حَفلة وَجَع
[27]
بدآية فصل جديد وحيآة س تتخذ مَجراً مُختَلِف
لآ يَزآل جَسَدَهآ النحيل مُلقاً هُنآكْ على السرير الأبيض
ولآيَزآل أنبوب المُغذي مُوصَل باليد اليمين ولآ تَزآل عَينيهآ مُحتبِسه الدموع ومُغمَضه!!
أسوء مآقد يُؤرقه أحسآسه بالذنب وأكثر مآقد يُقيده تَعَلٌقَهآ الشديد بِهِ
زفَر الوَجع مِن أعمآقه و أستنشَق أكبر قدر من الأُكسِجين
عَلً شيء مِن الرآحه يتوَغل الى قَلبه
شآرفت السآعه على الثآمِنَه صَبآحاً وهِيَ لآتزآل تَغُط في نومٍ عَميق
أخبرهم الطبيب أنهآ حآله شبيهه بالأنهيآر وأنً نوبآتِهآ المُتَوآليه
تَستدعي أن تَبقى في المَشفى لأجرآء الآزم مِن تخطيط وأشعه ومآ الى آخره
هَمَس الأب المَغبون عَلى أبنته [ روح أرتآح يآ فيصل وخذ عمتك معك ]
الشتآت والضيآع كَلمآت مَثلت مَشآعره فِي هذه اللحضآت
أيٌ رآحةٍ يَرتَجي وهِيَ لم تَفتح عينيهآ بعد
أعآد الهَمس مره أُخرى
[ الدكتور قآل أنه أعطآهآ مِغذى يعني مآ بتقوم الآ في العصر
انآ بقعد عندهآ وانتم روحوآ ]
زفرت الأم الوَجع مِن اعمآقِهآ وأخذت تُجرجر رِجليهآ وهِيَ تَهمِس
[ البنآت لحآلهم لآزم أحد يروح لُهم ]
أهدآهآ نظره أخيره عآجِزه
ولبى أمر وآلِديهآ فـَ خرج بِروح مَكسوره جَوفآء الآ مِن قلب يَكآد أن يَخرج مِن قوة نبضآته
يَشعر ب أن الهم كسآه حتى آخر رَمَق ,,
أغمَض عينيه بألم عَل الدٌموع المُتَشبٍثه بأطرآفهآ
تَجِف وعَلً أحسآسُه بالذنب يَخف
أدآر المِفتآح دآخِل السيًآره ومضى الى حيثُ لآيَعلم
زفرت أم فيصل بأعترآض [ يآويل حآلي وش بَه تِحير ؟ ( تأخر ) ]
تمتمت حنآن بِحُزِن [ يآرب سآعِدهآ الغآيب عذره معآه ]
عم السكون أرجآء المَنزِل الآ مِن خفقآت قُلوبُهم المُتعآليه
صرخت بعدهآ أم فيصل على شُكريه
[ جيبي الفَطور ]
وأعآدة بِنَظرهآ لِحنآن [ نسينآ أنك عَروس ومآ كَرمنآك ]
أبتسمت حنآن بِوجَع
[أهم شي تقوم سآره سآلِمه وأنآ لآحقه ع الأكِل ]
رفَعت يَدهآ اليَمين وطَوقت فَجر بِحنآن بآلِغ
تَشعر بأنهآ قَد أتخذت المَوقِع الخآطيء والمَكآن الغَير صآئب
وتَشْعُر بغصه كبيره تَجتآحَهآ تُريد أن تنفرِد بِنفسِهآ حتى تَذرف الدًمَوع المُختنِقه دآخِلَهآ
خُذلآن الزًمن يُلآحِقُهآ وسهم الألم حَليفَهآ في كُلٍ زَمآن
تَحلُم في أن تَغفوآ بأمآن دون أشبآح البَشر اللتي تُلآحِقُهآ
دون أن تأذي أحد رَفعت أكفًهآ الى السمآء ودعت خآلِقَهآ بألحآح
أن يُنجي سآره ممآ هِيَ فيه ويمنَح روحَهآ الصًبر !!
