكم الله بالخير ]
    همست الجده بفرحه مُتغلغله أعمآقهآ [ صبحك الله بالنور والسرور ]
    ردت حنآن بذآت الفرحه المُحلقه في أعآلي سمآؤهم [ تعآل يآ جدي أفطر ]
    البرد شديد ولكن الشمس تضفي الدفئ القليل فأصبح جو عجيب تمآزج البرد فيه بأشعة الشمس
    أجوآء تجلب الرآحه والأستقرآر
    همس الجد بحب [ كيف فجورتنآ اليوم ]
    أبتسمت حنآن بحمآس [ من صحيت وجده ومي رآضيه تنزلهآ من حضنهآ ]
    قهقت الجده بحب [ مآ أخبر أني نزلتك من حضني زمآن ]
    شآطرهم الجد الأبتسآمه وهو يشرح لحنآن [ كآنت مآ تطآلع في وجهي الآ ليآمنك رقدتي ]
    تعآلت الضحكآت وسط دهشة الجده [ يآويلك من ربي والله اني مآعمري قصرت عليك ]
    أستند على العصآيه الخشبيه بعد أن سد رمق جوعه
    [ أنآ بروح عند سآلم شويه ] ألتفت للجده مُكملاً الحديث
    [ نسيت أقولك أمس ترى اليوم الشيخ مسوي عزيمه كبيره في بيته
    وذآبح ذبآيح عشآن الطريق أنفك والوديآن شربت (أمتلأت بالميآه )وعآزم القريه كلهآ ] تمتمت الجده
    [أنشآء الله خير ]
    أبتسمت حنآن بفرح
    خلود الصديقه الوفيه أن شآئت الأقدآر فستحضى برفقتهآ هذه الليله
    لتنعم بعد شهورٍ كثيره بأحضآن الصديقه المفقوده



    ,,,,

    وللحديث بقيه






    رد مع اقتباس  

  10. #10  
    [14]

    بدآيــة شقآء


    أنهيآر مُفآجئ لم يكن بالحسبآن من الطبيعي أن يخلف كم هآئل من الأكتئآب
    مشهد عجوزٌ شآمخه قويه صآبره تهوي وتتسآقط كمآ عِقد لؤلؤ ليس من السهل أن يُمحى
    ولآ يترك الأثر البآلغ .
    أبتسم فيصل لوآلدته بحب
    [ صبحك الله بالخير يآلغآليه ] قبل جبينهآ بحنآن بآلغ
    [ بشريني عنك اليوم عسآك طيبه ]
    بآدلته ابتسآمه صفرآء بآهته لآ تحمل أي معنى
    [ الحمد لله بخير يآ جعلك بخير الله يرضى عنك دنيآ وآخره ]
    مُحآولاً أستغلآل لحضآت نسيآنهآ
    آملاً في أخرآجهآ من قوقعه دخلتهآ رغماً عنهآ

    [ هآ يمه ترآك مآ قلتيلي وش سويتي مع العروس؟ ]
    أبتسمت له بحب مُتجآهله آلآمهآ
    [ أطلع الحين خلني أقوم
    أتوضى وأصلي الضحى ثم أجيك ]
    قهقه لهآ بفرح
    [ أشوف طآري العرس مفرحك أكثر مني ]
    أرتسمت على معآلم وجههآ فرحه كآنت مدفونه مسآء الأمس
    [ والله يآزينٍ فيهآ مآشفته بأحد أخلآق وجمآل بس أنت قم عني خلني أصلي
    ثم أعطيك العلم
    وقل لشكريه تسوي لي قهوه رآسي مصدع ]

    توجه للبآب وهو يتمتم [ ذبحتك هالقهوه]







    لم يعد يهتم لأمرٍ مآ سوآهآ
    تكبدت المشآق له ومن أجله
    أيُ زوآجٍ سيقدم له وأيٌ حيآةٍ سيرفل تحت أجنحتهآ
    وعشقٌ قد تربع في القلب وأفترش الوجدآن ,
    أجهد ذآته طيلة الأيآم السآبقه بسؤآل أرقه وفتك به

    [ كيْف أحبهآ وهو لم يرآهآ الآ مرآت معدوده؟
    كيف أستوطنت فؤآده
    وهو قد رأى من هم أجمل منهآ بمئآت المرآت ؟ ]

    مآ من أجآبه تشفي غلٌ أستوطن ذآته لنجزم أن الحب أو العشق
    هو أمر خآرج عن أرآدتنآ وليس ضمن ترتيبآتنآ ورغبآتنآ

    .


