الملاحظات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ][®][^][®][قصص الأنبياء][®][^][®][

«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»قصصق الانبياء«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» آدم عليه السلام أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا

  1. #1 Icon15 ][®][^][®][قصص الأنبياء][®][^][®][ 
    ®®قصص

    [move=right]«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»قصصق الانبياء«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» [/move]



    آدم عليه السلام


    أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء.



    سيرته:

    خلق آدم عليه السلام:

    أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة له في الأرض. فقال الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).

    ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو وحده الغاية للوجود . . وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسون له, ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته !

    هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب . لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنمية الحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا . عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).

    وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة . وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله ، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه . إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .

    أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.

    جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر - ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة - ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟

    سجود الملائكة لآدم:

    من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد فهل كان إبليس من الملائكة ? الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . . ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .

    أما كيف كان السجود ? وأين ? ومتى ? كل ذلك في علم الغيب عند الله . ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً

    فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) . فردّ بمنطق يملأه الحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) . هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه (مِنْهَا) فهل هي الجنة ? أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .

    قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) (ص)

    هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد. فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ويستدرك فيقول: (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .

    وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين . لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة . فأعلن - سبحانه - إرادته . وحدد المنهج والطريق: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) .

    فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين . فأرسل إليهم المنذرين .

    تعليم آدم الأسماء:

    ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري , وهو يسلمه مقاليد الخلافة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا) . سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها - وهي ألفاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى , لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة في التفاهم والتعامل , حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات .

    أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . . وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقرار بحدود علمهم , وهو ما علمهم . . ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء . ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) .

    أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه عَـلِـمَ ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف وهذا أشرف شيء فيه قدرته على التعلم والمعرفة كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها بالعلم والمعرفة معرفة بالخالق وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.

    إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى فكل من الأمرين مكمل للآخر.

    DF®DF^DF®DFrww hgHkfdhxDF®DF^DF®DF







    رد مع اقتباس  

  2. #2  


    من دعاء سيدنا ايوب عليه السلام





    اللهم اني اعوذ بك اليوم فاعذني
    واستجيرك اليوم من جهد البلاء فاجرني
    واستغيث بك اليوم فاغثني
    واستصرخك اليوم على عدوك وعدوي فاصرخني
    واستنصرك اليوم فانصرني
    واستعين بك اليوم على امري فاعني
    واتوكل عليك فاكفني
    واعتصم بك فاعصمني
    وامن بك فامني
    واسالك فاعطني
    واسترزقك فارزقني
    واستغفرك فاغفر لي
    وادعوك فاذكرني
    واسترحمك فارحمني






    رد مع اقتباس  

  3. #3  


    من الذى اكل الرغيف لا تكذب




    الذى اكل الرغيف -- لا تكذب

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    يروى ان سيدنا عيسى كان يعظ احد اليهود لعباده الله

    وكان قد جهز لعشائهما ثلاثه ارغفه وذهب عيسى عليه السلام ليقضى حاجته ولما
    عاد وجد

    الرجل قد اكل رغيفا منهم--- فقال له

    من الذى اكل الرغيف

    فقال الرجل : والله لا ادرى

    فاخذ سيدنا عيسى بيد الرجل ودعى الله فاستطاعا ان يسيرا فوق الماء الى
    الشاطىء الاخر

    ونظر اليه قائلا:

    بحق من جعلنا نتمكن من السير فوق الماء - من الذى اكل الرغيف
    الثالث

    فقال الرجل : والله لا ادرى

    فدعا سيدنا عيسى عليه السلام ربه فجائت غزاله تمشى نحوهما ثم ذبحت وتم
    شيها فورا امامهما

    بدون ان يلمساها وعندما هما باكلها ارتدت الى الحياه مره اخرى

    فنظر اليه سيدنا عيسى قائلا:

    بحق صانع المعجزات التى رايتها امامك -- من الذى اكل الرغيف الثالث

    فقال الرجل : والله لا ادرى

    فصنع سيدنا عيسى ثلاثه اكوام من التراب ثم دعا ربه فانقلبت الى ثلاث اكوام
    من الذهب

    فقال الرجل وقد ذهل : لمن الاكوام الثلاثه هذه

    فقال سيدنا عيسى : لى كوم ولك كوم----

    فقال الرجل : والكوم الثالث

    فقال عيسى عليه السلام : ياخذه من اكل الرغيف الثالث

    فقال الرجل بسرعه وحزم : انا الذى اكلت الرغيف الثالث






    رد مع اقتباس  

  4. #4  




    قصص النمل مع النبى سليمان


    ذكروا أن سليمان كان جالساً على شاطىء بحر ، فبصر بنملة تحمل
    حبة قمح تذهب بها نحو البحر ، فجعل سليمان ينظر إليها حتى بلغت
    الماء فإذا بضفدعة قد أخرجت رأسها من الماء ، ففتحت فاها فدخلت
    النملة وغاصت الضفدعة فى البحر ساعات طويلة ، وسليمان يتفكر
    فى ذلك متعجباً . ثم خرجت الضفدعة من الماء وفتحت فاها فخرجت
    النملة ولم يكن معها الحبة ، فدعاها سليمان عليه السلام وسألها وشأنها
    وأين كانت ؟ فقالت : يا نبىّ الله ، إن فى قعر البحر الذى تراه صخرة
    مجوَّفة وفى جوفها دودة عمياء ، وقد خلقها الله تعالى هنالك ، فلا
    تقدر أن تخرج منها لطلب معاشها ، وقد وكلنى الله برزقها . فأنا
    أحمل رزقها ، وسخر الله تعالى هذه الضفدعة لتحملنى فلا يضرنى
    الماء فى فيها ، وتضع فاها على ثقب الصخرة وأدخلها ، ثم إذا أوصلت
    رزقها إليها وخرجت من ثقب الصخرة إلى فيها فتخرجنى من البحر
    فقال سليمان عليه السلام : وهل سمعتِ لها من تسبيحة ؟ قالت : نعم
    تقول

    يا من لا ينسانى فى جوف هذه اللجة برزقك
    لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك






    رد مع اقتباس  

  5. #5 Icon15  
    "منسأة" سليمان أعلى ما يطمح إليه العلم, والتقنية البشرية!.






    "منسأة" سليمان أعلى ما يطمح إليه العلم, والتقنية البشرية!.

    فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} (14) سورة سبأ
    يبدأ البحث من عند السؤال المفروض, عن نبي يؤتيه الله من كل شيء, ويهبه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده, ويسخر له الريح, ويسخر له الجن والعفاريت, ومنطق الطير, وما علمنا وما لم نعلم, فيتوقع السامع من هذا النبي بهذه الامكانيات والمؤهلات والمعطيات, أن يفعل كل العجائب, وينتج ما لم نره ولم نسمع به!, حتى في زماننا هذا, ولا الذي يليه, فذلك مصداق أن يكون له ملك لا ينبغي لأحد من بعده
    ثم نحن الآن -وفي أعلى مستوياتنا التقنية والإنتاجية, وما يملكه الغرب كله- لم نبلغ أن نؤتى من كل شيء. فكيف يستوي أن يكون من أوتي من كل شيء, وله ملك لا ينبغي لأحد من بعده, كيف يستوي له أن يكون متأخرا عن من لم يؤت مثله ولا معشاره؟.
    فما زال تصورنا الحالي يضع سليمان النبي على كل ما ملك, وراء مستوانا "المتقدم العالي" بكثير, فلا يتجاوز سليمان عندنا رجلا ثريا مترفا, لم يبلغ مع ذلك ما نحن فيه من "التقدم" والرفاهية!.
    ولا يتعدّ تفسير آيات سورة "سبأ" مستوى سطحيا لا يتفق ولا ينسجم أبدا مع المعطيات التي قدمنا لها, ووقفنا عليها
    فماذا تقول التفاسير إذا وصلت إلى {يعملون له ما يشاء, من "محاريب" و"تماثيل" و"جفان كالجواب" و"قدور راسيات"}
    الجواب
    ليس هذا كله -وبعدما قدمنا من ملك الرجل العظيم- ليس هذا في التفاسير أبعد من معناه السطحي الظاهر, من محاريب الصلاة, وتماثيل لا يُعرف مأرب "النبي الصالح" فيها, ولا حاجته لبنائها, وجفان كالجواب, أي صحون كبيرة للأكل, وقدور ضخمة للطبخ والنفخ!!.
    فإذا كان الذي قدمناه من ملكه العظيم, وإمكانياته التي لم ير مثلها, أفيكون هذا هو جل ما يحسنه؟, أفلا يستطيع أي واحد منا أن يفعل هذا كله, دون تسخير لرياح, ولا تسخير لعفاريت, ولا نبوة ولا وحي, أن يفعل مثل هذا أو يزيد.
    إذا فلننصف الرجل النبي, ولننصف القرآن, ولنتدبره حق تدبره!.
    كما سبق واستدللنا بفهمنا نحن, وظننا, فيما خص المحاريب والتماثيل والجفان والقدور, وبالطريقة نفسها, من الاعتماد على نصوص القرآن نفسه, وعلى ما صح من حديث "المعصوم" عليه الصلاة والسلام, وبما يحتمله لسان العرب, غير ملتزمين بما يخالف هذا كله, سواء ما كان من رأي الناس, غير المسند بالآية أو الحديث الصحيح, أو ما كان من "الإسرائيليات" الباطلة اتفاقا.
    بهذا كله, "نتدبر" ما وراء "منسأة" سليمان عليه السلام, وبذات ما قدمنا واعتمدنا عليه من السياق الحربي المُلكي لسورة سبأ, ولا بد للقارئ من الرجوع إلى موضوعنا السابق عن ملك سليمان للطاقة, وقدراته في البث الصوتي والصوري والمادي, ليتتبع معنا اعتمادنا الشديد على دلالة السياق للسورة, كرن شَرطي للبحث!.
    فكان السياق القرآني للسورة, هو الذي يأبى ما ذهب إليه أجلاؤنا من المفسرين والمجتهدين, جزاهم الله خيرا, فالسياق حربي مُلكي شديد, يأبى ذلك الحصر السطحي للمنسأة التي جاءت على رأس ما ذكر من ملك سليمان, في مجرد عصا يتكئ عليها أي رجل!.
    بداية السؤال
    إذا كانت "المنسأة" هي العصا, فلم قال الله الحكيم "منسأته", ولم يقل "عصاه"؟.
    ظاهر الآية يرفض ما قاله المفسرون
    فالمفسرون جزاهم الله خيرا, على أن "الأرضة" أكلت "العصا" حتى نخرتها, فانكسرت, فسقط سليمان أرضا, فعلم من علم بموته بعدما خر على الأرض!.
    ولا حاجة للخوض في أكثر من هذا, من مدة لبثه متكئا على "عصاه", سواء بقول من قال: شهرا, أو سنة, أو أربعين سنة. فليس عندنا من الله أو من رسوله في هذا شيء, واختلافهم دليل على أن لا نص عندهم من الله ورسوله, وإنما العلم ما قال الله وقال رسوله.
    فظاهر الآية يشير بشكل جلي, أن من استدل على موته, ممن حضره, إنما استدل بما رآه من أن دابة الأرض "تأكل" منسأته, بالفعل المضارع, فهو استدل على الموت من الفعل الحاضر في الأكل, لا بعدما مضى الفعل وصار ما صار!.
    فعندما رآى الدابة "تأكل" المنسأة, علم أن سليمان قد مات, أي قبل أن يخر سليمان, وإنما أفاد الخرّ شيئا آخر يخص الجن, بأنهم لا يعلمون الغيب, {فلما خر تبينت الجن}, أما دلالة الموت فكانت حاصلة قبل الخر, بأن "الدابة" "تأكل" "المنسأة"!!.
    إذا في القصة شيء آخر غير ما يروى, فما هو؟.
    وما "المنسأة" إذا؟.
    "المنسأة" على وزن مِفعلة, وهو الوزن الذي تستعمله العرب للدلالة على اسم الآلة, فتقول: مِجرفة, ومِكنسة, إذا قصدت آلة الجرف وآلة الكنس, فما "المنسأة"؟.
    "المنسأة" اسم آلة للنسأ, فما النسأ؟.
    "النسأ" في القرآن "الزيادة" أو "التأخير" في "الزمن", ومنه "ربا النسيء", ومنه آيه سورة التوبة {إنما النسيء زيادة في الكفر, يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما, ليواطئوا عدة ما حرم الله}. وهو ما كانت تفعله العرب من "زيادة" الفترة و"تأخير" الشهر الحرام لحاجة عندها, فسمي هذا "التأخير" و"الزيادة" نسيئا.
    فما علاقة "المنسأة" و"الزمن" إذا؟.
    الملاحظ أن هذه الآية جاءت بعدما ذكر الله متعلق الزمن, "الشهر", بريح سليمان في الآية التي تسبقها {ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر}. وسبق وأشرنا عن علاقة "النسأ" والزمن المتعلق بـ"الشهر" الوارد في سورة التوبة, ولن تجد من يماري بمثل هذه العلاقة, إذا علمت أن الآية التي تسبق آية "النسيء" في سورة التوبة مباشرة هي هذه {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا}. فهذا هو "الزمن" وهذا هو "النسأ" مرة أخرى!.
    وكما أن العلاقة لازمة بينه "الشهر" و"النسأ" في "التوبة", فهي كذلك في "سبأ".
    ثم هذا حديث النبي عليه الصلاة والسلام, يقضي بيننا بالحق:
    "صلة القربي مثراة في المال, محبة في الأهل
    منسأة في الأجل".
    فمن منا لا يرى استعمال النبي عليه الصلاة والسلام "للنسأ" حينما أراد الحديث عن "الأجل"؟!. و"الأجل" بلا ريب, هو ما يطلق على "الزمن المحسوب", من إلى؟.
    أما من استدل بشيء من الشعر على أنها العصا ووقف عندها, فلم يعدل, إذ لم يقل لنا لم يقول الله "عصاه"؟, والاستدلال بالحديث فوق الاستدلال بالشعر بلا خلاف.
    ولا نقول بالضرورة إن المنسأة ليست عصا, فلا يمنع أن تكون على هيئة العصا, ولكن بحثنا ومرادنا عن مطلب المنسأة وما وراءها, وما كانت له.
    إذا, فقد بات واضحا, وبدليل حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي استدللنا به, أن الأمر متعلق بـ"الزمن" والأجل, وليس أدل من ظاهر الآية على هذا, إذ لم تكن "المنسأة" إلا للتدليل على "أجل" سليمان وموته!.
    باختصار
    فالمنسأة بهذا, "أداة للزمن", وقد تكون بهيئة العصا, كانت على رأس ملك سليمان, ملازمة له, متعلقة فيه, استدل من استدل على انقضاء "أجله" بذهاب "أداته الزمنية", التي كان يملك بها سليمان زمام "الزمن الأرضي",-وقِفْ عند "دابة الأرض" الواردة في الآية- فيزيد فيه ويأخره بالقدر الذي يعينه على فعل أوامر الله الملك. تماما مثل ما يحلم العلماء التقنيون اليوم, بالسيطرة على "الإزاحة الزمنية", سواء بتسريعها أو بإبطائها, ذلك الذي سبقهم إليه النبي "المؤتى من كل شيء", وبما سخر الله له, ليجعله آيته وحجته على الحضارة البشرية حتى منتهاها, أن القوة لله جميعا.
    وهذا ما قد يعيننا على فهم حديث النبي الصحيح عليه الصلاة والسلام, حين قال: "قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة، كل تلد غلاما يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه - قال سفيان: يعني الملك - قل إن شاء الله، فنسي فطاف بهن فلم تأت امرأة تلد منهن بولد إلا واحدة بشق غلام".
    فكيف يطوف بليلة واحدة لا تتجاوز بضع ساعات على تسعين امرأة, وهو النبي الملتزم بسنن الأنبياء, من الطهارة والأدب وحسن المعاشرة, وما قد يلزمه هذا من "الزمن" الطويل, إن غضضنا الطرف عن القدرة الجنسية التي لم يثبت أن لأحد من الرجال مثلها.
    اللهم إلا إذا كان للمنسأة شأنها, وما يفعل بها النبي سليمان من "الزيادة" في الزمن حتى يقضي هو بليلة, ما يقضيه الرجل السوي ببضعة أشهر!.
    ثم هذا ما قد يعيننا مرة أخرى على فهم آية سورة النمل بفهم أعمق {قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك}. وكنا بينا في الموضوع السابق أن سليمان نفسه, هو من أتى بالعرش, معتمدين على ما أثبته بالبينة الإمام الرازي في تفسيره, لنفهم قدرة سليمان على الامساك بزمام الزمن بما وهب الله له.
    وما كان في الإسراء والمعراج, لأظهر دليل على جواز ما نقول, حيث قطع النبي إلى بيت المقدس ما يقطعه الناس بشهرين, ثم صعد إلى السماء السابعة التي لا يعلم بعدها إلا ربها, ثم رجع وفراشه على حاله لم يبرد بعد!, أي ببضع دقائق
    إذا فماذا كانت "دابة الأرض"؟.
    ما نقله إلينا المفسرون, كان عن أنها "الأرضة", أو الدودة التي تأكل الخشب, ذلك لأنهم "افترضوا" ابتداءا, أن المنسأة كانت من الخشب, والمحققون من أهل العلم, يقفون بالعادة عند مصادر الخبر والنقل, فلنا أن نسأل معهم: إن لم يكن النبي محمد عليه الصلاة والسلام هو صاحب هذه المعلومة, فمن أين لصاحبها بها, كائنا من كان, فليس بعد خبر النبي خبر, والله لا يستحيي من الحق!. فنعلم بالضرورة بعد هذا, أن قول من قال: إنها دودة الأرض, إنما هو قول بالرأي, لا بالعلم عن النبي, وشتان ما بينهما.
    ثم إذا قال الله {دابة الأرض} بهذا العموم, وأراد من أراد أن يخصص ما عمم الله, فعليه البينة والدليل, فقد سبق وخصص الله فقال: {قالت نملة} ولم يقل "قالت دابة الأرض"!.
    فإذا أردنا أن نقرأ النص القرآني على ظاهره, -لعدم ورود الخبر النبوي المخصِص- فنقف عندها كما هي {دابة الأرض}, فهي أولا "دابة", ثم هي لـ"الأرض", أي دابة مخصوصة بالأرض, كأن النص يوحي بهذا التخصيص, حتى إذا قرأه من قرأه, علم أن هناك دابة لا تخص الأرض!. {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم}. فهناك للأرض, وهناك للسماء!.
    فهل منا من سمع عن "دابة السماء"؟.
    اللهم نعم, ألم نسمع النبي عليه الصلاة والسلام يحدث عن ليلة الإسراء, حين أتاه جبريل بـ"البراق", وهو كما عرّفه رسول الله بقوله من الحديث الصحيح: أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل. يضع حافره عند منتهى طرفه, قال، فركبته حتى أتيت بيت المقدس".
    فها هي "دابة" و"براق", ولنتدبر كلمة "البراق", ولنستخرج ما فيها من إيحاء للسرعة القصوى التي تشبّه عادة بالبرق و"الضوء"!.
    فكيف "تأكل" "الدابة" "المنسأة"؟.
    قبل أن ننجيب, يجب أن نعلم أن لكلمة "أكل" دلالات معنوية أخرى, غير الدلالة الفعلية التي نعرفها, فتأتي بمعنى "ألأخذ" و"الاستحواذ". ألم نقرأ من سورة البقرة والنساء {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}, {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم}؟. فمن منا يرى أن معنى "الأكل" هنا هو "القضم" بالأسنان والفم, ثم بالمضغ؟.
    ولنلتفت مرة أخرى إلى سياق الاستعمال لكلمة "الأكل", فقد جاءت فيما يخص "مال الرجل وملكه"!.
    وما دمنا في الحديث عن "الزمن", فلنستذكر أن القرآن يستعمل هذه التصاريف فيما يخص الزمن, ألم نقرأ من سورة الكهف {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين, وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال}, فمن منا يعتقد أن الحركة "الزمنية" للشمس كانت قرضا بالسن والناب؟.






    رد مع اقتباس  

المواضيع المتشابهه

  1. قصص الأنبياء كاملة من ادم الى محمد صلى الله عليه وسلم
    بواسطة ملكة الأماكن في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 112
    آخر مشاركة: 09-Sep-2009, 06:21 PM
  2. مواليد وأعمار الأنبياء والرسل
    بواسطة الـمُـبـْـتـَـسـِـمُ في المنتدى الأحاديث والقصص الضعيفة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 17-Sep-2008, 11:26 PM
  3. أعمار الأنبياء والرسل وأماكن دفنهم
    بواسطة القيصر تينوو في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Feb-2007, 01:11 AM
  4. شجرة الأنبياء
    بواسطة محمد كرداش في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17-Apr-2006, 10:16 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •