أبتسام
هدا عناد بس ملامحه و وقفته كانت تشبه لقاتل مستعد لارتكاب جريمة : اطلــــعي من بيتي أنتي طــــالق و ولــــدك ما بيه ربيه لحالك أو تدرين و الله لأخذة منك و أخليك تبكين بدل الدموع دم
رمى بعدها عدة كلمات لكني بدأت أقترب من الباب و خرجت
من حسن الحظ كان هاتفي الجوال بجيب بنطلوني . لاني كنت خائفة أن يتصل عناد و لا أسمع بإمكاني الأتصال بأخي الأصغر و هو متواجد ألان برياض لكن رغبة دفينة دفعتني للاتصال بفهد
خرج عمي "أبو عناد " من المنزل و هو يطلبني الدخول و كأن شيئا لم يكن
رد في هذه اللحظة فهد طلبته بل رجوته : فهد تكفى تعال خذني
لم يسألني لماذا أو يتعذر بأن الوقت متأخر رد بحسم : أنا جاي الحين أجهزي
أغلقت الهاتف و مازال عمي يحاول إقناعي لدخول
مرت ربع ساعة أو أكثر . أقف بجو بارد حافية القدمين و ارتدي بيجامة قطنية ينسدل فوقها شرشف الصلاة وجدت الخادمة تقف بجانبي و هي تبكي طلبتها أن تحضر عباءتي رجعت و في يدها عباءتي و نقابي أخذتها فيما طرق الباب و كان فهد و بصحبته سعيد
مشيت حتى وصلته فيما كانت عيني فهد و سعيد قد لمحت أرجلي الحافية
همست بانكسار : ليه نزلتوا من السيارة خلنا نمشي
لكن سعيد شمر ساعديه و سأل : وش السالفة أبتسام ؟
كان بإمكاني أن أصرح " أهانني و ذلني طلقني و طردني يظن ما وراي سند "
لكن ابتلعت كلماتي و ابتعدت عن المشاكل : زعلت عليه . و أنتم سندي
خرج عناد و هو مازال يرتدي بدله العمل ليهتف بغضب : ادخلي أبتسام
قاطعه فهد بحكمة : أبتسام بتجي معي
صدح الصوت الرجولي الغاضب لعناد : أبتسام لو طلعتي من هنا مالك رجعة
طردني و طلقني و مازال يهدد يعتقد بأني لعبة متى ما أراد أبعدها و متى ما أراد قربني
أدرت ظهري له مشى فهد أمامي و سعيد بجانبي ثم وقف و خلع نعاله
ارتديتها و أنا أشعر بمن يراقبني لكني لم اعد أهتم بمجرد ركوبي كانت "خادمة " أماني متواجدة بجانبي و معها حقيبتها نزلت دموعي بحرية و مشاعري ممزقة ما بين حزن و ألم و قهر .
بعد أن بعثر كرامتي ومزق روحي و عصف بفكري و زحزح قناعتي أريده أن يندم لكن هذا مستبعد
و بهذا خرجت من حياة عناد . للأبد
إن جيت من غرب أنا لاروح من شرقا
لابــارك الله في درب فيك يجمــعنـي
وياللي على فراقه عيوني غدت غـرقا
كلي من اقصــاي في حبك مغرقــني
واللي طــحا الارض وخلا هالســماء
زرقــا لعلمك كيف تنــدم يوم تهجرني
______¤======¤_____¤======¤_____
فادية
بأول أيام رمضان
أشترا لي مجموعة من كتب الطبخ و من ضمنها وضع كتاب عن "رومانسيات الزواج" .
كنت إقرائها و عند هذا الكتاب لم استطع أن أمسك ضحكات صاخبة مستهزئة . لكن طرقات على الباب الخارجي قطعتني كان يقف أمام الباب و في يديه أكياس لمشتريات كثيرة أصر أن نفطر عند عائلة أحد زملائه بالعمل و ذلك لتغيير الجو وافقت مرغمة ارتديت طقم بلون قرنفلي بقماش من الكتان
فطور جميل كان الوضع يسير على ما يرام فيما اندمجت مع الحضور لكن هنالك مكدر انحدر الحديث عن الرجال اللعوبين
تكلمت أحداهن : زوجي يخبرني عن دكتور بالمستشفى هنا عزابي ولد عز مشبك نصف الممرضات من عائلة ******. بس من تزوج تاب هذا وجه توبة استغفر الله
أوف يا حب الحريم للمبالغة ولد عز ما اختلفنا لكن يشبك نصف الممرضات "بس قدره ممرضات فلبينيات" كنت أبتسم لكن حواسي تنبهت إلى أسم العائلة كان نفس عائلة ياسر كانت تقصد حبيبي و روحي و قلبي !. الجميع كان يعتقد بأنه عزابي فهو كان يقيم بسكن المستشفى لما يقارب العام كيف تتجرءا !!!
اندفعت أدافع باستماتة : يستاهلن كلن عقله براسه يعرف خلاصة مو ذنبه إذا ربي عطاه جاذبية و لا ذنبه إذا الممرضات أغبياء
قالت بشفقه : أنا ما همني الممرضات تدرين من يروح فيها زوجته المسكينة
سألتها بغيظ : وليه مسكينة !
شرحت بلطف : هذا النوع من الرجال ماله أمان يقول تبت و يرجع بعدها بفترة
قطعتها و أنا مرتفع ضغطي : و من أنتي عشان تحكمي عليه ليه ما نسامح و ننسى و نعطي فرصة ثانيه ليه الإنسان إذا ماضيه يفشل نحكم عليه و نقول ما راح يتغير و توبته كذبه و نحبطه و نوقف له على الزلة
قبل تخرج قالت : من شب على شيئا شاب عليه أحسبي له كم شهر و يرجع لعادته القديمة
غريب إنسان لا يعرفك و لا تعرفيه بكل بساطة ينسف روحك .
أبكتني كلماتها جدا خرجت لسيارة و أنا أحاول أن لا يهتز جسدي و يفضح نحيبي لكن ياسر ادخل يده تحت النقاب و تلمس وجهي الرطب
سألني بهدوء : ليه تبكين !!
ألحقيقة لا تقال كذبت : سالفة تافهة بين حريم لا تشغل بالك
سألني بانفعال : وش صار ؟
حاولت أكون سطحية عسى يتجاهلني و يقول "سالفة تافهة " : تقول عن التايور حقي رخيص و موديله قديم
سألني بغضب : أي وحده فيهم !
كانوا مجموعة من الحريم يخرجون الآن
صرخ فيني : بسرعة !!
"يعني وش راح يسوي لها !!؟"
أستبعد أن يضربها أو يشتبك معها كعادته . أشرت با تجاهها بلا مبالاة . كانت ترتدي حقيبة ضخمة بلون أبيض من ماركة غالية راقبها حتى وصلت لزوجها و جلست بجانبه في السيارة . ثم نزل و هو يتمتم ببسمة هازئة : زوجة حميدان . و الله مثل ما بكتك أن تبكي .
نزل معترض لطريق السيارة الأخرى . ليترجل سائقها كان رجل نحيل جدا جدا تشاد معه ياسر ثم بداء تقاذف الكلمات
بغته أمسك ياسر الرجل الأخر من مقدمة ثوبه و رماه على الأرض ليطير الشماغ و العقال و تظهر صلعه لامعة من الوسط محاطة بشعر من الأطراف لرجل الأخر . و بدا يكيل له اللكمات فيما الرجل الأخر مستلقي يحاول التصدي و أنفاذ ما تبقى من كرامته
زوجة الرجل من داخل السيارة صراخها و استنجادها يصدح في الشارع طالبة مساعدة زوجها من الرجل المتوحش
تدخل الرجال و ابتعد ياسر فيما الرجل الأخر كان مازال يكيل السباب لياسر مهددا متوعدا
كانت مشاعري مشوشة مابين خوف و فرح و ألم كطفلة ضربتها طفلة أخرى فشكت لوالدها و عندما انتقم والدها لها كانت خــــــائفة أن يؤذى و فـــــــــرحة لأنة قد أهتم بمشاعرها و أنتقم لها و ألـــــم فــ لولاها لم يكن ليوضع بهذا الموقف المحرج .
أستقر بجانبي و أدار وجهه باتجاهي و على وجهه ترتسم بسمة شقية و كأنه قادم منتصرا فاتحا للقدس : سمعتيها كانت تبكي
______¤======¤_____¤======¤____