الرضا ع
قال تعالى : و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة لعلكم تشكرون .
عندما يبلغ الحمل نهايته تفرز غدد الأنثى افرازات كثيرة متعددة الأغراض ، فمنها ما يساعد على انقباضات الرحم و تقلصاته ، ومنها ما يسهل عملية انزلاق الجنين ، ومنها ما يعمل على مساعدة المولود في أن يكون نزوله بالوضع الطبيعي . و باعتبار أن الثدي غدة كذلك ، فهو يفرز في نهاية الحمل و بدء الوضع ، سائلاً أبيض مائلاً إلى الأصفر . ومن عجيب صنع الله أن هذا السائل عبارة عن مواد كمياوية ذائبة تقي الطفل من عدوى الأمراض .
و في اليوم التالي للميلاد يبدأ اللبن في التكّون . ومن تدبير المدبر الأعظم أن يزداد مقدار اللبن الذي يفرزه الثدي يوماً بعد يوم ، حتى يصل إلى حوالي لترين و نصف لتر في اليوم بعد سنة ، بينما لا تزيد كميته في الأيام الأولى على بضع أوقيات ، و لا يقف الإعجاز عند كمية اللبن التي تزيد على حسب زيادة الطفل ، بل أن تراكيب اللبن كذلك تتغير نسب مكوناته و تتركز مواده ، فهو يكاد يكون ماء به القليل من النشويات و السكريات في أول الأمر ، ثم تتركز مكوناته فزيد نسبته السكرية و الدهنية فترة بعد أخرى ، بل يوماً بعد يوم بما يوافق أنسجة و أجهزة الطفل المستمر النمو ، و عملية استخلاص اللبن في الثدي عملية عجيبة ، تثبت وجود الخالق وتدلل على قدرته .
جهاز الرضا ع
الثدي أوعية شبكية كبيرة العدد ، دقيقة الحجم ، تتميز عن غيرها من الأوعية الدموية بكثرة مرور الدم فيها كثرة ملحوظة . هذه الأوعية تحيط بفجوات متسعة مبطنة بالخلايا ، صانعة اللبن ، الذي تستخلصه من الدم المار بالأوعية . و يخرج اللبن من هذه الفجوات إلى مستودعات يبلغ عددها خمسة عشر أو عشرين ، مكانها تحت دائرة حلمة الثدي ، و تضيق قنوات هذه المستودعات كلما قربت من سطح الحلمة حتى تصبح فتحات ضيقة بهذا العدد ، توزع اللبن بها توزيعاً عادلاً ، و يكون بذلك في حالة ميسرة لرضاعة الطفل .
و كما أسلفنا يأخذ الرضيع حاجاته من اللبن الذي يتغير من وقت إلى آخر ، و كلما زاد تراكيز مكوناته ، كلما سبب ذلك نمو الأسنان التي تظهر لتهيئة الطفل لأن يتناول الطعام . و الأسنان نفسها تعتبر آية من آيات وجود الله ، فهي تختلف من قواطع في وسط الفم و قرب فتحته لقطع الطعام ، إلى أنياب بجانبها للمعونة في تمزيقه ، ثم أضراس صغيرة فكية على كل جانب لهرس و طحن الطعام .
و قد حاول العلماء جاهدي عند محاولة صنع الأسنان الصناعية أن يستنبطوا نظاماً آخر أو يغيروا من وضع الأسنان ، فاعترفوا بقدرة الخالق ، عندما قرروا أن أبدع و أكمل نظام يمكن للأسنان أن تكون عليه هو النظام الطبيعي ، فلذلك صنعوا أطقم الأسنان على نسق الأسنان الطبيعية : شكلهاً و موضعهاً و ترتيبهاً .


 LinkBack URL
 LinkBack URL About LinkBacks
 About LinkBacks 
 
 
  آيات الله في جسم الإنسان   (الجزء الأول تابعوا الأجزاء ) –
 آيات الله في جسم الإنسان   (الجزء الأول تابعوا الأجزاء ) –
                
             
 

 
 



