الملاحظات
صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 35

الموضوع: منـــبر الجـــمعه

  1. #21  
    الله يجزاكم خير من راعي الفكره واللي شاركوا معه

    وانشالله لي رجعه باذن الله

    تحيتي لكـ.





    رد مع اقتباس  

  2. #22  
    [align=center]جزاكم الله خيراً لكل من ساهم في هذا الطرح الرائع [/align]





    رد مع اقتباس  

  3. #23 خطبه بعنوان حــســـرات 
    المشاركات
    1,085
    [frame="6 80"]خطبه بعنوان حــســـرات

    لفضيلة الشيخ / علي عبد الخالق القرني

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه
    ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير.
    وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين فشرح به الصدور وأنار به العقول.
    وفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا.
    صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.
    وسلم تسليما كثيرا.
    (يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)، أما بعد:
    عباد الله، فأعلموا أن المتأملَ لحالنِا نحنُ المسلمين اليوم.
    وحالِ زماننا وما ظهر فيه الآفاتِ والفتنِ، وما حصل فيه من انفتاحٍ كبيرٍ على الدنيا وزُخرُفها حتى ظن أهلها أنهم قادرون عليها، أو مخلدون فيها.
    إن المتأملَ لذلك ليشعرُ بالرهبةِ والإشفاقِ والخوفِ الشديدِ من مظاهرِ وعواقبِ هذه الحال.
    إذ قد قست منا القلوب، وتحجرت العيون، وهُجرَ كتابِ علامِ الغيوب.
    بل قُرأ والقلوبُ لاهيةٌ ساهيةٌ في لُججِ الدنيا وأوديتُها سابحةٌ.
    كيف لا وقد زينا غير متبعين جدرانَ بيوتنا بآياتِ القرآن، ثم لم نزين حياتَنا بالعمل بالقرآن.
    يقرأه البعضُ غير مقتدينَ على الأموات، ثم لا يحكمونه في الأحياء.
    بل جُعلت البركةُ في مجردِ حملهِ وتلاوته.
    وتُركت بركتُه الحقيقيةُ المتمثلة في إتباعه وتحكيمه امتثالاً لقولِ الله تعالى:
    (وهذا كتابُ أنزلناه مباركاً فأتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون).
    غفلنا ولم نشعر أننا غفلنا وهذه لعمرُ اللهِ أدهى وأمرُ فينا.
    كثُر القلق وغلبَ الهمُ والحزن، وصاحبَ ذلك الأرق.
    مكرَ مكراً شديداً بالليلِ والنهار بأساليبَ ووسائلَ خبيثة ماكرةٌ تزينُ الفاحشة وتصدُ عن الآخرةِ.
    فشت الفواحشُ والمظالم، ونيلَ من الأعراض، وأُكلتُ الأموال.
    وظهرت صورُ صارخةِ من الحسد والبغضاء والفرقةِ والخلاف، حتى بين خبراءِ الفضلِ والإحسان. وعندها أستُضعِفَ المسلمون، وتبجحَ وتسلطَ الملحدون والمجرمون.
    قلنا ولم نفعل أمام عدونا…….وعلى أحبتنا نقولُ ونفعلُ

    قل الاهتمامُ والعنايةُ بركيزةِ الوعظِ والتذكير، كركيزةٍ تربويةٍ مؤثرةٍ مفيدة، فصرت تسمعُ من يقللُ من أهمية كتابٍ أو خطبةٍ أو محاضرةٍ، أو درسُ يركزُ على هذا الجانبِ.
    فيقالُ هذا كتابُ وعظي، ومحاضرةُ وعظيه، ومقالٌ عاطفي وكبرت من كلمة:
    إن صحَ أن الوعظَ أصبحَ فضلة……فالموتُ أرحمُ للنفوسِ وأنفعُ
    فلولا رياحُ الوعظِ ما خاض زورقُ………ولا عبرت بالمبحرين البواخرُ
    عندها عُطلت طاقاتُنا الإيمانية،
    وكيفَ يعيشُ في البستان غرس…….إذا ما عُطلت عنه السواقيَ

    هبت رياحُ المعصيةِ فأطفأت شموعَ الخشيةِ من قلوبِنا.
    وطال علينا الأمدُ فعلى القلوبَ قسوةً، كما قست قلوبُ أهلِ الكتاب فهيَ كالحجارةِ أو أشدُ قسوة.
    أسأنا فهم الدينِ الذي هو سرُ تميُزَنا وبقاؤنا فشُغِلنا بالشكلِ عن الجوهر، وبالقالبِ عن القلب، وبالمبنى عن المعنى، بذكرياتُ مجيدةُ وتواريخَ تليدةُ نحتفلُ غالباً مبتدعين غير متبعين.
    وأحيانا نهتمُ بطبعِ الكتب الشرعيةِ مفتخرين، ثم نتمردُ على مضمونِها هازئين.
    حالُنا كالذي يقبلُ يدَ والدهِ ولا يسمعُ نصحه، إن هذا لهو البلاء المبين.
    وإننا نخشى أن نصبحَ في زمرةِ من قال اللهُ فيهم:
    ( الذين اتخذوا دينَهم لهواً ولعبا، وغرتُهم الحياةُ الدنيا)
    وأسوءُ ما تمرُ به أمةُ وأتعسُ ما تمرُ به أمة أن يصبحَ اللهوُ فيها دينا، والدينُ فيها لهواً ثم لا تسمعُ نصحا:
    بُح المنادي والمسامعُ تشتكي صمماً……. وأصبحتَ الضمائرُ تشترى
    تاهت سفائنُها بحراً ولا……………… هيَ في الشواطئ تظهرُ

    لهذا كله كان لابد من الوقوفِ بعضِ مشاهدِ الحسرةِ في الأخرى لعل النفوسَ تستيقظُ وتخشعُ وتذلُ فتبادر إلى الحسنى، فما هناك من أمر هو أشد دفعا للنفوس إلى فعل الخير من أمر الآخرة، والوقوف بين يدي من له الأولى والآخرة، فكل ضعف من أسبابه الغفلة عن الآخرة، في ذكر اليوم الآخر سعادة وطمأنينة وسد منيع دون الهم والحزن وعدم السكينة، وعلى ما يحزن طالب الآخرة؟
    على أمر حقير يفنى عما قريب؟
    كلا، فالآخرة خير وأبقى.
    المؤمن باليوم الآخر لا تؤثر فيه المصائب لأنه موقن أن المصائب إن لم تزل عنه زال عنها بالموت لا محالة، فلا تذهب نفسه على الدنيا حسرات.
    ذكر اليوم الآخر يطهر القلوب من الحسد والفرقة والاختلاف.
    ذكره يهدد الظلمة ليرعووا، ويعزي المظلومين ليسكنوا فكل سيأخذ حقه لا محالة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء، فلا ظلم ولا هضم:
    والوزن بالقسط فلا ظلم ولا…….يأخذ عبد بسوى ما عملا
    ذكر اليوم الآخر يمسح على قلوب المستضعفين والمضطهدين والمظلومين مسحة يقين تسكن معه قلوبهم، ثم تثبت شماء وهي تتطلع لما أعده الله للصابرين من نعيم يُنسى معه كل ضر وبلاء وسوء وعناء.
    وتتطلع لما أعده للظالمين من بؤس يُنسى معه كل هناء.
    فهيا معي يا عباد الله إلى مشاهد من الحسرة أسأل الله أن لا تكونوا من أهل الحسرة.
    عل ذلك أن تصلح معه القلوب، وتتجه إلى علام الغيوب وتنقاد الجوارح إلى العمل الصالح.
    إنه يوم الحسرة:
    ومما أدراك ما يومُ الحسرة، يومٍ انذرَ به وخوفَ، وتوعدَ بهِ وهدد، قال الله عز وجل :
    (و أنذرهم يومَ الحسرةِ إذ قضيَ الأمرُ وهم في غفلةٍ وهم لا يؤمنون)
    إنذارُ و إخبار في تخويفٍ وترهيبٍ بيومِ الحسرةِ حين يقضى الأمر، يوم يجمعُ الأولون والأخرون في موقفٍ واحد، يسألون عن أعمالهم.
    فمن آمنَ و أتبع سعِدَ سعادةً لا يشقى بعدها أبدا.
    ومن تمردَ وعصى شقي شقاءً لا يسعدُ بعده أبدا، وخسرَ نفسَهُ وأهلَهُ وتحسرَ وندِمَ ندامةً تتقطعُ منها القلوبُ وتتصدعُ منه الأفئدةُ أسفا.
    وأيُ حسرةٍ أعظمُ من فواتِ رضاء الله وجنته واستحقاقِ سخطهِ وناره على وجهٍ لا يمكنُ معه الرجوعُ ليُستأنف العملُ، ولا سبيلَ له إلى تغييرِ حالهِ ولا أمل.
    وقد كان الحالُ في الدنيا أنهم كانوا في غفلةٍ عن هذا الأمرِ العظيم، فلم يخطر بقلوبِهم إلا على سبيلِ الغفلةِ حتى واجهوا مصيرَهم فيا للندمِ والحسرة، حيثُ لا ينفعُ ندمُ ولا حسرة.
    وأنذرهُم يومَ الحسرة، ( يوم يجاءُ بالموت كما في صحيح البخاري كأنه كبشُ أملح فيوقفُ بين الجنةِ والنار فيقال: يا أهلَ الجنةِ هل تعرفون هذا؟
    فيشرأبون وينظرونَ ويقولون نعم هذا الموت.
    ثم يقالُ يا أهل النارِ هل تعرفون هذا؟
    فيشرأبون وينظرونَ ويقولون نعم هذا الموت.
    قال، فيأمرُ به فيذبحُ، ثم يقال يا أهلَ الجنةِ خلودُ فلا موت، ويا أهلَ النارِ خلودُ فلا موت).
    (وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون).
    آه من تأوه حين إذٍ لا ينفع، ومن عيونٍ صارت كالعيون مما تدمع.
    إنها حسرةُ بل حسرات، أنباءٌ مهولات، نداماتٌ وتأسفاتٌ ورد ذكرها في غير ما آية من الآيات تصدرُ عن معرضين عن الآيات ولاهين ولاهيات عن يومُ الحسرة والحسرات.
    نذكر بعض منها في هذه الخطبة من رسالة (قل هو نبأ عظيم) بتصرف يسير.
    إنها تذكرةٌ وعظات، علنا أن نحاسبَ أنفسِنا ما دمنا في مهلةٍ من أعمارٍ وأوقات وقبلَ أن نندمَ حيث لا ينفعُ ندمُ ولا حسرات.
    فمن هذه الحسرات "أجاركم الله من الحسرات":

    الحسرةُ على أعمالٍ صالحةٍ:
    شابتها الشوائبُ وكدرتها مُبطلاتُ الأعمالِ من رياءٍ وعُجبٍ ومنةٍ، فضاعت وصارت هباءً منثورا، في وقتٍ الإنسانُ فيهِ أشدُ ما يكونُ إلى حسنةٍ واحدةٍ:
    (وبدا لهم من اللهِ ما لم يكونوا يحتسبون)
    (وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاط بهم ما كانوا به يستهزئون)
    فكيفَ تقيكَ من بردٍ خيامٌ………إذا كانت ممزقةَ الرواقِ
    الفضل عند الله ليس بصورة الأعمال بل بحقائق الإيمان.
    القصد وجه الله بالأقوال والطاعات والشكران.
    بذاك ينجو العبد من حسراته ،ويصير حقا عابد الرحمن.

    الحسرةُ على التفريطِ في طاعةِ الله:
    وتصرمِ العمرِ القصيرِ في اللهثِ وراء الدنيا حلالِها وحرامِها، والاغترارِ بزيفِها مع نسيانِ الآخرةِ وأهوالِها:
    ( أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين)
    ( أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين)
    ( أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين)
    ( بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين)
    يا ضيعة العمرِ لا الماضي انتفعتُ به…….ولا حصلتُ على علمٍ من الباقي
    بلى علمتُ وقد أيقنتُ وا أسفا……أني لكلِ الذي قدمتُه لا قي

    الحسرةُ على التفريطِ في النفسِ والأهل:
    أن تقيَهم من عذاب جهنم، يوم تفقدَهم وتخسرَهم مع نفسُك بعد ما فتنتَ بهم، ذلك هو الخزيُ والخسار والحسرةُ والنار، حالك:
    بعضي على بعضي يجّردُ سيفه……والسهم مني نحو صدري يرسلُ
    النارُ توقد في خيام عشيرتي…………وأنا الذي يا للمصيبة أُشعلُ

    ( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسَهم وأهليهم يومَ القيامة، آلا ذلك هو الخسرانُ المبين).

    الحسرةُ على أعمالٍ صالحة:
    كان الأمل بعد اللهِ عليها، ولكنها ذهبت في ذلك اليومِ العصيب إلى من تعديت حدودَ اللهِ فيهم فظلمتَهم في مالٍ أو دمٍ أو عرض، فكنتَ مفلساً حقا:
    (وقد خابَ من حمل ظلما).
    فيأخذُ هذا من حسناتِك وهذا من حسناتك، ثم تفنى الحسنات فيطرحُ عليك من سيئاتِ من ظلمتَهم ثم تطرحُ في النار، أجارك الله من سامعٍ من النار وجنبك سخطِ الجبار بفعلِ ما يرضي الواحدَ القهار.

    حسرةُ جُلساءِ أهلِ السوء:
    يومَ انساقوا معهم يقودونَهم إلى الرذيلةِ، ويصدونَهم عن الفضيلةِ، إنها لحسرةُ عظيمةٌ في يومِ الحسرة يعبرون عنها بعضِ الأيدي يومَ لا ينفعُ عضُ الأيدي كما قال ربي:
    ( ويومَ يعَضُ الظالم على يديه يقولُ يا ليتني اتخذتُ مع الرسولِ سبيلا)
    ( ياويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا)
    ( لقد أضلني عن الذكرِ بعد إذ جاءني وكان الشيطانُ للإنسانِ خذولا).

    حسرةُ الأتباعُ المقلدين لكلِ ناعق:
    يوم يتبرأ منهم من تبعوه بالباطل فلا ينفعهم ندم ولا حسرة:
    (ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا، وأن الله شديد العذاب)
    ( إذا تبرأ الذين أتُبعوا من الذين أتَبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب)
    ( وقال الذين أتبَعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا)
    ( كذلك يرويهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار).

    حسرة الظالمين المفسدين في الأرض:
    الذينَ يصدون عن سبيلِ الله ويبغونها عوجا، حين يحملون أوزارَهم وأوزار الذين يضلونهم بغيرِ علم، وحين يسمعون عندها قول الله :
    ( فأذن مؤذنٌ بينهم أن لعنتُ الله على الظالمين، الذين يصدون عن سبيلِ الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرةِ كافرونِ ).
    ومن أعظم المشاهد حسرة في يوم القيامة يوم يكفر الظالمون بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا محتدين ومتبرئين فذلك قول الله:
    ( قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار، كلما دخلت أمة لعنت أختها)
    ( حتى إذا إداركوا فيها جميعا قالت أخراهم الأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار)
    ( قال لكلٍ ضعف ولكن لا تعلمون)
    ( وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون).
    فيا حسرة الظلمة وأعوانهم حين يعلمون فداحة جريمتهم في تنفيذ رغبات الظالمين، لكن حيث لا ينفعهم علم العالمين، وعندها لسادتهم يقولون:
    لكن حيث لا ينفعهم علم العالمين، وعندها لسادتهم يقولون:
    ( إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار) ؟
    فإذا بالسادة أذلة قد عنت وجوههم للحي القيوم لا يملكون لانفسهم شيئا ولا يستطيعون يقولون:
    ( إنا كل فيها، إنا الله قد حكم بين العباد).
    إن لله غضبة لو وعاها من………. بغى ما عدا يمط اللسان
    كم من ظالم يردد:
    (وقال الذين كفروا للذين أمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم، وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون، وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم، وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون).
    فالعقلاء بمقولتهم لا يغترون، وإن فعلوا فأنهم يوم إذ في العذاب والحسرة مشتركون.
    تصور معي أخي ذلك الجو من الحسرة والخزي والندامة المخيمة على المستضعفين والمستكبرين.
    أتباع ضعفاء يتهمون زعمائهم بالحيلولة بينهم وبين الإيمان.
    ومستكبرون يقولون لإتباعهم أنتم المجرمون دعوناكم فكنتم مجيبين.
    لو رأيتهم إذ وقفوا عند ربهم من غير إرادة ولا اختيار مذنبون ترهقهم ذلة في انتظار الجزاء لرأيت أمرا مهولا، يتراجعون، يرجع بعضهم إلى بعض القول.
    يلوم بعضهم بعضا.
    ويؤنب بعضهم بعضا.
    ويلقي بعضهم تبعة ما هم فيه على بعض.
    يقول أتباع الظلال الذين اُستضعفوا لقادة الضلال الذين استكبروا:
    ( لولا أنتم لكنا مؤمنين ).
    يقولونها جاهرين بها صادعين في وقت لم يكونوا في الدنيا بقادرين على هذه المواجهة، كان يمنعهم الذل والضعف والاستسلام، وبيع الحرية التي وهبها الله لهم والكرامة التي منحهم الله إياها.
    أما اليوم يوم الحسرة فقد سقطت القيم الزائفة وواجهوا العذاب فهم يقولونها غير خائفين:
    ( لولا أنتم لكنا مؤمنين ).
    حلتم بيننا وبين الإيمان، زينتم لنا الكفران فتبعنكم فأنتم المجرمون وبالعذاب أنتم جديرون وله مستحقون.
    ويضيق الذين استكبروا بهم ذرعا إذ هم في البلاء سواء ويريد هؤلاء الضعفاء أن يحملوهم تبعة الإغواء الذي صار بهم إلى هذا البلاء، عند إذ يردون عليهم ويجيبونهم في ذلة مصحوبة بفظاظة وفحشاء:
    ( أنحن صددناكم عن الهدى؟)
    الله أكبر كانوا في الدنيا لا يقيمون لهم وزنا، ولا يأخذون منهم رأي، ولا يعتبرون لهم وجودا، ولا يقبلون منهم مخالفة، بل حتى مناقشة.
    أما اليوم، يوم الحسرة فهم يسألونهم في استنكار الأذلاء:
    ( أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم ؟ بل كنتم مجرمين).
    زينا لكم الإجرام؟ نعم، لكنا لم نكرهكم عليه، فما لكم علينا من سلطان.
    آما أنه لو كان الأمر في الدنيا لقبع المستضعفون لا ينبسون ببنت شفه.
    لكنهم في الآخرة حيث سقطت الهالات الكاذبة، والقيم الزائفة، وتفتحت العيون المغلقة، وظهرت الحقائق المستورة فلم يسكت المستضعفون ولا هم يخنعون، بل يجابهون من كانوا لهم يذلون ويقولون:
    ( بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا).
    مكركم لم يفتر ليلا ولا نهارا للصد عن الهدى.
    تزينون لنا الضلال وتدعوننا إلى الفساد، وتقولون إنه الحق.
    ثم تقدحون في الحق وتزعمون أنه باطل، فما زال مكركم بنا حتى أغويتمونا وفتنتمونا.

    يا عباد الله:
    إن صور المكر تتنوع وتختلف من عصر لآخر.
    ففي وقت نزول القرآن كانت تتخذ أشكالا من الأشعار في منتديات الجاهلية توجه فيها التهم الباطلة لرسول الله صلى الله عبيه وسلم ومن معه.
    أو بصد الراغبين عن سماع الحق وتفويته عليهم.
    أو بإثارة نعرة الأباء والأجداد والتهويل من خطر تركها.
    هذا جل ما عند الجاهلية الأولى من مكر الليل والنهار، و والله إنه لعظيم.
    لكن ماذا يساوي ذلك المكر الأول عند مكر الليل والنهار في زماننا الحاضر في أكثر ديار المسلمين، والذي ينطبق تماما بلفظه ومعناه على المكر الموجود الآن الذي يعمل على مدى الأربع والعشرين ساعة:
    فما يكاد المذياع يفتر من مكره حتى يأتي دور التلفاز.
    وما يكاد التلفاز يفتر من مكره حتى يأتي دور الفيديو.
    ثم يأتي دور البث المباشر.
    ثم المجلة الهابطة، فالقصة الخليعة، وهكذا دواليك دواليكَ مكر بالليل والنهار.
    هل يعذر المسلم في فتح فكره وبيته لمكر الليل والنهار؟
    كلا والله لا يعذر، لأن المفسدين المتسلطين لن يعذروه بين يدي الله يوم القيامة بقولهم:
    ( أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم ؟ بل كنتم مجرمين).
    ويرد هؤلاء المستضعفون:
    ( بل مكر الليل والنهار).
    ثم يدرك الجميع أن هذا الحوار البائس لا ينفع هؤلاء ولا هؤلاء إلا براءة بعضهم من بعض.
    علم كل منهم نه ظالم لنفسه، مستحق للعذاب فندم حين لا ينفع الندم.
    ويتمنى سرا أن لو كان على الحق والإيمان:
    (وأسّروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا، هل يجزون إلا ما كانوا يعملون)
    قطاة غرّها شرَك فباتت……تجاذبه وقد علق الجناحُ
    فلا في الليل نالت ما تمنت…….ولا في الصبح كان لها براحُ
    قضي الأمر وانتهى الجدل وسكت الحوار.
    وهنا يأتي حادي الغواة، وهاتف الغواية يخطب خطبته الشيطانية القاصمة يصبها على أوليائه:
    ( وقال الشيطان لما قضي الأمر، إن الله وعدكم وعد الحق، ووعدتكم فأخلفتكم ).
    طعنة أليمة نافذة لا يملكون أن يردوها عليه، وقد قضي الأمر وفات الأوان:
    ( وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ).
    ثم يأنبهم على أن أطاعوه:
    ( فلا تلوموني ولوموا أنفسكم، ما أنا بمصرخكم، وما أنتم بمصرخي ).
    نفض يده منهم وهو الذي وعدهم ومنّاهم ووسوس لهم.
    وأما الساعة فلن يلبيهم إن صرخوا، ولن ينجدوه إن صرخ (إن الظالمين لهم عذاب أليم ).
    فيا للحسرة والندم.

    الحسرةُ على أعمالٍ محدثةٍ:
    وعباداتٍ لم يأذن الله بها ولم يتبعُ فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ويحسبُ أهلها أنهم يحسنون صنعا:
    ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ).
    لكنها تضيعُ في وقتِ الحاجةِ الماسة إليها فهم الأخسرون أعمالا وساءوا أعمالا، أعمالَهم كرمادٍ اشتدت به الريحُ في يومٍ عاصف أو كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظامئانُ ماءً، حتى إذا جاءهُ لم يجده شيأً ووجد اللهَ عنده فوفاه حسابهُ.
    ( والذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظامئان ماءً، حتى إذا جاءهُ لم يجده شيئا ووجد اللهَ عنده فوفاه حسابهُ ).
    يا أيها اللاهي الذي افترش الهوى…وبكل معنى للضلال تدثرا
    إن كنت ذا عقل ففكر برهة………….ما خاب ذو عقل إذا ما فكرا

    الحسرةُ على أموالٍ جمعت من وجوه الحرام:
    رباً ورشِوةٍ وغشٍ غصب وسرقةٍ واحتيالٍ وغيرِها.
    فيا لله أي حسرةٍ أكبر على امرؤٍ يؤتيَه اللهُ مالاً في الدنيا، فيعملُ فيه بمعصيةِ الله، فيرثَه غيرَه فيعملُ فيه بطاعةِ الله، فيكونُ وزره عليه وأجرُه لغيره.
    أي حسرة أكبر على امرؤ أن يرى عبدا كان الله ملّكه إياه في الدنيا يرى في نفسه أنه خبر من هذا العبد، فإذا هذا العبد عند الله أفضل منه يوم القيامة.
    أي حسرة أكبر على امرؤ أن يرى عبدا مكفوف البصر في الدنيا قد فتح الله له عن بصره يوم القيامة وقد عميَ هو، إن تلك الحسرة لعظيمة عظيمة.
    أي حسرة أكبر على امرؤ علم علما ثم ضيعه ولم يعمل به فشقيَ به، وعمل به من تعلمه منه فنجى به.
    أي حسرة أعظم من حسرات المنافقين الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم.
    يوم تبلى السرائر وينكشف المخفي في الضمائر ويعرضون لا يخفى منهم على الله خافية، ثم يكون المأوى الدرك الأسفل من النار ثم لا يجدون لهم نصيرا.

    أما الحسرةُ الكبرى فهي:
    عندما يرى أهلَ النار أهلَ الجنةِ وقد فازوا برضوانِ الله والنعيم المقيم وهم يقولون:
    ( أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا) ؟
    ( قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ).

    وحسرة أعظم:
    يومَ ينادي أهلُ النار أهل الجنةِ :
    ( أن أفيضوا عينا من الماءِ أو مما رزقكم الله)
    ( قالوا إن اللهَ حرمهما على الكافرين ).

    وحسرة أجل:
    حين ينادي أهلُ النارِ مالكاً خازن النار:
    ( ليقضي علينا ربك).
    ( قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحقِ ولكن أكثرَكم للحق كارهون ).

    ومنتهى الحسرة ِوقصاراها:
    حين ينادون ربَهم عز وجل وتبارك وتقدس:
    ( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فأنا ظالمون ).
    فيُجبَهم بعد مـدة:
    ( اخسئوا فيها ولا تكلمون ).
    فلا تسأل، لا ينبسون ببنت شفة وإنما هو الشهيق والزفير.
    طال الزفيرُ فلم يُرحم تضرُعهم هيهاتَ لا رقة تغني ولا جزعُ
    فيا حسرة المقصرين.
    ويا خجلة العاصين.
    لذات تمرٌ وتبعاتٌ تبقى.
    تريدون نيل الشهواتِ والحصولَ في الآخرةِ على الدرجات.
    جمع الأضدادِ غير ممكنٌ يا تراب.
    هواك نجد وهواه الشامُ………وذا وذاَ يا خي لا يلتامُ
    دع الذي يفنى لما هو باقي وأحذر زلل قدمِك، وخف حلول ندمك واغتنِم شبابك قبل هرمِك، واقبل نصحي ولا تخاطر بدمك، ثم تتحسرُ حين لا ينفعُ ندمك.
    إذا ما نهاك امرأٌ ناصحُ عن الفاحشاتِ إنزجر وانتهِ
    إن دنياً يا أخي من بعدها ظلمةُ القبرِ وصوتُ النائحِ
    لا تساوي حبةً من خردلٍ أو تساوي ريشةً من جانحِ
    لا تسل عن قيمةَ الربح… وسل عن أساليبَ الفريق الرابحِ

    جعلنا الله وإياكم من الرابحين السعداء، يومَ يخسرُ المبطلون الأشقياء، ويتحسرَ المتحسرون التعساء، إن ربي وليُ النعماء وكاشفَ الضرِ والبلاء.

