أنا, الخُرافية, حبيبتُك
أنا حبيبتُك الخُرافية
أرقُص معي بين ذرّاتِ المطر بين الغُيوم بين النُجوم
وعلى ضَوءِ القمر
احكي لي أعذّب رواياتِ الحُب
واقصِص عليّ أجمل قِصص الغرام
واخبرني إن أبطال الحُب الأسطوري قد ماتوا
ولم يبقى مِنهُم إلا أنا وأنت
رواياتٌ وحكاياتٌ وقِصصٌ كلها انتهت وتحت التُرابِ دُفنت
ولم يبقى منها إلا الحروف
وأما نحن فقد بدأنا قِصتنا بالحروف فلا بُد أن ننهيها بِما هو مُختلِف
اخبرني إني في هذه الرواية التي سترويها لي أكون
حبيبتُك الخُرافية
فماذا تكونُ أنت لي ؟ لا أعرِف
وربّمَا أعرِف ولكني لن أفُصِح
فقط
سأكتبُ لك حتى آخر أنفاسي
فحروفي رغّم كلِ المشقّة ما زالت تستطيعُ أن تتنفس
حتى ولو كانت تلك أنفاساً مُغتصبه
****
اخِطفني من قصري وأرحل بي بعيداً إلى مملكتِك وإلى قصرِك
وتوّجني على عرشِك ودعّني أسكنُ بين حنايا قلبِك
احضّنّي بعيداً عن أعين الغُيوم الحاسِدة التي من شدةِ غيضِها ربّما تبكي
وأهدني اكليلاً من الورودِ لتحكي لي كل وردة قِصتنا الخرافية
وأطربني بكلماتِ الحُب التي تقطرُ مِن شهدِ لِسانِك
فتكون ليست مجرّد كلمات
اصهرني بها وامزجني معها ودعها تأخذني فيها لأجمل المتاهات
****
أتعلم
قد أصابني مسٌ مِن جنونِك
مِن حروفِك وكلماتِك وربّمَا من همساتِك
نحن على حافة الجنون إلّتقينا
وأقتحمّنا معاً عالماً مسحور
وأخترقنا أشباحاً وناراً ودخان
حتى تجاوزنا المتاهات
وتشبثنا ببعضنا ونادينا حُلمنا
واستطعنا بمعجزةٍ تُسمى العِشق أن ننجوّ مِن الهلاك
***
أمطرِني بحروفكِ لتي بِتُ لها مُدمِنة
وصِرتُ لها أشتاق
***
نحنُ في كتابِ الأساطيرِ ولِدنا
ومِن الأبجديات تشكلّنا
فأنا وأنت أبطالٌ مِن صُنعِ الحروف
ولكن أرواحنا على الحروف تمرّدت
ومِن بعدِ تمرُدِها جُنّت
فيا ويّحي ويا حسرتي
على عقلٍ مِن روحي أعتزل
وعن جسدي قرر أن يرتحِل
ويا سعدي ويا فرحي
من حُبٍ سكن وتغلّغل في أرجاءِ روحي
وطاب لهُ المُقامُ بين حنايا جسدي
***
يا روحيّ المُغّرمة أرجوكِ إن لقيتِه
ابتلعي حروف العِشقِ وعن الكلامِ أصمتي
وإياكِ ثّم إياكِ أيتها المجنونة عن شوقي له أن تفّضحي
فأنا أستحلفكِ بحبهِ عن حروفِ حبي وجنوني به إلا تُفصحي
***
أتعّلم
إني غادرتُ للتوِ صفحات الأسطورة
لأسكن عالم الخيال حيث ألقى طيفُك
فأكون لروحِك أقرب
***
حبي لك عن كلِ البشر مُختلف
حبٌ عذريٌ طاهر وكقطراتِ الماءِ نقي وكهدوءِ الليل ساكن
ولكنه قد تعدّى كل مساحات ومواكب وتيارات الجنون
فعلّمني كيف أصفه لك ؟!
فحروفي إن كتبتهُ بحبرِ قلمِها سوّف تخّجل
وريشتي إن رسمتهُ بألوانِها أنا مُتيقنة إنها سوّف تثّمل
وإن تجاهلتهُ روحي وتمنّعت وكابرت
ستموتُ إن أراد عنّها أن يرحل
***
اقترِب مِن روحي أكثر
أريد أن اسقيك رشفاتٍ قليلة من نهرِ حُبي
ولكن حاذِر فمِن هذا القليل ربّما تغرق
وأنا معك بالطبعِ سأغرق
لا تلمني في هذا الغرق
فأنت من أتى يطلب جنوني
فتحمّل فهذه فقط بدايةُ نوباتِ جنوني
***
أنا كنت أبحث عن نفسي عن ذاتي عن روحي
ولكني
وجدّت معها شيء مختلف
لم أكن أبحثُ عنّه
وجدّتك أنت تقفُ أمام حروفي مُنصِتاّ
بأبتسامةٍ كانت عذّبة
فما كان منّي إلا أن أبتسِم
فباتت روحي
تارةً تتحاشاك وتارةً تضعُف وتارةً تهرُب
ولكِنها تعودُ بعد ذلك بلهفةٍ وشوقٍ وشغفٍ للقائِك
***
أنا أعيشُ في أحلامِه وأنامُ بين أهدابِ عينيه
أنا وردةٌ مغروسةٌ في قلبه ويسقيها هو بدمِه
أنا ملكةٌ تتربع فخراً وعِزاً في بِلاط عرشِه
أنا ملاكهُ الذي يرافقه ويحرسهُ في كلِ خطواتِه
أنا قلمهُ الذي يخط بهِ أجمل الكلمات
أنا ريشتُه التي يرسُم بها أجمل اللوحات
أنا ملهِمتُه وقارئةُ أفكارِه
أنا مِرآته التي تعكِسُ حبهُ المجنون المختبئ خلّف أحشائِه
أنا أنفاسُه أنا نبضاتُه
أنأ شمسُه أنا قمرُه
أنا حبيبتهُ الخرافية
***
أجبني
ماهذا القلبُ
المُحب المُغرم العاشِق الثائِر الكائِن بين أضلاعِك
ماهذه الروح
الشفافةُ الحالمةُ الهائمةُ الهادئةُ التي تحتويك
لا تُجِب
فإن أجبتني كثُرت إستفهاماتي وتتالت عليك أسألتي
أكتفي بالصمت وأنت تقرأني
لا تتكلم أرجوك حتى ولو كان كلامك مجرّد همسات
فربّما يحوّلني الهمس إلى رماد
فأنا أموت مِن صمتِك ولكني أحترِق بلهيبِ حروفِك
فماذا أفعل ؟
أجبني ولكن بصمت
فروحك حينما تقترِبُ من روحي
تُربكني وتُبعثرني
وفي متاهات الضايع تتركني
***
أنا لم أصنع مصيري بيدي ولم أخط في الأسطورةِ قدري
فلقائنا الأول كان مجرّد صُدفةٍ عمياء
ولكِنها مع مرور الأيامِ أبصرت
تسللت إلى عينيها خيوطُ الضوء ثم أنتشرت
حتى وصلت إلى روحينا لتُشِع وتتوهج
وتنبض قلوبنا ويكتسي عينينا بريق الحُب الآخاذ
***
صدّقني
أنا بشر كبقيةِ البشر
جسدي مِن ترابٍ خُلِق
وروحي كبقيةِ الأرواح
ولكن سِر أختلافي عنهم أيها العاشق
أني بكلِ فخر
مِن هذه اللحظة وإلى الأبد
سأبقى لك أيها المجنون
~ حبيبتُك الخُرافية ~
رعشة قلم
Hkh pfdfjE; hgoEvhtdm