الملاحظات
صفحة 28 من 29 الأولىالأولى ... 1826272829 الأخيرةالأخيرة
النتائج 271 إلى 280 من 290

الموضوع: رواية بين الأمس واليوم

  1. #271  
    المشاركات
    3,260

    " أنتي مارحتي لبيتش"


    كاسرة تغطي جدها الذي تمدد للتو وتلتفت لوالدتها بهدوء: وليش أروح
    البيت فاضي وكساب في شغله
    وهنا قاعدة مع جدي ونسولف
    ثم أردفت باهتمام: عمي فاضل اشلونه

    مزنة تنهدت: ماشفته كان عنده زوار ياجيل واجد قعدت مع عمتش في الاستراحة
    وتقول إنه أحسن بواجد يومين ثلاثة ويطلع إن شاء الله

    حينها ابتسمت كاسرة: والطريق شأخباره كان حلو

    قرصت مزنة خد كاسرة بلطف وهي تهمس بنبرة مقصودة:
    الطريق كان زحمة ويسلم عليش وخلي اللقافة منش
    وقومي فزي لبيتش رجالش أكيد على وصول


    حينها ردت كاسرة بنبرة مقصودة مشابهة:
    رجالي مهوب جاي ذا الحزة
    بس قولي إنش تبيغيني أروح للبيت عشان اللي وصلش الحين
    قاعد في البيت بريحاته ماعنده حد لا أنيس ولا ونيس يعد الطوف طوفة طوفة!!


    مزنة تنهدت وهي تميل على والدها لتتأكد من وضعية نومه:
    كاسرة للمرة الأخيرة أقول لش
    لا تتدخلين بيني وبين عمش ومالها لزوم ذا التعليقات





    ********************************






    " حبيبتي ليش حاسش منتي مبسوطة
    إذا المكان مهوب عاجبش رحنا مكان ثاني!!"


    سميرة تشير لتميم بتوتر: لا والله المكان يجنن وميونخ بكبرها تجنن
    بس أنا متوترة عشان نتايج الفحوص اللي سويناها


    ابتسم تميم: كلها كم يوم ونرجع وتطمنين إنه مافيه إلا العافية!!

    سميرة بشفافية موجوعة: تميم أنا خايفة يكون عندي مشكلة!!
    أمي كان عندها مشكلة من عقب ماجابتني لين حملت بصالح فجأة
    وأختي نجلا 3 سنين ماحملت وكانت تتعالج

    شد تميم على كفها بقوة ثم أشار بأريحية: اللي منا عنده مشكلة أنا وأنتي بيتعالج إن شاء الله
    ولو الله كاتب لنا رزق ماحد يقدر يمنعه
    ولو هو ماكتب لنا رزق ماحد يقدر يجيبه.









    ***********************************







    عبدالرحمن منذ أفاق أبوه وهو لم يتحرك من مقعده بل طلب منهم إحضار كرسيه من البيت
    وهاهو يطلب من أمجد أن يساعده لينتقل إليه ليقترب من والده
    سبحان الله يشعر بكراهية مريرة لهذا الكرسي الآن
    يشعر أنه يحرق جنبيه كما لو أنك تعود لسجنك باختيارك!!


    عبدالرحمن مد كفه ليمسح على ساعد والده بحنان: يبه فديتك
    أنت فيه شيء مضايقك قل لي كلهم راحوا الحين وبأقول لأمجد يطلع ينتظر برا

    أمجد من نفسه تحرك للخارج. لكن فاضلا أشار له أن يقف وهو يهمس بتثاقل مرهق:
    مافيه شيء أدسه عبدالجبار يطلبك البيحة!!

    عبدالرحمن زفر بيأس: يبه الله يبيح منه. شيبة في باكستان وقد له 16 سنة وهو لا هو حي ولا ميت ربي رحمه من العذاب

    فاضل بحزن عميق: يا أبيك الموت مامنه مهرب وعبدالجبار كنت أروح كل سنة لباكستان وأقول ذا السنة بأزور قبره
    بس ولده عبدالمؤمن الله يهداه فجعني. دق علي أول مادخلت منكم أتوضأ
    وقال لي إبيه مات استعذت بالله وقلت إنا لله وإنا إليه راجعونوالله يرحمه

    قال لي مادريت أشلون مات
    لقوا جثة أختي اللي مختفية من 16 سنة

    إنا لله وإنا إليه راجعون
    الشيبة كانت روحه معلقة فيها كن أنفاسه متعلقة بشفقته إنه عاده بيشوفها
    مافي قلوبهم رحمة جابوا له اللي باقي من ثوبها اللي كان عليها
    آخر ثوب شافه عليها يوم أمست
    قد لها 16 سنة من يوم ماتت وهو كل يوم يترجاها بتعود له!!

    يوم شاف ثوبها شهق وودع إنا لله وإنا إليه راجعون!!


    عبدالرحمن بتأثر: إنا لله وإنا إليه راجعون
    وأنت يبه يعني ماخبرتك حساس كذا
    حاول عبدالرحمن أن يبتسم: ترى الرقة ماتليق عليك كلش!!

    يتنهد أبو عبدالرحمن: الله يجيرنا من قسوة القلب يأبيك
    والله يا أبيك كنت لا شفت وجهها كني أشوف وجه شعاع
    أكثر حد كنت أحاتيه يوم بطلت عيني شعاع
    خايف عليها تتعب وهي حامل ولا حتى عليها حال!!





    *******************************






    " شأخبارش الحين ياقلبي!!
    خوفتيني عليش!!"

    شعاع تتنهد وهي تسند ظهرها لظهر السرير: مافيني شيء فديتك!!
    حتى روحة المستشفى اللي لزمت علي فيها ماكان لها داعي

    علي بعتب: أشلون مالها داعي والدكتورة عطتش إبرة مثبت وقالت لا تتحركين!!

    شعاع بإرهاق: أنا بس كنت تعبانة كم سالفة جات ورا بعض
    وبعدين تاثرت واجد إني أنا أكون أول حد يسأل عنه إبي أول مافتح عينه
    توقعت بيسأل عن عبدالرحمن!!


    علي احتضن كتفيها وهو يهمس بتأثر وقلق : الله يطول في عمره ويخليه لكم
    وطالبش ياقلبي ما تتحركين ذا اليومين كلش
    طالبش !!!
    حتى أنا بأقدم على إجازة وبأقعد عندش!!







    ***********************************






    " ماشاء الله كم صار لش قاعدة مع إبي
    شكلكم من زمان!! "


    هزت كاسرة كتفيها وهي تهمس بنبرة مقصودة: كل واحد منا يسلي الثاني
    شنسوي
    هو خلته أمي بروحه وأنا خلاني ولده بروحي!!

    كساب بنبرة مقصودة شبيهة: لا تصيرين نصابة أنا قلت لش إني بأتأخر!!

    كاسرة جلست وهي تهمس بهدوء يخفي خلفه غيظا شاسعا: زين ولأنك تاخرت وبلغتني مايمنع إني أقول إنك خليتني
    كساب أنا ما أتدخل في شغلك ولا أبي أقيدك فيني
    بس الساعة صارت ثنتين وش الشركة اللي فاتحة لين ذا الحزة
    يوم قلت لي بتتأخر حسبت حدك بيكون 11.

    حينها ربت على أرنبة أنفها بتلاعب: تغارين وإلا تشكين

    كاسرة زفرت وهي تبتعد عن مدى يده: لا هذي ولا هذي أقول الله يعدي شهور حملي على خير
    ويجيني بيبي يلهيني!!

    عاود شدها ناحيته وهو يهتف بعتب مقصود: تبين حد يلهيش عني؟!!


    كاسرة تتنهد: مثل منت لاهي عني!!

    جلس وهو يشدها لتجلس جواره ويهمس بدفء وهو يمسح أناملها برفق دافئ:
    من هذا اللي يلهى عنش ماجابته أمه
    بس كان عندنا عشاء مع رجال أعمال من برا وبعضهم ماوصلوا إلا 12 يا الله خلصنا العشا جيت على طول!
    ثم أردف وهو يبتسم: ها قولي لي تشكين وإلا تغارين

    صمتت وهي تتحسس برقة -بكلتي يديها- الأثار المتبقية من إصابته الأخيرة على ظاهر يده
    استحثها لتجيب: ها جاوبيني الجواب مهم عندي!!

    رفعت يده إلى عذوبة شفتيها لتقبلها قبلة واحدة غاية في الرقة والدفء
    شعر بتثاقل في أنفاسه يشبه القرصات الحانية على غشاء قلبه فهي نادرا ماتعبر عن مشاعرها بهذه الطريقة
    همس بهذا التثاقل: وحدة بس يا البخيلة!!

    احتفظت بكفه بين كفيها وهي تجيب بشجن عميق:
    عمري ماشكيت فيك. بس الغيرة مهيب في يدي!!








    *****************************************






    بعد يومين
    .
    .
    .



    " خذي غانم وروحي للاستراحة بأكلم الدكتور وأجيش عشان نروح للبيت"


    نجلاء باستغراب: وش نروح البيت أبي أروح أشوف بنتي
    هذي هي في المستشفى اللي جنبنا


    صالح بتردد: خفت إنش ماتبين تشوفينها

    نجلاء بصدمة: من جدك أنت
    ثم أردفت بعتب: صالح أنا ماني بمثلك
    المها بنتي مثل ماغانم ولدي
    وأنا زعلتي عليك مهوب على بنتي هي وش ذنبها


    صالح يبتسم: يا شينكم يا النسوان إذا لقيتوا لكم شيء تذلون الرياجيل عليه!!






    *********************************






    " الحمدلله على سلامتك يبه!!
    نورت بيتك!!"



    أبو عبدالرحمن يخطو للداخل بتثاقل وهو يهتف بإبتسامة:
    الله يسلمك يأبيك
    ولا يحرمني شوفتك داخل(ن) علي بدون ذا الكرسي


    عبدالرحمن بنبرة مقصودة: قريب يبه قريب!!

    أبو عبدالرحمن بفرحة مفاجئة: أ ربك صادق يأبيك

    عبدالرحمن يبتسم وهو يقترب من والده: الدكتور يقول لي إنه متوقع إني أمشي قريب لأنه بديت أحركها بروحي!!

    أبو عبدالرحمن بشجن: يا الله رحمتك يا الله عونك لا تحرمني شوفته يمشي وشايل ولده
    ثم أردف بحماس فخم: نذر علي لله عز وجل يا اليوم اللي بتمشي فيه
    إن قد أمط سماط غدا وعشا لعمال الصناعية أسبوع كامل!!








    **************************************



    بعد يومين آخرين
    .
    .



    " ها شأخبارش مع حضرة النقيب"

    جميلة تهز كتفيها: لحد الحين الأمن مستتب لا عاد اتصل ولا كلم

    مزون بنبرة مقصودة: وأكيد أنتي الحين متضايقة


    جميلة باستنكار: وليش أتضايق أتضايق إن ربي رحمني منه ومن غثاه

    مزون تنظر لجميلة نظرة مقصودة: جمول مهوب علي ذا الكلام!!
    مافيه وحدة يرضيها إن رجّالها يطنشها حتى لو كانت هي تبيه يطنشها!!


    جميلة تتهرب بشيء آخر: خلينا من حضرة النقيب ونروح لولد عمه الكابتن أبو عيون عسلية
    أنتي شأخبارش مع سبع البرمبة


    مزون ابتسمت: غانم يجنن ومافيه مثله اثنين بس لو أنه يخف شوي من تحسسه من هلي
    ثم أردفت بشجن: غانم يبي يكون رقم واحد في حياتي وأحس إنه يتضايق من تعلقي في إبي واخواني
    عجزت أحاول أوضح له إنه شيء وهلي شيء ولكل واحد غلاه
    وهو توه أتعرف عليه لكن هلي علاقتي فيهم أساسا غير
    يقول لي: أنا فاهم أو يحسسني إنه فاهم بس أنا أحس بضيقته


    ابتسمت جميلة: كان ودي أنصح بس أنا عاد أفشل من بيقدم نصيحة زوجية
    إسألي أمي!!

    مزون ابتسمت: هذا شيء مايبي نصيحة يبي له وقت بس!!











    **************************************





    " حبيبي تكفى ماعاد طقت شوفت ذا الكرسي قدامي!! "


    عبدالرحمن يمشي ذهابا وإيابا باستخدام عصاه وهو يهتف بثقة: هذا أنا عندش أتحرك بدونه
    بس برا ما أقدر خايف على إبي!!


    عالية برجاء: ومتى بتقول له

    عبدالرحمن بثقة: هانت هذا أنا قاعد أمهد له شوي شوي!!






    ********************************






    " خلاص حبيبتي بيرسلون النتايج لنا في الدوحة!! "


    سميرة تشعر أنها ستبكي فعلا فهي كانت تنتظر النتائج بفارغ الصبر
    بل ماعاد فيها صبر حتى!!
    يا الله تريد أن تكون أما وتريد شيئا يطمئن قلبها!!



    تميم يتنهد: تكفين سميرة بلاها ذا النظرة اللي فيها دموع

    سميرة بحزن: أنت قلت لي النتايج ما تأخذ حتى 3 أيام فليش تأخرت كذا


    تميم بحنان: لا تحاتين ياقلبي بيرسلونها للدوحة ولو بغيتي سوينا غيرها
    الحين خلاص خلينا نستعد لطيارتنا







    *****************************************









    كانت تجلس عند والدها الذي كان يصلي ضحاه
    والذي كان لا يعلم مطلقا أنها تنام عندهم بل كان يظنها تأتيه من بيت زايد

    ليأتيها اتصال منه تنهدت كما تفعل كل مرة يتصل بها
    فهو يتصل بها في اليوم عدة مرات كما لو كان يريد الاستمرار في تعذيبها
    لم يكن يهاتفها بهذه الكثافة حينما كانت عنده!!
    في كل مرة كانت تتمنى ألا ترد ولكنها تجد نفسها مجبرة على الرد


    جاءها صوته مستعجلا: مزنة لو سمحتي جهزي لي شنطة بأسافر أسبوع
    السفرة جات بسرعة وماعندي وقت أرجع أرتب شنطتي
    أبي أجي أخذها وأطلع بسرعة

    مزنة شعرت بالصداع ( هل هذا رجل طبيعي وهل هما زوجان طبيعيان حتى يطلب منها هذا الأمر)

    مزنة صمتت حينها أكمل زايد بحزم:
    مزنة البيت فاضي رتبي لي الشنطة بس. وروحي
    اعتبريها مساعدة إنسانية لجاركم الطوفة وحدة وترا!!


    مزنة همست بنبرة ميتة: حاضر إن شاء الله

    " إلى أي مدى وصل امتهانه لي
    إلى أي مدى "


    تشعر أن كل خطوة تقودها لبيته كما لو كانت خطوة تقربها من قبرها
    وهي من تذهب للقبر بقدميها
    هي من تذهب بقدميها!!


    غلفت كل مشاعرها بكل البرود الكوني وهي تصعد للأعلى وتقترب من مكانه
    حيث أنفاسه وعبقه ودفئه وتجريحه
    حيث طردها من حياته!!

    الألم يزداد في قلبها إلى درجة عدم الاحتمال المطلق وهي تفتح الباب
    تستخرج حقيبته
    وتبدأ بوضع أغراضه بدقة آلية!!

    جمدت مشاعرها حتى لا تشعر بشيء وهي تتحسس ملابسه فرشاة شعره
    معجون أسنانه
    وترتب كل شيء بجمود وتنتهي بذات الجمود الموجع
    ماكادت تغلق الحقيبة وتريد أن ترفعها عن السرير حتى تنزلها على الأرض
    حتى وصلتها الصرخة الحازمة: والله ماتشيلينها أنتي صاحية!!

    مزنة انتفضت بجزع: متى جيت

    زايد يقترب منها ويتنهد: توني جيت من دقايق وأنتي ولا حاسة بحد!!

    مزنة باختناق حقيقي: زايد أنت تلعب علي جايبني وأنت في البيت

    زايد رفع هاتفه أمام ناظرها وهو يهتف بحزم موجوع: مزنة. شوفي أنا متى اتصلت لش صار لي أكثر من ساعة
    أساسا توقعت ماراح ألقاش وبألقى الشنطة بس ويمكن ما ألقاها
    بس ربي يحبني عشان أشوفش قبل ما أروح.



    "معقولة ساعة كاملة أرتب شنطة ولا حسيت بنفسي!!"
    مزنة تأخرت للخلف وهي تحاول أن تهمس بطبيعية: هذي شنطتك واسمح لي
    تميم بعد بيوصل الليلة!!


    زايد بنبرة مقصودة: زين إنه بيجي وأنا مسافر عشان تتأجل مواجهتش معه

    مزنة بذات نبرته المقصودة: أنا وولدي نعرف نتفاهم

    كانت تريد أن تغادر لولا أنه شد معصمها ليوقفها وهو يهمس بدفء:
    بتروحين كذا

    مزنة شعرت أن الاختناق يعاودها: كذا أشلون

    زايد بذات الدفء: بدون ماتسلمين علي

    مزنة باستعجال: تروح وترجع بالسلامة!!

    زايد بنبرة شديدة الدفء: هذي كان ممكن تقولينها لي في التلفون
    بس دام ربي خلاش تنتظريني
    فالسلام مايكون كذا!!

    مزنة بتوجس مرعب: أشلون يكون


    هذه المرة مد يده ليتنزع برقعها وشيلتها معا وهو يهمس بوجع:
    خاطري بس أضمش مرة وحدة وأنا أتنفس شعرش وأقول لش وش كثر أنا أحبش!!

    مزنة ابتعدت عن مدى يده وهي تهمس بوجع حقيقي:
    تكفى يازايد لا تهيني أكثر من كذا
    ما أقدر أردك لو بغيت تسوي كذا
    بس كفاية علي إحساسي بالمهانة وأنا جاية بيتك بأرجيلي
    طالبتك ماتزيدها علي والله مافيني مايستحمل


    زايد تنهد بوجع مر وهو يمدها بشيلتها وبرقعها: روحي يامزنة
    روحي!!






    ************************************






    بعد أسبوع
    .
    .




    مر الأسبوع ثقيلا بطيئا سريعا
    وهاهو زايد يعود في الغد مساء ومواجهتها لابنها تقترب.
    مازال لا يعلم بحملها إلا زايد وكاسرة
    ولكن بطنها بدأت تبرز قليلا والأمر بات مخجلا لها لأبعد حد
    وحتى بنتها ستصل غدا في الفجر
    وكأن كل المواجهات تتأجل لهذا الغد!!!


    " يمه مزنة وش تفكرين فيه "


    مزنة بمودة: مافيه شيء يأمش أنتي اللي قولي وش فيش
    من يوم رجعتي من السفر وبالش مهوب رايق!!


    سميرة تميل لتقبل كتفها وتهمس بمرح اصطناعه أكثر من حقيقته:
    لا ياحلو أنتي اللي عشانش مشتاقة لعمو زايد عقلش يودي ويجيب!!


    سميرة تتنهد. مضى أسبوع على عودتهما
    وتميم كل يوم يقول لها أن الفحوص ستصل في الغد
    لولا إنشغالها بالتفكير في عملية غانم الصغير التي ستكون بعد يومين
    وخصوصا أن المها ستخرج في ذات الوقت!!

    وإلا كانت لتذهب وتجري فحوصا جديدة حتى ترتاح من التفكير!!






    ************************************





    اليوم التالي
    .
    .
    .

    "نورتي بيتش ياقلبي
    سامحيني كان ودي نقعد بعد
    بس إجازتي خلصت أساسا بأنام ساعة بس وبأروح لدوامي!!"


    وضحى تنزل حقيبتها على التسريحة وتهمس برقة: النور نورك
    ولا تحاتي المهم شغلك


    لم يناما حتى صليا الفجر ووضحى تقوم بالكثير من الترتيب
    ومع ذلك لم تنسى وضع المنبه على وقت نهوض نايف لعمله لتقوم معه وتعد له إفطاره!!

    ولكن نايف صحا قبل أن تصحو قصدا وأقفل جرس هاتفها فهي مرهقة تماما
    عدا أنه يعلم أنه فور وصولهم
    فوجئت بدورتها الشهرية
    بالطبع لم تخبره لكن من هو مثله لا يحتاج للاخبار
    فهو عاش مع صبية لست سنوات!!


    لذا نهض بنفسه وتركها نائمة
    ولم يذهب حتى تأكد من وصول الخادمة التي أخبرته أن أمها سترسلها لها
    فهو لا يريد تركها وحيدة في البيت


    وضحى بقيت نائمة فعلا حتى انتصف النهار
    وفوجئت بطرقات قوية على باب غرفة نومها مباشرة.






    *********************************







    " يمه فديتش لا تحاتين
    عملية غنومي بتكون بسيطة إن شاء الله!!"



    أم غانم بتأثر عظيم: يا قلبي يا نجلا هي تلاقيها منين
    الولد هيستحمل عملية يعني


    غانم يشد على كفها بحنو ويقبل رأسها: صدقيني يمه أنا بروحي تكلمت مع الدكتور وطمني لا تحاتين


    مزون متأثرة بالفعل من توالي الضغط على نجلا المسكينة وخصوصا وهي ترى تأثر الجميع

    غانم همس لوالدته بمودة: يمه اشرايش تخلين التفكير وتسولفين علينا

    أم غانم بشجن: وش تبيني أقول

    غانم ابتسم: يمه مزون تبي تدري أشلون خذتي إبي علميها

    مزون قطبت جبينها لغانم بمعنى (احرجتني!! )

    بينما أم غانم ابتسمت بشجن: أعلمها ليش لا. الواحد نفسه في حكاية تنسيه الهم شوية!!






    ************************************






    دخل إلى غرفته منذ لحظات

    لم يعلم ماذا يتوقع أ يتوقعها أو يتوقع برودة غيابها

    قد يكون لم يتصل بها مطلقا منذ فترة لكنها تعلم تماما بموعد عودته
    تصاعد الغضب والغيظ في روحه
    ليس لأنه لم يجدها فقط ولكن لأنه لا يستطيع اسكات لهيب الشوق المتصاعد في روحه



    تناول هاتفه ليتصل بعفراء. لن يتصل بها هي

    بعد السلامات المعتادة هتف باحترام: يمه وين جميلة

    عفراء بحرج: السموحة يأمك كان لازم تبلغها بموعد رجعتك
    جميلة في الجامعة. وبتطلع الساعة 11 سواقتي بتروح لها الحين


    فهد بحزم: لا تروح خلاص أنا بأجيبها






    #أنفاس_قطر#
    .
    .
    .






    رد مع اقتباس  

  2. #272  
    المشاركات
    3,260
    يا الله
    البارت 104
    ومجموعة من الإحداث المنتظرة!!
    .
    وموعدنا الجاي الثلاثاء الساعة 9 ويمكن قبل (أقصد في الساعة مثل بارت اليوم) :)
    .
    .
    قراءة ممتعة مقدما
    وموعدنا الخميس الساعة 9 صباحا
    .
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    .
    .
    بين الأمس واليوم/ الجزء المئة وأربعة







    " يمه السيارة تأخرت علي "


    عفراء باستغراب: يأمش فهد هو اللي جاش ومن زمان
    وأنا قلت له أي ممر. ماشفتي سيارته


    جميلة شهقت بعنف وهي تتراجع خطوة للخلف ثم تعود لتلتصق بالزجاج لتراه فعلا جالسا بداخل سيارته التي يبدو إنها متوقفة منذ فترة ليست بالقصيرة
    لأنها كانت تلاحظ السيارات الواقفة في الممر ولكن تركيزها كان مع سيارة والدتها

    مازال هاتفها معلقا بأذنها ووالدتها تهتف بحزم: روحي مع رجالش وخلش مرة سنعة



    جميبة هزت رأسها كما لو أن والدتها تسمعها
    شعور عارم بالتوتر والتوجس يتخلل كل أنحاء جسدها
    قد تكون تكلمت معه على الهاتف بشيء من الجرأة والوقاحة لكنها ما أن رأته
    حتى شعرت أن عظامها ستذوب من الخوف والتوتر.


    " ياربي. أشلون نسيت موعد جيته
    يمكن تناسيت مانسيت
    ياربي الحين معصب من كل صوب
    ما انتظرته في البيت وعقب نقعته في سيارته
    .
    وأنا وش دراني إنه برا
    أعرف الغيب. ليش مادق علي"


    جميلة لو كان الأمر بيدها لم تكن لتخرج له فهي خائفة منه فعلا
    خائفة من حدته ومن قسوته ومن تهديده!!


    ولكنها ختاما خرجت وهي تقدم قدما وتؤخر أخرى
    هــو عرفها منذ خرجت من الباب البعيد وكأن الشمس أشرقت من هناك
    فهل هناك من يجهل شروق الشمس.


    بدت دقات قلبه تتصاعد بعنف
    وهو يكره هذا الشعور الذي يحيله إلى مراهق عاجز عن السيطرة على خلجات نفسه!!


    ركبت جواره بتردد وهي تتمتم باختناق: الحمدلله على السلامة

    أجابها بسكون وهو يحاول ألا ينظر لها: الله يسلمش. كان قعدتي بعد شوي!!

    اجابته بذات النبرة المختنقة: أنت ما اتصلت علي

    ازدادت نبرته حدة: وأنتي ما كنتي عارفة إني بأجي اليوم

    صمتت لم ترد عليه شعرت أنها إن قالت كلمة إضافية قد تبكي!!

    هو أيضا لم يصبر على ألا ينظر لها فهو لا يعرف كيف يتصرف خلافا لطبيعته
    كان ينظر ليديها العذبتين المشبوكتين في حضنها لا يعلم لِـمَ شعر بتأثر رقيق أنها ترتدي دبلته

    ولكن التأثر تحول لغضب وهو يصرخ بها: ممكن أعرف ليش ملونة أظافرش

    جميلة انتفضت بجزع: عادي شوف أظافري مقصوصة للآخر واللون فاتح


    فهد بذات الغضب: والحين صارت القضية إن أظافرش قصيرة واللون فاتح
    ليش أساسا تحطينه ماعندكم دكاترة في الجامعة وعمال

    جميلة زفرت بحرقة: فهد الله يهداك أنت جاي من المطار حاد سكاكينك علي
    أساسا أنا أقعد ورا لا شافني دكاترة ولا عمال
    بس خلاص أوعدك ما أحط في الجامعة ولا برا شيء ثاني


    حينها كان هو من صمت
    فهو يعترف أنه جاء إليها وهو يشعر بالاستفزاز بعد مكالمتها الأخيرة
    لم يتوقع أنها ستجابهه بهذه المهادنة والرقة التي تذيب مفاصله


    تبادلا الصمت حتى دخلا باحة بيته
    حينها كانت من همست بجزع: ليش جايبني هنا

    أجابها بحزم: وين تبين تروحين

    جميلة باختناق: أبي أروح بيتنا

    فهد بذات الحزم وهو يفتح بابه: هذا بيتش خلصيني وانزلي!!

    جميلة تشعر إنها ستموت: زين بأروح أجيب ملابسي

    فهد باستغراب: تجيبين ملابسش. ؟!!
    عندش هنا ملابس تغطي آسيا وأفريقيا. وش تجيبين فوقهم
    انزلي بس!!



    جميلة نزلت مجبرة فهي بالفعل لا تريد أن تكبر مشكلتهما وتعلم أنها لو بقيت في بيت أهلها بعد عودته
    فهذا سيكون بمثابة إعلان علني بوجود خلاف بينهما!!


    قد تكون قالت له أنها لا تريده وتريد أن تبقى في بيت أهلها
    لكنها تعلم أن هذا كلام غير منطقي وكانت تقوله لشدة غيظها منه!!
    ولكنها أيضا تشعر على كل حال أنها غير قادرة على تقبله
    وتشعر بوجود حاجز غريب بينهما!!


    نزلت بخجل وهي تسحب قدميها سحبا!!
    متوجهة لغرفة عمتها أم صالح
    هتف بحزم: وين بتروحين

    جميلة بذات النبرة المختنقة: بأروح أسلم على عمتي

    أجابها بنبرة مقصودة: لا والله راعية واجب
    أمي وجوزا رايحين الجمعية يجيبون أغراض البيت
    عقبال ما تكفين أمي وتجيبنهم أنتي!!

    همست حينها بذات نبرته المقصودة: إن شاء الله إذا حسستني صدق إني مرتكوهذا بيتي!!
    مثل ماعبدالله محسس جوزا


    دائما لدغتها ناعمة حينما تريد!!
    أجابها بحزم غاضب: لا تقارنيني بغيري أظني صرتي تعرفين إن هذا سمي وناري!!


    جميلة تنهدت وهي تصعد للأعلى
    فوجئت أنه لم يتبعها وهي تتنفس الصعداء
    بينما هو توجه للمسجد ليلحق بصلاة الظهر!!


    جميلة بدأت بإزالة الصبغ عن أظافرها ثم فتحت خزانتها لتستخرج لها لباسا ترتديه بعد أن تستحم وتصلي

    في داخلها لا تشعر بأي رغبة لأن تتأنق لهذا المعقد!!
    ولكنها لابد أن تتأنق بطبيعتها وخصوصا أنها ستنزل لتسلم على عمتها وجوزا وتتغدى معهما


    حمدت الله أنه لم يعد مباشرة
    فوجوده يثقل على نفسها بشكل مجهد فعلا
    لم يعد حتى عادت لغرفتها بعد الغداء


    كانت تجلس أمام المرآة تمشط شعرها
    بعد أن خلعت الدراعة التي ترتديها ولبست لباسا خفيفا يتكون من (ليقنز وتيشرت) من القطن فقط!!
    مهما كان لباسها بسيطا تبدو في عينيه شيئا مبهرا إلى أبعد حد!!
    رؤيتها مجهدة لمشاعره وقلبه لأبعد حد!!


    دخل بسكون وسلم بسكون وجلس على طرف السرير خلفها مباشرة يراقبها بتمعن وهي تمشط شعرها بتوتر لأنها تعلم أنه يراقبها

    نهض ليتقدم نحوها انكمشت على نفسها قليلا وهو يميل عليها ليتناول المشط من يدها
    ويضعه على التسريحة لتتخلل أنامله خصلاتها الناعمة وهو يهمس بدفء:
    كأنه شعرش طايل شوي لا تطولينه يعجبني كذا!!


    ( وش اللي تغير عقب ماهو منتف عاجبك!!) همست باختناق:
    بس أنا أحب الشعر الطويل وأبي أرجع أطوله!!

    هز كتفيه وهو يمسك بعضديها ليوقفها ثم يديرها ناحيته وهو يهمس بذات الدفء:
    براحتش حتى لو كنتي بدون شعر عاجبتني!!

    قربها منه برفق ليغمر وجهها بقبلات شفافة حانية بينما انكمشت هي رغما عنها
    همس في أذنها بعمق: طالبش بلاها ذا الحركة تحسسني وش كثر أنتي خايفة مني!!
    أنا ما أكرر غلطتي مرتين فلا تكررينها أنتي!!








    *****************************************







    وضحى قفزت بجزع وهي تسمع الطرقات القوية على الباب
    لتتفاجأ بالباب يُفتح ونورة تدخل

    وضحى بقيت لدقيقة مذهولة (كيف دخلت هذه)

    لتشعر أنها ستبكي وهي تنتبه أنها تقف أمامها ببيجامة مكونة من (شورت وتوب بحمالتين رفيعتين) فقط!!
    أمها لم ترها مطلقا بهذا المنظر فكيف تراها هذه

    قفزت لتختبئ داخل غرفة التبديل وهي تهمس باختناق حرجها المر:
    أم سعود دقيقة بس وأنزل لش!!


    نورة كانت مذهولة ولا تنكر أنها شعرت بالحرج
    فهي فوجئت بالأبواب مفتوحة ولا أحد في البيت
    لذا صعدت مسرعة لغرفة شقيقها!!


    نورة عادت للأسفل ففي الأسفل كانت تجلس رفيقة دربها سلطانة
    وهما في انتظار شقيقتين آخريين من شقيقاتهما

    سلطانة بقلق: لقيتي حد

    نورة بتأفف: لقيت مرت أخيش متفسخة يا الله جيرنا من كشف الستر!!
    راقدة وهي مهيب لابسة شيء
    والبيبان كلها مفتحة لو أن اللي داخل عليها حرامي وش كان سوت
    إيه ما ألومه أخيش يستخف ولا كلمناه يكلمنا بالقطارة!!

    سلطانة ضحكت: نورة الله يهداش عروس وش تبينها تلبس عند رجّالها

    نورة بذات التأفف: والله إنكم جيل ماعاد في وجهه حيا ولا مستحى!!

    والاثنتان مستمرتان في حوارهما فوجئتا بالخادمة التي أحضرت لهما القهوة والشاي
    سلطانة باستغراب: من أنتي

    الخادمة بعربيتها المكسورة: أنا خدامة ماما مزنة ماما يجيب هنا عشان بنية ودحه صغير

    سلطانة تلوي شفتيها: خدامة من الحين وخدامتها قدامها بعد!!
    حن جايبين قهوة وفوالة روحي جيبيها

    الخادمة تبتسم: هذي قهوة مال أنتي ماما أنا يشوف أنته يجيب قهوة أنا يجيب بيالة فنجال بس

    نورة بغضب: وين كنتي مندسة يالسكنية ومخلية كل شيء مفتوح

    الخادمة مازالت تبتسم: ماما أنا قدام عين مال أنتي أنا كنت ينظف صالة


    حينها كانت وضحى تنزل ووجهها متفجر بالاحمرار عاجزة عن وضع عينها في أعينهما

    بعد انتهاء السلامات المعتادةووضحى تتولى مسئولية ضيافتهما

    همست نورة بحزم: وين نايف

    وضحى باحترام: راح لشغله

    نورة بحزم لا يخلو من غضب: راح لشغله وأنتي راقدة وراه كنش فطيسه
    مهوب عيب عليش يأمش؟!!
    هذا السنع

    وضحى صُدمت تماما من هذا الهجوم غير المتوقع ابتلعت ريقها ومعه عبرة كانت ستقفز (والله ما أشمتهم فيني!!)

    هتفت بكل برود مغلف بالحزم مع ابتسامة رائقة:
    أنا مارقدت إلا عقب ماراح نايف لشغله
    أصلا مستحيل أقدر أرقد وهو قايم الله لا يخليني منه!!


    نورة وسلطانة تبادلتا النظرات معناها (صدق إنها ما تستحي!!)


    بينما وضحى جلست لترسل لنايف رسالة ترجوه أن سألته إحدى أخواته أن يأكد على كلامها
    فهي فعلا كانت تريد أن تنهض معه ولكنه من اطفأ جرسها!!






    ***********************************






    " يمه فديتش لا تحاتين
    عملية غنومي بتكون بسيطة إن شاء الله!!"



    أم غانم بتأثر عظيم: يا قلبي يا نجلا هي تلاقيها منين
    الولد هيستحمل عملية يعني


    غانم يشد على كفها بحنو ويقبل رأسها: صدقيني يمه أنا بروحي تكلمت مع الدكتور وطمني لا تحاتين


    مزون متأثرة بالفعل من توالي الضغط على نجلا المسكينة وخصوصا وهي ترى تأثر الجميع

    غانم همس لوالدته بمودة: يمه اشرايش تخلين التفكير وتسولفين علينا

    أم غانم بشجن: وش تبيني أقول

    غانم ابتسم: يمه مزون تبي تدري أشلون خذتي إبي علميها

    مزون قطبت جبينها لغانم بمعنى (احرجتني!! )

    بينما أم غانم ابتسمت بشجن: أعلمها ليش لا. الواحد نفسه في حكاية تنسيه الهم شوية!!


    غانم يبتسم: لا يمه مايصير كذا لازم تدخلين في المود وتصير عيونش تولع قلوب تقولين سعاد حسني يوم شافت رشدي إباظه
    ونبيها بالمصري عشان حلاتها كذا!!

    حينها ابتسمت أم غانم: فشر رشدي إباظة يجي جنب راشد!!
    ده مايجيش ظفره!!

    غانم مال على مزون بمرح: اسمعي الهياط بس!!


    مزون سألت ام غانم بمودة: يمه ياحلوه الكلام المصري من ثمش
    قولي لي كم صار لكم متزوجين أنتي وعمي؟!! ووين تزوجتوا في مصر صح


    أم غانم بإبتسامة شفافة: كملنا 31 سنة
    واتجوزنا هنا في قطر أنا أساسا كنت مقيمة هنا جيت هنا مع ماما وخالي وأنا تانية سانوي
    وكملت المدرسة هنا بس مادخلتش جامعة
    عشان ماما كانت ست كبيرة ومريضة
    وحتى خالي كان زيها وئرب على التقاعد مراته ماتت ئبل مانجي هنا
    وماكانش عندو ولاد
    والاتنين شايلين همي يحصل لهم حاجة ويسيبوني لوحدي
    خطبني مصريين كتير هنا بس أنا مابيعجبنيش العجب!!


    غانم يميل على اذن مزون باسما: العجب تراه أبو غانم!!

    أم غانم بغضب باسم: خلاص ئول انته الحكاية لمراتك

    مزون باستعجال ودود: يمه ماعليش منه كملي!!

    أم غانم أكملت ولكن هذه المرة انكسرت ابتسامتها: ماما ماتت بعد كم شهر واندفنت هنا
    عشان كده كان عندي إحساس إني لازم اتدفن مترح ما اتدفنت أمي!!
    تعبت كتير بعد ماما وخالي تعب معايا الله يرحمه!!
    بس بعد كده ئلت لازم أكون أئوى شوية عشانه هو هيلائيها منين!!

    في الوئت ده بالزبط كان غانم عاوز يتجوز وحدة بس مش من جماعتهم من ئبيلة تانية
    أبوه وأخوه أبو صالح ما رضيوش وهو كان شاب فاير وراسه ناشف
    فحلف إنه يتجوز وحدة من برا حدود الخليج كله!!
    ولو جيتي للحئ هو ئال لي إنه استغفر عن الحلف ودفع كفارة بس هو كان عاوز يئرص ودانهم

    أكملت حينها بابتسامة اتسعت: خالي كان معاه في الشغل فهو يحكي لخالي الحكاية
    فخالي ئال له إنه هو اللي هيجوزه وحدة من برا الخليج
    راشد كان عاجب خالي كتير بس خالي ماكنش في باله واحد خليجي خالص
    لحد ماماتت أمي واندفنت هنا وأنا مش راضية أسيب هنا ولا أنزل مصر حتى في الإجازات

    راشد اتحرج ئال له خالي ما تنحرجش أنتو هتشوفها زي ماشرع ربنا ئال
    بس راشد ما رضيش
    ئال وئتها ماكنش مقتنع خالص وعاوز يسكت خالي وبس
    خالي ئال لي الحكاية زعلت عليه خالص ئلت له أخرتها تعرضني على راجل وهو مايرضاش حتى
    ومن ئال لك إني عاوزة واحد قطري. شكلهم كِشر


    غانم ضحك: يمه أما على سالفة إنه شكلنا كِشر لازم نرفع عليش قضية!!

    مزون برجاء: تكفى غانم لا تقاطعها خربت اندماجي!!

    غانم بإبتسامة: لو تدرين عاد قطعت عليش عند (الماستر سين)!!

    أم غانم بتافف: أنته هتسكت ياله وإلا سيبني أئوم أبدل للولاد

    مزون برجاء: أنا بأبدل لهم بس كملي الحين فديتش يمه

    ابتسمت أم غانم: ئولي لجوزك الرغاي

    سيبينا منه بعدها بكم شهر كنت مع خالي في المستشفى عشان كان تعبان شوية
    وراشد كان جايب الست مامته الله يرحمها!!

    ضحكت أم غانم بخجل عفوي : الواد غانم مابيحبش الحكاية دي!!
    بس أنتي عارفة إنه زمان بنات السبعينات عاملين ازاي ومع كده أنا كنت بألبس طويل بس ماكنتش باتحجب

    راشد بيئول لي إنه حاول ما يبصش بس مائدرش أصلو كان فاكرني شبه خالي
    خالي كان أسمر وماكنش حلو خالص!!

    خالي لما سلم عليه أنا اتلحس مخي حلاوة إيه طول إيه شبه الواد فهد ابن أخوه خالد


    حينها لم يستطع غانم إلا أن ينفجر في الضحك: ماقلت لش ترا السالفة أول كان يشبهني
    الحين صار يشبه فهد انتظري عليه المرة الجاية بتقول لش شبه عبدالله

    مزون بتأفف رقيق: لو دارية كان خليتها تسولف علي وأنت برا بسلامتك
    خربت الجو مرة وحدة!!
    يمه تكفين كملي لي!!


    ضحكت أم غانم: هي كده كملت بس الواد ده نصاب عمري مائلت إن راشد شبهه. راشد أحلى منو بعشرين مرة!!

    طبعا أهل راشد ماكنوش راضيين بالجوازة خالص خالص
    بس المرة دي راشد عنّد وصمم وخدت وئت طويل لحد ما أهله تئبلوا فكرة جوزانا


    أول شيء ئاله راشد لخالي لازم تتغطى
    ضحكت: ئلت لخالي اللي هو عاوزة هأعملهإن شاء الله يكون عاوز يحبسني في ئمئم!!
    والحمدلله عمري ماحسيت بالندم من أول دئيئة لحد دلوئتي ربنا مايحرمنيش منو ولا من طيبة ئلبو!!

    ضحكت: تدرون تعبت أحكي مصري. تعودت على الحكي المكسر!!


    غانم يضحك: شفتي القلوب يوم نطت من عيونها

    مزون ضحكت: لا والله شفت العصافير اللي تطير حول رأسك
    وأنا أتمنى لو عمتي أم غانم تضربك بالمزهرية على رأسك من كثر ماتقاطعها!!






    *************************************






    رد مع اقتباس  

  3. #273  
    المشاركات
    3,260

    " إلا وش سالفة المسج بالتفصيل
    خواتي وش سوو اليوم!! "



    وضحى بألم شفاف: خلوني في نص ثيابي يا نايف تخيل نورة دخلت على وأنا نايمة
    شافت لبسي أمي ماشافتني كذا!!
    وعقبه تقول لي أنتي ماتعرفين السنع. نايمة ونايف رايح لشغله!!

    وضحى كانت تحادثه بشفافية لأنها لا تستطيع أن تشتكي لسواه
    بل إنها لم تخبره بكل شيء فهم حين اكتمل عقد الشقيقات الأربع قالوا ماهو أكثر من ذلك
    حتى أمها وخادمتها التي أرسلتها لم تسلما من تعليقاتهما
    وهي وحيدة تتلقى الضربات من الأربعة وكلهن سيدات كبيرات في السن
    ولا تستطيع أن ترد عليهن احتراما لسنهن ومكانتهن
    ولكنهن لم يرحمنها مطلقا من تعليقاتهن وأسئلتهن واستفساراتهن حتى عن تفاصيل حياتها الخاصة مع شقيقهن



    ورغم أنها لم تخبره بكل ذلك نايف رد بتأفف: مهوب كنش مزودتها

    وضحى بصدمة: أنا مزودتها؟!!

    نايف بذات التأفف: إيه مزودتها يعني المساكين تاركين بيوتهم وعيالهم من صبح عشان يجون يسلمون عليش ويقهونش
    أخرتها تشتكين منهم كذا
    ليش تشتكين
    لأنش واجد متصلبة وماعندش أي مرونة

    وضحى بذات النبرة المصدومة: أنا ماعندي مرونة

    نايف لا يريد فعلا أن يضايقها لكنه سبق أن حذرها في هذا الموضوع لذا هتف بتقصد:
    حتى لو كنت نسيت موضوع تميم لكنه كشف لي إنش ماعندش مرونة في التعامل مع المشاكل
    وش فيها لو جاملتي خواتي العجايز شوي وتحملتيهم


    وضحى شدت لها نفسا عميقا حتى لو قال أنه نسي. يبدو أن هذا الموضوع سيبقى حاجزا بينهما
    لأنه وضع له تصور مسبق لشخصيتها سيحبسها في إطاره
    لذا همست باختناق متردد: تميم مايدري عن شيء!!

    نايف نظر لها بدهشة: يدري عن ويش

    وضحى انكمشت قليلا فهي تجهل بالفعل ماذا ستكون ردة فعله: مايدري عن المسجات
    أنا اللي أرسلتها من تلفونه ثم مسحتها!!

    نايف اتسعت عيناه بصدمة ثم شرق وكح
    ثم .
    انفجر بالضحك


    ضحك مطولا لدرجة أن عينيه دمعتا قبل أن يهتف بين ضحكاته:
    لا بصراحة غطيتي على عالية المفروض عالية تجي تأخذ عندش دروس في المقالب
    ذا كله صبيتي قلبي. وآخرتها الرسايل من عندش!!







    ******************************************







    " ها ياحلوة وينش
    عقب منتي ما تبين تروحين معه حتى تلفون توش تكلميني
    أنا مابغيت أدق وأصير عمة ثقيلة دم!! "


    جميلة بتأفف: يمه توه أفرج عني
    من عقب صلاة العصر واحنا طالعين تونا رجعنا وراح لأبيه في المجلس!!


    عفراء باستغراب: زين وحدة مطلعها رجالها ليه زعلانة
    أعرفش تحبين الطلعات والتمشيات
    لا والمسكين توه جاي من السفر اليوم وطلعش على طول!!


    جميلة تزفر: يمه. دمه ثقيل على قلبي!!

    عفراء بغضب: والله ماحد دمه ثقيل غيرش يا بنت اعتدلي مع رجالش

    جميلة بيأس: والله يمه ماضايقته بشيء وكل ماقال لي شيء قلت لبيه وحاضر
    بس عاد أغصب نفسي أحبه وأتقبله مهوب بيدي!!


    عفراء تنهدت بعمق: الله يصلح حالش يأمش الله يصلح حالش!!







    ***************************************






    " ها يأمش شأخبار نايف معش"


    وضحى تزفر: يمه نايف يجنن وطيب وأخلاقه تجنن.
    بس يمه خواته ما ينطاقون وهو يموت عليهم يمه توه من أول يوم طفروني
    ما أدري اشلون باستحمل


    مزنة تنهدت: يأمش أنتي خذتي الرجّال وانتي عارفة إن خواته كذا!!
    مايصير الحين تاففين منهم
    هذولا بيصيرون عمات عيالش وكلش ولا قطع الرحم
    الرحم متعلقة بالعرش وتقول اللهم اقطع من قطعني وصل من وصلني!!


    وضحى ابتسمت: عاد يمه ماوصلت لقطع الرحم أعوذ بالله من غضب الله
    بس أنا يمه أبي طريقة أمسك العصا من النص
    وعجزت أفكر لأنهم ماشاء الله مايعطون الواحد مجال حادين بشكل!!


    ابتسمت مزنة بأمومة حازمة: تعاملي معهم بما يرضي الله وإن شاء الله مايصير إلا خير!!


    وضحى بمودة: زين يمه أنا أبي أسلم على عمي زايد بيتأخر
    كاسرة قالت إنها بتروح تنتظره في البيت
    وأنا نايف بيجيني الحين!!

    مزنة تنهدت: بيتاخر شوي يأمش روحي الحين وسلمي عليه بكرة!!!



    .
    .


    في الخارج


    فور أن ركبت وضحى مع نايف انفجر في الضحك

    وضحى بحرج: نايف حرام عليك مهوب كل ما تشوف وجهي تضحك
    ترا أنا في حوش بيت هلي
    بتسوي فيني كذا نزلت!!


    نايف يشد معصمها ناحيته وهو يغالب الضحك: وش تنزلين؟ خلاص بأسكت
    الله يقطع إبليسش يا الوضحي كل ماتذكرت حالتي وأنا أصب عرق وأنا قاعد في المجلس أموت على روحي من الضحك!!

    حينها ابتسمت وضحى: تستاهل عشانك واحد مغازلجي


    نايف يضحك: أما مغازلجي كثري منها أنا على قولت المثل. اللي ماعمره تبخر تبخر واحترق!!

    ثم أردف بتماسك: ها انبسطتي عند هلش

    وضحى بمودة: أكيد ولو أنه سميرة نفسيتها تعبانة عشان عملية ولد أختها بكرة
    وكاسرة ماطولت عندي راحت لبيتها عشان مزون بتجي وبينتظرون عمي زايد جاي من السفر!!


    نايف بنبرة واثقة: ترا حتى أمش ماعجبتني يوم نزلت أسلم عليها

    وضحى باستغراب: أشلون ماعجبتك

    نايف هز كتفيه: شكلها تعبانة أو متضايقة

    وضحى بقلق: لا تروعني على أمي أنا شفتها عادية!!

    ابتسم نايف وهو يشد على كفها: عشان ما عندش سبع خوات
    لازم أول شيء تسوينه تطلين في عيون الوحدة منهم عشان تعرفين نفسيتها
    قبل تفتحين ثمش بكلمة!!







    **********************************






    " يأبيك تبي تقوم تنسدح"


    عبدالرحمن بمودة غامرة: لا جعلني فداك تو الناس!!

    أبو عبد الرحمن باهتمام: بس أنت وراك دوام بكرة لازم تتريح!!

    عبدالرحمن باحترام: محاضراتي متأخرة أساسا!!

    حينها تذكر أبو عبدالرحمن شيئا: إلا أنت اليوم من اللي وداك دوامك
    رجعت من عند طيوري لقيت سيارتك مهيب هنا والسواق قاعد مع المقهوي!!
    أسأله عنك قعد يمغمغ (يمغمغ= يهمهم بكلام غير مفهوم عند الارتباك)


    عبدالرحمن صمت شعر كما لو كان وقع بين المطرقة والسندان فهو اليوم لأول مرة يتهور ويقرر أن يقود سيارته بنفسه

    بقدر مابدت له العملية متعبة بقدر ما بدت ممتعة وليس على استعداد أن يعود مرة أخرى ليسوق به السائق

    وخصوصا أن اليوم كان تجربة ويريد أن يفاجئ عالية في الغد أن يذهب بها هو لعملها!!

    عبدالرحمن وجد له عذرا: جاني واحد من ربعي على تاكسي وهو اللي ساق السيارة
    ثم أردف بحذر: مع إنه يبه يمكن لو حاولت أسوق أسوق أرجيلي صارت حركتها أحسن
    والسواقة ما تبي إلا دوسة بسيطة على البنزين


    أبو عبدالرحمن بتحذير: لا يا ابيك لا تستعجل لين تمشي زين

    ثم أردف بامل: ولو أنك يا أبيك طولت قد لك أكثر من أسبوع وأنت تقول لي كل يوم بكرة!!
    وش رأيك تحاول قدامي شوي بأعاونك
    طالبك يا أبيك!!


    عبدالرحمن بمودة متجذرة: وليه تطلبني باحاول اشرايك تعطيني العصا اللي في كبت الدِلال
    اللي نساها قصيرنا عندنا!! (قصيرنا= جارنا)



    أبو عبدالرحمن قفز بلهفة وهو يتناول العصا ويعطيها لعبدالرحمن ثم يحاول إيقاف عبدالرحمن من ناحية
    وعبدالرحمن يمسك بالعصا بيده الأخرى


    عبدالرحمن أظهر صعوبة الوقوف عليه وهو يحاول لمرتين بفشل ثم يقف في الثالثة
    ويخطو خطوتين قصيرتين ثم يجلس وبهمس بإرهاق مصطنع: بس يبه كذا يكفي!!


    أبو عبدالرحمن كان يقف مذهولا عاجزا عن استيعاب كل هذه السعادة وهو يتمتم باختناق فعلي: اللهم لك الحمد والشكر
    اللهم لك الحمد والشكر
    ماعليه يا أبيك ماعليه
    اليوم خطوتين وبكرة عشر
    يا الله ما أكبر رحمتك ما اكبر رحمتك!!!










    *************************************






    يعود . إلى أميرته
    التي طالت ليالي اشتياقه لها حتى شعر أنها لا تريد الانقضاء!!


    كل شيء بدا له -بعيدا عنها- بلا رونق بلا حياة بلا ألوان!!
    وكأن بهجة الحياة ورونقها لا تغرد إلا على نغم خطواتها وحضورها العاصف في حناياه!!


    هكذا هو قلبه المستقيم الذي لا يعرف كيف يكون تزييف المشاعر أو تغطيتها أو تسميتها بغير مسمياتها!!

    قد يكون في البداية جهل ماهية المشاعر التي اقتحمت قلبه الذي بدأ يرتعش لرؤيتها. وخلاياه التي تذوب اشتياقا لرؤيتها

    قد يكون بعد ذلك قاوم هذه المشاعر حتى لا تستولي عليه

    ولكنها ما أن ظهرت وتحكمت حتى أظهرها كما يجب أن تظهر لأنها مشاعر يعجز عن إخفائها!!



    حين دخل كانت على الحاسوب تقوم ببعض البحث من أجل أحد مقرراتها
    ابتسم وهو يسلم عليها. ردت السلام!!

    فهد هتف بثقة: مطولة

    أجابته بسكون: نص ساعة بس

    هتف بذات الثقة: على ما أسبح تكونين خلصتي!! خلي اللابتوب شغال بأوريش شيء


    ( ما ينفع تسبح لين أنام أنا!!) ورغم عدم رغبتها حتى بالجلوس معه ابتسمت:
    زين إن شاء الله!!


    حين خرج كانت بالفعل انتهت!!

    كان ينهي لباسه وهو يهتف لها بثقة ودودة: انبسطتي اليوم في الطلعة

    هزت رأسها برقة: انبسطت!! (رغم أنها لم تشعر بشيء عدا ثقل وجوده على أنفاسه!!
    رغم أنه حاول بذل كل جهده!!)


    تنهد: ماعليه أنا توني عليمي في سوالف الطلعات لاني اساسا ماني براعي طلعات!!
    بس ماهان علي أكون غايب ذا الوقت كله وعقب أحبسش في البيت بعد!!


    صمتت فهذه التعامل والتفكير الرقيق لا يتناسبان مطلقا مع تفكيرها في شخصية فهد

    كانت تنظر له وهو يتجه لفتح حقيبته الشخصية ثم يستخرج منها بطاقة ذاكرة ويطلب منها أن تضعها في الحاسوب وفتحتها.


    جميلة أدخلت البطاقة بحذر في الحاسوب دائما تتوجس من كل ماهو من ناحيته
    جلس جوارها وهو يسند ذراعه لكتفيها بطريقة حانية وتملكية في آن

    تناول الحاسوب منها هو
    بدت لها حركته عليه خبيرة بالفعل رغم أنها كانت تظنه لا يعرف أي شيء عن الحواسيب

    همست بتلقائية: تعرف له

    ضحك: أعرف له؟ مهوب لذا الدرجة ترا!!

    جميلة بخجل: ماقصدت!!

    صمتت لأن أي شيء قد تقوله قد يبدو محرجا أكثر!!
    فهي بالفعل كانت تظنه لاعلاقة له بالتكنولوجيا كما لو كان يعيش متحجرا في عصر آخر!!


    كانت الذاكرة ممتلئة بالصور


    هتف فهد بحماس فخم: بأوريش صورنا في الدورة الأخيرة وصور لي بعد قديمة!!
    وصور قبل الكاميرات الرقمية بعد بس دخلتها فيه!!

    عشرات عشرات الصور
    كما لو كان يكشف لها تاريخه كله ويبسطه أمامها
    صوره وهو صغير مع والده وأشقائه في مناسبات ورحلات مختلفة
    صوره في الكلية صوره باللباس العسكري بأشكال مختلفة
    الكثير من الصور مع منصور!!
    بل هناك أكثر من صورة له مع زايد الصغير في مجلس منصور!!!


    ابتسمت بعفوية: شكلك يجنن في اللبس العسكري بس أحلى صور اللي مع زيود فديت قلبه!!

    ابتسم بفخامة: ماعليه نبلعها إن أبو منصور مقدم علينا!! يستاهل!!

    سألت بذات العفوية الرقيقة: تحب تصور

    هز كتفيه: لا بس لا صورت أحب أحتفظ فيها
    أبي أوريها لعيالي
    ما تتخيلين أشلون انبسط لا شفت صورة لأبي هو صغير
    لأنه أنا ماعرفت إبي إلا وهو كذا. لحيته بيضاء وطويلة!!


    كان ينهمر بحديث عفوي ينبئ فعلا أن هذا رجل يحمل قلبا أشبه بقلب طفل
    أحاديثه كلها مصاغة بعفوية لا تخلو من فخامته الرجولية
    أحاديث لا تزييف فيها ولا حتى تحسين للحقائق!!

    كان قد أنزل الحاسوب جانبا وهاهو يحتضن أناملها بين كفيه
    يتحدث وأنامله تناجي أناملها وكأنه عاجز حتى عن الإفراج عن أناملها


    بينما هي عاجزة حتى عن محاولة تقبله!!!!







    **************************************






    " هلا حبيبي
    غريبة ماقعدت عند أبيك شوي"


    علي يخلع غترته ويلقيها جانيا ويهتف بهدوء: واجهته في المجلس عقب ماجابه كساب من المطار
    بس هو راح داخل لمزون ومرت كساب
    وأنا ما أقدر أتاخر عليش وأنتي بروحش!!


    شعاع بخجل: والله كنت أبي أسلم عليه الليلة بس الوقت متأخر واستحيت أواجه كساب!!

    علي برفق حازم: خلاص بكرة لا رحت أنا للدوام روحي سلمي عليه

    شعاع بوجل رقيق: مسرع خلصت إجازتك

    ابتسم علي: صار لي أكثر من أسبوع قاعد مقابلش وانتي الحين صرتي احسن بواجد
    ما أقدر أقعد من شغلي أكثر من كذا

    ابتسمت برقة وهي تميل لتقبل كتفه: قلت لك قبل الوقت معك ماينحسب
    ثم أردفت بذات الرقة: زين بكرة لا سلمت عليك
    أبي أروح مع جوزاء بتسوي تلفزيون وعبدالله عنده شغل مهم
    وعقب بنروح نتطمن على ولد نجلا إن شاء الله يكون خلص عمليته!!


    ابتسم علي بلهفة: مهوب مشكلة بس أنتي متى بتسوين التلفزيون بعد
    بأموت متشفق على شوفة أي شيء منه!!


    ابتسمت برقة: قريب إن شاء الله







    **********************************







    هاهو يعود. لم يتوقع أنه قد يجدها
    ولكنه الإنسان دائما مثقل بالأمل
    لأنه إنسان!!!



    وجد مزون وكاسرة في انتظاره
    حتى مزون لم تستطع البقاء إلا قليلا لم يشبع حتى من ضمها لصدره
    فغانم كان ينتظرها خارجا والوقت أصبح متأخرا
    فاضطرت للذهاب


    وكاسرة جلست معه قليلا ثم اعتذرت .واضطرت هي ايضا أن تصعد لكساب الذي كان هو من أحضره من المطار


    وهاهو يضطر للصعود لجناحه البارد الصقيعي


    يا الله!!
    بقدر مابدت له رحلته طويلة ومُرة بعيدا عنها
    بقدر ماتبدو غرفته أكثر قسوة لأنه ماعاد يطيقها بعدها


    (الظاهر إني على كل حال لازم أروح لجناح ثاني!!
    ماني بمستحمل ذا القعدة. باستخف)




    .
    .
    .




    هي هناك. تعلم أنه عاد لبيته
    عودته نثرت يأسها وحزنها مضاعفا
    اشتاقت له كثيرا لا تستطيع أن تنكر ذلك!!


    " كم نحن مخلوقان غريبان!!
    كما هما ولدينا!!
    نعيب عليهما ونحن من أورثناهما الغرابة!!"


    أخرجها من أفكارها الطرقات على بابها شدت روبها على جسدها وفتحت الباب المغلق بنفسها

    كان تميم هو الطارق


    أشرق وجهها حين رأته

    قبل جبينها ثم أشار بمودة: يمه عمي مهوب جاي الليلة ليش مارحتي لبيتش

    مزنة تشير بحزم تخفي خلفه توجسها: بلى بس هو جاي متأخر واتفقنا أرجع بكرة!!


    مزنة تنهدت لا تريد أن توتر ابنها
    وهي تعلم أنه متوتر مع زوجته مع أجل عملية غانم الصغير في الغد
    تريد أن تنتهي عمليته بخير أولا!!
    ثم تبحث لها عن عذر مناسب عجزت تبحث عنه ومازالت لم تجده!!


    تميم أشار برجاء: زين يمه أبي منش خدمة!!

    ابتسمت مزنة: آمرني فديتك!!

    تميم بذات الرجاء: أبيش بكرة تكونين مع سميرة العايلة كلها قلوبهم ماشاء الله ماي
    أنا بأكون موجود معها بس أنا مستحي من أختها وبأكون واقف بعيد
    أبي أتطمن إنه فيه حد قوي معها!!

    مزنة بحنان: بدون ماتقول يأمك أنا أساسا متفقة معها أروح معها المستشفى بكرة

    تميم أشار بصفاء باسم: الله لا يخلينا منـــ.


    بتر إشارته وعيناه تنقلبان بشكل مفاجئ وهما تتجهان لمكان في كتف والدته
    بجانب عنقها
    لأن طرف جيب الروب تعلق في دانتيل حمالات القميص العريضة لذا لم يغطيه!! ومزنة لم تنتبه!!

    مد يده ليشد جيبها بينما مزنة تأخرت بجزع وهي تشير بجزع أشد: وش فيك أمك

    تميم جن تماما وعيناه تتحولان لجمرتان محمرتان وهو يشير بجنون مطبق: أنا اللي وش فيني أنا اللي وش فيني


    تميم يريد خلع روبها رغما عنها وهما تقريبا يتعاركان عليه لأن مزنة علمت السبب

    ولكن تميم ختاما كان هو أقوى منها وهو تقريبا يمزق روبها وينظر بقهر موجوع وغضب عارم للعلامات الواضحة على جسدها

    مكانان وخمس علامات في كل مكان علامة منفردة وأربع علامات متجاورة!!
    في كتفها من ناحية اليمين وعضدها من ناحية اليسار!!

    لم يتمنى في حياته كلها كلها كلها أن يكون لديه صوت مثل هذه اللحظة!!
    لشدة شعوره بالقهر والغضب. تمنى أن يصرخ ويصرخ ويصرخ حتى تتمزق حباله الصوتية من الصراخ!!


    " أ تُمد يدا على والدته وهو مازال يتنفس الهواء
    إذن حياته كلها لا معنى لها!!
    هو لا معنى له!! "


    تميم أشار بجنون مطبق: والله ما أخليه والله لا أذبحه الليلة
    والله إن قد أذبحه!!
    يسوي فيش كذا يحسب ما وراش رجال يحسب ماوراش رجال!!


    تميم غادر ركضا بينما مزنة انتزعت جلال الصلاة لتلبسه فوق قميصها
    وهي تركض خلفهو تتصل بزايد بجزع مرعوب:
    زايد ترا تميم جايكم للبيت وهو مايشوف من الزعل
    متحلف فيك تكفى سكر بابك عليك ولا تنزل له!!

    زايد بغضب: تبيني أندس من بزر أصغر من عيالي
    يتحلف فيني ليه وش مسوي له


    مزنة كانت تبكي فعلا فهي تعلم أن تميما قد يؤذي زايد فعلا
    أما الاحتمال الأقرب فهو أن كسابا لو تدخل فهو من سيؤذي ابنها
    فهو لن يسمح له بمد يده على والده وهو يشاهد!!

    زايد أنهى الاتصال وهو يهتف بغضب:
    أنا انتظره تحتخلني أشوف وش عنده
    ولا تحاتينه بأهديه!!


    مزنة كانت تركض بكل قوتها فهي تعلم أن زايد لن يستطيع التفاهم معه حتى
    ولأن تميم لم يسبق مطلقا أن زارها في بيتها لأنها على الدوام عندهم. فهو لم يعرف أين يتجه تماما


    لذا حينما وصلت كان للتو يلتحم مع زايد وهو يرفع زايد من جيبه دون أي تفاهم!!


    تميم فقد عقله تماما لم يفكر حتى أن هذا رجل أكبر منه سنا ولا يوازيه قوة
    فما رآه في والدته نحر روحه تماما وإحساسه بالقهر ألغى مابقيفيه من التفكير!!


    فجسد والدته كان مبقعا بأثار أظافر غارت في جسدها تركت أثرا بنيا واضحا لم يختفِ رغم مرور عشرة أيام
    رغم أنه في الأيام الأولى كان أسوأ بكثير بين اللون الأحمر ثم البنفسجي ثم الأزرق وهاهو خَفَت للون بني يوشك على الذهاب!!
    لذلك غيرت مزنة المفرش قبل ذهابها!!
    لأنه تلطخ ببقع من نقاط الدم التي نزلت من جسدها


    لم تستطع مطلقا أن تلوم زايد فهو في ليلتهما الأخيرة معا كان نائما ومتمسكا فيها بشدة
    كانت تريد أن تقوم للحمام ولم ترد إيقاظه فحاولت التخلص من يديه برفق
    فشد عليها بقوة أكبر لدرجة أن أظافره غاصت في لحمها كثيرا!!


    لذلك كان تأثرها منه لا حدود له ولا علاج له
    لأنها صمتت على كل هذا الألم الجسدي وهي تفسر ذلك بعدم قدرته على التخلي عنها حتى وهو نائم!!

    ولم تخبره بشيء وهي ترتدي ملابس مغلقة تماما
    وتغطي المفرش السفلي بالعلوي انتظارا لذهابه حتى تغيره

    كانت تعلم أنه لو علم بهذا الأمر سيجرحه ويؤذيه لأبعد حد لذا لم تخبره ولم تخبر سواه


    ثم بعد ذلك.
    يصفعها وبكل بساطة أنه لا يريد أي احتكاك بينهما!!
    لماذا إذن كان يمسك بها هكذا لماذا

    أ يتمسك بها بكل هذا التملك والوجع ثم لا يريد أي احتكاك بينهما!!

    فأي ألم حرث بمناجله روحها ذهابا وإيابا؟!!


    مزنة فور وصولها فرقت بينهما رغم صعوبة إبعاد تميم عن زايد وهو كالمجنون
    كان يريد أن يكسر الأيدي التي امتدت لوالدته!!

    مزنة أشارت لتميم بغضب: أنت اشفيك ماعندك تفكير
    اللي فيني مهوب من زايدمن كاسرة وإسألها !!

    تميم كما لو كان سُكب على رأسه ماء مثلجا وهو يتراجع بجزع كاسح مصدوم:
    من كاسرة؟!!

    مزنة بحزم: إيه من كاسرة أنت تدري إن كاسرة أحيانا تحلم بكوابيس!!
    ويوم كنتو مسافرين كانت نايمة عندي
    وسوت فيني كذا بدون ماتحس يوم قامت مفزوعة من الكابوس!! لأني كنت أبي أهديها وهي ماتبي تهدأ.
    وإسألها لو تبي!!

    (كانت مزنة متأكدة أنه لن يحرج كاسرة ويسألها عن ذلك!!)

    بينما تميم اسود وجهه تماما ماعاد قادرا على وضع عينه في عين زايد
    وهو يقترب ليقبل رأس زايد ثم يغادر دون أن يرفع بصره!!


    زايد كانت أنفاسه تعلو وتهبط من العصبية وهو يحاول السيطرة على أعصابه
    وينتظر أن تنتهي من حوارها الغريب مع ابنها

    ليتفاجأ بانتهائه هكذا بقبلة رأسه ثم رحيل تميم
    رغم أن تميما حين حضر كان كالمجنون تماما وعيناه محمرتان من شدة الغضب!!


    حين غادر تميم انهارت مزنة جالسة

    زايد جلس جوارها وهو يهمس بسكون : ممكن أعرف ليش ذا كله

    مزنة بوجع عميق عميق عميق: تبي تدري ليش ذا كله
    تعال في مجلس الحريم وأقول لك ما أقدر أقول هنا أخاف حد يشوفني

    زايد بأمل أعمق: وما ينفع تقولينه لي في غرفتنا

    مزنة بوجع أشد وأكثر وحشية بدأ يختلط بوجعها الجسدي وهي تشعر بتقلصات موجعة في أسفل بطنها: لا ماينفع


    زايد غادر معها لمجلس الحريم وتوجس غريب ينتشر في روحه!!

    حــيــنــهـــا.
    خلعت جلال الصلاة عنها


    زايد اتسعت عيناه بجزع وقهر أشد من كل مصطلحات العالم وأحاسيسها
    وهو يتحسس العلامات في جسدها ويشعر أن أنامله ستحترق لشدة الغضب

    كاد يجن بكل معنى الكلمة وهو يصرخ بهذا الغضب المجنون: من اللي سوى فيش كذا من اللي سوى كذا

    مزنة ببساطة موجوعة: أنت!!

    زايد تراجع بصدمة كاسحة: أنا

    مزنة بذات البساطة الموجوعة: آخر ليلة قضيناها سوا كنت متمسك فيني لدرجة أن أظافرك غاصت في جسمي
    وعقبه ثاني يوم تقول لي لا تحتكين فيني!!
    وعقبه ثالث يوم تقول لي ارجعي لي!!


    زايد جلس جوارها منهارا على الأريكة روحه تمزقت بقسوة لا حدود لمرارتها
    وهو يتمتم بذهول مثقل بالوجع الصاف الصِرف:
    أنا مستحيل أكون طبيعي
    أنا سويت فيش كذا انا أنا
    تنقص يدي اللي انمدت عليش تنقص يدي!!!


    مزنة لم تكن تستمع لشيء مما يقوله وهي تفاجئه بإمساك معصمه بقوة وهي ترص على أسنانها:
    زايد. أنا أنزف!!




    #أنفاس_قطر#
    .
    .







    رد مع اقتباس  

  4. #274  
    المشاركات
    3,260
    يا الله
    البارت 104
    .
    قراءة ممتعة مقدما
    وموعدنا الخميس الساعة 9 صباحا
    .
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    .
    .


    بين الأمس واليوم/ الجزء المئة وأربعة







    " يمه السيارة تأخرت علي "


    عفراء باستغراب: يأمش فهد هو اللي جاش ومن زمان
    وأنا قلت له أي ممر. ماشفتي سيارته


    جميلة شهقت بعنف وهي تتراجع خطوة للخلف ثم تعود لتلتصق بالزجاج لتراه فعلا جالسا بداخل سيارته التي يبدو إنها متوقفة منذ فترة ليست بالقصيرة
    لأنها كانت تلاحظ السيارات الواقفة في الممر ولكن تركيزها كان مع سيارة والدتها

    مازال هاتفها معلقا بأذنها ووالدتها تهتف بحزم: روحي مع رجالش وخلش مرة سنعة



    جميبة هزت رأسها كما لو أن والدتها تسمعها
    شعور عارم بالتوتر والتوجس يتخلل كل أنحاء جسدها
    قد تكون تكلمت معه على الهاتف بشيء من الجرأة والوقاحة لكنها ما أن رأته
    حتى شعرت أن عظامها ستذوب من الخوف والتوتر.


    " ياربي. أشلون نسيت موعد جيته
    يمكن تناسيت مانسيت
    ياربي الحين معصب من كل صوب
    ما انتظرته في البيت وعقب نقعته في سيارته
    .
    وأنا وش دراني إنه برا
    أعرف الغيب. ليش مادق علي"


    جميلة لو كان الأمر بيدها لم تكن لتخرج له فهي خائفة منه فعلا
    خائفة من حدته ومن قسوته ومن تهديده!!


    ولكنها ختاما خرجت وهي تقدم قدما وتؤخر أخرى
    هــو عرفها منذ خرجت من الباب البعيد وكأن الشمس أشرقت من هناك
    فهل هناك من يجهل شروق الشمس.


    بدت دقات قلبه تتصاعد بعنف
    وهو يكره هذا الشعور الذي يحيله إلى مراهق عاجز عن السيطرة على خلجات نفسه!!


    ركبت جواره بتردد وهي تتمتم باختناق: الحمدلله على السلامة

    أجابها بسكون وهو يحاول ألا ينظر لها: الله يسلمش. كان قعدتي بعد شوي!!

    اجابته بذات النبرة المختنقة: أنت ما اتصلت علي

    ازدادت نبرته حدة: وأنتي ما كنتي عارفة إني بأجي اليوم

    صمتت لم ترد عليه شعرت أنها إن قالت كلمة إضافية قد تبكي!!

    هو أيضا لم يصبر على ألا ينظر لها فهو لا يعرف كيف يتصرف خلافا لطبيعته
    كان ينظر ليديها العذبتين المشبوكتين في حضنها لا يعلم لِـمَ شعر بتأثر رقيق أنها ترتدي دبلته

    ولكن التأثر تحول لغضب وهو يصرخ بها: ممكن أعرف ليش ملونة أظافرش

    جميلة انتفضت بجزع: عادي شوف أظافري مقصوصة للآخر واللون فاتح


    فهد بذات الغضب: والحين صارت القضية إن أظافرش قصيرة واللون فاتح
    ليش أساسا تحطينه ماعندكم دكاترة في الجامعة وعمال

    جميلة زفرت بحرقة: فهد الله يهداك أنت جاي من المطار حاد سكاكينك علي
    أساسا أنا أقعد ورا لا شافني دكاترة ولا عمال
    بس خلاص أوعدك ما أحط في الجامعة ولا برا شيء ثاني


    حينها كان هو من صمت
    فهو يعترف أنه جاء إليها وهو يشعر بالاستفزاز بعد مكالمتها الأخيرة
    لم يتوقع أنها ستجابهه بهذه المهادنة والرقة التي تذيب مفاصله


    تبادلا الصمت حتى دخلا باحة بيته
    حينها كانت من همست بجزع: ليش جايبني هنا

    أجابها بحزم: وين تبين تروحين

    جميلة باختناق: أبي أروح بيتنا

    فهد بذات الحزم وهو يفتح بابه: هذا بيتش خلصيني وانزلي!!

    جميلة تشعر إنها ستموت: زين بأروح أجيب ملابسي

    فهد باستغراب: تجيبين ملابسش. ؟!!
    عندش هنا ملابس تغطي آسيا وأفريقيا. وش تجيبين فوقهم
    انزلي بس!!



    جميلة نزلت مجبرة فهي بالفعل لا تريد أن تكبر مشكلتهما وتعلم أنها لو بقيت في بيت أهلها بعد عودته
    فهذا سيكون بمثابة إعلان علني بوجود خلاف بينهما!!


    قد تكون قالت له أنها لا تريده وتريد أن تبقى في بيت أهلها
    لكنها تعلم أن هذا كلام غير منطقي وكانت تقوله لشدة غيظها منه!!
    ولكنها أيضا تشعر على كل حال أنها غير قادرة على تقبله
    وتشعر بوجود حاجز غريب بينهما!!


    نزلت بخجل وهي تسحب قدميها سحبا!!
    متوجهة لغرفة عمتها أم صالح
    هتف بحزم: وين بتروحين

    جميلة بذات النبرة المختنقة: بأروح أسلم على عمتي

    أجابها بنبرة مقصودة: لا والله راعية واجب
    أمي وجوزا رايحين الجمعية يجيبون أغراض البيت
    عقبال ما تكفين أمي وتجيبنهم أنتي!!