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ ’’’’’’’’’’ ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
روحْ جديده مُفعمه ب الكثير مِن الحيآه وبلَمسه حآنيه أستأصل
جُلً مآكآنت تُعآنيه مِن شُهور هَمَسَت بِحب كبير وبأبتِسآمه صآدِقه
[ كيذآ تَمآم والآ أحط لك مَخدآت زود ؟ ]
رد لَهآ الأبتِسآمه بأجمل رُغم أنهآ لآتزآل مَكسوره
[ مَشكوره بس جيبي لي علآجِي أذآ مآعليك أمر ]
أبتَسَمت بأمَل كَبير [ أن شآء الله بتتعآفى وترجَع مِثل أول ]
بَهُتَ اللون وعَظُمت المُصيبه لآتزآل تتأمل بالأفضل
لآتزآل تبني أحلآمَهآ لآ تزآل تتطلًع للمُستَقبَل
أغرورقت عينآهآ لجمود تلبًسَ مَلآمحه تحدثت بوَجع
[ ولآ تقنطو مِن رَحمة الله ]
أكْمَلت والعَبره تَختنِق دآخِلَهآ [ خل أملك بالله كبير ]
رد لَهآ بيأس جآرِف كَمآ الطٌوفآن [ لآتعشمين نفسك كثير ثِم تِنكسرين ]
وأٌيٌ عِبآرآت العآلم تِلك اللتي س تُخفف مِن هآلةِ اليأس المُتَلبٍسه روحه
تحدثت ودموعَهآ أعلنت أنهيآرهآ وتَسآقطت على خَديهآ
رآجيه مِن المَولى الكَبير أن يكشف الضٌر في غمضة عين والتفآتتهآ
[ ومَن يتوكل على الله فَهُوَ حسبه ,,]
أكملت بِوجع وعَلٌه أن يعتبِر ,, [ اللي يحيي العِظآم وهيَ رميم يقدر يشفيك بيوم وليله
لآزِم تَثِق فيه هو القآدر على كُل شَي لآ تيأس]
أغرَورَقت عينآه وتَسآرَعت أنفآسه
دلآله على مُلآمسة كَلِمآتِهآ للوتر الحسآس دآخِله
زفر الوَجع مِن أعمآقه وهُوَ يتمتم [ونِعم بالله ونعِمَ بالله ]
.
صَرَخَ صآلِح بِهستيريآ [ تزوجت المَلعونه يآيُبه !!]
تثَآءبَ العَجوز بأنزعآج مِن المَوضوع [ باللي مآ يحفظهآ الله لآيُردًهآ ]
تَدَخلت أم صآلِح كَعآدَتِهآ المُشينه [ من وقت مآكآنت تِشتِغل عند أم فيصل
وهي حآطه عينَهآ على وَلدهآ رآحت له برجلهآ
وقبلت تكون ظره لوحده قَبْلَهآ خَيًست سُمْعتهآ وسمعت جدآنهآ وهم وسط التٌرآب ]
أشْتَعلت عيني صآلِح بالأحمرآر دلآله على نآر ثآئِره دآخِله
[ وش فيه فيصل زود عني ]
أكمل على عَجل وهُوَ يتلثًم بالشٍمآغ الأحمر
[ والله لأوريهآ بنت اللذينا أن مآ ربيتهآ ]
خرجَ عَلى عَجَل بنيةٍ سوْدآويه
تَحمِل في طيآتِهآ الكَثير مِن الشر وَبِنفسٍ خبيثه مُلأت بالحِقد ووضَعت هَدَف الأنتقآم نَصب عينيهآ
,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الذنب نَهَشَ قَلبَهآ وهِي ترى أحْمِرآر عينه وعمق حزن يكسوآ مَلآمِحه
أنتفضت أم فيصل بِخوف [ بشرني يآوليدي عنهآ عسى مآهي تعبآنه بالحيل؟ ]
ثوب أبيض بأزآرير
عِلويه مَفتوحه بأهمآل و[ شِمآغ ] أبيض
مُلقى على كَتفِه اليَسآر
حآلٌ يُرثى لَه ألقى بَفسِه بالقُرب مِنهآ
لآتَزآل مُسمٍره نظرهآ للأسفل تَشعر بالخَجل الشديد
مع أول شَمس لأقترآن أسميهُمآ جلبت لهُ المَصآئِب
مَلأَت عينيه بالدموع وأثقلت كآهِلهُ بالهموم
صرخت دآخِلَهآ بألم يآرب أرحمني
,,
وضَع رأسه بين يديه وأجتر الحُروف مِن أعمآقه [ شبه انهيآر ]
[ ولآزم تبقى منومه كم يوم ]
ألقى كَلِمآتِه الأخير وأتخذَ وضع الوقوف بتثآقُل
دَخَلَ [ غُرفَتَهآ ]
يبحث عَن أثَرَهآ وعن روآئِحِ طيبَهآ
الضيآع أهلكه ولو كآنت أخرى غير حنآن لأستطآع ان يُوآزِن المُعآدله
ولكن تأبى الأقدآر الآ وأن تضعه في هذآ المَوقف الصًعيب
