الإجهاضات المتكررة
الإجهاضات المتكررةيعرف الإجهاض على أنه ضياع الحمل و فقدانه قبل الأسبوع العشرون و هو يحدث في 10 – 15 % من الحمول التي تم تشخيصها , تحدث معظم الإجهاضات خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل و عندما تتكرر الحالة لمرتين أو أكثر فإن هذه الحالة تدعى بالإجهاضات المتكررة و هنا يجب إجراء مزيد من الفحوص من أجل معرفة سبب الحالة .
سأحاول في هذه المقالة توضيح و شرح الأمور التالية :
- ما الذي يسبب الأجهاضات المتكررة
- ما هي الفحوصات و الإجراءات التي نحتاج إلى فعلها
- ما هي الأمور التي يجب مراعاتها عند حدوث الحمل
الأسباب
هناك العديد من الأمور التي تسبب الإجهاض المتكرر إلا أننا لا نستطيع تحديد السبب إلا في 50 % من هذه الحالات , حيث نستطيع أحياناً تحديد السبب بشكل مباشر إلا أننا في حالات أخرى نشتبه بسبب ما إلا أن الرابط غير مؤكد و إذا حدث لديكِ أكثر من إجهاض واحد فإن كلٍ منها قد ينجم عن سبب مختلف .
الأسباب المعروفة
من الممكن في بعض الأحيان وجود علاقة ما بين الإجهاض و المشاكل المورثية ( الكروموزومية ) في الجنين أو الحالات المرضية لدى الوالدة أو وجود خلل ما في رحم المرأة . هناك العديد من الفحوص التي يمكنها أن تساعد الطبيب في الكشف عن الأمر الذي سبب الإجهاض و تكون المعالجة في بعض الأحيان متاحة من أجل تجنب تكرار الإجهلض في المستقبل .
المشاكل المورثية ( الكروموزومات ) : تعتبر مسؤولة عن نصف حالات الإجهاض في الأسابيع ال 13 الأولى من الحمل .
الكروموزومات أو المورثات هي عبارة عن نظم صغيرة في خلايا الجسم تحمل كل منها العديد من المورثات أو الجينات , تحدد المورثات جميع سمات جسم الشخص الفيزيائية كالجنس و لون الشعر و العينين و زمرة الدم .
قد تحدث إضطرابات في عدد أو شكل الكروموزومات أو في المورثات التي تحملها . يعني وجود الكروموزومات أو الجينات الناقصة أو الزائدة أن الجنين لن ينمو و يتطور كما ينبغي له و يعتبر الإجهاض في غالبية الحالات طريقة طبيعية يتخلص بها الجسم من الحمل الذي لن يكون فيه الجنين قادراً على الحياة في المستقبل .
تحدث العديد من هذه المشاكل و الإضطرابات في المورثات عن طريق المصادفة و لا علاقة لها بصحة الأم أو الأب , إلا أنه قد تكون إضطرابات كروموزومات الأبوين في حالات قليلة سبباً لتكرر الإجهاض و هناك العديد من الفحوصات التي تستطيع كشف ما إذا كانت هذه المشاكل عاملاً في تكرر الإجهاض .
المشاكل في الرحم : هناك العديد من الإضطرابات الرحمية التي ترتبط بتكرر الإجهاض و معظمها قليل الشيوع و هي تتضمن ما يلي :
- المشاكل الموجودة منذ الولادة , مثل الرحم المفصول إلى جزئين بواسطة جدار نسيجي ( الرحم ذو القرنين ) .
- الأورام السليمة ضمن الرحم كالورم الليفي المكون من نسيج عضلي .
- عنق الرحم الذي يبدأ بالتوسع في المراحل المبكرة أو في شهور الحمل الوسطى دون أن يترافق مع مع علامات أو ألم المخاض .
من الممكن علاج معظم هذه المشاكل بواسطة الجراحة و يتم ذلك بعد مناقشة الحالة مع الطبيب .
المشاكل الطبية : هناك حالات طبية محددة لدى الأم لوحظ أنها مرتبطة بزيادة مخاطر تكرر الإجهاض و هي تتضمن ما يلي :
- مرض الذئبة الحمامية و الآفات المناعية الأخرى
- آفات القلب
- آفات الكلية الشديدة و خاصة المترافقة مع ارتفاع في ضغط الدم
- الداء السكري
- آفات الغدة الدرقية
- إنتانات الرحم
- متلازمة المبيض متعدد الكيسات
قد يؤدي علاج الحالة في بعض الحالات إلى تحسين فرص نجاح الحمل و تزداد هذه الفرصة إذا تم العلاج قبل أن يحدث الحمل .
متلازمة أضداد الفوسفوليبيد : عبارة عن مشكلة تصيب الجهاز المناعي . و المصابات بها تزداد لديهن مخاطر الخثرات و الجلطات الدموية و فقدان الحمل . من الممكن إجراء فحوصات و تحاليل مخبرية من أجل كشف هذه الحالة .
العوامل المحتملة
هناك أيضاً أسباب أخرى من المعلوم أنها تسبب فقدان الحمل إلا أن الرابط بينها و بين الإجهاض يبقى غير واضح , و أكثر هذه الأسباب تتضمن عدم التوازن الهرموني و بعض آفات الدم و بحال الإشتباه بأي من هذه الحالات فإنه يصبح من الأفضل إجراء تحاليل مخبرية و بحال الضرورة تناول بعض الأدوية التي تعالج المشكلة و لا تستطيع بالتالي التأثير على الحمل .
عدم التوازن الهرموني : يعتبر البروجسترون الهرمون المسؤول عن تحضير بطانة الرحم من أجل تغذية البيضة الملقحة , و يحدث هذا خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية . إذا لم تكن مستويات البروجسترون مرتفعة بالشكل الكافي في بداية الحمل فإن الإجهاض قد يحدث . من الممكن إجراء الإختبارات التي تكشف إذا ما كان جسم المرأة لا يصنع الكمية الكافية من البروجسترون و بحال وجود ذلك فإنه من الممكن إعطاء المريضة الأدوية التي تعالج هذا النقص .
بعض آفات الدم : يعتبر الثرومبوفيليا من الآفات التي تجعل قابلية الدم للتخثر مرتفعة أكثر مما يجب , هناك العديد من الآفات الوراثية التي قد تقود إلى حدوث هذه المشكلة و أحد هذه الإضطرابات هو شذوذ العامل الخامس ( لايدن ) و الذي يسمح لخثرات الدم بالتكون في أوعية المشيمة و يؤدي بالتالي إلى حدوث الإجهاض و تستفيد النساء الحوامل المصابات بهذا الشذوذ من استخدام مميعات الدم .
التشخيص
سيتم من أجل تحديد سبب تكرر الإجهاض سؤالكِ حول الأمراض التي أصبتِ بها و الحمول السابقة كما يتم إجراء فحص عام للجسم يتضمن فحصاً نسائياً أو حوضياً و من الممكن إحالتكِ إلى طبيب مختص بالإستشارات الوراثية , كما أنكِ قد تحتاجين إجراء بعض الفحوصات الخاصة و منها :
- فحوصات دموية لكشف وجود أي اضطراب في الهرمونات أو الجهاز المناعي
- الفحوصات الكروموزومية لكِ و لزوجكِ معاً أو للنسيج التابع لمحصول الحمل إذا كان متوفراً
- فحوصات لكشف وجود إنتان في الرحم
من الممكن أيضاً إتمام بعض الإجراءات التي تساعد على كشف المشاكل الموجودة في الرحم :
- صورة الرحم و الملحقات الظليلة . و هي صورة شعاعية تجرى للرحم و بوقي فاللوب تؤخذ بعد أن يتم حقن هذه الأعضاء بكمية قليلة من المادة الظليلة على الأشعة و بالتالي تستطيع كشف جوف الرحم و الأنابيب و أي شذوذ فيهما .
- تنظير الرحم . يتم هنا إدخال جهاز رفيع ناشر للضوء عبر المهبل و عنق الرحم من أجل مشاهدة داخل الرحم .
- الأمواج فوق الصوتية . تستخدم هذه الأمواج من أجل إنشاء صورة للأعضاء الداخلية .
- تصوير الرحم الظليل بالأمواج فوق الصوتية. يتم استخدام الأمواج فوق الصوتية لرؤية الرحم بعد أن يتم حقن محلول ملحي داخل الرحم من أجل المساعدة على توسيع الرحم من أجل رؤية جوف الرحم بشكل أفضل .
التأقلم
من الممكن لفقدان الحمل و بغض النظر عن كونه مبكراً أو متأخراً أن يؤدي لنشوء مشاعر الحزن و من الممكن أن تطغى عليكِ هذه الأحاسيس . كما قد تشعرين بالإحباط و العديد من النساء تحتجن لفترة نقاهة نفسية لفترة أطول مما يحتجن لفترة النقاهة البدنية .
قد تختلف مشاعر الحزن لديكِ عنها لدى زوجكِ و قد تعبرين عن هذه المشاعر بطرق مختلفة , حاولي الإتصال مع الأشخاص الأكثر قرباً منكِ و اطلبي دعمهم النفسي و الروحي .
ماذا تستطيعين أن تفعلي
إذا أصبتِ بإجهاض متكرر فإنه قد تكونين بحاجة للتفكير في المستقبل , يجب التخطيط للحمول المستقبلية و تشخيصها بشكل مبكر و فحصها بشكل متكرر . قد تكونين قادرة على تحسين فرص حصولكِ على حمل ناجح في المستقبل من خلال فعل أشياء معينة :
- إجراء فحص طبي شامل و تام قبل أن تحاولي الحمل مرة أخرى .
- قرري زيارة عيادة الطبيب فوراً إذا كنتِ تظنين أنكِ حامل .
- اتبعي إرشادات الطبيب .
- حافظي على نمط حياة صحي من خلال تناول الأطعمة الصحية و إجراء التمارين الرياضية و تجنب الكحول و التدخين و المخدرات .
في النهاية
حتى و لو كان لديكِ إجهاضات متكررة فإنه لا زال لديكِ فرصة جيدة للحصول على طفل و هذا يعتبر صحيحاً حتى بحال عدم كشف سبب للإجهاضات السابقة . سوف تحتاج الحمول المستقبلية إلى رعاية مبكرة
hgY[ihqhj hglj;vvm