الاسباب الرئيسية التي تؤدي الي الطلاق
الاسباب الرئيسية التي تؤدي الي الطلاق
أصبح من الصعب علينا أن نحمي العلاقة الزوجية التي انتقلت من مرحلة إخفاء كل ما يحصل داخل بيوتنا إلى مرحلة التفتح, حيث صار بإمكان أي أحد معرفة الأمور الشخصية والمشكلات التي تحدث بين الزوجين.
وإثر ذلك، لاحظت في أن هناك خمسة أخطاء أساسية تؤدي إلى الطلاق، سأكتبها لكم الآن
1- إساءة الزوجين لبعضهم بعضاً:
المحبة المتبادلة التي يبدأ بها الزواج تفقد قوتها بفعل العديد من الأسباب حين يفقد أحد الطرفين أعصابه ويغضب من الآخر يبدأ بالحديث عنه عند الآخرين, الحديث النابع من الغضب والاستياء يتحول مع الوقت إلى إساءة للطرف الآخر, وتشويه لسمعته؛ إن ذلك أسوأ حتى مما تقوم به الأحزاب السياسية من أجل تشويه سمعة بعضها بعضاً!
من الطبيعي مشاركة بعض المواقف التي لا تعجبك مع الآخرين واستشارة من تثق بتجربته كي تأخذ بعض النصائح من أجل المحافظة على الحياة الزوجية، لكن المشكلة أننا لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من المبالغة في الكلام، وإساءة الظن بالطرف الآخر وإهانة شخصيته، والقيام بهذه الأمور يجعل العلاقة بالية.
ولأن الجدران لها آذان، فإن ما تفوهت به من الكلام المسيء يصل إلى الطرف الآخر ويجرحه، حيث إنه يستمع إلى رأيك عنه من أفواه الآخرين! وبهذا تفقد آخر فرصة للتصالح معه, وبعد مدة تبدأ في البحث عن محام من أجل الطلاق.
2- سوء الفهم:
من أبرز الأسباب للعلاقات السيئة، أن تأخذ فكرة سيئة عن شريك حياتك وتتقيد بها! ففي الحياة اليومية، دائمًا نتفوه بعباراتٍ مثل: "أنتِ دائما هكذا" أو "أنتَ مثل أبيك".
وبدون أن نشعر، ندعُ تفكيرنا عن الطرف الآخر ينحصر في زاوية معينة. عندما نقوم بتشبيهه بوالده على سبيل المثال، فإننا نبدأ في تقييم تصرفاته وأقواله حسب هذا التشبيه! وهكذا بينما ندعي معرفتنا له وفهمنا لسلوكه؛ فإننا نكون في الحقيقة لا ننتقد سوى الزوج الوهمي الذي تصورناه في خيالنا، ونبدأ بعدها برؤية شريك حياتنا كعدونا اللدود!
وحينها كل ما يقوله قد يؤذينا أو يجرحنا، ذلك لأننا قمنا بقراءة وتحليل أفكاره بشكل خاطئ منذ البداية، فكل ما سيصدر منه سيكون مؤلمًا حيث إننا نقوم بترجمته بشكل سلبي, وتبدأ العلاقة في التباعد.
3- إيصال الكلام بشكل خاطئ:
للأسف، شعبنا لا يعرف كيفية إيصال الكلام بالطريقة الصحيحة في أغلب الأوقات، ويزداد الأمر صعوبة عندما يكون الأمر بين طرفين متزوجين!
كيف؟ سأعطيكم مثالًا: تكرار الكلام المهم أكثر من اللازم, في الظروف الطبيعية يفهم الشخص الكلام ويستوعبه من مرة واحدة فقط , أما الصعوبة في تنفيذ هذا الكلام ترجع إلى رغبة الشخص في فعل هذا الأمر من عدمه.
عندما نقول شيئًا ونرى أنه لا يُنفذ نظن أن الطرف الآخر لم يسمع أو يفهم ما قلناه، ولذلك نعيد له كلامنا مرارًا وتكرارًا حتى يشعر بالملل، مع أن إعادة الكلام أكثر من اللازم- حتى في الأمور المهمة- يتسبب في الرغبة بعدم السماع بشكل آلي، حتى يشعر الشخص الذي يتكلم بالجنون ويتساءل: لماذا لا يفهمني؟!
الشخص الذي يسمع نفس الشيء أكثر من مرة لن يفهمه حتى لو أراد ذلك، لأن المعلومة المهمة تفقد أهميتها بكثرة التكرار, وفي النهاية تخلق جوًا غير مريح بين أفراد العائلة, وهذه مشكلة أساسية في أغلب العائلات التي تشتكي من:" نحن لا نستطيع التواصل" أو " لا نستطيع فهم بعضنا".
4- المسافة العاطفية:
حالة مزعجة جدًا أن يتصرف الأزواج وكأنهم غرباء عن بعضهم بعضاً, في أغلب الأحيان يكون الأمر من طرف واحد، لكني قد شاهدت بعض الحالات التي يشترك فيها الطرفان بفعل ذلك, إنه موقف يجعل الإنسان يصاب بالجنون، أن تكون متزوجًا وتعيش تحت سقف واحد مع شريكك، لكنك تشعر بأنك مضطر للعيش مع مخلوق أتى من مكان بعيد!
يكون زوجك متباعدًا، باردًا، ومهملًا وكذلك بيتك،حينها لا تدري إن كنت متزوجًا أم لا
هذا النوع من التعامل يأتي غالبًا من الشخص الحساس جدًا والعاطفي، يتضايق منك لكن لا تستطيع أن تعرف أبدًا سبب ضيقه! يبدأ معاملتك ببرود, ولا يفسر سبب تصرفه، ويريد منك أن تكتشف ذلك بنفسك! وأنت لا تستطيع أن تكتشف أبداً، وحتى إن سألت فلن تتلقى أي جواب!
هذه العلاقة من أسوأ العلاقات الزوجية، ولا تستطيع الاستمرار غالبًا، وتدفع بالأزواج للفراق في نهاية المطاف.
5- الحركات الطفولية:
شيء غريب جدًا رؤية بعض الناس يتصرفون كالأطفال بعد الزواج؛ أشخاص مثقفون وربما ذوو مناصب راقية، وترى فيهم تصرفات الأطفال, هذه ليست حتى روح الطفولة البريئة التي تسكن كل واحد منا، بل طفل يتضايق بجدية، يصرخ، يسخط، وعندما يجد ما لا يعجبه يضرب الأرض بأرجله، يطلق الألقاب الساخرة، ويتفوه بأي كلام دون مراقبة ألفاظه كما يفعل الأطفال عادة!
وإذا جاء وقت النقاش، يضرب الباب بقسوة إذا خرج من الغرفة، يرمي ويحطم كل ما يجده أمامه دون اعتبار لثمنه، وقد يصرخ من النافذة:" النجدة"! أنقذوني يوجد شخص مجنون هنا"، وقد ينتقم بتمزيق أجمل ملابس شريكه إلى قطع صغيرة، أو أنه قد يرمي أغراض زوجه من النافذة حين يشعر بأنه لا يود رؤيته. إلخ
لحظة من فضلكم! هل أظلم الأطفال بهذه المقارنة يا ترى؟ أي طفل قد يقوم بهذه الأفعال السخيفة! لكن الأمر المؤسف أن يقوم الأشخاص المتزوجين بهذه الأعمال كالأطفال, بل إنهم ليس باستطاعتهم حتى ملاحظة أنه لا يوجد في تصرفاتهم أي أثر لشخص ناضج.
كما سبق وقلت, فإني أردت أن أشارككم خمسة أسباب رئيسة شاهدتها في الأزواج الذين يأتون للمحاكم من أجل الطلاق, بالتأكيد هناك كثير من المعلومات والأسباب التي نستطيع إضافتها غير هذه، لكن ليس بوسعي كتابتها كلها, لذا أترك لتجاربكم الشخصية استنتاج ما لم أذكره.
لا أريد أن أوضح كل شيء؛ فلابد أن أترك لكم مجالًا للتفكير كي تحطموا قيود أذهانكم, ويكون باستطاعتكم أن تطرحوا أسبابكم وحلولكم الخاصة.
أردت أن تكون الاسطر ، وهي الحفاظ على العائلة, أغلى ما لدينا "عائلتنا" .
hghsfhf hgvzdsdm hgjd jc]d hgd hg'ghr