|
هذا الجزء الوردي في الدماغ الانساني بحجم الحمصة والذى يسمى بـ ( الغدة النخامية ) ماذا يفعل فى بدن الانسان ؟!
ان هذه الغدة على صغرها مسؤوله عن البلوغ وآثاره فمعنى ذلك ان افرازات هذه الغدة المتواضعة في حجمها ، كم تؤثر فى مسلك الانسان وميله نحو الجنس الآخر!
اننا نعتقد يقينا : أن ادمان التفكير فى الامور الجنسية المحرمة ، من موجبات زيادة الافرازات الشهوية في جسم الانسان ومن هنا عندما نعاتب اصحابها يتذرعون بفقدان السيطرة على انفسهم ، رغم اعترافهم بالحرام!
فملخص القول : ان بدن الانسان العاصى بدن غير سوىّ - حتى فى افرازاته الهرمونية - ولهذا تعلوه الغشاوة ظاهرا وباطنا
وهنا فلنتساءل ونقول : هل من الانصاف ان يغير الانسان تركيبة وجوده ، بما يلائم الحرام الذى لا يترك له راحة فى الدنيا ، ولا سعادة فى الآخرة ؟!
من كان يتوقع ان يتحول هذا الوادى الذي هو ( غير ذى زرع ) الى مطاف الملائكة الكروبيين
والى مهوى قلوب المليارات طوال التاريخ ، ياتين من كل فج عميق ؟
السر كل السر فى هذه الكلمة من رب العالمين ، اذ قال : { فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم }
فمن أراد هوى القلوب وميلها اما : لدنيا أو لآخرة ، فلم لا يطلب ذلك من ذلك الرب الذي حوّل هذا الوادي الموحش - ايام اسماعيل وهاجر - الى اغلى بقاع الارض؟!
سبحان الذي قدر القمر هذه المنازل لنعلم عدد السنين والحساب ! كم رؤوف هذا المولى الذي خطط لادق تفاصيل حياة بني آدم
فلم يتركه حائرا حتى فى تعداد ايام حياته ! وهنا لنتساءل ولنقول :
ان الذي يقلب القمر هذه المنازل المتدرجة من المحاق الى البدر الكامل ، اليس هو القادر على تقليب السائر اليه فى منازل الهجرة نحوه ، من محاق ( النفس اللوامة ) الى بدر ( النفس المطمئنة )!!
فورة على سطح الشمس لو صبت حميمها على وجه الارض لقلبتها الى جحيم !
وما عسى ان يكون وزن هذا الشمس فى هذا الوجود المترامى الاطراف ؟
فما مثلها الا كشرارة بسيطة ، تتطاير من خشبة محترقة اشعلناها !
ولكن لنتخيل لحظات : ما هي حجم النار التي اشعلها غضب جبار السموات والأرض ، لتشوي الوجوه التى طالما اظهرناها بمظهر جميل ، فخا لصيد العصاة من العباد ؟
لننتقل من قدرة العقل البشري على مثل هذا الانجاز العظيم الى عظمة الخالق الذي اودع الابداع الكبير ، في هذا الراس الصغير لبني آدم
مصداقا لقوله تعالى : { ربنا الذي اعطى كل شيئ خلقه ثم هدى }
ولكن لنتساءل : غريب ابن آدم !
ينفق هذه الاموال الطائلة ، ويبذل الجهود ليضع قدمه على كوكب بعيد عن الارض ، ولكنه لا يسعى ليضع قدمه منتصرا على اقرب الامور اليه وهي : نفسه التى بين جنبيه!
اسبحان الله الخالق البديع !! فحتى الاسماك فيها الوديع ، وفيها المفترس الموحش
والناس كذلك : فيهم الذي تامن شره ، وفيهم من يبحث عن فريسته بين العباد التهاما او ايذاء !
هذا القرش خلقه الله تعالى مفترسا ، ولكن هل بني آدم كذلك ؟!
كلا ! لقد خلقه الله تعالى فى احسن تقويم وهديناه النجدين والهمها فجورها وتقواها . و كل مولود يولد على الفطرة اوهناك عذر لمن كان في العباد ، كالقرش في البحار ؟
ناعمة ، وجميلة ، والوان اخاذة ، بعدما كانت في اكمام لا يعلم أحد ما بباطنها من الجمال المستودع!
الا ان يد العناية الالهية ، كانت تعمل في خفاء عن اعين البشر
وهكذا فان بعض النفوس تتكامل في اكمامها ، من دون ان يشعر بها احد من الخلق
ولكن بين عشية او ضحاها ، تتفتح الاكمام الباطنية لتنشر العبير باذن الله تعالى ، عندما يريد لها ان تتفتح بين الخلق بعد الستر والخمول إن مرحلة تفتح القابليات المكنونة دفعة واحدة ، معروفة في طريق السالكين اليه ، وهذا بدوره من موجبات الصبر والانتظار في طريق المجاهدة ، اليس كذلك ؟!
ما أجمل بديع صنعك يا مولاي !! فأنت الذي ذكرت خلقك قائلا:
{{ فتبارك الله احسن الخالقين } }يامن جعلتَ ادوات المعرفة متمثلة في العينين ، واللسان ، والشفتين ولكن طالما عصيناك بها كلها فى محضرك , وقد كنت انت الرقيب !!
كممن الجريمة عندما نحـوّل هذا الطفل الوديع ،المولود على الفطرة الى : وحش كاسر أو مستمتع ماجن ، بسوء تربيتنا له !! أوهناك خيانة بعد هذه الخيانة؟!
« الرسائل الخاصة: لديك 3 رسالة جديدة غير مقروءة, من مجموع 3 رسالة | .:[ الاستار الاكاديمي . . دمرنا ]:. » |
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع |