الملاحظات
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 22 من 22

الموضوع: رواية اصعب سؤال

  1. #21  
    المشاركات
    3,260
    الــبــأرت الــثــامــن عــشــر


    * دلال *


    تبدلت أنفاسي بريحة عطره ، إختنق صوتي على صوت دقات قلبه ، بعد ما غمرني دفاهـ و هدوءهـ ، رفع راسي صح أبيه يجي بس مو يجي فتره و يروح أحس إني بنجن من منظره ، على الرغم من إزدياد طوله و زيادة شعر عارضه اللي أدى إلى إختلاف المظهر ، آلا إنه مازال اللي يخفق له القلب ، غرقت عيوني بتفاصيله مثل ما غرقت عيونه بتفاصيلي ، سألته بهدوء عكس ثورتي من لحظات
    : ليش جيت ؟
    جلال بدون تركيز : كبرتي .
    رجعت أسأله بانفعال : أقولك ليــــش جيت ! و لسى باقي لـ دراستك وقت ، قل لي ليــــــــه ؟
    جلال : إنتي ليه هنا ؟
    : أرتب لك البيت .
    قلت جملتي بسخريه و حرقه .
    جلال : و أنـــا أرتب لك نفسي .
    أحنى راسه لاذني ، حرارة أنفاسه تسابق همسه الخافت
    جلال : صدقيني ما كنت قاصد أضايقك بشي بس جيت أسلم على أبوي لانه تعبان ، في شي ثاني قريب بيتحقق ، إصبري عليّ شوي ، إذا كنتي تبيني إصبري بعد ، اللي صبر سنتين مو عاجز عن كم شهر ، ما راح أتخاذل و لا أتكاسل عن شي صدقيني ، هالنظره بتخليني أعيش ، و أعيـــــــش بجد حتى أرد لك أقوى و أعيشك أحسن عيشه ، و الله يا دلال إذا تفكرين بي ساعه أنا أفكر فيك يوم ، إذا إنتي متعذبه لان ما عندك رقم و مع هذا تقدرين تشغلين لي شريط تسمعين صوتي أنا متعذب زود لانك مو عندي لا صوت و لا صوره ، أنا صح جســـــــــــــد بس و الله بدون روح ، بــــدون روح ، اللي بقى فيني بس ، بقايــــــــا الـــــــروح
    إبتعد شوي ، كمل بنفس النبره و عيني بعينه : تبينـــــــي ؟
    : بس تتخرج و ترد بشكل نهائي راح أجاوبك .
    جلال ، عيونه تنتقل بجرأه : طيب بأسألك ، وش أصعب سؤال وصلك مني ؟
    : بس تجي وثيقة التخرج أجاوبك .
    جلال ، إقترب أكثر : يعني تبيني !
    سحبت نفسي منه بـ خجل ، إحراج ، بـ أوسع نطاقات تفكيري ، نطقت بثقه إكتسبتها من تجارب اللي حولي و تجاربي و تربية أبوي
    : إذا جاوبت على سؤالك سو اللي تبي .
    جو مشحون بشوق و مشاعر متأججه ، ما أنقذني منها إلا صوت الباب و أمي و هي تناديني
    أمي : دلااااااااال ، وينك ؟
    جلال ، متدراك الوقت الضايع : راح أعطي أسامه خبر ، إذا تبين تردين تأكدي إن القلب لازال على ما تركتيه ، و إذا ما تبين
    قاطعه دخول أمي ، نزّل راسه على طول
    أمي متفاجأه ، أرخت غطاها : هه ! هلا وليدي شلونك ، حمدلله على سلامتك .
    جلال : الله يسلمك ، شلونك إنتي ، عساك طيبه .
    أمي : الحمدلله ، وشلون دراستك ، بشرني عنك .
    جلال بتنهيده : أبشرك على أحسن ما يكون ولله الحمد ، مشكوره ، ع العموم أنا كسبت شوفتكم الليله ، أستأذنكم لاني راجع الرياض ، الحيــن . مع السلامه .
    تبعته حتى أختفى عن عيوني ، آهـ يآ طيوفه ، إذا هالنظره بتخليك تعيش أحسن فهالنظره بتخليني أحيا من جديد ، و عشـــــــــــآنك بــــس .
    *************



