تحاشيتيني فيها واللي حسيت خلالها إنك يمكن تكونين على علاقة بأحد ، حتى هذه السنين ما تعني لي شي . اللي يهمني هو حياتنا مع بعض بعد كذا إذا الله كتب . أنا عن نفسي مستعد أجلس معاكِ وأحكي لك عن كل شي صار بحياتي من وقت ولادتي إلى اليوم ! با قول لك بعد مين أحلى ، بنات الشرقية والأ بنات الرياض ! - يا سلام ! انت مجرب الصنفين ؟ - أي صنفين الله يهداكِ اللي يسمعك يقول حشيش ! كلهم كم بنت - رقمناهم حالنا حال الشباب والبتلشنا فيهم بعدين ، وإذا بغيتي الأرقام عطيتك إياهم! - لا مشكور . خلي الطابق مستور . المهم ، انت فاجئتني ، مثل ما يقولون في المسلسات المصرية ! اديني مهلة أفكر وأرد عليك . - أنا مسافر بكرة للرياض ، عندي مقابلات شخصية ، وباجلس هناك كم يوم علشان تفكرين براحتك .
(47)
ذا بيست كلوجر إيفر! : انقر هنا للاستماع إلى الأغنية : ليش الحب الأول ما بيرضى يفارقنا بيرجع من الأول ع الماضي بفيقنا بيكبر مهما كبرنا ، بيرجعنا صغار بيصير يذكرنا ، ويرمينا بالنار وبنارو بيحرقنا ، بيحرقنا تا نكفي الطريق نقينا أحباب والحب العتيق واقف خلف الباب بعدو طفل صغير ، بياخدنا مشاوير بنهرب وبيلحقنا ، بيلحقنا ليش الحب الأول ما بيرضى يفارقنا جوليا بطرس اقتربت القصة من نهايتها ، وصديقاتي ما زلن شمعات تشعلهن الحياة لينصهرن حباً وعطاءً . أمسكت بأيديكم أعزائي القراء لآخذكم في رحلة أسبوعية بين هذه الشموع العطرية . أردت منكم أن تشموا عبيرها بأنفسكم وأن تمدوا أياديكم لتلتقطوا بعضاً من القطرات الذاتية لتشعروا بحرارتها وتتفاعلوا مع عذاباتها وحرائقها . أطبع قبلة على جبين كل شمعة اشتعلت فأضاءت لغيرها درباً أقل ظلاماً ، وأقل ضيقاً وأقل وعورة .
** لم تدر ميشيل عند استيقاظها من النوم بعد أول ليلة تمضيها في الرياض منذ أكثر من عامين للاحتفال مع صديقاتها بتخرجها أنها أتت في الوقت المناسب تماماً لتشهد حدثاً مهماً ، مهماً جداً من أحداث حياتها المتعاكسة ! بدأ يومها باتصال مفاجئ من لميس ! أجبرتها على أن تتجه إلى الحمام وترش وجهها بقليل من الماء البارد حتى تتمكن من استيعاب ما ستخبرها إياه ! - وتس رونق ؟ ليه مصحيتني من بدري كذا ! ؟ - ميشيل ، اليوم زواج فيصل . - . ( صمت على الطرف الآخر ) - ألو ميشيل ! انتِ معي ؟ - آم هير - آر يو أوكي ؟ - وات فيصل ؟ ماي فيصل ؟ - إيوه يا بنتي فيصل زفت الطين ما غيرو ! - هو تولد يو ؟ - جايتك المصيبة التانية ، نزار يصير صاحب أخو العروسة ! - نزار زوجك ! يعرف أخو عروسة فيصل ! ليش ما قلتي لي من أول !! - إش بك انتي اتجنيتي ؟! والله ما دريت عنهم إلا اليوم ! أنا جيت للرياض أمس على أساس أني راح أحضر جواز أخت صاحب نزار . كنت متحمسة أجي علشان أشوفك بالمرة . نزار قال لي عن العرس من أسبوع بس دوبهم يرسلولي كرت الدعوة ، ولما فتحتو ، عنيّا كانت حتطلع من مكانها ! قريب اسم العريس مية مرة علشان أتأكد إنو هوا اللي في بالي . - . متى خطبها ؟ - والله ما أعرف ، وللأسف ما أقدر أسأل نزار عن حاجة زي كده لأنو الولد مش صاحبو مرة . مجرد زملاء . شكلهم كان عندهم كروت زايدة فعزموني ، فما أتوقع إنو نزار يعرف أي تفاصيل عن العروسة . - مين حيا خذ ؟ - واحدة عيلتها بالمرة عادية ! شكلها أي كلام ! - لميس . - إيوه حياتي . - أبغي تدبرين لي كرت أجي معك . - تمزحي ! معقولة تحضري جواز فيصل ! ؟ - ما عليك مني . أقدر أحضر زواجه وزاج أبوه بعد ! - يا حبيبتي أنا خايفة عليكِ . ما لو داعي تروحي تنكدي على نفسك ! - ما حنكد على نفسي ، بالعكس ، حاعطي نفسي ذا بيست كلوجر إيفر! أقنعت لميس زوجها بأن صداعاً يفتت رأسها ويمنعها من الذهاب إلى العرس ، وأخبرته بطاقة لميشيل لتذهب بدلاً منها . راحت ميشيل تقلب بين يديها بطاقة الدعوة بينما كان يدا مصففة الشعر تعملان في شعرها : زفاف الإبنة شيخة إلى الابن فيصل (هذي آخرتك يا فيصل ؟ شيخة !). وضعت مكياجها بنفسها وارتدت ثوباً ملوناً بألوان كثيرة من تصميم روبيرتو كافالي، ينساب مع خطوط جسمها مبرزاً أنوثتها بشكل رائع . وقفت عند مدخل القاعة ، تتأمل صور العروسة والعريس التي تزين طاولة عند المدخل . تفحصت شكله إلى جانب عروسه بعين الرضا . لم يكن فيها أي من الملامح التي تعبجبه ! كانت ضخمة البنية وهو الذي يعشق البنت (البتيت) ! لم يكن شعرها أسوداً كما يفضل وإنما مصبوغاً بألوان مختلفة حتى بدا ككرة الديسكو التي تعكس مربعاتها الصغيرة جميع ألوان الطيف ! شفتاها ضخمتان ! أين هما من شفتي ميشيل التي تنام إحداهما برقة فوق الأخرى البارزة بإغراء ونعومة ؟ سلمت على أمه التي ميزتها عن بقية النساء بعد مناداة إحدى المهنئات لها بأم العريس . تقدمت وباركت لها زواج ابنها وهي تشم رائحة فيصل فيها . استخذت لها مقعداً قريباً من مدخل العروسين ، على طرف القاعة المقابل للمنصة أو الكوشة . حرصت على اختيار المكان بدقة ، فهي بصدد مهمة خطيرة ومصيرية هذه الليلة ! راحت تقلب ناظريها بين أخواته وهي تضع اسماً من الأسماء التي علمها إياها لكل واحدة منهن ، فهذه تبدوا أكبرهن سناً ، لا بد وأنها نورة ، وهذه من المؤكد أنها سارة السليطة اللسان وتلك الصغيرة نجود أملحهن كما كان يصفها ، وهذه أمه من جديد. هذه المرة عندما لمحتها من بعيد ، تذكرت جبروتها وانكسار ابنها أمامها . توقعت من نفسها أن تكرهها ، أن تدعو عليها ، لكنها وجدت نفسها تحترمها بقدر ما تحتقر ابنها الضعيف . لاحظت أن أم فيصل تتفحصها من بعيد بإعجاب ، فتخسلت لو أنها تخطبها لابنها الأصغر من فيصل أو لابن خاله أو خالته ! كان الخيال ممتعاً في التعقيد و(اللعبكة)! ومثيراً للشفقة والسخرية في آنٍ واحد . كانت ميشيل قد قررت أن تعلن اليوم انتصارها على الرجال كافة ، وأن تتخلص مما بقي بداخلها من فيصل . وجدت نفسها تتجه إلى الممر الطويل لترقص . كان المرة الأولى التي ترقص فيها رقصاً خليجياً ، رقصت في يوم زفاف حبيبها الأول على عروس غيرها . لم يكن الأمر بالصعوبة التي تخيلتها. شعرت بأنها قد عاشت هذه اللحظات في خيالها مراراً وتكراراً ، شيء أشبه بالديجافو . بدت منطلقة وسعيدة ! رقصت وغنت في تلك الليلة وكأنها الوحيدة في تلك القاعة . إنه احتفال خاص بها للاعتراف بنجاحها وصمودها ، احتفال بتحررها من أن تصبح عبدة للتقاليد كبقية النساء التعيسات اللواتي تغص بهن القاعة . اليوم له يومين ما مر عليّه ومنين أجيبه منين ؟ يصعب عليّه يمكن منعوه هله . يمكن منعوه هله تأخر علي يا ناس مو هذا طبعه بالي عليه مشغول منهو اللي يمنعه ؟ يمكن منعوه هله . يمكن منعوه هله . تردد ميشيل الأغنية العراقية مع الطقاقة بحبور (يمكن منعوه هله! يمكن منعوه هله!) كانت تظنها (من عوهله) قبل أن يصحح لها فيصل الخطأ المضحك وهو يسألها أين تقع عوهله بالضبط ! تتخيل فيصل في سريره الليلة مع العروس وهو يحاول النهوض للقاء