    همست حينها بذات نبرته المقصودة: إن شاء الله إذا حسستني صدق إني مرتكوهذا بيتي!!
    مثل ماعبدالله محسس جوزا


    دائما لدغتها ناعمة حينما تريد!!
    أجابها بحزم غاضب: لا تقارنيني بغيري أظني صرتي تعرفين إن هذا سمي وناري!!


    جميلة تنهدت وهي تصعد للأعلى
    فوجئت أنه لم يتبعها وهي تتنفس الصعداء
    بينما هو توجه للمسجد ليلحق بصلاة الظهر!!


    جميلة بدأت بإزالة الصبغ عن أظافرها ثم فتحت خزانتها لتستخرج لها لباسا ترتديه بعد أن تستحم وتصلي

    في داخلها لا تشعر بأي رغبة لأن تتأنق لهذا المعقد!!
    ولكنها لابد أن تتأنق بطبيعتها وخصوصا أنها ستنزل لتسلم على عمتها وجوزا وتتغدى معهما


    حمدت الله أنه لم يعد مباشرة
    فوجوده يثقل على نفسها بشكل مجهد فعلا
    لم يعد حتى عادت لغرفتها بعد الغداء


    كانت تجلس أمام المرآة تمشط شعرها
    بعد أن خلعت الدراعة التي ترتديها ولبست لباسا خفيفا يتكون من (ليقنز وتيشرت) من القطن فقط!!
    مهما كان لباسها بسيطا تبدو في عينيه شيئا مبهرا إلى أبعد حد!!
    رؤيتها مجهدة لمشاعره وقلبه لأبعد حد!!


    دخل بسكون وسلم بسكون وجلس على طرف السرير خلفها مباشرة يراقبها بتمعن وهي تمشط شعرها بتوتر لأنها تعلم أنه يراقبها

    نهض ليتقدم نحوها انكمشت على نفسها قليلا وهو يميل عليها ليتناول المشط من يدها
    ويضعه على التسريحة لتتخلل أنامله خصلاتها الناعمة وهو يهمس بدفء:
    كأنه شعرش طايل شوي لا تطولينه يعجبني كذا!!


    ( وش اللي تغير عقب ماهو منتف عاجبك!!) همست باختناق:
    بس أنا أحب الشعر الطويل وأبي أرجع أطوله!!

    هز كتفيه وهو يمسك بعضديها ليوقفها ثم يديرها ناحيته وهو يهمس بذات الدفء:
    براحتش حتى لو كنتي بدون شعر عاجبتني!!

    قربها منه برفق ليغمر وجهها بقبلات شفافة حانية بينما انكمشت هي رغما عنها
    همس في أذنها بعمق: طالبش بلاها ذا الحركة تحسسني وش كثر أنتي خايفة مني!!
    أنا ما أكرر غلطتي مرتين فلا تكررينها أنتي!!








    *****************************************







    وضحى قفزت بجزع وهي تسمع الطرقات القوية على الباب
    لتتفاجأ بالباب يُفتح ونورة تدخل

    وضحى بقيت لدقيقة مذهولة (كيف دخلت هذه)

    لتشعر أنها ستبكي وهي تنتبه أنها تقف أمامها ببيجامة مكونة من (شورت وتوب بحمالتين رفيعتين) فقط!!
    أمها لم ترها مطلقا بهذا المنظر فكيف تراها هذه

    قفزت لتختبئ داخل غرفة التبديل وهي تهمس باختناق حرجها المر:
    أم سعود دقيقة بس وأنزل لش!!


    نورة كانت مذهولة ولا تنكر أنها شعرت بالحرج
    فهي فوجئت بالأبواب مفتوحة ولا أحد في البيت
    لذا صعدت مسرعة لغرفة شقيقها!!


    نورة عادت للأسفل ففي الأسفل كانت تجلس رفيقة دربها سلطانة
    وهما في انتظار شقيقتين آخريين من شقيقاتهما

    سلطانة بقلق: لقيتي حد

    نورة بتأفف: لقيت مرت أخيش متفسخة يا الله جيرنا من كشف الستر!!
    راقدة وهي مهيب لابسة شيء
    والبيبان كلها مفتحة لو أن اللي داخل عليها حرامي وش كان سوت
    إيه ما ألومه أخيش يستخف ولا كلمناه يكلمنا بالقطارة!!

    سلطانة ضحكت: نورة الله يهداش عروس وش تبينها تلبس عند رجّالها

    نورة بذات التأفف: والله إنكم جيل ماعاد في وجهه حيا ولا مستحى!!

    والاثنتان مستمرتان في حوارهما فوجئتا بالخادمة التي أحضرت لهما القهوة والشاي
    سلطانة باستغراب: من أنتي

    الخادمة بعربيتها المكسورة: أنا خدامة ماما مزنة ماما يجيب هنا عشان بنية ودحه صغير

    سلطانة تلوي شفتيها: خدامة من الحين وخدامتها قدامها بعد!!
    حن جايبين قهوة وفوالة روحي جيبيها

    الخادمة تبتسم: هذي قهوة مال أنتي ماما أنا يشوف أنته يجيب قهوة أنا يجيب بيالة فنجال بس

    نورة بغضب: وين كنتي مندسة يالسكنية ومخلية كل شيء مفتوح

    الخادمة مازالت تبتسم: ماما أنا قدام عين مال أنتي أنا كنت ينظف صالة


    حينها كانت وضحى تنزل ووجهها متفجر بالاحمرار عاجزة عن وضع عينها في أعينهما

    بعد انتهاء السلامات المعتادةووضحى تتولى مسئولية ضيافتهما

    همست نورة بحزم: وين نايف

    وضحى باحترام: راح لشغله

    نورة بحزم لا يخلو من غضب: راح لشغله وأنتي راقدة وراه كنش فطيسه
    مهوب عيب عليش يأمش؟!!
    هذا السنع

    وضحى صُدمت تماما من هذا الهجوم غير المتوقع ابتلعت ريقها ومعه عبرة كانت ستقفز (والله ما أشمتهم فيني!!)

    هتفت بكل برود مغلف بالحزم مع ابتسامة رائقة:
    أنا مارقدت إلا عقب ماراح نايف لشغله
    أصلا مستحيل أقدر أرقد وهو قايم الله لا يخليني منه!!


    نورة وسلطانة تبادلتا النظرات معناها (صدق إنها ما تستحي!!)


    بينما وضحى جلست لترسل لنايف رسالة ترجوه أن سألته إحدى أخواته أن يأكد على كلامها
    فهي فعلا كانت تريد أن تنهض معه ولكنه من اطفأ جرسها!!






    ***********************************






    " يمه فديتش لا تحاتين
    عملية غنومي بتكون بسيطة إن شاء الله!!"



    أم غانم بتأثر عظيم: يا قلبي يا نجلا هي تلاقيها منين
    الولد هيستحمل عملية يعني


    غانم يشد على كفها بحنو ويقبل رأسها: صدقيني يمه أنا بروحي تكلمت مع الدكتور وطمني لا تحاتين


    مزون متأثرة بالفعل من توالي الضغط على نجلا المسكينة وخصوصا وهي ترى تأثر الجميع

    غانم همس لوالدته بمودة: يمه اشرايش تخلين التفكير وتسولفين علينا

    أم غانم بشجن: وش تبيني أقول

    غانم ابتسم: يمه مزون تبي تدري أشلون خذتي إبي علميها

    مزون قطبت جبينها لغانم بمعنى (احرجتني!! )

    بينما أم غانم ابتسمت بشجن: أعلمها ليش لا. الواحد نفسه في حكاية تنسيه الهم شوية!!


    غانم يبتسم: لا يمه مايصير كذا لازم تدخلين في المود وتصير عيونش تولع قلوب تقولين سعاد حسني يوم شافت رشدي إباظه
    ونبيها بالمصري عشان حلاتها كذا!!

    حينها ابتسمت أم غانم: فشر رشدي إباظة يجي جنب راشد!!
    ده مايجيش ظفره!!

    غانم مال على مزون بمرح: اسمعي الهياط بس!!


    مزون سألت ام غانم بمودة: يمه ياحلوه الكلام المصري من ثمش
    قولي لي كم صار لكم متزوجين أنتي وعمي؟!! ووين تزوجتوا في مصر صح


    أم غانم بإبتسامة شفافة: كملنا 31 سنة
    واتجوزنا هنا في قطر أنا أساسا كنت مقيمة هنا جيت هنا مع ماما وخالي وأنا تانية سانوي
    وكملت المدرسة هنا بس مادخلتش جامعة
    عشان ماما كانت ست كبيرة ومريضة
    وحتى خالي كان زيها وئرب على التقاعد مراته ماتت ئبل مانجي هنا
    وماكانش عندو ولاد
    والاتنين شايلين همي يحصل لهم حاجة ويسيبوني لوحدي
    خطبني مصريين كتير هنا بس أنا مابيعجبنيش العجب!!


    غانم يميل على اذن مزون باسما: العجب تراه أبو غانم!!

    أم غانم بغضب باسم: خلاص ئول انته الحكاية لمراتك

    مزون باستعجال ودود: يمه ماعليش منه كملي!!

    أم غانم أكملت ولكن هذه المرة انكسرت ابتسامتها: ماما ماتت بعد كم شهر واندفنت هنا
    عشان كده كان عندي إحساس إني لازم اتدفن مترح ما اتدفنت أمي!!
    تعبت كتير بعد ماما وخالي تعب معايا الله يرحمه!!
    بس بعد كده ئلت لازم أكون أئوى شوية عشانه هو هيلائيها منين!!

    في الوئت ده بالزبط كان غانم عاوز يتجوز وحدة بس مش من جماعتهم من ئبيلة تانية
    أبوه وأخوه أبو صالح ما رضيوش وهو كان شاب فاير وراسه ناشف
    فحلف إنه يتجوز وحدة من برا حدود الخليج كله!!
    ولو جيتي للحئ هو ئال لي إنه استغفر عن الحلف ودفع كفارة بس هو كان عاوز يئرص ودانهم

    أكملت حينها بابتسامة اتسعت: خالي كان معاه في الشغل فهو يحكي لخالي الحكاية
    فخالي ئال له إنه هو اللي هيجوزه وحدة من برا الخليج
    راشد كان عاجب خالي كتير بس خالي ماكنش في باله واحد خليجي خالص
    لحد ماماتت أمي واندفنت هنا وأنا مش راضية أسيب هنا ولا أنزل مصر حتى في الإجازات

    راشد اتحرج ئال له خالي ما تنحرجش أنتو هتشوفها زي ماشرع ربنا ئال
    بس راشد ما رضيش
    ئال وئتها ماكنش مقتنع خالص وعاوز يسكت خالي وبس
    خالي ئال لي الحكاية زعلت عليه خالص ئلت له أخرتها تعرضني على راجل وهو مايرضاش حتى
    ومن ئال لك إني عاوزة واحد قطري. شكلهم كِشر


    غانم ضحك: يمه أما على سالفة إنه شكلنا كِشر لازم نرفع عليش قضية!!

    مزون برجاء: تكفى غانم لا تقاطعها خربت اندماجي!!

    غانم بإبتسامة: لو تدرين عاد قطعت عليش عند (الماستر سين)!!

    أم غانم بتافف: أنته هتسكت ياله وإلا سيبني أئوم أبدل للولاد

    مزون برجاء: أنا بأبدل لهم بس كملي الحين فديتش يمه

    ابتسمت أم غانم: ئولي لجوزك الرغاي

    سيبينا منه بعدها بكم شهر كنت مع خالي في المستشفى عشان كان تعبان شوية
    وراشد كان جايب الست مامته الله يرحمها!!

    ضحكت أم غانم بخجل عفوي : الواد غانم مابيحبش الحكاية دي!!
    بس أنتي عارفة إنه زمان بنات السبعينات عاملين ازاي ومع كده أنا كنت بألبس طويل بس ماكنتش باتحجب

    راشد بيئول لي إنه حاول ما يبصش بس مائدرش أصلو كان فاكرني شبه خالي
    خالي كان أسمر وماكنش حلو خالص!!

    خالي لما سلم عليه أنا اتلحس مخي حلاوة إيه طول إيه شبه الواد فهد ابن أخوه خالد


    حينها لم يستطع غانم إلا أن ينفجر في الضحك: ماقلت لش ترا السالفة أول كان يشبهني
    الحين صار يشبه فهد انتظري عليه المرة الجاية بتقول لش شبه عبدالله

    مزون بتأفف رقيق: لو دارية كان خليتها تسولف علي وأنت برا بسلامتك
    خربت الجو مرة وحدة!!
    يمه تكفين كملي لي!!


    ضحكت أم غانم: هي كده كملت بس الواد ده نصاب عمري مائلت إن راشد شبهه. راشد أحلى منو بعشرين مرة!!

    طبعا أهل راشد ماكنوش راضيين بالجوازة خالص خالص
    بس المرة دي راشد عنّد وصمم وخدت وئت طويل لحد ما أهله تئبلوا فكرة جوزانا


    أول شيء ئاله راشد لخالي لازم تتغطى
    ضحكت: ئلت لخالي اللي هو عاوزة هأعملهإن شاء الله يكون عاوز يحبسني في ئمئم!!
    والحمدلله عمري ماحسيت بالندم من أول دئيئة لحد دلوئتي ربنا مايحرمنيش منو ولا من طيبة ئلبو!!

    ضحكت: تدرون تعبت أحكي مصري. تعودت على الحكي المكسر!!


    غانم يضحك: شفتي القلوب يوم نطت من عيونها

    مزون ضحكت: لا والله شفت العصافير اللي تطير حول رأسك
    وأنا أتمنى لو عمتي أم غانم تضربك بالمزهرية على رأسك من كثر ماتقاطعها!!






    *************************************







    رد مع اقتباس  

  5. #275  
    المشاركات
    3,260

    " إلا وش سالفة المسج بالتفصيل
    خواتي وش سوو اليوم!! "



    وضحى بألم شفاف: خلوني في نص ثيابي يا نايف تخيل نورة دخلت على وأنا نايمة
    شافت لبسي أمي ماشافتني كذا!!
    وعقبه تقول لي أنتي ماتعرفين السنع. نايمة ونايف رايح لشغله!!

    وضحى كانت تحادثه بشفافية لأنها لا تستطيع أن تشتكي لسواه
    بل إنها لم تخبره بكل شيء فهم حين اكتمل عقد الشقيقات الأربع قالوا ماهو أكثر من ذلك
    حتى أمها وخادمتها التي أرسلتها لم تسلما من تعليقاتهما
    وهي وحيدة تتلقى الضربات من الأربعة وكلهن سيدات كبيرات في السن
    ولا تستطيع أن ترد عليهن احتراما لسنهن ومكانتهن
    ولكنهن لم يرحمنها مطلقا من تعليقاتهن وأسئلتهن واستفساراتهن حتى عن تفاصيل حياتها الخاصة مع شقيقهن



    ورغم أنها لم تخبره بكل ذلك نايف رد بتأفف: مهوب كنش مزودتها

    وضحى بصدمة: أنا مزودتها؟!!

    نايف بذات التأفف: إيه مزودتها يعني المساكين تاركين بيوتهم وعيالهم من صبح عشان يجون يسلمون عليش ويقهونش
    أخرتها تشتكين منهم كذا
    ليش تشتكين
    لأنش واجد متصلبة وماعندش أي مرونة

    وضحى بذات النبرة المصدومة: أنا ماعندي مرونة

    نايف لا يريد فعلا أن يضايقها لكنه سبق أن حذرها في هذا الموضوع لذا هتف بتقصد:
    حتى لو كنت نسيت موضوع تميم لكنه كشف لي إنش ماعندش مرونة في التعامل مع المشاكل
    وش فيها لو جاملتي خواتي العجايز شوي وتحملتيهم


    وضحى شدت لها نفسا عميقا حتى لو قال أنه نسي. يبدو أن هذا الموضوع سيبقى حاجزا بينهما
    لأنه وضع له تصور مسبق لشخصيتها سيحبسها في إطاره
    لذا همست باختناق متردد: تميم مايدري عن شيء!!

    نايف نظر لها بدهشة: يدري عن ويش

    وضحى انكمشت قليلا فهي تجهل بالفعل ماذا ستكون ردة فعله: مايدري عن المسجات
    أنا اللي أرسلتها من تلفونه ثم مسحتها!!

    نايف اتسعت عيناه بصدمة ثم شرق وكح
    ثم .
    انفجر بالضحك


    ضحك مطولا لدرجة أن عينيه دمعتا قبل أن يهتف بين ضحكاته:
    لا بصراحة غطيتي على عالية المفروض عالية تجي تأخذ عندش دروس في المقالب
    ذا كله صبيتي قلبي. وآخرتها الرسايل من عندش!!







    ******************************************







    " ها ياحلوة وينش
    عقب منتي ما تبين تروحين معه حتى تلفون توش تكلميني
    أنا مابغيت أدق وأصير عمة ثقيلة دم!! "


    جميلة بتأفف: يمه توه أفرج عني
    من عقب صلاة العصر واحنا طالعين تونا رجعنا وراح لأبيه في المجلس!!


    عفراء باستغراب: زين وحدة مطلعها رجالها ليه زعلانة
    أعرفش تحبين الطلعات والتمشيات
    لا والمسكين توه جاي من السفر اليوم وطلعش على طول!!


    جميلة تزفر: يمه. دمه ثقيل على قلبي!!

    عفراء بغضب: والله ماحد دمه ثقيل غيرش يا بنت اعتدلي مع رجالش

    جميلة بيأس: والله يمه ماضايقته بشيء وكل ماقال لي شيء قلت لبيه وحاضر
    بس عاد أغصب نفسي أحبه وأتقبله مهوب بيدي!!


    عفراء تنهدت بعمق: الله يصلح حالش يأمش الله يصلح حالش!!







    ***************************************






    " ها يأمش شأخبار نايف معش"


    وضحى تزفر: يمه نايف يجنن وطيب وأخلاقه تجنن.
    بس يمه خواته ما ينطاقون وهو يموت عليهم يمه توه من أول يوم طفروني
    ما أدري اشلون باستحمل


    مزنة تنهدت: يأمش أنتي خذتي الرجّال وانتي عارفة إن خواته كذا!!
    مايصير الحين تاففين منهم
    هذولا بيصيرون عمات عيالش وكلش ولا قطع الرحم
    الرحم متعلقة بالعرش وتقول اللهم اقطع من قطعني وصل من وصلني!!


    وضحى ابتسمت: عاد يمه ماوصلت لقطع الرحم أعوذ بالله من غضب الله
    بس أنا يمه أبي طريقة أمسك العصا من النص
    وعجزت أفكر لأنهم ماشاء الله مايعطون الواحد مجال حادين بشكل!!


    ابتسمت مزنة بأمومة حازمة: تعاملي معهم بما يرضي الله وإن شاء الله مايصير إلا خير!!


    وضحى بمودة: زين يمه أنا أبي أسلم على عمي زايد بيتأخر
    كاسرة قالت إنها بتروح تنتظره في البيت
    وأنا نايف بيجيني الحين!!

    مزنة تنهدت: بيتاخر شوي يأمش روحي الحين وسلمي عليه بكرة!!!



    .
    .


    في الخارج


    فور أن ركبت وضحى مع نايف انفجر في الضحك

    وضحى بحرج: نايف حرام عليك مهوب كل ما تشوف وجهي تضحك
    ترا أنا في حوش بيت هلي
    بتسوي فيني كذا نزلت!!


    نايف يشد معصمها ناحيته وهو يغالب الضحك: وش تنزلين؟ خلاص بأسكت
    الله يقطع إبليسش يا الوضحي كل ماتذكرت حالتي وأنا أصب عرق وأنا قاعد في المجلس أموت على روحي من الضحك!!

    حينها ابتسمت وضحى: تستاهل عشانك واحد مغازلجي


    نايف يضحك: أما مغازلجي كثري منها أنا على قولت المثل. اللي ماعمره تبخر تبخر واحترق!!

    ثم أردف بتماسك: ها انبسطتي عند هلش

    وضحى بمودة: أكيد ولو أنه سميرة نفسيتها تعبانة عشان عملية ولد أختها بكرة
    وكاسرة ماطولت عندي راحت لبيتها عشان مزون بتجي وبينتظرون عمي زايد جاي من السفر!!


    نايف بنبرة واثقة: ترا حتى أمش ماعجبتني يوم نزلت أسلم عليها

    وضحى باستغراب: أشلون ماعجبتك

    نايف هز كتفيه: شكلها تعبانة أو متضايقة

    وضحى بقلق: لا تروعني على أمي أنا شفتها عادية!!

    ابتسم نايف وهو يشد على كفها: عشان ما عندش سبع خوات
    لازم أول شيء تسوينه تطلين في عيون الوحدة منهم عشان تعرفين نفسيتها
    قبل تفتحين ثمش بكلمة!!







    **********************************






    " يأبيك تبي تقوم تنسدح"


    عبدالرحمن بمودة غامرة: لا جعلني فداك تو الناس!!

    أبو عبد الرحمن باهتمام: بس أنت وراك دوام بكرة لازم تتريح!!

    عبدالرحمن باحترام: محاضراتي متأخرة أساسا!!

    حينها تذكر أبو عبدالرحمن شيئا: إلا أنت اليوم من اللي وداك دوامك
    رجعت من عند طيوري لقيت سيارتك مهيب هنا والسواق قاعد مع المقهوي!!
    أسأله عنك قعد يمغمغ (يمغمغ= يهمهم بكلام غير مفهوم عند الارتباك)


    عبدالرحمن صمت شعر كما لو كان وقع بين المطرقة والسندان فهو اليوم لأول مرة يتهور ويقرر أن يقود سيارته بنفسه

    بقدر مابدت له العملية متعبة بقدر ما بدت ممتعة وليس على استعداد أن يعود مرة أخرى ليسوق به السائق

    وخصوصا أن اليوم كان تجربة ويريد أن يفاجئ عالية في الغد أن يذهب بها هو لعملها!!

    عبدالرحمن وجد له عذرا: جاني واحد من ربعي على تاكسي وهو اللي ساق السيارة
    ثم أردف بحذر: مع إنه يبه يمكن لو حاولت أسوق أسوق أرجيلي صارت حركتها أحسن
    والسواقة ما تبي إلا دوسة بسيطة على البنزين


    أبو عبدالرحمن بتحذير: لا يا ابيك لا تستعجل لين تمشي زين

    ثم أردف بامل: ولو أنك يا أبيك طولت قد لك أكثر من أسبوع وأنت تقول لي كل يوم بكرة!!
    وش رأيك تحاول قدامي شوي بأعاونك
    طالبك يا أبيك!!


    عبدالرحمن بمودة متجذرة: وليه تطلبني باحاول اشرايك تعطيني العصا اللي في كبت الدِلال
    اللي نساها قصيرنا عندنا!! (قصيرنا= جارنا)



    أبو عبدالرحمن قفز بلهفة وهو يتناول العصا ويعطيها لعبدالرحمن ثم يحاول إيقاف عبدالرحمن من ناحية
    وعبدالرحمن يمسك بالعصا بيده الأخرى


    عبدالرحمن أظهر صعوبة الوقوف عليه وهو يحاول لمرتين بفشل ثم يقف في الثالثة
    ويخطو خطوتين قصيرتين ثم يجلس وبهمس بإرهاق مصطنع: بس يبه كذا يكفي!!


    أبو عبدالرحمن كان يقف مذهولا عاجزا عن استيعاب كل هذه السعادة وهو يتمتم باختناق فعلي: اللهم لك الحمد والشكر
    اللهم لك الحمد والشكر
    ماعليه يا أبيك ماعليه
    اليوم خطوتين وبكرة عشر
    يا الله ما أكبر رحمتك ما اكبر رحمتك!!!










    *************************************






    يعود . إلى أميرته
    التي طالت ليالي اشتياقه لها حتى شعر أنها لا تريد الانقضاء!!


    كل شيء بدا له -بعيدا عنها- بلا رونق بلا حياة بلا ألوان!!
    وكأن بهجة الحياة ورونقها لا تغرد إلا على نغم خطواتها وحضورها العاصف في حناياه!!


    هكذا هو قلبه المستقيم الذي لا يعرف كيف يكون تزييف المشاعر أو تغطيتها أو تسميتها بغير مسمياتها!!

    قد يكون في البداية جهل ماهية المشاعر التي اقتحمت قلبه الذي بدأ يرتعش لرؤيتها. وخلاياه التي تذوب اشتياقا لرؤيتها

    قد يكون بعد ذلك قاوم هذه المشاعر حتى لا تستولي عليه

    ولكنها ما أن ظهرت وتحكمت حتى أظهرها كما يجب أن تظهر لأنها مشاعر يعجز عن إخفائها!!



    حين دخل كانت على الحاسوب تقوم ببعض البحث من أجل أحد مقرراتها
    ابتسم وهو يسلم عليها. ردت السلام!!

    فهد هتف بثقة: مطولة

    أجابته بسكون: نص ساعة بس

    هتف بذات الثقة: على ما أسبح تكونين خلصتي!! خلي اللابتوب شغال بأوريش شيء


    ( ما ينفع تسبح لين أنام أنا!!) ورغم عدم رغبتها حتى بالجلوس معه ابتسمت:
    زين إن شاء الله!!


    حين خرج كانت بالفعل انتهت!!

    كان ينهي لباسه وهو يهتف لها بثقة ودودة: انبسطتي اليوم في الطلعة

    هزت رأسها برقة: انبسطت!! (رغم أنها لم تشعر بشيء عدا ثقل وجوده على أنفاسه!!
    رغم أنه حاول بذل كل جهده!!)


    تنهد: ماعليه أنا توني عليمي في سوالف الطلعات لاني اساسا ماني براعي طلعات!!
    بس ماهان علي أكون غايب ذا الوقت كله وعقب أحبسش في البيت بعد!!


    صمتت فهذه التعامل والتفكير الرقيق لا يتناسبان مطلقا مع تفكيرها في شخصية فهد

    كانت تنظر له وهو يتجه لفتح حقيبته الشخصية ثم يستخرج منها بطاقة ذاكرة ويطلب منها أن تضعها في الحاسوب وفتحتها.


    جميلة أدخلت البطاقة بحذر في الحاسوب دائما تتوجس من كل ماهو من ناحيته
    جلس جوارها وهو يسند ذراعه لكتفيها بطريقة حانية وتملكية في آن

    تناول الحاسوب منها هو
    بدت لها حركته عليه خبيرة بالفعل رغم أنها كانت تظنه لا يعرف أي شيء عن الحواسيب

    همست بتلقائية: تعرف له

    ضحك: أعرف له؟ مهوب لذا الدرجة ترا!!

    جميلة بخجل: ماقصدت!!

    صمتت لأن أي شيء قد تقوله قد يبدو محرجا أكثر!!
    فهي بالفعل كانت تظنه لاعلاقة له بالتكنولوجيا كما لو كان يعيش متحجرا في عصر آخر!!


    كانت الذاكرة ممتلئة بالصور


    هتف فهد بحماس فخم: بأوريش صورنا في الدورة الأخيرة وصور لي بعد قديمة!!
    وصور قبل الكاميرات الرقمية بعد بس دخلتها فيه!!

    عشرات عشرات الصور
    كما لو كان يكشف لها تاريخه كله ويبسطه أمامها
    صوره وهو صغير مع والده وأشقائه في مناسبات ورحلات مختلفة
    صوره في الكلية صوره باللباس العسكري بأشكال مختلفة
    الكثير من الصور مع منصور!!
    بل هناك أكثر من صورة له مع زايد الصغير في مجلس منصور!!!


    ابتسمت بعفوية: شكلك يجنن في اللبس العسكري بس أحلى صور اللي مع زيود فديت قلبه!!

    ابتسم بفخامة: ماعليه نبلعها إن أبو منصور مقدم علينا!! يستاهل!!

    سألت بذات العفوية الرقيقة: تحب تصور

    هز كتفيه: لا بس لا صورت أحب أحتفظ فيها
    أبي أوريها لعيالي
    ما تتخيلين أشلون انبسط لا شفت صورة لأبي هو صغير
    لأنه أنا ماعرفت إبي إلا وهو كذا. لحيته بيضاء وطويلة!!


    كان ينهمر بحديث عفوي ينبئ فعلا أن هذا رجل يحمل قلبا أشبه بقلب طفل
    أحاديثه كلها مصاغة بعفوية لا تخلو من فخامته الرجولية
    أحاديث لا تزييف فيها ولا حتى تحسين للحقائق!!

    كان قد أنزل الحاسوب جانبا وهاهو يحتضن أناملها بين كفيه
    يتحدث وأنامله تناجي أناملها وكأنه عاجز حتى عن الإفراج عن أناملها


    بينما هي عاجزة حتى عن محاولة تقبله!!!!







    **************************************






    " هلا حبيبي
    غريبة ماقعدت عند أبيك شوي"


    علي يخلع غترته ويلقيها جانيا ويهتف بهدوء: واجهته في المجلس عقب ماجابه كساب من المطار
    بس هو راح داخل لمزون ومرت كساب
    وأنا ما أقدر أتاخر عليش وأنتي بروحش!!


    شعاع بخجل: والله كنت أبي أسلم عليه الليلة بس الوقت متأخر واستحيت أواجه كساب!!

    علي برفق حازم: خلاص بكرة لا رحت أنا للدوام روحي سلمي عليه

    شعاع بوجل رقيق: مسرع خلصت إجازتك

    ابتسم علي: صار لي أكثر من أسبوع قاعد مقابلش وانتي الحين صرتي احسن بواجد
    ما أقدر أقعد من شغلي أكثر من كذا

    ابتسمت برقة وهي تميل لتقبل كتفه: قلت لك قبل الوقت معك ماينحسب
    ثم أردفت بذات الرقة: زين بكرة لا سلمت عليك
    أبي أروح مع جوزاء بتسوي تلفزيون وعبدالله عنده شغل مهم
    وعقب بنروح نتطمن على ولد نجلا إن شاء الله يكون خلص عمليته!!


    ابتسم علي بلهفة: مهوب مشكلة بس أنتي متى بتسوين التلفزيون بعد
    بأموت متشفق على شوفة أي شيء منه!!


    ابتسمت برقة: قريب إن شاء الله







    **********************************







    هاهو يعود. لم يتوقع أنه قد يجدها
    ولكنه الإنسان دائما مثقل بالأمل
    لأنه إنسان!!!



    وجد مزون وكاسرة في انتظاره
    حتى مزون لم تستطع البقاء إلا قليلا لم يشبع حتى من ضمها لصدره
    فغانم كان ينتظرها خارجا والوقت أصبح متأخرا
    فاضطرت للذهاب


    وكاسرة جلست معه قليلا ثم اعتذرت .واضطرت هي ايضا أن تصعد لكساب الذي كان هو من أحضره من المطار


    وهاهو يضطر للصعود لجناحه البارد الصقيعي


    يا الله!!
    بقدر مابدت له رحلته طويلة ومُرة بعيدا عنها
    بقدر ماتبدو غرفته أكثر قسوة لأنه ماعاد يطيقها بعدها


    (الظاهر إني على كل حال لازم أروح لجناح ثاني!!
    ماني بمستحمل ذا القعدة. باستخف)




    .
    .
    .




    هي هناك. تعلم أنه عاد لبيته
    عودته نثرت يأسها وحزنها مضاعفا
    اشتاقت له كثيرا لا تستطيع أن تنكر ذلك!!


    " كم نحن مخلوقان غريبان!!
    كما هما ولدينا!!
    نعيب عليهما ونحن من أورثناهما الغرابة!!"


    أخرجها من أفكارها الطرقات على بابها شدت روبها على جسدها وفتحت الباب المغلق بنفسها

    كان تميم هو الطارق


    أشرق وجهها حين رأته

    قبل جبينها ثم أشار بمودة: يمه عمي مهوب جاي الليلة ليش مارحتي لبيتش

    مزنة تشير بحزم تخفي خلفه توجسها: بلى بس هو جاي متأخر واتفقنا أرجع بكرة!!


    مزنة تنهدت لا تريد أن توتر ابنها
    وهي تعلم أنه متوتر مع زوجته مع أجل عملية غانم الصغير في الغد
    تريد أن تنتهي عمليته بخير أولا!!
    ثم تبحث لها عن عذر مناسب عجزت تبحث عنه ومازالت لم تجده!!


    تميم أشار برجاء: زين يمه أبي منش خدمة!!

    ابتسمت مزنة: آمرني فديتك!!

    تميم بذات الرجاء: أبيش بكرة تكونين مع سميرة العايلة كلها قلوبهم ماشاء الله ماي
    أنا بأكون موجود معها بس أنا مستحي من أختها وبأكون واقف بعيد
    أبي أتطمن إنه فيه حد قوي معها!!

    مزنة بحنان: بدون ماتقول يأمك أنا أساسا متفقة معها أروح معها المستشفى بكرة

    تميم أشار بصفاء باسم: الله لا يخلينا منـــ.


    بتر إشارته وعيناه تنقلبان بشكل مفاجئ وهما تتجهان لمكان في كتف والدته
    بجانب عنقها
    لأن طرف جيب الروب تعلق في دانتيل حمالات القميص العريضة لذا لم يغطيه!! ومزنة لم تنتبه!!

    مد يده ليشد جيبها بينما مزنة تأخرت بجزع وهي تشير بجزع أشد: وش فيك أمك

    تميم جن تماما وعيناه تتحولان لجمرتان محمرتان وهو يشير بجنون مطبق: أنا اللي وش فيني أنا اللي وش فيني


    تميم يريد خلع روبها رغما عنها وهما تقريبا يتعاركان عليه لأن مزنة علمت السبب

    ولكن تميم ختاما كان هو أقوى منها وهو تقريبا يمزق روبها وينظر بقهر موجوع وغضب عارم للعلامات الواضحة على جسدها

    مكانان وخمس علامات في كل مكان علامة منفردة وأربع علامات متجاورة!!
    في كتفها من ناحية اليمين وعضدها من ناحية اليسار!!

    لم يتمنى في حياته كلها كلها كلها أن يكون لديه صوت مثل هذه اللحظة!!
    لشدة شعوره بالقهر والغضب. تمنى أن يصرخ ويصرخ ويصرخ حتى تتمزق حباله الصوتية من الصراخ!!


    " أ تُمد يدا على والدته وهو مازال يتنفس الهواء
    إذن حياته كلها لا معنى لها!!
    هو لا معنى له!! "


    تميم أشار بجنون مطبق: والله ما أخليه والله لا أذبحه الليلة
    والله إن قد أذبحه!!
    يسوي فيش كذا يحسب ما وراش رجال يحسب ماوراش رجال!!


    تميم غادر ركضا بينما مزنة انتزعت جلال الصلاة لتلبسه فوق قميصها
    وهي تركض خلفهو تتصل بزايد بجزع مرعوب:
    زايد ترا تميم جايكم للبيت وهو مايشوف من الزعل
    متحلف فيك تكفى سكر بابك عليك ولا تنزل له!!

    زايد بغضب: تبيني أندس من بزر أصغر من عيالي
    يتحلف فيني ليه وش مسوي له


    مزنة كانت تبكي فعلا فهي تعلم أن تميما قد يؤذي زايد فعلا
    أما الاحتمال الأقرب فهو أن كسابا لو تدخل فهو من سيؤذي ابنها
    فهو لن يسمح له بمد يده على والده وهو يشاهد!!

    زايد أنهى الاتصال وهو يهتف بغضب:
    أنا انتظره تحتخلني أشوف وش عنده
    ولا تحاتينه بأهديه!!


    مزنة كانت تركض بكل قوتها فهي تعلم أن زايد لن يستطيع التفاهم معه حتى
    ولأن تميم لم يسبق مطلقا أن زارها في بيتها لأنها على الدوام عندهم. فهو لم يعرف أين يتجه تماما


    لذا حينما وصلت كان للتو يلتحم مع زايد وهو يرفع زايد من جيبه دون أي تفاهم!!


    تميم فقد عقله تماما لم يفكر حتى أن هذا رجل أكبر منه سنا ولا يوازيه قوة
    فما رآه في والدته نحر روحه تماما وإحساسه بالقهر ألغى مابقي فيه من التفكير!!


    فجسد والدته كان مبقعا بأثار أظافر غارت في جسدها تركت أثرا بنيا واضحا لم يختفِ رغم مرور عشرة أيام
    رغم أنه في الأيام الأولى كان أسوأ بكثير بين اللون الأحمر ثم البنفسجي ثم الأزرق وهاهو خَفَت للون بني يوشك على الذهاب!!
    لذلك غيرت مزنة المفرش قبل ذهابها!!
    لأنه تلطخ ببقع من نقاط الدم التي نزلت من جسدها


    لم تستطع مطلقا أن تلوم زايد فهو في ليلتهما الأخيرة معا كان نائما ومتمسكا فيها بشدة
    كانت تريد أن تقوم للحمام ولم ترد إيقاظه فحاولت التخلص من يديه برفق
    فشد عليها بقوة أكبر لدرجة أن أظافره غاصت في لحمها كثيرا!!


    لذلك كان تأثرها منه لا حدود له ولا علاج له
    لأنها صمتت على كل هذا الألم الجسدي وهي تفسر ذلك بعدم قدرته على التخلي عنها حتى وهو نائم!!

    ولم تخبره بشيء وهي ترتدي ملابس مغلقة تماما
    وتغطي المفرش السفلي بالعلوي انتظارا لذهابه حتى تغيره

    كانت تعلم أنه لو علم بهذا الأمر سيجرحه ويؤذيه لأبعد حد لذا لم تخبره ولم تخبر سواه


    ثم بعد ذلك.
    يصفعها وبكل بساطة أنه لا يريد أي احتكاك بينهما!!
    لماذا إذن كان يمسك بها هكذا لماذا

    أ يتمسك بها بكل هذا التملك والوجع ثم لا يريد أي احتكاك بينهما!!

    فأي ألم حرث بمناجله روحها ذهابا وإيابا؟!!


    مزنة فور وصولها فرقت بينهما رغم صعوبة إبعاد تميم عن زايد وهو كالمجنون
    كان يريد أن يكسر الأيدي التي امتدت لوالدته!!

    مزنة أشارت لتميم بغضب: أنت اشفيك ماعندك تفكير
    اللي فيني مهوب من زايدمن كاسرة وإسألها !!

    تميم كما لو كان سُكب على رأسه ماء مثلجا وهو يتراجع بجزع كاسح مصدوم:
    من كاسرة؟!!

    مزنة بحزم: إيه من كاسرة أنت تدري إن كاسرة أحيانا تحلم بكوابيس!!
    ويوم كنتو مسافرين كانت نايمة عندي
    وسوت فيني كذا بدون ماتحس يوم قامت مفزوعة من الكابوس!! لأني كنت أبي أهديها وهي ماتبي تهدأ.
    وإسألها لو تبي!!

    (كانت مزنة متأكدة أنه لن يحرج كاسرة ويسألها عن ذلك!!)

    بينما تميم اسود وجهه تماما ماعاد قادرا على وضع عينه في عين زايد
    وهو يقترب ليقبل رأس زايد ثم يغادر دون أن يرفع بصره!!


    زايد كانت أنفاسه تعلو وتهبط من العصبية وهو يحاول السيطرة على أعصابه
    وينتظر أن تنتهي من حوارها الغريب مع ابنها

    ليتفاجأ بانتهائه هكذا بقبلة رأسه ثم رحيل تميم
    رغم أن تميما حين حضر كان كالمجنون تماما وعيناه محمرتان من شدة الغضب!!


    حين غادر تميم انهارت مزنة جالسة

    زايد جلس جوارها وهو يهمس بسكون : ممكن أعرف ليش ذا كله

    مزنة بوجع عميق عميق عميق: تبي تدري ليش ذا كله
    تعال في مجلس الحريم وأقول لك ما أقدر أقول هنا أخاف حد يشوفني

    زايد بأمل أعمق: وما ينفع تقولينه لي في غرفتنا

    مزنة بوجع أشد وأكثر وحشية بدأ يختلط بوجعها الجسدي وهي تشعر بتقلصات موجعة في أسفل بطنها: لا ماينفع


    زايد غادر معها لمجلس الحريم وتوجس غريب ينتشر في روحه!!

    حــيــنــهـــا.
    خلعت جلال الصلاة عنها


    زايد اتسعت عيناه بجزع وقهر أشد من كل مصطلحات العالم وأحاسيسها
    وهو يتحسس العلامات في جسدها ويشعر أن أنامله ستحترق لشدة الغضب

    كاد يجن بكل معنى الكلمة وهو يصرخ بهذا الغضب المجنون: من اللي سوى فيش كذا من اللي سوى كذا

    مزنة ببساطة موجوعة: أنت!!

    زايد تراجع بصدمة كاسحة: أنا

    مزنة بذات البساطة الموجوعة: آخر ليلة قضيناها سوا كنت متمسك فيني لدرجة أن أظافرك غاصت في جسمي
    وعقبه ثاني يوم تقول لي لا تحتكين فيني!!
    وعقبه ثالث يوم تقول لي ارجعي لي!!


    زايد جلس جوارها منهارا على الأريكة روحه تمزقت بقسوة لا حدود لمرارتها
    وهو يتمتم بذهول مثقل بالوجع الصاف الصِرف:
    أنا مستحيل أكون طبيعي
    أنا سويت فيش كذا انا أنا
    تنقص يدي اللي انمدت عليش تنقص يدي!!!


    مزنة لم تكن تستمع لشيء مما يقوله وهي تفاجئه بإمساك معصمه بقوة وهي ترص على أسنانها:
    زايد. أنا أنزف!!




    #أنفاس_قطر#
    .
    .
    .
    .






    رد مع اقتباس  

  6. #276  
    المشاركات
    3,260
    يا الله
    البارت 105
    .
    قراءة ممتعة مقدما
    وموعدنا الخميس الساعة 9 صباحا
    .
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    .
    .



    بين الأمس واليوم/ الجزء المئة وخمسة






    زايد اتسعت عيناه بجزع وقهر أشد من كل مصطلحات العالم وأحاسيسها
    وهو يتحسس العلامات في جسدها ويشعر أن أنامله ستحترق لشدة الغضب

    كاد يجن بكل معنى الكلمة وهو يصرخ بهذا الغضب المجنون: من اللي سوى فيش كذا من اللي سوى كذا

    مزنة ببساطة موجوعة: أنت!!

    زايد تراجع بصدمة كاسحة: أنا

    مزنة بذات البساطة الموجوعة: آخر ليلة قضيناها سوا كنت متمسك فيني لدرجة أن أظافرك غاصت في جسمي
    وعقبه ثاني يوم تقول لي لا تحتكين فيني!!
    وعقبه ثالث يوم تقول لي ارجعي لي!!


    زايد جلس جوارها منهارا على الأريكة روحه تمزقت بقسوة لا حدود لمرارتها
    وهو يتمتم بذهول مثقل بالوجع الصاف الصِرف:
    أنا مستحيل أكون طبيعي
    أنا سويت فيش كذا انا أنا
    تنقص يدي اللي انمدت عليش تنقص يدي!!!


    مزنة لم تكن تستمع لشيء مما يقوله وهي تفاجئه بإمساك معصمه بقوة وهي ترص على أسنانها:
    زايد. أنا أنزف!!



    زايد قفز وهو يصرخ بجزع لا حدود له: أشلون تنزفين

    مزنة تضغط أسفل بطنها وتهمس بألم: أنا جيت ورا تميم أخب.


    زايد يصرخ بكل حرقة جوفه: وليه تخبين؟ يعني ماتدرين إنش حامل
    كان خليتيه يذبحني أحسن!!
    كان خليتيه يذبحني أحسن!! أنا أستاهل أستاهل!!


    كان يصرخ بحرقة حقيقية.
    لأول مرة يعجز عن السيطرة على نفسه بهذه الطريقة فمعرفته بمافعله بمزنة حتى لو كان عن غير قصد
    نــحـــــره!!
    نحره من الوريد إلى الوريد بكل معنى الكلمة!!


    حاول أن يشد له نفسا شعر به مسموما مؤلما وهو يدخل لخلايا رئتيه ويمزقها:
    دقيقة وحدة بأروح أدعي كاسرة تجيب لش ثياب ونمشي

    مزنة شدت على معصمه برجاء: تكفى يازايد لا تفضحني في عيالي وعيالك أكثر من كذا!!
    روح لغرفة مزون جيب لي جلابية ضافية وعباة
    ثم همست بألم حقيقي: خلاص الجنين رايح رايح وشو له يدرون فيه أو حد يشوف شكلي وأنا كذا
    بأروح أنا وأنت بس


    زايد استدار نحوها بألم مرعوب بالغ الحدة والجزع: وش يروح أذكري ربش اذكري ربش
    الحين بأجيش!! الحين ثواني بس







    **********************************








    هاهو يقف في الخارج.
    ويشعر أنه يحترق بكل معنى الكلمة
    يكاد يترمد من شدة الاحتراق!!


    " لا حول ولا قوة إلا بالله
    أنا السبب في كل شيء أنا السبب!!
    منذ البدايات كنت السبب!!
    طوال عمري كنت أتعذب من أجلها!!
    وحين أصبحت بين يدي عذبت نفسي وعذبتها!!
    (ينظر ليديه وأنامله!!)
    كم أتمنى لو استطعت أن أقص أناملي التي جرؤت على إيلامها!!
    كيف فعلت بها هذا كيف
    .
    أ تتألم من أجل علامات جسدية مؤقتة ستمضي بعد أيام
    وأنت تركت في روحها علامات ألم لن تمحيها الأيام "



    يقتله القلق. وهم أدخلوها للداخل وتركوه في الخارج يبدو كما لو كان كل شيء يتآمر ليدمر أعصابه رويدا رويدا!!


    أ حقا يكتب عليه الله عز وجل ذهاب هذا الطفل الذي يشعر منذ الآن بلهفة موجعة لضمه لصدره؟!!

    ربما كان طفل من مزنة حلما أكثر مما يستحق!!
    فهو يستحق العقاب ولا يستحق نعمة كهذه!!


    " ياربي عاقبني أنا
    مزنة وطفلها وش ذنبهم
    الذنب ذنبي بروحي!!
    اللهم إني استغفرك وأتوب إليك!!
    يا الله الرحمة من عندك!! "



    الوقت يمضي ويمضي وأعصابه تكاد تفلت
    حينا يجلس وحينا يقف
    وحينا يسير في الممر بيأس موجع!!
    كل الخيالات والصور تبدو موجعة له وأعصابه ماعادت تحتمل!!

    يكثر الدعاء أن يحفظ الله مزنة والطفل كلاهما.
    فهذا الطفل لو ذهب سينقطع تماما كل ما يربطه مزنة وكأنه لم يوجد!!


    " يا الله رحمتك رحمتك الواسعة!!
    لا تردني وأنا على بابك
    موجوع ومهموم بس كلي أمل في رحمتك!!"



    خرجت الطبيبة ختاما!!

    زايد قفز ليتلقاها ووجهه يعبر عن سوء حاله سألها بلهفة: شأخبارها طمنيني!!

    الدكتورة بهدوء: الأم والجنين كلهم تعبانين شوي

    زايد زفر بقوة بعد اختناقه المطبق: يعني الجنين مانزل

    الطبيبة بمهنية: لا مانزل الجنين ماعاد صغير في الأسبوع 13 الحين (الحمل يحسب من بداية آخر دورة شهرية)
    بس دقات قلبه ضعيفة جدا
    بصراحة أنا توقعت إنه ممكن يكون نزل لأن الأم كبيرة في السن وبذلت مجهود جسدي ونفسي كبير
    بس هي ماشاء الله عليها جسدها قوي وحافظ على الجنين!!
    لكن مادام النزف مستمر الخوف مستمر!!
    أنا عطيتها إبر تثبيت ولازم تظل نايمة على ظهرها لشهر على الأقل

    عندك مشكلة نجحز لها جناح وتظل عندنا في المستشفى؟!!

    زايد شد له نفسا عميقا نفس ارتياح بعد هذا الشد المضني:
    لا طبعا ماعندي مانع .
    ثم أردف برجاء حازم: دكتورة لو سمحتي أبي أشوفها بنفسي خمس دقايق
    ثم أبي أسمع نبض الجنين بنفسي لو تكرمتي!!


    زايد دخل عليها كانت نائمة

    رؤيتها بهذا الضعف هزت قلبه هزا!!

    جلس جوارها ورغم عنه وجد أنامله تتجه لتتحسس عضدها حيث تركت أنامله أثاره التي أدمت روحه بفيضان من دم وألم


    أي حب مؤلم هو هذا الحب!!
    أ يتمسك بها لهذه الدرجة المؤلمة وهو يقرر أن يتركها صباح الغد
    أ كان عقله الباطن يرفض بكل الوجع ماقرره عقله الواعي لذا كان يرفض إفلاتها


    مال ليقبل عضدها بيأس حفر روحه روحا

    حينها فتحت عيناها بضعف
    همست باختناق وعبرتها تسد مسارب حنجرتها: راح الجنين

    قبل أن يجيبها دخلت الدكتورة وهي تبتسم: ها نسمع

    مزنة لم تفهم لماذا كانت تريد الدكتورة وضع الجهاز على بطنها
    فهي كانت منهارة من التعب ونائمة ولم تسمع النبض في المرة الأولى

    بل هي لم يسبق أن سمعت نبضه إطلاقا
    فهي لم تذهب لطبيبة حتى الآن لانشغالها بالكثير من الأشياء
    واكتفت بأقراص حمض الفوليك حين علمت بحملها

    حين سمعت صوت الدقات الضعيفة التي بالكاد تُسمع
    تزايدت أنفاسها ثقلا وبدأت دموعها تسيل بصمت مثقل بسعادة ما أقربها من الألم وما أشبهها به!!


    زايد مد يده ليمسح دموعها بألم حقيقي والطبيبة خرجت لتتركهما بحريتهما


    بينما زايد وقف ليقبل جبينها وهو يهمس قريبا من أذنها بوجعه وسعادته:
    شفتي رحمة ربي الله سبحانه ما يبي الرابط اللي بيننا ينقطع!!

