أمريكا, الموت من الداخل, صدمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على طريقة أفلام الأكشن الهوليودية الشهيرة، تواجه أمريكا صدمة جديدة تتمثل في حادث إطلاق للنار بداخل جامعة فرجينيا الذي وقع صباح يوم السادس عشر من أبريل.
الصدمة تأتي لأن هذا الحادث يعد الأكبر في تاريخ الجامعات الأمريكية، إذ تسبب في مقتل 32 طالبا وإصابة ما يقرب من 28 آخرين، في حين أن أكثر الحوادث المشابهة عنفا كانت عندما أطلق أحدهم النار على الطلاب في جامعة تكساس عام 1966 متسببا في مقتل 15 طالبا.
ولا تنفرد الجامعات الأمريكية بمثل هذه الحوادث التي في سبيلها لأن تتخذ شكل الظاهرة، بل إن الأمر تكرر أيضا في عدة مدارس، ويعد أشهر هذه الحوادث وأكثرها حصدا للضحايا- فيما يتعلق بالمرحلة قبل الجامعية- ذلك الذي وقع في مدرسة كولومبيا الثانوية بـ"كولورادو" عام 1999 عندما أطلق طالبان الرصاص على زملائهم فقتلوا 13 منهم قبل أن ينتحروا في نهاية الأمر.
وفي الوقت الذي لم تتكشف فيه كل الأسباب والدوافع وراء حادث جامعة فيرجينيا الأخير، كما أن الأنباء لاتزال متضاربة حول الطريقة التي قُتل بها منفذ الهجوم "هناك من يقول بأنه هو الذي أطلق النار على نفسه في حين تقول بعض مصادر الشرطة أنها هي التي قتلته"، فإن الحادث ينكئ جرحا لم يلتئم بالأساس لدى الأمريكان.
فإذا كانت أمريكا قد حصنت نفسها منذ حادث 11 سبتمبر عام 2001 ضد أي هجوم إرهابي مدعوم من جهات خارجية مثل القاعدة أو غيرها، فإن "الموت من الداخل" لايزال خطرا قائما بالفعل، خاصة في مثل حوادث القتل الجماعي هذه التي تحدث في المدارس والجامعات، وهي المؤسسات التي يفترض فيها بالأساس أن تكون مؤمنة بشكل كاف وكبير لكن من يستطيع السيطرة على الرصاص الذي يأتي من اللامكان؟
وفي كل مرة تتكرر فيها مثل هذه الحوادث يثار الجدل من جديد حول حرية اقتناء السلاح، فالقوانين الأمريكية تتيح لأي مواطن في الولايات المتحدة أن يحمل سلاحا دون أي شروط بل إن إجراءات إنشاء وتأسيس متجر لبيع السلاح هناك لا تزيد تكلفتها عن 30 دولارا فقط.
وهناك من يٌرجع ظاهرة حمل السلاح في أمريكا إلى جذور تاريخية تتعلق بالفترة التي تلت استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا في القرن الثامن عشر "1776"، إذ كانت البلاد تعيش أجواء غير مستقرة أو آمنة فكان السلاح الشخصي بديلا لتحقيق الأمن للمواطنين، وهو السلوك الذي توارثته الأجيال فيما بعد ويتعاظم بشكل واضح في الأحياء والمناطق التي تضم تجمعات - مثل تجمعات السود- الذين يشعرون دوما بعدم الأمان.
والأرقام توضح المشكلة خصوصا فيما يتعلق بطلاب المدارس الذين يذهب 135 ألفا منهم إلى مدرسته كل صباح وهو يحمل مسدسا بجوار حقيبته، في حين يتراوح عدد الأمريكيين الذين يمتلكون سلاحا ما بين 75 إلى 85 مليون شخص وهي نسبة تقترب من ثلث عدد سكان البلاد الذين وصلوا في أكتوبر من العام الماضي إلى 300 مليون نسمة.
ويعتقد كثيرون بأن أكثر الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى زيادة العنف في الداخل الأمريكي وخصوصا في المدارس والجامعات، الترويج لثقافة العنف بشكل واضح في المجتمع الأمريكي وخصوصا في الأفلام وألعاب الكمبيوتر التي تحظى بشعبية كبيرة بين معظم الطلاب والشباب الأمريكي.
منقول من جريدة الجمهورية المصرية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
w]lm "hgl,j lk hg]hog" td Hlvd;h!