    منزل آخر جديد
    يبعد عن منزل أم فيصل كم متر فقط ليس بالقديم المُهتري من اللبن
    ولآ بالجديد المُفعم بالألوآن والنقوش
    يعتبر من بيوت الطبقآت المُتوسطه تصميمه تقريباً مُشآبه لمنزل فيصل الآ أنه أصغر منه بكثير
    [حوش ] وغرف تظهرمخآرجهآ جميعاً على ذآت المكآن
    عآئله ترفرف على سمآئهم السكينه
    أبٌ يسعى جآهداً ورآء الكسب الحلآل والخير
    وأربعُ بنآتُ مُفعمين بالحيويه والنشآط يلتفون بأستقرآر نفسي وحيآة لآ تخلوآ من المُنغصآت ولكن تُعتبر
    توآفه أمور مُقآرنه بالمصآئب الكبيره .

    صرخت سُعآد
    [ هيييييه أنتي خلآص مآصآرت كله تفكرين بحبيب القلب يآ الله قومي السآعه تسعه ]

    تمتمت سآره بحرج [ مو شغلك بعدين لسع مآ أخذته عشآن يصير حبيب القلب
    والله بررررد خليني أنآم شوي ]

    دفنت نفسهآ أكثر في بطًآنيتهآ اللتي تحمل اللون الأخضر
    دخلت هُدى في الحوآر كعآدتهآ السيئه في بعض الأحيآن و المرحه في أحيآن أُخرى
    [ عيني في عينك أتحدى أذآ مآكنتي سهرآنه أمس تفكرين فيه ]
    أعتلتهآ حمره زآدت من جمآلهآ وأظهرت بشرتهآ البُرنزيه وهي تعتدل في جلستهآ [ يمممممه شوفي بنآتك السخيفآت ]

    ألقت ندآ خُدآديه صغيره كآنت قد أحتضنتهآ ووضعت كتآب [الجُغرآفيآ]
    فوقهآ حتى تكتب دروسهآ
    [ مو كل مآقلنآ شي يالبزره نآديتي علينآ أمي ]
    زفرت سآره الأف من أعمآقهآ لتعليقآت أَخوآتِهآ صفصفت فرآشهآ
    ووضعته خلف البآب الخشبي
    [غرفه] كبيره لآ بأس بِهآ تحوي خزآنتين من البلآبس ومرئآه جميله تليق بفتيآت أمثآلهن



    بسآطه في المعيشه تفوق الوصف ولكن السعآده في جمعتهن وهي ملحُ الحيآة
    تنآولت المِشط بتوتر سرحت شعرهآ على عجل وسط نظرآت الدهشه من أخوتهآ
    أرتدت [القميص] الأزرق الفآتح وأنطلقت تتبع آثآر وآلدتهآ في الخآرج
    هرباً من الأحراج من ثم بُعداً عن التوتر والتعليقآت






    تفجرت هُدى بضحكآتهآ العآليه [ وش فيهآ تتصرف كيذآ مي بصآحيه اليوم أبد ]
    تعآلت القهقهآت من الغرفه تدخلت بعدهآ سُعآد [ يختي يحق لهآ خلوهآ تنبسط وفيصل مو أي وآحد ]
    زفرت ندآ [ أقول أنتي الثآنيه لآ يكون غيرآنه ]
    رفعت سُعآد حوآجبهآ بدهشه [ لآ بسم الله علي حبيب قلبي في رسم الخدمه
    لو أقوله بكرى جآني ركض وتزوجنآ ]
    .
    .
    .
    همست الأم بفرح [ تعآلي يآ سآره أفطري يآجعلي أشوف عيآلك اليوم قبل بكرآ]
    لآزآل التوتر حليفهآ والأحرآجآت مُرآفقه لهآ أبتسمت بخجل وهي تنثني بحب وتقبل رأس وآلدتهآ
    [ أفرحي بسعآد أول مو هي أكبر مني ]
    أصدرت الأم المُحبه قهقهآتهآ [ أختك ذي مآ بتتزوج لين تحج البقر على قرونهآ ]
    تعآلت ضحكآت سآره الخجول في الأرجآء فرحاً لـ أن الأضوآء أبتعدت عنهآ وهي تستمع لصرخآت سُعآد
    المُقبله عليهم من المطبخ تحمل في يدهآ [ تبسي حديدي ] يحمل في طيآته (دلة قهوه) وتمر
    [ وشفيه (عنآد) يآ يمه مو ذآ ولد عمي ومآلي غيره لو طرت ووقعت
    أحن وآحد بالديره وأشهم وآحد . والآ سآلفة فيصل لخبطتكم فوق تحت ونستكم خصآل حبيبي الحميده ]
    تمتمت سآره بدهشه [ يآطول نسمك ذي كلهآ هوشه ]
    تعآلت الأصوآت والضربآت وأنضم الأخوآت البقيه للجلسه الصبآحيه في الـ[حوش ]
    جو عآئلي مُفعم بالحيآه , ومشآعر أخويه قلمآ تُعآيش في هذه الآونه
    لحضآت فريده من ذآتهآ لآ تعود بعد أنقضآء زمن حتى وان عآدت فلن تكون بذآت الروح السآبقه
    (لأُيقن أنآ في قرآرة نفسي حقيقه أن الأروآح تتغير من حين لآخر تبعاً لتغيرآت المُحيطه )


    .

    .




    .

    تمتم فيصل بحب مصآحب لضيق مخفي من حمآس وآلدته
    [ القهوه مب زينه لك مضره يآيمه فنجآن وآحد يكفي ]
    أكملت العجوز بفرح وهي تجآهد نفسهآ في نسيآن الأمس وترجي من أبنهآ عدم مُقآطعتهآ
    [ صب قهوه بس صب خل وجع رآسي ذآ يخف ]
    رد عليهآ بخنقه بآتت وآضحه في نبرة صوته الآ أن العجوز لم تتنبه لهآ
    [ خلآص البنت وآفقت طيب ؟]
    أبتسمت الأم بحب لذكرى الأمس [ تخيل لعبت الألوآن في وجههآ وقآلت أمهآ والله أحنآ موآفقين
    دآمه ولدك فيصل
    زينة شبآب القريه ومآيقصره قآصر الشور الأول والأخير لأبوهآ وأن شآء الله مهوبرآدنكم ]
    أبتسم لفرحة أمه المغبونه عآهد ذآته أن يدخل الفرح على قلبهآ مآدآم حياً فاليهمش ذآك الأحسآس
    المجنون دآخله حتى يسعى جآهداً لأسعآدهآ
    [ خلآص يالغآليه بكره أن شآء الله آخذ عمي منصور وأروح لأبوهآ ]
    تهلل وجه العجوز فرحاً لهجت بفرح صآدق يعتريهآ لأول مره من ذكرى الأمس
    [ الله يرضى عليك يآ يمه دنيآ وآخر الله يرضى عليك دنيآ وآخره]
    تمتم فيصل بتردد وطيف حنآن يحَلق في سمآئه [ يمه بغيت أقولك شي بس لآتعصبين ]
    ردت بذآت الهمس مع ترقب الخبر [ سم يآ وليدي ]
    أحتبست الكلمآت خوفاً من أنتكآس وآلدته ولكنه أيقن لوهله أنهآ أقوى من ذآلك
    [ حنآن يآيمه أتوقع أن عندهآ مبرر للي سوته والآ انتي وش رآيك ؟ ]
    تنفست الأم المكلومه بعمق وطيف أبتسآمه قد أختفى تشعر أن الظلم تسلل لنفسهآ وفعلته
    الآ أنهآ تجهل طرف الخيط
    تعلم أنهآ تجردت من الحكمه
    المُشتهره بِهآ ولكن مآرأته قد شطر قلبهآ
    وأستقر بين الحنآيآ
    همست بضيق
    [ مدري وش بلآهآ وليش سوت هالسوآت
    مآ أعطيتهآ فرصه تدآفع عن نفسهآ
    سلًطت لسآني عليهآ سب ولعن
    وفي الأخير طردتهآ ومآ شفت الآ دموعهآ اللي أحرقتني
    كآنت بتبرر وتقول بس أنآ مآ أعطيتهآ فرصه شيطآن وتلبسني يآ فيصل
    لآ تلومني شفته قدآمي
    وهو يجر أخوآنك ويطلعهم فوق ]
    أجهشت في بُكآءٍ مرير أحتضنهآ فيصل
    ورتب على أكتآفهآ
    [لآتلومين نفسك يآالغآليه كل شي يهون
    الآ زعلك صلي ع النبي ]
    تمتمت أم فيصل بلآحول ولآقوة الآ بالله
    [ أنت أصبر علي وخلنآ نملك لك في هذي اليومين على سآره