تأبى الآ وأن تُشتت مَشآعِره وتهديه كومه مِن هموم لآ تنتهي
أيقَن أن رَحمة الله أوسع وأن الصلآة خير ملجأ
ذهب ينآجي مَوْلآه ويسأله بأن يرفَع عنهآ المرض ويُعيدَهآ سآلمِه اليه
أغمضت حنآن عينيهآ بألم شبه أنيهآر يعنى أن يكون حُزن أكبر مِن المَعقول
يعنى أن تتَجرد من العقل للحضآت
يعني انهآ كبتت وتَحآمَلت عآنت فقآست حتى تَفجرت
أيٌ ألمٍ أهدتهآ وأيٌ وَجع مَنَحتهآ أيآه
أستَعآذت بالله مِن الشيطآن ثلآث وجرت أرجُلَهآ الى [ غُرفَتَهآ ]
وهي تستمِع لدُعآء أم فيصل لـسآره بأن يرفع عَنهآ مآ هي فيه مِن أبتِلآء
رددت في قَلبِهآ [ آمين ] نآبِعه مِن أعمآق أعمآقَهآ
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
يَدعي الله في كُلٍ حين وبِكُلٍ آن أن تكون سآلِمه
هِيَ نِصفه الآخر أهدته الحيآة لأكثر مِن عآمِين على طَبقٍ مِن فضه
خَذلهآ الزَمَن بِمرضهآ
فـ أحتسبت وأيقنت أنًهُ أبتلآء مِن المَولى حتى تَصبِر
وخَذَلَهآ هُوَ خُذلآنِهآ الأكبر بِعقد قرآنِهِ مِن أخرى
يعي جيداً أنهآ كآنت تدًعي الرضى
ويعي أن طآقة صبرِهآ في تزلزل
يعلم بحجم حآجَتَهآ له لِذآ لم يرفرِف النوم على عينيه أبداً
حآول ان يُريح الجَسَد المُنهك ثم عآد أدرآجه يبحث عنهآ
وعَن شيءٍ يُعيدَهآ كَمآ كآنت رآفِله في ثِيآب الفَرح دَوماً
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
هَمَس بألم وهُوَ يرآهآ عَلى وَضعِهآ [ مآصحت يآعمي ؟]
رد عليه الأب بذآت الهَمس [ لآ والله الدكتور يقول بآقي سآعتين
أنت وش رجعك ؟ ]
القى بِجَسَدِهِ المُنهك على حآفة الكنب الأسود ثُم أكمل
[ وصلت عمه ومآجآلي نوم وجيت ]
أكمل على عجل
[ أكيد أنت تعبآن خذ مفتآح السيآره وروح ريح لين المَغرب
ثم جيب عمه والبنآت وتعآلو أكيد بتفرح لو شآفتكم ]
سأل بتعجب [ مآفي مَوآعيد للزيآره؟ ] أبتسم فيصل بحب
[ المستشفى الخآص في أي وقت مَسموحه الزيآره فيه ]
بآدله الأب الأبتسآمه ورتب على كَتِفِه
[ الله يِخليكم لبعض ] تمتم فيصل بـ [ آمين نآبِعه مِن أعمآقه ]
أخَذ الكُرسي الخشبي وجَلس بالقرب مِنهآ
على أمل أن يَعود كل شيء كمآ كآن
يَقِف بالقُرب مِن الشًجره اللتي تَقع يسآر مَنزِل فيصل شيآطين الأنس والجن تتلبًسه
يترقب وقتاً مُنآسِب ويَطمَح أن يَفعل مآيريد دون أي ضوضآء أو أي شوشره
يترقب حلول المَسآء حتى ينتَقِم لخِيآنَتِهآ
وهُروبَهآ يوم زِفآفِه
أمرٌ مآ يختص بذوي النفوس المَريضه
اللذين لآييقنون أن مآ يُصيبهم أقدآر مُقدره مِن عند الله
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,, ,,,,,
لآ تَزآل تتأمل ملآمِحُه يَغُط في نومٍ عَميق
على الكُرسي قُرب السرير أكملت السآعه أو يزيد وهي مُستيقِضه
تبتسم بألم لأهتِمآمِه بِهآ وتوآجده مَعهآ وتبكي بِحرقه لتذكر أنثى أخرى في عآلَمه
أعتلى نَحيبَهآ أكثر وهِيَ تتخيل حنآناً أغدقَهآ يوماً مآ وكآن مِن مُمتَلَكآتِهآ
بأنه س يبيت لغَيْرِهآ أمرٌ مآ لآ يحتَمل
أستيقض على وَقعِ انينَهآ
أبتَسم بِوَجع أعلم بِحآلِهآ وأحوآلَهآ سكتت طيلة الأيآم السآبقه وانفجرت
تَلقًف يديهآ اليمين بِحنآن بآلِغ نظراً لأنغرآز أبرة المَحلول بِهآ
دفئ يديه بِمثآبة الجُرعآت المُهدأه لِوَجَعِهآ قَبًل جبينَهآ وهَمَس
[ الله يصلحك بس هذي سوآه تسوينَهآ طيحتي قلبي ]
.
.
أرتجفت شِفتآهآ وأبتَلعت ريقَهآ لأكثر مِن مَره ثُم هَمست بِهآ مَوجوعه [ آسفه ]
أغمض عينيه بألم
[ أنآ اللي آسف يآروح فيصل ]
أمتدت يديه لدموعَهآ المُلآصِقَه لعُنَقَهآ [ أهدي الحين ومآيصير الآ اللي تبينه ]
كَتمت الحَيره في جَوفِهآ وكأنهآ عآدت سبع سنين لِمرآحِل المُرآهقه
تجردت مِن عقلَهآ ونَطَقت بِلسآن غيرَتَهآ المَجنونه
[ مين أحلى أنآ والآ هيه ]
أستعجب مِن السؤآل لِعلمه برُقي تفكيرهآ
ولكن أيقن أن غيرَتهآ قد فتت كُل ذره دآخِلَهآ
هَمَس بِهآ وهُو يَمْسح على شَعرهآ
[ أنتي أحلى وأحلى بس هدي نفسك وقومي لي سآلمه البيت شين مِن غيرك ]
كَلِمآت لآ تُكلٍف الكثير أوَ ربَمآ ليست مُطآبِقه للوآقِع
ولكنهآ جَلبت مَفعول أقوى مِن الأبر والمُغذي
أعتلتْهآ أبتِسآمة أمتِنآن وكأنًهآ طِفلة العآمين
يٌشكٍلَهآ كيفمآ يريد و بـ خليط من الحُزن والخجل هَمست [ جد فقدتني ؟]
أبتسم بِوجع لِحآلتهآ [ والله العظيم ان البيت نآقص بدونك
بتطلعين مِن هنآ على بيتك بأذن الله
برآفق معك الليله وان شآء الله بكره يكتب لكْ الدكتور خروج ]
أومأت بِرأسِهآ وهِيَ تبتَسِم لدخول أخوَتَهآ وابيهآ
وكأن الروح تتجدد وكأن القلب يتغير
وكأن الكَلِمآت تَشفىي وكأنً اللمسآت تمحي الوَجَع
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,
دَخلت [غُرْفَتَهآ] ومَددت فَجِر بالقُرب مِنْهآ
التَعب أخذ الكثير مِن قوة جَسَدَهآ
وقلة النوم فتكت بِهآ أمور كثيره دآرت بِمُخيٍلَتِهآ
بدآيه بوجه فيصل الحزين مُروراً بمجيء هُدى وأخبآرِهم أنً فيصل سَ يبيت
عِند سآره نِهآيةً بِفرحة أم فيصَل
لأن سآره بآتت بأطيب حآل
دآهَمَتَهآ الغفوه وأفَترَش النوم عينيهآ
أُطْبِقت الأجفآن وتمثلت الروح في عِدآد الأموآت الى أن يُحيهآ خآلِقَهآ جَلً عُلآه
,,
مضت سآعه تبِعَتَهآ أُخرى لم يرى سيآرة فيصل بَعد
وأغلب طُرَقآت القريه بآتت خآليه مِن البَشر
البرد قآرصْ ومُهْلِك والجَميع في مَنآزِلِهِم
أدركَ انً مآسيقدم عليه أمآ حيآة أو موت ولكن روح المُغآمَره تعبث بِه
والرغبه في الأنتِقآم سَطَت على مَشآعِرِه فبآتت كَمآ النآر المُشتَعِلَه أحكَمَ لفة الشِمآغ على أنفهِ وفَمِه
ثُمً تسلق الشجره الملآصِقه لِمنزِلِهِم أحكم خَطَوآتِه
على السيآج مُحآوِلاً التوآزٌن حتى توصًلَ الى شجره أُخرى دآخِل الحوش الكبير
تَشبثَ بِهآ
وشَعر أن الخُطه تسير الى الآن على قدم وسآق
فأبتَسم أبتِسآمَه حَمقآء
وللحديث بقيه
كونوآ بِقربي