    مزنة همست بصوت مبحوح وهي عاجزة عن النظر له فالتعقيد بينهما بات أكثر كثافة بكثير: أبي أروح للبيت!!

    زايد بجزع: وش تروحين الدكتورة تقول شهر نايمة على ظهرش
    أنتي بتقعدين هنا في المستشفى

    مزنة بجزع أشد: ما أقدر أخلي إبي ذا كله مستحيل!!

    زايد برجاء: خلش أسبوع واحد بس في المستشفى لين يستقر حالش!!
    الدم أساسا ماوقف

    حينها همست بسكون: زايد لو سمحت روح وخل كاسرة تجيني وما أبي حد غيرها يدري إني هنا ذا الحين







    ******************************************






    " فهد أنا تعبت من السهر أبي أنام!! وراي جامعة"



    فهد لا يريد أن يصمت عن الكلام ولا يريدها أن تصمت
    لم يشبع من حديثها ولا من رؤية عينيها ولا التواء شفتيها حين تتكلم!!


    همس بولع دافئ: يا النصابة محاضرتش الساعة 10 اسهري معي شوي
    ما تتخيلين وش كثر اشتقت لش!!

    حينها ابتسمت بشقاوة عفوية: وش كثر يعني!!

    حينها تمدد ليسند رأسه إلى فخذها وهو يتناول أناملها ويقبل رأس كل أصبع من أصابعها بدفء:
    كثر ماحلمت إني أحب كل أصبع من أصابعش خمسين ألف مرة في اليوم
    الإبهام خمسين ألف مرة (قالها وهو يقبل رأس إبهامها)
    السبابة خمسين ألف مرة (قالها وهو يقبل رأس سبابتها)
    الوسطى خمسين ألف مرة (قالها وهو يقبل رأس وسطاها)
    البنصر خمسين ألف مرة (قالها وهو يقبل رأس بنصرها)
    الخنصر خمسين ألف مرة (قالها وهو يقبل رأس خنصرها)

    كل عبارة كان يلفظها ببطء دافئ متجذر يرافقها قبلة أكثر دفئا!!
    يتنفسها كما لو كان يتنفسها من أقصى خلايا روحه!!


    جميلة شدت يدها برفق من يده وهي تمسح على خصلات شعره بيأس
    بقدر ما أرهقت كلماته ولمساته قلبها الغض!!
    بقدر ماتجد نفسها عاجزة عن التجاوب معه أو تقبله كما يُفترض!!
    لا تعلم كيف يجتمع الشعورين في ذاتها
    تتأثر بلمساته وكلماته لأبعد حد. ومع ذلك تجد نفسها عاجزة عن التفاعل معه!!

    فهد صمت وهو يحتضن كفها قريب من قلبه
    همست جميلة من باب اللياقة: وش فيك كتمت


    فهد هتف بسكون: ما كتمت. بس أحاتي ولد صالح بكرة وعمليته!!
    بأوديش الجامعة وعقبه بأمرهم شوي
    ولو أني مستحي عشان هل مرته كلهم هناك!!


    ابتسمت جميلة: تعرف تستحي جديدة ذي!!

    ابتسم فهد: تخيلي إني أعرف!!






    *************************************






    " أمي مزنة ما أدري ليش ماجات
    هي قالت لي إنها بتجي معي!!
    أدق على تلفونها مسكر!!"



    تميم يشعر بحرج مريع مما حدث بالأمس عاجز عن معاودة وضع عينه في عين والدته أو زايد
    أشار باصطناع: أمي رجعت لبيتها البارحة. يمكن انشغلت
    أنا وأنتي بنروح وهذا أنا معش. أنا ما أكفي!!


    سميرة أشارت بشجن: تكفي ونص
    بس أنت كنت قلت لي إنك ماتقدر تقعد جنبي عشان مستحي من أختي ومرت غانم!!
    وبتوقف بعيد

    تميم تنهد: بأقعد أنا وأنتي على الطرف بعيد شوي بس عنهم!!


    سميرة بتأثر: الله لا يحرمني منك ياقلبي!!







    ***********************************








    رد مع اقتباس  

  7. #277  
    المشاركات
    3,260

    " يمه شا اللي صار"

    مزنة بسكون: تعبت في الليل واتصلت في زايد يوديني!!

    كاسرة بعدم تصديق: يمه تميم عندش في البيت تتصلين في عمي زايد وأنتي زعلانة عليه!!!

    مزنة همست بثقة قدر ما سمح لها إرهاقها المتزايد: تميم مايدري إني حامل واستحيت يدري بذا الطريقة
    وخصوصا إنه ولد نجلا عنده عملية اليوم
    وهو بروحه مبتلش مع مرته
    لقيت أهون الشرين إني أتصل في زايد!!


    بدا المبرر مقنعا لكاسرة إلى حد ما لذا أردفت باهتمام: زين أنا جايبة لش ملابس ماتبين أبدل لش ثيابش

    مزنة بإصرار: لا. بأبدل بروحي

    كاسرة بطبيعية: زين براحتش بس عمي زايد ينتظر برا يقول لا خلصتوا نادوني!!

    حينها همست مزنة بحزم مرهق: كاسرة لو سمحتي اطلعي لزايد وقولي له
    إني ما أبيه يجي يزورني
    وأنا لا طلعت من المستشفى رجعت بنفسي للبيت
    على الكلام اللي هو قاله لي أول مرة ينزل في جناح علي ومايحتك فيني ولا يكلمني!!


    كاسرة بصدمة: يمه وش ذا الكلام

    مزنة تنهدت بذات الحزم المرهق الموجوع: انا تعبت أدور عذر أقوله لتميم وسميرة ليه أنا قاعدة عندهم في البيت ومالقيت!!
    ومهيب زينة في حقي حامل وفي عمري وطالعة من بيت رجّالها!!
    وأبي منش ترجعين ملابسي لغرفتي وقت مايروحون تميم وسميرة لشغلهم!!


    حينها همست كاسرة بحزم: الملابس بأرجعها بس الكلام اللي غيره قوليه لرجالش بنفسش
    اسمحي لي يمه ما أقدر أقول لعمي كذا!!


    مزنة تنهدت وكاسرة تصمم على رأيها وتتصل بزايد ثم تتوجه لغرفة الجلوس الملحقة وتغلق الباب بينها وبين والدتها

    زايد دخل
    الإرهاق باد عليه فعلا لم ينم منذ البارحة ولم يغير ملابسه حتى ولم يذهب لشركته


    مال ليقبل رأسها لكنها أشاحت بوجهها. الأمر بينهما بات معقدا لأبعد حد
    حتى من ناحيته

    بات عاجزا عن النظر لوجهها وهو يتخيل كيف غاصت أنامله القاسية في ليونة جسدها لدرجة أنه أدماها

    ثم لا تشتكي أبدا. بينما يخبرها هو بدم بارد أنه لا يريدها!!

    جلس قريبا منها وهو يهتف باهتمام: أشلونش الحين

    أجابت بسكون: الحمدلله
    ثم أردفت بحزم تخفي خلفه اختناقا مرا: فيه عندي كلام أبي أقوله لك!!

    مزنة أخبرته بما تريد بشكل مقتضب موجوع حاد
    كانت تتألم أكثر منه بكثير بكـــثـــيـــر!!!


    كان وجهه خال من التعبيرات تماما وهي تتكلم
    وحين انتهت كانت صدمتها الحادة أنه هتف بحزم وهو يقف:

    وأنــــــا مـــوافـــق!!




    ثم غادرها.






    *************************************









    " نجلا ياقلبي هدي أعصابش شوي
    مايصير اللي أنت مسويته في روحش!!"


    نجلاء بين طوفان دموعها تهمس باختناق: بأموت ياصالح بأموت
    حاسة قلبي مهوب بين جنوبي
    خايفة عليه خايفة ما يتحمل العملية!!


    صالح شد على كفها بحنو شديد: لا تحاتين إن شاء الله ربي ما يخيبنا
    ونطلعه هو وأخته من المستشفى في يوم واحد!!




    .
    .

    زاوية أخرى






    " غانم اقعد شوي حرقت أعصابك!!"


    غانم بتأفف قلق: تاخروا واجد وماحد حتى طلع يطمنا!!

    حينها همست مزون بتقصد وهي تريد إخراجه من جو التوتر قليلا وفي نفس الوقت توصل له رسالة:
    غانم لو قلت لك إنه ضرسي ذابحني وبأموت من الوجع وابي أروح للدكتور الحين
    بتوديني


    غانم بحزم: اسمحي لي باقول لضرسش ينتظر شوي مايضره!!

    مزون همست بذات التقصد: طيب ولو أنا زعلت عليك عشانك ماوديتني
    وش تقول

    غانم بذات الحزم: بأقول ماعندش سالفة لاني مستحيل أخلي أختي وهي في ذا الوضع!!


    حينها ابتسمت مزون بشفافية وهي تربت على فخذه: شفت إنه غلا الأهل مايتعارض مع غلا شريك الحياة
    أنت البارحة سحبتني من عند إبي ماحتى قعدت معه عشر دقايق وهو راجع من سفر عقب أسبوع
    وماقلت لك شيء ومع كذا أنت تأففت إنه اهتمامي في هلي مبالغ فيه بينما هذا هو الشيء الطبيعي بين الأهل!


    حينها ابتسم غانم بشجن متأثر وهو يربت على يدها التي تتمدد على فخذه.





    .
    .



    يحتضن كفها في كفه
    صــامــتــان صـامـتـــان!!


    مكتفية بصمته وبقوة تدفق مشاعره
    لو خيروها الآن بين كل كلمات العالم وبين صمته
    لأختارت صمته بدون تردد!!
    فقوة صمته فاقت في تأثيرها عليها همسات العالم وصرخاته!!
    فما قيمة كلمات باردة لن توصل لها حتى نصف ماتشعر به الآن من تفاعله معها؟!!

    رغم قِصر المدة التي عرفت فيها غانم الصغير
    ولكن من أول مرة حملته فيها شعرت أن مشاعرها تذوب من أجله!!
    ربما لأنها هذه المرة حين حملته.
    حملته بروح مشفقة على طفل مثله!!

    ليس كأحساسها بخالد وعبدالعزيز مجرد خالة محبة!!
    هي الآن تشعر فيه بمشاعر أم!!
    ولذا مشاعرها من أجله بلغت أفصى غايات العمق والألم
    وهي تتخيل كيف ستكون الحياة خالية من هذا الكائن الصغير المبهج


    كانت تشد على كف تميم بقوة وهي تمتم بكلمات الدعاء

    تميم أشار لها بيد وحدة بماذا تتمتم لأنه يشعر بذبذبة خروج الكلمات من بين شفتيها المغطاة بالنقاب



    أشارت سميرة بوجع عميق وإيمان أعمق:
    أدعي ربي يخلي لنجلا ولدها
    وما يحرمني أشيل ولدنا بين إيدي !!!!





    .
    .




    " أم غانم الله يهداش أنتي مرة معش ضغط
    ذا البكاء كله مهوب زين لش
    شوفي عيونش أشلون تنفخت"


    أم غانم همست بصوت مبحوح من بين دموعها الصامتة: والدموع وش عازتها إلا ذا الحين
    بنتي وعيالها حارقين قلبي


    أبو غانم بمؤازرة مثقلة بالإيمان: لا تحاتين ربي مهوب مخيبنا إن شاء الله
    الله عالم وش كثر دعيت له من قلبي اليوم من عقب صلاة الفجر لين الحين
    جعل الدعوة تصادف ساعة إجابة







    **********************************






    " هاحبيبتي تأخرتي ما تبين تروحين للدوام"


    عالية باستعجال وهي ترد على هاتفها: لا فديتك أنت نسيت
    قلت لك البارحة بأروح لبيت هلي عشان عيال عمي راشد الصغار بيحطونهم أهلهم هناك
    وأنا واعدة أمهم أخلي بالي عليهم لين تخلص عملية غنومي بالسلامة
    وبعد عيال صالح هناك وما أبيهم يجننون أمي!!

    عبدالرحمن بمودة: زين يا الله أنا في السيارة


    عالية خرجت باستعجال وهي تتجه للمقعد الخلفي لتسمع صوت عبدالرحمن يحادثها بمرح: قدام يامدام
    أنا سواقش وتحت أمرش بس أنا سواق يحب عمته تقعد جنبه


    عالية شهقت بعنف وهي تغلق الباب الخلفي وتتجه للأمامي وتفتحه وتقف أمامه مذهولة لثوان لا تتحرك حتى عيناها

    عبدالرحمن بإبتسامة رائقة: يا الله يامدام دريول جنابش وراه محاضرات

    عالية انتفضت بخفة وهي تتمتم بكلمات متناثرة: عبدالرحمن من جدك تبي تسوق

    عبدالرحمن برجاء: علوي قلبي اطلعي قبل يطلع إبي ويشوفني
    ترا أمس سقت ورحت لدوامي بروحي
    واليوم قلت بأسوي لش مفاجأة
    مادريت إنها بتكون مفاجأة كئيبة لش

    حينها همست عالية باختناق وهي تركب جواره وتغلق بابها:
    كئيبة لولا إني خايفة تضحك علي وتقول هذي صارت هندية من قلب
    وإلا كان سويت لك سيول في السيارة


    عبدالرحمن شد كفها وهو يحرك السيارة ويهمس بولع حقيقي:
    يعني يا قلبي مافيه فرحة إلا بذا الدموع الغالية


    عالية تنظر له بانبهار والسيارة تخرج للشارع وتهمس بأنفاسها المبهورة المتصاعدة:
    لا صارت الفرحة أغلى من الدموع وش حيلة الواحد غير الدموع.!!








    **********************************







    طال الانتظار
    والأعصاب أوشكت على التلف إن لم تكن تلفت!!


    فاطراف نجلاء بدأت ترتعش بحدة وصالح يحاول تهدئتها دون فائدة وهي تتفلت منه

    دموع سميرة باتت تنسكب بغزارة غير طبيعية وتميم قلبه يذوي مع كل دمعة تنزل من عينيها


    أم غانم أخذها أبو غانم للطوارئ القريبة لأن الضغط ارتفع معها لمستويات عالية
    وعادا دون أن يعرف أحد سبب ذهابهما


    غانم له أكثر من ساعتين ماعاد قادرا على الجلوس حتى!!


    حتى خرج الطبيب قطرات العرق مازالت تلتمع على جبينه
    والجميع ركضوا نحوه
    عدا مزون التي بقت في الزاوية خجلا من صالح
    وتميم الذي وقف في زاوية أخرى حرجا من نجلا


    ابتسم الطبيب وأخيرا ابتسامة: الحمدلله العملية ناجحة


    لتنهار نجلا بين يدي صالح وتسقط أرضا وهي تنتحب
    وأسرتها بكاملها تجتمع حولها والكل يتلقفها بالأحضان والتهاني والتهدئة







    *********************************






    " كاسرة وين رحتي"


    كاسرة تحتضن هاتفها وتخرج بالهاتف من عند والدتها النائمة لغرفة الجلوس
    وتهمس بخفوت: كساب اتصلت لك ومارديت علي
    وعقب أرسلت لك إني باروح مع إبيك

    كساب بحزم: كنت في اجتماع والمسج وصلني
    السؤال هو وين رحتي مع إبي

    كاسرة تنهدت: المستشفى الأهلي!!

    حينها تحولت نبرة الحزم لنبرة قلق عميق: ليش حاسة بشيء فيش شيء


    كاسرة تنهدت: أمي هي اللي تعبانة


    تحولت نبرة القلق المثقلة باللهفة لنبرة قلق مختلط بالاهتمام وبالاحترام:
    ليش عسى ماشر

    كاسرة بحذر: تعال هنا واقول لك!!


    كاسرة كانت قلقة من كيفية إخبار كساب بخبر حمل والدتها
    تجهل كيف ستكون ردة فعله
    لن يغضب بالتاكيد ولكنها تخشى أن يثور فيها لأنها لم تخبره قبلا


    وبشكل عام مطلقا لا تشعر بالذنب لأنها لم تخبره
    لأن هذا سر ائئتمنته عليها والدتها وكما حافظت على أسراره لابد أن تحافظ على أسرار سواه

    لكن الآن بما أن والدتها دخلت المستشفى سيبدأ الخبر بالانتشار
    وحقه الآن عليها أن يكون أول من يعلم!!


    لم يستغرق حتى نصف ساعة حتى وصلها
    أدخلته لغرفة الجلوس
    وتركت الباب مفتوحا بينها وبين والدتها حتى تسمعها لو صحت من نومها

    كساب جلس وهو يهمس بنبرة خافتة عامرة بالقلق: وش فيها عمتي

    كاسرة صمتت لثوان ثم همست بسكون: حامل!!

    كساب اتسعت عيناه بذهول وبدا لدقيقة غير قادر على الاستيعاب: نعم

    كاسرة بابتسامة لم تستطع منعها: سمعتني!!

    حينها لم يستطع إلا أن ينفجر في الضحك وهو يحاول كتم صوت ضحكاته حتى لا تصل للنائمة في الداخل

    كاسرة اتسعت ابتسامتها بعفوية وهي تراه يضحك هكذا بل لأول مرة تراه يضحك بهذه الطريقة


    كساب يحاول أن يتماسك من ضحكاته: بصراحة خبر الموسم كان ودي أكون من يبشر إبي وأشوف وجهه بس!!
    مهوب هينين الشيبان يبون يغطون علينا
    من جدش كاسرة من جدش
    لحد الحين ماني بمصدق!!


    كاسرة بابتسامة متسعة: ليه هم مسوين جريمة
    إذا أنت شايف إبيك شيبه ترا أمي توها!!

    انطفئت ابتسامة كاسرة قليلا وهي تهمس: بس كساب جاوبني بصراحة
    وتراني ماراح ازعل
    أنت فرحان بالخبر وإلأ


    حينها مد كساب كفه ليحتضن كفها وهو يهتف بحزم رجولي صميم:
    وليش ما أفرح حتى لو شيبت أنا الأخوان عزوة.
    وإبي واجد تعب معنا. دفن شبابه كله علينا يحق له الحين يستانس وينبسط
    إلا قولي لعمتي نبي منها بعد اثنين ثانين
    نبيها تجيب ولدين وبنت مثل ماجابت أمي
    أنا بس تفاجأت بالخبر لأنه كان غير متوقع!!


    كاسرة بنبرة حذرة نوعا ما: ما أدري يمكن تكون من اللي يقولون
    اللي في سنهم المفروض يتفرغون لأحفادهم مهوب في طفل صغير يبتلشون فيه
    أو متى بيلحقون يربونه


    كساب هز كتفيه بحزم: تدرين التفكير هذا أحسه أكثر تفكير متخلف وأناني في العالم
    لأنه أبيك وأمك ربوك ودللوك وخلاص. تبي الدلال اللي كان لك يروح لعيالك وحاسد فيه أخيك أو أختك الصغار

    زين أنت وين رحت يا الدبش العود
    دلع عيالك بنفسك وخل الشيبان يستمتعون بولدهم الصغير
    ولا تحاتي بيجي ولدك نصيبه من الدلع من جدانهم لأنه هذي فطرة فيهم

    أما على العمر حد يدري متى يومه. يمكن حن نودع قبلهم
    ياكثر اللي ماتوا وهم شباب وعيالهم ربوهم جدانهم وعاشوا لين زوجوهم وشافوا عيالهم!!

    تدرين كاسرة يمكن فيني عيوب كثيرة بس عمري ماكنت أناني بذا الطريقة عشان أفكر ذا التفكير



    حينها احتضنت كاسرة عضده لتقبل كتفه وهي تهمس بابتسامة شفافة:
    ياحلو التفكير الرايق ياناس!!
    صاير تقول تحف

    كساب احتضن ذراعها وهو يهمس بخبث باسم: بس عقب ماخذتش
    أعترف إني بديت أصير أناني. وأبيش حقي بروحي أنا وبس
    أفكر بطريقة جدية أغار من ولدي عشانه بيأخذش مني!!


    ابتسمت كاسرة بشفافية أكبر: أبي أدري من وين صاير تطلع مواهبك المدفونة

    كساب بنبرة استكانة تمثيلية: موجودة من زمان بس أنتي ما تعطيني مجال!!
    ثم أردف باهتمام وهو ينظر لساعته: عندي اجتماع بعد ساعة
    أبي أسلم على عمتي قبل أروح

    كاسرة برقة: بس هي نايمة الحين

    كساب بذات النبرة المهتمة: زين بأطل عليها بس مايصير وصلت لين هنا وما أطل عليها

    كاسرة بتردد: أخاف تزعل إنك شفت وجهها

    كساب يبتسم: عاد أمش على ذا التفكير تقولين عجوز عمرها 80 سنة
    مهوب وحدها توها في نص الاربعينات ومتعلمة

    كساب وقف وتوجه ناحيتها وكاسرة توجهت للداخل خلفه

    كساب كان يريد أن يميل ليقبل جبينها لولا أن كاسرة شدته برجاء خافت:
    تكفى كساب لا تقومها هي تعبانة كلش توها نامت. من فجر وهي صاحية


    كساب التفت وهو يهمس لكاسرة بخفوت محمل بنبرته اللئيمة:
    ما ألوم أبو كساب يستخف على أمش!!
    إذا أنتي عقب 20 سنة بتقعدين حلوة كذا
    وعد ما أتزوج عليش!!


    كاسرة قرصته في عضده وهي تهمس بمرح شفاف:
    تتزوج في عينك
    ما أرخص لك تتزوج ولا أبيح منك إلا لو كنت أنا مودعة الدنيا بكبرها!!






    ****************************************





    " نجلا فديتش اقعدي شوي!!"


    نجلا بنبرة حزن مثقلة بالألم المعنوي قبل الجسدي: تعبانة سميرة تعبانة الحليب تحجر في صدري
    وصدري ذابحني!!
    وياخوفي عيالي كلهم بيطلعون من المستشفى وأنا خلاص مافيني حليب!!

    سميرة بمؤازرة: روحي لمستشفى الولادة خلهم يشفطون لش الحليب
    أنا عند غنوم
    ولو إنه وقفتنا كذا عند القزاز مالها فايدة هم قايلين ماراح يسمحون لحد يدخل عليه لين يتجاوز 48 ساعة


    نجلا تنهدت: قلبي مهوب قاويني مخلية كل واحد منهم في مستشفى وارجع للبيت

    سميرة بتأثر: زين وعزوز وخويلد مالهم نصيب!!

    كانتا الاثنتان تتحاوران ولم ينتبها لمن كان يقترب
    كان صالح وبيده شيء صغير ملفوف

    نجلاء حين رأته شهقت بكل قوتها وهي تتهاوى فعلا لتسندها سميرة!!

    صالح ابتسم بأبوية شاسعة وهو يضع الصغيرة بين يديها ويهمس بحنان:
    اخذي بنتش وروحي البيت
    أنا بأقعد عند غانم


    نجلاء احتضنت الصغيرة وهي تنتحب بشكل مؤلم
    وتقبل بلهفة كل ماهو ظاهر من وجهها الصغير!!

    سميرة شدت الصغيرة برفق وهي تهمس من بين سيول دموعها الصامتة تأثرا لحال أختها:
    نجلا بس ذبحتيها مافيها حيل لذا الحبب كلها

    نجلاء ضمت عباءتها على صدرها بحرج وهي تهمس باختناق:
    سميرة خلينا نمشي
    ملابسي غرقت حليب من لما شفت إبيها جايبها!!







    *******************************************







    " وضحى أنتي تبكين"


    وضحى تهمس في الهاتف باختناق وهي ترد على جزع كاسرة:
    أمي وينها أتصل عليها تلفونها مسكر!!
    أبيها تجيني الحين أو أنتي تجيني لو نايف هنا كان جيتكم بنفسي
    بس نايف في الدوام


    كاسرة تهمس بثقة تخفي خلفها ارتباكها: أنا وأمي مانقدر الحين
    أنتي وش فيش عسى ماشر!!


    وضحى بذات نبرة الاختناق: تخيلي كاسرة أنا رايحة للمطبخ أسوي حلا عشان سلطانة قالت لي إنها بتجي تتقهوى عندي!!
    تجيني الخدامة تقول سلطانة جاية عندها غرفة الغسيل تشوف غسيل ملابس نايف وكويهازين وإلا لأ

    ليه يعني وش شايفتني ما اعرف أرتب أغراض رجّالي
    بأموت كاسرة بأموت ما أقدر أقول شيء لانها ماواجهتني
    وما ابي أروح أقول لها ليه تروحين من وراي

    كاسرة تنهدت: شوفي وضحى أنا ما أقدر أنصحش في ذا الموضوع.
    لانه لو هو أنا كان تصرفت تصرف يخلي نايف وخواته يقفون على رؤوسهم
    بس أمي حذرتني أنا بالذات ما أعطيش نصايح في ذا الموضوع
    فخذي عقب من رأس أمي!!


    وضحى تنهدت: خلاص كاسرة أنا بس كنت أبي أشتكي لا أنفجر انا بأتصرف
    بس أمي وينها أبي أصبحها بالخير بس!!