    * ربى *


    دخلت البيت بهدوء ، لما سمعته يقول : حياك الله ، و هذااااااا بيتنااااااا .
    توني أستوعب السالفه ، أنا راح أعيش بهالشقه ، بهالمدينه بعيــــــد عن أمي و أهلي ، ما أعرف أحد ، لا جــآرهـ و لا صديقــه و لا قريبه ، جلست على أقرب مكان قادتني له رجولي
    غطيت وجهي بكفوفي و بكيت خوف و رهبه مستوحشه من أفكاري قبل لآ أجرب و لآ أتعايش مع أي شي جلس أمجد جنبي و صار يتكلم يهديني و يتكلم معي بس ما قدرت أمسك روحي ظليت مستمره بالبكى
    بعد ساعه تقريباً من البكى المتواصل ، غيّر جلسته كذا مره ، تأفف ، نافخ ، إستغفر . بالاخير طفش مني حط علبة المناديل بحضني و قام لداخل لاني غاويد نكد ، لحقته ، شديت الغطا عن وجهه
    : أمجـــــد .
    زفر بملل و هو يقول : يــا نعــم . خير ؟
    : لا تنام و تخليني .
    أمجد : ساعه بس ، قبل لا يأذن المغرب ، عفيه .
    اوووف ، تجولت بالشقه بحذر ، حلوه ، على قدنا ، مرتبه ، جديده . بدلت لبسي بلبس عملي خفيف أقدر أتحرك فيه براحه ، فرغت كل شحناتي بالتنظيف و التعزيل ، كنت واقفه على الطاوله لما سمعت صوت أمجد الكسول
    أمجد : ليه ما صحيتيني ع الصلاة ؟
    : بسم الله ، متى صحيت ؟ و من متى أذّن !
    ناظر لساعته : أعتقد حتى الاقامه خلصت ، بس وين تسمعين إنتي و هاللجة ؟
    نزلت بخفه و حذر : أفرّغ شحنات ، أحسن من اللي نام و تركني .
    قرص خصري لاني ما أحب هالحركه و هو يقول : لبى قلبهم يا نااس .
    صرخت بتلقائيه فاطلق ضحكه عاليه قضيت صلاتي ، رتبت غرفتي ، بدلت و طلعت له كان يحوس بأسلاك الدش
    : وش تسوي ؟
    أمجد : مدري شفيه ذا معيي يشتغل
    : امممممممم مجووودي ، ما عندك واسطه تنقلك الدمام !
    أمجد : لو أأشر بطرف أصبعي مو بس ينقلوني الدمام راح يحطوني بالمدرسه اللي أبيها بعد .
    : و ليه ما تنقل ؟
    أمجد : ما يحتاج البعد أحسن هذا شي ، ثاني شي أبوي الحمدلله شباب و بكامل صحته و خواتي كل وحده مستقره ببيت زوجها و كل وحده بديره ما يحتاج قعدتي عندهم .
    سحب جواله يرد على الاتصال ، مشى للمطبخ و رجع بيده كوب مويا و على شفايفه إبتسامه مريبه رجع يدنق على التلفزيون بدون ما يلتفت
    أمجد: سخني مويا عهود جايه
    : عهود! عهود مين ؟
    أمجد بخبث : حبيبتي بنت خالي .
    بلعت ريقي بصعوبه ، توجهت للمطبخ سخنت المويا و رجعت لغرفتي . لبست تيور ميدي . تمكيجت رجعت للمطبخ بصمت و هدوء ، يا أنا يا هالعله اللي بتطب بيتي و باول يوم بعد حسيت حالي مصدعه من تقلب الافكار براسي سمعت الجرس و صوت أنثوي مع صوته أحس آذاني تشوشت من الصداع رتبت الصينيه على أقل من مهلي
    دخلت عليهم مدّعيه القوه اللي أبعد ما تكون عني بهاللحظات تفاجأت بمنظرهم ، كان لاصق فيها بجلسته يهمس باذنها و هي تضحك ألتفتت علي بصراحه البنت عاديه و أقل من عاديه لكن مكياج أوفر مع لبس سهره لا يتناسب مع مسيار خفيف سلّمت علي بحماس
    عهود : وااااو إنتي ربى ، وايد حلوه ، أهنيك مجود .
    باستني على خدودي . غمضت عيوني لاني تذكرت إني ما رشيت عطر بالمقارنه مع عطرها اللي مغطي على ريحة البخور مسكت الدله بقوة يا ربي ما أفتشل رجع يلمها بدون ما يناظرني همس باذنها . فاطلقت ضحكه غبيه طويله بدلع مااصخ ضيفّتها بدون ما تصدر أي كلمة أساساً ما كان لي مجال أتكلم و هم يتهامسون متجاهلين وجودي ، مو معطينه أية أهميه ما قدرت أستحمل قمت على أقل من مهلي بسبب الصداع اللي حسيته شوش نظري تركيت على الجدار إلين وصلت لاقرب مغسله إستفرغت ( أعزكم الله ) بعد ما إرتحت غسلت وجهي ، حاولت أضبط مكياجي اللي إحتاس من المويا ما قدرت فغسلت وجهي تماماً تسحبت بشويش عشان أروح الغرفه أتكحل ع الاقل مسكت قلم الكحل بدخول أمجد
    أمجد : وينك ، ما ودعتي البنت قبل لا تمشي
    خلااااااااااااااص لهنا و بس رميت الكحل على الارض بقوة . ألتفتْ عليه بقوة كان واقف مميل نفسه على الباب و على وجهه إبتسامه كبيره
    بصوت عالي أقرب للصراخ : زيــــــــــن اللي لاحظت إني موجوده ، و إني لازم أرحب بها و أودعها . أنت
    غمضت بقوة ، أخذت نفس أحاول أستعيد توازني ضم أكتافي يسندني ، لكنّي نفضت إيده و صرخت
    : إتركنـــــــي .
    تراجعت عنه أدور شي يسندني غيره ، حسيت ببرودة الجدار وراي كنت أضغط على صدغي باطراف أصابعي غصباً عني تصدر آهات خافته
    أمجد بخوف : ربى ، و الله مانتي فاهمه السالفه . خليني أفهمك . شوفي وجهك شلون صار .
    : مابي أفهم منـــــ يا رب .
    أظلمت الدنيا حولي فتحت عيوني بثقل على ريحة عطره و نبرة صوته المهتمه
    أمجد : ربى ، حبيبي سامعتني .
    حاولت أبعده بضعف : وخر عني .
    جلّسني و ضمني و هو يقول : حبيبي ، و الله مزحه ما توقعت تسوي فيك كذا
    : ردني الدمام .
    أمجد : آفـآ عليك ، و أنـا ؟
    : وخر عني ، ردني لاهلي .
    أبعدني عن صدره ، ركز بعيوني مباشرة : إذا تصدقين بالله ، هذي إختي من الرضاعه و بنت خالي . تربت بيننا ، هي الآن ساكنه بالكويت بس جايه لاهل زوجها عندهم حفله و من زمان ما نزلت لهم لما قالت لي إنها جايه قلت بنسوي فيك هالمقلب مع إنها مو راضيه عنه ، أنا أجبرتها .
    نزلت دموعي ، عيني ما فارقت عينه قرب مني بطريقته عشان يرضيني أو يعبر عن أعجابه فيني ، صار يوزّع بوسات خفيفه ، عشوائيه على وجهي
    أمجد : يا عيوني إنتي ، لا تبكين ،
    قاطعته : أمجد ، ليش ما قلت من الاول ؟
    أمجد : مدري كان ببالي هالمقلب ، باشوفك شتسوين ؟ ما توقعتك غياااااااره لهدرجه .
    : يعني مو مهم تكون مرتاح ، أهم شي إنك تختبر غيرتي .
    أمجد بهدووء ، على نفس وضعه : مو مهــــــــــم أكون مرتاح !!!! ، بالعكس يا قلبي أنا مو بس مرتاح ، أنا طاير فيك و الله ، يكفيني إنك ما تذمرتي من تدخلات أمي و فوق كذا تنادينها يمه . يكفيني أغيب عن البيت أرجع ألاقي أمي ما تستغني عنك . يكفيني إنك إختيار أعز خواتي ، رغم إن علاقتي معهن أقل من عاديه بس هيفاء قريبه لي حيل ، يمكن بسبب عبدالاله زوجها كان يبيها من هم صغار و يتعمد يخليها تشاركنا بكل شي .
    قوست شفتي بدلع : لا تمزح معي كذا مره ثانيه .
    أسند جبينه على جبيني ، همس بحب : توبه من دي النوبه .
    ***********



