زينة
لا ادري كيف أو أين أو متى أو لماذا أحببته
كلما اعرفه بأني أحبه هل يستحق أو لا يستحق لم أفكر بها كنت أنتظره فهذا وقت عودته كنت قد أعددت عشا فاخر يتبعه طبق تحليه من الكنافة
دخلت لغرفته بعد فترة من وصوله كان يقف قال بصوت منزعج : خليني أصلي و أغير ملابسي
انتظرت بالصالة الملحقة بغرفته كان قد غير ألوان غرفته إلى ألوان افتح ليست من ذوقه و بما أن "ذالك الشيء " قد حضر إلى هنا أتوقع أن يكون غير الألوان تبعا لذوقها "" وقفت أنظر في المرآة أخرجت روجي الأحمر من جيب بنطلوني و مررته فوق شفاهي " و نثرت شعري أكثر لعله يلاحظ فقد صبغته بلون كستنائي و أضفت وصله يصل طولها حتى منتصف ظهري فابنتي ريما قالت أن"ذالك الشيء " تمتلك شعر أسود طويل كنت على وشك صبغ شعري بلون اسود لكنه لم يكن ليناسب لون عيني و بشرتي فاكتفيت بلون غامق أكيد سوف يلاحظ فتحت الأزرار الأربعة الأولى من قميصي و جذبت خصلات من الوصلة الطويلة لكتفي الأيسر
خرج و هو يطوي سجادته و بعذوبة تكلم : تدرين راكان اليوم داوم بالمستشفى
كان راكان ولدي الأكبر قد مل من حياة البطالة فطلب من "جدة " وظيفة بالمستشفى
أجبته : أدري كيف كان اليوم معك ؟
أجاب و هو يعبس : عادي مثل كل يوم أوه صح تذكرت واحد من زملائي زوجة قرب و عروسة ما رتبت أمور مثل الكوشة و الطاولات و غيرها فاقترحت أسم محلك فإذا ما عندك مانع تخفضي لها و توصي فيها لأنهم من طرفي
وغمز بعينه كدت أطير من الفرحة همست بتحشرج : مشــــــــــكور و لا توصي أي أحد من طرفك في عيوني
وقف و قد قطب وجهه : عمرها ما شكرتني أهديتها ورد و كبته بوجهي خاتمي و ساعتي و كأنها كانت ملك لها بالوراثة و أخرها قلبي
كدت أصرخ فيه لانتزع فرحتي ارحمني
فكلما تكلمنا قارن بيني و بينها و في كل مرة تكون هي الفائزة
هكذا كان الحال منذ رجوعه في السابق كان يعاملني كزوجة غير مرغوب بها لكنها زوجة نتشارك نفس السكن و يعاملني بجفاف
لكن بعد عودته أوضح بشكل صريح : مستحيل المسك إذا راضية فحلو نفسك أطلقك أنا جاهز
أستقل في غرفته و عاد لعمله و استقام في طريقة حياته
لم يتكلم عمن احضرها إلى هنا و خرج من أجلها و لم يتجرءا أحد أن يسأل عنها
لكن وقعت بيني و بينه في أحد الأيام معركة كلاميه و عندها نطق موضحا سبب عدم اقترابه مني و هو وعد قطعه لها
كان يتكلم ليجرحني و تحول من محاولة تجريحي إلى فضفضة لم أبكي أو أصرخ رغم رغبتي في ذالك بل وجدتني أواسيه وأوضح له أن لا ندع عواطفنا تسيطر علينا و إن هناك سوء تفاهم من أجله تركته و أعطيته أمل في عودتها إليه من جديد
يدعي بأنها تركته ولم توضح السبب و طلبت الطلاق برسالة قصيرة مازال يتمنى أن يعيدها إلى ذمته رغم رفعها لقضية خلع
هذا هو الموضوع الوحيد و الذي ربما يتكلم معي بشأنه
هل تصدقون يشتكي لي أنا . من نـــــــــار بعدها من كلماتها الجــــــــارحة من أفعالها القـــــــاتلة
هذه السخيفة التافهة الجاهلة الساذجة
سألته لأخرجه من جو مشحون : وش رأيك بتسريحتي الجديدة ؟
أجاب : عادي قصدي حلو فدوى شعرها طويل و رفضت تقصه
عاد للمقارنة هو حتى لم يلاحظ اللون الجديد و الطول
قطعته : فيه عشا تحب تتعشى معي
بمجامله أبتسم من دون نفس : أكيد أنا جوعان
كان يرفض أن يدخل غرفتي خوف أن أغريه فيضعف
فتعشينا بجناحه الصغير بمجرد وقع نظره على الكنافة الساخنة همس بحنين : أحلا كنافة أكلتها كانت باردة و يمكن غير صالحه للأكل
ليست هذه أول مرة يحن لأشياء غريبة و شاذة عن المألوف من يحن لطعام مالح من يحن لنوم على الأرض من يحن لكنافة باردة
قطع الصمت و هو يرمي الملعقة : تدرين وش أفكر فيه !! نفسي لو تطيح في يدي و أصفعها لأنها ضيعت سنة من عمرنا بسبب غبائها و بعدها يمكن . أربطها عشان ما تتركني
علقت : و لو رفضت ترجع لك !!
رفع نظرة : أول شهرين بعد فراقها فكرت أسحرها لكن وقتها ما راح تكون في وعيها ما راح تكون فدوى
رفعت حواجبي : السحر حرام
برر بلا مبالاة : من حسن حظها و أصلا ما معي شي من أثرها بس صورة
ثم أضاف و هو يوقف و يشعل سيجارة : لو أشوفها راح أمسكها من شعرها و أخذها لجدة برضا أو الغصب ما تفرق المهم تكون معي
رميت كلمة لعله يكرها : أفرض لو كانت تحب واحد ثاني و عشانه تركتك
أبتسم ابتسامة لواحد بايع الدنيا ما تفرق معه و أجاب : و الله لذبحها الموت أهون لها الله ياخـــــذني و إلا الله خــــــــذاها
كان هذا الجانب المظلم من شخصية ياسر و الذي إذا كره كره بعنف و إذا أحب أحب بعنف
قطع السكون من جديد و هو يتأملني أحسست بحرج سوف يلاحظ طول شعري أو طلاء أظافري أو موديل ملابسي لكنه تكلم ببطء : نافخة . خدودك
ملاحظة صحيحة محرجة جدا فيما أضاف بوقاحة متعمدة : صحيح كان فيها تجاعيد بس خلقت الله أحلى أمي عمرها ما صلحت عملية و حلوة لكن أنتي لأنك لعبتي في نفسك كل فترة لازم ترجعين لنفس العيادات
°• . •° ¤ °• . •° ¤ °• . •° ¤ °• . •° ¤ °• . •° ¤ °• . •° ¤ °• . •° ¤ °• . •°