    كاسرة شدت لها نفسا عميقا: اتصلي في نايف واستئذنيه تطلعين
    وأنا بأرسل لتميم رسالة يجيبش
    أبيش أنتي وتميم تجوني الحين!!





    .
    .
    .







    رد مع اقتباس  

  8. #278  
    المشاركات
    3,260
    صامتان كلاهما منذ أبلغتهما كاسرة بالخبر وهي تحمد ربها أن والدتها نائمة
    حتى لا ترى ردة الفعل المبهمة لتميم ووضحى


    قد يكونان كلاهما مصدومان من الخبر.
    ولكن سبحان الله ظروف كل منهما الحالية هيأته لتقبل الخبر تماما

    وضحى الصغرى أصبحت ربة بيت مشغولة بمشاكلها الشخصية
    وهي منذ البداية من كانت أجبرت والدتها على هذا الزواج

    فهل تستنكر الآن أن ينتج عن الزواج الذي سعت له هي طفل


    تميم ربما لو تلقى الخبر بالامس لكان أبدى امتعاضا ما منه
    ولكنه الآن متقبل له بل يدعو الله أن يحفظ هذا الجنين لأمه حتى لا يشعر بمزيد من الذنب!!

    فهو يشعر بإحساس ذنب شديد المرارة أنه هو السبب لما حدث والدته حتى لو لم يقل له أحدا ذلك
    بل وزادها بالتهجم على عمه بدون ذنب!!!
    فهو ربما برضاه عن الخبر يكفر عن ذنبه تجاه الاثنين كما يشعر به!!


    كاسرة همست وأشارت بحزم في ذات الوقت: وش فيكم ساكتين
    حد منكم معترض


    تميم هز كتفيه: ومن اللي يعترض على رزق رب العالمين بس الخبر صدمنا شوي!!

    وضحى لم تزد على أنها همست بتأثر: أمي عسى مهيب تعبانة الحين!!

    كاسرة تنهدت: تعبانة شوي
    تبي لها شوي راحة وتكون زينة إن شاء الله!!






    *********************************








    " ليش تقعدينه في حضني
    كنت أبي أقعده في حضن زايد!!"


    ابتسمت عفراء وهي تنظر لزايد جالسا في حضن والده المبتسم الذي يغمره بقبلاته الحانية: ابيه يطلع مثلك


    ابتسم منصور: يا بنت الحلال كان خليتينا نقعده في حضن زايد وإلا علي
    كود ما يجيه طبايعي الخايبة أنا وكساب!!
    لأنه كساب زايد قعده في حضني وأنا عمري 15 سنة

    عفراء بمودة غامرة: ياحظه لا طلع مثلك أنت وكساب!!


    (لدينا معتقد طريف أنه الطفل لا يقعد بشكل مستقيم حتى يكمل أربعة أشهر وزيادة
    حتى يصبح ظهره طويلا!!
    ثم حين يجلس إن كان صبيا ففي حضن رجل وإن كانت صبية ففي حضن امرأة
    ولا يكون الاختيار عشوائي بل يكونان من أهل الخير والكرم "والسنع"
    حتى يصبح الصغير يشبه من جلس في حضنه!!

    وهو مجرد معتقد قديم طريف ماعاد أحد يقوم به إلا على سبيل التكريم!!
    يعني حينما تجلس ابنك في حضن أحدهم لأول مرة تنبئه كم أنت تقدره وتحترمه!!)



    منصور يبتسم وهو يمدد زايد على في حضنه ويلاعبه: على طاري كساب أشوفه ذا الأيام النفسية فوق الريح
    والابتسامة 24 ساعة شاقة

    ابتسمت عفرا: فديت قلبه شكله استقر حاله عقب حمال مرته!!

    منصور بنبرة مقصودة: عقبال مايستقر حال عيالنا!! ويجيبون لنا عيال!!

    ضحكت عفرا برقة: أما أنت يامنصور الظاهر إنك شيبت
    ماعاد وراك سالفة غير فهد وجميلة. خلهم في حالهم وانسى منهم


    ضحك منصور وهو يحك رأسه بتفكير: أنسى منهم صعبة ذي
    بس بأحاول

    ثم أردف بخبث: بأنسى منهم إذا جبتي لي ولد ثاني وإلا بنية
    عشان واحد ما يكفي يشغلني!!
    تدرين حتى اثنين مايكفون!!
    إذا جبتي أربعة فكيتهم مني ومن حنتي ونشبتي في حلوقهم!!

    ثم أردف برجاء باسم مغلف بحزمه الطبيعي: يا الله عفية على الشاطرة عمر زيود قرب على خمس شهور خلي المانع!!

    ضحكت عفراء بذات الرقة: بس منصور لا تحاول
    يعني قعدت وراي لين خليتيني قدمت تقاعد
    بس خلاص مهوب كل شيء ينفع فيه الـحَنة

    رفع منصور حاجبا وأنزل آخر وهو يهمس بخبث باسم : زين نشوف حنتي بتجيب نتيجة وإلا لأ !!







    ************************************






    " ياربي عليش يانجلا!!
    صدق عرق خالي هريدي العاطفي ضارب عندش التوب!! "


    نجلا تحتضن صغيرتها بين ذراعيها ودموعها تسيل بغزارة وهي تهمس بصوت مبحوح تماما:
    ماتخيلت ياسميرة ولا حتى واحد في المية إنها ممكن ترضع من صدري
    صار لها شهر في الحضانة ويعطونها رضاعات
    ماتوقعت إنها ممكن تقبل صدري!!


    سميرة متأثرة بالفعل ومع ذلك تحاول التماسك من أجل نجلا:
    شفتي أشلون إحساسها فيش سبحان الله
    بس يا نجلا طالبتش شوفي أشلون عيون خالد وعزوز متعلقة فيش
    وكل ماشهقتي الثنين فزوا


    نجلا ناولت المها لسميرة ثم نهضت بنفسها لتجلس بين الأثنين وتحتضنهم بقوة حانية
    وتهمس لهم بحنان: تبون تروحون تلعبون وتتعشون عقب برا

    الاثنان هزا رأسيهما بجذل طفولي

    ابتسمت نجلا بحنان غامر: خلاص أنا بأكلم غانم وهزاع اللي منهم فاضي بيوديكم
    والمرات الجاية بابا هو اللي بيوديكم
    ولا صاروا أخوانكم الصغار زينين أنا بأروح معكم بعد!!








    ****************************************









    " باركي لأبيش!!"


    مزون تهمس بابتسامة شفافة وهي تنظر لغانم الذي يلبس حتى يذهب بابناء شقيقته:
    أبارك له بويش بشرني!!
    خذ مشروع كبير

    ابتسم كساب وهو يخفي توجسه من ردة فعلها على الخبر: كل مشاريع أبيش كبيرة اللهم لا حسد.
    شيء أحسن بعد

    مزون بمرح: أمممممم صار وزير

    ضحك كساب: يستاهل بس بعد لا!!

    مزون برجاء: كساب يا الله فديتك قل لي


    كان غانم ينظر لها ويبتسم وهو يرى كم ابتسامتها مشرقة لمجرد أنها تهاتف كساب (اللهم أوعدنا!!)

    لذا انطفئت ابتسامته ما أن رأى ابتسامتها انطفئت وصوت كساب المرح يصب في أذنها:
    بابا بيصير بابا للمرة الرابعة

    كساب صمت لثوان ينتظر ردها لكن الرد لم يصله لذا همس بقلق:
    مزون حبيبتي وش فيش

    أجابته بتبلد: مافيني شيء بس مصدومة!!


    كساب تنهد: أنا كنت عارف إنش يمكن تضايقين من الخبر
    عشان كذا قلت أبلغش في التلفون ما أحب أشوفش متضايقة
    والشيء الثاني قلت يوصلش الخبر قبل ما تواجهين إبي
    عشان إبي يستاهل إنش تكونين فرحانة عشانه!!

    مزون بذات التبلد: بس أنا لا فرحانة ولا زعلانة!!


    غانم اقترب ليجلس جوارها شعر أن هناك شيء غير طبيعي يحصل!!


    كساب شد له نفسا عميقا ثم هتف بحزم:
    أنتي الحين مرة متزوجة ولاهية في حياتش وبكرة بتحملين
    إذا جيتي فرحانة بحملش وقلتي لأبيش يبه أنا حامل
    وقال لش: خير لاني بفرحان ولا زعلان!!

    وش ردة فعلش

    مزون تنهدت: أكيد بأحزن. وأخذ على خاطري!!

    كساب بحزم: وصلنا خير
    الإحساس اللي تكرهين إن إبيش يحسسش فيه لا تحسسينه فيه!!



    انتهى الاتصال
    مزون وضعت هاتفها جانبا ثم مالت لتضع رأسها على كتف غانم
    غانم احتضنها بحنو: عسى ماشر


    مزون بذات النبرة المتبلدة: مرت إبي حامل


    غانم ابتسم: أفا يامزون عقب ماكنت ما أسمعش تقولين لها إلا عمتي مزنة
    ولا كلمتيها تقولين يمه. الحين صارت مرت أبيش بس!!
    والمرة تتصل فيش وتسأل عنش أكثر حتى ما أمي تتصل فيني!!


    مزون بذات النبرة المتبلدة: أنا ماني بزعلانة من عمتي أنا زعلانة من إبي!!

    حينها ضحك غانم: لا حالتش صعبة

    مزون زفرت: أدري حالتي صعبة وكلامي مهوب منطقي
    بس غصبا عني
    تخيل 23 سنة وأنا الحشاشة الحين يجي غيري
    أدري تفكير أناني بس غصبا عني!!


    غانم تنهد بابتسامة: أجل أختي سميرة وش تقول
    20 سنة وهي بروحها وعقبه يجي وراها 2 ورا بعض وهي موجودة في البيت وهي اللي ساعدت أمي فيهم
    لكن انتي خلاص صرتي عند رجال ومشغولة في حياة جديدة
    لو صار ذا الحمل وأنتي عندهم أدور لش عذر
    بس الحين لأ

    ثم أردف وهو يغمز: وين اللي اليوم الصبح عطتني محاضرة في العظم إن الواحد لازم مايكون أناني!!
    ويفكر في غيره مثل مايفكر في نفسه!!






    *************************************






    في الليل
    .
    .


    أربع فتيات مجتمعات عندها.
    تشعر بالحرج أن تضع عينيها في أعينهن
    كلهن مبتسمات ويتبادلان الحوارات المرحة
    ولكنها تعلم أن كل واحدة منهن تخفي شعورا مبطنا بالألم!!
    أو لنكن أكثر تحديدا ثلاث من الفتيات الأربع!!


    فكاسرة منذ البداية تقبلت الخبر بأريحية!!


    وضحى تختزن شعورا غريبا بالاحتياج فهي فعلا تحتاج لأمها وقوتها في مواجهة ظروف حياتها الجديدة
    ولكن ربما كان هذا ختاما في مصلحتها فهي من يجب أن تجابه مشاكلها بنفسها
    وهي تعلم يقينا أنها غير عاجزة عن ذلك لكنها احتاجت للنصيحة الممزوجة بالخبرة التي لا يستغني عنها عاقل!!



    مزون تختزن شعورا غريبا بالغيرة قد تكون حدته خفت مع خفوت الصدمة
    ومع كلام كساب وغانم وحتى علي الذي هاتفها فور معرفته بالخبر!!

    اتصلت وباركت لوالدها وهي تظهر فرحها من أجله فقط
    ومع ذلك بدا لها في نبرته الحازمة المعتادة رائحة حزن عجزت في تفسيرها!!


    سميرة. حزن شفاف وسعادة شفافة كما هي تماما بشفافيتها!!
    سعيدة من أجل عمتها مزنة التي تحبها كأم وصديقة
    ولكنها حزينة من أجل نفسها. فحتى عمتها رزقها الله بالحمل.
    فمتى يرزقها الله عز وجل!!



    حين عادت مزنة للنوم خرجن الفتيات لغرفة الجلوس
    تنام كثيرا كما لو كانت تهرب بالنوم من شيء ما!!


    وضحى هتفت بمودة: كاسرة ترا أنا اللي بأنام عند أمي الليلة!!

    كاسرة برفض قاطع: لا والله ما تنامين عندها
    توش عروس مالش 3 أسابيع وتبين تخلين نايف


    حينها هتفت سميرة بحزم: وقبل ماتكثرون الحلايف
    والله مايقعد عندها غيري لين تطلع من المستشفى
    وحدة منكم عروس والثانية حامل
    إلا لو أنتو منتو بعاديني بنتها مثلكم هذا شيء ثاني؟!!


    لم تترك لهن سميرة مجالا بهذا الكلام وكاسرة ترد عليها بمودة:
    أنتي بنتها مثلنا وأكثر بس عاد مهوب تقعدين عندها لين تطلع
    بنتبادل

    سميرة برفض: لا لا تحاولين
    في الليل بأنام عندها الصبح بيمرني تميم يزورها تعالي معه واقعدي عندها وأنا بأروح لدوامي!!







    ***************************************







    " هاحبيبتي شأخبار موعدش اليوم
    سامحيني بس تدرين عملية ولد صالح اليوم
    وأنا وإبي رحنا وقعدنا في صالة انتظار الرياجيل لين خلصت العملية"


    جوزا بمودة: الحمدلله على سلامته تستاهلون سلامته
    أما موعديتمام وكل شيء زين
    وهانت كلها أسبوع وأدخل التاسع.


    عبدالله يبتسم: ياربي ما تتخيلين وش كثر متشفق على جية ذا الصغنون
    طبعا حبيبنا حسون ماحد فيه ينافسه
    بس هذا انتظرته يوم بيوم وأسبوع وبأسبوع وشهر بشهر
    رحت معش المواعيد وسمعت دقات قلبه وشفته يتحرك في بطنش
    واشترينا أغراضه كلها سوا خلاص مافيني صبر عشان أشوفه وأشيله!!
    حاس إني يوم ولادتش يمكن يصير لي من الشفقة


    جوزاء انتفضت بجزع رقيق: بسم الله على قلبك!!
    ثم أردفت بابتسامة حانية: على كثر ما تناقشنا عن ذا المولود كل ما نجي على اسمه تغير السالفة
    خلاص ماعاد فيه وقت خلنا نتفق على اسم!!
    لو بنت وش نسميها

    عبدالله بإبتسامة حانية: سميها على كيفش الاسم اللي يعجبش!!


    ضحكت جوزا : لو علي كيفي على كيفي. بأسميها (صيته) على اسم أمي!!
    بس عشان ماحد من الجدات يزعل لا صافية ولا صيته
    وبنتي ما تتعقد من أسماء العجايز أبي أسميها ( الهنوف) عشاني أحب الأسماء اللي بأل التعريف


    عبدالله بمودة صافية: الهنوف الهنوف حلو

    جوزا بمودة مشابهة: ولو ولد

    عبدالله صمت لم يرد عليها حينها احتضنت جوزا ذراعه وهي تسند خدها لعضده: حبيبي لو بغيت تسميه خالد ترا ما عندي مانع

    عبدالله تنهد وهو يمد يده الحرة ليربت على خدها: ولو سميته خالد بيرجع خالد

    جوزاء برقة: بنسميه خالد على عمي!!

    عبدالله شد له نفسا عميقا وهتف بتنهيدة: ما أبي أسمي خالد إبي عارف غلاه بدون ما أسمي عليه!!
    وصالح سمى عليه وعقب أكيد فهد وهزاع.
    أنا مشتهي أسميه فهد على أخي فهد
    إلا لو أنتي تبين نسميه فاضل ماعندي مانع

    جوزا تقبل عضده وتهمس بمودة : يستاهل فهد نسمي عليه
    فهد بن عبدالله ياحلو الاسم رزة وكشخة !!!







    ********************************





    " فهد فهد !! "


    خرج وهو يجفف شعره بالمنشفة ويهتف بعفوية: نعم حبيبتي!!


    هي كانت تقف على مقعد التسريحة وتناديه حين سمعت صوته بعد أن خرج من الحمام لغرفة الملابس. حتى تناوله أغراضا أخذتها من الأدراج العليا


    لا تعلم كيف اضطربت أعصابها وهو يرد عليها هكذا (حـبـيـبـتـي)!!
    ولأول مرة وبهكذا نبرة دافئة وعفوية إلى أقصى درجات الوجع!!


    لذا اهتزت وكادت تسقط عن المقعد لولا أنه في لحظتها أزال المنشفة عن وجهه
    ليفجع أنها تكاد تقع ويسارع لتلقيها بين ذراعيه وهو ينزلها للأرض كما لو كان يحمل طفلة!!

    ويصرخ فيها بغضب: أنتي خبلة وش مطلعش تالي ذا الليل
    تبين تكسرين أنتي وأبتلش فيش!!


    جميلة أزالت كفيه عن خصرها وهي تبتعد عنه وتهمس بعتب:
    يعني هذا اللي هامك. ما تبتلش فيني

    فهد زفر وهو يقترب منها ويشدها ليجلس ثم يُجلسها على رجليه ويهتف بزفراته:
    عاد لا تدققين على كل مصطلح يطلع مني ترا بتتعبين
    تدرين إني ما أقصد
    أنا بس تروعت عليش ياقلبي!!


    جميلة صمتت بينما فهد احتضن خصرها بحنو وهو يهتف بإبتسامة:
    يا الله لا يصير دمش ثقيل
    ثقل الدم لايق علي بس عليش لأ


    لا تعلم مابها فعلا بقدر ما باتت تتأثر فعلا من كل كلمة عذبة يقولها
    وكل لمسة رقيقة يناجي بها حواسها
    بقدر ما تجد نفسها تتبلد وتعجز عن الرد شفويا وجسديا
    هاهي صامتة يداها متشابكتين في حضنها!!


    فهد باهتمام مثقل بالولع: جميلة وش فيش
    متضايقة مني
    خلاص الكلمة وسحبناها!!

    جميلة هزت رأسها وهي تقف وتهمس بحياد:
    لا والله فهد مافيني شيء. بس مرهقة شوي وأبي أنام!!






    *********************************






    " يبه وش فيك جعلني فداك
    هذا أنا قاعد انتظر كساب وعمي يروحون عشان أسألك"


    زايد يلتفت لعلي ويهتف بحزم: مافيني شيء


    علي بعتب: تدس علي يبه


    زايد نظر له نظرة سابرة وهتف بنبرة مقصودة: مثل مادسيت علي وقلت إن مرتك توحم
    وبلعتها أنا بمزاجي!!

    علي ابتسم: زين وكشفتني تزاعلت أنا وشعاع زعل بسيط ورجعت
    وما حبيت أشغلك بسالفتي لأني كنت حاسك متضايق
    بس الحين وش الي مضايقك

    علي أردف بحذر وشيء معين يخطر بباله: تكون منت براضي بحمل عمتي؟!!


    زايد التفت له بحدة: ماعاد إلا ذا. لي أنا تقول ذا الكلام

    علي بتراجع مهذب: يبه ماقصدت بس ماشفت فيه سبب مرتبط غير ذا!!

    زايد بحزم: لا يا أبيك غلطان
    وأنا مافيني شيء فلا تشغل بالك فيني



    علي صمت فهو أكثر من يعرف من والده
    ومادام قرر الكتمان فلن يستطيع أحد استخراج مكنوناته أبدا!!



    مرهق هذا الرجل مرهق حتى الثمالة!!

    نعم وافق مزنة على ماتريد لأنه وافق رغبته هو
    فربما أراد أن يعاقب نفسه بداية من أجل وسمية.
    لكنه الآن يريد أن يعاقب نفسه من أجل الاثنتين نفسه الصحيحة ترى أنها أجرمت في حق الاثنتين
    وهكذا يكون العقاب أن يحرم نفسه منها
    وهو يعذب نفسه برؤيتها أمامه.!!

    الأمر الآخر الذي لا يستطيع نسيانه هو أثار أنامله على جسدها
    مجرد تفكيره في الأمر يجعل الحسرات تأكل روحه
    حسرة خلف حسرة!!

    قد يفسره البعض محض حب تجاوز الحد وهو لم يقصد مطلقا أذيتها
    ولكنه ماعاد يأمن نفسه عليها
    يخشى عليها حتى من نفسه!!
    يخشى عليها من حبه الذي لعظمته وامتداده ماعاد قادرا على السيطرة عليه!!


    لذا لتنجو بنفسها منها
    ولينل هو عقابه بعيدا عن دفء موانئها!!







    *****************************************







    " يه الحلو هنا
    توقعت بتنامين عند أمش
    ليه ما قلتي لي أجيبش أولا
    وليش ماقلتي لي إنش هنا كان جيت بدري ثانيا"


    كاسرة ابتسمت وهي تكتم صوت الأخبار التي كانت تسمعها:
    سميرة حلفت هي اللي تنام عند أمي
    وجيت مع تميم!!
    واتصلت لك تلفونك مسكر


    كساب يستخرج هاتفه من جيبه: يوه الشحن خلص وحن كنا نلعب بيلوت!!
    لو دريت إنش هنا كان جيت من بدري بدل ذا اللعبة الفاضية
    اللي حرقت أعصابي وحن الفريق الخسران بعد
    وأنا واحد أكره الخسارة!!

    قالها وهو يميل ليقبل خدها بتروي ثم يجلس جوارها
    همست برقة وهي تمد يدها لتحتضن أنامله: ومن خويك عمك منصور كالعادة

    زفر كساب بمرح رائق: لا والله ذا المرة إبي وعمي منصور كان مع علي
    وإبي عاد باله مع أمش مهوب معي في اللعبة!!

    ثم أردف باهتمام وهو يغمز بعينه: إلا الشباب المتزاعلين وش أخبارهم
    ما راضاهم اللي صار


    كاسرة أخبرته أن والدته ستعود ولكن وفق شرط معين أخبرت كساب به
    لأنه بالتأكيد سيلاحظ وجود والده في جناح علي في الأسفل
    لذا لابد أن يتهيأ للخبر


    كساب احتضن كاسرة وهو يمرر أنامله عبر خصلات شعرها ويهمس بخبث شاسع:
    تدرين لو كملوا أسبوع عقب ما ترجع أمش وكل واحد منهم في جناح
    يكون إبي يبي كورس مكثف من عندي!!
    ويبي دعم لوجستي من ولده بعد!!








    *************************************






    بعد يومين
    .
    .
    .

    "نجلا الله يهداش جايبتها للمستشفى ليه
    كان خليتيها عند أمي وإلا أمش!! "


    نجلا تضمها لصدرها بجزع رقيق: ما أقدر ياصالح ما أقدر
    أصلا لاخليتها ودخلت الحمام حتى
    أحس إني مثل المقروصة لين أرجع لها!!


    صالح ضحك بحنان: وين اللي كانت بتموت من الغيرة من بنتها وماتبي غير ولدها


    ابتسمت نجلا بحنان أكبر وهي تميل على كف غانم الصغير تحتضنه برفق وتحتضن ابنتها بقوة أكبر بيدها الأخرى:
    خل ولدي يطلع وأقط بنتك عليك


    صالح مازال يضحك: ياخوفي تأخذين الاثنين وأنا أقعد أعد الطوف
    لأنهم بيشغلونش حتى تطلين في وجهي!!






    **************************************







    رد مع اقتباس  

  9. #279  
    المشاركات
    3,260

    " يمه الله يهداش أشلون تطلعين
    توش مالش 3 أيام
    أنتظري لين تكملين الأسبوع!!"


    مزنة بإصرار: ما أقدر قلبي يغلي على إبي والدم خلاص وقف معي
    والإبر بأرجع أخذها في موعدها

    كاسرة بإصرار أكبر: بس يومين يمه يومين. جدي كل يوم أطل عليه طيب وبخير

    وضحى باهتمام: حتى أنا يمه كل يوم أمره والله إنه طيب
    يمه عليش ذنب في ذا النفس اللي بطنش لازم ترتاحين شوي


    مزنة تنهدت حينها وهي تتوجه بالسؤال المباشر لوضحى: زين قولي ليشأخبارش مع خوات رجالش

    وضحى ابتسمت ابتسامة أقرب للبكاء: هذا أنا أحاول أتصرف بدبلوماسية
    بس شكل الدبلوماسية مهيب نافعة

    كاسرة حينها همست بحدة: أنتي لازم تعرفين أشلون توقفينهم عند حدهم مهوب كل شيء يتدخلــــ .


    مزنة قاطعتها بصرامة: كاسرة أظني عطيتش قبل أمر صريح إنش ما تعطين وضحى نصايح في ذا الموضوع بالذات

    كاسرة بغضب: أنا مارضيت أقول كلمة إلا قدامش وإسأليها
    بس خلاص خليهم يركبون على ظهر بنتش
    وبكرة يقولون لها حتى أمش لا تروحين تزورينها.
    ويربون عيالها بدالها!!

    مزنة همست لوضحى بحنان حازم: يأمش شوي شوي
    لاتخلينهم يزودونها عليشبس في نفس الوقت إياني وإياش تقللين احترام وحدة منهم
    مهما كان هذولا عجايز قبل مايكونون خوات رجالش!!

    وضحى هزت راسها بيأس: خير يمه خير!!!



