الخيانة, تسبب, يقتل, زوجته
جاء في أطوار القضية الأولى ان المتهم وهو في الخامسة والعشرين من عمره متزوج وله ثلاثة أولاد (يسكنون مع جدتهم من الأب منذ ايقافه في هذه القضية) كان قد تعرف على زوجته في الطريق العام حين كانت تتردد على دكان قريتها لشراء بعض شؤون البيت. نزح إلى هذه القرية ليشتغل فلاحا وتوطدت العلاقة بين الفتاة الحسناء والفتى الوسيم حتى تقدم خاطبا راغبا.
فقبلت عائلتها وكتب عقد القران، وكان الزواج. وظل المتهم يعمل في الحقل المقابل لحقل صهره.
وخلال ستة أعوام كانت الحياة الزوجية على أحسن ما يرام إلا أن الزوجة جلبت انتباه جارها فتتبع خطاها في الطريق العام واتصل بها في البيت في غياب زوجها وراودها عن نفسها فهمت به وهم بها ذات يوم لولا مرور أحد الباعة المتنقلين، فتواعدا وافترقا، وانتظرته ذات يوم في بيتها وهي في غاية الزينة والجمال. كان زوجها المتهم لا يعرف عن قصة خيانة زوجته شيئا، إذ كان مشغولا بعمله الفلاحي وواثقا من إخلاص زوجته.
وذات نهار ممطر هبت فيه الرياح وضاقت فيه الأرض بما رحبت تحت وابل من دموع السماء ففاجأها بين أحضان عشيقها. فانقض على أم رأسها بكرسي حديدي فيما كان الجار خارج البيت يتنفس الصعداء ويستعيد أنفاسه بعد أن فر بجلده ثم جاء الزوج بسكين شحذه على الكرسي الحديدي الملطخ بالدماء وقطع أعضاء زوجته ووضع كل عضو على حدة حتى لم يبق من الجثة إلا الرجلين واليدين فوضع كل واحدة منها في كيس ووضع كل عضو في أكياس أخرى وغلق أبواب بيته دون أن ينسى غلق غرفة نومه بالمفتاح.
وطار على متن شاحنته ليلقي بكل كيس في مدخل كل مدينة يمر بها حتى وجد نفسه في مدينة سوسة وفي نزل خمسة نجوم حجز غرفة مدة أسبوع وكان في جيبه كل رأس ماله بعد أن باع أبقاره ومحصوله الفلاحي وانهمك يشرب ويبكي ويتذكر أبناءه: تذكر الاولى وهي توقظه فجر كل يوم وهي بعد طفلة صغيرة »بابا! بابا! انهض! العصافير تزقزق يا بابا« وتذكر الثانية تلك الشعلة من ذكاء وباعثة السعادة في البيت بهرجها ومرجها وتذكر ابنه الوحيد وبقي على هذه الحالة طيلة أسبوع ورجال الأمن يبحثون عنه في كل مكان بعد أن عثروا على تلك الأكياس في مداخل المدن الساحلية.
وقد اقتحم رجال الأمن منزله وغرفة نومه المغلقة بالمفتاح فعثروا على بقايا الدماء وبقايا رأس القتيلة وأداتي الجريمة الكرسي الحديدي والسكين المشحوذ وهما ملطخان بالدماء.
في تلك الأثناء قرر العودة إلى مسقط رأسه حيث منزل والديه: وتساءل وهو في الطريق لماذا تخون الزوجة زوجها؟ ولماذا يخون الزوج زوجته؟ إن كان قد تزوّجا عن حب وعن قناعة مثلهما؟
ظل يتساءل حتى بلغ مقصده وما كاد يفتح الباب الخارجي بالمفتاح حتى سمع ضحكا وهرجا ومرجا فإذا به يفاجأ هذه المرة بأبيه يضاجع زوجة جاره الشابة الحسناء وهو الذي اشتعل رأسه شيبا فاشتعلت ناره ولم يجد غير قتل والده طعنا.ضاقت به الدنيا بعد ذلك فسلك طريق أحد المراكز الأمنية حيث صرح بالتفاصيل سابقة الذكر.وقد تمت محاكمته في الجريمتين فنال ابتدائيا حكما بالإعدام ثم تقررت العقوبة ولم يبق أمامه غير التعقيب.
drjg .,[ji ,,hg]i fsff hgodhkm