جميع المصابات في انقلاب الحافلة يغادرن المستشفى باستثناء واحدة
أهالي رنية يشيعون جثماني الطالبتين وزميلاتهما يرفضن التوجه للكلية بالخرمة
ثواب آل هياف (رنية) عبدالله المقاطي (ظلم) عبدالعزيز الربيعي (الطائف)
شيع أهالي رنية في موكب حزين عصر امس جثماني الطالبتين المتوفاتين في حادث انقلاب حافلة نقل الطالبات صباح امس قرب الخرمة، فيما كن في طريقهن من رنية الى كلية التربية للبنات بالخرمة. شارك في التشييع حشد من الأهالي وأقارب الطالبتين وأولياء أمور الطالبات المصابات في الحادث اضافة الى مندوب من جامعة الطائف الذي قدم تعازيه ومواساته لذوي المتوفاتين. من ناحية اخرى توقفت حافلات نقل طالبات رنية الى كلية الخرمة امس بعد ان امتنعت جميع الطالبات الدارسات في كلية التربية عن التوجه للدراسة وذلك بعد ان خيم الحزن عليهن اثر رحيل اثنتين من زميلاتهن واصابة عدد كبير في الحادث المأساوي. الى ذلك شدد عدد من أولياء أمور الطالبات الدارسات في محافظتي الخرمة وبيشة على افتتاح كلية تربية للبنات في محافظة رنية تجنبا لحوادث الطرق التي راح ضحيتها خلال السنوات الماضية عدد من الطالبات اثناء توجههن الى الكلية في الخرمة والتي تبعد عن رنية 148 كلم عبر طريق ضيق مليء بالحفريات والابل السائبة.
وفي هذا الصدد يقول المواطن محمد السبيعي ولي أمر احدى الطالبات التي أصيبت في حادث الامس منذ ان التحقت ابنتي بكلية التربية بالخرمة وحتى الآن أعيش هاجسا مزمنا من حدوث مثل هذه الحوادث المفجعة حيث تغادر ابنتي في الثالثة والنصف فجرا وتعود في الخامسة مساء مستقلة حافلة تحمل عشرات الطالبات، حيث أبقى مع أفراد الأسرة نترقب في خوف وحذر عودتها سالمة من هذه الرحلة المخيفة لاسيما ان الطريق مهترىء ويعج بالحفر المتسببة في انحراف السيارات عن مسارها مما يؤدي لاصطدامها بأخرى وانقلابها أحيانا، معربا عن أمله في ان تضع الجهات المعنية حدا لمعانة الأهالي والطالبات من رحلات الخوف والرعب اليومية من وإلى الكلية.
فيما اشار عدد من أولياء أمور الطالبات الى انهم اضطروا لايقاف بناتهم عن الدراسة حفاظا على سلامتهن من هذا الطريق المكتظ بالشاحنات كما يقولون.
وعلمت “عـكاظ” ان محافظ رنية عويض الحربي رفع امس برقية الى سمو أمير منطقة مكة المكرمة لاطلاع سموه على الوضع اضافة الى برقية اخرى الى مدير جامعة الطائف يطالب فيها بسرعة النظر في ايجاد كلية للتربية للبنات في محافظة رنية لإنهاء معاناة الطالبات من الذهاب والاياب يوميا عبر طريق محفوف بالمخاطر.
وفيما غادر مستشفى الخرمة 21 طالبة من المصابات في الحادث بعد تلقيهن العلاج اشار عدد من الاهالي الى قصور الخدمات الاسعافية على طريق الخرمة- رنية حيث لم تباشر موقع الحادث سوى 4 فرق اسعافية فقط اثنتان من الصحة ومثلهما من الهلال الأحمر رغم العدد الكبير للمصابات مما اضطر المسافرين لنقل المصابات عبر السيارات الخاصة لافتين الى خطورة الوضع الاسعافي على طريق يشهد كثافة مرورية هائلة.
من جهته قال المتحدث الرسمي بصحة الطائف سعيد الزهراني ان فرق الصحة باشرت الموقع اثر تلقيها البلاغ وقامت بنقل عدد من الحالات معترفا بأن معظم الحالات تم نقلها عن طريق المواطنين قبل وصول الفرق الاسعافية للموقع، مشيرا الى ان الصحة كانت بصدد ارسال فرق طبية من مستشفيات الخرمة ورنية والمراكز الصحية لكن اتضح بأن جميع الحالات تم نقلها للمستشفى.
وعن عدد المصابات اللاتي غادرن المستشفى قال: لم يتبق سوى طالبة واحدة لا تزال منومة في مستشفى الملك عبدالعزيز بالطائف حيث غادرت 21 طالبة المستشفيات بصحة جيدة.