( 29 )
فراس غير متى أحبت المرأة ، كان الحب عندها ديناً ن وكان حبيبها موضع التقديس والعبادة. طاغور خالد(الشريه) بعث لي دعوة للكتابة في مجلة (الديمن) لصاحبها (ابن السبيت) ، والتي ترأس تحريرها الدكتورة شريفة (الهاص) . بما أنني اكتشفت الآن أن الشحاذ قد يحصل على ما يريد عندما يتشرط ، فسأنتظر حتى أحصل على عرض بتقديم برنامج تلفزيوني أو إذاعي مثل برنامج إضاءات لتركي الدخيل . ما فيش حد أحسن من حد ! استمروا في تدليلي ، فأنا بحاجة إلى دفعة أسبوعية من الدلع والتدليل حتى أستمر ، لتستمعوا بما أرسله لكم كل جمعة . تذكروا أنكم أنتم الرابحون أولاً وأخيراً . تضع أم نوير صحن الحلاوة الطحينية (الرهش) وإبريق الشاي أمام سديم وتصب هذه الأخيرة بيالة لكل منهما ، لترشفاها مع قطع الحلاوة الدسمة . - تصدقين يا خالتي ، ما عرفت أن وليد ما يسوي إلا بعد ما تعرفت على فراس . - عسى بس ما ييي(يجي) اليوم اللي تعرفين فيه إن فراس هم ما يسوى ، بعد ما تتعرفين على اللي وراه ! - فال الله ولا فالك !الله لا يقوله !! أنا ما أبغي من هالدنيا إلا فرسا . فراس وبس. - كنتِ تقولين نفس هالكلام عن وليد ، وبييي (يجي) يوم واذكرج ! - بس فراس وين ووليد وين يا خالتي أم نوري ! - ويه ما لت عليهم اثنينهم ! على قولة المصارية : إيش جاب لجاب ؟ بين الشبشب والقبقاب . - مدري وش فيك ما تحبين فراس ، مع إنه وش ملحه ! - أنا ما أحب كل الرياييل . سليمة صكتهم واحد واحد ! نسيتي لما قلت لج إن وليد مو عاجبني وما عاجبج كلامي ؟ - لا ما نيسيت . كنت خبلة وعلى نياتي ، وإلاّ واحد يجي يقول لي في الملكة إنه راقب كل تليفونات البيت الثابتة والنقالة قبل ما يخطبني ، وفحص سجلات المكالمات الصادرة والواردة لمدة 6 أشهر قبل الخطوبة ، وأنا بكل غباء أقول له الحمد لله إني نجحت بالامتحان ! لا وفخورة بنفسي بعد ! مالت عليّ ! - مدمغة! قلت لج يومها هاللي يسوى جذيه مريض بالشك ومعقد بس ما صدقتيني ! ذبحتينا أحبه وأحبه ! قلت لج باتشر (باكر) يسوي أكثر وما بتخلصين من هالامتحانات ، تشنج (كإنك) داخلة ثانوية عامة مو زواج !وهذا هو ، سوّى لج امتحان آخر شي مثل ويهه(وجهه) ولما ما يبتي (جبتي) النتيجة اللي كان هو يبيها قطج(رمى بك) على صخر! قطوة بجهنم الحمراء قولي آمين ! - بسم فراس غير يا خاليت ، والله عمره ما عرّضني لموقف مثل كذا ولا عمره سألني أسئلة من طقة أسئله وليدوه . فراس مخه نظيف وما يشوف كل شي بوصاخة مثل وليد ! - بس يا سدوم ما يصير تحسسينه إنه كل شي بحياتج ! إنتي صايرة تسوين له (تبسط كفيها وتؤرجحهما أمامها) يا دهينة لا تنكتين ! - وش أسوي يا خالتي تعودت عليه !صار كل شي بحياتي ! أول صوت أسمعه أول ما أقوم الصباح وأخر صوت أسمعه قبل ما أنام ، وطول اليوم هو معاي وين ما كان . يا خالتي تخيلي إنه يسألني عن امتحاناتي قبل أبوي ، ويتذكر البحوث اللي علي أكثر مني ، وإن صارت لي مشكلة بدقيقة حلها لي بعلاقاته ووساطاته ، وان احتجت لشي حتى لو بيبسي بنص الليل قام ووصى أحد يجيبه لي . تخلي إنه مرة من المرات راح بنفسه للصيدلية الساعة أربعة الفجر عشان يجيب لي (أولويز) لأن سواقي كان نايم ! راح بنفسه وشراه لي وحط الكيس عند باب بيتنا ومشى ! يعني معقول يا خالتي بعد كل هالدلع اللي مدلعني إياه ما تبينه يصير كل حياتي ؟ أصلاً أنا وربي ما عدت أذكر كيف كنت عايشة بدونه ! - عدال يا معوده سويتيه حسين فهمي ! إنزين . الله لا يغير عليكم ، ويعطيج خيره ويكفيج شره ! بس والله إن قلبي مو مرتاح له . - ليش بس ؟ علميني ! - الحين ما دامه يحبج على قولتج عيل ليش ليما الحين ما خطبج ؟ - هذا اللي محيرني يا خالتي . - انتي ما قلتي لي إنه تغير من يوم ما دري إنج كنتي عاقدة على وليد ؟ - هو ما تغير بس ، يعني . حسيت إنه فرق علي شوي . هو ما زال على حنانه ورقته وحرصه علي ، لكن كإن في شي بداخله ما صار يطلعه قدامي ، يمكن يكون هالشي غيرة ! أو قهر إنه ما هو أول إنسان بحياتي مثل ما أنا أول بنت بحياته . - وانتي من قاص عليج بالله وقايل لج إنج أول بنت يحياته ؟! - مجرد إحساس ! قلبي يقول لي إني الحب الوحيد بحياته ، وحتى لو كان عرف بنات قبلي بحكم سنه وعيشته برا ، فأنا متأكدة إنه ما حب واحدة وتعلق فيها ودمج حياته بحياتها مثل مجرد إحساس ! قلبي يقول لي إني الحب الوحيد بحياته ، وحتى لو كان عرف بنات قبلي بحكم سنه وعيشته برا ، فأنا متأكدة إنه ما حب واحدة وتعلق فيها ودمج حياته بحياتها مثل ما سوا معي . الواحد ما يحب ويوصل لهالمستسوى من العطاء والبذل وهو في هالسن إلا إن كان شايف إن اللي حابها ومتعلق فيها واحدة غير ! واحدة من جد تستاهله ، لأنه ما عاد صغير ، وتفكيره في هالسن ما هو تفكير شاب توه في العشرينات ! الرجال في هالسن إذا حب على طول يفكر بالاستقرار والزواج ، ما عنده لعب وتعالي نتعرف على بعض ونشوف ومن هالحكي حق العيال ، والدليل إنه إلى الآن ما عمره طلب مني إنه يشوفني بعد أيام لندن غير هذيك المرة اللي على طريق الشرقية ! - أنا ما دري شلون تجرأتي تخلينه يمر يمكم (جنبكم) بالسيارة وانتي راكبة مع أبوج ! مينونة ! افرضي إن أبوج صادج ؟ اش كان سويتي ؟!. - أنا ما تجرأت ولا شي ، المسألة كلها صارت بالصدفة ! كان المفروض إني أسافر الشرقية بالسيارة مع أبوي عشان نحضر عزاء ، وفراس كان رايح لأهله يقضي الويك إند معهم وطيارته فاتته فقرر يروح بالسيارة . أبوي طلع من الشغل بدري يومها وقال خلينا نمشي وفراس اللي كان المفروض يمشي من الظهر تأخر للعصر بسبب الشغل ! صدفت ساعتها إننا صرنا أنا وهو على الخط ، وظلينا على المسجات وكل واحد يقول للثاني كم كيلوا باقي له ويوصل ، وأنا أحاول أقنعه يبطل يكتب مسجات وهو يسوق! فجأة لقيته يوقل لين وش سيارة أبوك ؟ قلت له لكزس سماوي ، ليه قال أبد بس التفتي يسار بعد خمس ثواني وبتشوفيني !!! آه يا خالتي . ما قدر أوصف لك شعوري لحظة ما شفته ! عمري ما تصورت إني ألقى إنسان أحبه للدرجة هاذي . مع وليدوه الزفت كنت أحس أني مستعدة أقدم أي تنازلات علشان يرضى عني ، لكن مع فراس المسألة معاه رغبة في العطاء بلا حدود. ودي أعطيه وأعطيه وأعطيه ! تصدقين يا خالتي ، أحياناً تجيني أفكار أستحي منها - مثل شنو ؟ - يعني مثلاً أتخيل نفسي وأنا أستقبله كل يوم في بيتنا بعد الزواج وهو راجع من الدوام تعبان . أجلّسه هو على الكنب وأجلس أنا على الأرض قدامه . أتخيل نفي أغسل رجوله بموية دافية وأبوسهم وامسح بهم على وجهي ! مدري كيف يثيرني هذا الخيال يا خالتي ، يثيرني بدرجة جنونية ! مع إن عمري ما تخيلت إني ممكن أفكر أسوي كذا لأي رجال مهما كان ! مدري كيف هالفراس قلب كل مفاهيمي يا خالتي وخلاني أعشقه بهذا الشكل المتطرف ! - ما أقول غير الله يعطيج على قد نيتج يا حبيبتي ويكافيج الشر قولي آمين .
يتبع