التكنولوجيا, الدينية, انجاز
التكنولوجيا الحيوية: الكثير من الامال الكثير من المخاوف ايضا
مصادر دولية تؤكد فوائد النباتات المعدلة وراثيا وتحذر من ضررها بالإنسان والحيوان والبيئة
الذرة المعدلة وراثياً، والنباتات المقاومة للأمراض، والماشية "المحسنة"، كلها جزء من سيناريوهات داعبت خيال علماء التكنولوجيا الحيوية في السابق، وقد تحقق الكثير منها اليوم، وسط عواصف من الجدل والخلافات والقلق، الذي يعمّ العالم بسببها.
رغم ذلك، تعتقد أوساط دولية مختصة أنّ التكنولوجيا الحيوية تمتلك أدوات فعالة لتحقيق التنمية المستدامة، لقطاعات الزراعة ومصايد الأسماك والغابات، إضافة إلى صناعة الأغذية. ومن شأن التكنولوجيا الحيوية، عند إدماجها، على نحو ملائم، مع التكنولوجيات الأخرى لإنتاج الأغذية، والخدمات والمنتجات الزراعية، أن تساهم بصورة كبيرة في تلبية احتياجات الأعداد المتنامية من السكان، الذين سيتزايد وجودهم في المدن، خلال الألفية القادمة.
ويقصد بالتكنولوجيا الحيوية "أية تطبيقات تكنولوجية تستخدم النظم البيولوجية، والكائنات الحية أو مشتقاتها، لصنع أو تحوير المنتجات أو العمليات من أجل استخدامات معينة". وتشير مصادر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أنّ هناك طائفة واسعة من "التكنولوجيات الحيوية"، ذات تقنيات وتطبيقات مختلفة.
ويشمل مفهوم التكنولوجيا الحيوية، بمعناه الواسع، الكثير من الأدوات والتقنيات، التي أصبحت مألوفة في نطاق الإنتاج الزراعي والغذائي. أما بمعناه الضيق، الذي لا يراعى سوى تقنيات الشيفرة الوراثية "دي إن إيه" الجديدة، والبيولوجيا الجزيئية، وتطبيقات الإكثار التكنولوجية، فيغطى طائفة من التكنولوجيات المختلفة، مثل معالجة الجينات ونقلها، وتنميط الشيفرة الوراثية، واستنساخ النباتات والحيوانات.
وفي حين أنه لا يوجد خلاف يذكر بشأن الكثير من جوانب التكنولوجيا الحيوية وتطبيقاتها، فإنّ الكائنات المحورة جينياً تثير قضية أخلاقية، وجدلاً عنيفاً، على مستوى العالم.
وتكتفي منظمة الأغذية والزراعة، التي تتخذ من روما مقراً لها، بدورها بالاعتراف بأنّ الهندسة الوراثية تنطوي على إمكانيات تساهم في زيادة الإنتاج والإنتاجية، في القطاعات الزراعية والسمكية والحرجية. ووفق هذا المنظور، فإنّ من شأنها أن تؤدى إلى زيادة المنتوج في الأراضي الحدية، في البلدان التي يتعذر عليها الآن إنتاج ما يكفى من غذاء، لتلبية حاجة سكانها، على حد تقديرها.
وفي جعبة المنظمة الدولية ما ترى أنه أمثلة تعزز قناعتها بإسهام الهندسة الوراثية في خفض نقل الأمراض البشرية والحيوانية، بفضل أمصال التطعيم الجديدة. إذ أمكن تحوير الأرز جينياً ليحتوى على بروفيتامين ألف (كاروتين بيتا) والحديد، مما يؤدى إلى تحسين الحالة الصحية في الكثير من المجتمعات المحلية، ذات الدخل المنخفض.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فهناك طرق تكنولوجية حيوية أخرى، أسفرت عن كائنات تحسن من نوعية الأغذية وتماسكها، أو تطهير بقع النفط، وإزالة المعادن الثقيلة من النظم البيئية الهشة. واستنبطت زراعة الأنسجة أصناف نباتات تساهم في زيادة المنتوج، إذ زودت المزارعين بمواد غرس أفضل نوعية، فضلاً عن مزايا تحسين السلالات وغير ذلك من الفوائد.
بيد أنّ المنظمة تقول بالمقابل إنها تدرك مشاعر القلق، إزاء المخاطر المحتملة، التي تشكلها جوانب بعينها من جوانب التكنولوجيا الحيوية. وحسب تقديرها، تنقسم هذه المخاطر إلى فئتين أساسيتين، تأثيراتها على صحة الإنسان والحيوان، وانعكاساتها على البيئة
<>br> وهنا لا تتردد المنظمة في القول "لا بد من توخى الحذر حرصاً على تقليل مخاطر نقل السميات من شكل إلى آخر من أشكال الحياة، وخلق سميات جديدة، أو نقل المركبات المثيرة للحساسية من نوع إلى آخر، مما قد يتسبب في ردود فعل غير منتظرة من ناحية الحساسية".
وأما بشأن المخاطر، التي تتهدد البيئة، فتشير المنظمة إلى إمكانية التهجين، التي قد تؤدى، مثلاً، إلى استحداث حشائش أكثر انتشاراً، أو أقارب برية أكثر مقاومة للأمراض، أو الإجهاد البيئي، مما يخل بالتوازن في النظام البيئي. كما يحدث فقدان التنوع البيولوجي، من جراء حلول عدد صغير من النباتات المحورة جينياً، مثلاً، محل النباتات التقليدية
hgj;k,g,[dh hgpd,dm( hk[h. ugld)