اهلا و سهلا بكم في منتديات مياسة

نتمنى ان تقضوا اجمل الاوقات معنا
نصائح تعزز ثقة طفلك بنفسه

اعداد: تهاني عبدالعزيز
ليس هناك خلاف على أن الثقة بالنفس من الأركان الأساسية للنمو الصحي للطفل، فالأطفال الذين يفتقدون هذه الصفة أكثر ميلا للإصابة بالاكتئاب، القلق، والاضطرابات الغذائية، وربما يتقاعسون عن المشاركة في الأنشطة التي من المفترض أنها تجلب لهم المتعة، ولكن في رأي عدد كبير من الخبراء، فإن الإلحاح الشديد على غرس احترام الذات في نفوس الأطفال ربما تكون له عواقب سلبية، وقد لديهم هذا الرأي بعد أن لمسوا من خلال البحوث أن هناك فئة كبيرة من الآباء يلجأون إلى تحقيق ذلك من خلال طرق قد لاتكون صائبة، منها الإفراط الشديد في الثناء على الطفل بمناسبة ودون مناسبة .
في هذا التحقيق نتناول عيوب أسلوب المدح العشوائي، وذلك من خلال 7 نصائح تتعلق بسبل الثناء الهادف والمثمر.

يعتقد بعض الآباء أن تعزيز ثقة الطفل بنفسه يأتي بالدرجة الأولى من خلال الثناء على صفاته الجميلة وإنجازاته الناجحة بصورة متواصلة وبشكل يومي وبدورها، تساهم الثقافة السائدة في المجتمع في حث الآباء على التركيز كثيرا على هذا الجانب في شخصية أبنائهم، وذلك لأنها تمجد النابغين والمتفوقين، وبدافع الرغبة في أن يكون ابناؤهم ضمن هؤلاء، يركز الآباء على العوامل المهمة في تشكيل شخصياتهم، ومن بينها بالطبع عامل الثقة بالنفس، ولكن يعتقد الخبراء أن الاعتماد على كثرة الثناء والمديح كوسيلة لتعزيز ثقة الطفل بنفسه قد لا يحقق النتيجة المرجوة، لأنه من المحتمل أن يشوه فكرة التفوق ليس حبا في التميز وإنما بغرض نيل المديح والثناء وتسليط الأضواء عليه ونيل رضا أبويه.

لا للافراط في المديح
وفي السياق نفسه، أظهرت نتيجة دراسة أجرتها جامعة كولومبية تابعت الأطفال من سن الروضة إلى الصف الخامس الابتدائي ، أن الأطفال الذين اعتادوا في صغرهم على تلقي الثناء على كل إنجاز يقومون به، يميلون في السنوات التالية من أعمارهم إلى اختيار المهارات البسيطة والهينة، ويتجنبون التحديات الشاقة، ولا تستهويهم الأشياء الصعبة، ويعانون قلة الثقة بالنفس على عكس الأطفال الذين اعتادوا تلقي الثناء على جهودهم ومثابرتهم، فهؤلاء يستهويهم في السنوات المتقدمة البحث عن المهارات الشاقة والمعقدة.
وأشارت الدراسة إلى أن إفراط الآباء في التعبير عن عواطفهم تجاه أبنائهم إذا ما توقفوت عن النجاح والتفوق فضلا عن أنه يبعث في أنفسهم الشك والريبة تجاه قدراتهم ، ومن واقع الخبرة، يقول الاختصاصيون إن الأطفال الذين يعتادون على تلقي المديح بشكل مبالغ فيه من السهل أن يصيبهم الغرور بأنفسهم، وقد يدفعهم هذا المديح إلى إهمال تطوير أنفسهم، والبعض منهم قد يتحول إلى إدمان الكحول والمخدرات بحثا عن وسيلة خلاص من الصراع الدائر في نفوسهم.

المديح الايجابي
السبيل الوحيد لتعزيز ثقة الطفل بنفسه هو أن يرى الجانب الذي حقق له التفوق في كل نشاط يمارسه، سواء كان يتعلق بعلاقاته مع أصدقائه، رياضته المفضلة، أو امتحاناته المدرسية، وفيما يلي نقدم لك 7 نصائح يرى خبراء التربية والاختصاصيون النفسيون أنها تشجع الطفل على الاعتزاز بنفسه، دون أن تصيبه بالغرور أو تأتي بنتيجة عكسية:

1. كوني محددة:لكي يكون للمديح معنى، كوني محددة في الثناءعلى طفلك ، فمثلا بدلا من أن تصفقي له لأنه قرأ الدرس دون أن يخطئ، قولي له (أعجبتني طريقة لفظك لمخارج الحروف وتركيزك الشديد على علامات التنوين) هكذايدرك طفلك سبب نجاحه في قراءة الدرس دون أخطاء ويضع ذلك في باله كلما طلب منه أن يقرأ.

2. امتدحي الجهد لا النتيجة: ركزي دوما على الموقف، المهارات، وغيرها من التفاصيل التي قادته إلى النجاح، فمثلا عندما يحرز نجاحا مذهلا في مادة الرياضيات، عبري له عن تقديرك لنجاحه من خلال الثناء على الجهد الذي بذله في هذه المادة على نحو خاص ، وإذا فاز ببطولة التنس التي نظمتها المدرسة، عبري له عن اعجابك الشديد بطريقة تركيزه في المبارة النهائية وأن هذا في رأيك هو سبب فوزه بالبطولة، فمثل هذه العبارات تحمل رسائل يفهم منها الطفل أن مفتاح نجاحه يكمن في ما بذله من جهد وليس لأنه عبقري أو لا مثيل له.

3. كوني أمينة:يجب أن تكوني أمينة مع نفسك ومع طفلك، فلا تثني إلا على الأشياء التي تستحق الثناء بالفعل، واستثني الأشياء البسيطة التي يستطيع الجميع أن يؤدوها دون جهد، فمثلا عندما يفشل في شئ لا تسارعي إلى مداراة فشله بالمديح والثناء بحجة عدم هز ثقته بنفسه، بأسلوب بسيط قولي له ( كان من الممكن أن تحقق نتيجة أفضل لو بذلت جهدا إضافيا).

4. ساعديه على تكوين عقل ناقد: الأطفال الذين يعتقدون أنهم الأفضل لا يقبلون إلا على الأشياء التي تكون من وجهة نظرهم الشخصية مهمة ومميزة، فمثلا عندما يسألك طفلك :هل أعجبتك القصيدة التي كتبتها؟ أعيدي السؤال واسأليه: ما الذي يعجبك انت فيها؟ بمرور الوقت، سوف يقلل الطفل من إعجابه الشديد بنفسه، ويصبح قادرا على تقييم نفسه بنفسه.

5. كوني استراتيجة الثناء: بدلا من أن تثني على طفلك لقيامه بأشياء أساسية من الطبيعي أن يقوم بها، مثل تناوله كمية الطعام المقدمة له في طبقه حتى النهاية ، أو لأنه نظف أسنانه قبيل الذهاب إلى النوم ، وفي الثناء لسلوكيات أخرى مميزة تحتاج إلى التطوير ، كأن تمتدحي سماحه لأخته بأن تشاركه أكل الحلوى، أو تثني عليه لأنه أدرك أخيرا أن عليه أن يضع ألعابه في أماكنها بعد الانتهاء من اللعب.

6. تقبلي منه الخطأ: يحتاج طفلك إلى أن يعرف أن حبك له ليس مشروطا بنجاحه طوال الوقت لهذا عندما يتخلف في إحدى المسابقات أو المباريات ، أو يواجه صعوبة في أحد الامتحانات، أوضحي له أنه يجب عليه أن يزيد من جهده في المرة المقبلة ويراعي التركيز، وأن المزيد من الممارسة سوف يسهل الأمر عليه، وتذكري أن الإلحاح الشديد على الطفل يفقده الرغبة في المواصلة ويحرمه فرصة تطوير نفسه بشكل تدريجي اعتمادا على نفسه وقدراته.

7. تذكري نجاحاته السابقة: أنت بالطبع تحملين بأن يكون ابنك أفضل الناس، ولكن هذا لا يعني أن تبالغي في حثه على التفوق أو ألا تغفري له إذا أخطأ في إحدى المرات ، تذكري له نجاحاته السابقة وذكريه أيضا بها بأسلوب رقيق لكي لا تهتز ثقته بنفسه، والأفضل دائما أن تتيحي له الفرصة لأن يتعلم من خطئه، واعلمي أنك من خلال التجربة ستتوصلين إلى الأطفال ربما يكونون بالفعل بحاجة للمديح أكثر من غيرهم ، مثل الأطفال الذين يدخلون المدرسة في سن مبكرة، وأولئك الذين يتصفون بالخجل الشديد، فعادة يحتاج هؤلاء إلى المزيد من التشجيع والدفع ليتجاوزا نقاط ضعفهم


ju.d. erm hg'tg td ktsi K Enhance the child's confidence in himself