    * جوري *


    مشغول على آخر شي مو معطي وجودي أهميه نهائي طليت باللاب توب جداول و كلام كثير ما عرفت له
    : ما تبي تشرب شي .
    لمني بدون ما يلتفت ، صار يشتغل بيد وحده أسندت راسي لكتفه بملل
    بعد فتره قال بهدووء : ما لقيتي أحد صاحي ؟
    : لا الظاهر أمك و أبوك طالعين .
    أسامه : و دلال ؟
    أبعدت عنه ، بغيره واضحه : كم مره أقولك لا تسأل عنها .
    أسامه بابتسامه : هذي أمانه عندنا .
    : عندكم مو عند أسامه .
    ضم شفايفه بقوة كاتم ضحكته ، تنحنح : روحي ألبسي لك لبسه خفيفه بنطلع .
    : على هالصبح .
    أسامه بجديه مصطنعه : منتي وجة نعمه ، روحي مناك بس .
    ضميت ذراعه بدلع : خلص أسومي ، سماح هالمره .
    أسامه بعد ما حط عيني بعينه : معك عشر ثواني إذا ما قمتي ، جنيتي على عمرك .
    ضربت كتفه بخفه قبل لا أقوم : قليل أدب .
    ضحك علي بينما أنا لبست و إتجهزت كان هو بعد يبدل ، لبس بنطلون و قميص مع الكآب
    تخصرت : مو كأنك متعدل بزياده
    ضرب راسي باصبعه و هو يقول : مو كأنك بديتي تخنقيني مع هالغيره . يللا إمشي .
    تنهدت بقوة و مشيت وراه ما صدفنا أحد غير الشغاله اللي ترتب البيت كانت سوالف خفيفه اللي بيننا حتى وصلنا بعد أكثر من نص ساعه للمكان المطلوب شاطئ نصف القمر مكان منعزل أو يمكن لان الساعه ما صارت عشر للان العوايل أو الشباب منتشرين بشكل خفيف على مرمى النظر نزّل من رجله قبل لا ينزل من السياره نزلنا فصار يمشي داخل المويا و أنا جنبه بمحاذاة الشاطي ما حددنا سوالفنا إتكلمنا بكل شي شغله ، دراستي سواء بالدار أو بالجامعه ، أهله ، أهلي ، دلال ، جلال ، أزواج خواته ، علاقته فيهم ، علاقتي فيه ، حبه لي ، حبي له . قضينا أروع ثلاث ساعات مع بعض
    فاجأني بسؤال لما ركبنا السياره : وش أول كلمة سمعتيها مني ؟
    : سلّمت يوم الزفه . أول ما دخلت سلمت .
    أسامه : لا أبي من أول مره شفتيني عند أهلي .
    : امممممممم أتذكر كنت تنادي أووووو . لحظه اممممممم امممممممم إيـــــــه صح ، لما رديت عليك و سكرت بدون ما أرد عليك ، كأنك كنت تقول ليه ما تردن و مدري شقلت له علاقه بالاميرات
    إبتسم فسألته : و أنت ؟ تتذكر أول كلمة سمعتها مني ؟
    أسامه بضحكه : تو خطرت على بالي و سألتك ، أول كلمة سمعتها منك و متأكد إنها إنتي لما دخلت جميله المستشفى أول عرسها ، لما طلعتي لي و قلتي "مين ". بعدين قلتي لي " دق عليه " لان أحمد برا البيت
    : اووووه زمان .
    أسامه : نفسي أعرف وش كنتي تسوين لما أتوحمت عليك جميله حتى أسمك ما تطيقه يجي بنص الساالفه
    : هههههههههههه أي والله غربلتني ، إعتكفت بغرفتي ، خليت أمي تعتمد على الشغاله بكل شي بسببها لا و كل ما تشوفني إتروشي ريحتك و مدري إيش . و الاخ أحمد مبسوط ، أما جواهر يا حرام راحمتني كاسره خاطرها بالمره .
    أسامه : هههههههههههههههههه الله يعين ، يا الله شلون إتزوجو البنات مرتين و إحنا مملكين بسبب زعلنا .
    : اوف لا تذكرني الله لا يعيد هذيك الايام ، سقيتني مر .
    أشر على مكان بعيد شوي و لانه كان يسوق ببطء قدرت أشوفه و أتبينه بوضوح
    أسامه : شايفه هذاك المكان ، شهد بثاري من اللي سقاني قبل يسقيك المر .
    : ماني فاهمه !!
    أسامه : كسّرت اللي ما ينسمى تكسير ، أشوفه و أشوف نفسي لما فشيت غلّي فيك ، قمت طلعت كل حرّتي فيه ، كسرت يده و وجهه بعد .
    : على كذا لازم أنتبه منك لا زعلت .
    مسك كفي ، تكلم بنبرة خااصه : هذاك الوقت ، الكل يبيني أسمع و أخفف عنه ، ما كان عندي أحد يسمعني و يخفف عني ، كل الضغط علي لحالي ، بس الحين إنتي معي ، و آلا !
    : إلا أكيد إن شا الله بأكون معك ، الله يقدرني و أكون لك مثل ما تبي و أكثر .
    لان الطريق فاضي تقريباً ، رفع كفي باسه بخفه و همس : الله لا يحرمني منك .
    بعد ثواني صمت : تصدقين شايل هم ربى ، على إنها أجرئ خواتي إلا إنها أكثرهن إجتماعيه ، خايف تستوحش بلحالها هناك .
    : توكل على الله ، الله معها قبل الكل ، مصيرها إن شا الله تتعرف لها على جيران ، زوجات أصدقاء زوجها ، اللي خلقها ما ينساها .
    أسامه ، غارق بالتفكير : تصدقين لو عليّ ما زوجتها لماهر الله يرحمه ، يعني سمعت من شباب الاستراحه عنه إنه راعي سفريات المشكله ليته يروح إستجمام و يشوف الزين بالديره اللي يروحها لا كان يروح أماكن ، أعـــوذ بالله ، يعني يبعد عن الناس كأنه ما يدري إن الله معه وين ما كان
    : يا الله ، ما يجوز ع الميت إلا الرحمه
    تنهد : الله يرحمه يعني لو ما وافقت ربى و لوت يدي ما كان وافقت أبوي ، أبوي سأل حارتهم و عيال جيرانهم الكل إمتدح فيه . لما شفت كذا قلت يا ولد الخيره فيما إختاره الله الحمد لله على كل حال .
    : الحمد لله .
    قلت أضيّع له الموضوع : وش بتفطرني ؟ و إلا بتردني البيت جوعانه .
    أسامه بضحكه : إخـــــو جميله ، آمرينـــــــي يا نــــــور عيني ، لو تبين روحي ما تغلى عليك
    : تسلم لي يا رب .
    ************



    * بسمه *


    رفعت راسي لسند لما سأل باهتمام : شلونك الحين ؟
    : الحمدلله أحسن .
    جلس جنبي ، عيونه على عبودي اللي كنت ألبّسه بعد ما حممته ، عيونه متوسعه و تنقل بفضول بين الوجيه و الالوان . داعبت وجهه بشفايفي
    : يمه يا حلاتها ، بنتي بنتي .
    سند : نعم ! وش بنتك إن شا الله .
    إبتسامه خفيفه رسمها عبودي لابتسامتي و أنا أرد على أبوه و عيوني عليه
    : هذي بنتي هااااذي .
    مد سند يده على ظهر الكنبه صار قريب من وجهي و يناظر بعبودي
    سند : لا تميعين الولد بهالكلام .
    : شوووووووف شلون يناظرك ، بيبي هذا بابا .
    سند : حاقد علي من سويت له الحليب ذاك اليوم .
    : إيه ، ما قلت لي ، شلون دبرت عمرك ؟
    سند : شلون يعني ! سألتك و قلت لي حط مويا دافيه لرقم أربعه و ملعقتين حليب .
    : سألتني ؟!! مآذكر .
    سند : يمكن من التعب . بس ما شا الله على الصوت و هو يبكي صياحات .
    : بسم الله على وليدي .
    سند : وع مدري شلون يرضع هالحليب ، مو شي .
    ناظرته بصدمه : أيـــــــــــــش لا يكون ذقته ؟!!!!!!!!!!!
    سند مستغرب : أجل شلون أعرف إذا صار دافي
    : اوووووووووو ماااااااي قااااااااد هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
    سند : بسوووووووووم ، وش يضحكك هاه !!
    نزلت ولدي لاني حيلي إنهد من الضحك ، حوطت بطني بتعب بعد عشر دقايق ضحك
    : رهيــــــــــــــب ، ذقته هاه ! هههههههههههههههههههآ آ آ آ ي
    سند ، ضرب كتفي ع الخفيف : بسك ضحك ، وش اللي يضحك بالموضوع هاه ؟
    : يا حبيبي يا سند حليبه ما ينذاق ، كان ممكن تعرف دفا المويا لما تحط منها على ظهر كفك
    سند يصرف : هاتي الريموت .
    شديت فانيلته بعبط : حبيبي إنت ، شيل عبود مره ثانيه .
    تمدد و هو يرد بعناد : ماني شايل أحد
    جلست قبال وجهه و أنا أقول برجاا : عفيه حبيبي ، بس شوياا .
    فاجأني لما نزلت يده بخفه ، سحبني لنفسه عشان أصرخ بألم لما عض إذنــي حكيت إذني من الوجع
    : شهالمزح اللي عليك ، آي تعووووورني . الله يسامحك ، كنت أبي أروح لاهلي بكرآ .
    سند : روحي من قاضبك .
    : عشان تفضحني عند أخوي .
    سند : ههههههههههههههههههه أحسن بعد ، أرد لك هالضحك اللي ضحكتيه علي .
    : شرير .
    سند : شيلي الولد رضعيه أحسن لك .
    قوست شفتي بدون رضا : الولد !
    سند بابتسامه : شيلي عبوووودي ، زين كـــــذا .
    ضميت ولدي و أنا أرد برضاااااااا : أحلــــــــــى كلااااااااااااااام .






    رد مع اقتباس  

  2. #22  
    المشاركات
    3,260
    الجزء التاسع عشر



    ** الآخـيـــــــــر **




    * جميلـــة *


    دخلت غرفتي ، بيميني أرج الرضعه و بيساري أهف على وجهي جلست جنب أحمد و أنا أقول بانزعاج
    : اوووف غرفتي لها ريحه .
    أحمد باندفاع : لا عاااااد تكفين .
    : وشفيك ؟
    قرب مني بشكل مضحك و هو يقول : لا يكون أنا لي ريحه بعد .
    شديت هجوري لحضني توني أستوعب اللي صاير لي ، حسبت الايام و التواريخ و التغيرات اللي أحسها ، بجد لي أكثر من أسبوعين بنتي مو مكتفيه فيني بالرضاعه ، ريحة غرفتي اللي تزعجني كلما دخلتها نزلت عيوني لضحكه هجوري العاليه كرد على سواليف أبوها المحبه
    : أحمد ، خلها ترضع لا تغص بالحليب .
    ما ناظرني و عيونه عليها و طريقة كلامه لبنته نفسها رغم أن الحديث موجه لي
    أحمد : شسوي أمها تهووووجس مخليتني أسولف على حالي ، صح بابا ، يا حياتي باباتي . عمري إنتي .
    نزلت هاجر على الجهه الثانيه مبعدتها عنه
    : أشوف السوالف كلها لبنتك و أنا مالي بالطيب نصيب .
    لصق كتفي بكتفه وصلتني أنفاسه الهاديه قبل لا يقول بخفوت
    أحمد : إنتي الطيب كله لك ، إنتي الاساس .
    : إلعب إلعب علي بهالكلمتين .
    لف وجهي و على شفاته إبتسامه : ناظري عيوني ، شوفي شتقول .
    رفعت عيني من حضني لعيونه بحب ، إقترب مني بهدووء مسح على شفتي بهدوء مع ردي الخجول من نظراته و قربه
    : أشوفني فيهم .
    قبلني بهدوء ثم قال بضحكه : ثاني مره لا تحطين عقلك بعقل هاجر يا أم هاجر .
    توسعت عيوني ، صدمـــه ، وقفت بسرعه متوجهه للباب بـ نبرة تهديد و زعــل
    : طيّب يا أحمد .
    صرخت لانه شالني فجأه ، قلت بخوووف : أحمد ، نزلني هذا و إنت اللي علمتني عن حمالي .
    أحمد : ما لي دخل يا أنا يا الزعل بقلبك ، إختـــآري .
    تنرفزت : الزعــــــــــل .
    نزلني و لازال محوطني بايديه : آفــآ يا أم هجوري ، و أنـا أشارط بغلاتي عندك .
    : تشارط عند مين ، إن شا الله .
    بأوسع إبتسامه : بيني و بيني ، أشارط نفسي بنفسي ، جميلتي الحلوهـ
    همس بحب سابقته عليه عيونه : أحبك .
    حسيت عيوني إمتلت بالدموع ، هالنبره تعني لي الكثيـــــــــــــــــــر ، تعني لي أكون له زوجـــــه وَ حبيبــــــــة وَ أم و أكثر و أكثر من كوني مجرد أنثــــــــى عاديه دفنت وجهي بصدره ، أسمع دقات قلبه و أنا أقول بصدق و محبه و إمتنان و كل المشاعر اللي أحسها معه و معــــــه بــــــــــس
    : أحبــك .
    ************

    * ربــى *

    مصيت أصبعي لاني جرحت نفسي و أنا أقطع الخيار ، هزيت راسي بضيق لان الالوان بدت تتداخل ، يــــا الله ساعدني أصير أقوى ، أنا مخططه لـ ليلة مميزهـ أعلن فيها حملي لأمجد بس الظاهر ما راح أقدر أتحرك من هـ الدوخه طلعت من المطبخ بخطوات حذره و بطيئه
    : أمجد ، أحط لك الـ
    ضغطت على راسي بكف وحده مغطيه عيوني عنه ، ما حسيت بعدها إلا بريحة عطره القويه تخترق خلايا مخي و ضرب خفيف على خدي ، عشان أفتح عيوني بثقل
    أمجد : حبيبي ، حبيبي سامعتني ، ربــى
    أول ما فتحت عيني مضبوط ، ظل ساكت لدقايق ينقل نظراته على وجهي باهتمام
    : وش فيك ؟
    أمجد بجديه : منتي طبيعيه أبد ، صحصحي شوي خليني أوديك الطبيب .
    إبتسمت بخجل و محبه لاهتمامه و حبه اللي يظهر لي بكل تصرفاته مسحت على كفه و همست ، متحمسه لردة فعله عن هالخبر اللي أتوقع له ردة فعل غير شكل عليه
    : أمجد ، أنــا
    قاطعني بدون إنتباهـ و هو مركز على عيوني بخوف : وش فيك ؟ لا يكون أنيميا حاده .
    : لا بس امممممممم أنـآ حــــآمــل .
    فتح فمه و عيونه ترمش بدون تصديق ، وقف ، مسح على شعره بتشتت واضح ، رجع ناظرني . حسيته مصدووووم ، مبتسم ، عيونه غارقه بالدموع .
    أمجد بدون تصديق : قولي و الله ، إحلفي إحلفـــــــي .
    : لازم يعني هههههههههه
    مسك كفوفي وقفني معه ، تكلم بأمر : نروح الطبيب .
    : إي لازم ، لاني لازم أخذ شي عن الدوخه . إحتمال معي فقر دم .
    مشى معي بشويش ساندني لنفسه ، باهتمام : شوي شوي .
    طلعنا و رجعنا و هو غارق بصمت غريب وقفت عند باب الغرفه كان جالس و عيونه تاكل الورقه أكل حس بوجودي ، وقف بهدوء و أقترب بهدووء حتى وقف قدامي ، ما قدرت أرفع عيني لوجهه من الخجل و الترقب
    همسة عتب قويه و متألمه : مو قادر أصدق ، لك شهر و قريب بيخلص الثاني و ما تتكلمين ، ليه طيب ؟
    رفعت عيني له بتساؤل ، إستكمل كلامه بألم : تدرين هذيــك ، ما لحقت أفرح بحمالها حتى نزلت اللي ببطنها لاني رفضت أثث لها شقه هناك ، إنتي ليه ساكته ؟ و إنتي تدرين !!
    : تتوقع وحده نزل ولدها بالغصب و الضرب من بطنها تنزل العوض برضاها مو بس اللي ببطني عوض عن اللي شفته ، حتى أنت عوض عن كــــــــل شي شفته بحياتي ، أنت من البدايه لي لحالي ، قلبك و أهتمامك و تفكيرك ، تتوقع يعني ألغي أكثر شي يزيد إرتباطنا ببعض . و لعلمك أنا خبيت هالموضوع حتى عن خواتي كل اللي يدرون فيه أمي و أمك و بس . و أنا عمداً متعمداً ما علمتك حتى أحسس أمك أنها أمي و أني بأخبي عندها سر مهم بحياتي ، كنت مخططه أعلمك بأحسن من هالظروف بس أنت شفت اللي صار لي و اللي خلاني أعترف لك بعكس ما كنت مخططه له تماماً
    تنهدت ، الغصه ساده حلقي : ع العموم ، مشكور على حسن ظنك .
    شدني لصدره عشان أطلق العنان لدموعي تغسل فرحتي اللي ما تمت لــــــــــــولا أنه تكلم بمحبه
    أمجد : شاسوي فيك و إنتي كل يوم تكبرين بقلبي أكثر ، ما خليتي لاحد مجال ، ألغيتي العالم كله من تفكيري ، ما صار ببالي إلا ربى ، و ش تبي ربى ، وش تحب ربى ، معقول أرضيتها اليوم ، وشهو شكل أطفالنا ، متى تحمل و تبشرني ، متى تفرحني زياده لاني من عرفتك و الفرحه دايم بدنيتي
    مسح دموعي بكفوفه و هو يقول باهتمام : ربــــــى و الله ما تكفيني بس ما عندي شي أقدر أقوله غيرها أحبــــــك و الله أحبك و الله أحبك أحبك أحبك
    ***********

    * بسمــــــه *

    " الحمــــد لله "

    أرددها دايماً كل ما أشوف عبودي بحضن أبوه ، يلاعبه و يضاحكه رفع عيوونه اللي إختلفت نظراتها من السالب إلى الموجب مع بداية تقبله لولده
    سند بضحكه : عاجبينك .
    : مره صراحه .
    سند : تعالي إسمعي يقول بابا .
    : هههههه مسرع .
    سند : كيفك ، أساساً باخليه يناديك . بسمه .
    : على كيفك أنت و إياهـ .
    سند : ههههههههههه أجل على كيفك أنتي ، صح بابي مو تقول لها ماما بعدين أرمييييك
    أصدر عبودي ضحكه مرتفعه مع حركات أصابع أبوه على بطنه سحبته من إيدين أبوه
    : بس حبيبي ، الحين يسّهرنا غصب .
    وقف قبالي ، صار يكلم عبودي اللي يحرك إيديه و يبتسم له بالمقابل
    سند : أبي أروح أجيب عصير بس أجي ألقاك نايم ، طيب بابي .
    باسه بقوة على خدوده ، لاني شايلته باسني بخفه على خدي و طلع بدلت له و جلست أرضعه هي ربع ساعه أو أقل لما دخل سند
    سند : ما نام ؟
    : يعني على وشك ، بس أخليه يشبع
    جلس وراي و تكى بفكه على كتفي همس : الحمدلله ، ربي رزقني فيك . و ما طاوعتيني و نزلتيه ،
    باس كتفي و كمل : أمي لما إختارتك كانت تقول لقيت لك وحده غير البنات
    نزلت عبودي بسريره بحذر و إبتسامة رضا تتسلل لشفايفي مع إرتعاشة فرح توصل لاطرافي وقف معي ،
    خطوات حذره طلعنا من الغرفه تاركينه غارق بالنوم
    جهزت له العصير ، أول ما جلست لمني برقه : أمي كانت تشوف مستقبلي ، حتى زواجي الاول ما كانت راضيه عنه ، خريج ثانويه مع بنت أصغر منه بسنه ، خيبت ظنها لما حبينا بعض ، خيبت ظنها أكثر لما فقدتها و يأست و أتأثرت دراستي و نفسيتي يـــــــــأس إستوطن إيماني و هزني مثل أوراق الخريف ، لين ظهرت بحياتي ، إنسانه ، رقيقه ، هاديه ، قنوعه ما سمعتها إتذمرت من برودي ، كل طلباتي مجابة بخاطر طيب ، فقدت أمي فـ صارت لي أم . حسيت إني كل يوم أرجع أقوى و أنا معها . إلين أعمتني عصبيتي و قلة إيماني و طردتها من حياتي بقسوة سبحان من خلا الاقدار تجمعنا ببعض
    رفع راسي بشويش ، طبع بوسه طويله على جبيني : بسومه ، حبيبتي ، مستعده تجيبين إخت لعبود و إلااااا؟
    ردي كان إبتسامه واسعه مع دمعه ساخنه منعها من النزول باصبعه
    سند : تؤ تؤ تؤ ليش البكى ، طيب !!
    : أنا مستعده ع اللي تآمر عليه .
    سند بنبرة مرحه : شوفي عاد إذا طلع ولد ، بتحملين وراه ما في تمنعين و لا شغل رضاعه ، تضلين تحملين و تجيبين ، تحملين و تجيبين ، إليييييييييين تجي بنوته حلوه زي أمها .
    : لااااااا و أفرض ما جات البنت لبعد ست بطون تبي جسمي يخرب
    سند : المهم تكونين هنا
    أشر على صدره ، كمل : وحده ما تشيب و لا يخرب غلاها أبد
    سألته بدلع و تغلي : بس غلا
    سند : يووووووووه يا بسمه ، إنتي وصلتي لاعلى أعلى أعلى من كل شي له علاقه بالحب و إلا العلاقه الزوجيه العاديه ، إنتي أخذتي بيدي من بين القبوووور ، خليتني أشوف كل الالوان ، علمتيني أحب الحياه و أعرف إن اللي خلقني ما ينساني و إن الله إذا أخذ فاكيد بيعوض عبده ، سوا بالدنيا و إلا بالاخره
    : كنت أصعب إمتحان مر علي بحياتي ، و أحلى نتيجه إستلمتها بعمري ، نظرة عيونك و راحتك و وجود عبودي أحلى ثمرة صبر جنيتها ، أحبك
    سند : أحبك يا بسمة حياتي
    ************

    * جـــوري *

    صرخ بنفاذ صبر : طفرتيني ، وش أسوي بنفسي يعني . تدرين وشو أحسن شي ، أترك لك البيت بكبره
    رزع الباب وراه و هو طالع ، دفنت وجهي بالمخده و بكيت من الضيقه اللي مو راضيه تفارقني
    قريت ثلاث أجزاء عن ظهر غيب ، صليت أكثر من أربع مرات بدون فايده ، أحس هالضيقه طالعه من نص صدري ، من بين ضلوعي ، وش أسوي ما أقدر أتكلم معه و لا أرد له كل كلمه بعشره ، غصباً عني مو راضي يفهم إني مسيره مو مخيره
    غسلت وجهي عدة مرات قبل لا أفتح الباب للطارق ، كانت دلال بهيئتها الملائكيه اللي تبين مدى أنوثتها
    دلال بهدوء : ممكن تجين غرفتي ؟ أبيك شوي .
    أفلتْ قبضتي من الباب و أنا أدخل : تعالي ، أسامه طلع .
    جرت كفي ، برجا : لا ، الله يخليك ، أخاف يجي ، لانه بيتوتي و أكيــد بيرد بسرعه لانو مو عاده له إذا زعل يطلع
    ما عجبني تفسيرها لتصرف أسامه ، لكنّي أجلّت الكلام حتى أدخل غرفتها ، صكت الباب و هي تسحبني ، جلسنا على الكنبه الموجوده بالغرفه
    بادرت : معليش ع التطفل ، سامحيني بس أنا ملاحظه عليك شي كان في بسمه أول .
    ما تغيرت ملامح البرود اللي كاسيه وجهي أبداً
    دلال باحراج : شفت أسامه أمس و قبل أمس و هو يطلع من البيت بنفس الحاله ، أدري إنك تفشين غلك فيه و يعني إسمعيني ، بسمه قضت معي أربع شهور تقريباً من حملها ، زعول درجة أولى ، عصبيه ، حساسه ، تدور علي الغلطه بالمجهر لو ما لقت ، تصدقين أحيان إذا تحاشيتها طول النهار تهاوشني لاني ما تكلمت معها و إذا تكلمت هَمْ تهاوشني ، يعني هي ضيقه فهمت تجي مع الوحم و الحمل و تروح معه
    قلت بيأس : بس أنا مو حامل
    دلال : بس الشهر للحين ما خلص ، متى موعدها .
    غطيت وجهي بكفوفي ، بضيق : تكفين دلال ، لا تعلقيني بامل و بالاخير يطلع هباءاً منثورا .
    طبطبت على كتفي و هي تقترب مني و تقول بجديه : الاعمـــــــى ، يشوف إنك حااامل .
    ناظرتها من بين فيضان دموعي : أنا متضايقه من نفسي ، ربى حامل لها شهرين و نص و جميله معها بعد ، أحس أسامه يسود وجهه كل ما يمر شهر و أنا مو حامل
    دلال بسرعه : إتقي الله في نفسك ، وش فيك جوري ؟! ، قوي قلبك شوي ، بعدين إنتي مستوعبه إن لك شهرين متزوجه بس ، أجل اللي لهم سنين ، وش يقولون ؟!
    إنفتح الباب تزامناً مع صوت أم أسامه : دلال ويــ . بسم الله عليك يمه ، وش فيك ؟ يوجعك شي ؟ متخانقه مع زوجك ؟
    دلال : لا يمه ، صدقيني مثل ما توقعتي ، يبي لها تغيير جو و شي يأكد اللي شكيتي فيه .
    أم أسامه : هذا أسامه ينادي ، خليك هنا لا تطلعين راجعتلك .
    ربع ساعه أو يزيد حتى جات بيدها كيس لصيدليه قريبه من البيت ، ناولتني إياه و بلهجة رجا
    أم أسامه : روحي يمه سويه ، عشان خاطري لا ترديني .
    إستخرجت العلبه من الكيس ، بتردد : أخاف ، يعني ،
    شدت دلال على يدي : توكلي على الله
    : لا إله إلا الله
    قطعت عمري صياح بحضن أم أسامه لان النتيجه سلبيه ، مادري شلون طاوعتهم و تسرعت أنا هبله هبله ، رجعت غرفتي عالقه بانفاسي شهقات مكتومه لشدة بكائي
    وقف أسامه أول ما دخلت : زين شرفتي ، ألبسي عبايتك و ألحقيني .
    : ألبس عباتي ، ليه
    أسامه بنفاذ صبر : ألبسي بدون نقاش أنا بالسياره
    طلعت معه ألف فكره و فكره تجي ببالي ، مشيت معه مثل الآله ، طلب تحليل دم ، سحبو مني و أنـا ما أشـوف و لا أسمع من شدة ضيقي و دموعي الغزيره طلب مني أنتظره بالسياره بينما هو قضى ربع ساعه بانتظار النتيجه ، ركب و لانطق بـ و لا حرف حتى شكله ما لمحت منه شي ، لانه لابسه كـآب مظلل على وجهه و فوقها لابس نظارته الشمسيه ، شفايفه مزمومه بطريقه تلخبط بين إنه مبتسم أو متعكر
    لما وصلنا البيت ، إتجهت فوراً لغرفتي لان منظري ما يسر إلا عدويني ، أخذت دش باااااااارد ، شفت أسامه جالس ، يد على راسه و يد على فمه نزلت إيديه بسرعه و هو يأشر لي باصبعه أجي لعنده ، جلست جنبه ، سحب المنشفه من على شعري
    أسامه : إنتي هبله ؟ ليش تبكين .
    رفعت عيني بسرعه شفته مبتسم برضا و راحه
    : من اللي تسويه فيني ، ليه مصرين كل مره تكسروني فيها أكثر
    مرر يده من وراي ، حتى صار كفه على بطني : ماحد مسوي فيك غيره . بس يجي لازم أضربه على هالضيقه اللي جابها لك .
    : هاه !!!!!!! وش قصدك ؟
    باسني على خدي بقوة قبل لا يقول : مبروك حبي ، إنتي حامل
    بكل بلاهه ، أشرت على صدري : أنــــــــــــــا ؟!!
    أسامه : ههههههههههههههههههههههههه يا حبي لك على هالتتنيحه ، تجنن عليك .
    : من جد أسامه ، صدق يعني أنا ح حا. حامحـ ـا مــ ـل
    ضمني بكل محبه : يا بعد روح أسامه ، ربي يبلغني بشوفتكم بكامل الصحه و العافيه يا رب .
    بعد ما شبعت من دموعي ، همس لي على وضعه
    أسامه : روحي ألبسي ، اليوم غير و لازم يظل غير لاخر دقيقه فيه .
    كل شي معك غير و أحلى يا أسامه ، طلعنا من بعد صلاة العصر و ما رجعنا لبعد يومين قضينا الخميس و الجمعه بفندق ، تغيرت نفسيتنا تماماً و الاهم تخلصنا من الجو المشجون بالضيق و الكأبه

    يوم الاحد .

    دخل أسامه و هو يقفل جواله : السلام .
    : و عليكم السلام .
    أسامه بفرحه واضحه : ما شا الله ، تخرج جلال
    : بنص السنه تونا
    أسامه : فادته الاترام الصيفيه اللي كرف عمره فيها ، و بعد خذا له كم دوره تدريبيه ساعدته و أهّلته لاستلام الوثيقه هالوقت
    : متى يرد ؟
    أسامه : بعد بكـــــــــرآ .
    ******************************

    " أمازلتي ترددينها كل مساء ، أحبك "








    " أمازالت أحلام الطفوله تراودك كما تراودني ، لكم أتمنى ذلك "





    هـــــــي /

    في بالها أسألته و في قلبها نبضه ، فـ تجهزت له كما لو إنها البارحه تملكت عليه لكن ما قدرت تكون كأنها البارحه عرفته خطت خطوهـ لمستقبلهم اللي إكتشفت إن كل خطواته مرسومه بحوارات بريئه بين طفلين


    هـــــــو /

    دخل ، ينفث من صدره زفرات خوف و قلق ، متــــــــــوتـــــــــــــر إلى أقصى درجــآت التوتر ، متلهـــــــــــــــــف إلى أقصـــى أقصى درجات اللهفه ، عيونه تنتقل بفضول من زاوية لـ زاوية ، حتى إستقرت





    عليهــــــــــــــآ








    فستان أبيض يلامس الارض لطوله ممتلي بجسم أنثوي شديد النحافه ، ظهر منه جزء من صفحة صدرها و أكتافها و إيديها اللي عبرت عن توترها بفركهم بأقوى ما عندها ، تفاصيل ملامحها اللي مثقله بالزينه فصارت أكبر و أجمل و أجمل بنظره ، مو مهم درجة جمالها قد مو مهم درجة حبه لهاا







    عيونها عليـــــــــه







    جزمه سودا يعتليها بنطلون جينز فاتح جداً صدر عريض مع قميص أسود بازرار مفتوحه لمنتصف الصدر و يده الرجوليه متوقفه عليهم بمعنى إنه توقف عن فكهم أكتافه العريضه ، رقبته السمراء ، شفايفه المحمره المفتوحه بذهول أنفه المعتليهم عيونه الصغار بنظراتهم المحبه شعره الاسود الحريري
    .
    .
    تــــــلاقت العيـــــــون
    .
    .
    لتخرس الحروف و تموت الظنون

    لهفته وصلتها > من نظرته

    خجلها و ردها على أسئلته وصلته > من وجودها

    كان خايف يكون حلم مثل كل مره يصحى منه على صوت أحد من الشباب ، خايف يرمش و تختفي من قدامه بخطوات بطيئه و عيون مليانه دموع أصر أن تبقى مكانها ، عاند حتى وجودها و مشاركتها لليلته

    نطقت شفاهه بعد صمت طااااال : إنتي حلم و إلا علم ؟
    بخجل و كثير من الحب و الشوق و لنفس الاحساس ردت : إنت اللي حقيقه و إلا خيال ؟
    دفا يحاصر الارواح قبل الايدين لما أحتضن إيديها بكفوفه و قربهم لفمه هز راسه و هو يغمض و يفتح عدة مرات بابتسامه محبه
    جلال : إنتي عندي صحيح ؟
    دلال : يعني ما كنت عندك ؟
    جلال ، ذكرى قديمه تترآى بذاكرته : عروستي ؟
    دلال : ما تذكر ؟
    عقد حواجبه و هو يسترجع موقف لهم و هم صغااااار أكدته بصوتها اللي إخترق خلاياه و سكن قلبه
    دلال : أحلامنا سوى و إحنا صغاااار صغااار .



    {(< زواج قريب من أقاربهم
    دلال 9 سنين : وش تناظر له .
    جلال 13 سنه و بكل براءه : بس نكبر ألبسي لي مثل هذي العروسه .
    دلال : بس هذا حق كبيرات .
    جلال : أقولك بس نصير كبار ، و أصير أنا مهندس .
    دلال : بس هذا مره كبير ، بعدين أطيح فيه .
    جلال : خلاص بس نكبر و يصير في شعر بوجهي تلبسين ثوب أبيض صغير >)}



    نهـــــــر ذكريــــــات ، نهلو منه بعــــــــذوبة ، بـ كثيـــــــر كثيـــــــر من الحنين



    جلال : يااااااااااااااهـ ، إش ذكرك ذيك الليال
    إنزلقت دمعه ساخنه و هي تنطق باشواقها و حبها و ذكرياتها
    دلال : من متى أصلاً نسيت

    ( أصعب سؤال ) اللي جوابه للأسف مثله ( سؤال ) !!
    ما هو تفلسف !! إلا موقف صار و إسمع " ثاني بيت" :

    البارحه يومه سأل : ( وش ذكرك ذيك الليال ؟ )
    كان الجواب بكل بساطه : ( من متى أصلاً نسيت ؟ )

    أدري بأن جمع ( الصعوبه و البساطه ) شي محال !!
    لكنها صارت كذا ! و اللي (( أهم )) إني دريت :

    إن الحياه فبعد أحبابك إذا جف الوصال
    إتعيشها لو تقتنع إنك خلااص أصبحت ( ميْتْ !!)

    يا صاحبي لو كل شي يمر بالخاطر يقال
    ما كانت العبره تــــولجني إليا منك طريت ؟!

    شفني قدرت أحبس دموعي بس ( دمع القاف ) سال
    و يا كبرها ساكت و لكن داخل أوراقي بكيت !!

    عمر الحكي ما كان دافي لا أبتدى بقولة : تعال
    لجل أتجاهل رجفة حروفي إليا مني حكيت

    الحال في بعدك قسم بالله ما أسميه حال
    أنوي على الضحكه و أحس كلي خطا لاني نويت ؟!

    أتصور إنك من رحلت أشوفك لجسمي ظلال
    لا شفته أمشي ببتعد و أثره معي مهما مشيت !!

    مدام يعني في بحرك لفرحتي مليون جال
    وش فيه موجك ما ركد ؟ قربت أموووت و ما رسيت

    يرضيك ما عادت معي تفرق إذا جالك مجال
    لاني أقتنعت إنك نهايه و إني ببطي ما بديت !!

    صرت ( أعقد حجاجي ) إذا جابوك بأطراف الجدال
    و أنا قبل لا قالوا أسمك كني : ميت ثم حييت

    تعبت أعيش الدور و أفتح للمعاذير الخيال
    و أتخيل إني جيت في بالك و بأنك إستحيت

    و ترد لي كلك (( وله )) و تقول : ( كن البعد طال ؟ )
    و من الفرح ما عاتبك و أقول : ( ياخي ما بغيت ! )

    حتى و أنا تخيل حشمتك ! لن قلبي لا يزال
    يكرر إسمك داخل أعماقي بنبضه لا سهيت

    قلي شسوي فيك ؟ و أنت بداخلي أصدق مثال
    للحب و إحساس القصيد إن عانق الليل و سريت

    ربي يصبرني على الفرقا مدام الحظ مال
    و أنت بيجيلك يوم تعرف ليه في بعدك شكيت

    وإذا بلاك الله و عذبك إشتياقك (( بس تعال ))
    و أقرى القصايد في غيابك كل أبوها بيـــت . بيـــت

    بتدري أن ( أصعب سؤال ) اللي يجي رده ( سؤال )
    لا قلت لي ( وش ذكرك ؟ ) ثم قلت لك ( متى نسيت ؟ )

    جذبها لصدره و هو يردد : آ آ آ هـ يا دلاااااااااااااال و الله أحبك .
    تدارك كلامه بلهفه : لالا ، وش أحبك ذي ، و الله أحبك قديمه ، و الله قديمه و شوي على اللي عندي ، أنا . أتنفسك . متيم فيك . دلال . أنـــــا ، أ ع ش ق ك . أعشقك أعشقك .
    دلال : و اللي يحب يسوي سواتك ، بالعيد ما تتنازل و تعايديني .
    جلال بصدق وهو يشدها لصدره أكثر : تدرين لو إني سامع صوتك لو من بعيد و الله ما كملت دراستي و لا فلحت بشي لا أهجر الدنياااااااا و أقابلك بعد ما حبيت أضغط عليك ، رغم إني أعرفك منتي بالحساسه اللي تتأثر بكم كلمه ، بس أنا حبيت أعطيك الفرصه مثل ما تبين بالضبط ، ما عندك أي مسؤليه تجاه أي أحد ، حبيتك تكبرين كأنك ما تزوجتيني ، و لو إني ضعفت مرتين و أرسلت لك بطايق و سألتك ، بس و الله ما قدرت كان لازم أتنفس لما أحسك بتقرين حروفي
    كل ثانيه يزيد إحتضانه و هو يتكلم لما سكت لدقيقه ، همس باذنها : ما قلتي لي وش أصعب سؤال ؟
    رفعت راسها فاختلطت الانفاس و هي ترد : كل سؤال رده سؤال كان . أصعب سؤال .




    غرقت العيون بالعيون


    تلاقت الارواح قبل الاجساد



    ليتحدث الصمت بجنووووووون




    (( تــــــــمــــــــت))




    ×سبحـــآنكـ اللهم و بحمــدكـ ،لآ إله إلا أنت ،أستغفــركـ و أتــــوب إليـــك×






    رد مع اقتباس  

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

المواضيع المتشابهه

  1. اصعب سؤال؟
    بواسطة احلاكم وربي في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 21-Jun-2010, 02:52 PM
  2. اصعب ما قيل في الحب اصعب ما قد تشعر به *****
    بواسطة مشآعرٍ إنسآن في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 22-Nov-2008, 03:14 AM
  3. ஜೋاصعب سؤال اللي جوابه للأسف مثله سؤال ؟!ೋஜ
    بواسطة شوق السنين في المنتدى محبرة شاعر - شعر - قصائد - POEMS
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 03-Nov-2008, 01:48 AM
  4. اصعب سوال
    بواسطة عاشق الرومانس في المنتدى محبرة شاعر - شعر - قصائد - POEMS
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-Dec-2006, 08:37 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •