[align=justify]\
" الحكاية الأولى "
أفقت على صوت المضيف وهو يحدثني بالانجليزية ولكن بلكنة هندية صرفة وأنا أحاول إستجماع شتات عقلي بعد غفوة غير مريحة آلمني ظهري لأيامٍ بعدها , وإذا به يقول " سيدي لقد وصلنا " أومأت له برأسي موافقا فأنصرف .
قمت مسرعا وأخذت "الجاكيت" محاولاً إدارك ذاك الصف الطويل الممتد عند طاولات مسؤلي الجوازات . اخذ الجواز ونظر إليّ ممعنا حتى إنتابني الشك بأن الصورة التي في الجواز ليست لي , ختم الجواز وسلمه إليّ وقال مرحبا بك في بريطانيا ولكن هذه المرة لم يقل سيدي .
كان بإنتظاري رجلا أضنته الغربه , وأتعبه الجري وراء لقمة العيش , رجل بسيط مصري الجنسية دمث الخلق أمين على أموال إخوانه المسلمين إسمه سيّد . أخذت أبحث في لوحات المستقبلين علّي أجد لوحة كتب عليها إسمي لأنني لم أقابل هذا السيد قبل هذه المره وكل معرفتي به كانت عبر الهاتف , ارتسمت ابتسامة خفيفة على محياي عندما رأيت تلكم اللوحه وقد كتب عليها عمر الشمري سلّمت على حاملها فأخذ الحقائب عني مع إصرار على ذلك
ليس المغزى من قصتي ما سبق
ولكن ما سيأتي هو الأهم وهو المغزى
لأول مرة أتصفح وجه هذه الفاتنة الكهله , تلك الفاتنة التي قد خط الزمن على محياها علامات الكبر .
تلك الفاتنة التي لم يبق من جمالها إلا ذكريات تباهي بها باقي نساء العالمين . ولكن ومع كل فتنتها فهي مكفهرة الوجه عابسة المحيا تبعث البؤس في النفس , هذه الفاتنة هي لندن , هي إليزابيث العجوز
هي تلكم الشمطاء التي ملكت العالم ذات يوم .
بارد ليلها كبرود دم ساكنيها , يجمعون كل علوم الدنيا ولكنهم لا يملكون خلق روح المحبة حتى بين الأب وابنه .
مفككي المشاعر , لو درت شوارع لندن كلها لن ترى سوى إبتسامات صفراء مصطنعه , يفتقرون الى السعادة الحقيقيه .
هم كزجاجة في الصحراء تراها تلمع من بعيد فتحسبها شيئا ثمينا وحينما تقترب تكتشف انها ليست إلا قطعة زجاج .
فقط كنت أريد أن أقول " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن إبتغينا العزة بغيره أذلنا الله "
والحمدلله على نعمة الإسلام ونعمة المحبة التي نملكها في بلادي
\\
عمر الشمري[/align]