لعبة, تساوم, تغتال, «المهرجان», «عبير»
[align=left][/align]
[align=center]الشرطة تستدعي مسؤول الملاهي للتحقيق والمدني يتوعد المتورط
لعبة «المهرجان» تغتال «عبير» وادارته تساوم والدها للتنازل
ماجد المفضلي (مكة المكرمة)تصوير: حسن القربي
لم يكن المواطن تركي الحارثي والذي اصطحب اسرته المكونة من زوجته واطفاله الأربعة في رحلة ترفيهية الى «مهرجان مكة خير» ان رحلته الترويحية ستتحول الى مأساة وان الفرحة التي كانت تطوق الجميع ستحيلها تلك الأمسية ترحا يخيم بأحزانه على افراد الاسرة بعد أن خطف منهم تلك الابتسامة المشرقة لابنتهم عبير والتي كانت تضيء الدار فرحا يشع في أرجائها لون الحبور. كما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن تسبب الاهمال والتفريط في اشتراطات السلامة في صعق كهربائي للطفلة البريئة نقلت على اثره للمستشفى حيث بقيت في العناية المركزة تعاني من الغيبوبة على مدى 10 ايام فارقت بعدها الحياة.لكن والدها المكلوم تعهد بمتابعة القضية وتصعيدها. وقال ان ثمة مساومات له للتنازل عن القضية مع عرض بتقديم كل ما يحتاجه من خدمات لكنه وضع شرطا مستحيلا لمساوميه يستحيل تحقيقه.
كيف حدثت المأساة
اصطحب المواطن تركي الحارثي زوجته واطفاله الاربعة (عبير ومرام وحسين واحمد) مساء الجمعة قبل الماضي الى «مهرجان مكة خير 28» وهناك أبدت وأشقاؤها رغبتهم في اللعب بالملاهي فسارع والدهم لشراء التذاكر وأثناء انتظار الاطفال لدورهم في الاستمتاع بالملاهي سمع الحارثي صرخة مدوية اطلقتها عبير فهرع الى موقعها فوجدها ملقاة على الارض دون حراك فأدرك أنها صعقت كهربائيا من السياج الحديدي لاحدى الالعاب عندها حرص على ابعاد اخوتها من المكان حتى لا يتعرضوا لصعق مماثل فيما تولت فرقة من الهلال الأحمر كانت متواجدة بالموقع تقديم الاسعافات الأولية ومن ثم نقلها الى مستشفى النور التخصصي وهي في حالة غيبوبة كاملة وفور وصولها الى المستشفى تولى الفريق الطبي رعايتها وأدخلت الى العناية الفائقة ولم تفق من غيبوبتها حتى توفيت دماغيا مساء الجمعة الماضي.
من المسؤول عن الجريمة؟
والد عبير أكد انه تقدم بشكوى لامارة منطقة مكة المكرمة للتحقيق في ملابسات الواقعة وكشف المسؤول عن وفاة ابنته مبديا استغرابه من ادارة مستشفى النور لعدم قيامها بابلاغ الجهات الأمنية عن حالة عبير حيث فوجئت كما يقول بعد مراجعة الشرطة لتقديم الشكوى عدم علمهم بالحادثة وان الجهات الأمنية لم تبلغ الا بعد مرور 48 ساعة من وقوعها.
مساومات للتنازل عن القضية
وقال الحارثي: ان ادارة المهرجان ساومتني على ابنتي حيث تلقيت اتصالات هاتفية يحاولون من خلالها اقناعي بالعدول عن تقديم الشكوى مؤكدين بأنهم سيتولون تقديم كل ما احتاجه من خدمات لكنني وضعت امامهم شرطا مستحيلا فإذا تمكنوا من تحقيقه فسأتنازل عن القضية وهو ان يعيدوا لي عبير وهذا ما لم ولن يتمكنوا من تحقيقه. وطالب الحارثي بمساءلة الجهة المسؤولة عن اعادة تشغيل ملاهي الألعاب بعد الحادثة بالرغم من ان القضية لازالت منظورة لدى الشرطة مستغربا غياب أمانة العاصمة عن متابعة المهرجان الذي يعمل بمولدات كهربائية خاصة.
ووصف والد عبير حالة اسرته بعد فقدها بالمحزن وقال انه اضطر الى حرق كل ما تبقى من ذكريات عبير لتخفيف الصدمة على اخوتها ووالدتها.
وكانت شرطة العاصمة المقدسة شكلت لجنة ممثلة من قسم شرطة الكعكية ومندوبين من شركة الكهرباء الذين طلب منهم اصدار تقرير مفصل عن الحالة التي ظهرت عليها التمديدات الكهربائية بالموقع ورفعه الى الشرطة.
هنا تحول مسار القضية بعدما زودت الشركة الشرطة بتقرير حملت فيه المسؤولية لادارة المهرجان التي لم تضع التمديدات الكهربائية بصورة صحيحة حيث أكد التقرير انه من خلال معاينة موقع الالعاب في مهرجان مكة تبين ان هناك تمديدات مكشوفة وضعت بشكل عشوائي وتشكل خطورة على مرتادي الملاهي وبين التقرير بأن ادارة المهرجان قامت بوضع صبة اسمنتية حديثة على التمديدات (بعد وقوع حادثة الطفلة عبير) والممتدة من مصدر التيار الكهربائي وحتى الالعاب.وأوضح التقرير بأن التيار الكهربائي وارد من موتور خاص وليس من التمديدات الكهربائية للشركة.
قرار الاغلاق جاء متأخرا
بعد تعرض «عبير» للصعق الكهربائي بألعاب المهرجان أصدرت ادارة الدفاع المدني قرارا باغلاق ملاهي الالعاب لعدم تجاوب ادارة المهرجان وفقا للقرار بتأمين اشتراطات السلامة المطلوبة وجاء قرار الاغلاق مستندا على ملاحظات رصدت من قبل فرق السلامة الميدانية بالدفاع المدني المشرفة على المهرجان. وابلغت ادارة المهرجان بضرورة توفيرها الا أن ادارة المهرجان لم تقم بتوفير الاشتراطات المطلوبة واستمر الاغلاق لثلاثة ايام بعدها أعيد فتح الملاهي مجددا الأمر الذي أثار استياء اسرة عبير والمتابعين لقضيتها والذين أعربوا عن استيائهم لكون قرار اغلاق الملاهي من قبل الدفاع المدني جاء بعد تعرض ابنتهم للصعق الكهربائي مؤكدين بأنه كان يفترض ان يتابع المدني الاشتراطات قبل وقوع الحادثة وقبل اعطاء المهرجان رخصة العمل.
المدني يتقصى الحقائق
العقيد جميل أربعيني مدير ادارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة وعد بتقصي الحقائق من خلال اللجان التي شكلت للنظر في قضية عبير مؤكدا ان المتورط سينال عقابه وأن كل ذي حق سيأخذ حقه حسب اللوائح والأنظمة.
وقال بأنه ليس هناك محاباة مع أحد في اشتراطات السلامة موضحا بأن ادارة المهرجان لم تمنح الرخصة للعمل الا بعد أن استكملت كافة الاشتراطات وان فرق السلامة الميدانية تتابع المهرجان بشكل يومي حيث تتجدد الاشتراطات اثناء عملية التشغيل في كل المواقع حيث رصدت عددا من الاشتراطات لم يتم توفيرها ومن ثم تم اغلاق الملاهي فورا واضاف اذا كانت هناك محاباة لادارة المهرجان لما اوقفنا العمل بها لثلاثة ايام ولما قمنا بفصل التيار الكهربائي حتى تمكنت من استكمال اجراءات السلامة من خلال تقارير لجان فنية متخصصة بالالعاب وتم التأكد من سلامتها ومن ثم تم السماح بتشغيل الملاهي.
وأشار الى ان قرار الاغلاق وفصل التيار جاء لوجود بعض الملاحظات واشعرنا ادارة المهرجان وطلبنا منهم تجاوز هذه الملاحظات الا انها لم تتجاوب لمطالبنا فاضطررنا اسفين لاغلاق الملاهي وقطع التيار حفاظا على سلامة مرتاديها.
وأردف ان متابعتنا لاشتراطات السلامة بالمهرجان كانت قبل وقوع حادثة الطفلة عبير وتم السماح باعادة تشغيل الملاهي بعد ان قامت ادارة المهرجان باستكمال اشتراطات السلامة من خلال تغطية التمديدات الكهربائية حسب الاشتراطات الفنية.
الرائد عبدالمحسن الميمان الناطق الاعلامي بشرطة العاصمة المقدسة أكد لـ «عكاظ» بأن الشرطة باشرت التحقيق في القضية منذ تلقيها شكوى والد عبير حيث تمت معاينة الموقع مع مندوبين من شركة الكهرباء التي طلب منها اعداد تقرير مفصل عن وضع التمديدات الكهربائية كما تم التحقيق مع كافة اطراف القضية واستكمل الملف الذي تمت احالته الى الدفاع المدني .
مشيرا الى ان شركة الكهرباء أصدرت تقريرها وبينت فيه بأنه توجد تمديدات مكشوفة وضعت بشكل عشوائي وعلى اثر ذلك تم استدعاء المسؤول عن الالعاب وقسم الملاهي بالمهرجان للتحقيق معه وفق ما ورد في التقرير حيث ان الطفلة عبير تعرضت لحادثة الصعق الكهربائي داخل الملاهي.
المستشفى يؤكد ابلاغه الشرطة
وخلافا لما ذكره والد عبير عن ان مستشفى النور التخصصي لم يبلغ الجهات الامنية عن استقبال حالة الطفلة عبير نفى مدير مستشفى النور التخصصي الدكتور حاتم العمري ذلك جملة وتفصيلا وقال انه تم ابلاغ الشرطة فور وصول الحالة وعرض علينا صورة من البلاغ الذي طلبت فيه ادارة المستشفى من الشرطة حضور مندوبها للمستشفى بقسم علاقات المرضى لاستكمال الاجراءات النظامية وموافاتنا بمذكرة عدم الممانعة من خروج المريض اذا تحسنت حالته الصحية او تحديد كيفية خروجه من المستشفى وليكن ذلك خلال 24 ساعة لافتا الى ان ادارته قامت باتباع الاجراءات النظامية المعمول بها عند استقبال المستشفى لمثل هذه الحالات.
وأضاف ان حالة الطفلة كانت حرجة عند وصولها وانها توفيت نتيجة لهبوط حاد في الدورة الدموية مع توقف التنفس أثناء وجودها بالعناية المركزة مشيرا الى ان الصعقة الكهربائية التي تعرضت لها عبير أثرت على حركة الدوائر الكهربائية في الجسم مما تسبب في توقف نبضات القلب الأمر الذي تسبب في دخولها في غيبوبة وبقيت تحت الملاحظة المستمرة من قبل فريق طبي متخصص بالعناية المركزة بقسم الاطفال يخضع لاشراف من قبل مدير الخدمات الطبية وتحت متابعتي اليومية. [/align]
gufm «hgliv[hk» jyjhg «ufdv» ,h]hvji jsh,l ,hg]ih ggjkh.g