عندما تلتفت يمنة ويسرة ولمن حولك في هذا المجتمع باكثرية اطيافه
هناك دوما قدر من التذمر الفردي من الخيبه الدائمه
حتى اصبحت موجه عاليه من عدم الرضا والقناعه
حتى لايكاد يخلو بيت او جلسه اجتماعيه او عمليه
من تبادل مسائل الحياه المتنوعه وشؤونها المتعدده
الجوانب على المستوى الفردي من شحنات متزايده
من مرارات الشكوى والنوح على الزمن والظروف
والأحوال العامة والخاصة!!
فلا الشباب قانعون ولا هم يقبلون بوضع كائن
ولا الفتيات متقبلات لما هي عليه ظروف حياتهن
التي تعيقهن عن الزواج والحصول على وظيفه
ولا الأطفال راضين عما يتاح لهم بأضعاف ما اتيح لسابقيهم
ولا السيدا ت المتزوجات أوالعاملات
راضيات عن بيوتهن واعمالهن
ولا الرجال قانعون بأنجازاتهم الوظيفيه او امتيازات الذكوره
داخل منازلهم!!
فكثير من الكل ساخط منهم ومتذمر
اصبح معظمنا مجتمع تهجره ابتسامة الرضا
اصبح اغلبنا قافله من المتذمرين يقودها الأب في أسرته
أسفا على قيم الجيل الضائعه وعالم الماضي الجميل
وتذكي نارها الوالده بمزيد من الاشتعال والغضب
على احوال المجتمع الذي لم يحقق لها القدرة
عل الحصول على كافة المكاسب الأستهلاكيه
الهائله التي اضحى التباهي بها هو القيمة العليا
وبين هذا وذاك يعلو صوت الأحتجاج لدى الأولاد والبنات
كل يشتكي من حظه ال**** لعجزه عن تلبيه رغبة
عارمة في الصرف لمقابلة الاحتياجات الأجتماعية
المتزايده ومواكبة الزملاء والأصحاب او رغبة
بالسفر او شراء سياره فارهه.
الى الأطفال الذين لم تعد الحياه بأكملها كافيه لمواجهه
شراهة متطلباتهم المتزايده في مواجهه عجزهم
المباشرعن تحمل مسئولية انفسهم
وفي النهاية نبقى كمجتمع بلا ابتسامه فالماديات طغت
واخفت الابتسامه من على الوجوه وربما هذا
يرتبط ايضا بقيم الصحراء والبداوه فينا التي تتحفظ في قبول
الفرح مقابل جحود الصحراء القاسية التي تلتهم
من بداخلها او هو العقل الباطن فينا يجتر كل
المرارات ليعيد بعثها من جديد متناثره
في طيات ثقافنا المحليه وممزوجه بواقع تخبطنا
بين تشبث بالتقليدي ورفض قاطع للقادم او قبول
محموم للجديد لدرجة الأفراط
اننا نبدو وكأننا نستمتع بالعزف على وتر مرارت الشعور
بالخيبه والأحباط والخوف وتتوارى كل الأشياء
الجميله امام اعيننا وان كانت صغيره في حياتنا دون أن نراها
وننسى أننا نحتاج للتأمل في جماليات الحياه حولنا
والى ارغام قافلة التذمر على التمهل على الأقل وليس التوقف!!
اذن كن جميلا ترى الوجود جميلا
وابتسم تبتسم لك الحياه وكفاك تذمرا وكن شاكرا لربك
على النعم و راضياً بها فيعطيك الله الأكثر منها
الحمدالله على النعم والله احنا في خير ونعمه غيرنا ماعنده ربعها.
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك"