الموضوع: نبضات . طرائف النسيان

نبضات . طرائف النسيان


النسيان صفة بشرية، لها جوانب حميدة، وقد تزيد فتكون ذات عواقب غير مرغوبة. وما يؤدي إلى استفحالها البيئة الملوثة، وبعض المواد الضارة المستعملة في الأطعمة المحفوظة، وبعض أنواع الأكل والدهون أو المشروبات المنبهة.

والنسيان قد يوقعك في موقف محرج، وقد يفقدك شيئا مهما، أو يفوت عليك فرصة سانحة، وقد يؤدي إلى كارثة.

سأضع بين أيديكم مجموعة من هذه المواقف الطريفة لناس زاد عندهم النسيان على الحد الطبيعي.

“س” يحضر ابنه من المدرسة يوميا، ولكنه في ذات يوم نسي، ولما دخل البيت خافت الأم وهي تراه وحيداً، وصاح الأبن الصغير: أين أخي؟ ولم يتذكر إلى أن تعلقت الزوجة بثيابه وهي تصرخ: هل حصل لابني شيء؟ عندها تذكر أن الولد ما زال في مدرسته ولا شك أنه واقف أمام بابها تحت أشعة الشمس الملتهبة وهو ينتظر والده.

“ن” كان يعيش في شقة مع مجموعة من أصحابه غير المتزوجين، ثم تزوج واستأجر شقة ليسكن فيها مع زوجه، وفي اليوم الثاني من الزواج، خرج من شقته لإحضار شيء ما، ولما عاد نسي أنه متزوج وعنده شقة جديدة، فعاد إلى شقته القديمة عند أصحابه الذين عجبوا لما رأوه، فقالوا له: يا عريس، أما نسيتنا؟ فتذكر الوضع الجديد وقال: بل نسيت العروس.

“م” كثيرة النسيان، فاقدة التركيز، تضع الأشياء في غير محلها عند ترتيب بيتها، ومن أطرف ما فعلته أنها ذات يوم كانت في المطبخ فرنّ هاتفها المتحرك فردت عليه وهي تعد الطعام، ولما أنهت المكالمة توجهت نحو الثلاجة لإخراج شيء منها فوضعت الجوال فيها وأغلقتها.

أما “ع” فهو كثير النسيان، يحاول أن يركز تفكيره ويتذكر الأمور المهمة في حياته بلا فائدة مهما فعل، ومن المحاولات التي بذلها في ذلك أنه صار يكتب كل الأمور المهمة ويدون الأشياء التي ينبغي أن يحملها معه، ويضع تلك الورقة في جيبه ليتذكر، ولكن مشكلته أنه ينسى أن يأخذ تلك الورقة معه وهو خارج من البيت مما يوقعه في مأزق النسيان من جديد.

“ف” تفعل أمورا وتنسى أنها فعلتها، أو لا تفعلها وتتوهم أنها أنجزتها، من المواقف الخطيرة التي كادت أن تودي بحياة أسرتها أنها نسيت موقد الغاز مفتوحا تحت إناء من الطعام كانت تعده، وذهبت للنوم هي وأطفالها والموقد مشتعل، وقرب الفجر استيقظت الأسرة وأفرادها كلهم في سعال شديد والدخان يحيط بهم، وحفظهم الله من تلك الكارثة التي تسببت فيها النسيان.


كاتبه شروق محمد