تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5).





نزلت هذه السورة في أبي لهب وهو عبد العزى بن عبد المطلب (أي عم النبي صلى الله عليه وسلم) وامرأته أم جميل العوراء وكانا شديدي الإيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم.





: الإعجاز الغيبي في هذه السورة











لقد حكم الله سبحانه وتعالى في هذه السورة بهلاك أبي لهب وأنه من أهل النار فكان كما أخبر عز وجل إذ بعد نزول هذه السورة كان من الممكن أن يؤمن ويسلم أبو لهب كما آمن وأسلم كثير من الكفار والمشركين مثله فيعارض بذلك القرآن الكريم ولكن ذلك لم يحدث بل ضل أبو لهب طيلة حياته وهو كافر(حيث عاش 10سنوات بعد السورة الكريمة) مشرك عدو للرسول صلى الله عليه وسلم وللحق الذي جاء به كما أن موتته كانت من شر موتة يموتها أحدهم حيث أنه أصيب بمرض خطير فمات ولم يستطيعوا غسله إلا بإفراغ الماء عليه من بعيد خوفا من عدوى المرض وكل هذا تحقيق لما حكم الله به عليه وأخبر في هذه السورة ,فلو كان قد أسلم لناقض القرآن و لكن الله علمه أزلي يبين لنا مرة أخرى أن القرآن





هو كلام الله وكلام الحق و الإعجاز.











معجزة تتعلق بنزول هذه السورة:











ومن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ، معجزة تتعلق بنزول هذه السورة ، وهي أنه صحّ أنه لما سمعت امرأة أبي لهب (أم جميل العوراء وكانت شديدة العداء للنبي صلى الله عليه وسلم مثل زوجها) ما نزل فيها وزوجها من القرآن أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد عند الكعبة ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وفي يدها فهر (أي : بمقدار ملئ الكف) من حجارة فلما وقفت عليه أخذ الله بصرها عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فلا ترى إلا أبا بكر ، فقالت : يا أبا بكر ! أين صاحبك ؟ قد بلغني أنه يهجوني . والله لو وجدته لضربته بهذا الفهر ، والله إني لشاعرة ، ثم قالت : مذمما عصينا . وأمره أبينا . ثم انصرفت ، فقال أبو بكر : يا رسول الله أما تراها رأتك ؟ قال : ما رأتني ، لقد أخذ الله بصرها عني.





وهناك عالم رياضيات وأكبر داعى للنصرانية يعلن إسلامه بعد تمعنه في هذه السورة الكريمة ويتحول إلى أكبر داعي للإسلام فى كندا و هو الكندي جاري ميلر و يقول :





"هذا الرجل أبو لهب كان يكره الإسلام كرها شديدا لدرجة أنه كان يتبع محمد صلى الله عليه وسلم أينما ذهب ليقلل من قيمة ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم, إذا رأى الرسول يتكلم الي إناس غرباء فإنه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه ليذهب إليهم ثم يسألهم ماذا قال لكم محمد؟ لو قال لكم أبيض فهو أسود ولو قال لكم ليل فهو نهار والمقصد أنه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويشكك الناس فيه .





وقبل 10 سنوات من وفاة أبي لهب نزلت سورة في القرآن أسمها سورة المسد , هذه السورة تقرر أن أبو لهب سوف يذهب إلى النار , أي بمعنى آخر أن أبو لهب لن يدخل الإسلام .





وخلال عشر سنوات كاملة كل ما كان على أبو لهب أن يفعله هو أن يأتي أمام الناس ويقول "محمد يقول أني لن أسلم و سوف أدخل النار ولكني أعلن الآن أني أريد أن أدخل في الاسلام وأصبح مسلما !! , الآن مارأيكم هل محمد صادق فيما يقول أم لا ؟ هل الوحي الذي يأتيه وحي إلهي؟ "





لكن أبو لهب لم يفعل ذلك تماما رغم أن كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لم يخالفه في هذا الأمر .يعني القصة كأنها تقول أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب أنت تكرهني وتريد أن تنهيني , حسنا لديك الفرصة أن تنقض كلامي !





لم يفعل خلال عشر سنوات كاملة!! لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام !!





عشر سنوات كانت لديه الفرصة أن يهدم الاسلام بدقيقة واحدة ! ولكن لأن الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه وحي ممن يعلم الغيب ويعلم أن أبا لهب لن يسلم .





كيف لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعلم أن أبا لهب سوف يثبت ما في السورة إن لم يكن هذا وحيا من الله





كيف يكون واثقا خلال عشر سنوات كاملة أن ما لديه حق لو لم يكن يعلم أنه وحيا من الله





لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له إلا معنى واحد هذا وحي من الله





تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5).





الحمد لله الذي و هبنا عقلا نفكر به و نتدبر به فاعتبروا يا أولي الألباب

lug,lhj uk s,vm hgls]