    ثم أنآ بأتحقق من السآلفه بنشد سلوى وليلى وشكريه وكآد بألقى جوآب ]
    أبتسم فيصل بحب
    لأن شعور الندم قد خآلجهآ
    والخوف من الظلم اللذي عآيشته قد دآهمهآ
    أعلم بحآلهآ وأحوآلهآ تتلبس الجبروت وهي أبعد مآ تكون عنه
    .
    [ زين يالغآليه أنآ بروح عند عمي منصور
    أعلمه واخليه يوعد الرجآل نروح له بكره أن شآء الله]
    زفرت الجده التعب [ على بركة الله توكل على ربك ]

    .
    .

    فـي قرية السيل
    الأستعدآدآت للأحتفآل قآئمه على قدمٍ وسآق بيت شيخ القبيله العم مِقبل أمتلأ بأفرآد القريه
    أرتدت أبهى مآ تملك شيئٌ مآ من ليآليهآ الحآلمه كآن هدية من أحمد [ فستآن ] بلون الكرز
    ذآ قصه دآئريه من الأعلى وأكمآم حيرآنه مُزركشه عن المِعصم صفصفت شعرهآ الأسود بطريقه جميله وتركته مسدولاً
    بـ[ ربطه حمرآء ] من الخلف
    جمآل ربآني ريفي يأسر النآظرين بيآض بشره مُعتدل وأنف شآمخ كسلةِ السيف
    كلمآت ووأصآف كآن يطلقهآ لهآ أحمد
    على يديه نمت وترعرعت فكبرت وتجملت ومن عينيه تعلمت معنى الجمآل الأصيل
    وبـ شفتيه أُطربت بكلمآت الغزل الرقيقه اللتي تدغدغ المشآعر وتوقض الوجدآن وتعزز الأنوثه
    أبتسمت لنفسهآ بحب في المرئآه العآكسه منظرهآ

    وهي تتخيل طيفه وتستمع لكلمآته من ثم تحضى بهمسآتهآ ولمسآته في عآلم الخيآل
    أمٌ مآ لآي يقن صدقه الآ من عآيشه
    أفزعتهآ من سكرتهآ فجر بصرآخهآ
    التفتت لطفلتهآ بحب بعد أن أرتدت العبآئه السآتره والقفزآت فالنقآب
    جُلً جمآل البنآت يكمن في هذه الأمور من الأحتشآم والستر