    مزنة تنهدت وهي تتلفت حولها: سميرة وين راحت صار لها ساعتين رايحة
    هذا كله تزور صديقتها
    اتصلي عليها وضحى شوفيها ليش تأخرت
    روعتني عليها الله يهداها

    وضحى باستغراب: أي صديقة تزور كل صديقاتها صديقاتي!!

    كاسرة هزت كتفيها: ما أدري أول ماجيت قالت لي هي تبي تروح تزور صديقة لها جايبة ولد البارحة


    وهما تتحاوران دخلت سميرة وهي تسلم
    فاجئتها وضحى بالسؤال: من اللي ولدت ماخبرت حد من ربعنا حامل

    سميرة تغمز لوضحى: غادة ولدت أنتي نسيتي

    وضحى لم تنتبه بعد للغمزة: أي غادة

    سميرة بتأفف غير ظاهر وهي تغمز لوضحى: غادة يالخبلة غادة!!

    وضحى انتبهت وهمست باصطناع: إيه غادة ياحليلها لازم أروح لها أنا بعد

    قد تكون مزنة لم تنتبه لأنها كانت على سريرها ولكن كاسرة لم تفتها الإشارات بل حتى ماقبل الإشارات لذا همست بتقصد:
    زين لا رحتوا كلكم لغادة اخذوني معكم أسلم عليها


    سميرة تنهدت يبدو أنها مجبرة على إخبار الاثنتين أين ذهبت
    وهو على العموم ليس بالامر الخطير وتعلم أن الاثنتين كتومتين لأبعد حد!!







    ********************************








    " ها يا أبيك يا الله نروح
    خلني أدعي أمجد يقرب كرسيك!!"



    عبدالرحمن بتقصد يخفي خلفه توجسا وأملا وإيمانا تعاظمت كلها في نفسه:
    يبه المسجد قريب من البيت وخاطري أول مكان أطلع معك منه أمشي هو المسجد

    أبو عبدالرحمن شعر بتثاقل أنفاسه وهو يهمس بلهفة موجعة:
    أكيد يا أبيك تقدر

    عبدالرحمن يشعر بتأثر حقيقي فالجو كله يبدو غاية في الروحانية: عطني يدك وإن شاء الله بقدر.


    أبو عبدالرحمن مد يده ليوقف عبدالرحمن الذي كان على كل حال مازال يصلي على كرسي لصعوبة الانحناء عليه
    ولكنه كان قد بدأ بالوقوف منذ تحسنت حالته وهو يصلي خلف والده حتى لا يلاحظه!!



    عبدالرحمن بدأ يتحرك ببطء ومع كل حركة يقفز قلب أبي عبدالرحمن لحنجرته
    حتى خرجا من باب المسجد وأبو عبدالرحمن يمنع دموعا غالية من الانهمار!!
    وهو يتمتم بكثير من الحمد والشكر لله عز وجل!!


    كاد قلبه يتوقف فعلا من السعادة وهما يصلان لباب المجلس ويصرخ لأمجد بفرحة عارمة:
    ود عبدالرحمن داخل
    أنا رايح ذا الحين أتفق مع المطعم يمد السماط في الصناعية من الليلة!!







    *********************************************









    " ها أم زايد وش أخبار مرت زايد"



    عفراء تركب جواره وتغلق بابها بسكون وهي تهمس بنبرة محايدة: زينة الحمدلله


    سألها بشكل مباشر وصريح ووديّ: زعلانة عشانها حامل

    عفراء بذات السكون : زعلانة لأ متضايقة بعد لأ
    بس متأثرة وغصبا عني!!


    حينها هتف منصور بحزم: ترا يأم زايد رجّال غيري ممكن يزعل من تأثرش


    عفراء استدارت بجزع وهي تنسى موضوع مزنة : أفا يا أبو زايد ليه


    منصور بذات الحزم: لاني شايفش قاعدة تغارين على زايد نيابة عن أختش اللي ماتت من 18 سنة
    يعني أنتي تبين تطابنين بدل قبر؟!!


    صمتت عفرا تعترف أنه أحرجها فعلا بل بالغ في إحراجها وبعبارة بسيطة وموجزة وحادة.


    منصور هتف بذات الحزم: أنا ما أقول إني ما أقدر تأثرش من غلاش عندي
    بس لا جيتي للحق ترا ذا التاثر كله مايدخل ذمة العقل بريال

    يعني لا أختش حية عشان تحس بالقهر
    ولا عيال أختش صغار عشان تحاتينهم
    ولا فلوس زايد شوي عشان تخافين عيال مزنة يشاركونهم في الورث
    وزايد من الحين كاتب لكل واحد من عيال أختش اللي يعيشه ملك
    يعني وش مبرر التأثر ذا



    جعلها تبدو سخيفة ومحدودة التفكير في عين نفسها بالفعل ومع ذلك هناك فعلا سبب حساس لتأثرها
    همست بهذا التأثر: يعني ما تشوف إنه كان يحب مزنة وأختي حية وتعرف بعد سبب يقهر ويوجع

    منصور بذات الحزم: يوجع ويقهر لو زايد جرح أختش في يوم بكلمة وحدة عشان مزنة أو غيرها وهو قاصد
    يوجع ويقهر لو أختش عادها حية

    بس أختش ماتت ماتت الله يرحمها ادعي لها بالرحمة وتصدقي عنها لأن هذا اللي هي محتاجته بس

    تأكدي إنش لو تخيرينها الحين وهي عند رب كريم بين تأثرش ذا السنين كلها
    وبين ريال واحد تصدقين به عنها. فهي بتختار الريال







    ***************************************






    بعد ثلاثة أيام
    .
    .



    تعود أخيرا لبيتها بعد أن مرت والدها أولا.
    بدت خطواتها بين ردهات البيت قاسية عليها
    والأقسى على روحها أنها لم تره منذ اشترطت عليه كيفية حياتهما معا!!

    لم يلاحظ أحد غيابه عن زيارتها.
    لأن الجميع كان يظن إنه يأتي في وقت عدم تواجده
    بينما هو لم يأتي أبدا!!


    وهاهي تعود لتنفذ الشرط المتوحش القاس على كليهما!!
    وكما كان موافقته على شرطها من أجلها

    فهي كان طلبها للشرط من أجله
    ومن أجـــلــه فـــقــــط!!!!


    تنهدت وهي تستند على يد كساب لتصعد
    كساب كان يريد أن يحملها لكنها حلفت ألا يفعل
    لذا كان يسندها وهو تقريبا لا يدع قدماها تلمسان الأرض

    وكاسرة تمشي خلفهما تحمل عباءتها


    حين أوصلها كساب لسريرها هتف بمودة: تبين شيء يمه

    همست مزنة بمودة مشابهة: لا فديتك!!

    كساب التفت لكاسرة بثقة: باتعشى في المجلس مع إبي وعمي وبأجي

    كاسرة هزت رأسها وهي تلتفت لأمها وتهمس بحنان: يا الله بجيب عشا وأتعشى انا وإياش

    مزنة تخلع برقعها وشيلتها وتضعها جوارها وهي تهمس بهدوء:
    ما ابي ماني بمشتهية

    كاسرة ابتسمت: إذا أنتي ما تبين تغذين أخي غذي حفيدش أنا جوعانة
    ولو ما تعشيتي ماني بمتعشية

    حينها همست مزنة بسكون موجع : زايد شأخباره يأكل زين

    كاسرة همست بسكون مشابه فهي تعرف مشاعر والدتها جيدا وتفهمها:
    الأيام اللي فاتت أنا مشغولة معش.
    بس أسأل الخدامة عنه تقول الصبح يطلع ماتريق
    ومايرجع إلا في الليل!!
    في الليل أسأله تعشيت تغديت يقول لي الحمدلله
    وما يسأل إلا عن شيء واحد عنش وعن صحتش وعن أكلش


    مزنة صمتت
    الآلام تعاود حصار فؤادها بلا هوادة

    هل يهديها معاناته طوال ثلاثين عاما
    هاهي خلال أشهر باتت تشعر كما لو كانت تعاني معه منذ الأزل
    متخمة بألم بات يتسرب عبر خلايا جسدها التي امتلئت بقيح الوجع وتشربت به!!

    وهي صامتة لا تشتكي
    ولـــن تشتكي!!







    *****************************************







    " وضحى الله يهداش ما أبي مشاكل بينش وبين خواتي!!"


    وضحى بصدمة: مشاكل مشاكل ويش أنا اشتكيت لك من شيء


    نايف يتنهد وهو يشد كفها ليجلسها ويجلس جوارها:
    يا قلبي يا وضحى يا حبيبتي أنتي ما اشتكيتي بس هم يشتكون
    وتونا يا الله كملنا شهر من تزوجنا!!

    حينها همست وضحى بنبرة أقرب للحزن: وعشانهم هم اللي اشتكوا أكون أنا اللي غلطانة لأني ما اشتكيت ولا فتحت ثمي


    نايف بدأ يشعر كما لو كان في دوامة فعلا ويشعر بالصداع من كل هذا
    زفر بيأس أقرب للغضب: أنا قلت لش خليش مرنة معهم عجايز وش يبون إلا الكلمة الطيبة؟!!


    وضحى زفرت بألم حقيقي: زين خلنا من سوالف واجد يوجعوني فيها وماقلت لك عنها شيء
    خلنا في الليلة وأسأل خواتك لو تبي

    هم عارفين زين إن امي بتطلع من المستشفى الليلةوكنت علمتهم من قبل إني أبي أروح لها
    ومع كذا جاوو واقعدوا عندي وتعشوا عندي ومارحت لأمي ولا فتحت ثمي وأنا أرحب وأهلي

    أخرتها مستلمين أمي إنها عجوز وحامل وما تستحي على وجهها وليش ما كلت مانع

    أنا وش رديت وش قلت
    كل اللي قلته وبطريقة عادية هذي أختك فاطمة في سن أمي وحامل ليش ماكلت مانع
    وأختك الجازي اللي أكبر منها وأكبر من أمي توها جايبة بزر وهي جدة لخمس بزران

    هبوا فيني كلهم إني لساني طويل وما أحترم حد ولا أحشم اللي أكبر مني!!
    تخيل أنا بروحي وهم 3 وكل وحدة منهم تقط كلمة أكبر من الثانية

    قل لي أنت وش تبيني أقول عشان أقوله
    إيه حلال عليكم وحرام على أمي وقطعوا في لحم أمي وأنا أسمع عليكم بالعافية


    وضحى كانت تتكلم وصوتها يرتعش وهي تصل للختام انفجرت في البكاء
    رغم أنها لم تكن تريد أن تبكي مطلقا!!
    ولكن رغما عنها فقد احتملت خلال الأيام الماضية الكثير من تدخلهم في حياتها
    وهي تحاول بلباقة وذكاء أن توقفهم عند حدود معينة!!

    لكن أن يصل الأمر إلى تجريحها عن طريق والدتها وبهذه الطريقة المؤلمة
    فالأمر فاق الاحتمال!!


    نايف شدها بجزع ليحتضنها وهو يهمس بتهدئة حانية: خلاص حبيبتي خلاص
    امسحيها في وجهي يا بنت الحلال
    أنا مادريت إن السالفة كذا!!
    خلاص أوعدش ذا المرة ما أسكت عمتي مالهم طريق عليها يتكلمون عليها وقدامش!!






    ****************************************






    " الحمدلله على سلامة أمش مزنة
    عشان ترتاحين شوي وتقرين عندي!! "


    سميرة تشير بإبتسامة شفافة تخفي خلفها ألما شاسعا: الله يسلمك!!


    تميم يلاحظ اليوم غرابة في تصرفاتها وهو يريد أن يخبرها بأمر مهم لذا أشار بحذر:
    ترا نتايج الفحوص وصلت قبل كم يوم
    بس أنا كنت أبي أمي تطلع من المستشفى عشان أقول لش!!





    #أنفاس_قطر#
    .






    رد مع اقتباس  

  10. #280  
    المشاركات
    3,260
    بين الأمس واليوم/ الجزء المئة وستة





    " الحمدلله على سلامة أمش مزنة
    عشان ترتاحين شوي وتقرين عندي!! "


    سميرة تشير بإبتسامة شفافة تخفي خلفها ألما شاسعا: الله يسلمك!!


    تميم يلاحظ اليوم غرابة في تصرفاتها وهو يريد أن يخبرها بأمر مهم لذا أشار بحذر:
    ترا نتايج الفحوص وصلت قبل كم يوم
    بس أنا كنت أبي أمي تطلع من المستشفى عشان أقول لش!!


    سميرة كان يرتسم على وجهها الغموض وهي تسأله:
    وش تقول النتايج


    تميم استغرب عدم لهفتها مع أنها كانت ستموت لتعرف ومع ذلك أجابها بحذر وملامح وجهه يرتسم عليها حزن مدروس:
    أنا عندي شوي مشاكل تستلزم إنه كلنا نعالج
    أنتي مافيش شيء بس لأنه مشكلتي عويصة شوي لازم أنتي بعد تأكلين علاج عشان الحمل يصير
    لا تحاتين حتى العلاج إن شاء الله ما يطول


    سميرة بذات الإشارة الغامضة: صحيح ياحرام يا تميم
    زين ولو قلت لك ما أبي أكل علاج أنا مالي ذنب إن العيب فيك عالج بروحك أو كيفك

    تميم شعر بالتوتر لم تعجبه إشارتها ولا نظرات عينيها أشار بحزم:
    لازم تأكلين علاج معي هذا حقي عليش!!


    سميرة حينها أشارت بحزم أشد: زين وليش ما يكون من حقي عليك إنك تطلقني دام فيك عيب.
    مهوب الشرع يقول كذا


    تميم تراجع بحدة: أطلقش أنتي صاحية
    أقول لش مشكلتي لها علاج مستكثرة علي تستحمليني شوي لين أتعالج
    شوي بس

    سميرة تزداد ملامحها صرامة: زين أنا أبي أشوف النتايج بنفسي

    تميم ارتبك: بلغوني النتيجة بالتلفون!!

    سميرة بحدة: توك تقول إنها وصلت أشلون الحين بلغوك في التلفون
    وإلا قل إنك تبي تأخر علي الخبر وبس لين أزهق وما أقول وين الأوراق



    تميم مصدوم بالفعل ومجروح لم يتخيل أن ردة فعلها ستكون جارحة له هكذا!!

    لذا انصدم من انهيار الملامح الحازمة على وجهها فجأة وهي تنتحب بحدة وتنهار على الارض

    تميم نزل جوارها على الأرض ليحاول تهدئتها وهي تتعلق بعنقه وتنتحب
    دموعها أغرقت عنقه بلهيبها وأحرقت قلبه بمرارتها

    استغرقت وقتا طويلا قبل أن تهدأ ليبعدها عنه برفق ويمسح وجهها ثم يشير لها بيأس: ليه تبكين حبيبتي
    لذا الدرجة مالي خاطر عندش وتبين تخليني والله العظيم المشكلة لها علاج

    حينها أشارت سميرة بيأس موجع من بين شهقاتها: والمشكلة اللي تقول لها علاج عند من

    تميم تراجع وهو يشير بحزم يخفي ارتباكه خلفه: عندي أنا!!

    سميرة بألم: أنت كنت عارف عن نتيجة الفحوصات وحن عادنا في ألمانيا بس ماكنت تبي تقول لي!!


    تميم بارتباك: مهوب صحيح!!

    سميرة بألم أعمق: إلا صحيح ليش يعني لذا الدرجة خايف ما استحمل الخبر تقوم تلزق العيب فيك!!

    تميم تراجع بصدمة: وش ذا الكلام

    سميرة ممزقة تماما : لأنه هذا هو الصحيح العيب فيني ومهوب بسيط مثل ماتقول وعلاجه طويل وصعب

    تميم بصدمة أشد: من اللي قال لش أنتي لقيتي النتائج
    مستحيل أنا مخليها في خزنة مكتبي في الشغل

    سميرة تمسح أنفها المحمر لتشير بألم: سويت فحص ثاني في الأهلي يوم عمتي مرقدة هناك


    تميم شدها ليحتضنها بقوة كان يريد تجنيبها الألم الذي يعرف أنها تعانيه الآن
    لم يخبرها في البداية حتى لا تسأله عن الورق
    ثم احتار ماذا سيقول لها وكيف حتى توصل لهذه الكذبة غير المتقنة ولكنها كانت أفضل ماوجد


    شدها ليوقفها وأجلسها على الأريكة
    أشار لها بحنان غامر: اسمعيني عدل أنا وأنتي تونا صغار
    والعلم تطور واجد والمشكلة اللي معش حتى لو كانت صعبة شوي بس لها علاج
    ليه مسوية ذا المناحة ياقلبي


    سميرة دموعها تأبى التوقف: وأنت وش ذنبك تجبر نفسك تعيش مع وحدة يمكن تكون عاقر!!

    ابتسم تميم وهو يمسح وجهها ثم أشار بذات الابتسامة الشفافة:
    مثل ذنبش إنش عايشة مع واحد أصم أبكم

    سميرة أمسكت بكفيه وثبتتهما في حضنه وهي تشير بغضب:
    ما أسمح لك تقول على نفسك ذنب!!

    تميم أشار بولع: وأنا ما أسمح لش تقولين على نفسش كذا
    أنا أحبش ياسميرة ولو خيروني بين الدنيا كلها وبينش
    كفتش بترجح
    يعني قبلتيني على عيبي وهو عيب ماله علاج
    ما تبيني أقبلش على عيب له علاج!!






    **************************************








    " علوي حبيتي"


    عالية ترفع رأسها عن تقارير تعدها وتنظر لعبدالرحمن الذي أنزل حاسوبه جانبا وتهمس بمودة: آمر دحومي!!


    عبدالرحمن بمباشرة: أبي أسوي لش عرس

    عالية كحت ثم ضحكت: نعم عرس

    عبدالرحمن بجدية: إيه عرس

    عالية مازالت تضحك: نكتة الموسم ذي

    عبدالرحمن بجدية أكبر: والله العظيم أتكلم من جدي خاطري أعوضش عن كل شيء
    وإحساسي بالذنب ذابحني لحد الحين ماني بقادر أتجاوز سالفة إني حرمتش فرحتش

    عالية وضعت أوراقها جانبا ثم نهضت لتجلس جواره وهي تشد على كفه وتهمس برقة:
    أنت واللي في بطني فرحتي

    عبدالرحمن تنهد: زين بنسويه شيء على الضيق حتى لو تبين أنا وأنتي بس
    تلبسين فستان أبيض تصورين
    شيء نحتفظ فيه ونوريه لعيالنا


    عالية ابتسمت: صدقني ياعبدالرحمن شيء ماله معنى
    يمكن فيه بنات فرحتهم باستعدادهم لعرسهم وتلبس فستان
    بس كلهم نفس الشيء

    لكن أنا كنت شيء مميز
    تدري عبدالرحمن حسيت إني بطلة قصة خرافية والبطل خطف البطلة
    قصتي هي اللي بأحكيها لعيالي مهيب صورة بليدة داخل ألبوم كنه فستان العيد

    عبدالرحمن ضحك بأسى: والله على البطل اللي خطف البطلة مكسح وعلى كرسيه

    ضحكت عالية: الحين قول مكسح على كيفك صارت ذكريات صدقني إنها رغم قسوتها حلوة
    أردفت بعمق: تجربتي معك بكل اللي صار فيها اختارها بدل مليون عرس
    تجي تقول لي عرس وفستان أبيض
    لكل شيء إحساسه في وقته!!






    *************************************








    " يبه من جدك أنت موافق على خرابيط كل واحد منكم في جناح
    مرتك فوق وأنت تبي ترقد هنا بروحك"


    زايد هتف بحزم وهو يجلس على سرير علي الذي أصبح سريره:
    تبي ترقد عندي ماعندي مانع

    كساب بنبرة مقصودة: لا والله اسمح لي مرتي تنتظرني فوق
    وفيه وحدة فوق بعد راقدة بروحها خايفة ماعندها حد
    اكسب أجر فيها وخصوصا إنها تعبانة تبي من يوديها الحمام يعنـز لها

    زايد بحزم: بتنام عندها الخدامة أنا ملزم عليها
    ولولا إني ذال إنك تنتحر وإلا كان خليت كاسرة تنام عندها



    كاسرة بالفعل استأذنت كساب أن تنام عند أمها وهو أذن لها ولكن مزنة حلفت ألا تنام عندها
    وقالت أنها ليست بحاجة لها في وجود الخادمة معها


    لذا هتف كساب بنبرته اللئيمة: وأنا وش ذنبي في زعلكم ماصدقت الجو يروق بيني وبين مرتي
    عقبالكم


    زايد شد له نفسا عميقا ثم هتف بحزم: اسمعني زين عشانك معنا في البيت
    وداري إنه بيننا خلاف ما يعطيك الحق تتدخل بيننا
    آخر مرة أسمح لك تتكلم في ذا الموضوع. وياويلك أخوانك يدرون به

    كساب هز كتفيه وهتف بحزم مشابه: بكيفك خلكم عايشين الدور البايخ الله يهنيكم






    كساب حين وصل للأعلى
    همست له كاسرة بلهفة: وش سويت معه

    كساب هز كتفيه بحزم: نفس اللي سويتيه مع أمش

    كاسرة بخيبة أمل: أمي مافي أذنها ماي (يعني مصممة على رأيها!!)

    كساب بحزم: وهو مثلها
    خلاص خليهم على ذا الحال لين ينضجهم الشوق
    ثم أردف بإبتسامة: وعقبه تلاقين إبي مثلي يتعربش على الدرايش!!

    ثم أردف بخبث: وأنتي وش سويتي عشان أمش تسوي مثله

    ضحكت كاسرة برقة: تسوي روحها زعلانة من علبشته على الدرايش وهي اللي خلت الدريشة مفتوحة

    ضحك كساب: يا النصابة مافتحتي لي الدرايش إلا كل يوم مسكرتها
    وأنا البرد يلفحني وأنا أحاول فيها لين أفتحها







    ***************************************







    اليوم التالي
    .
    .


    يجلس على مائدة الإفطار معه كساب وكاسرة
    عيناه تبحثان عنها بوجع

    ربما كانت أكثر مرة يلتهم فيها فطورا في حياته
    كان يأكل ببطء حتى لا ينتبها أنه ينتظر شيئا ما

    حتى غادر كساب وكاسرة لعملهما
    ما أن غادرا حتى بادر بسؤال الخادمة بنبرة حازمة تخفي خلفها لهفة موجعة:
    مدام مزنة وين

    الخادمة بعفوية: راحت بابا كبير قبل شوي


    زايد بتأفف خافت: وأنا قاعد حارس الفطور أحسبها بتجي

    ثم أردف باهتمام: ماكلت فطور

    الخادمة باحترام: أنا كلام مدام يبي فطور هي كلام أكل سوا بابا كبير



    زايد تنهد يريد أن يراها فقط
    لا يطلب الكثير
    يريد الاطمئنان على وضعها
    فهل هذا كثير






    ************************************






    " حبيبي أنا آسفة لو كنت أحرجتك مع خواتك!!"


    نايف يتنهد: لا أحرجتيني ولا شيء هي كلمة حق وقلتها
    وهم فعلا قالوا إنهم قالوا الكلام اللي قلتيه


    نايف يشعر بصداع فعلي فحوار حاد دار بينه وبين شقيقاته
    فهن اعترفن أنهن من بدأن فعلا وأنهن قلن ماذكرته زوجته ولكنهن مهما يكن سيدات كبيرات
    وهن يتوقعن منها الاحترام لأنها في سن بناتهن ولا يرضين أن ترد عليهن بهذه الطريقة الندية

    نايف لا يعرف فعلا كيف يتصرف معهن لكنه مبدئيا قال لهن بكل مودة واحترام :
    يعني مرتي وأهلها ما يستحقون تحترمونهم عشاني وإلا أنا مالي قدر عندكم
    لأنه لو لو لي قدر عندكم وإلا تحيوني مثل ما تقولون
    ماكان ضايقتوا مرتي بذا الطريقة. لأني أنا اللي عايش معها ولو هي تضايقت أنا بأتضايق
    معنى كذا إنكم تبون تضايقوني أنا من البداية!!


    أخواته صمتن لكنه يعلم أنهن غير راضيات وسكتن على مضض!!


    "الله يعدي كل شيء على خير!! "







    ***************************************







    رد مع اقتباس  

صفحة 28 من 29 الأولىالأولى ... 1826272829 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  2. علاقة الجار بالجار بين الأمس واليوم
    بواسطة بوغالب في المنتدى خارج مقص الرقيب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-Nov-2011, 08:50 PM
  3. الأمس واليوم وغدا الخصر النحيل هو رمز الأنوثة والخصوبة
    بواسطة بوغالب في المنتدى الاسرة والطفل
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 09-Aug-2010, 08:17 AM
  4. بعد مباريات الأمس واليوم .جدول الترتيب للدوري السعودي
    بواسطة البنت التي كويس في المنتدى كرة القدم المحلية و العربية و الاوربية
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 31-Oct-2008, 01:37 PM
  5. المغازل بين الأمس واليوم وعقب باكر
    بواسطة سفيرة الصمت في المنتدى نكت مضحكة - طرائف - الغاز - Joke
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-Jan-2007, 02:18 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •