[gdwl]
لم تصدق أذنيها وهي تسمعه يقول قبل أن يغلق الباب وراءه :-تبدين في منتهى الجمال اليوممازلت أحبك
ظنت لبعض اللحظات أنه يقصد امرأة أخرى تقف وراءهافجالت بعينيها في أرجاء الغرفة
لا أحد معها في الغرفةيا إلاهي أنا هي المقصودة
راحت تعيد كلماته حرفا حرفاكلمة كلمة
لالاسمعته يقولهاقال لي :أنت جميلةأو كلمات أخرى في هذا المعنيوقال لي أحبك
نعم قالهاتلك الكلمات التي انتظرتها عشر سنوات كاملة


دهمها فرح غامر هز كل كيانها ونفذ إلى أقصى روحهاوتشربته كل خلية في كيانها
أحست لبعض اللحظات أن شعاعا لطيفا رفيقايرفعها إلى أعلى أو أن كائنات هلامية غامضة تحتضنها برفق
ألقت بنفسها إلى أقرب أريكة وضعت رأسها بين يديها وراحت تنشج بصوت مسموع
راحت تبكي كما لم تبك في حياتهادموع سخيةساخنةتنهمر من القلب من أقصى الذاكرة من أقصىبحيرة
الحرمانالتي غرقت في مياهها الآسنة لسنوات طويلةمن أقصى الوجع الذي يسكن أيامها
فجأة اندفعت إلى النوافذ تفتحها الواحدة تلو الأخرىدون أن تكف عن البكاء
داعبت نسائم الصباحوجهها فا نتبهت لنفسها
أسرعت إلى المرآة داخل غرفة نومها
راحت تتأمل وجهها ملياهذه آثار الزمن واضحة عليهلكن لايهم لايهم هو مازال يراني جميلة
\\\\\\\\\\\\\\\'\\\\\\\\\\\\\\\'وأنا فعلا ما أزال جميلة،،همست بذلك لنفسهاوهي تمد يدها إلى دولاب ثيابهااختارت فستانا
أبيض وارتدتهاخرجت صندوق مجوهراتهااختارت أنفسها وأروعها
وقفت أمام المرآةثم استدارت بخفة مثل فراشة
لالالم تكن كلماته لمجرد المجاملةها أنذا في منتهى الجمال
هناك بعض الغضون والتجاعيدوزنها زاد قليلاجسمها غاب عنه بعض ألقه القديم
لكنها ماتزال جميلةما تزال أنثىولولم يكن يراها كذلك ما كان قال لها ما قال
عادت مسرعة إلى أقرب نا فذة
ألقت نظرة باهتة على الشوارع الممتدة أمامها
ثم عادت تذرع الغرفة جيئة وذهابا
كان هناك شيء ما
شيء ما غامضقاتميقتحم عليها سعادتهاخوف مايمسك بقلبهافكرة سوداءتشوّش عليها سعادتها
وتحول دونها والإنطلاق إلى أقصى المدىأقصى السعادة الممكنةأقصى الفرح المنشود
عادت من جديد إلى النافذة
أمسكت رأسها بين يديها
هذه أكثر من عشر سنوات \\\\\\\\\\\\\\\'لم تسمع فيها كلمة رقيقة واحدة من زوجها
تزوجا بعد قصة حب مثيرة واعتقدت لفترة طويلة أن ما بينهما لا انفصام له إلا بالموتكتب فيها
أجمل قصائدهوسهر ليال طويلة تحت نافذتها طلبا لنظرة عابرة منهاوفعل كل شيء من أجل
أن يظفر بهاأما هي فرأت فيه الفارس القادم إليها من بعيد ليحملها إلى دنى الحلم المنشود
اندفعت إليه بكل جوارحها وأحاسيسهاوأغدقت عليه كل الحب بدون ترددبدون أن تقرأ
حسابا للزمنوالأقدار
كان حفل الزواجغاية في الروعة والبذخ أرضى كبرياءها وأشبع غرورهاوأغاض حسادها
ومنذ أنجبت ابنها البكروارتقى هو في سلم الوظيفةبدأ الروتين يطحن حياتها
فغدت صحراء قاحلةبلا شجرة واحدة تضلل القلبولا شعاع أمل يدفئ الروح
حاولا في البداية جاهديْن الإحتفاء بالحياةحاولا الإبقاء على جذوة حبهما بعيدا
عن العواصف والأنواءولكن الريح كانت عاتية فانطفأ الفرح وانسدت السبل الى
السعادة المنشودةووجدت نفسها وحيدة
بلا عزاء للقلبولا مدى للحلم
كانت ترى كل شيءينهار أمامها مثل قصر ورقيدون أن تكون قادرة على فعل شيء
لم تقاومولم تفلسف الأمورولم تستعن بأحد لحل مشكلتها
لقد كان جليا أنه تغيرلم يعد الرجل الذي عرفته قبل سنوات قليلةأصبح.يسهر كثيرا
ويغضب لسبب وبدون سببويخاطبها بحدةولم يعد يحتضنها عندما يعود بل لم
يعد يرغب في اصطحابها الى أي مكان
حتى جاء اليوم الذي نسي فيه ذكرى ميلادهافتيقنت أن علا قتهما تحولت الى
مجرد رابط قانوني بلا روح
وفعلت كل شيء من أجل أن تستعيده من جديد
حرصت على التخلص من الوزن الزائدغيرت تسريحة شعرهاارتدت في حضرته أكثر
الفساتيناثارةلكنه كان كل يوم يزداد بعدا عنها
انخرط في مشاريعه وصفقاتهوتنقلاته
لم يعد يتحدث الا بلغة الأرقامفتحولت بدورها مجرد رقم في حياته
انزوت الى وحدتها تجترّ ذكرى الأيّام السعيدة
أغرقت نفسها في مشاغل الحياة اليومية
حاولت أن تتقن النسيانأن تخنق صوت الأنثى فيها
كانت ترى دخل الأسرة يرتفع سريعاتم استبدال السيارة القديمة بأخرى جديدةوانتقلت الأسرة
للسكن في حي الطبقة المرفهة

rwi hgpf ,h,ihli