    عباد الله وبعد هذا البيانِ من كتاب الرحمنِ عن صورِ الخزي والحسرةِ والخسران.
    هل آن لنا أن نعدَ لهذا الموقفِ العظيمِ عدته؟
    ونعملَ جاهدين على الخلاصِ من صفاتِ أهلِ هذه المواقفِ المخزيةِ.
    آن لنا أن نُخلص العبادةَ لله وحده، ونجردَ المتابعةِ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
    آن لنا أن نحذرَ من كلِ ناعقٍ ملبسٍ خائنٍ يمكرُ في الليلِ والنهار قبل أن تقولَ نفسُ يا حسرتاه ولا مناة حين مناص.
    آن الأوان لضعفةِ الأتباع أن يتبرءوا من متبوعيهم الظالمين المفسدين فلا يكونوا أداة لهم في ظُلمٍ في دماء أو أموالٍ أو أعراض طمعاً في جاه أو حطام.
    آن الأوان للإنابةِ والبراءةِ من الظالمين قبل أن يتبرءوا من تابعيهم بين يدي الله يومَ ينقلبون عليهم فيلعن بعضَهم بعضا حيث لا ينفع لعن ولا ندم.
    آن الأوان للمرأة المسكينة في زماننا اليوم أن تتنبه لهذه المواقف فتتبرأ في دنياها اليوم من كل ناعق لها بأسم الحرية والتمدن ومتابعة الأزياء والموضات.
    وحتى لا تحق عليها الحسرة الكبرى حينما يتبرأ منها شياطين الأنس والجن الذين أضلوها ثم لا يغنوا عنا من عذاب الله من شيء إلا الخصام والتلاعن المذكور في كتاب الله:
    ( وقالوا ربنا إننا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا)
    ( ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبير).
    آن الأوان لأتباع الطوائف الضالة المبتدعة أن يفيقوا ويدركوا خطر هذه المتابعة التي ستنقلبُ حسرة كبرى وعداوة ولعنة بينهم وبين متبوعيهم يوم القيامة:
    (ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين).
    آن الأوان لمن أعطوا قيادهم لجلساءِ السوءِ والمفسدينَ في الأرض، ومن هم دعاةُ على أبوابِ جهنمَ يسوقونهم إلى الرذيلةِ ويفتحون قلوبَهم للمكر والألاعيب والصدِ عن الفضيلة.
    آن لهم أن ينتهوا ويقطعوا صلَتَهم بهم وطاعتَهم لهم ما داموا في زمنٍ من مهلةٍ وإمكان، وإن لم يقطعوها في الدنيا، فهيَ لا شكَ منقطعة يومَ القيامةِ وستنقلبُ عداوةً وخصاماً وحسرةً:
    ( الاخلاء يوم إذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ).
    آن الأوان للمجاهرين عموما بالمعاصي.
    والمجاهرين خصوصا برفع أطباق القنوات فوق البيوت غير معظمين لشعائر الله والحرمات.
    من اشرعوا بيوتَهم للضلالِ والمكرِ واللهوِ والعفنِ والترهات بحجة الأخبار والمباريات:
    يستقبل الأفكار في علب الهوى……. والشر فيها لوّع المستقبلُ
    علب يغلفها العدو وختمه……….…فيها الصليب ونجمة والمنجل
    آن لهم أن يعلونها توبةً عاجلةً نصوحاً قبل الممات وقبل يومَ الحسرات بلا مبررات واهيات فالحقائق ساطعات غير مستورات وإن تعامتها نفوس أهل الشهوات.
    قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد……وينكر الفم طعم الماء من سقم
    وكل أمة محمد صلى الله عليه وسلم كما أخبر معافى إلا المجاهرين، وما من راعي يسترعيه الله رعيةً يموت يومَ يموت وهو غاشٍ لهم إلا حرم اللهُ عليه الجنة. وكلُكم راعيٍ ومسؤول. وما كل راع براع.
    ما كل ذي لبد بليث كاسر……وإن ارتدى ثوب الأسود وزمجرا
    يستخدم الشيطان كل وسيلة….…لكنه يبقى الأذل الأصغرا
    ( والله يريد أن يتوب عليكم، ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما )
    آن الأوان لمضيع وقته أمام ما تبثه هذه القنوات من محرمات أن يتوب ويؤب.
    آن الأوان لمن عقلُه أصبح في أذنيه ولبه بات في عينيه من أثر البهتان فيه وانطلى الزورُ عليه أن يتوبَ قبل أن يقفَ أمام الله فتشهدُ الأعضاء والجوارح وتبدو السؤاتُ والفضائح فيختمُ عل فمه وتتكلم يده ويشهدُ سمعه وبصره وجلده بما كان يكسب ثم لا يكونُ إلا الحسرات، فما تغني الحسرات؟
    ( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم، ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون، وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين، فإن يصبروا فالنار مثوى لهم، وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين).
    يا ابن سبعين وعشرٍ وثمانٍ كاملات………غرضاً للموتِ مشغولاً ببث القنوات
    ويكَ لا تعلمُ ما تُلقى به بعد الممات………من صغارٍ موبقات وكبارٍ مهلكات
    يا ابن من قد مات من آبائهِ والأمهات…… هل ترى من خالدٍ من بين أهلِ الشهوات
    إن من يبتاعُ بالدينِ خسيسِ الشهوات……. لغبي الرأيِ محفوفُ بطولِ الحسرات

    عباد الله في يومِ القيامة يبحثُ كلِ إنسان عن أي وسيلة مهما كانت ضعيفة واهية لعلَها تصلُحُ لنجاته من غضبِ الله.
    ولذلك تكثُر المناقشاتُ والمحاورات بين الأباء والأبناء.
    والأزواج والزوجات.
    والكبار المتسلطين والصغار التابعين.
    بين الأغنياء الجبارين والفقراء المنافقين.
    كل يحاول إلقاء التبعة على غيره، لكن حيث لا تنفع المحاورات ولا الخصومات ولا التنصل من التبعات، ثم لا يكون إلا الحسرات:
    إلى الله يا قومي فما خاب راجع…….إلى ربه يوم وما خاب صابرُ
    اللهم آنس وحشتنا في القبور، وآمن فزعنا يوم البعث والنشور.
    اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين.
    اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع.
    اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، ودنيانا التي فيها معاشنا، وأخرتنا التي إليها معادنا، وأجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر.
    اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وأنصر عبادك الموحدين.
    اللهم كن للمستضعفين والمظلومين والمضطهدين.
    اللهم فرج همهم ونفس كربهم وارفع درجتهم واخلفهم في أهلهم.
    اللهم أزل عنهم العناء وأكشف عنهم الضر والبلاء.
    اللهم أنزل عليهم من الصبر أضعاف ما نزل بهم من البلاء. يا سميع الدعاء.
    اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم.
    وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
    سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.[/frame]





    رد مع اقتباس  

  4. #24  
    المشاركات
    5,953
    جزاك الف الخير اخوي
    يعطيك الف عافيه اخوي القيصر تينوو على موضوع رائع
    تسلم يدك






    رد مع اقتباس  

  5. #25  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    اشكر مشاركاتكم واتمنى رؤية المزيد منها





    رد مع اقتباس  

  6. #26  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    في ظلال سورة ق
    خطبة للشخ عبدالرحمن السديس

    سورة ق من السور التي ينبغي تدبر معانيها، فهي تعالج قضية مهمة، وهي قضية إنكار البعث، وتذكر الإنسان بمراقبة الله له، وتعرض له مشاهد من الموت والعرض والحساب.

    وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ سورة ق في كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس.

    القرآن دستور المسلمين




    الحمد لله الذي أنزل كتابه الكريم هدى للمتقين، وعبرة للمعتبرين، ورحمة وموعظة للمؤمنين، ونبراساً للمهتدين، وشفاءً لما في صدور العالمين، أحمده تعالى على آلائه، وأشكره على نعمائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحيا بكتابه القلوب، وزكى به النفوس، هدى به من الضلالة، وذكر به من الغفلة، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، الذي كان خلقه القرآن فصلوات الله عليه وعلى آله وصحبه، الذين كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموا ما فيها من القول والعمل، ورضي الله عن جنده وحزبه، ومن ترسم خطاه وسار على نهجه، ما تعاقب الجديدان، وتتابع النيران، وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعــد:

    أيها المسلمون! اتقوا الله تبارك وتعالى واشكروه على أن هداكم للإسلام، وجعلكم من أمة القرآن المعجزة الباهرة، والآية الظاهرة، كتاب الهدى وسفر الشهادة، ولواء الريادة والسيادة، وإمام الخير والحق والفضيلة، ودستور العدل والأمان في كل زمان ومكان: لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42].

    أمة القرآن! إن سعادة البشرية وصلاح البلاد والعباد، مرهون باتباع هذا الكتاب، فإن كان قائداً إماماً نصب الأعين وبين الأيدي؛ حصلت سعادة الدارين، ونجاة الحياتين، وإن كان خلف الظهور والعياذ بالله! عم الذل والشقاء في الأولى والأخرى، ولو وقفت الأمة تحت راية القرآن وتفيأت ظلال دوحة الفرقان؛ لنالت سلم المجد، وتبوأت مكانة العزة والشرف والقوة، ولو أنها حافظت عليه وعملت بما فيه؛ لضاءت لها المسالك، وتفتحت لها المدارك، ولو درس المسلمون كتاب الله ووقفوا عند آياته فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، لصاروا سعداء عاجلاً وآجلاً.

    إخوتي في الله: يقول الله سبحانه وتعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص:29] وأنكر المولى سبحانه وتعالى على الذين أعرضوا عن كتابه، فلا يتعظون ولا يتدبرون، اسمعوا إلى قوله تقدست أسماؤه: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24].


    وقفات مع سورة ق




    كانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة وعظ الناس بهذا القرآن، بل كان عليه صلوات ربي وسلامه يخطب الناس به، كما أخرج الإمام أحمد ومسلم وأبو داود وغيرهم عن أم هشام بنت حارثة ، قالت: [ما أخذت ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [ق:1] إلا من فيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس ].

    يا إخوة الإسلام! ويا أهل القرآن: ما أجمل أن نعيش لحظات في ظلال هذه السورة نتدبر آياتها ونتأمل عضاتها، ونقف عند عجائبها؛ إحياءً لهذه السنة التي اندثرت أو كادت تندثر، فلم يكن عليه الصلاة والسلام ليركز عليها في اجتماع الناس ويقرأها في الفجر والجمع والأعياد إلا لما لها من الشأن والمكانة، إنها سورة عظيمة رهيبة، شديدة الوقع بأسلوبها وحقائقها، تأخذ بمجامع القلوب، تهز النفوس هزاً، وتثير فيها الخوف من الله، وتوقظها من الغفلة.

    فعسى أن نلقي نظرات تسحبها عبرات، من قضايا هذه السورة العظيمة، وصورها المتعددة، في الحياة والاحتضار والممات والبعث والحشر وغيرها: تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ [ق:8].



    معالجة قضية إنكار البعث



    أيها المسلمون: لقد ابتدأ الله هذه السورة، بالإنكار على المكذبين المنكرين لرسالة محمد عليه الصلاة والسلام، الجاحدين بالبعث والحساب، بقولهم: أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ [ق:3].

    فبين الله سبحانه أنهم لما كذبوا بالحق التبس عليهم الأمر فهم في أمرٍ مريج، قد اختلفت عليهم الحقائق، وعميت بهم السبل وهكذا كل من حاد عن الحق، تتقاذفه الأهواء، وتمزقه الحيرة، وتقلقه الشكوك.

    لقد جاء صدر هذه السورة ليعالج قضية عقدية مهمة، ألا وهي قضية البعث، وإنكار الكفار له، بأسلوبٍ يذيب القلوب ويرققها، ويقيم الحجة على المعاندين، ويلفت أنظارهم إلى بديع خلق الله في الأرض والسماوات، والجبال والمطر والنبات، يقول تعالى: أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ [ق:6] إلى قوله سبحانه: رِزْقاً لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ [ق:11].







    التذكير بمصارع الغابرين



    ثم يأتي السياق في عرض صفحة أخرى، تذكر القلوب بمصارع الغابرين وأحوال المكذبين السابقين، الذين حق عليهم وعيد الله بعذابه ونكاله بهم: كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ [ق:12] إلى قوله سبحانه : كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ [ق:14].






    رقابة الله لخلقه



    وتمضي السورة مستطردة مع قضية البعث، مذكرة الإنسان بخلق الله له، وعلمه به، وقربه منه، وأنه سبحانه يعلم وساوس النفس وخلجات الضمير، فضلاً عن الظاهر البيِّن: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق:16] وتلفت الأنظار إلى رقابة الله جل وعلا على خلقه وأنه مطلعٌ على أعمالهم، وقد أوكل بكل إنسان ملكين، يتلقيان أعماله فكل لفظة وكلمة مدونة عليه يقول تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18].







    مشاهد من الموت والعرض والحساب



    ثم تأتي المشاهد المرعبة بأسلوبٍ رهيبٍ مخيف، يرج الأفئدة رجاً مبتدأً بمشهد الموت وسكراته، ثم مشهد الحساب وعرض الصحف، ثم مشهد جهنم -أعاذنا الله منها- فاغرة فاها تتلمظ كلما ألقي فيها وقودها من الناس، تقول هل من مزيد؟ وفي جانب ذلك مشهد الجنة ونعيمها -جعلنا الله وإياكم من أهلها- .

    يقول تعالى: وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ [ق:19] إنها سكرة فراق المال والمناصب: ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ [ق:19] ذلك ما كنت منه تحيد وتهرب، ولكن لا مفر من الموت ولا مهرب، ومن سكرة الموت إلى وهلة الحشر وهول الحساب: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ [ق:20-21] معها سائقٌ وشهيد، وفي هذا الموقف العصيب يقال له: لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [ق:22].

    ويكشف السياق عن جانبٍ أشد وأعظم: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ [ق:30] الله أكبر! يؤتى بكل كفار عنيد مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ [ق:25] فيقذفون مع كثرتهم في جهنم تباعاً وتتكدس ركاماً، ثم تنادى: يا جهنم! هل امتلأتي واكتفيتي؟ ولكنها تجيب جواباً يروع القلوب ويهز النفوس: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ [ق:30] فيا له من هولٍ شديد ورعبٍ أكيد يبعث على القلوب الحية على الأخذ بأسباب الوقاية منها!

    ويقابل هذا المشهد المرعب، مشهد الجنة وهي تقرب من المتقين: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ [ق:31] إلى قوله سبحانه وتعالى: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [ق:35]. ثم تختم السورة بتأكيد القضايا السابقة، ولكن بأسلوب جديد ليكون أكثر وقعاً وأشد تركيزاً، فيه لمسات التاريخ ومصارع الهالكين، وفيه الإشارة لبعض الحقائق الكونية، وفيه التذكير بعقيدة البعث والنشور، كل ذلك ذكرى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [ق:37].






    تدبر القرآن والاتعاظ به




    وبعد يا أمة القرآن هذه وقفات سريعة ونظرات خاطفة في سورة من أعظم سور القرآن.

    فأين القلوب التي تعي كلام الله، وتتدبر آياته؟!

    أين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً؟!

    العجب كل العجب! أن تكون مضغٌ مكونة من لحمٍ ودم أقسى من الجبال الرواسي والحجارة القاسية! ألم يقل الله سبحانه: لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [الحشر:21] فما بال القلوب -يا عباد الله- لا تلين ولا تخشع عند سماع آيات كتاب الله؟! إنها دعوة إلى المسلمين جميعاً، ولا سيما حملة كتاب الله، أن يتدبروا كتاب الله، وأن يستلهموا ما فيه من العبر والعظات، وأن يقفوا عند عجائبه ويحركوا به القلوب.

    يجب أن تربى الأجيال وتنشأ الأسر على هذا المنهاج السليم، تأسياً بسلف هذه الأمة رضي الله عنهم بإخلاصٍ واحتساب دون تصنعٍ وتكلفٍ واحتراف، وليتق الله من هضم حق كتاب الله، فساواه بغيره، ولاكه بلسانه، هذراً وهرذمة، دون تدبرٍ وتفكر.

    يا إخوة الإسلام: أعيدوا لكتاب الله حقه، لقد كان بعض السلف يقوم الليل كله بآية واحدة من كتاب الله يكررها ويبكي من خشية الله حتى الصباح، فأين نحن من هذا المنهج السديد؟!

    أما الشاردون عن القرآن، الغافلون عنه فليتقوا الله وليعودوا إليه، ليرتووا من معينه، وينهلوا من نميره، فهو علاج أمراض القلوب، وجلاء صدئها بإذن الله، ولا بد من التذكير مع بداية العام الدراسي لما لهذا الكتاب من مكانة، وما يجب على الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور من مسئولية تجاه كتاب الله تلاوة، وتدبراً، وتطبيقاً، وتربية؛ ليعمل الجميع قدر جهدهم على أن يكون لكتاب الله النصيب الأكبر والحظ الأوفر من الأوقات، وفي ذلك الخير العظيم في الدنيا والآخرة.

    اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، اللهم ذكرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.

    اللهم بارك لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


    فوائد القرآن




    الحمد لله الخالق المقدر، الرازق المدبر، مالك النفع والضر عالم الغيب والشهادة، وهو الحكيم الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم عليه وعلى آله وصحبه.

    أما بعــد:

    فاتقوا الله -عباد الله- واعلموا أن أعظم ما استفيد من كتاب الله: صفاء العقيدة، وسلامة التوحيد، وتحقيق التوكل على الله وحده، والبعد عن كل ما يعكر ذلك من الأوهام والخزعبلات، فقد اعتنى كتاب الله بتقرير هذه القضية معلقاً آمال العباد برب العباد وحده، فلا تملك الشهور والأيام، والنجوم والطيور، والأشكال والألوان ضراً ولا نفعاً، فذلك بيد الله وحده.

    وقد طهر الإسلام النفوس من عقائد الجاهلية، كالتطير والتشاؤم ببعض المخلوقات، وعليه فيجب على من آثر سعادة الدارين، وصلاح أمره في الحياتين، أن يعلم أن ما يفعله بعض الجهلة من التشاؤم من شهر صفر أمرٌ منافٍ لعقيدة الإسلام، وإنه والله لمن الغريب حقاً أن تعبث الأوهام بأمة التوحيد، وتبعدها عن نقاء العقيدة، فماذا يملك الغراب والبوم؟! وما ذنب الأربعاء وصفر؟!

    وقد أبطل الإسلام عقائد الجاهلية، يقول صلى الله عليه وسلم: {لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر } أخرجاه في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه.

    فاتقوا الله -عباد الله- وأفيقوا من سباتكم وفوضوا أموركم كلها إلى مولاكم جل وعلا، وحققوا إيمانكم بصدق التوكل على الله، وقوة اليقين به، واحذروا ممن استهواهم الشيطان، فضلوا عن الهدى، وسعوا في إضلال عباد الله، من كل زائغ عن منهج الكتاب والسنة، وكل وكرٍ من أوكار الشيطان أعاذنا الله منه.

    ألا وإن من أعظم ما يقربكم لمولاكم ويزكيكم عنده: كثرة صلاتكم وسلامكم على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

    اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.

    اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لهداك، واجعل عملهم في رضاك، وهيئ لهم البطانة الصالحة، اللهم احفظ على المسلمين عقيدتهم، اللهم احفظ عليهم إيمانهم وأمنهم يا رب العالمين!

    اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

    عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.





    رد مع اقتباس  

  7. #27  
    المشاركات
    1,085
    مشكورررين وجزاكم الله ألف خير على المشاركات أتمنى من الزائرين المشاركه وأتمنى من المشاركين بالردود المشاركه الفعليه





    رد مع اقتباس  

  8. #28  
    يعطيك العافية اخونا وجزاك الله الف خير وابشر منا بخطبة إن شاء الله بس الاسبوع الجاي بعد الاختبارات واتمنى لك التوفيق بالدارين وجعلها الله من موازين حسناتك





    رد مع اقتباس  

  9. #29 تحريم تبرج النساء ـ تحريم لبس أو بيع ما فيه صور للشيخ محمد بن صالح العثميين 
    المشاركات
    1,085
    [frame="10 80"]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا و سيئات أعمالنا الحمد لله الذي خلف كل شيء فقدره تقديرا وفارق بين خلقه وصفاتهم وأعمالهم حكمة وتدبيرا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وكان الله على كل شيء قديرا وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث إلى الخلق كافة بشيراً ونذيرا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيرا. أما بعد

    فاستمعوا عباد الله إلى قول الله تعالى :( وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى ) وإلى قوله تعالى :(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم) وإلى قول النبي صلى الله عليه وسلم (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من أحدكن ) ( فقلن يا رسوله الله : ما نقصان ديننا قال (أليس إذا حاضت المرأة لم تصلى ولم تصم يعني فذلك نقصان دينها أو ليس شهادة الرجل بشهادة امرأتين يعني فذلك من نقصان عقلها ) أيها المسلمون إن من هاتين الآيتين الكريمتين ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبين لنا مدى نقص المرأة في عقلها وتدبيرها ففي الآية الأولى بيان نقص عقلها وإدراكها وأحاطتها حتى فيما تستشهد عليه ويطلب منها رعايته وضبطه وقد قرر النبي صلى الله عليه وسلم حين جعل هذا من نقصان عقلها وفي الآية الثانية بيان نقص تدبيرها وتصرفها وأنها بحاجة إلى مسئول يتولى القيام عليها وهو الرجل ولهذا وجب على الرجال رعاية النساء والقيام عليهن لتكميل ما فيهن من نقص قال الله تعالى ( وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم ) أيها المسلمون عباد الله إنه كل ما عظم الخطر عظمت المسئولية وكلما كثرت أسباب الفتنة وجبت قوة الملاحظة وإننا في هذا العصر في عصر عظم فيه الخطر وكثرت أسباب الفتنة بما فتح علينا من زهرة الدنيا واتصالنا بالعالم الخارجي مباشرة أو بواسطة الأعلام وبسبب ذلك وبسبب ضعف كثير من الرجال أو تهاونهم بالقيام بمسئولياتهم تجاه نسائهم وقع كثير من النساء في شرك هذه الفتنة وفي هاوية ذلك الخطر حتى إنك لترى المرأة الشابة تخرج من بيتها إلى السوق بألبسة مغرية ألبسة جميلة إما قصيرة وإما طويلة ضيقة ليس فوقها سواء عباءة قصيرة أو طويلة يفتحها الهواء أحيانا وترفعها المرأة نفسها عمدا أحيانا تخرج بخمار تستر به وجهها لكن يكون هذا الخمار رقيقاً يصف لون جلد وجهها وأحياناً تشده على وجهها شداً قويا بحيث يبرز مرتفعات وجهها كأنفها ووجنتيها تخرج المرأة من بيتها لابسة من حلي الذهب ما لبست ثم تكشف عن ذراعيها حتى يبدو الحلي كأنما تقول للناس شاهدوا ما علي فتنة كبرى ومحنة عظمى تخرج متطيبة بطيب قوي الرائحة يفتن كل من في قلبه مرض من الرجال وربما خلع من في قلبه مرض ربما خلع ثياب الحياء والدين فصار يلاحقها ويغازلها ويصفر لها أحيانا ويشير بإصبعه أحيانا وربما يتكلم أحيانا لأن نفسه المهنية ودينه الضعيف أبى عليه إلا أن يتفتتن بهذه المرأة المتطيبة تخرج من بيتها تمشي في السوق مشياً قوياً كما يمشى أقوى الرجال وأشدهم كأنما تريد أن يعرف الناس قوتها ونشاطها تمشي في السوق مع صاحبتها تمازحها وتضاحكها بصوت مسموع وتدافعها بتدافع منظور وتقف على صاحب الدكان تبايعه وقد كشفت عن يديها وعن ذراعيها وربما تمازحه أو يمازحها أو يضحك معها إلى غير ذلك مما يفعله بعض النساء من أسباب الفتنة والخطر العظيم والسلوك الشاذ الخارج عن توجيهات الإسلام وطريق أمة الإٍسلام يقول الله عز وجل لنساء نبيه صلوات الله وسلامه عليه ورضي عنهن وهن القدوة يقول الله عز وجل لهن :(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) عباد الله أسألكم بالله هل تظنون أحد أشد عفة وأقوى إيماناً في النساء من نساء النبي صلى الله عليه وسلم إن الجواب منا جميعاً أننا لا نجد ذلك ولا نعلم أحد أقوى عفة وأقوى ديناً من زوجات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومع ذلك قال الله لهن )وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تمنعوا إيماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن ) هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم وبيوتهن خير لهن وخير أسم تفضيل أي أخير من كل شيء خير لهن بيوتهن خير لهن من إي شيء من كل شيء حتى من مساجد الله فكيف بخروجهن للأسواق ويقول الله عز وجل :(وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ) فإذا كانت المرأة من العجائز ممنوعة من التبرج بالزينة فكيف تكون الشابة التي هي محل الفتنة والرغبة ويقول الله عز وجل:( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) فإذا كانت المرأة مأمورة بأن تضرب بالخمار وهو ما تغطي بها رأسها على جيبها ليستر ما قد يبدو من رقبتها أو يربو من على صدرها فكيف تخالف المرأة المسلمة المؤمنة بالله ورسوله كيف تخالف هذا إلا محاولة إبداء وجهها وهو محل الفتنة والتعلق بها ويقول الله سبحانه وتعالى ( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنّ) إنك إذا تأملت أيها المسلم قوله ليعلم ما يخفين من زينتهن تبين لك أن نساء الصحابة يسترن جميع أرجلهن حتى موضع الخلخال وقوله ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن يعني بذلك صوت الخلخال الذي تلبسه برجلها وتخفيه بثوبها فإذا ضربت برجلها على الأرض سمع صوته فإذا كانت المرأة منهية أن تفعل ما يعلم به زينة الرجل المخفاءة فكيف بمن تكشف عن ذراعيها حتى تشاهد زينة اليد أيها المسلمون إن فتنة المشاهدة أعظم من فتنة السماع يقول النبي صلى الله عليه وسلم( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس) ويعني بهما الظلمة من ذوي السلطة الذين يضربون الناس بغير حق أما من يضربون الناس بحق لتقويمهم فبأديبيهم فليسوا من هؤلاء أما الصنف الثاني فيقول النبي صلى الله عليه وسلم فيه (ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) وصفهن النبي صلى الله عليه وسلم بأنهن كاسيات عليهن كسوة ولكنهن عاريات لأن هذه الكسوة لا تستر إما لقصرها أو خفتها أو ضيقها مائلات عن طريق الحق مميلات لغيرهن بما يحصل منهن من الفتنة رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة وهي نوع من الإبل رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة بما يلففن عليهن من شعرهن أو غيره حتى يكون كسنام البعير المائل وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (أيما امرأة أصابت بخور فلا تشهد معنا العشاء الآخرة ) فمنعها من حضور المسجد للصلاة لأنها أصابت بخوراً فكيف بمن تتطيب بما هو أطيب من البخور وأشد جاذبية ثم تخرج إلى الأسواق وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (خير صفوف النساء أخرها وشرها أولها ) أتدرون لماذا كان ذلك كان ذلك لأن أخر الصفوف أبعد عن الرجال وعن الاختلاط بهم وهذا في العبادة والصلاة فكيف بمن تلي الرجال وتختلط بهم في الأسواق عباد الله هذه توجيهات الله تعالى في كتابه وهذه توجيهات رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته والمؤمنون كما وصفهم الله في قوله:(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) أيها المسلمون ما طريق أهل الإسلام نحو هذه التوجيهات إن طريقهم أن يسلكوا ما وجههم الله ورسوله إليه أن يقولوا سمعنا وأطعنا ولذلك قالت أم سلمة رضي الله عنها لما نزلت هذه الآية :( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِن) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسها أفلا نأخذ أيها المسلمون نحن بهذه التوجيهات الإسلامية أفلا نعتبر بطريق أهل الإسلام أفلا نتقى الله عز وجل أفلا نتدارك ما وقع فيه كثير من النساء ممن مخالفة طريق أهل الإسلام ونلزمهم بالسلوك السليم والصراط المستقيم حتى يكون مجتمعنا مجتمعاً إسلامياً في رجاله ونسائه في عبادته وأخلاقه أيها المسلمون إنه يوجد من النساء الأجنبيات في هذا البلد الذين هن في هذا البلد في العمل الحكومي الرسمي ومع ذلك فإننا نجد فإننا نسمع إنهن يأتين إلى السوق ولا سيما في عطلة نهاية الأسبوع متبرجات وهن من الشواب الجميلات فيفتن النساء ومن الغريب أنه قد صدر تعميم بمنعهن من ذلك إذاً فالمسئولية على المدير المباشر الذي يمكن هؤلاء النساء وهن تحت أدارته يمكنهن من أن يأتين إلى السوق في هذه الحال فعليه مسئولية عظيمة أمام الله عز وجل ثم أمام حكومته التي وجهته لمنعهن من ذلك ثم أمام إخوانه المؤمنين ومواطنيه في هذه البلد فعليه أن يتقى الله عز وجل وأن يمنع هؤلاء النساء من أن يأتين إلى الأسواق بهذه الفتنة والأمر فيهن سهل جداً لأنها لو هددت بأنها إذا خالفت ما يجب عليها فإنها تسفر فسوف تأتي على ما نريد نحن لا ما على تريد هي إنني أقول أنني أقول لهؤلاء المسئولين المباشرين لهؤلاء النساء الذين بإمكانهن أن يوجههن بما صدر عليهن من تعليمات الحكومة أقول لهم ليتقوا الله عز وجل في بلادهم وليتقوا الله عز وجل في نسائهم أيضاً لأن المرأة من هذا البلد إذا رأت النساء يخرجن على هذا الوجه الكاشف المتبرج فإنهن يستهن بذلك وربما يقدمن عليه إذ أن المرأة سيكون في نفسها تساؤل ما الفرق بيني وبين هذه أيها المسلمون إن الجدير بنا أن نحرص غاية الحرص على أن نلزم بناتنا ومن لنا حق عليهن بما تقتضيه شريعة الله فإن في ذلك الفوز في الدنيا والآخرة يقول الله عز وجل :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) اللهم وفقنا للتقوى والقول السديد اللهم وفقنا للتقوى والقول السديد وأصلح لنا الأعمال في القريب والبعيد وأغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين اللهم اجعلنا ممن أطاعك وأطاع رسولك وفاز بثوابك وبالسعادة في الدنيا والآخرة إنك جواد كريم اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    الحمد لله على إحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك في ألوهيته وربوبيته وسلطانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أيده بآياته وبرهانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأعوانه وسلم تسليما كثيرا أما بعد

    أيها الناس فإن ما أبتلي به المؤمنين في هذا العصر كثرة استعمال الصور حتى كانت الصور الآن في ملابسنا وفي حلي نسائنا يوجد في الملابس صور صورٌ لا يجوز للإنسان أن يلبس الثوب الذي هي فيه ويوجد في حلي النساء صور إما في الأسورة وإما في الخروص وإما في القلائد صورة ثعبان أو صورة فراشة أو صورة أسد وكل ذلك حرام لا يجوز لبسه لا على الصغير ولا على الكبير لان لبسه يقتضي اقتنائه ويقتضي مصاحبته وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة فمادامت الصورة في البيت ملبوسة أو معلقة أو مقتناة فإن الملائكة لا تدخله أما الصورة التي لابد منها ولا يسع الناس مفارقتها كالتي في الدراهم أو التي في التابعيات أو الرخص وما أشبهها فإن ذلك ضرورة والله عز وجل يقول: ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) إذاً فلا يحل لأحد أن يلبس ما فيه صورة ولا يحل لامرأة أن تلبس حلياً مصورة على أي صورة كان مما فيه حياة ولا يحل لأحد أن يشتري هذا النوع من الحلي ولا أن يبيعه فإن اشتراه أو باعه فهو أثم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأمته قولاً سديداً قاعدة ثابتة قال (إن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه) هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة أصيلة لم يؤصلها رجل من الناس غير معصوم وإنما أصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حرمه الله فإن ثمنه حرام والإعانة عليه حرام وتأجير الدكاكين والبيوت لأجله حرام لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان وأقبح من ذلك أن يكون في هذه الثياب صور الكافرين صور الكافرين من اللاعبين وغيرهم فإن اللاعبين على أسمهم لاعبون حياتهم حياة لعب ولهو لا حياة جد وعمل وهم كما وصفوا أنفسهم واختاروا لها هذا الوصف هم لاعبون غير جادين ولا عازمين على العمل ولا على نفع شعوبهم وانتفاعهم بها ولا سيما إذا كان هذا اللاعب من الكافرين بالله عز وجل فإن الكافرين بالله عز وجل يجب علينا أن نبغضهم يجب علينا أن لا نتخذهم أولياء لأن الله عز وجل يقول:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ) وقال عز وجل:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) إنه لا يجوز لأحد أن يعظم أو يكرم من لا يستحق الإكرام من أعداء الله و كل أعداء الله لا يستحقون الإكرام حتى السلام الذي حث النبي صلى الله عليه وسلم على إفشاءه وإلقاءه نهانا أن نبدأ اليهود والنصارى به وغير اليهود والنصارى مثلهم فلا يجوز لأحد أن يكرم أحد من الكافرين بأي نوع من الإكرام حتى في إفشاء السلام قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فأضطرهم إلى أضيقه ) فيا عباد الله إن ولاية أعداء الله توجب عداوة الله عز وجل فكيف يليق بإنسان ولو عن طريق العقل أن يوالي من هم أعداء لله ثم يدعى أنه ولي لله عز وجل أتحب أعداء الحبيب وتدعي حباً له ما ذاك في إمكان فيا أيها المسلمون يا عباد الله إياكم أن تغتروا بهذه المظاهر فإنها مظاهر قشور لا تعطب إلا الندم والخسارة ولا سيما بعد الموت إذا أنفرد الإنسان بعمله وراء أنه قد خسر خسراناً مبيناً في ماله ودينه في ماله ودينه وعاقبة أمره ولكن باب التوبة مفتوح فإذا تاب الإنسان إلى الله عز وجل من هذه الأمور فإن التوبة تجب ما قبلها قال النبي صلى الله عليه وسلم (التوبة تجب ما قبلها والإسلام يجب ما قبله) وقال الله عز وجل :(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً) (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً) أيها المسلمون أيها الصاغة بالذات إياكم أن تشتروا حلياً مصورة على أي صورة حيوان كانت وأن تبيعوه فإن ذلك حرام عليكم وكسبه حرام عليكم وعليكم أن تتوبوا إلى الله تعالى من ذلك ومن كان عنده شيئاً من هذا فليعد صياغته مرة أخرى على وجه ليس فيه إثم أو يحك الرأس حتى يذهب الرأس فإنه إذا ذهب الرأس فلا صورة عباد الله إنني أقول لكم هذا من على هذا المنبر معذرة إلى الله عز وجل ولعلكم تتقون وإن المؤمن إذا سمع أنتفع فأسال الله أن ينفعني وإياكم بما علمنا وأن يجعل علمنا حجة لنا لا حجة علينا وأن يجعلنا ممن يزهدون في الدنيا ويرغبون في الآخرة فثق يا أخي المسلم أنك إذا اتقيت الله عز وجل فلن يضيق عليك الرزق بل سيأتيك الرزق من كل مكان من حيث لا تحتسب كما قال ربك وهو أصدق القائلين :(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاًوَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب) ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) وفقني الله وإياكم لتقواه في السر والعلانية وجعلنا ممن يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويخشون الله ولا يخشون أحد سواه اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
    [/frame]





    رد مع اقتباس  

  10. #30 أعلى النعيم -لافي بن حمود الصاعدي 
    المشاركات
    1,085
    [frame="7 80"] لافي بن حمود الصاعدي
    جامع الفتح
    مكه المكرمه

    الخطبة الأولى


    عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله سبحانه، فإن بتقوى الله نجا أولياء الله من سخطه، وبها رافقوا أنبياءه، وبها نضرت وجوههم ونظروا إلى خالقهم، وهي عصمة في الدنيا من الفتن ومن كرب يوم القيامة.

    أيها المؤمنون الصادقون، غاية ما يتمناه المسلم هو رضا الله سبحانه ودخول جنته، وهناك غاية أعظم منها وهي رؤية الله سبحانه في جنات النعيم، ولذلك لما كتب ابن القيم كتابه "حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح" ووصل إلى باب: "رؤية المؤمنين لربهم" قال: "هذا الباب أشرف أبواب الكتاب، وأجلها قدرًا، وأعلاها خطرًا، وأقرها لعيون أهل السنة والجماعة، وأشدها على أهل البدع والفرقة، وهي الغاية التي شمر إليها المشمرون وتنافس فيها المتنافسون وتسابق إليها المتسابقون، ولمثلها فليعمل العاملون. إذا ناله أهل الجنة نسوا ما هم فيه من النعم، وحرمانه والحجاب عنه لأهل الجحيم أشد عليهم من عذاب الجحيم. اتفق على الإيمان برؤية الله في الجنة الأنبياء والمرسلون وجميع الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام على تتابع القرون، وأنكرها أهل البدع المارقون" اهـ.

    أيها المسلمون، إن المؤمنين في الجنة يرون ربهم سبحانه من فوقهم رؤيةً حقيقية بأبصارهم كما يُرى الشمس والقمر ليس دونهم سحاب ولا ضباب، ثبت في صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ أناسًا قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله : ((هل تضارّون في رؤية القمر ليلة البدر؟)) قالوا: لا يا رسول الله، قال: ((هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟)) قالوا: لا، قال: ((فإنكم ترونه كذلك)) الحديث، وفي الصحيحين أيضًا من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناسًا في زمن رسول الله قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال رسول الله : ((وهل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوًا ليس دونها سحاب؟ وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوًا ليس فيها سحاب؟)) قالوا: لا يا رسول الله، قال: ((ما تضارون في رؤيته تبارك الله وتعالى يوم القيامة إلاّ كما تضارون في رؤية أحدهما)).

    عباد الله، إن من أسباب دخول الجنة ورؤية الرب جلّ وعلا الاجتهادَ في الأعمال الصالحة، ومن أعظم هذه الأعمال الاجتهاد والمحافظة على صلاة الفجر والعصر، وذلك بأدائها في وقتها بحضور قلب، فقد روى البخاري ومسلم من حديث جرير بن عبد الله البجلي قال: كنا جلوسًا مع النبي ، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال: ((إنكم سترون ربكم عيانًا كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته)) أي: لا ينضم بعضكم إلى بعض؛ لأن الشيء إذا كان دقيقًا وصغيرًا ينضم الراؤون ويري بعضهم بعضا، يقول الرسول الكريم: ((إنكم سترون ربكم عيانًا كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فافعلوا))، ثم قرأ قوله تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ [ق:39]. قال ابن القيم أبياتًا جميلة في معنى هذا الحديث:

    ولقد أتانـا فِي الصحيحين اللذيـ ـن هما أصح الكتب بعد قران

    أن العبـاد يرونـه سـبحـانـه رؤيـا العيان كما يرى القمران

    فإن استطعتم كل وقت فاحفظوا الـ ـبردين ما عشتم مدى الأزمان

    قال العلماء: "ووجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين مع ذكر رؤية الله أن الصلاة أفضل الطاعات، وقد ثبت لهاتين الصلاتين من الفضل على غيرهما ما ذكر من اجتماع الملائكة فيهما ورفع الأعمال وغير ذلك، فهما أفضل الصلوات، فناسب أن يجازى المحافظ عليهما بأفضل العطايا، وهو النظر إلى الله تعالى" اهـ.

    أيها المسلمون، لا شيء ألذّ للقلوب ولا أبهج للنفوس من رواية مثل هذه الأحاديث التي تحرّك شوق المسلم إلى شهود ذلك الجناب الأقدس التي تتضاءل وتصغر دونه أنواع المتع واللذات، اسمع ـ يا أخي الكريم ـ إلى هذا الحديث العظيم الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث صهيب الرومي رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله عز وجل: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟! ألم تدخلنا الجنة وتنجّنا من النار؟! قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم))، ثم تلا هذه الآية: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26]، فالحسنى هي الجنة، والزيادة هي النظر إلى وجه الله كما فسرها رسول الله .

    عباد الله، روى أبو موسى الأشعري عن رسول الله أنه قال: ((جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن)).

    أمة الإسلام، يجب علينا أن نؤمن بأن الله يراه المؤمنون في الجنة، يجب علينا أن نؤمن بهذا، وأن نؤمن بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع والبصير، نؤمن بهذه الأحاديث من غير أن نسأل عن الكيفية؛ لأن الكيفية من الغيب الذي امتدح الله المؤمنين بالإيمان به في أول مدح في القرآن، قال سبحانه: الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ الآيات [البقرة:1-3].

    وليعلم ـ يا عباد الله ـ أن الله يعطي أهل الجنة قوةً ليتحمّلوا بها رؤيته سبحانه؛ لأنهم في الدنيا لا يطيقون أن يتحمّلوا رؤيته سبحانه، فإذا كانت الجبال الرواسي القويّة لا تطيق ذلك فكيف بالإنسان الضعيف؟! قال سبحانه: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [الأعراف:143]، وجاء في الحديث الصحيح بأن الله جل جلاله حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.

    فسبحانك يا ربنا ما عظمناك حق تعظيمك، وسبحانك اللهم ربنا ما قدرناك حق قدرك، وسبحانك ربنا ما خشيناك حق خشيتك، وسبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك، ولكننا نسأله سبحانه وتعالى أن يعاملنا بعفوه، وأن يغفر لنا ذنوبنا وتقصيرنا، فإنه يحب العفو والمغفرة، وهو عفو غفور فاستغفروه.

    بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة.






    الخطبة الثانية


    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

    وبعد: أيها المسلمون، ومن أشدّ أنواع العذاب على أهل النار احتجاب الرب تبارك وتعالى عنهم وحرمانهم من النظر إلى وجهه الكريم، ولذا قال سبحانه في سورة المطففين: كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ [المطففين:15].

    إذا تجلّى الرب لعباده المؤمنين في الجنة نسوا كلّ ما هم فيه من ألوان النعيم من أجل ما ظفرت به أعينهم من اللذة الكبرى بالنظر إلى وجه الله عز وجل، فإذا ما احتجَب عنهم عادوا إلى ما كانوا فيه من ألوان السرور والنعيم، فلهم نعيمان في الجنة: نعيم عند رؤيته سبحانه، وهو أجلها وأشرفها، ونعيم عند احتجابه بما هم فيه من ظلال وفواكه وحور وولدان إلى آخره، فيا حبذا هذان النعيمان.

    أخي المسلم، لقد كان رسولنا يسأل ربه لذة النظر إلى وجهه الكريم، فقد روى الإمام أحمد من حديث أبي مجلز قال: صلى بنا عمارُ صلاةً فأوجز فيها، فأنكروا ذلك، فقال: ألم أتمّ الركوع والسجود؟! قالوا: بلى، قال: أما إني قد دعوت فيها بدعاء كان رسول الله يدعو به: ((اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الغنى والفقر، ولذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرةٍ ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداةً مهتدين)) وأخرجه ابن حبان والحاكم في صحيحيهما.

    فالشوق إلى لقاء الله عز وجل هو لذة الروح في هذه الدنيا للمؤمن، وفي يوم القيامة يلتذ بالنظر إلى وجه الله الكريم الذي هو حظ العين من دون الجوارح كلها، وليس في هذه الدنيا لدى أهل المعرفة بالله لذة تعدل لذة الشوق إلى لقاء الله، كما أنه ليس في الآخرة لذة تعدل لذة النظر إلى وجهه سبحانه.

    قال ابن القيم قدس الله روحه:

    والله لولا رؤية الرحمن فِي الـ ـجنات ما طابت لذي العرفان

    أعلى النعيم نعيم رؤية وجهه وخطـابه فِي جنـة الحيـوان

    وأشد شيء في العذاب حجابه سبحـانه عن ساكنِي النيران

    وإذا رآه المؤمنون نسوا الذي هم فيـه ممـا نالت العينـان

    فإذا توارى عنهم عادوا إلَى لذاتهم مـن سـائر الألـوان

    فلهم نعيم عند رؤيته سوى هـذا النعيـم فحبذا الأمران

    أوَما سمعت سؤال أعرف خلقه بِجلالـه المبعـوث بالقـرآن

    شوقًا إليـه ولذة النظر الذي بجلال وجه الرب ذي السلطان

    الشوق لذة روحه في هذه الـ ـدنيـا ويوم قيـامة الأبدان

    تلتذ بالنظر الذي فازت بـه دون الجوارح هـذه العينـان

    والله ما في هذه الدنيا ألذّ من اشتيـاق العبـد للـرحمـن

    عباد الله، صلوا وسلموا على أفضل خلق الله محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.


    [/frame]





    رد مع اقتباس  

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •