الموضوع: الغايه

العاده

قصه جميله جدا
ياريت بعد ما تقراوها تعطونى ردكم

جلس المعلم فتحي علي مقعده المعتاد في القهوة
خمس وعشرون عاماً يأتي لنفس المقهى في نفس الوقت ليجلس في نفس المقعد
حتى صار هذا الكرسي معروفاً باسمه
لقد آثر الرجل الرتابة في حياته بشكل رهيب
لم يكن يتدخل في أي شيء يحدث في المقهى فقط يراقب في صمت ولا يتكلمكان هذا حاله الذي لا يغيره
حتى عندما كان أحدهم يغمز عليه بالكلام لم يكن ينهض أو يثأر لكرامته
حتى عندما قال أحدهم ذات مره قاصداً إياه: "وناس قاعدة لا بتهش ولا بتنش
سمع الرجل العبارة وابتلعها في صمت
ولم يكن أحد يفهم هذا الصمت حتى رد الإهانة لا يكترث بأن يقوله
حتى إن البعض ظن أنه يستعذب الإهانة
المهم
في ذلك اليوم جلس المعلم فتحي في مقعده المعتاد يبرم شاربه الكث وينظر إلي القهوة بصمته المعتاد ولكنه كان ينظر إلي اثنين يجلسان بجواره وقد احتد بينهما حوار بدا للمعلم فتحي "علي قد فهمه يعني" أنه في السياسة
في الحقيقة كان الرجل لا يفقه كثيراً مما قاله الرجلان ويقولانهولكن الحوار أخذ مثاراً شديد اللهجة وبدأت أصواتهما ترتفعا
فجأة هب أحد الرجلين قائلاً للآخر
ما كانش لازم أقعد معاك ولا أتكلم معاك أصلاً وانا عارفك امبريالى حقير
صرخ الرجل
انا ؟انا يا ليبرالي يا متعفن
هنا تحرك المعلم فتحي
تقريباً لأول مرة من 25 عاما ً - هذا إذا استثنينا ذهابه ليقضي حاجته في دورة مياه القهوة - وقال للرجلين محاولاً تخفيف وطأة الشجار
بالراحة يا أفندية انتوا حتشتموا بعض باللاوندي كمان
كان هذا بالنسبة للرجل المسكين لاوندي ويبدو أنها لغة ليست شائعة.ولكن الرجل الثاني هوي علي الأول بصفعة قوية أرتج لها المقهى كما يقولون وهو يقول
سيبك منه يا حاج هما الليبرالين دول كده فنجرية بق
ثارت كرامة الرجل وهوي علي الثاني بلكمة قائلاً
-
أنا أنا يا ماوي يا عدو الحريات يا عميل
وانهمك الرجلان في شجار عنيف والمعلم فتحي يحاول عبثاً أن يحول بينهما وبالطبع ناله حظ وافر من اللكمات والركلات ولكنه أخذها بصدر رحب حتى أستطاع من في القهوة أن يفصلوا بينهما
أخذ جماعة الأول وخرجوا به عن القهوة وهم يهدؤونه واخذت مجموعة أخري الثاني في اتجاه أخر لوح الأول من بعيد بقبضته للثاني قائلا
الأيام بينا يا
لم يكمل عبارته فقد أسكته الناس
نفض المعلم فتحي ملابسه التي تمزق منها أكثر من جزء وجلس يفكر فيما حدث
تري أيهما كان علي حق ؟
لم يكن يستطيع أن يحكمفهو في الحقيقة لا يعرف شيئاً عن هذه "الامبرارية " أدرك المعلم أن الوقت قد حان لينصرف فوقف ليخرج الحساب و
المحفظة .يا ولاد الكلب
تمت بحمد الله

---

hgyhdi