اهلا ومرحبا بكم فى منتديات مياسة المميزة

يسعدنا ان نقدم لكم اليوم


من يربي ، تربية الابناء
ونتمنى ان تسعدو بما نقدمه فى موضوعنا

من يربي ، تربية الابناء


دائماً ما نتصفح بطون الكتب باحثين عن عناوين تطوي تحتها الكثير من اللائحات الإرشادية، وقد يكون عنوان كيف نربي أبناءنا. من أهمها وأكثرها بريقاً للقارئ. رغم صعوبة هضمها لاحتوائها المتكرر على لام الأمر "لتكن صديقاٌ لولدك"أو للام النهي "لا تقسوا عليه". وبين طيف العبارتين الواسع، تناسى الكثيرون أن الآباء والأمهات لم يصبحوا العنصر المربي الوحيد لهذا الجيل؛ نظراً لعوامل كثيرة كالانفتاح التكنولوجي وانشغالهم عن الأبناء. لذا فإن مفهوم التربية الواسع بما يشتمل عليه من عناصر كالإرشاد والتوجيه والتعليم أصبح يواجه الكثير من التنافس على أدائه من جهات عدة. بل إنه وصل في بعض البيوت لحد الانقلاب الفكري، الذي يجعل المتأمل لحال تلك البيوت يسأل نفسه من يربي من؟ فإذا كان التعليم من أهم عناصر التربية، والذي يعني التغير في السلوك الناجم عن التدريب المعزز أو العقاب فالأول يزيد من السلوك، والثاني يكفه. إذن فنحن نعلم أبناءنا القيم، وما نستحسنه بتدريبهم عليه، مع تعزيز ذلك التدريب، إما بالتعزيز المادي أو الاجتماعي. أو نحاول التخفيف من السلوك بأنواع العقاب المختلفة. لكن ماذا لو مارس الأبناء معنا هذا الدور؟ لنقف برهة عند صور مقتطفة من حياة كثير من البيوت: فهذا طفل صغير مدلل لا تمضي عليه الساعات إلا وهو قد استنفذ طاقة والديه بالطلب من هذا الشيء أو ذاك. ولا يكاد ينهي كلماته إلا و قد أتاه ما تمناه دون قيد أو شرط؛ بحجة أنهما لا يريدان أن يشعر الطفل بالحرمان. وما أن يقف أحد الأبوين برهة لمراجعة نفسه في إحدى مطالب الطفل إلا ونجد الطفل قد انهال بالصراخ والبكاء. فلا يلبث دون أي تفكير إلا أن يلبي له ما يريد ليريح نفسه من صراخه، وعناء توجيهه. وفي الصورة الثانية نجد المراهق يرفع صوته على أحد والديه، ويتطاول بالكلمات، ويثور بركان غضبه من أي كلمة من والديه إن شعر أنها قد تحد من حريته الغير متناهية في السهر أو إضاعة الوقت بأي من تقنيات هذا العصر، بطريقة تشغله عن دراسته. وكأنه يقول: أنا صاحب الكلمة هنا. وأنا أعلم بمصلحتي، ولا أسمح لأحدكما التدخل في شؤوني. فأنتم من جيل غير جيلي، فما أدراكم باحتياجاتي! والعجيب أن موقف الوالدين منه الخضوع لتطاوله ومتطلباته، فلا يجد من يوقفه بأكثر من كلمة اهدأ يا ولدي، بحجة أنه لابد أن يكون قوي الشخصية ولا تُكسر له كلمة حتى يشب رجلاً قويا في هذه الحياة الصعبة.
وفي مشهد آخر نرى طفلا غاضبا يرمي ما طالته يده ليعاقب أحد والديه لرفضه ما طلبه. بل وقد يتقدم لأمه فيضربها في خوف في المرة الأولى. لكن سرعان ما يتبدل الحال من الخوف للأمان بعد أن تأخذ الأم الموقف ببرود شديد، وابتسامة جامدة، مع كلمات هادئة فتقول: صغير ماذا أفعل له. وإن كانت محاولة منها للتبرير، إلا أنها بالتأكيد ترسخ السلوك لدى الطفل ليكرره في مواقف مختلفة. فهو مازال صغيراً، ويحق له أن يفعل ما يحلو له دون أدنى توجيه!! فمازالت كثير من البيوت تتأرجح بين الإفراط أو التفريط في التعامل التربوي مع الأبناء في المواقف المختلفة، مما يجعلنا أمام صور كثيرة تظهر لنا مدى قدرة هذا الجيل في تربية وتعليم والديه ما يريد، وكيفما يريد. وبمبررات يُنتجها ويستسيغها الوالدان. وينقلانها لغيرهم من المربين تحت شعار: إن تربية هذا الجيل أمر شاق ومرهق. بينما مازال السؤال يطرح نفسه: من يربي من؟!



jvfdm hghfkhx gghfhx K Raise children for parents