[ انتكاس الفطرة ]
في موقف ليس له مثيل في هذه الحياة
ومع تصاعد الصرخات وتزايد الآلام واقتراب قص قيد المولود من والدته
تخرج النطفة لحماً ويصرخ بكاءً بفطرة المولود
ومن وسط هذا الألم القاتل تأتي رحمة الأم بحضن من سبب لها كل تلك المشاكل
فـ يا لها من رحمة تنكس الفطرة !!
وما أغربها من شفقة تؤدي إلى نقمة !!
فـ ( ما من مولد إلا يولد على الفطرة
فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
وهذا ما حدث مع اختلاف العقائد والمذاهب
وتلوث العادات بالسموم وتداخل أفكار وتمازج الحاضر بالماضي
مما أدى إلى انقلاب التصورات وانتكاس الفطر
فـ تغير الناس من بعدها فـ أصبح قليل هم الآن من يفرق بين
الغث والسمين والكبير والصغير وحلال والحرام
أصبح المنكر معروفاً والمعروف منكراً !!
نطيل أظافر الأنامل ونظهرها مظهر جمال !!
نـُحلل الموسيقى والألحان ونهجر آيات القرآن !!
ندعي تطبيق الحرية في المقابل نمنع الحجاب !!
نعيب زواج الصغيرات ونسمح لهن بالخروج سافرات !!
تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال وانتشر اللواط والسحاق !!
فـ أين [ فِطْرَتَ اللهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ] ?!!
إن اختلاف الفطر بدأ منذ الصغر
كانت البراءة هي ملامحنا والسماحة هي عادتنا
نبكي وما أسرع ما نضحك ونصرخ بقلب يملأه الفرح
ننظر إلى هذا العالم الكبير بأبسط الأمور
ولكن دوام الحال أمر فعلاً محال
فـ غير الآباء كل هذه الطفولة إلى حقد وحسد ومصدر للخطورة
بالتأكيد أن النيئة للآباء هي التغير للأفضل والأحسن والأجمل
ولكن الآباء [ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ] فقط
وغالباً لا يدرون ما هو الصحيح من الخطأ
فـ المشكلة تكمن في تربية الآباء
ولقد بين الله جل وعلا كيف بدأ الكفر لدى الكفار
فـ الآباء يظنون أنهم ينصحون ولكنهم يغوون الأطفال
[ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ]
ننظر اليوم بين طيات الصحف وصفحات المجلات
فـ ننظر أن الأمر تغير ونتيجة الانتكاسة تظهر
فـ يتكلمون بلسان الناصح وهم يصورون المر حلوا
فهم [ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ] !!
ويريدون أن يغيروا [ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ] ؟!!
[ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ] ؟!!
وتتأكد من اختلال الفطرة وانقلابها
عندما تنصحهم بقولك [ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ]
ويكون ردهم [ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ] !!
[ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ
أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ]
يبدوا أن الزمان قد أتى
عن أنس بن مالك رضي الله عنه , قال :
قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم
( يأتي على أمتي زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر )