الملاحظات
صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234
النتائج 31 إلى 35 من 35

الموضوع: منـــبر الجـــمعه

  1. #31  
    جزاك الله الف خيرا

    مشكووور على الموضوع






    رد مع اقتباس  

  2. #32  
    ][][§¤°^°¤§][][ أحـــــــــــول الإنسان في هذه الدنيا][][§¤°^°¤§][][المقدمة:
    أن الحمد لله,نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلامضل له ومن يضلل فلاهادي له وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
    الخطبة الأولى
    أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أنكم ما خُلقتم عبثا، ولم تتركوا سُدى، خلقكم الله لعبادته، وأمركم بتوحيده وطاعته، وأوجدكم في هذه الدار، وأعطاكم الأعمار، وسخر لكم الليل والنهار، وأمدكم بنعمه، وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه؛ لتستعينوا بذلك على طاعة الله، وأرسل إليكم رسوله، وأنزل عليكم كتابه؛ ليبين لكم ما يجب وما يحرم، وما ينفع وما يضر، وما أنتم قادمون عليه من الأخطار والأهوال لتأخذوا حذركم وتستعدوا لما أمامكم. جعل هذه الدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء، وحذركم من الاغترار بهذه الدنيا والانشغال بها عن الآخرة؛ لأن الدنيا ممر والآخرة هي المقر، وإذا لم تسر ـ أيها العبد ـ إلى الله بالأعمال الصالحة وتطلب الوصول إلى جنته فإنه يسار بك وأنت لا تدري، وعما قريب تصل إلى نهايتك من هذه الدنيا وتقول: رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون: 10-11].
    ابن آدم، إنك في هذه الدنيا تتقلب بين أحوال ثلاثة:
    الحال الأول: نِعَم تتوالى من الله عليك تحتاج إلى شكر، والشكر مبني على أركان ثلاثة: الاعتراف بنعم الله باطنا، والتحدث بها ظاهرا، وتصريفها في طاعة موليها ومعطيها. فلا يتم الشكر إلا بهذه الأركان، ولا تستقر النعم إلا بالشكران.
    الحال الثاني: ما يجري على العبد في هذه الدنيا من محن وابتلاءات من الله يبتليه بها، فيحتاج إلى الصبر، والصبر ثلاثة أنواع: حبس النفس عن التسخط بالمقدور، وحبس اللسان عن الشكوى إلى الخلق، وحبس الأعضاء عن أفعال الجزع كلطم الخدود وشق الجيوب ونتف الشعر وأفعال الجاهلية. ومدار الصبر على هذه الأنواع الثلاثة، فمن وفاها فله أجر الصابرين، وقد قال الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: 10].
    والله سبحانه لا يبتلي العبد المؤمن ليهلكه، وإنما يبتليه ليمتحن صبره وعبوديته لله، فإذا صبر صارت المحنة منحة، واستحالت البلية في حقه عطية، وصار من عباد الله المخلصين الذين ليس لعدوهم سلطان عليهم، كما قال تعالى لإبليس: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ [الإسراء: 65]، وقال تعالى: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ [النحل: 99-100].
    الحال الثالث: ابتلاؤه بالهوى والنفس والشيطان، فالشيطان العدو الأكبر، وهو ذئب الإنسان وعدوه، وإنما يغتاله ويظفر به إذا غفل عن ذكر الله وطاعته واتبع هواه وشهوته، ولكن الله سبحانه فتح لعبده باب التوبة والرجوع إليه، فإذا تاب إلى الله توبة صحيحة تاب الله عليه وأخلصه من عدوه ورد كيده عنه، وإذا أراد الله بعبده خيرا فتح له باب التوبة والندم والانكسار والاستعانة بالله ودعائه والتقرب إليه بما أمكن من الحسنات، وأراه عيوب نفسه وسعة فضل الله عليه وإحسانه إليه ورحمته به. فرؤية عيوب النفس توجب الحياء من الله والذل بين يديه والخوف منه، ورؤية فضل الله توجب محبته والطمع بما عنده، فيكون بين الخوف والرجاء، ويكون من الذين يدعون ربهم خوفا وطمعا.
    عباد الله، إن الإنسان إذا طالع عيوب نفسه عرف قدرها واحتقرها، فلا يدخله عجب ولا كبر، وإذا نظر في فضل ربه عليه أحبه وعظمه. وأول مراتب تعظيم الله سبحانه تعظيم أوامره ونواهيه، وذلك بفعل ما أمر الله به من الطاعات وترك ما نهى عنه من المعاصي والسيئات. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "تعظيم الأمر والنهي لا يعارضا بترخص جاف، ولا بتشدد غالٍ، ولا يُحملا على علة توهن الانقياد".
    وقد وضح ابن القيم كلام شيخه هذا فقال: ومعنى كلامه أن أول مراتب تعظيم الله عز وجل تعظيم أمره ونهيه، وذلك لأن المؤمن يعرف ربه عز وجل برسالته التي أرسل بها رسوله إلى كافة الناس، ومقتضاها الانقياد لأمره ونهيه، وإنما يكون ذلك بتعظيم أمر الله عز وجل واتباعه وتعظيم نهيه واجتنابه، فيكون تعظيم المؤمن لأمر الله تعالى ونهيه دالا على تعظيمه لصاحب الأمر والنهي، ويكون بحسب هذا التعظيم من الأبرار المشهود لهم بالإيمان والتصديق وصحة العقيدة والبراءة من النفاق الأكبر.
    فإن الرجل قد يتعاطى فعل الأمر لنظر الخلق وطلب المنزلة والجاه عندهم، ويتقي المناهي خشية سقوطه من أعينهم وخشية العقوبات الدنيوية من الحدود التي رتبها الشارع على المناهي، فليس فعله وتركه صادرا عن تعظيم الأمر والنهي ولا تعظيم الآمر والناهي.
    فعلامة التعظيم للأوامر رعاية أوقاتها وحدودها والتفتيش على أركانها وواجباتها وكمالها والحرص على فعلها في أوقاتها والمسارعة إليها عند وجوبها والحزن والكآبة والأسف عند فوت حقّ من حقوقها كمن يحزن على فوت صلاة الجماعة ويعلم أنه لو تقبلت صلاته منفردا فإنه قد فاته سبعة وعشرون ضعفا، ولو أن رجلا يعاني البيع والشراء يفوته سبعة وعشرون دينارا لأكل يديه ندما وأسفا، فكيف وكل ضِعف مما تضاعف به صلاة الجماعة خير من ألف وألف ألف وما شاء الله تعالى؟! فإذا فوت العبد عليه هذا الربح وهو بارد القلب فارغ من هذه المصيبة غير مرتاع لها فهذا من عدم تعظيم أمر الله تعالى في قلبه، وكذلك إذا فاته أول الوقت الذي هو رضوان الله تعالى، أو فاته الصف الأول الذي يصلي الله وملائكته على ميامنه، ولو يعلم العبد فضيلته لجاهد عليه ولكانت قرعة. وكذلك الجمع الكثير الذي تضاعف الصلاة بكثرته وقلَّته، وكلما كثر الجمع كان أحب إلى الله عز وجل، وكلما بعدت الخطى إلى المسجد كانت خطوة تحطّ خطيئة وأخرى ترفع درجة.
    وكذلك فوت الخشوع في الصلاة وحضور القلب فيها بين يدي الرب تبارك وتعالى الذي هو روحها ولبها، فصلاة بلا خشوع ولا حضور قلب كبدن ميت لا روح فيه، أفلا يستحي العبد أن يهدي إلى مخلوق مثله عبدًا ميتا أو جارية ميتة؟! فما ظن هذا العبد أن تقع تلك الهدية ممن قصده بها من ملك أو أمير أو غيره؟! فهكذا سواء الصلاة الخالية من الخشوع والحضور وجمع الهمة على الله تعالى فيها، فهي بمنزلة هذا العبد أو الأمة الميتين اللّذَيْن يراد إهداء أحدهما إلى بعض الملوك، ولهذا لا يقبلها الله تعالى منه وإن أسقطت الفرض في أحكام الدنيا، فإنه ليس لعبد من صلاته إلا ما عقل منها، كما في السنن والمسند وغيره عن النبي أنه قال: ((إن العبد ليصلي الصلاة وما كتب له إلا نصفها إلا ثلثها إلا ربعها إلا خمسها)) حتى بلغ عشرها.
    ومحبطات الأعمال ومفسداتها أكثر من أن تحصر، وليس الشأن في العمل، إنما الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه، فالرياء وإن دقّ محبط للعمل، وكون العمل غير مقيّد باتباع السنة محبط له أيضا لقوله : ((من عمل عملا ليس عليها أمرنا فهو رد)) أي: مردود على صاحبه غير مقبول عند الله تعالى، والمنّ بالعمل على الله مفسد له، قال تعالى: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ [الحجرات:17]. والمن بالصدقة والمعروف والبر والإحسان مفسد لها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى [البقرة:264].
    وقد تحبط أعمال الإنسان وهو لا يشعر، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ [الحجرات: 2]. وحذر المؤمنين من حبوط أعمالهم بالجهر لرسول الله كما يجهر بعضهم لبعض وهم لا يشعرون بذلك، وليس ذلك بِرِدَّةٍ، بل معصية تحبط العمل وصاحبها لا يشعر بها.
    وقد يتساهل الإنسان بالشيء من المعاصي وهو خطير وإثمه كبير، كما قال تعالى: وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ [النور: 15]، وفي الحديث: ((إياكم ومحقرات الذنوب؛ فإن لها عند الله طالبًا))، وقال بعض الصحابة: (إنكم لتعملون أعمالا هي في أعينكم أدق من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله من الموبقات).
    عباد الله، ومن علامات تعظيم حرمات الله ومناهيه أن يكره المؤمن ما نهى الله عنه من المعاصي والمحرمات، وأن يكره العصاة، ويبتعد عنهم، ويبتعد عن الأسباب التي توقع في المعاصي، فيغض بصره عما حرم الله، ويصون سمعه عما لا يجوز الاستماع إليه من المعازف والمزامير والأغاني والغيبة والنميمة والكذب وقول الزور، ويصون لسانه عن ذلك، وأن يغضب إذا انتهكت محارم الله، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويقوم بالنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، وأن لا يتبع الرخص والتساهل في الدين، ولا يتشدد فيه إلى حد يخرجه عن الاعتدال والاستقامة؛ لأن من تتبع الرخص من غير حاجة إليها كان متساهلا، ومن تشدد في أمور الدين كان جافيا، ودين الله بين الغالي والجافي. وما أمر الله عز وجل بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما تقصير وتفريط، وإما إفراط وغلو، فإن الشيطان يأتي إلى العبد، فإن وجد فيه فتورا وتوانيا وترخصا ثبطه وأقعده وضربه بالكسل والتواني والفتور وفتح له باب التأويلات، حتى ربما يترك هذا العبد أوامر الله جملة، وإن وجد عنده رغبة في الخير وحبا في العمل وحرصا على الطاعة وخوفا من المعاصي أمره بالاجتهاد الزائد حتى يزهده في الاقتصار على الحد المشروع، فيحمله على الغلو والمجاوزة وتعدي الصراط المستقيم، كما يحمل الأول على القصور دون هذا الصراط ويحول بينه وبين الدخول فيه.
    فاتقوا الله عباد الله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر: 5-6].
    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.







    يتبع





    رد مع اقتباس  

  3. #33  
    الخطبة الثانية
    الحمد لله على نعمه الباطنة والظاهرة، جعل الدنيا مزرعة للآخرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد في الأولى والآخرة، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، المؤيد بالمعجزات الباهرة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه نجوم الهدى الزاهرة، وسلم تسليما كثيرا.
    أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وتأملوا في دنياكم وسرعة زوالها وتغير أحوالها، فإن ذلك يحملكم على عدم الاغترار بها، ويحفزكم على اغتنام أوقاتها قبل فواتها. يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "فإن ضعفت النفس عن ملاحظة قصَر الوقت وسرعة انقضائه فليتدبر قوله عز وجل: كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ [الأحقاف: 35]، وقوله عز وجل: قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [المؤمنون: 112-114]، وقوله عز وجل: يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْرًا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْمًا [طه: 102-104].
    وخطب النبي أصحابه يوما، فلما كانت الشمس على رؤوس الجبال وذلك عند الغروب قال: ((إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه)). فليتأمل العاقل الناصح لنفسه هذا الحديث، وليعلم أي شيء حصل له من هذا الوقت الذي بقي من الدنيا بأسرها؛ ليعلم أنه في غرور وأضغاث أحلام، وأنه قد باع سعادة الأبد والنعيم المقيم بحظّ بخس خسيس لا يساوي شيئا، ولو طلب الله تعالى الدار الآخرة لأعطاه ذلك الحظّ هنيئا موفورا وأكمل منه، كما في بعض الآثار: (ابن آدم، بع الدنيا بالآخرة تربحهما جميعا، ولا تبع الآخرة بالدنيا تخسرهما جميعا)، وقال بعض السلف: "ابن آدم، أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج، فإن بدأت بنصيبك من الدنيا أضعت نصيبك من الآخرة وكنت من نصيب الدنيا على خطر، وإن بدأت بنصيبك من الآخرة مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمه انتظاما".
    فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن الدنيا محطة تنزلون فيها في سفركم إلى الآخرة؛ لتأخذوا منها الزاد لذلكم السفر، فتزودوا فإن خير الزاد التقوى.
    واعلموا أن خير الحديث كتاب الله.وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.



    منقــــــــــــــــــــول من الرياض للشيخ صالح بن فوزان الفوزان.
    والسلام خير ختام





    رد مع اقتباس  

  4. #34 أداء الأمانة ـ الاستعداد لما بعد الممات -الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 
    المشاركات
    1,085
    [frame="9 80"]بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا حملها الإنسان بما أعطاه الله من العقل وبما أرسل إليه من الرسل فمن الناس من قام بهذا على الوجه المطلوب منه ومن الناس من أضاعها فنزل إلى أسفل السافلين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين خلق فأتقن وشرع فأحكم وهو أحكم الحاكمين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي بلغ رسالة ربه وأدى أمانته على الوجه الأكمل وعبد ربه حتى أتاه اليقين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
    أما بعد

    فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وأدوا ما حملتموه من الأمانة فإن الله عز وجل يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) لا تخونوا أيها المسلمون أماناتكم بإفراط أو تفريط بزيادة أو نقص فإن الخيانة نقص في الإيمان وسبب للخسران والحرمان وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(لا إيمان لمن لا أمانة له ) وقال صلى الله عليه وسلم:(آية المنافق ثلاث آي علامة المنافق التي يتميز بها وخلقه الذي يتخلق به ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم) وقال صلى الله عليه وسلم:(إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان بن فلان ) يرفع له هذا اللواء فضيحة له بين الخلائق وخذياً وعاراً عليه أيها المسلمون المؤمنون بالله إن الأمانة في إن الأمانة تكون في العبادات وتكون في المعاملات فالأمانة في العبادات أن تقوم بطاعة الله مخلصاً له متبعاً لرسوله صلى الله عليه وسلم تمتثل أوامره وتجتنب نواهيه تخشى الله في السر والعلانية تخشاه حيث يراك الناس وحيث لا يرونك لا تكن من يخشى الله في العلانية ويعصيه في السر فإن هذا هو الرياء هو الرياء المحبط للأعمال ألم تعلم أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ألم تعلم أن الله أنكر على من هذه حاله بقوله: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا) أيها المسلم أيها المؤمن بالله ورسوله اتقي الله حيثما كنت اتقي الله و أعبده كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك أيها المؤمن بالله ورسوله صحح نيتك في قلبك أخلص العبادة لربك أخلص الأتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم إياك أن تراقب الناس في عباداتك فإن العبادات حق خاص لله عز وجل لا يجوز أن يشرك الإنسان فيه أحداً من خلق الله إن الخلق لا ينفعونك إلا حيث ينفعك الله ولن يضروك إلا حيث يريد الله أن يضروك فاتق الله أيها المؤمن لا تتعبد للعباد فإنهم لا ينفعوك ولن يضروك إلا بأذن الله عز وجل أما الأمانة في المعاملات فإن ضابطها وقاعدتها أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به خذ هذه القاعدة اعتمد عليها في معاملة الخلق عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به من النصح والبيان أحفظ حقوقهم المالية وغير المالية من كل ما استأمنوك عليه لفظاً أو عرفا إن الأمانة أيها المؤمنون لها مواضع متعددة تكون الأمانة بين الرجل وزوجته فيجب على كل من الزوجين أن يحفظ الآخر في ماله وسره فلا يحدث أحداً بذلك فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه) وتكون الأمانة بين الرجل ورفيقه يحدثه بحديث سر يعلم أنه لا يحب أن يطلع عليه أحد ثم يفشي سره ويحدث به الناس وفي الحديث إذا:(حدث الرجل رجل بحديث ثم ألتفت فإنه أمانة ) لأن التفاته دليل على أنه لا يحب أن يسمعه أحد وتكون الأمانة في البيع والشراء والإجارة والاستئجار والرهن والارتهان فلا يجوز للبائع أن يخون المشتري بنقص في الكيل أو الوزن أو زيادة الثمن أو كتمان العيب أو تدنيس في الصفة ولا يجوز للمشترى أن يخون البائع بنقص في الثمن أو إنكار أو مماطلة مع القدرة على الوفاء ولا يجوز للمؤجر أن يخون المستأجر بنقص شئ من مواصفات الأجرة أو غير ذلك ولا يجوز للمستأجر أن يخون المؤجر بنقص الأجرة أو إنكارها أو تصرف فيما استأجره على وجه يضر به من دار أو دكان أو آلة أو مركوب ويجب على الراهن والمرتهن أن يؤدي كل منهما الأمانة فلا يجوز للراهن أن يخون المرتهن بأن يبيع شيئاً من ما هو مرهون إلا بأذن من كان مرتهناً له وتكون الأمانة في الوكالات والولايات فيجب على الوكيل أن يتصرف بما هو أحسن للموكل ولا يجوز أن يخونه فيبيع السلعة من وكل في بيعها بأقل من قيمتها محاباة للمشتري أو يشتري السلعة الموكل في شرائها بأكثر من قيمتها محاباة للبائع وفي الولايات يجب على من كان والياً على شيء خاص أو عام أن يؤدي الأمانة فيه فالقاضي أمين والأمير أمين ورؤساء الدوائر ومديروها أمناء يجب عليهم أن يتصرفوا فيما يتعلق بولايتهم بالتي هي أحسن في الولاية وفيما ولوا عليه حسبما يستطيعون وأولياء اليتامى وناظر الأوقاف وأوصياء الوصايا كل هؤلاء أمناء يجب عليهم أن يقوموا بالأمانة بالتي هي أحسن فإن لم يفعلوا فإنهم مسئولون عن ذلك يوم القيامة وسيجعل لكل غادر لواء يحمله يوم القيامة أمام الناس ويقال هذه غدرة فلان بن فلان فاتقوا الله أيها المسلمون وفكروا في الأمانات التي بأيديكم فكروا فيما جعلتم وكلاء عليه أو أولياء أو نظراء فكروا في هذا كله وأدوا الأمانة حيث أمركم الله بذلك ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) ألا وإن من الأمانة بل هو من أعظم الأمانات ما يتصل بالثقافة والإرشاد والتعليم فعلى القائمين على ذلك من مخططي المناهج ومديري الأقسام والمشرفين عليها أن يراعوا الأمانة في ذلك باختيار المناهج الصالحة والمدرسين الصالحين المصلحين وتثقيف الطلبة علمياً وعمليا دين ودنيا عبادة وخلقا وعلى الذين يدرسون هذه المواد أن يتفطنون لما فيها من خلل أو مخالفة لأنها لا تخلوا من مخالفات قد تكون مخالفات شديدة جداً وقد تكون مخالفات دون ذلك وهم أمناء في هذا فعلى من رأى في كتاب المقرر شيئاً يخالف الدين الإسلامي أو العقيدة الإسلامية عليه أن يبين ذلك للمدير المباشر له وعلى المدير المباشر أن يرفع ذلك للجهات المسئولة حتى نكون أمة واحدة متعاونين على البر والتقوى أيها الأخوة إن في المقررات أشياء منكرة أشياء منكرة في العقيدة وأشياء منكرة في الخلق فعلينا علينا أن نبحث عن ذلك بحثاً عميقا بحيث نرفع الأمر إلى من يتولون ويستطيعون أن يغيروه ولكن ليس قولي هذا شاملاً لكل المقررات ولكن أغلب ما يكون في المواد الإنجليزية وفي الأدب وفي العلوم أيضا فإنه يحصل فيها أشياء مخالفة للعقيدة وأشياء هادمة للأخلاق نقرأ فيها أدب أمة لا تدين بالإسلام فعلينا أن نلاحظ هذا ملاحظة تامة وإن من الأمانة في ذلك حفظ الاختبار من التلاعب والتهاون حفظه في وضع الأسئلة بحيث تكون في مستوى الطلبة عقلياً وفكرياً وعلمياً لأنها إن كانت فوق مستواهم أضرت بهم وحطمتهم وأضاعت كل عامهم الدراسي وإن كانت الأسئلة دون مستواهم أضرت بمستوى الثقافة العامة في هذه البلاد وحفظ الاختبار وقت الإجابة وقت الإجابة على الأسئلة بحيث يكون المراقب فطناً حازما لا يدع فرصة للتلاعب ولا يحادد من لقريب ولا لصديق لأن الطلاب هنا على درجة واحدة كلهم في ذمة المراقب وعهدته سواء وحفظ الاختبار وقت تصحيح الأجوبة بحيث يكون التصحيح دقيقاً لا يتجاوز فيه ما يسمح به النظام حتى لا يظلم أحد على حساب أحد ولا ينزل طالب إلا في منزلته التي يستحقها إننا إذا حافظنا على هذه الأمانة قمنا ببراءة ذمتنا ونزاهة مجتمعنا وقوة مستواه الثقافي ودرجته العلمية إن حفظ الامانة في الاختبار في مواضعه الثلاثة في وضع الأسئلة وفي المراقبة وفي التصحيح هو من مصلحة الأمة كلها ومن مصلحة العلم فهو من مصلحة القائمين على الاختبارات بأداء الواجب عليهم وإبراء ذممهم ومن مصلحة الطلبة حيث يحصلون على مستوى علمي رفيع ولا يكون حظهم من العلم بطاقة يحملونها أو لقباً لا يستحقون معناه وهو من مصلحة العلم حيث يقوى ويزداد حقيقة ولا يهمنا عند ضبط الاختبار أن يكون الناجحون قليلاً لأن العبرة بالكيفية لا بالكمية وإذا كانوا قليل في عام كانوا كثيراً في العام الذي يليه حيث يعتادون على الجد ويستعدون له أيها المسلمون أيها المؤمنون بالله ورسوله احرصوا على أداء الأمانة وأسالوا الله الثبات على ذلك اللهم إنا نسألك أن ترزقنا القيام بأداء الأمانة على الوجه الذي يرضيك عنا اللهم إنا نعوذ بك من إضاعتها ومن التساهل فيها انك جواد كريم اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .الحمد لله كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما بدأ الفجر وأنور وسلم تسليماً كثيرا
    أما بعد

    أيها الناس فإنكم تشاهدون التلاميذ في هذه الأيام حريصين على أداء الاختبار على الوجه الذي ينجحون فيه وهم لا يلامون على هذا لأن هذا من طبيعة البشر كل إنسان يحب أن يتقدم فيما ينفعه وهذا أمر مجبون عليه الناس ولكننا نذكر التلاميذ ونذكركم أيضا بالاستعداد للاختبار العظيم الذي تختبرون به بعد موتكم أيها المسلمون إن الإنسان إذا وضع في قبره وتولوا عنه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيجلسانه فيسألنه عن ربه ودينه ونبيه فأما المؤمن وأسال الله إن يجعلني منهم أما المؤمن فإنه يقول ربي الله ونبي محمد وديني الإسلام اللهم ثبتنا على ذلك يا رب العالمين وأما المنافق فيقول والعياذ بالله يقول هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته فيضرب بمرزبة وهي شئ يشبه المطرقة بمرزبة من حديد لو اجتمع عليها أهل منى ما اقلوها يضرب بها ضربة فيصيح صيحة يسمعها كل شئ إلا الإنس والجن أيها المسلمون استعدوا لهذا الاختبار واستعدوا للاختبار الآخر الذي يكون يوم القيامة:(وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) استعدوا لهذا الاختبار الثاني الذي يكون يوم القيامة في اليوم الموعود في اليوم الذي يكون فيه الشاهد والمشهود اللهم إنا نسألك أن ترزقنا الاستعداد لهذا ولهذا وأن توفقنا لما فيه صلاحنا وفلاحنا في ديننا ودنيانا أيها المسلمون إن الاستعداد لهذا الاختبار العظيم في القبر وفي يوم القيامة يكون بأداء الأمانة التي أوجب الله علينا بأن نقوم بطاعة ربنا وأن نقوم بما يجب علينا من حقوق عباد الله حتى نلقى الله عز وجل ونحن على أحسن ما يكون إذا فعلنا ما يرضي ربنا(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) أيها المسلمون إن الإنسان إذا قام بدين الله على ما يرضي الله عز وجل فإنه يحيا حياة طيبة لا حياة أطيب منها ولهذا قال بعض السلف لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف لأن ما هم فيه انشراح صدر وطمأنينة قلب ونور في القلب ونور في الوجه وبصيرة في العلم:(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) أيها المسلمون أيها المؤمنون بالله ورسوله أقيموا شعائر الله وقوموا بما أوجب الله عليكم حتى تفلحوا وتسعدوا في الدنيا والآخرة )مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) أيها المؤمنون لقد تأخرت الأمطار عنكم في هذا العام وما ذلك إلا بسبب الذنوب لأن الله تعالى لا يؤاخذ الناس إلا بسبب ذنوبهم كما قال الله عز وجل: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وقال تعالى:(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) وقال الله تعالى مخاطباً خير القرون في هذه الأمة:(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) إن انحباس المطر عنا إلى هذه المدة إنما هو بسبب الذنوب المعاصي فنستغفر الله ونتوب إليه أيها المسلمون أكثروا من الاستغفار والرجوع إلى الله فإن نوحاً قال لقومه:(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) (يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً) (وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) وأكثروا من سؤال الله تعالى أن يغيثكم أكثروا من ذلك في صلواتكم وفي خلواتكم وفي كل مناسبة ولكن بلغني أن بعض الناس يقنتوا في الفجر ليستغيث وهذا من البدعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقنت ليستغيث ولكنه يستغيث بصلاة الاستسقاء المعروفة ربما يستغيث في خطبة الجمعة على المنبر وربما يستغيث في أماكن أخرى لكننا لا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت ليستغيث في أي صلاة لكن لو فرض أن الإنسان قنت قنوتاً مشروعاً في محله وجعل من ضمن دعاءه أن يستغيث الله عز وجل بنزول المطر فإن هذا لا بأس به لأنه يثبت للتابع ما يثبت للمتبوع بخلاف الشيء الذي يفعله الإنسان استغلالا فإنه يحتاج إلى سنة بينة أيها المؤمنون أكثروا من الدعاء أكثروا من دعاء الله أن يغيث قلوبكم ويغيث بلادكم وأني سأدعو الله عز وجل الآن وأسال الله أن يتقبل اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا غيثاً مغيثا هنيئاً مريئا غدقاً مجللا اللهم اسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين اللهم اسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين اللهم اسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين اللهم أنت الغني ونحن الفقراء اللهم أنت الغني ونحن الفقراء اللهم أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث وأجعله غيثاً مباركاً مغيثاً يا رب العالمين اللهم لا تمنعنا فضلك بسوء أفعالنا فأنت أهل العفو و المغفرة ونحن أهل الإساءة والعصيان اللهم فأعفوا عنا وأغفر لنا وارحمنا ولا تؤاخذنا بما فعلنا يا جواد يا كريم يا حي يا قيوم يا منان يا بديع السماوات والأرض اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. [/frame]





    رد مع اقتباس  

  5. #35  
    المشاركات
    247
    [align=center]جزاك الله كل خير
    و

    بارك الله فيك[/align]





    رد مع اقتباس  

صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •