منذ, الرياض, خمس, خافت, يشكو, شاب, سنوات, على, عرب
يقضي لياليه في خرابة وصندوق شاحنة والحيوانات تهدد حياته
شاب يسكن على حافة أحد الأودية غرب الرياض منذ خمس سنوات
تحقيق - مناحي الشيباني: تصوير - حاتم عمر
على حافة أحد الأودية القريبة من المدخل الغربي لمدينة الرياض وداخل صندوق شاحنة رميت على حافة ذلك الوادي انتهى المطاف بشاب للعيش في ذلك المكان نهاراً وفي المساء يسكن في غرفة مهجورة بالقرب من ذلك الصندوق.
منذ خمسة أعوام تقريباً ويشاهده العابرون بالقرب من ذلك المكان، أصبح ذلك الشاب يتنقل بين صناديق تلك الشاحنة الثلاثة التي رميت على حافة الوادي في ذكريات لا تخلو من الألم ودون ان يشد منظره البائس عطف أحد العابرين من حوله الذين غالباً ما يتوقفون عند إحدى المحطات القريبة من موقعه لتعبئة سياراتهم بالوقود ثم يتابعون رحلتهم خارج العاصمة.
أما صاحبنا فينام ويصحو على نباح الكلاب التي تدفعه للهرب من نوم تحت ذلك الصندوق للنوم في غرفة مهجورة بالقرب من تلك المحطة وإذا هدأت أصوات الكلاب ليلاً وشعر بأشعة الشمس صباحاً تسلل لغرفته المظلمة المملؤة بأكوام النفايات نهض وهرول مسرعاً ليستظل بظل صندوق شاحنته الذي أصبح يؤنس وحدته المريرة
لم يعد يعرف معنى الخوف على حد تعبيره لي فعندما سألته عندما شاهدته مرتمياً في إحدى زوايا غرفته المظلمة والتي امتلأت بأكوام من العلب الفارغة والمخلفات من باقي أكل متعفن وأكياس مبعثرة وعدد من القطط التي فرت هاربة منا عندما هممنا بالدخول عليه لكن تلك القطط لم تهرب من صديقها الذي يعيش معها في ذلك المكان الموحش لأنها فيما يبدو ألفته وألفها!!
قلت له لا شك أنك تخاف من هذا المكان الموحش الذي تعيش فيه فأجابني مبتسماً لا!!
وعندما أمعنت النظر فيه شاهدت يديه ترتعدان من الخوف أما ابتسامته التي حاول ان يتصنعها لي فعكست واقعه المرير الذي يعيشه في هذا المكان الموحش لاحظته يجهل كيفية الطريقة التي يأكل بها عادة الأسوياء من البشر.
فعندما حاولت دعوته للمشاركة في الأكل بدأت يداه ترتجفان وأخذ يتناول طعامه بصعوبة!! لكنه يرى نفسه مثل الناس يأكل كما يأكلون ويشرب كما يشربون ويعيش كما يعيشون هكذا قال لي عندما حاولت الاسترسال معه في كشفت معاناته قائلاً لي أنا بخير والحمد لله (وأبي أترك هذا المكان وأروح في غرفتي عند الوادي!!!) تركني ونهض بصعوبة وذهب للنوم تحت صندوق الشاحنة على حافة الوادي الذي اعتاد النوم فيه صباحاً فيما أخذت أنا أتابعه في رحلته المريرة لعلني أفهم حكايته التي لا يزال مصراً على اخفائها وعندما رمى بجسمه الناحل تحت مسكنه الثاني في صندوق الشاحنة ولاحظت ثوبه الممزق ويديه المعروقتين وشماغه الممزق وعندما سألت أحد العاملين في المحطة القريبة عن حكاية ذلك الشاب الذي تجاوز عمره الأربعين عاماً قال لي ان هذا الشاب يعيش في هذا المكان الموحش من أكثر من خمس سنوات دون ان يحاول أحد مساعدته سوى بعض سالكي هذا الطريق الذين اعتادوا على رؤيته في هذا الصندوق فيرمون ببعض الخبز والمعلبات في المكان القريب منه ويغادرون المكان وأحياناً لا يجد من يساعده!! تأكد لي مجدداً أهمية تدخل الجهات المعنية ممثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة لنقله لمستشفى الصحة النفسية أو لدار الاخاء أو يتم نقله لدار الرعاية الاجتماعية لدراسة حالته وإنقاذ حياته ليعيش حياة كحياة البشر الذين يسلكون الطريق الذي ينام حوله يومياً في رحلاتهم اليومية لا كما هو عليه اليوم من بؤس وألم
المصدر
http://www.alriyadh.com/2007/11/23/article296331.html
إلى متى ياوزارة الشؤون الإجتماعية ووزارة الصحة !!!!!
الله يكون بعونه ولا يبلانا
ahf ds;k ugn phtm Hp] hgH,]dm yvf hgvdhq lk` ols sk,hj!!