يُعتبر الإتفاق على تحديد الحاجات الأساسية والاتّزان في الإنفاق والمشاركة في الأمور المادية والمعنوية وتقسيم المسؤوليات، من الأولويات التي يجب على أي عروسين البحث فيها قبل أن يجتمعا تحت سقفٍ واحدٍ.
لكنّ وضع هذه النقاط على الحروف لم يكن عند بعض المتزوجين حديثاً من الأساسيات أثناء مرحلة التعارف أو الخطوبة لأسباب تتفاوت من علاقة إلى أخرى. ورغم أنّه من الطبيعي أن يصطدم الزوجان بسبب أفكارهما خلال السنوات الأولى من الارتباط، إلا أنّ هذا ليس مدعاة للشجار الدائم الذي قد يُحوّل العلاقة إلى جحيم لا يطاق.
حلول وإرشادات
في السطور التالية بعض المواقف المناسبة التي يجب على أي عروسين جديدين المُضي فيها على يد أمهر الاختصاصيين في علاج المشاكل التي تنجم جرّاء تلك الاختلافات، مع مراعاة عدم التصعيد.
المال
على كل خطيبين الإتفاق على النفقات المالية التي يتوجب عليهما إنفاقها خلال الزواج وادّخارها في الشهر الواحد، كتسديد إيجار المنزل مثلاً أو أقساط السيارة.
المشاركة
بعد الاتفاق على البند الأول، على الزوجين تحديد كيفية تسديد هذه النفقات. هل سيتحمّل الزوج المسؤولية كاملة أم ستساعده الزوجة في تسديد بعضها؟ أم هل تكون هي المسؤولة عن ادّخار بعض الأموال من مصروفها إذا كانت عاملة لقضاء إجازة الصيف مثلاً؟
خلاف على أبسط الأمور
نعم الخلاف جائز ولا بدّ منه في بداية أي علاقة. ولكن أن تقع الخلافات لأتفه الأسباب، فهذا غير مقبول! فما أكثر الكلام الذي ينتهي في لحظات، لكن آثاره تبقى في القلب إلى أن تتم المواجهة مجدداً حين تتصاعد حدة الخلاف لا الاختلاف، فيبدأ النزاع ليتوسع أكثر فأكثر.
القطيعة
لوعي الزوجين أهمية لا يشعر بها الطرفان إلا بعد الهدوء. لا تعبّر القطيعة في الحياة الزوجية عن نضج في السلوك إلا في بعض الحالات عندما تكون إجراءً يوفّر للآخر فرصة لمراجعة نفسه ومواقفه. أمّا أن تتحول إلى نوع من الضغط وممارسة التعذيب، فهذا أمر مرفوض في أبسط المبادىء الزوجية.
زيارة الأهل
من واجبات الزوجين زيارة أهلهما بين الحين والآخر. وبالتالي يُستحسن أن يتم ذلك بالتراضي بين الزوجين وبلا إفراط ولا تفريط في حق أي من الأفراد.
غيرة الأم
ثمة حساسية تحدث بعد الزواج مِن قبَل أهل الزوج تجاه زوجته. تتصوّر الأمّ مثلاً بأنّ الزوجة قد سلبت إبنها منها وما إلى ذلك من تصورات. بالتالي، على الكنّة مداراة والدة الرجل بعد الزواج وإظهار المودة وإشعارها بها ولكن من دون تصنّع.
الرجل بعد الزواج
تُعتبر فترة الخطوبة فترة مُرهقة بالنسبة إلى الرجل، إذ تحمل شوقاً وسهراً وعدم توازن. أمّا الزواج فهو فترة الاستقرار. وما يجب أن تعرفه المرأة وتتفهمّه بعد الزواج أنّ مشاعر زوجها لم تخمد بل تحولت من طاقة متحرّكة إلى ساكنة بحاجة إلى عنايتها وحنانها أكثر من قبل.
أين ذهبت الرومانسية؟ سؤال قد تطرحُه المتزوجات بعد سنوات معدودة من الزواج. لكن دراسة أميركية أصدرتها “جامعة ميامي” تؤكد أنّه بعد الارتباط والزواج، يُفرز المخ مادة “الأوكسيتوسين” التي تعطي الإحساس بالأمان والراحة والألفة. لذلك نجد شعور الطرفين نحو بعضهما قد اختلف عن فترة الخطوبة. وبالتالي، فالتضحية لا ترتبط بفترة دون أخرى، بل برغبة في إنجاح الأسرة وتحقيق الأهداف المشتركة.
وأخيراً يبقى للرجل والمرأة الدور الأكبر في المحافظة على عدم توسيع رقعة النزاع بينهما لما في ذلك من أضرار مدمّرة تؤثر في البناء العائلي من الأساس. أمّا إذا حصل وتأزّمت الأوضاع وتوتّرت الأجواء، فليحاول أحد الطرفين جعل تلك العواصف مطراً تُمحى به الجروح والآلام للعيش بسلام.
hszgi hguv,s fu] hg.tht