أغنى, يقادون إلى الجنة في السلاسل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .وبعد :
قال الرسول – صلى الله عليه وسلم - : "عجب ربنا – عز وجل – من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل" رواه البخاري وأحمد وأبو داود ، ما معنى الحديث،
الحديث أخرجه البخاري ح ( 3010 ) بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول : " عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل " وأخرجه ح ( 4557 ) بلفظ : " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ، قال : خير الناس للناس ، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام". ومعنى الحديث أن الأسارى الذين يؤتى بهم إلى بلاد الإسلام وهم مقيدون بالسلاسل يمن الله عليهم بالإسلام فيدخلون الجنة . ويكون دخولهم في الإسلام عن طواعية واختيار بعد ما يعلمون أنه الحق، فما حصل لهم من الأسر والتقييد سببا لما تحقق لهم من الخير .وذكر بعض العلماء : أن ذكر السلاسل ليس مقصوداً وإنما المراد أنهم يقادون إلى ديار الإسلام مكرهين فيدخلون في الإسلام ، وقد حصل في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم والفتوحات الإسلامية أن المسلمين يأتون بالسبايا من المشركين من غير أن يكونوا مسلسلين أو مقيدين، فإذا عرفوا الإسلام وسمعوا القرآن أسلموا .ويمكن أن يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في هذا الحديث طائفة من الأسارى يؤتى بهم على الصفة المذكورة ، وهذا دليل على شدة نفورهم وكراهيتهم للمسلمين ومع هذا فيدخلون في الإسلام حينما يعلمون أنه الحق ويخالط الإيمان بشاشة قلوبهم . ويؤخذ من الحديث أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد بالعبد خيراً هيأ له الأسباب التي توصله إليه وتدله عليه وإن كان كارهاً لهذه الأسباب ، فربما أراد شخص – على سبيل المثال – أن ينتقل من بلد إلى بلد وهو كاره فيجد في البلد الذي انتقل إليه رفقة طيبة من أهل الخير والصلاح فينتفع بصحبتهم وتتغير حاله إلى الأفضل والأحسن، وربما تزوج شخص امرأة ولم يحبها ولكنه أمسكها ولم يطلقها فحصل له منها ذرية طيبة صالحة، ولهذا قال الله عز وجل :" فإن كرهتهموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً " سورة النساء آية 19.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
lukn "drh],k Ygn hg[km td hgsghsg" >