    لهج الجد محمد بيآرب صآدقه من أعمآقه شكراً للخآلق على نعمه
    أن وهبه الصحه وأعآد لهُ الحيآة بعودة حفيدته من ثم حضي بلقمةِ عيشٍ نظيفه وغير صعيبه
    أمسك مِقبض البآب الخشبي للـ[ حوش ] المُؤدي الى خآرج المزل [ هيآ يآ منيره ]

    هرولت الجده مُسرعه خوفاً على مِزآج الجد حتى لآيتكدر وينقلب [ يالله جآيين بسرعه يآحنآن]
    أقتربت منه بحب كبير وفرحه أكبر لبهجته المُشعه من عينيه

    [ وش فيك يآ محمد عسآه خير يآرب أشوفك فرحآن ]
    بآدلهآ الأبتسآمه بأجمل

    [ أنفرجت يآ منيره مآيضيقهآ الآ ويفرجهآ
    عبدالعزيز ولد الشيخ مقبل
    جآب لأبوه سيآره كبيره تتحمل فيهآ البضآيع عشآن تنبآع في الحلقه الكبيره
    ( مكآن كبير لبيع الخُضآر وحصآد الأرآضي الزرآعيه ) وطلب مني أدخل مع أبوه في الوآدي
    اللي على مدخل القريه يقولون
    شرب بيره من المطر مآ يكفيه سنين مآ شآء الله
    أنآ بمجهودي وأبوه بالأرض
    والربح أن شآء الله بالنص ]
    تهلل وجه العجوز فرحاً وأغروقت عينيهآ بالدموع شآكره في سرهآ ربٌ كريم ودود أعلم بحآلهم
    وأحوآلهم [ الحمد لله يآ محمد الله يبشرك بالخير الله يبشرك بالخير ]
    أنصتت للحديث بين الجد والجده قبل أن تخرج من البآب الحديدي فرحة جديهآ أسعدتهآ وأبهجتهآ
    وامل الحيآة عآد اليهآ من جديد لتتعدل الأحوآل وتحضى فجر بالعيش في أحسن حآل


    .
    نفوس تصآرع الألم زعزعآت النفس وعشقٌ مُحرم أستوطنهآ
    ونفوس مُفعمه بالحيآه تجهل خفقآت القلب السريعه ومعآنـي العشق اللتي طآلمآ سمعت بِهآ
    تستعد لبدأ مُغآمرة قيمه مع أيقآنهآ أنهُ سيكون الرآبح بِهآ سيحضى بقلبهآ
    كيف لآ وهي ترى رعشت يديهآ أذآ تطرقوآ لهُ في طآرء أو جُلب لهُ مُسمى
    .
    .
    صرخ الأب في بنآته وهم يجلسون على
    [السٌفره ] الدآئريه في [ الحوش ]
    [ وبعدين معآكم كيذآ زعلتوهآ وخليتوهآ تكمل أكلهآ تدرون أنهآ حسآسه ]
    ردت هُدى بلسآنِهآ المُعتآد [ يبه والله مآقلنآ شي يزعل علقنآ على سُعآد قبلهآ ومآزعلت ]
    تمتمت الأم بقهر [ بس تدرون أن سآره خجوله وحيآويه زيآده ومن أصبحت وانتم مستلمينهآ وحده ورى الثآنيه ]
    أكمل الأب وهو يكف يديه عن الطعآم لآهج بالحمدلله اللذي أطعمنآ وسقآنآ من غير حولٍ منآ ولآ قوه
    [ زينوآ القهوه بعد صلآة الجمعه بكره النآس بيجون يخطبون اليوم هرجني منصور ]
    همست الأم بفرح [ وانت وش بترد عليهم ؟ ]
    بآدلهآ الآب أبتسآمه مُطمأنه [ أبد بقولهم نفكر أسبوع ونرد عقب ننشد سآره
    أذآ تبي خير وبركه واذآ مآ تبي بكيفهآ ]
    هم بالوقوف والأبتعآد عن الجلسه الحميميه مُتجه الى [غرفته] حتى يخلد الى النوم أستقبآلاً ليومِ غدٍ حآفل
    زفرت ندآ بأعترآض ممزوج بروح المدآعبه بعد أن رأت الأب أبتعد ولم يعد يستمع اليهآ
    [ وخير سوير مآ توآفق خليهآ تتزحزح عنآ صكت الخمس والعشرين
    وهي مآ تزوجت أبى أتخرج من الثنوي واتزوج على طول ]
    حضيت بضربه قويه على رأسهآ من وآلدتهآ
    [ لآ تسمعك قسم تقلبه عزى مو زوآج ] أكملت بنبرة حزم
    [ شوفي أنتي ويآهآ تدرون أن سآره مريضه ومآ تتحمل كلمه تجرحهآ والله لن سويتوآ سوآت اليوم
    مآ يجيكم مني طيب ]
    عم الهدوء على أرجآء الجلسه همست بعدهآ سُعآد بـ تردد [ خلآص يمه لآ تزعلين والله مآ نعلق عليهآ ولآ نقول لهآ شي ]



    تبكي بحرقه تحت البطآنيه [الخضرآء]
    تجهل سبب بُكآئهآ ولكنها تُيقن أن التوتر قد أحآط بِهآ والخوف من المُستقبل قد فتك بِهآ
    وتخشى خيبة الأمل والأحبآط أن علمَ عن مَرضهآ ورفضهآ
    يمتلك سيره حسنه تأسر كل فتآه وتجعلهآ تدخل في خضم الأحلآم والأمنيآت
    لآ تهتم للمظهر والجمآل بقدر مآ يعنيهآ الجوهر دعت خآلقهآ وبآريهآ أن يكتب لهآ الخير في أمرهآ هذآ
    ويُهدأ رجفه أستوطنت فُؤآدهآ وتوغلت قلبهآ
    .
    .
    فـي قرية السيل
    للصدآقه طيوف تُحلق في الفضآء ترفرف بنآ في عآلياً و تنتزع جُل الألم من الأعمآق
    ومآ أجملهُ من لقآء بعد أنقطآع وفرآق أروآح تئآلفت آلآف المرآت دون علمٍ منهآ
    [يجلسون] في الركن الأيسر من المجلس الكبير
    المُحتوي على أربع زوآلٍ حمرآء بنقوش خضرآء وصفرآء
    مع [ مسآند] تحمل ذآت اللون

    لُفت بشيئ يُشبه بالدآنتيل الأبيض ليعطي رونقاً وجمآلاً



    قد سرت العآده في عُرفهم أن يكون طعآم العشآء بعد صلآة المَغرب مُبآشره لأي أحتفآل سوآء كآن زوآج
    أو وليمة عشآء أو أي شيئ من هذآ القبيل
    لذآ فقد أمتلأ المجلس وأمسى متكآمل
    بنسآء القريه على قُرب مَغيب الشمس
    لآزآلت مُحتضنه يديهآ بعد سيل الدموع الجآرف
    منهمآ اللذي أحزن الكثير
    همست خلود بعد سآعآت من الحديث المُتوآصل وتبآدل الأخبآر الحزينه أو المُفرحه

    [ طيب ليش مآ سميتي فجر على أسمي ]
    أبتسمت لهآ حنآن بحب كبير
    [ أحمد قآل يبغى فجر ]
    قهقهت خلود بصوت مُنخفض
    [ مآ بطلتي حب فيه من يوم مآعرفتك
    وأنتي تسمعين كلآمه خلي لك شخصيه مُستقله ]
    ردت حنآن بحآلميه [ أشششش وش عرفك انتي بالحب وعمآيله ]
    أطلقت خلود ضحكه عآليه
    رمقتهآ وآلدتهآ على أثرهآ بعينين ممتلأه
    غيض وعآجزه عن أجترآر خلود اللتي تُجآور حنآن وأبنتهآ من سآعآت


    تحدثت أم خلود بحقد كبير مُحآوله أخفآئه آمله أن تضع حنآن وجدتهآ في موقف مُحرج مستعينه بوجود أم صآلح شبيهة زوجهآ الكريه
    [ يقولون يآ حنآن أنك تكشفتي بين يدين
    ولد أم فيصل وأنتي تولدين ]


    أُلجمت الألسن المجلس يعُج بالنسآء
    وهذه الأقآويل قد تكون مُتدآوله على مدآر أشهر

    لأن القريه صغيره ولآتحضى بأعدآد وفيره من النآس
    ليتنآسوهآ
    موقف صعيب يحتم عليهآ الأمر محآولة النفآد منه حتى
    لآ تُصبح بمثآبة العجوه في ألسن الفآرغين
    تمتمت بكلمآت بعد أن ظغطت
    خلود على يديهآ حتى ترُد على جملة وآلدتهآ المُستفزه

    [ لآ والله ولدت بالمستشفى وام فيصل
    اللي ودتني الحمد لله تيسرت ]

    أبتسمت أم صآلح بمكر لأم خلود وهي أعلم بنوآيآهآ
    [ أنآ مآبغيت أهرج يآ منيره بس بنت بنتك
    فظحتنآ بين النآس
    رآيحه تشتغل وهي حآمل وفوق هذآ رجآلهآ في السجن
    وغآيب ومآ أخذت أذنه
    وتعيش عند غريب ثم تخلي الرجآل يشوف وجههآ
    ويشيلهآ بعد مآ جآهآ الطلق مآ قد سوًتهآ وحده من بنآتنآ
    يآ أم خآلد ]
    .

    تمتمت الجده بحرقه لآحول ولآ قوة الآ بالله
    [ لآ تسيئين الظن يآ م صآلح مآ كنتي موجوده
    يوم جت بنتي الولآده
    لآ تقولين كلآمن مآ شفتيه ثم تتحآسبين
    عند الخآلق يوم الحسآب ]
    أكملت بعد أن سكتت لبرهه
    [ ثم أن أحمد وآفق لهآ رآحت له ونشدته عن رآيه
    وقآلهآ أثق فيك ولو مآ الحآجه مآ كآن رآحت
    فلآ تدخلين نفسك بأمور أنتي في غنآ عنهآ ]



    أبتسمت حنآن بأنتصآر لكلمآت جدتهآ اللتي أطفأت شيئاً من اللهب المُشتعل دآخلهآ

    ردت لهآ خلود أبتسآمه بالمثل مُتجآهله
    نظرآت وآلدتهآ المُتوعده
    مُحآوله أستغلآل الثوآني لقرب رفيقة دربهآ

    عم الهدوء أرجآء المجلس بعد كلمآت الجده الموزونه
    ليصدح في الأرجآء صوت أم عبدالعزيز مُرحبه لجمع النسآء على تنآول العشآء

    وأنقضت ليله من الليآلي المعدوده اللتي قلمآ
    تحدث في قرية السيل
    توآدعت الصديقتآن بعدهآ بقلوب
    مُتجدده وأروآح مُتغيره بثوآ من خلآلهآ
    الشكآوى والهموم
    ومن ثم عآنقوآ الآمآل والحلول ليحضوآ بقدرٍ بسيط
    من حقوق الصًدآقه اللتي سلبتهآ منهم أم خلود

    .

    نحتآج للأصدقآء من حينٍ لآخر فـ لوجودهم
    سحر عجيب ورآحه مُتفرده
    لآيجلبهآ لنآ الآ هم


    وللحديث بقيه
    كونوآ بقربي






    رد مع اقتباس  

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. توبيكات أحضان للماسنجر تهوس 2013
    بواسطة !همس الحب! في المنتدى توبيكات - توبيكات جديدة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-Nov-2012, 02:51 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-Aug-2012, 02:14 PM
  3. تحميل رواية نصف عذراء في أحضان المجهول كاملة
    بواسطة Bshaer‘am في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-Aug-2012, 08:55 AM
  4. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-Mar-2007, 07:53 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •