|
أهلاً بكم في منتديات مياسه
في قسم
روايات - قصص - حكايات
وضمن منتديات
•][• منتديات الملتقيات الأدبيــــــــه •][•
التابع لـ منتديات مياسه
والذى يضم
محبرة شاعر - شعر - قصائد - poems
روايات - قصص - حكايات
خواطر - نثر - عذب الكلام
بلغت النفس حطامها ،، داخل رجل أنيق (لا) مسّ الرضا قلبه ،،
مرّ على عجوز يتكئ على عجلة عربَةٍ عفا الزمن عليها ،،
أو أن العجلة متكئةً على رجل عفت الكرامة عنه ،، لا أدري
أيهم أصوب و أحسن وصفا ,,
مد العجوز إحدى يديه سائلا فمد الرجل كلتا يديه قائلا " لست
بأفضل منكٍ حالا ،، و أنا أحوج منكَ مالا"
فقال العجوز " سحقاً لتلك البحار ،، شُرَّابها عطشى لا يرتوون ،،
و أنا أرتويت من السراب كأنما أسرفت من ماء العيون ،،
فإلى أي مأوىً ستلجأون ،، ألِ مصرفٍ يبسط يديه بمنفعة؟
فتأخذون و تشترون من الأمتعة ما تقرّون به أعين النساء؟
صمت الرجل متأملاً ،،
أردف العجوز " هل تدرك مقدار الحرية التي أنا عليها؟"
صمت الرجل متأمّلاً
تنهّد العجوز: " تغفوا الرضيعة ملء فمها أنمل ،، لا يغنيه من جوعها
إن أبقته أو ألقته،، يا ذا الخيال الجامح في عقولكم،، تنفقون جهد عقلي
لتصوّرون المتاع كأنه بين أيديكم،، تتفكرون في اللذات ثم تقعون في
فخّ الميثومونيا، و حين تفيقوا تجدون أنفسكم في واقع يناقض أحلامكم
فإن أهلككم الإحباط، عدتم إلى أوهامكم و أحلامكم، فلتبقي عقلك حبيس
أوهامك، فأنت كالطفل حين يضع أصبعه في فمه، يبكي إن أخرجتها
و يموت جوعاً إن تصوّر أنها حلمة أمه فترة طويلة، أما إن كنت تريد
حياة لا رفاهية فيها، فإن ذلك لن يكلّفك شيئاً و لن يدعوك إلى سؤال
الناس".
استنكر الرجل: " هل لنا سلطة على الخيال؟"
قال المتسوّل: " لك سلطة على جعله متنفّس و ليس غاية"
قال الرجال: " هل نحن مُحاسبون على الخيال؟"
قال العجوز: " لو أننا محاسبون عليه لكنتُ أول أهل النار"
- "كيف ذلك؟"
- " ذات يوم في عنفوان شبابي، مررت بجانب حسناء، منجم
من الألماس يحوي فيّها، كأنما الله كان يتباهى بصنيعه حين خلقها
بقدر ما كان يواسي البائسين حين خلقني، شعرت أنها ملاك سقط
من الجنان، فلا وجود لجمال كالذي رأيت، كنتُ أستبطئ خطواتي
لكن بدا لي أن مقاييس الزمان تخونني، بضع ثوانٍ قبل أن أتجاوزها
ثم ابتسمت لي و مضت بكامل طاقتها ! "
- "بكامل طاقتها؟"
- " نعم، قياساً بالجهد الذي بذله جسدها في مخيّلتي، وما أدراها
أني كنت من الفاسقين حينها؟ و هل تأذّى أحد غيري بما حدث؟
طالما أنها سلمت من لساني و من يداي فلن أحاسب على ما فعلت"
- " على كل حال، لماذا أنت هنا؟"
- " قدمت للتو إلى هذه المدينة، و قد ضللت طريقي فآثرت البقاء
ريثما يأتي أحد و في قلبه شظايا من حطام شيمة العون ليعونني
فإذا بك أحوج للعون مني"
- " و لما سألتني المال؟"
- " لم أسالك مالاً بل أردت أن أريك ورقة بها عنوان وجهتي،
فبادرتني بالسؤال و أعطيتك المال"
rwm hgu[,.
« قصه المرة القادمة | قصه لصيدلي مغربي مدمن » |