المسك, المعتمد, الرميكيّة, رحمة, عبّاد
الــتبذيــر )))
مدخل :
مجموعة الثماني تطلق مبادرة بشأن الاستخدام الفعال للموارد
قال زعماء مجموعة الثماني إنهم سيستهلون في العام 2005 خطة تشجع على استخدام الموارد والمواد
بطريقة أكثر فعالية ، وجاء في بيان أصدرته مجموعة الثماني أن "مبادرة التقليص وإعادة الاستخدام وإعادة
المعالجة"، ستسعى إلى تقليص التبذير والإسراف .
مجموعة الثماني :
الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا واليابان وإيطاليا وكندا والمملكة المتحدة وروسيا .
جمهورية الصين الشعبية :
دعا رئيس مجلس الدولة تشو رونغ جى فى تقرير اعمال الحكومة المقدم هنا اليوم الى الدورة الخامسة
للمجلس الوطنى التاسع لنواب الشعب / مجلس الشعب / دعا الى الكفاح الراسخ ضد التبذير والتبديد اللذين قال
أنهما يشكلان معضلة خطيرة فى الانتاج والبناء وتداول السلع .
استفهام :
العالم يحارب التبذير فماذا عملنا نحن ؟!
~ * ~ * ~ * ~ * ~ * ~ * ~ * ~
رحلة المعتمد بن عبّاد واعتماد الرميكيّة من المسك إلى الطين !!
قد يقول قائل :
ما هي العلاقة بين المعتمد بن عبّاد ورحلته وبين التبذير ؟
وأنا أطلب منه أن يتريث حتى أنتهي من سرد القصّة ، ولكن دعونا في البداية نعرف شيئاً
عن ابن عبّاد .
من هو المعتمد بن عبّاد ؟
هو أحد (ملوك الطوائف) في الأندلس وكان شاباً شجاعاً وشاعراً مجيداً وفارساً لا يشق له غبار
وكان من محبي الأدب وأهله .
وعندما بدأت دويلات وأمارات الأندلس الإسلامية بالسقوط ، كانت أمارته من ضمن
الإمارات الزائلة التي لم يكتب لها الإستمرار .
(( تحوّل من الملك للمنفى ، وتوفي في أغمات وله ضريح مشهور هناك )) .
بداية النهاية :
كانت اعتماد الرميكية زوجةً محبوبةً للمعتمد _ أم أولاده _ عاشت معه حياة العز والجاه
والرفاهية وكان لا يرد لها طلباً نظراً لشغفه بها ، وفي أحد الأيام شاهدت اعتماد نساء البادية
وهن يبعن اللبن _ مادة طينية تستخدم للبناء _ وكن يحضرن الطين ويكشفن عن سيقانهن ويخضن
فيه ، أعجبت اعتماد بالمشهد وأحبت أن تجرب ذلك فقالت للمعتمد : إنني أريد أن أعمل مثلهن أنا
وبناتي ، لم يعترض المعتمد بل سارع إلى تلبية طلبها فوراً ولكن بطريقة مختلفة ، طريقة أمتزج
فيها البذخ والبطر والإسراف ، طريقة بددت أموال الدولة في تبذير لا داعي له ، حيث أمر المعتمد
بأن يحضر المسك والعنبر والكافور ثم تسحق وتمزج مع ماء الورد ، حتى أصبحت على هيئة الطين !!
ثم أمر بإحضار الحبال والقرب واعطيت لزوجته وبناته ثم كشفن عن سيقانهن وخضن في طينٍ من المسك ،
لم يدم الأمر طويلاً للمعتمد حيث سقطت أمارته ، وحمل ليعيش في المنفى مع زوجته وبناته ، وهناك
عاش حياة الذل والهوان ، عاش كسير القلب وهو يشاهد زوجته وبناته يغزلن ليحصلن على طعامهن
وشرابهن ، وبعدما كن يلبسن الحرير أصبحن في ثيابٍ رثةٍ بالية يكشفن عن سيقانهن ليطأن الطين ،
كما كن يفعلن نساء البادية .
عندها ((تحرّكت)) قريحته ومن الأفضل أن نقول ((تحرّقت)) وأنشد قائلاً :
فيما مضى كنتَ بالأعياد مسرورا
.فساءك العيدُ في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمارِ جائعة
يغزلْن للناس لا يملكْنَ قِطميرا
برزْن نحوَك للتسليمِ خاشعةً
أبصارُهنَّ حسيراتٍ مكاسيرا
يطأْنَ في الطين والأقدام حافية
كأنها لم تطأْ مسكا وكافورا
انتهت القصّة الحزينة والمؤثرة ولكنها تبقى شاهدة على مر الزّمن على عاقبة التبذير !!
أتمنى أن أقرأ ((ردودكم)) و((حلولكم)) لهذه الظاهرة الخطيرة التي تجتاح مجتمعاتنا وتهدد استقرارها
ونموها وتطورها ، وما هي السبل التي نسلكها كي نبتعد عن الخطر الذي لم نحتاط له كما يجب
vpgm hglujl] fk uf~h] ,hujlh] hgvld;d~m lk hgls; Ygn hg'dk