الجسمي, الصحافة, بين, هدوء
لم يبدو غريباً أن تعتكف الفنّانة إليسا العائدة من لندن بجائزة ال"World music award" للسنة الثانية على التوالي، عن إجراء مؤتمر صحفي، فذكرى المؤتمر الذي أجرته قبل عام حين حازت على نفس الجائزة للمرّة الأولى ما تزال حاضرة في ذاكرتها، إذ تحوّل المؤتمر الذي أقيم آنذاك في فندق "موفمبيك" إلى ما يشبه المحاكمة لإليسا، ليواجهها بعض الصحافيين بقائمة اتهامات تبدأ من اتهامها بشراء الجائزة، إلى مناقشتها بأحقيّة حصولها عليها، ولا ندري ما هي المعايير التي يجب توفّرها في جائزة مدفوعة الثمن غير مبلغ مالي ضخم، في عصر فيه الكثير من المال والقليل من الفن. إليسا التي لم تتمكّن من إخفاء ضيقها من هجوم الصّحافيين عليها، توجّهت إليهم بعتاب مر نابع من القلب أضاع عليها فرحة فوزها.
هذا العام تجنّبت إليسا مواجهة من هذا القبيل، إلى أن جاء الفنّان حسين الجسمي ليثير ضجّة إعلاميّة بتصريحه أنّ الجائزة عرضت عليه قبل إليسا، وأنّه رفض شراءها، لتصبح جائزة إليسا حديث الصّحافة، في حين التزمت هي الصمت.
قبل عامين، قامت إحدى الفنّانات الشهيرات جداً بالسفر للقاء القيمين على جائزة "World music award"، وتفاوضت معهم على شراء الجائزة مقابل مبلغ مالي كبير، لم يكن ليرهق ميزانيّة الفنّانة التي جمعت ثروة طائلة خلال فترة قياسيّة، وعندما عادت إلى بيروت، فوجىء مدير أعمالها بخطاب شديد اللهجة من لجنة المهرجان، تتّهمه وفنّانته بالكذب والخداع، بعد أن قامت اللجنة بإحصاءات تبيّن على إثرها أنّّ الفنّانة التي تملأ صورها المثيرة المجلاّت الصفراء، تحقق ألبوماتها مبيعاً لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
فاللجنة وإن كانت تعتمد أسلوب بيع الجوائز أحياناً، إلا أنّها تختار نجومها بعد إجراء إحصاءات مستندة إلى أرقام المبيعات حفاظاً على مصداقيّتها، وإلا لكان باستطاعة كل أنصاف الفنّانين الذين جمعوا المال بطرق غير شرعيّة الحصول سنوياً على الجائزة وبمزاد علني أيضاً.
وسواء اشترت إليسا الجائزة كما يشاع أو لم تشترها، فإنّ الأرقام الصادرة عن شركة "روتانا"، تثبت أنّها الفنّانة الأكثر مبيعاً في الشركة، حيث لا يزال ألبومها "بستناك" يحتل المرتبة الأولى في مصر، على الرغم من مرور ما يقارب السّنة على إطلاقه. ونحن على يقين أنّه لو حصل حسين الجسمي على الجائزة، لقام البعض بالتشكيك أيضاً بمصداقيّة الجائزة، واتّهمه بشرائها، في حين يتسلّم النّجوم العالميون جوائزهم وسط تصفيق حار من جمهورهم، وتشجيع من صحافتهم، التي تكتفي بسرد وقائع المهرجان فحسب.
إليسا التي آثرت الصمت وعدم التعليق تدرك تماماً أنّها نجمة مع أو من دون جائزة، خصوصاً بعد تفرّدها في لونها الرومانسي الذي جاء ليطغى على صخب الساحة الفنيّة، ويؤكّد أنّها نجمة من طراز خاص.
Ygdsh fdk i[,l hgwphtm ,psdk hg[sld